تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــــــد :


    * هـل صاحبت الرسول ؟ واستمعت كفاحا لما يقول ؟
    * هـل رأيته عيانا ؟ وشغفت بحبه جنانا؟
    *هـل عاينت عطفه ؟ ونعمت بقربه ولطفه ؟
    *هـل حضرت جمعه ومعهم شاهدت دمعه ؟
    *هـل نالتك شفقته ولمست في شدتك رحمته ؟
    *هـل عاينت برّه على ولده وعطفــه ؟
    *هـل أبكتك رقته مع زوجاته و جميل معشره ورفقته ؟
    *هـل عاينت صبره على الأذى وحلمه ؟
    *هـل أعجبك عفوه عن ظالمه وصفحه ؟
    *هـل عاينت شجاعته في قراع الخطوب وجرأته ؟
    *هـل عقلت فقهه وكيف طبق علمه ؟
    *هـل عاينت تواضعه مع جميل ترفعه ؟
    *هـل عجبت لجوده وشديد كرمه في عطائه ؟
    *هـل عاينت غضبه فيما يسخط ربّـه ؟
    *هـل رأيت صلاة ليله و خشوعه فيها ، يطيل القيام لله شكرا على قدمه يكاد يدميها ؟
    *هـل رأيت حسن خلقه واستئذانه ليقيم الليل من زوجه ؟
    *هـل رأيت تركه الصيام تنفلا خشية التقصير في حق زوجاته تفضلا ؟
    *هـل عاينت جماله في : سمته و خلقه واسمه ؟
    *هـل رأيت حجته وتعظيمه مشاعر الله وخشيته ؟
    *هـل أكلت معـه ؟ هـل عاينت مضجعه ؟
    *هـل سمعت دعاءه ؟ ومناشدته لربه وثناءه ؟
    *هـل فرحت بنصره ، وحزنت لشدة كربه ؟
    * هـل عاينت شدته، و وطأة الوحي و ثقلته ؟
    *هـل رأيت محنته في حادث الإفك و حيرته ؟
    *هـل رأيت كيف يسأل عن أصحابه متفقدا ، وكيف يلاطف أولادهم متوددا ؟
    ثــــــــــمَّ :
    *هـل تسعى لطاعته كي تنال شفاعته ؟
    *هـل تشتاق لرأيته وتدعو ؛ لترزق الجنة برفقته ؟

    هل.......................... .......

    الحق أني لن أنهِ حديثي في هذا المقام ، ولن ينقطع عني سمط الكلام.

    ولكنها محض توطئة أردت أن أقرب لكم بالمثل ، ما يمكن أن نستشعره إذا قرأنا هذا العمل(1).
    فعلى كثير من الكتب نطلع ، وقليل منها ما في القلوب ينطبع ، وأحسب أن كتابنا هذا
    يعطي هذا الأثر ، رغم إنه لا يشتمل إلا على ما تيسر من القرآن و بعض الصحيح من الخبر .
    فلا شروح عليه ، غير إن إبداعه في سوق التراجم على الشمائل ، وسوق ما ندر من النصوص و الدلائل .


    ويشهد الله أني غير مبالغة ، وفي حديثي عن هذا الكتاب غير متكلفة .
    فصبرا يـا قومنا ؛ فعند المعاينة تأتي الشواهد والبينة .

    والله أسأل أن يرزقنا الهدى والرشاد ويوفقنا للعمل بالسداد .

    يتبـع .

    ---------------------------------------
    (1)-(( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))
    تأليف : أم عبد الله الوادعية / راجعه وقدم له : الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى -.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله وبعـــــد :-
    بين يدي حديثنا نقدم أنّ مصنفة كتاب : (الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ) : أم عبد الله الوادعية قد اشترطت -حفظها الله تعالى - على نفسها في مقدمة كتابها : ألا تورد حديثا إلا من الصحيحين أو من : ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين )لأبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ( والدها ) ، وبذا تكون –حفظها الله – قد كفتنا مؤنة التحقق من صحة الأحاديث التي سنوردها خلال موضوعنا هــذا . فلله الحمد والمنة .

    1- أسماؤه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -

    والآن
    ** أعيروني قلوبكم فضلا عن أبصاركم وأسماعكم :
    عندما تحب أحدا فهو لا يبرح جنانك ، ولا يغيب ذكر اسمه عن لسانك ، تردده كثيرا بلا كسل، و لا يداخلك لكثرة تكراره ملل ، وبخاصة إذا اتصف اسمه بالجمال ، وطابق فعله و سمته وواقع الحال ، حينئذ تشعر لاسمه
    بحلاوة ، وكلما رددته زاد في عينك طلاوة .
    قال ابن القيـــم :
    (( وأعلى أنواع ذكر الحبيب أن يحبس المحبّ لسانه على ذكره ، ثم يحبس قلبه على لسانه ، ثم يحبس قلبه ولسانه على شهود مذكورة.
    وكما أن الذكر من نتائج الحبّ ، فالحب أيضا من نتائج الذكر ، فكل منهما يثمر الأخر ، وزرع المحبة إنما يُسقى بماء الذكر ، وأفضل الذكر ما صدر عن المحبة .))
    انتهى النقل / من كتاب : روضة المحبين / - فصل في علامات المحبة وشواهدها / ص :223


    *ولذا أضاء الله لنا – بفضله - إلى حبه السبيل ، وكان أمره لنا بكثرة ذكره
    خير هادي إلى حبّه ودليـــــــــــ ل :

    قال تعالى :- [ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا ] سورة الأحزاب / الآية 41 -

    *كما أرشدنا إلى وجوب حب نبيه كثيرا ، لِيَكُمُل به واجب إيماننا تكميلا :-
    قال رسولنا الكريم – عليه أفضل الصلاة والتسليم - :
    ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) صحيح البخاري / رقم :15

    فيا مدعي حب الرسول ، تبغي إلى شفاعته الوصول ، هل أحببته كما تقول ؟
    هل أنت لكثرة ذكره فعول ؟ ولصحيح ما ورد من أسمائه نقول ؟ نافيا عنه
    اسما ليس له ادعاه جهول ؟ فكل حبيب أمام الله عن الصواب ونشره مسئول :

    *** هلمّ ننهل من القرآن و صحيح الأثر أسماء الحبيب التي جاءنا بها الخــبر :-

    ** قال تعالى :
    -{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } سورة آل عمران / الآية 144

    ** قال تعالى :
    -{وإذ قالعيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين}سورة الصف / الآية 6

    - عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم :-
    { لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب } صحيح البخاري / رقم: 3532
    * ‏قوله : ( وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ) ‏‏أي على أثري أي إنه يحشر قبل الناس .
    *‏قوله : ( وأنا العاقب ) ‏أي: الذي ليس بعده نبي . ‏

    - عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه - قال :
    {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا أسماء . فقال " أنا محمد ، وأحمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة . }} صحيح مسلم / رقم: 2355
    * قوله ( المقفي) : أي العاقب الذي ليس بعده نبي .

    - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :-
    { ...ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ( قلتم : أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته . ألا فما اسمي إذن ! ( ثلاث مرات ) أنا محمد عبد الله ورسوله . هاجرت إلى الله وإليكم . فالمحيا محياكم والممات مماتكم ) . قالوا : والله ! ما قلنا إلا ضنا بالله ورسوله . قال ( فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم ) . صحيح مسلم / رقم : 1780

    - عن ثوبان مولى رسول الله - رضي الله عنه - قال :-
    { كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها . فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ! فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي " فقال اليهودي : جئت أسألك ..... }صحيح مسلم / رقم : 315

    - حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه - :
    { قال له رجل : يا أبا عمار وليتم يوم حنين ، قال : لا والله ما ولى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ولى سرعان الناس ، فلقيهم هوازن بالنبل والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب }صحيح البخاري / رقم: 2874
    * قوله : ( أنا ابن عبد المطلب ) نسب نفسه إلى جده ، لأنه أب وإن علا.

    فكان بذلك مجموع أسماء نبينا ثمانية ، سقناها كما سبق تفصيله بالبينة من الكتاب ومن صحيح سنة نبينا:
    محمد / أحمد / الماحي / الحاشر / العاقب / الـمُقْفِي / نبي الرحمة / نبي التوبة .

    ** فهي أسماء نالت وافر الحظ من الجمال ، طابق حسنها واقع الحال ، وزاده الله فضلا و رزقا فجعل نسبه - عليه السلام - بين عباده وسطا ، طاب أصله كباقي الأنبياء شرفا وذكرا ، يردده المحبون له تيِهــا وفخــرا:-
    - فعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم :- { إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل . واصطفى قريشا من كنانة . واصطفى من قريش بني هاشم . واصطفاني من بني هاشم }صحيح مسلم / رقم : 2276

    ** لله كم أحب الله رسوله ، فاصطفاه وجعله خليله ، فجعل اسمه للمحامد جامعا ، وعن كل معنى
    للسوء مانعا ، حتى إنه صرف عنه شتم الكافرين وسبهم ، فخاب في ذمه سعيهم ، ولم ينالوا من الحبيب مرادهم :-

    -عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم :-
    { ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم ، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما ، وأنا محمد } صحيح البخاري / رقم: 3533

    ** وفي الأخــــــــــي ر :
    - هل علمت أسماء رسولنا المحبوب ؟
    - وهل عاينت جمالهــا المرغوب ؟
    -هل علمت ما اشتهر من الأسماء عنه وهي غير صحيحة وإن كانت من معانٍ مليحة ؟
    منها : مصطفى / طه / ياسين / محمود...
    نضرب بذلك المثل ، وقد أُمرنا أن نتوقف على ماصح من الأثر .
    - هل علمت وسط نسبه وشرف أصله و طِيب عرقه ؟
    هل عاينت صرف الله السوء عن نبيه لفضله عنده وشرفه ؟

    ألا إن للقلب وجيب يسمعه إلهنا القريب :

    ومما زادني في الخلق تيها ******* وكدت بأخمصي أطأ الثريـــا .
    دخولي تحت قولك يا إلهي ****** وأن صيرت أحمد لي نبيـــا .



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله وبعـــــد :-

    (2)- كنيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

    يا قومنا - لطفا - أعيروني الأبصار والأسماع ؛ عسى الله أن يغمر قلوبنا فيضا من الإمتـاع
    نكمل ما انقطع من حديث نعطر به الأنفاس ؛ متوسلين به إلى مولاناكمال إيمان مع الإخلاص

    ** صدق الإمام ابن القيم فيما قال: ((... إن الذكر من نتائج الحبّ ، فالحب أيضا من نتائج الذكر ، فكل منهما يثمر الأخر ، وزرع المحبة إنما يُسقى بماء الذكر ، وأفضل الذكر ما صدر عن المحبة .)) كتاب :[ روضة المحبين.. ] - فيما سبــق :-
    أحطنا بما صح من أسماء رسولنا علما ، فأغلقنا بذا باب الادعاء علي أسمائه ظلما
    و بقي أن نتعلَّم ما به الحبيب تكنَّى ، عسى أن نرزق بذا العلم صحبة له في الجنة


    - حَدَّثَنَا ‏ ‏حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حُمَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏
    كَانَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي السُّوقِ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا ‏أَبَا الْقَاسِمِ ‏ ‏فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ: (( ‏ ‏سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي )) (1) صحيح البخاري :( 3273) / صحيح مسلم بشرح النووي : (3974)

    ** كيف يمتثل لأمره من جهل شريف اسمــه ؟
    **وكيف يجتنب المحظور من جهل كنية الرسول ؟

    - حَدَّثَنَا ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَيُّوبَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ سِيرِينَ ‏ ‏سَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا هُرَيْرَةَ ‏ يقول : قَالَ ‏ ‏أَبُو الْقَاسِمِ -‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ - : ((‏ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي . ))‏ صحيح البخاري :(5720 )

    -‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عَمْرٌو النَّاقِدُ ‏ ‏وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عَمْرٌو ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَيُّوبَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ سِيرِينَ ‏ ‏سَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا هُرَيْرَةَ ‏ ‏يَقُولُ : ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو الْقَاسِمِ ‏- ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
    : ((‏ ‏مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ‏))
    صحيح مسلم : (4741 )


    ** وبما تقدم من صحيح الأثر ، لابد أن يكون قد تأكد بأسمائه وكنيته في قلوبنا الخبر .
    فجاز لنا - بلا حرج - تسمية ذكورنا من الأولاد ، بمحمد وأحمد ؛ دليلا على أن محبته في قلوبنا أمجد .
    نتوسل بذلك لنزيد اجترار اسم الحبيب على اللسان ، تيمنًا به و تعبيرا يظهر شيئا من باطن حبنا له في الجنان .
    كما ينبغي على كل محب أن يعلم سبب كنيته الشريفة ، حيث رُزق القاسمَ من خديجة أول أزواجه الكاملة العطوفة؛
    فتكنى به وشاء الله ألا يعيش لنبيه ما كان من نسله ولد ؛ لحكمة بالغة ولباب فتنة كبرى ولذريعة إلى الشرك بالإله سـد.
    فاسمه الصريح عليه السلام : محمدا وأحمد ، وكنيته أبو القاسم كمافي صحيح الأثر تحدد ، والصادق الأمين لقباه على لسان الكافرين تردد .(2)


    ______________________________ ___________
    (1) ‏** قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم :
    ‏قَوْله : (... تَسَمَّوْا بِاسْمِي , وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي ) ‏
    ‏اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة عَلَى مَذَاهِب كَثِيرَة , وَجَمَعَهَا الْقَاضِي وَغَيْره : أَحَدهَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَهْل الظَّاهِر أَنَّهُ لَا يَحِلّ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم لِأَحَدٍ أَصْلًا سَوَاء كَانَ اِسْمه مُحَمَّدًا أَوْ أَحْمَد , أَمْ لَمْ يَكُنْ , لِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيث . وَالثَّانِي أَنَّ هَذَا النَّهْي مَنْسُوخ ; فَإِنَّ هَذَا الْحُكْم كَانَ فِي أَوَّل الْأَمْر لِهَذَا الْمَعْنَى الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث , ثُمَّ نُسِخَ . قَالُوا : فَيُبَاح التَّكَنِّي الْيَوْم بِأَبِي الْقَاسِم لِكُلِّ أَحَد , سَوَاء مَنْ اِسْمه مُحَمَّد وَأَحْمَد وَغَيْره , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك . قَالَ الْقَاضِي : وَبِهِ قَالَ جُمْهُور السَّلَف , وَفُقَهَاء الْأَمْصَار , وَجُمْهُور الْعُلَمَاء . قَالُوا : وَقَدْ اُشْتُهِرَ أَنَّ جَمَاعَة تَكَنَّوْا بِأَبِي الْقَاسِم فِي الْعَصْر الْأَوَّل , وَفِيمَا بَعْد ذَلِكَ إِلَى الْيَوْم , مَعَ كَثْرَة فَاعِل ذَلِكَ , وَعَدَم الْإِنْكَار . الثَّالِث مَذْهَب اِبْن جَرِير أَنَّهُ لَيْسَ بِمَنْسُوخٍ , وَإِنَّمَا كَانَ النَّهْي لِلتَّنْزِيهِ وَالْأَدَب , لَا لِلتَّحْرِيمِ . الرَّابِع أَنَّ النَّهْي عَنْ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم مُخْتَصّ بِمَنْ اِسْمه مُحَمَّد أَوْ أَحْمَد , وَلَا بَأْس بِالْكُنْيَةِ وَحْدهَا لِمَنْ لَا يُسَمَّى بِوَاحِدٍ مِنْ الِاسْمَيْنِ , وَهَذَا قَوْل جَمَاعَة مِنْ السَّلَف , وَجَاءَ فِيهِ حَدِيث مَرْفُوع عَنْ جَابِر . الْخَامِس أَنَّهُ يَنْهَى عَنْ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم مُطْلَقًا , وَيَنْهَى عَنْ التَّسْمِيَة بِالْقَاسِمِ لِئَلَّا يُكَنَّى أَبُوهُ بِأَبِي الْقَاسِم , وَقَدْ غَيَّرَ مَرْوَان بْن الْحَكَم اِسْم اِبْنه عَبْد الْمَلِك حِين بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيث , فَسَمَّاهُ عَبْد الْمَلِك , وَكَانَ سَمَّاهُ أَوَّلًا الْقَاسِم , وَفَعَلَهُ بَعْض الْأَنْصَار أَيْضًا . السَّادِس أَنَّ التَّسْمِيَة بِمُحَمَّدٍ مَمْنُوعَة مُطْلَقًا , سَوَاء كَانَ لَهُ كُنْيَة أَمْ لَا , وَجَاءَ فِيهِ حَدِيث عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تُسَمُّونَ أَوْلَادكُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ ) وَكَتَبَ عُمَر إِلَى الْكُوفَة : لَا تُسَمُّوا أَحَدًا بِاسْمِ نَبِيّ , وَأَمَرَ جَمَاعَة بِالْمَدِينَةِ بِتَغْيِيرِ أَسْمَاء أَبْنَائِهِمْ مُحَمَّد , حَتَّى ذَكَرَ لَهُ جَمَاعَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ وَسَمَّاهُمْ بِهِ فَتَرَكَهُمْ . قَالَ الْقَاضِي : وَالْأَشْبَه أَنَّ فِعْل عُمَر هَذَا إِعْظَام لِاسْمِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِئَلَّا يُنْتَهَك الِاسْم كَمَا سَبَقَ فِي الْحَدِيث ( تُسَمُّونَهُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ ) . وَقِيلَ : سَبَب نَهْي عُمَر أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُول لِمُحَمَّدِ بْن زَيْد بْن الْخَطَّاب : فَعَلَ اللَّه بِك يَا مُحَمَّد , فَدَعَاهُ عُمَر , فَقَالَ : أَرَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبّ بِك , وَاللَّه لَا تَدَّعِي مُحَمَّدًا مَا بَقِيت , وَسَمَّاهُ عَبْد الرَّحْمَن . ‏} انتهـــى :
    صحيح مسلم بشرح النووي / رقم : (3974 ) / كتاب الآداب / باب : [ النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء ]
    (2)- الاسم هو العَلَم الصريح في التسمية مثل : محمد / عبد الرحمن / عمر ...
    - بينما الكنية : ما بدأت بـ ( أب أو أم ) أبو القاسم / أبو حفص / أم أيمن ...[ مع ملاحظة أن أبا بكر اسم لأنه علم إذا سماه به أهله ، بينما يكون كنية إذا كان اسمه أحمد وولده بكرا - مثلا - ]
    - أما اللقب : فهو صفة تلحق بالملقب به لسبب ما : كالصادق الأمين / أمير المؤمنين / الفاروق ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :

    (3)- بعض أحواله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قبـل النبوة
    **يا قومنــا بعد السلام :
    هلموا لنكمل ما انقطع من سِمط ثمين الكلام ، عسى أن نُرزق الجنة و صحبته عليه السلام
    هلموا نتعلم و ننهل ما كان من صحيح الأثر ، نقتفي ما كان قبل بعثته من صادق الخبر
    هلموا بالسمع والبصر فالفائز من بقلبه قد حضر .


    ** يا مدعي حب الرسول ، تبغي إلى شفاعته الوصول ، وبسنته ترجو القبول :-
    كيف نسلِّم لك بصدق دعواك وما تقول ؛ وأنت بما كان من حاله قبل نبوته جهول ؟!!
    فهاكم ما ورد في كتابنا من صحيح النقُـول ، عسى الله أن ينفع بها كل متدبرٍ عقـول :

    - عن زيد بن حارثة - رضي الله عنه - قــــال :
    [[ خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهو مردفي في يوم حار من أيام مكة ، ومعنا شاه قد ذبحناها وأصلحناها فجعلناها في سفرة ، فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية فقال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : يا زيد – يعني ابن عمرو ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ قال : والله يا محمد : إن ذلك لغير ترة لي فيهم ، ولكن خرجت أطلب هذا الدين حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت : ما هذا الدين الذي أبتغي ، فقال الرجل منهم إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخ بالجزيرة ، فخرجت حتى أقدم عليه ، فلما رآني قال : إن جميع من رأيت في ضلال فمن أين أنت ؟ فقلت : أنا من أهل بيت الله من أهل الشوك والقرظ ، قال : إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك قد بعث نبي قد طلع نجمه ، فلو أحسُ بشيء يا محمد : فقرب إليه السفر فقال : ما هذا ؟ قال : شاة ذبحناها ، لنصب من هذه الأنصاب ، فقال : ما كنت لأكل شيئا ذبح لغير الله وتفرقا ، قال زيد بن حارثة : فأتى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – البيت وأنا معه فطاف به ، وكان عند البيت صنمان أحدهما من نحاس يقال لأحدهما : يساف وللآخر : نائلة ، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما ، فقال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : لا تمسحهما فإنهما رجس قال : فقلت في نفسي : لأمسحهما حتى أنظر ما يقول ، فمسحتها فقال : يا زيد : ألم تنه ؟ قال : وأنزل على النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ومات زيد بن عمرو ، فقال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : يبعث أمة وحده . ]]
    حسنه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في : ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ) رقم: 362
    قائلا : حسن وليس على شرط مسلم .

    *- معاني بعض مفردات الحديث كما وردت في كتاب : [النهاية في غريب الحديث والأثر] لابن الأثير :

    - مردفي :- مردف متتابع ..( حرف الراء / الراء مع الدال ) / ص: 355
    وفي الحديث تعني : أن زيدا ركب خلف النبي على الدابة ، وكان عليه الصلاة والسلام قلما يركب دابة بمفرده
    ويستأثر بها دون غيره ، من أحرار أو موالي ؛ وذلك من شديد تواضعه ، ورقيق تبسطه مع الخلق بأبي هو وأمي .
    - سفرة---طعام يتخذه المسافر ، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير ، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به
    ( حرف السين / السين مع الفاء ) ص : 432
    - شنفوا لك --- أي أبغضوه.. يقال شنف له شنفا إذا أبغضه .( حرف الشين / الشين مع النون )
    ص : 493
    -ترة ---النقص وقيل التبعة : ( حرف التاء/ التاء مع الراء) ص : 108
    والمعنى في الحديث :- من غير ذنب ولا جريرة ولا إساءة اقترفتها يداه .

    -** ولنطوف حول المعنى المراد :
    *** كان عليه السلام قبل النبوة فيه من الخير الكثير :
    - يردف على دابته مملوك عنده حال المسير
    - ليس للأصنام في قلبه ولاء صغير بله كبير
    - لم يعلم أنه المعْنيّ بكلام الشيخ البشــير
    -كان يردد تحيتهم ويأكل ذبيحتهم بلا نكير
    -و لكنه لم يسجد لصنم قط والقلب بفطرته منـير
    - وصمهم بالرجس قبل أن يوحى إليه ذلك في محكم التنزيل .

    ** علم الله فيه خيرا ؛ فاجتباه ، وإلى كل خير بفطرته هداه ، فكان أهلا للبلاغ عن مولاه ، فمنّ الله عليه و بكريم عنايته رعاه !!، وبكل حسن وكريم أخلاق حباه
    فما استحق أن يكون خاتم الأنبياء سواه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :

    (4)- عناية الله - عز وجل - به -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
    وحفظه من عبادة الأصنام قبل بعثته .


    **يا قومنــا بعد السلام :
    هلموا لنكمل حديثنا عن خير الناس ، نعطر بما كان من شريف سيرته الأنفاس ، حاضري القلوب والأفئدة
    عن أسماعنا وأبصارنا لن تغيب شاردة ولا واردة .
    وقد سبق الحديث عن حاله قبل أن يُنبِّــأ ، وكيف كان عن نفسه رجس الأوثان يدرأ ، وقد جاء في صحيح
    الأثر ما به تأكَّد ذلكم الخبر :


    حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ‏ ‏أَنَّهُ ‏ : ((سَمِعَ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ يَقُولُ ‏ ‏لِخَدِيجَةَ ‏ ‏أَيْ ‏ ‏خَدِيجَةُ ‏ ‏وَاللَّهِ ‏ ‏لَا أَعْبُدُ ‏ ‏اللَّاتَ ‏ ‏وَالْعُزَّى ‏ ‏وَاللَّهِ لَا أَعْبُدُ أَبَدًا قَالَ فَتَقُولُ ‏ ‏ خَدِيجَةُ ‏ ‏ خَلِّ ‏ ‏ اللَّاتَ ‏ ‏ خَلِّ ‏ ‏الْعُزَّى ‏ ‏قَالَ كَانَتْ صَنَمَهُمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ )).
    صححه الوادعي في : [ الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ] / رقم: 1478

    ** بعض معنى ما أبهم من المفردات :
    - خلِّ : اترك .
    - اللات والعزى : أسماء لصنمين كانا يُعبدا في الجاهلية .
    - يضطجعون : ينامون ، ويرقدون .

    ** انظروا كيف أقسم ألا يتعبَّد لتلكم الأوثان ، مخالفا لدين قومه بفطرة نقية من ربّه الديّان .
    فما تحنث عليه السلام لها يوم من عمره قط ، ولا استثنى إحداها يدعوه دونما سواه فقط .
    أرأيتم كيف حفظ الله نبينه من الشرك وحماه ؟، وصرف عن قلبه وطاهر فطرته الرجس ورعاه ؟.
    هكذا أحاطت نبينا قبل بعثته جميل عناية ربَّه ومولاه .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :

    *بعد السلام : هلموا قومنا لنتم عن حفظ نبينا قبل بعثته الكلام ، نتزود من عاطر سيرته بصحيح الأثر
    ؛لنتيه بعصمة نبينا فخرا بين البشر ، نحاجُّ من جحد فضله بما معنا من ناصع الخبر
    ، هلموا حاضري الأسماع و الأبصار ، سائلين المولى أن يجعل قلوبنا لجميل سيرته خير مستودع وقرار .

    (5)- حفظ الله له من أمور الجاهلية .


    ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏مَحْمُودٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّزَّاقِ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏ابْنُ جُرَيْجٍ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ‏ ‏سَمِعَ ‏ ‏جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -‏ ‏قَالَ ‏: (( ‏لَمَّا بُنِيَتْ ‏ ‏الْكَعْبَةُ ‏ ‏ذَهَبَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَعَبَّاسٌ ‏ ‏يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ فَقَالَ ‏ ‏عَبَّاسٌ ‏ ‏لِلنَّبِيِّ -‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏- ‏اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ يَقِيكَ مِنْ الْحِجَارَةِ فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ ‏ ‏وَطَمَحَتْ ‏ ‏عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ ‏ ‏إِزَارِي إِزَارِي فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ .)) صحيح مسلم : (1/268)‏ / صحيح البخاري : رقم : 3542

    ** قال ابن حجر في الفتح معلقا على هذا الحديث :

    -قَوْله : فِي حَدِيث جَابِر ‏ : ( لَمَّا بُنِيَتْ الْكَعْبَة ) ‏
    هُوَ مِنْ مَرَاسِيل الصَّحَابَة , وَلَعَلَّ جَابِرًا سَمِعَهُ مِنْ الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِب ...

    - قوله : "يَقِك مِنْ الْحِجَارَة فَخَرَّ إِلَى الْأَرْض‏"
    فِيهِ حَذْف تَقْدِيره : فَفَعَلَ ذَلِكَ فَخَرَّ . وَفِي حَدِيث أَبِي الطُّفَيْل الْمَذْكُور آنِفًا " فَبَيْنَمَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُل الْحِجَارَة مَعَهُمْ إِذْ اِنْكَشَفَتْ عَوْرَته , فَنُودِيَ يَا مُحَمَّد غَطِّ عَوْرَتك , فَذَلِكَ فِي أَوَّل مَا نُودِيَ , فَمَا رُئِيَتْ لَهُ عَوْرَة قَبْل وَلَا بَعْد "


    وَقَوْله : ‏ " طُمِحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاء " ‏

    أَيْ اِرْتَفَعَتْ . وَذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق فِي الْمَبْعَث " وَكَانَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا ذُكِرَ لِي يُحَدِّث عَمَّا كَانَ اللَّه يَحْفَظهُ فِي صِغَره أَنَّهُ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتنِي فِي غِلْمَان مِنْ قُرَيْش نَنْقُل حِجَارَة لِبَعْضِ مِمَّا تَلْعَب بِهِ الْغِلْمَان , كُلّنَا قَدْ تَعَرَّى وَأَخَذَ إِزَاره فَجَعَلَهُ عَلَى رَقَبَته يَحْمِل عَلَيْهِ الْحِجَارَة , إِذْ لَكَمَنِي لَاكِم مَا أَرَاهُ , ثُمَّ قَالَ : شُدَّ عَلَيْك إِزَارك , قَالَ فَشَدَدْته عَلَيَّ , ثُمَّ جَعَلْت أَحْمِل وَإِزَارِي عَلَيَّ مِنْ بَيْن أَصْحَابِي " قَالَ السُّهَيْلِيّ : إِنَّمَا وَرَدَتْ هَذِهِ الْقِصَّة فِي بُنْيَان الْكَعْبَة , فَإِنْ صَحَّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي صِغَره فَهِيَ قِصَّة أُخْرَى : مَرَّة فِي الصِّغَر وَمَرَّة فِي حَال الِاكْتِهَال . قُلْت : وَقَدْ يُطْلَق عَلَى الْكَبِير غُلَام إِذَا فَعَلَ فِعْل الْغِلْمَان فَلَا يَسْتَحِيل اِتِّحَاد الْقِصَّة اِعْتِمَادًا عَلَى التَّصْرِيح بِالْأَوَّلِيَّ ةِ فِي حَدِيث أَبِي الطُّفَيْل .]
    انتهــى النقل بتصرف .
    فتح الباري بشرح صحيح البخاري / كتاب المناقب / باب بنيان الكعبة / رقم : 3542.

    ** أرأيتم كيف حفظه ربّ البرية من شرّ أخلاق وأمور الجاهلية ؟ ، سلّمه السّلام من كل نقيصة خفية وجلية
    **فستره صغيرا ورزقه من فيض جوده أخلاقا علية ، وحنانا من لدنه جعله مباركا طيبا حييّـا
    **سنة الله في وسمه لمن شاء أن يجعله من خلقه صديقا نبيا ، فسلام على نبينا :
    يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حيا .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :

    هل تعلم : أنه لابد أن يكون لكل نبي عمل ؟ يتكسب منه متبرئا بأدائه من العَطَـل ؟
    هل تعلم : أن جميع الأنبياء امتهنوا - قبل النبوة -عملا موحدا ؟ رغم ما حابهم الله به من شرف وسؤددا
    هلموا نتعلم من صحيح سيرة المصطفى ، نتزود منها بما عن قلوبنا قد دقّ أو خفى.
    لطفًـا أعيروني الأسماع والأبصار ؛ لنريح صدورنا بفيح نسائم الآثار ، و عاطر تلكم الأخبار .
    نتقرب بذاك إلى رب البرية ، عسى أن يجمعنا بالحبيب سويا .

    (6)- رعيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قبل البعثة .

    =**‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَدِّهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏
    ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏- ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ - ‏قَالَ ‏: (( ‏مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ )) فَقَالَ أَصْحَابُهُ : وَأَنْتَ ؟ فَقَالَ : (( نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى ‏ ‏قَرَارِيطَ ‏ ‏لِأَهْلِ مَكَّةَ. )) ‏صحيح البخاري / رقم : 2102
    - قال الحافظ ابن حجر معلقا على هذا الحديث :
    { - قَوْله : ( عَلَى قَرَارِيط لِأَهْلِ مَكَّة ) ‏
    قَالَ سُوَيْد أَحَد رُوَاته : يَعْنِي كُلّ شَاة بِقِيرَاطٍ , يَعْنِي الْقِيرَاط الَّذِي هُوَ جُزْء مِنْ الدِّينَار أَوْ الدِّرْهَم ...
    - قَالَ الْعُلَمَاء : الْحِكْمَة فِي إِلْهَام الْأَنْبِيَاء مِنْ رَعْي الْغَنَم قَبْل النُّبُوَّة :
    أَنْ يَحْصُل لَهُمْ التَّمَرُّن بِرَعْيِهَا عَلَى مَا يُكَلَّفُونَهُ مِنْ الْقِيَام بِأَمْرِ أُمَّتهمْ , وَلِأَنَّ فِي مُخَالَطَتهَا مَا يُحَصِّل لَهُمْ الْحِلْم وَالشَّفَقَة لِأَنَّهُمْ إِذَا صَبَرُوا عَلَى رَعْيهَا وَجَمْعهَا بَعْد تَفَرُّقهَا فِي الْمَرْعَى وَنَقْلهَا مِنْ مَسْرَح إِلَى مَسْرَح وَدَفْع عَدُوّهَا مِنْ سَبُع وَغَيْره كَالسَّارِقِ وَعَلِمُوا اِخْتِلَاف طِبَاعهَا وَشِدَّة تَفَرُّقهَا مَعَ ضَعْفهَا وَاحْتِيَاجهَا إِلَى الْمُعَاهَدَة أَلِفُوا مِنْ ذَلِكَ الصَّبْر عَلَى الْأُمَّة وَعَرَفُوا اِخْتِلَاف طِبَاعهَا وَتَفَاوُت عُقُولهَا فَجَبَرُوا كَسْرهَا وَرَفَقُوا بِضَعِيفِهَا وَأَحْسَنُوا التَّعَاهُد لَهَا فَيَكُون تَحَمُّلهمْ لِمَشَقَّةِ ذَلِكَ أَسْهَل مِمَّا لَوْ كُلِّفُوا الْقِيَام بِذَلِكَ مِنْ أَوَّل وَهْلَة لِمَا يَحْصُل لَهُمْ مِنْ التَّدْرِيج عَلَى ذَلِكَ بِرَعْيِ الْغَنَم , وَخُصَّتْ الْغَنَم بِذَلِكَ لِكَوْنِهَا أَضْعَف مِنْ غَيْرهَا , وَلِأَنَّ تَفَرُّقهَا أَكْثَر مِنْ تَفَرُّق الْإِبِل وَالْبَقَر لِإِمْكَانِ ضَبْط الْإِبِل وَالْبَقَر بِالرَّبْطِ دُونهَا فِي الْعَادَة الْمَأْلُوفَة , وَمَعَ أَكْثَرِيَّة تَفَرُّقهَا فَهِيَ أَسْرَع اِنْقِيَادًا مِنْ غَيْرهَا .
    - وَفِي ذِكْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ بَعْد أَنْ عُلِمَ كَوْنه أَكْرَم الْخَلْق عَلَى اللَّه مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عَظِيم التَّوَاضُع لِرَبِّهِ وَالتَّصْرِيح بِمِنَّتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى إِخْوَانه مِنْ الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَى سَائِر الْأَنْبِيَاء .} انتهى النقل بتصرف من : فتح الباري شرح صحيح البخاري / كتاب : الإجارة / باب : رعي الغنم على قراريط / رقم :2102
    _____________________

    =**حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يُونُسَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏قَالَ ‏:
    كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏- ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏- ‏نَجْنِي ‏ ‏الْكَبَاثَ ،‏ ‏وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏- ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
    ‏ ‏ قَالَ :(( ‏ ‏ عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ )) قَالُوا : أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ ؟ قَالَ : (( وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا )).‏ صحيح البخاري / رقم: 3154

    ** قال ابن حجر في الفتح معلقا على هذا الحديث :
    {-‏قوله ( فقيل أكنت ترعى الغنم ) ؟ ‏
    ‏في السؤال اختصار والتقدير : أكنت ترعى الغنم حتى عرفت أطيب الكباث ؟ لأن راعي الغنم يكثر تردده تحت الأشجار لطلب المرعى منها والاستظلال تحتها... وتقدم الكلام على الحكمة في رعي الأنبياء الغنم ...
    وأفاد ابن التين عن الداودي أن الحكمة في اختصاصها بذلك لكونها لا تركب فلا تزهو نفس راكبها... والله أعلم .} ‏انتهى النقل بتصرف من : فتح الباري شرح صحيح البخاري / كتاب : الأطعمة / باب : الكباث وهو ثمر الآراك / رقم :5033

    ** قال النووي معلقا على هذا الحديث :
    { -الكباث بفتح الكاف وبعدها مخففة موحدة ثم ألف ثم مثلثة . قال أهل اللغة : هو النضيج من ثمر الأراك .
    ...- وفيه فضيلة رعاية الغنم . قالوا : والحكمة في رعاية الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لها؛ ليأخذوا أنفسهم بالتواضع , وتصفى قلوبهم بالخلوة , ويترقوا من سياستها بالنصيحة إلى سياسة أممهم بالهداية والشفقة . والله أعلم . } ‏انتهى النقل بتصرف من : صحيح مسلم بشرح النووي /كتاب : الأشربة / باب : فضيلة الأسود من الكباث/ رقم : 2050.

    ______________________
    **بوركتِ أيدي الأنبياء دنياك عمل وفي الآخرة الجـزاء.
    ما من نبي إلا وسعى في الأرض يكدح بلا كلل ولا كبيراء.
    فهاك النبي محمد راعي لغنم القوم بقراريط في أرض فضـاء.
    يحدّث برعيه الغنم متواضعا كأنه بذا يرجو من القوم الثنـاء.
    مفتخرا- فداه نفسي- بما كتب الله علي أنبيائه من لطف القضاء.
    فزاده رب البرية عزًا ، وذُكِر بالحمد بين البرايا بلا نقص ولا انتهاء.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :

    لكل نبي معجزات ، أمور تجاوز العادات ، يأيدهم الله بها لتكون على صدقهم آيات
    يربط بها سبحانه على قلوب أنبيائه مرات ومرات بجميل لطفه وواسع الرحمـات
    ، وقد كان لمصطفانا منها ما تعجــز عن وصفـــه الكلمـــات
    فهلموا نجتر مع حديث نبينا إحدى هذه الآيات ، حدثت قبل نبوته فكانت بين يديها إرهاصات
    أعيروني الأسماع والأبصار وجعلوا قلوبكم أوعية لأعطر تلكم الأخبار.

    ( 7 )- تسليم الحجر عليه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قبل بعثته .

    ‏=* حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ‏ ‏قَالَ : ‏‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏- ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
    ((‏ ‏إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا ‏ ‏بِمَكَّةَ ‏ ‏كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ ))صحيح مسلم / رقم : 4222.

    ** قال النووي معلقا على هذا الحديث :

    [..قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّة كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْل أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآن ) ‏ فِيهِ مُعْجِزَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَفِي هَذَا إِثْبَات التَّمْيِيز فِي بَعْض الْجَمَادَات , وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحِجَارَة : { وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } وَقَوْله تَعَالَى : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } وَفِي هَذِهِ الْآيَة خِلَاف مَشْهُور , وَالصَّحِيح أَنَّهُ يُسَبِّحُ حَقِيقَة , وَيَجْعَلُ اللَّه تَعَالَى فِيهِ تَمْيِيزًا بِحَسْبِهِ كَمَا ذَكَرْنَا , وَمِنْهُ الْحَجَر الَّذِي فَرَّ بِثَوْبِ مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَلَام الذِّرَاع الْمَسْمُومَة , وَمَشْي إِحْدَى الشَّجَرَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى حِين دَعَاهُمَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَشْبَاه ذَلِكَ . ]انتهى ..صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب : الفضائل / باب :فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر / رقم : 4222.

    أرأيتــم يا قومنا:
    *حتى الحجر أحبه ، وكان يخطب وده ، يسلم عليه كلما مرّ قربه ، يعرفه بعينه مرسلا من ربّه
    *والجذع إلى نبينا الكريم حنّ ، وكم لبعد الحبيب قد خار على ملأٍ و أنّ ، فالتزمه بحنانه حتى استكنّ
    *والجمل البهيم بكى واشتكى لنبينا حاله ، فرقّ له الحبيب ملاطفا سنامه ، ماسحا بيديه
    الشريفة على وجهه ، يداعبه صلوات ربي عليه خلف أذنه ، جابرا لخاطره آمرا صاحبه برفع ظلمه .
    *فيا من له انشق القمر ، وعلى عقبه حَشرُ البشر ، هل عسانا نحظى بصحبتك في جنات ونهر
    في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟؟؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :
    يا قومنا :
    من أنفسنا جاءنا البشير ، لحكمةأرادها العليّ الكبير ،
    فهلّا تفضلتم نواصل في سيرته المسير ، نعطر الأسماع والأرواح بذكر الحبيب الأثير ، واعية قلوبنا لما حوت من
    معنى رائق جميل .


    (8)- قول الله عز وجل : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ))


    حدثنا ‏ ‏الفضل بن يعقوب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن جعفر الرقي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏المعتمر بن سليمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن عبيد الله الثقفي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏بكر بن عبد الله المزني ‏ ‏وزياد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏جبير بن حية ‏ ‏قال :‏
    {بعث ‏ ‏عمر ‏ ‏الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم ‏ ‏الهرمزان ‏ ‏فقال إني مستشيرك في مغازي هذه قال نعم مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس وإن ‏ ‏شدخ ‏ ‏الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس فالرأس ‏ ‏كسرى ‏ ‏والجناح ‏ ‏قيصر ‏ ‏والجناح الآخر ‏ ‏فارس ‏ ‏فمر المسلمين ‏ ‏فلينفروا ‏ ‏إلى ‏ ‏كسرى ‏ ‏وقال ‏ ‏بكر ‏ ‏وزياد ‏ ‏جميعا عن ‏ ‏جبير بن حية ‏ ‏قال ‏ ‏فندبنا ‏ ‏عمر ‏ ‏واستعمل علينا ‏ ‏النعمان بن مقرن ‏ ‏حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل ‏ ‏كسرى ‏ ‏في أربعين ألفا فقام ترجمان فقال ليكلمني رجل منكم فقال ‏ ‏المغيرة ‏ ‏سل عما شئت
    قال ما أنتم ؟ قال نحن أناس من ‏ ‏ العرب ‏ ‏ كنا في شقاء شديد وبلاء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول ربنا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا ‏ ‏الجزية ‏ ‏وأخبرنا نبينا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ومن بقي منا ملك رقابكم.}

    -هيانطوف حول بعض ما أُبهم من معاني :
    ** قال ابن حجر في الفتح معلقا على هذا الحديث :

    [ ‏قوله : ( بعث عمر الناس في أفناء الأمصار ) ‏
    ‏أي في مجموع البلاد الكبار , والأفناء بالفاء والنون ممدود جمع فنو بكسر الفاء وسكون النون , ويقال فلان من أفناء الناس إذا لم تعين قبيلته . والمصر المدينة العظيمة ...
    ‏قوله : ( فأسلم الهرمزان ) ‏
    ‏في السياق اختصار كثير لأن إسلام الهرمزان كان بعد قتال كثير بينه وبين المسلمين بمدينة تستر , ثم نزل على حكم عمر فأسره أبو موسى الأشعري وأرسل به إلى عمر مع أنس فأسلم فصار عمر يقربه ويستشيره ... وهو بضم الهاء وسكون الراء وضم الميم بعدها زاي , وكان من زعماء الفرس .

    ‏قوله : ( إني مستشيرك في مغازي ) ‏
    ‏بالتشديد , وهذه إشارة إلى ما في قصده , ووقع في رواية ابن أبي شيبة من طريق معقل بن يسار " أن عمر شاور الهرمزان في فارس وأصبهان وأذربيجان " أي بأيها يبدأ , وهذا يشعر بأن المراد أنه استشاره في جهات مخصوصة , والهرمزان كان من أهل تلك البلاد وكان أعلم بأحوالها من غيره ...

    قوله : ( واستعمل علينا النعمان بن مقرن ) ‏
    ‏بالقاف وتشديد الراء وهو المزني , وكان من أفاضل الصحابة هاجر هو وإخوة له سبعة وقيل عشرة , وقال ابن مسعود " إن للإيمان بيوتا , وإن بيت آل مقرن من بيوت الإيمان " وكان النعمان قدم على عمر بفتح القادسية ففي رواية ابن أبي شيبة المذكورة " فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان يصلي فقعد , فلما فرغ قال : إني مستعملك , قال أما جابيا فلا , ولكن غازيا , قال : فإنك غاز ..

    ‏قوله : ( حتى إذا كنا بأرض العدو ) ‏
    ‏وقد عرف من رواية الطبري أنها نهاوند .


    ‏قوله : ( ما أنتم ) ‏
    ‏هكذا خاطبه بصيغة من لا يعقل احتقارا له , وفي رواية ابن أبي شيبة " فقال إنكم معشر العرب أصابكم جوع وجهد فجئتم , فإن شئتم مرناكم " بكسر الميم وسكون الراء أي أعطيناكم الميرة أي الزاد ورجعتم " . وفي رواية الطبري " إنكم معشر العرب أطول الناس جوعا وأبعد الناس من كل خير , وما منعني أن آمر هؤلاء الأساورة أن ينتظموكم بالنشاب إلا تنجسا لجيفكم " قال " فحمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت : ما أخطأت شيئا من صفتنا , كذلك كنا , حتى بعث الله إلينا رسوله " . ‏

    ‏قوله : ( نعرف أباه وأمه ) ‏
    ‏زاد في رواية ابن أبي شيبة " في شرف منا , أوسطنا حسبا , وأصدقنا حديثا "
    ‏قوله : ( فأمرنا نبينا رسول ربنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية ) ‏
    ‏هذا القدر هو الذي يحتاج إليه في هذا الباب , وفيه إخبار المغيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال المجوس حتى يؤدوا الجزية , ففيه دفع لقول من زعم أن عبد الرحمن بن عوف تفرد بذلك , وزاد في رواية الطبري " وإنا والله لا نرجع إلى ذلك الشقاء حتى نغلبكم على ما في أيديكم " . ‏...


    ..وفي الحديث :
    منقبة للنعمان ومعرفة المغيرة بالحرب وقوة نفسه وشهامته وفصاحته وبلاغته , ولقد اشتمل كلامه هذا الوجيز على بيان أحوالهم الدنيوية من المطعم والملبس ونحوهما , وعلى أحوالهم الدينية أولا وثانيا , وعلى معتقدهم من التوحيد والرسالة والإيمان بالمعاد , وعلى بيان معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وإخباره بالمغيبات ووقوعها كما أخبر , وفيه فضل المشورة وأن الكبير لا نقص عليه في مشاورة من هو دونه , ... وفيه ضرب المثل وجودة تصور الهرمزان ولذلك استشاره عمر , وتشبيه لغائب المجوس بحاضر محسوس لتقريبه إلى الفهم , وفيه البداءة بقتال الأهم فالأهم , وبيان ما كان العرب عليه في الجاهلية من الفقر وشظف العيش ... ]

    ‏انتهى النقل بتصرف من : فتح الباري شرح صحيح البخاري / كتاب : الجزية / باب : الجزية والموادعة مع أهل الحرب / رقم :2925.
    ___________________

    أرأيتم : كيف كان حال القوم في الجاهلية ؟؟

    شجر أصنام نعبدها... ظلم وظلام يغمرنا ...وروابط رحمة نرفضها
    ولهيب حروب تحرقنا... أقوال الكفر نرددها ... وأمور الجهل تدمرنا ...فقر وضلال يجمعنا...لهوان شامل يدفعنا ... من بين الخلق يُحَقِّرُنا.
    فهلا :
    نجاة تنقذنا من غرق طال فتدركنا ؟؟؟
    من بين الأهل وعِشْرَتِنا... قد جاء بشير ينذرنا... بنبي الرحمة قد فزنا... وبأدب جم أدبنا.
    من هُوّة نار أنقذنا... من شرّ غواية أنفسنا
    جمع الرحمن تفرقنا... وهدنا برحمة أنفسنا
    بالعزة جاء محمدنا ... بالجنّة رحمة خالقنا.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    جهدمشكور أم هانئ
    جزاك الله خيرا
    قوله : ( فأسلم الهرمزان ) ‏
    ‏في السياق اختصار كثير لأن إسلام الهرمزان كان بعد قتال كثير بينه وبين المسلمين بمدينة تستر , ثم نزل على حكم عمر فأسره أبو موسى الأشعري وأرسل به إلى عمر مع أنس فأسلم فصار عمر يقربه ويستشيره ... وهو بضم الهاء وسكون الراء وضم الميم بعدها زاي , وكان من زعماء الفرس .
    فهل يسع المقام إن رأيتي ذلك أن تتحفينا ،بكيفية إسلام الهرمزان.
    وجزاك الله خيرا


  11. #11

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    يعجز القلم عن التعبير لكم عن مدى امتناني و شكري لما سطرتموه
    حفظكم الله أم هانئ و جزاكم الله خيرا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمةالمصرى مشاهدة المشاركة
    جهدمشكور أم هانئ
    جزاك الله خيرا
    قوله : ( فأسلم الهرمزان ) ‏
    ‏في السياق اختصار كثير لأن إسلام الهرمزان كان بعد قتال كثير بينه وبين المسلمين بمدينة تستر , ثم نزل على حكم عمر فأسره أبو موسى الأشعري وأرسل به إلى عمر مع أنس فأسلم فصار عمر يقربه ويستشيره ... وهو بضم الهاء وسكون الراء وضم الميم بعدها زاي , وكان من زعماء الفرس .
    فهل يسع المقام إن رأيتي ذلك أن تتحفينا ،بكيفية إسلام الهرمزان.
    وجزاك الله خيرا

    جزاكم الله خيرا على المرور الطيب

    وعذرا إذ لم أتمكن من التوسع في ذكر أحداث قصة إسلام الهرمزان

    ولكن أظن - إن أسعفتني الذاكرة - أن بغيتكم قد تجدونها في الكتاب الماتع النافع:
    (العواصم من القواصم ) للإمام ابن العربي / تعليق الأستاذ محب الدين الخطيب

    نسأل الله أن ينفع به آمين .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعد المراكشي مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    يعجز القلم عن التعبير لكم عن مدى امتناني و شكري لما سطرتموه
    حفظكم الله أم هانئ و جزاكم الله خيرا
    وجزاكم وأحسن إليكم آمين .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: يا عباد الله أوصيكم بـ (( الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هانئ مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا على المرور الطيب

    وعذرا إذ لم أتمكن من التوسع في ذكر أحداث قصة إسلام الهرمزان

    ولكن أظن - إن أسعفتني الذاكرة - أن بغيتكم قد تجدونها في الكتاب الماتع النافع:
    (العواصم من القواصم ) للإمام ابن العربي / تعليق الأستاذ محب الدين الخطيب

    نسأل الله أن ينفع به آمين .
    جزاكم الله خيرا على البيان

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •