تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: اجتهاد في (إنما الأعمال بالنيات)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    151

    افتراضي اجتهاد في (إنما الأعمال بالنيات)

    ذهب بعض العلماء إلى أن العامل في الجار والمجرور في قوله صلى الله عليه وسلم (إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ) خبر مقدر غير مشتق من الكون أو الاستقرار، فقيل إن تقدير هذا الخبر: (صحيحة)، أو (كاملة)، وقال القرافي([7]): تقديره: معتبرة، وقيل([8]): تعتبر، أو: تكمل، أو: تصح.
    والقول بأن العامل في الجار والمجرور من قوله صلى الله عليه وسلم (إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ) اسم تقديره (صحيحة)، أو (كاملة)، أو ما شابه ذلك يرد عليه أمران:
    الأول: فساده من جهة المعنى؛ لأن هذا الحديث (إنما الأعمال بالنيات) فيه حصر المبتدأ في الخبر، ومعناه على ما قدروه: ما الأعمال إلا صحيحةٌ، أو كاملةٌ بالنيات، كما أن معنى: إنما محمد في البيت: ما محمد إلا كائنٌ أو مستقرٌ في البيت، وهذا يؤدي إلى الحكم بصحة، أو كمال جميع الأعمال المشتملة على النيات، وهذا المعنى فاسد، فإن قيل ليس بفاسد لأن التقدير: إنما الأعمال صحيحة بالنيات الصحيحة، أو: إنما الأعمال صحيحة بنياتها، باعتبار أن (أل) نائبة عن الضمير، فإنه على هذا التقدير لم يعد (بالنيات) خبرا، وإنما صار حالا؛ إذ المعنى: إنما الأعمال صحيحة في حال كون نياتها صحيحة، ومتعلق هذا الحال هو (كائنة)، أو (مستقرة).
    ثانيا: أن العامل في الظرف، والجار والمجرور الواقعين خبرا عند النحاة اسم أو فعل مشتق من (الكون) أو(الاستقرار).
    والأولى عندي - والله أعلم - أن تكون الجملة على تأويل مضاف محذوف، يقدر مثلا بـ (جزاء الأعمال)، أو (تصنيفها)، أو كما قال النووي([9]): (صحتها)، أو (كمالها)، ويكون الخبر المقدر إما اسما مقدرا بـ (مستقر)، أو (كائن)، وإما فعلا مقدرا بـ (استقر)، أو (كان)، وعليه يكون المعني صحيحا، وهو: إنما جزاء الأعمال مترتب على نياتها.
    يقول ابن حجر: وقال شيخنا شيخ الإسلام([10]): الأحسن تقدير ما يقتضي أن الأعمال تتبع النية لقوله في الحديث: (فمنْ كانتْ هِجرتُهُ)، إلى آخره، وعلى هذا يقدر المحذوف كونا مطلقا من اسم فاعل، أو فعل([11]).

    ([1]) المائدة: 3

    ([2]) النساء: 23

    ([3]) التحبير6/2760

    ([4]) الحديث في صحيح البخاري1/3 باب بدء الوحي برقم1، وسنن أبي داوود2/262 باب فيما عُني به الطلاق والنيات برقم2201، وسنن ابن ماجة2/1413 باب النية برقم4227

    ([5]) نجم الدين سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي الحنبلي فقيه أصولي مشارك في أنواع من العلوم، توفي بالخليل في فلسطين سنة716هـ، من مؤلفاته الكثيرة: مختصر الحاصل في أصول الفقه، وشرح مقامات الحريري. معجم المؤلفين4/266، وشذرات الذهب6/39-40

    ([6]) التحبير6/2781

    ([7]) ينظر الذخيرة1/241
    والقرافي هو شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن من علماء المالكية، نسبته إلى القرافة بالقاهرة، له مصنفات جليلة في الفقه والأصول، منها أنوار البروق في أنواء الفروق، والذخيرة في فقه المالكية، واليواقيت في أحكام المواقيت، توفي سنة684هـ. ترجمته في الديباج المذهب1/62، والوافي بالوفيات6/146، والأعلام1/94

    ([8]) ينظر فتح الباري1/13

    ([9]) شرح الأربعين النووية1/6

    ([10]) يريد: الشيخ سراج الدين البلقيني

    ([11]) فتح الباري1/13

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    دولة الكويت
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: اجتهاد في (إنما الأعمال بالنيات)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اسمح لي أسجل إعجابي بأسلوبك في العرض
    زادك الله علما
    خالص تحياتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: اجتهاد في (إنما الأعمال بالنيات)

    ومع الإعجاب يجب الإكبار والتقدير لاجتهاد واع ، ونظرة ثاقبة
    ولعل الله ييسر بعودة أخرى زيادة في الفائدة ، وحرصا على التعلم الصحيح
    لك التحية والعرفان أستاذي الكريم / كمال
    نفع الله بك وبارك لك ومنك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •