تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يا أنصار الإسلام هلموا إلى صيام بلا إعلام

  1. #1

    افتراضي يا أنصار الإسلام هلموا إلى صيام بلا إعلام

    يا أنصار الإسلام
    هلموا إلى صيام بلا إعلام
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله.
    قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(البقرة:183).
    فالمقصد الأسمى من مشروعية الصوم، وحبس النفس عن الطعام والشراب ليس هو جلد الذات، وتعذيب البدن، وإنما هو التعبد لله تعالى.
    وليست الغاية تخسيس الجسم ولا محاربة الترفه، وإنما هي تحصيل التقوى لله تعالى، ليرق الفؤاد، وتسكن الجوارح.
    ولو كان المراد مجرد ترك الطعام والشراب فالله تعالى غنيٌ عن تعذيب المكلف لنفسه، بل هو أرحم بالمسلمين من أنفسهم لأنفسهم.
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
    فالله غني عن صيام هذا الجنس من البشر، أعني بهم الذين ادخروا (حملة الآثام) إلى شهر الصيام، وانساقوا إلى ميدان (جيش الرذيلة) عبر ميدان (الإعلام) فنزلوا بساحتهم وهم في لهفٍ وشوق إلى ما سيقدمه هذا الإعلام من الآثام!
    هل سأل المسلم العاقل نفسه: لماذا رمضان؟!
    لأن رمضان عندهم شهر التوبة.
    شهر تهذيب النفس.
    شهر القرآن.
    شهر القيام.
    شهر المراقبة.
    فلو تُرك الناس هذه الفترة على سلامة وعافية من (قنوات رذيلتهم) لبارت سوق الرذيلة طيلة أيام العام.
    لأنّ عامة من تاب وآب، وفزع إلى جنان المتاب، كانت انطلاقتهم من شهر رمضان.
    لأنّ نتيجة التقوى تتحقق بهذه الشعيرة العظيمة، و (الإعلام الهابط) عدو التقوى.
    لأن (الإعلام الهابط) يحجب عنه الأنظار، ويردي سوقه إلى حُفَرِ البوار.
    فمتى يستيقظ المسلمون؟
    متى تنتهض في قلوبهم الغيرة على دين الله ومحارم الله؟
    ولو كان الأمر مجرد ضحك وهزل كحال (أهل المكر والخديعة بادئ الرأي) لهان الأمر وهو ليس بهين!
    ولكن الأمر تجاوز في شهر رمضان إلى (إعلان الحرب) على الله ورسوله والمؤمنين بصنوف أبواب الكفر والزندقة من التشكيك في أصول الدين، والاستهزاء بمعالمه.
    بل وإعلان الحرب على الفضيلة والأخلاق الجليلة.
    فدخلوا بيوت المسلمين بمسلسلات (الكفر) و(العهر).
    واقتنصوا أوقات مناجاة الأتقياء لله عز وجل، إمِّا على مائدة الإفطار، وإمِّا مناجاة الله تعالى في وقت الأسحار.
    فأيّ ذلٍّ هذا الذل؟! عندما ينصاعُ المرء لأمرٍ يعلم أنه مخالف لدينه وآدابه عاداته وتقاليده.
    وأيّ خنوع هذا الخنوع لسلطة (الإعلام) الجائرة، وهي لم تسق الناس إليها بسيف ولا عصا، وإنما هم انقادوا إليها بذلِّ المعصية، وجموحِ النفس الشيطانية!
    سبحان الله العظيم يا معاشر المسلمين!
    ألا نستطيع أن نعيش صياماً بلا إعلام؟!
    ألا يستطيع الأحرار أن يطردوا (التلفاز برمته) من بيوتهم بعُجَرِه وبُجَره، ويتفرغوا لعبادة الله تعالى، والاشتغال بمراضيه عن سائر الملهيات؟!
    حقاً؛ وارمـــضـــانــ اه!
    لم تعد والله له حلاوة إن كانت المنكرات تزاحمك في كلّ مكان:
    فالأسواق: تعج بالتبرج والمجون تحت ظلال التبضع والتسوق!
    والمنتزهات: أنتنت روائحها بالاختلاط، والانسلاخ عن الآداب تحت مظلة التنزه والاستجمام!
    والبيوت: صالت عليها جيوش الإعلام الهابط الآثم، بـ(غدراتٍ وغاراتٍ جوية) على مدار الدقيقة من أول الشهر إلى آخره، كلما أفاقوا من سكرة مجون وهزل شربوا من قداح الإعلام ما أعادهم إلى سكرهم من حيث لا يشعرون.
    أين قلوب أهل التوحيد والسنة عن إنكار النظر إلى تلك المسلسلات ومجالس اللغو، والله تعالى يقول عن وصف المؤمنين (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (المؤمنون:3) ؟
    أين قلوب أهل التوحيد والسنة عن الإعراض عن مجالس الجهال، والله تعالى يأمر قدوتنا محمداً صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم ويقول: (خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ) (الأعراف:199) ؟
    أين قلوب أهل التوحيد والسنة عن عدم الإصغاء لأهل الكفر والزندقة، وأهل الفجر والعلمنة، وأهل الفسق والرذيلة، ويقول: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا) (النساء:63)؟
    أين هم عن تعلق الكبار والصغار بحثالة الناس، وزبالة المجتمع، من الفنانين والفنانات المهرجين والمهرجات، وتشجيعهم لهم، والتعلق بهم، بل ومدحهم والثناء عليهم، والله تعالى قد أهان كل صاحب معصية وفسق، (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج:18) فكيف بأهل الفجر والكفر والعلمنة؟
    فتجنب –يا عبدالله - مجالس الزور العاكفة على أوثان الهوى والرذيلة، التي تصد عن دين الله تعالى (فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:68).
    يا ربّ أصلح حال المسلمين وردّهم إليك ردّا جميلاً.
    يا ربّ أعذهم من شرور الهوى والفتن ما ظهر منها وما بطن.
    يا ربّ من أراد الإسلام وديار الإسلام بمكر في دينهم وأخلاقهم فامكر به، وخذه بحولك وقوتك فلا حول ولا قوة إلا بك.
    يا ربّ كن نصير التوحيد والسنة عندما قلّ الناصر.
    يا ربّ وفق علماء الإسلام، وطلاب العلم الكرام إلى انتفاض القلوب بتجريد الولاء والبراء لك وفي سبيلك على سنة رسولك صلى الله عليه وسلم، وإحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لك وفي سبيلك على سنة رسولك صلى الله عليه وسلم، لا تأخذهم فيك لومة لائم.
    يا ربّ ألزمهم محاريب الهداية، ومنابر الرواية والرعاية، وميدان العلم والنور.
    ووحد صفوفهم، وسلّ سخائم قلوبهم، وأعذهم من سبل الجهل والهوى.
    يا ربِّ بلغنا رمضان، وأعنّا على صيامه وقيامه، وباركنا لنا في أيامه، وتقبل منّا يا واسع الفضل.
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وكتب
    بدر بن علي بن طامي العتيبي
    عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف
    15 شعبان 1430هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: يا أنصار الإسلام هلموا إلى صيام بلا إعلام

    بارك الله فيك على هذه النصيحة .
    وإنها والله نصيحة مشفق على هذه الأمة ، جعلني الله وإياك من دعاة الحق ، وحربا لمن حارب الله ورسوله .

  3. #3

    افتراضي رد: يا أنصار الإسلام هلموا إلى صيام بلا إعلام

    جزاكم الله خير
    اللهم اجعلنا ممن اتبع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان





الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •