تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 5 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 139

الموضوع: * فوائد متنوعة متجددة :

  1. #81

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    جزيت خيرا على الفوائد الرائعة القيمة ، نفع الله بك وبما تكتب ، وأجزل لك الأجر و المثوبة .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبو معاذ البخاري
    قال ابن عبدالهادي (ت744هـ) في الطبقات :
    (قلت: وقد طالعت أكثر كتاب (الملل والنحل) لابن حزم فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة, وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه.
    [color=red
    لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد[/color] , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة.
    وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة, ثم نظر في الكتاب والسنة فوجد ما فيهما من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه فصار في الحقيقة حائراً في تلك المعاني الموجودة في الكتاب والسنة, فروغ في ردها روغان الثعلب, فتارة يحمل اللفظ على غيره معناه اللغوي, ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلاً, بل هو بمنزلة الأعلام, وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق, كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات, وقول الذي كان يلزم قراءة (قول هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن عز وجل, فأنا أحب أن أقرأ بها.
    ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل.

    وفي كلامه على اليهود والنصارى ومذاهبهم وتناقضهم فوائد كثيرة, وتخليط كثير, وهجوم عظيم, فإنه رد كثيراً من باطلهم بباطل مثله, كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات.
    وكثيراً ما يلعن ويكفر و يشتم جماعة ممن نقبل كتبهم كمتىً ولوقا ويوحنا وغيرهم, ويقذع في القدح فيهم إقذاعاً بليغاً.
    وهو في الجملة لون غريب وشيء عجيب, وقد تكلم على نقل القرآن والمعجزات وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن .) اهـ
    صدق الإمام ابن عبد الهادي ،،،،،

  2. #82

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    إخوتي الأفاضل : خليل + قلبي مملكه , زادكم ربي من فضله وأحسن إليكم ..
    60 ـ "أحكام المنسي" :
    قال العلامة الحافظ العلائي في نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد : [236 - 238 ] :
    (.. ثم هنا تفصيلٌ حسنٌ لأقسام المنسي , ينبغي ذكره لما فيه من الفائدة , وهو أن الشيء المنسي على أقسام :
    الأول : نسيان العبادات المأمور بها رأسا , وذلك على ضربين :
    أحدهما : أن تفوت المصلحة التي شرعت لها العبادة ولا تقبل التدارك ؛ كالجهاد والجمعات وصلاة الكسوف وصلاة الجنازة في بعض الصور ؛ فهذه وأمثالها تسقط بالفوات ولا يشرع تداركها .
    وثانيهما : ما يقبل التدارك , لأن غرض الشرع تحصيلُ مصلحته كمن نسي صلاة أوصوماً أو حجاً أو عمرة أونذرا أو كفارة ؛ فيجب عليه تداركها ، قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" .
    وهذا لا خلاف فيه بين الأمة .

    القسم الثاني : نسيان المنهيات عنها لذواتها إذا فعلت على وجه النسيان ، وهو على ضربين أيضاً :
    أحدهما : ما لا يتضمن إتلاف حقٍّ للغير ، كمن نسي نجاسة الطعام فأكله ؛ أو كوَّن هذا الشراب خمراً فشربه [يعني ناسياً] ونحو ذلك ، فلاشك أنه لا يتعلق هنا إثم ولا حدٌّ ، ولا تعزيرَ لنسيانه ، ولا تدارك هنا لأن المنهي إذا وقع وتحققت مفسدته لم يمكن رفعها ، وما شرع في معاملته من الحد أوالتعزير إنما شرع زاجرا عن المعاودة ، وذلك إنما يكون في حالة الذُّكر دون النسيان .
    والضرب الثاني : ما يتضمن إتلافاً لملك الغير ؛ كمن باع طعاما ثم نسي أنه باعه فأكله ؛ فلا إثم عليه في ذلك ؛ ولكنه يلزمه ضمانه ، إما بالمثل أو بالقيمة لمالكه ، لأن الضمان من الجوابر ؛ والجوابر لاتسقط بالنسيان .

    = وينشأ من هذين الضربين ما كان من المنهيات له جهتان ويتعلق به حق لله وحق للعباد ، كالقتل والزنا ، فإذا قتل خطأ فهو كالنسيان فلا إثم ، والقصاص الذي هو زاجر سقط لنسيانه ، والضمان بالدِّية لا يسقط فإنها كبدل المتلف الذي فوته ، وهو حق للآدمي .
    وكذلك الكفارة لا تسقط لأنها شرعت جابرة لعدم التحفظ ، لا مكفرة للإثم إذ لا إثم هنا .
    ومثل هذا : الزنا ، فإذا أبان زوجته ثم نسي طلاقها فوطئها ، أو باع جاريته أو أعتقها ، ثم نسي ذلك فوطئها ، فلا إثم لنسيانه ، ولاحد أيضا لما تقدم أن الزجر إنما يصلح للذاكر ، ولكن يلزمه ضمان ما أتلف من البضع بمهر المثل ، لأنه حق للآدمي جابر لما أتلفه ولا يسقط بالنسيان .

    القسم الثالث : نسيان الشروط المصححة للعبادة بالترك ؛ أو المفسدة لها بالفعل ، وهذا على ضربين أيضاً :
    أحدهما : نسيان المأمورات التي وجودها شرطٌ في صحة العبادة كالوضوء مثلا ، فالذي يُسْقِطُه النسيان هنا الإثمَ والعقوبةَ في الإقدام على العبادة من غير شرطها ، ويجب عليه إعادة الصلاة تداركا للمأمور ، لأن الغرض من تحصيل مصلحته لم يوجد .
    وثانيهما : نسيان المنهيات المنافية [فإن لم يكن من قبيل الإتلاف] كالكلام في الصلاة ، والأكل والأفعال فيها ، والأكل في الصوم ، وغير ذلك من منافيات العبادات فلا يبطلها الإتيان بهذه الأشياء على وجه النسيان ، لأنه لم يقصد إفسادها ، وبالأدلة الدالة على مفردات ذلك : لقوله صلى الله عليه وسلم : "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" .. وبنائه صلى الله عليه وسلم في أحاديث ذي اليدين هذه على صلاته ؛ مع كلامه وأفعاله المنافية على وجه النسيان ...
    أمَّا إذا كان ذلك من قبيل الإتلاف كقتل الصَّيد في الإحرام وحلق الشعر وتقليم الأظفار ؛ فلا تسقط كفارته لما تقدمت الإشارة إليه أنها جابرة , والجوابر لاتسقط مع النسيان ...) اهـ .

  3. #83

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    61 ـ مما بقي على أبي الحسن الأشعري :
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح [361/13] [رقم : 7375 كتاب التوحيد : باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تعالى. ] :
    (قوله : "فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله فإذا عرفوا ذلك" = مضى في وسط الزكاة من طريق إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بلفظ : "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله" وكذا أخرجه مسلم عن الشيخ الذي أخرجه عنه البخاري , وقد تمسك به من قال أول واجب المعرفة كإمام الحرمين ... وقد ذكرت في كتاب الإيمان من أعرض عن هذا من أصله وتمسك بقوله تعالى : "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها" وحديث : "كل مولود يولد على الفطرة" فإن ظاهر الآية والحديث أن المعرفة حاصلة بأصل الفطرة , وأن الخروج عن ذلك يطرأ على الشخص , لقوله عليه الصلاة و السلام : "فأبواه يهودانه وينصرانه" , وقد وافق أبو جعفر السمناني - وهو من رؤوس الأشاعرة - على هذا , وقال : إن هذه المسألة [يريد : أول واجب على العبد المعرفة] بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة , وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه , وأنه لا يكفي التقليد في ذلك . . انتهى .) اهـ .

  4. #84
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    بوركتت و جزاك الله خيرا و رفع الله شأنك ..................

  5. #85

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    الأخ الفاضل الطيب : عمار , بارك ربي في صبحك ومسائك وألحقنا جميعا بالصالحين .. آمين .
    62 ـ "العلم وسيلة والإخلاص غاية" :
    قال شيخ الاسلام بن تيمية -رحمه الله - في درء التعارض : [66/6] :
    (وكل مراد محبوب لذاته فلا معنى لكونه مراداً محبوبا لذاته إلا أن ذاته هو غاية مطلب الطالبين , بمعنى أن ما يحصل لهم من النعيم واللذة هو غاية مطلوبهم لا يطلبونها , لأجل غيرها , فأما بتقدير أن تنتفي كل لذة فلا يتصور حب , فإن حب ما لا لذة في الشعور به ممتنع .
    ... لكن يفرق بين من يكون قد عرف الله معرفة أحبه لأجلها وبين من سمع مدح أهل المعرفة فاشتاق إلى كونه منهم , لما في ذلك من الشرف , فإن هذا في الحقيقة إنما مراده تعظيم نفسه وجعل المعرفة طريقا إليها .
    وكذلك كل من أراد الله لأمر من الأمور ؛ كما حكي أن أبا حامدٍ بلغه أن من أخلص لله أربعين يوما تفجَّرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه , قال : ( فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شيء!! , فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي : إنك إنما أخلصت للحكمة لم تخلص لله !! )
    وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة أو نيل المكاشفات والتأثيرات أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غير ذلك من المطالب , وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه , فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص لله وإرادة وجهه كان متناقضا , لأن من أراد شيئا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته ؛ والأول يراد لكونه وسيله إليه , فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالما أو عارفا أو ذا حكمة أو متشرفا بالنسبة إليه أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك ؛ فهو هنا لم يرد الله بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى وإنما يريد الله ابتداءً من ذاق حلاوة محبته وذكره , وفطر العباد مجبولة على محبته لكن منهم من فسدت فطرته . اهـ

    قال الشاطبي في الموافقات 1/60:
    (كل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يكون حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله تعالى ، لا من جهة أخرى ، فإن ظهر فيه اعتبار جهة أخرى فبالتبع ، والقصد الثاني لا بالقصد الأول ، والدليل على ذلك أمور :
    أحدها: ما تقدم في المسألة قبلُ أن كل علم لا يفيد عملا فليس في الشرع ما يدل على استحسانه ، ولو كان له غاية أخرى شرعية ؛ لكان مستحسنا شرعا ، ولو كان مستحسنا شرعا لبحث عنه الأولون من الصحابة والتابعين ، وذلك غير موجود فما يلزم عنه كذلك .
    والثاني : أن الشرع إنما جاء بالتعبد ، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام كقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله) الآيات (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) ... وما أشبه ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصى كلها دال على أن المقصود التعبد لله .
    والثالث: ما جاء من الأدلة الدالة على أن روح العلم هو : العمل ، و إلا فالعلم عارية ، وغير منتفع به ، فقد قال الله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ، وقال (وإنه لذو علم لما علمناه) قال قتادة: يعني: لذو عمل بما علمناه ..
    والأدلة على هذا المعنى أكثر من أن تحصى ، وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعي ، وإنما هو وسيلة إلى العمل ، وكل ما ورد في فضل العلم ، فإنما هو ثابت للعلم من جهة ما هو مكلف بالعمل به .) اهـ .

    فإياك إياك يا طالب العلم أن تتخذ من الإخلاص والتعبد وسيلة لنيل العلم الشرعي .. فالعلم وسيلة .. والإخلاص غاية .. وهذا - والله - مزلق ضيق خطير يتسلح به الشيطان ليتمكن به من طالب العلم , فتراه يتنسك ليفتح الله عليه في الفن الفلاني .. أو يصوم ليسهل عليه استذكار المتن الفلاني .. والله المستعان .. وقانا الله و إياكم مداخل الشيطان .. وبلغنا وإياكم منازل المحسنين .. آمين .

  6. #86

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    63 ـ "همٌّ لا سبب له" :
    قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي [111/14] في تفسير قوله تعالى : "وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله" :
    ( ... وروي عن عائشة : "ما أعلنت فإن الله يحاسبك به , و أمَّا ما أخفيت فما عجلت لك به العقوبة فى الدنيا " وهذا قد يكون ممّا يعاقب فيه العبد بالغمِّ , كما سئل سفيان بن عيينة عن غمٍّ لايعرف سببه ؛ قال : "هو ذنب هممت به فى سرك و لم تفعله فجزيت همًّا به",فالذنوب لها عقوبات السِّر بالسِّر , والعلانية بالعلانية ..) اهـ .
    اللهم إنا نعوذ بك من الهم والغم ..

  7. #87
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    44

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    نريد المزيد من هذه الدرر أحسن الله إليك وكتب الله لك الأجر والمثوبة, ووفقك الله إلى كل خير...

  8. #88

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    - أخي الطيب "سعد" أشكر لك تشجيعك الطيب ودعاءك الطيب , وأسأل ربي أن يبارك لك في صبحك ومسائك ..
    64 ـ مثل رائع [ترك الآداب يفضي إلى ..] :
    في غذاء الألباب [36/1] :
    (وَقال الحجَّاوي فِي شرحه : يقال مثلُ الإِيمان كمثَل بلدَةٍ لها خمس حصونٍ : ، الأَول من ذهبٍ ، والثاني من فضَّةٍ ، والثالث من حديدٍ ، والرابع من آجرٍّ ، والخامس من لبنٍ ، فما زال أهل الحصن متعاهدين حصن اللَّبنِ لا يطمع العدو في الثاني ، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني ثمَّ الثالث حتَّى تَخْرَبَ الحصون كلُّها ، فكَذلك الإيمانُ في خمس حصون اليقين ، ثمَّ الإخلاصُ ، ثمَّ أَداء الفرائض ، ثمَّ السُّنَن ، ثمَّ حفظ الآداب ، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشَّيطان لا يطمع فيه ، وإذا ترك الآدآب طمع الشَّيطان في السّنن ، ثمَّ في الفرائض ، ثمّ في الإخلاص ، ثمَّ في اليقِينِ . )اهـ .

  9. #89

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    65 ـ "كتب شيخ الاسلام ابن تيمية "
    في العقود الدرية ص [65] :
    (... ويسأل عن الشيء فيقول : "قد كتبت في هذا" ، فلا يدري أين هو ، فيلتفت إلى أصحابه ، ويقول : "ردوا خطي وأظهروه لينقل" ، فمن حرصهم عليه لا يردونه ومن عجزهم لا ينقلونه ، فيذهب ولا يعرف اسمه .
    فلهذه الأسباب وغيرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه ، وما كفى هذا إلا أنه لما حبس تفرق أتباعه وتفرقت كتبه وخوفوا أصحابه من أن يظهروا كتبه ، فذهب كل أحد بما عنده وأخفاه ، ولم يظهروا كتبه فبقي هذا يهرب بما عنده وهذا يبيعه أو يهبه وهذا يخفيه ويودعه ، حتى إن منهم من تسرق كتبه أو تجحد فلا يستطيع أن يطلبها ولا يقدر على تخليصها ، فبدون هذا تتمزق الكتب والتصانيف ، ولولا أن الله تعالى لطف وأعان ومن وأنعم وجرت العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه لما أمكن لأحد أن يجمعها .
    ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فسد منها ورد ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجبا ، يعلم به كل منصف أن لله عناية به وبكلامه ، لأنه يذب عن سنة نبيه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .) . انتهى .

    قلت : صدق ـ والله ـ , فما تعدد طبعات كتب الإمام واستشراحها واستخراج وتحقيق المخطوط منها بعمل دؤوب لايطرقه كلل ولا ملل = إلا آية دالة على جميل رعاية الله لعلم هذا الإمام , وصيانة دينه ..

  10. #90

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    66 ـ "تقديم الأبناء للتدريس .. بحكمة !!"
    في طبقات الشافعية للسبكي [399/10] :
    (وشغر مرة مكان بدار الحديث الأشرفية , فنزلني فيه , فعجبت من ذلك ؛ فإنه كان لا يرى تنـزيل أولاده في المدارس , وها أنا لم ألِ في عمري فقاهة في غير دار الحديث , ولا إعادة إلا عند الشيخ الوالد , وإنما كان يؤخرنا إلى وقت استحقاق التدريس , على هذا ربانا - رحمه الله - فسألته فقال : ليقال إنك كنت فقيها عند المزي !! .
    ولما بلغ المزي ذلك ؛ أمرهم أن يكتبوا اسمي في الطبقة العليا , فبلغ ذلك الوالد فانزعج , وقال :
    "خرجنا من الجد إلى اللعب , لا - والله - عبد الوهاب شابٌّ , ولا يستحق الآن هذه الطبقة , اكتبوا اسمه مع المبتدئين" , فقال له شيخنا الذهبي : "والله هو فوق هذه الدرجة وهو محدث جيد" , هذه عبارة الذهبي , فضحك الوالد وقال : "يكون مع المتوسطين" .) اهـ .

  11. #91

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    67 ـ " عقوبة العالِـم .."
    قال الشوكاني ـ رحمه الله في تفسير قوله تعالى : "ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" :
    (وفي هذه الآية من الوعيد الشديد الذي ترجف له القلوب ، وتتصدع منه الأفئدة ، ما يوجب على أهل العلم الحاملين لحجج الله سبحانه ، والقائمين ببيان شرائعه ، ترك الدِّهان لأهل البدع المتمذهبين بمذاهب السوء ، التاركين للعمل بالكتاب والسنة ، المؤثرين لمحض الرأي عليهما ؛ فإن غالب هؤلاء ، وإن أظهر قبولاً ، وأبان من أخلاقه ليناً لا يرضيه إلا اتباع بدعته ، والدخول في مداخله ، والوقوع في حبائله ، فإن فعل العالم ذلك بعد أن علمه الله من العلم ما يستفيد به أن هدى الله هو ما في كتابه ، وسنّة رسوله ، لا ماهم عليه من تلك البدع التي هي ضلالة محضة ، وجهالة بينة ، ورأي منهار ، وتقليد على شفا جرف هار ، فهو إذ ذاك ما له من الله من وليّ ، ولا نصير ، ومن كان كذلك ، فهو مخذول لا محالة ، وهالك بلا شك ولا شبهة .) اهـ .
    نسألك اللهم العافية ..
    قف أيها العالم مع هاتين الآيتين :
    ـ قال تعالى مخاطبا رسول الأمة : "وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)" الإسراء .
    ـ وقال أيضا لمعلم الأمة : "وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)" المائدة .

    تأمل خطاب الله لنبيه , كيف يحذره من الفتنة عن بعض ما أنزله عليه , ويبين له أنه إن اتبع هوى الناس يتخذونه حِباً بل خليلاً , ويصرح له بترك نصرته وترك ولايته له إن فعل ذلك ..

  12. #92

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    68 ـ ممحقات الصغائر ماذا تكفر إن لم تجد الصغائر :
    قال الإمام النووي في شرح مسلم [112/3] باب فضل الوضوء والصلاة عقبه في شرحه لحديث حمران في الوضوء :
    (- قوله صلى الله عليه وسلم: "كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله" معناه : أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر ، وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة ، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الأحاديث يأباه ، قال القاضي عياض: هذا المذكور في الحديث من غفران الذنوب ما لم تؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة ، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله والله أعلم .
    - وقوله صلى الله عليه وسلم: "وذلك الدهر كله" أي : ذلك مستمر في جميع الأزمان.
    - ثم إنه وقع في هذا الحديث: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة" , وفي الرواية المتقدمة : "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" , وفي الرواية الأخرى : "إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها" , وفي الحديث الاَخر: "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة" , وفي الحديث الآخر : "الصلوات الخمس كفارة لما بينهن" , وفي الحديث الآخر : "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" = فهذه الألفاظ كلها ذكرها مسلم في هذا الباب .
    - وقد يقال إذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة ؟ ، وإذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات ورمضان ؟، وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين ، ويوم عاشوراء كفارة سنة ، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.؟
    والجواب ما أجابه العلماء : أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفي ر، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات ، وإن صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم .) اهـ .

  13. #93

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    69 ـ عاشوراء :
    في لطائف المعارف لابن رجب في معرض كلامه عن فضائل يوم عاشوراء صـ [55] :
    (.. وأما التوسعة فيه على العيال فقال حرب : سألت أحمد عن الحديث الذي جاء: "من وسع على أهله يوم عاشوراء" فلم يره شيئا وقال ابن منصور : قلت لأحمد : هل سمعت في الحديث: "من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة" فقال: نعم رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد عن المنتشر - وكان من أفضل أهل زمانه - أنه بلغه : "أنه من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته" , قال ابن عيينة : "جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خير" .
    وقول حرب "إن أحمد لم يره شيئا" إنما أراد به الحديث الذي يروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا يصح إسناده ؛ وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء ؛ وممن قال ذلك محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وقال العقبلي: هو غير محفوظ , وقد روي عن عمر من قوله , وفي إسناده مجهول لا يعرف .
    ... وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار كتاباً قال فيه : قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام :{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقولوا كما قال نوح: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقولوا كما قال موسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} وقولوا كما قال ذو النون: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.) اهـ .

  14. #94

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    70 ـ
    قال شيخ الاسلام في الرد على المنطقيين في معرض كلامه عن شناعات القول بوحدة الأعيان :
    ( .. وهؤلاء المتفلسفة ومتصوفوهم كابن سبعين وأتباعه يجوِّزون ان يكون الرجل يهودياًّ , أو نصرانياً أو مشركاً يعبد الأوثان , فليس الإسلام عندهم واجباً , ولا التهود والتنصر والشرك محرماً , لكن قد يرجحون شريعة الإسلام على غيرها , وإذا جاء المريد إلى شيخ من شيوخهم وقال : أريد أن أسلك على يديك , يقول له : على دين المسلمين أو اليهود أو النصارى !! فإذا قال له المريد : اليهود والنصارى أما هم كفار ؟؟ , يقول : لا!! , ولكن المسلمون خير منهم !! , ...
    وهذا أيضا أكثر اعتقاد علماء النصارى وكثير من اليهود : يرون دين المسلمين واليهود والنصارى بمنزلة المذاهب في دين المسليمن , فيجوز للرجل عندهم أن ينتقل من هذه الملة إلى تلك , إما لرجحانها عنده في الدين , وإما لمصلحة دنياه , كما ينتقل الإنسان من مذهب بعض أئمة المسلمين الى مذهب إمام آخر , كما ينتقل من مذهب مالك إلى الشافعي ومن مذهب أبي حنيفة الى مذهب أحمد ونحو ذلك .) انتهى هــ .

  15. #95

    افتراضي * فوائد متنوعة متجددة :

    71 ـ
    في السير [270/17] : (قال عبد الغنيِّ [الأزدي صاحب : "الأوهام التي في مدخل الحاكم" ]:لما رددتُ على أَبي عبد الله الحاكم ( الأَوهَامَ التي في المدخل ) بعث إليَّ يشكُرني، ويدعو لي، فعلمت أَنَّه رجل عاقل.) اهـ .
    وفي البداية والنهاية [8/12] : (وقد صنَّف الحافظ عبد الغني هذا كتابا فيه أوهام الحاكم ، فلما وقف الحاكم عليه جعل يقرأه على النَّاس ويعترف لعبدالغني بالفضل ، ويشكره ويرجع فيه إلى ما أصاب فيه من الرد عليه ، رحمهما الله ) . آمين .

  16. #96

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    72 ـ قال ابن تيمية رحمه الله في المنهاج [4/409] : "إن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت ، فأما إذا أقبلت فإنها تزين ، ويظن أن فيها خيرا .."

  17. #97

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    73 ـ مما جاء في الصلاة .
    في سير أعلام النبلاء ( 381/4 ) : ـ
    ـ يحيى بن عيسى الرملي ، عن الاعمش، قال: كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءة، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة ، كأن ليس في المسجد أحد.
    حميد بن عبدالرحمن: حدثنا أبي عن الاعمش ، كان يحيى إذا قضى صلاته مكث مليا تعرف فيه كآبة الصلاة.
    وفي ( 204/9 ) : ـ
    _ قال عبدالرحمن رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما ؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة.
    وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله ! أي شئ هذا ؟ فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب .
    قلت: هكذا كان السلف في الحرص على الخير.
    وفي ( 34/8 ) : ـ
    ـ قال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد [بن عبدالعزيز] إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
    وفي ( 181/8 ) : ـ
    قال يحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد [القطان] لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة.
    وفي ( 328/10 ) : ـ
    ـ عن الاوزاعي قال : كان عندنا ببيروت صياد، يخرج يوم الجمعة يصطاد ، ولا يمنعه مكان الجمعة ، فخرج يوما ، فخسف به وببغلته ، فلم يبق منها إلا أذناها وذنبها.
    وفي ( 346/16 ) : ـ
    ـ وروي عن ابن خفيف [محمد الشبرازي] ، أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك ؟ ! قال: إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة.
    وفي ( 182/21 ) : ـ
    ـ وكان الشيخ حياة .. ملازما لزاويته بحران منذ خمسين سنة، لم تفته جماعة إلا من عذر شرعي.
    وفي ( 228/4 ) :ـ
    ـ قال معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، قلت لسعيد بن المسيب: لو تبديت، وذكرت له البادية وعيشها والغنم، فقال: كيف بشهود العتمة .
    وفي ( 646/10 ) : ـ
    ـ قال ابن معين: لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه، لكانوا فيه على نهاية .
    وقال أحمد بن عطية: كان ورده في اليوم مئتي ركعة .
    وقال محمد بن عمران: سمعته [ محمد بن سماعة] يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الاولى إلا يوم ماتت أمي، فصليت خمسا وعشرين صلاة، أريد التضعيف .
    وفي ( 276/14 ) : ـ
    ـ قال أبو محمد الفرغاني : حدثني أبو بكر الدينوري قال: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي فيه في آخره ابن جرير طلب ماء ليجدد وضوءه ، فقيل له : تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر , فأبى وصلى الظهر مفردة ، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها.
    وفي ( 66/4 ) : ـ
    ـ قال سعيد بن جبير، قال لي مسروق: ما بقي شئ يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شئ إلا السجود لله تعالى.

  18. #98

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    74 ـ ما أكرم الله به البشر على الملائكة : ـ
    في الإتقان [ النوع 35 ] : قال ابن الصلاح في فتاويه: قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الأنس.

  19. #99

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    75 ـ تواضع رجل جمع الله له بين العلم و المال : ـ
    * في سير أعلام النبلاء ( 20/429 ) : ـ
    "كان يُقرأ عنده [ الوزير ابن هبيرة ] الحديث كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة ، فخالف فيها الجمع، وأصَّر، فقال الوزير: أحمار أنت ! أما ترى الكُلَّ يخالفونك ؟
    فلما كان من الغد، قال للجماعة : ( إنه جرى مني بالأمس في حق هذا الرجل مالا يليق، فليقُل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحِدكم ) ، فضبَّح المجلس بالبكاء، واعتذر الفقيه، قال : أنا أولى بالاعتذار .
    وجعل يقول : القِصاصَ القِصاصَ ، فلم يزل حتى قال يوسف الدَّمشقيَّ : إذ أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير : له حكمه. فقال الفقيه : نِعُمك علي كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟ قال : لابُدَّ. قال : عليَّ دين مئة دينار. فأعطاه مئتي دينار، وقال لإبراء ذِمَّتِه، ومئة لإبراء ذمَّتي " اهـ .
    * وفي ذيل طبقات الحنابلة : ـ
    "ذكر مرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة، فادعى أبو محمد الأشيري المالكي: أنها رواية عن مالك، ولم يوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزير كتب مفردات أحمد، وهي منها، والمالكي مقيم على دعواه.
    فقال له الوزير: بهيمة أنت ! أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرق المجلس؟
    فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه وقال: ( قد كان الفقيه أبو محمد جريء في مسألة أمس على ما يليق به عن العدول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر حتى قلت تلك الكلمة، وها أنا فليقل لي كما قلت له فلست بخير منكم، ولا أنا إلا كأحدكم ) ، فضج المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وأخذ الأشيري يعتذر، ويقول: أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القصاص، القصاص .
    فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية: يا مولانا، إذا أبى القصاص فالفداء .
    فقال الوزير: له حكمه، فقال الأشيري: نعمك عليّ كثيرة، فأي حكم بقي لي ؟
    فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك .
    فقال: علي بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له مائة، فقال له الوزير: عفا الله عنك وعني، وغفر لك ولي." . اهـ .

  20. #100

    افتراضي رد: * فوائد متنوعة متجددة :

    76 ـ هجاه ثم رثاه : ـ
    في نزهة الألباء في طبقات الأدباء في ترجمة أبي محمد اليزيدي [ص 35] : ـ
    ( وله أيضاً في ذمهم ـ أي نحاة الكوفة والكسائي على جهة الخصوص ـ : ـ
    كنا نقيس النحو فيما مضى **** على لسان العرب الأول
    فجاء أقوام يقيسونه **** على لغى أشياخ قطربل
    فكلهم يعمل في نقض ما **** به يصاب الحق لا يأتلي
    إن الكسائي وأصحابه **** يرقون في النحو إلى أسفل .
    ـ وله أيضاً قصيدة يرثي بها الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة , وكانا قد خرجا مع الرشيد إلى خراسان ، فماتا في الطريق ، فمنها :
    تصرمت الدنيا فليس خلود **** وما قد ترى من بهجة سيبيد
    سيغنيك ما أغنى القرون التي **** خلت فكن مستعداً فالفناء عتيد
    أسيت على قاضي القضاة محمد **** فأذريت دمعي والفؤاد عميد
    وقلت إذا ما الخطب أشكل : من لنا **** بإيضاحه يوماً وأنت فقيد
    وأقلقني موت الكسائي بعده **** وكادت بي الأرض الفضاء تميد
    وأذهلني عن كل عيش ولذة **** وأرق عيني والعيون هجود
    هما عالمان أوديا وتخرما **** وما لهما في العالمين مزيد ) . اهـ .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •