تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تفريغ عَلَي نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق ا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Lightbulb تفريغ عَلَي نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق ا

    إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
    أَمَّا بَعــــــد.
    فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار ، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد ، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد



    عَلَي نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق الْحُوَيْنِي :فهذه هي الحلقة الثانية للرد على رجل مغمورٍ يقبعُ تحت خط الفقر العلمي في معرفة سنة النبي ﷺ ومعرفة كتبها الأصلية وعلى رأسها صحيح الإمام البخاري_ رحمه الله تعالى_ وكنتُ عنونت في المرة الماضية لهذا الرد بعنوان طويل:
    وَهُو الِاعْتِرَاض عَلَى الْبُخَارِي نَفِقٌ مُظْلِم مِن دَخَلَه بِغَيْر مِصْبَاح اِرْتَطَم وَجْهُه بِالْحَائِط هكذا قلت واعتذرت عن طول العنوان على أساس أن العناوين تُصان عن الإسهاب وفضلّتُ أن أضع عنواناً آخر قصيراً وهو مثلٌ مشهورٌ قلت قصته في الحلقة الماضية ألا وهو – أعني العنوان –( عَلَى نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش)
    تَفْسِيْر عُنْوَان الْحَلَقَة: حديث مشهور ولكن لا يصح عن النبي ﷺ مع شهرته الواسعة والتي طبَّقت الآفاق تقريبا الا وهو" من حسنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يعنيه " هذا كثير من الناس يظنه حديثاً صحيحاً ولكن الصحيح فيه الإرسال وليس الإتصال .
    مِن اعُتِرَاضَات الْمُعْتَرِض عَلَي صَحِيْح الْبُخَارِي:كما قلت في المرة الماضية أحد المحامين اعترض على صحيح البخاري بإعتراضات وهو واضح أنه رجل قرآني هكذا يسمي نفسه والقرآن من هؤلاء براء ، هم الذين يُنكرون حُجية السنة ويزعُمُ أن صحيح البخاري فيه مئات الأحاديث الشاذة ، قال أن العلماء قالوا مائة حديث شاذ،لكنه يقول: ليس مائة فقط بل مئات الأحاديث الشاذة في صحيح البخاري !
    إِنْكَار الْشَّيْخ لِمَقُولَة الْمُعْتَرِض بِأَن مَن الْعُلَمَاء مَن قَال بِصَحِيْح الْبُخَارِي مِائَة حَدِيْث شَاذ: طبعاً لم يقل أحدٌ من العلماء قط ولا ينبغي أن يتورط في هذا عالم ،أن في صحيح البخاري مائة حديث شاذ، أبداً ما قال هذا أحد قط ونحن نرفع عقيرتنا بالتحدي أن يأتي بإسم عالمٍ واحدٍ قال أن البخاري فيه مائة حديث شاذ .
    القصة التي دندن بها وأطال فيها الكلام وأنا عالجتُها في هذه المواضيع ، لكن الشِق ألحديثي من معالجتي لم يهضمهُ كثيرٌ من الناس ولذلك طالبوا أن أعيد الكلام مرةً أُخرى عليه حتى يستوعبوا لأنني قلت أن للبخاري شُفُوف نظر لا يكاد يُدرِكه إلا رجلٌ مدمن النظر في صحيح البخاري ، فقمتُ بعمل لوحة ( خريطة ) بحيث أوضح الشق ألحديثي الذي لا يستطيع هذا المعترض ولا مائةٌ مثله أن يصل إلى فهم مراد البخاري إلا إذا جثا بركبتيه السنين الطِوال وتعلَّمَ تحت أقدام أهل العلم .
    ذَكَر الْشَّيْخ _ حَفِظَه الْلَّه_ طَرْفَا مِن كَلَام الْمُعْتَرِض عَلَي صَحِيْح الْبُخَارِي:بال سبة للقصة ، وأنا سأعيد طرفاً منها لأني على اللوحة سوف أشرحها لتكون واضحة جداً لمن يتابعني هذه المرة ,هو يقول أن البخاري أودع في صحيحه حديثاً يُنكر أن المعوذتين من كتاب الله ويقول أن البخاري بهذا يهدمُ كتاب الله ، وأنا لا يمكن أحافظ على السنة وأهدم القرآن ! بل الصحيح أحفظ القرآن , وإذا كانت السنة تُعارِض القرآن, فالقرآن مُقدَّم , وهذه كلمة حق أُريد بها باطل ,لأنَّهُ لا يوجَد حديثٌ صحيحٌ يُعارِض آية إطلاقاً ، في كتاب الله ، ولا يمكن أن يجد المرء حديثاً صحيحاً يُعارض حديثاً آخر صحيحاً ، بل لابد أن يكون بينهما توافقٌ بأي وجه من وجوه الجمع المعروفة عند علماء أصول الفقه .
    هَل فِعْلَا فِي صَحِيْح الْبُخَارِي حَدِيْث فِيْه أَن الْمُعَوِّذَتَي ْن لَيْسَتَا مِن كِتَاب الْلَّه وَأَن الْبُخَارِي أَوْرَد هَذَا الْحَدِيْث لِيُنْكِر أَن الْمُعَوِّذَتَي ْن مِن كِتَاب الْلَّه ؟ الجواب : أن هذا كذب على البخاري. وَذَكَرْت الْأَدِلَّة: أن البخاري يثبت بما أورده في صحيحه أن المعوذتين من كتاب الله ويرد على ابن مسعود ، هو يرد على ابن مسعود، بأدلة لكن ، قبل أن أدخل في هذه الأدلة أريد أن أُسس شيئاً آخر أنا ذكرتُه في الحلقة السابقة لكن بعض الناس لم يهضمه ,قلتُ أن السِّياق أحياناً يأتي بمعنى المراد ،ويأتي بمعنى ثانوي ، ومقصود المؤلف هو المعنى المراد وليس الثانوي ، مثلما ذكرت الأحاديث الماضية ذكرت حوالي ثلاث، أربع أحاديث منها : حديث عُبيد بن عُمير عندما قال : بلغ عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول لنسائه إذا إغتسلن من الجنابة أن يصل الماء إلى أصول الشعر
    فقالت:" يَا عَجَبا لِابْن عُمَر هَذَا ، أَفَلَا يَأْمُرُهُن أَن يَحْلِقْن رُؤُوْسَهُن " إلى آخر الحديث الذي ذكرته في المرة الماضية ، وقلت مُراد مسلم من هذا الحديث هو تبني قول عائشة وليس تبني قول عبد الله بن عمرو بن العاص، لأن عبد الله بن عمرو مذهبه أن يصل الماء إلى أصول شعر المرأة في غُسل الجنابة إنما عائشة ضد هذا، مسلم أراد قول عبد الله بن عمرو بن العاص أم قول عائشة؟ أراد قول عائشة، إذن المعنى المؤسس أي المعنى الرئيسي الذي أراد مسلم هو قول عائشة وليس قول عبد الله بن عمرو بن العاص إنما جاء قول عبد الله بن عمرو بن العاص_ رضي الله عنهما_ في السياق وليس مراداً به الإحتجاج ، الذي يغفل هذا المعنى يقع في ورطة فقهية .
    مَاحُجَّة مِن أَبَاح لِلْمَرْأَة الْسَّفَر بِلَا مَحَرَّم؟مثلما أفتى بعض الناس لبعض النساء الجواز بالسفر بلا محرم ، وما حجته ؟ في حديث في صحيح البخاري من حديث عدي بن حاتم أن النبي ﷺ قال له: " يَا عَدِي هَل سَمِعْت بِالْحَيْرَة ؟- إسم مكان مدينة– قَال: نُبِّئْت عَنْهَا وَلَم أَرَهَا ، قَال: يُوْشِك إِن طَالَت بِك حَيَاة أَن تَرَى الْظَّعِيْنَة (الْظَّعِيْنَة)هي المرأة التي تركب على الجمل في هودج ,عندما تُزف إلى زوجِها , فيقول لعدي بن حاتم – " يُوْشِك أَن تَرَى الْظَّعِيْنَة تَخْرُج مِن الْحِيِرَة إِلَى الْكَعْبَة لَا تَخَاف إِلَّا الْلَّه "، قال :هذه مسافة سفر والمرأة خرجت من مدينة الحيرة إلى الكعبة بدون محرم ، إذن هذا يدل على جواز السفر بدون محرم .
    هَل الْنَّبِي ﷺ عِنَدَمّا قَال هَذَا الْكَلَام لِعَدِي بْن حَاتِم كَان يَقْصِد أَن يُثْبِت حُكْم سَفَر الْمَرْأَة بِلَا مَحْرَم؟ الجواب :إطلاقاً بل أراد أن يقول يوشك أن يعيش الناس الأمان لدرجةِ أن المرأة تخرج من الحيرة إلى الكعبة لا يلقاها لص ، ولذلك عدي بن حاتم قال : " فَقُلْت فِي نَفْسِي أَيْن دُعَّار طَيِّء الَّذِيْن سَعَّرُوا الْبِلَاد؟: (دُعَّار طَيِّء )أي هم قُطَّاع الطرق – فعدي ابن حاتم يتعجب في نفسه والنبي ﷺ يقول له:" يُوْشِك أَن تَرَى الْظَّعِيْنَة تَخْرُج مِن الْحِيِرَة إِلَى الْكَعْبَة لَا تَخَاف إِلَّا الْلَّه "، فسأل في نفسه فأين اللصوص إذن؟!الَّذِيْن سَعَّرُوا الْبِلَاد ونشروا فيها الفساد فالنبي ﷺ لم يكن بصدد أن يُثبت في هذا الحديث أن المرأة يجوز لها أن تسافر بلا محرم وإلا لو تبنينا هذا فهذا سيوقعنا في ورطات أخرى وهي (مثلا مثل:حديث كعب بن مالك في الصحيحين) لما تخلَّف عن غزوة تبوك في هذا الحديث لما رجع النبي ﷺ من تبوك ، ثم(جاء كعب بن مالك ومُرارة بن الربيع وهلال ابن أمية الواقفي) ، هؤلاء الثلاث وبعدما اعتذر المنافقون وقالوا : إن بيوتنا عورة وهذا الكلام وكل واحد اعتذر بعذر ، قالوا: يا رسول الله لم يكن لنا عذر ، فأمر المسلمين بمقاطعة هؤلاء الثلاثة ولا أحد يكلمهم .(هلال ابن أمية الواقفي) ربط نفسه في إحدى عمدان السرير وقال: أنا سابقى هكذا مربوطاً إلى أن يفكني النبي جرَّاء هذا الذنب.
    (كعب بن مالك) كان أشَّب القوم ، كان يصلي فوق ظهر بيته ، كان يذهب إلى المسجد يجد النبي ﷺ ليس مغتبطاً منه وجميع الصحابة متنحين عنه, فكان يصلي على ظهر البيت خمسين ليلة .
    إِشْكَال :فَهَل يُمْكِن لِأَحَد أَن يَقُوْل : أَن صَلَاة الْجَمَاعَة لَيْسَت بِوَاجِبَة بِدَلِيْل أَن كَعْب بْن مَالِك تَرْك صَلَاة الْجَمَاعَة وَصَلَّى عَلَى ظَهْر بَيْتِه خَمْسِيْن لَيْلَة ؟!
    يعني ممكن أن يأتي من يقول أن هذا الحديث يصرف الأحاديث الكثيرة في وجوب صلاة الجماعة ؟ لا، لأن هذه حكاية لا يوجد فيها إثبات حكم .
    فكذلك حديث عدي بن حاتم لم يتعرض أصلاً لحكم سفر المرأة بغير محرم لأننا عندنا أحاديث محكمة يقول فيها النبي ﷺ: " لَا يَحِل لِاِمْرَأَة تُؤْمِن بِالْلَّه وَالْيَوْم الْآَخِر أَن تُسَافِر إِلَا مَع ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا " هذا الكلام سيق ابتداءً لبيان حكم سفر المرأة بلا محرم فلا أستطيع أن أحتج بحديث عدي بن حاتم على أنه يحل للمرأة أن تسافر بلا محرم لأنه لم يكن مقصوداً للنبي ﷺ في هذا الحديث أن يبين حكم سفر المرأة ، إنما كان المقصود أن يبين الأمن الذي سيعُم البلاد كلها لدرجة أن المرأة التي تحتاج عادةً في السفر إلى محرم حتى تأمن على نفسها وعلى عرضها، هذه المرأة تخرج من الحيرة إلى الكعبة لا تخاف إلا الله إذن هذا هو المعنى الرئيس ، أما المعنى الثانوي الذي جعلوه رئيساً وأخذوا منه حكماً وعطلوا به حديث النبي ﷺ! " لَا يَحِل لِاِمْرَأَة تُؤْمِن بِالْلَّه وَالْيَوْم الْآَخِر أَن تُسَافِر إِلَا مَع ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا " هذا المعنى غير مقصود .إذن كما قال العلماء السياق من المقيدات هذه مسألة أردت أن أبينها أيضاً لأنها عملت إشكالا عند بعض الناس .نرجع إلى قصة المعوذتين ، قلتُ: إن الإمام البخاري رحمه الله رد على ابن مسعود بعدة أشياء .
    مَا يَدُل عَلَي أَن الْبُخَارِي_ رَحِمَه الْلَّه_ لَم يَتَبَّن قَوْل ابْن مَسْعُوْد. الدليل الأول:أنه قال (بَاب سُوْرَة قُل أَعُوْذ بِرَب الْفَلَق) ،( بَاب سُوْرَة قُل أَعُوْذ بِرَب الْنَّاس) ، وكما قلت: روى هذا الحديث في كتاب التفسير مثلما قال: باب سورة البقرة ، باب سورة آل عمران ، قال : باب سورة قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس إذن هو يثبت أنها سورة من القرآن .
    الدليل الثاني:الذي يدلك على أن البخاري لم يتبن قول ابن مسعود : أنه روى هذا الحديث في موضعين وراء بعضهم وهذه الفائدة أنا لم أذكرها الحلقة السابقة ، بسبب قصة الجريدة التي أساءت إلى النبي ﷺ ، والإنسان عندما يكون متعصباً يمكن أن تفوته بعض الفوائد .
    سورة الفلق قبل سورة الناس ، فانظر فقط ماذا فعل البخاري لما روى الحديث في سورة الفلق وماذا زاد عندما روى الحديث في سورة الناس :
    في سورة الفلق قال البخاري رحمه الله : حدثنا قُتيبة – وهو قُتيبة ابن سعيد – قال: حدثنا سُفيان – هو ابن عُيينة – عن عاصمٍ وعبدة ابن أبي لُبابة عن زِرٍ ابن حُبيشٍ ، قال:" سَأَلْت أَبَا الْمُنْذِر عَن الْمُعَوِّذَتَي ْن ، فَقَال: سَأَلْت رَسُوْل الْلَّه ﷺ عَنْهُمَا فَقَال : قِيَل لِي قُل فَقُلْت –"ملحوظة:،نلاحظ أنه لم يأت بسيرة ابن مسعود ولا اعتراض ابن مسعود إنما اختصر الحديث أو هكذا رواه قُتيبة فبدأ به قبل أن يذكر اعتراض ابن مسعود في الرواية الأخرى.
    مِّمَّا يُدَلِّك عَلَى أَن الْبُخَارِي تَبْنِي قَوْل أُبَي بْن كَعْب وَلَا يَتَبَنْي قَوْل ابْن مَسْعُوْد :فالحديث في المرة الأولى من اعتراض ابن مسعود ، عندما روى الحديث مرة أخرى في باب سورة قل أعوذ برب الناس ، قال حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان ابن عيينة أيضا عن عبدةَ بن أبي لُبابة عن زِرٍ بن حُبيش ثم قال ( حاء) تحويل يعني ، وحدثنا عاصم – ابن عيينة يقول حدثنا عاصم – عن زر بن حبيش قال:" قُلْت ، يَا أَبَا الْمُنْذِر إِن أَخَاك ابْن مَسْعُوْد يَقُوْل كَذَا وَكَذَا ،"_ لم يرض يقول ما هذه الكذا والكذا استعظاماً لإنكار ابن مسعود .الإمام البخاري أنا ذكرت المرة السابقة هذا هو الشق الحديثي الذي إستشكله الناس لأنني قلت هكذا دون أن أقوم بعمل خريطة ، قلت : أن هذا الحديث رواه(أحمد والشافعي و الحُميدي وسعدان بن نصر )، كلهم قالوا:" عَن زِر بْن حُبَيْش قُلْت : يَا أَبَا الْمُنْذِر إِن أَخَاك يَحُكُّهُمَا مِن الْمُصْحَف،" حتى في رواية أحمد بن حنبل لم يأت سيرة ابن مسعود والتصرف هذا كله من سفيان ابن عيينة .
    مَاذَا تَقُوْل رِوَايَة أَحْمَد بْن حَنْبَل؟: يقول حدثنا سفيان - قال :" يَا أَبَا الْمُنْذِر إِن أَخَاك يَحُكُّهُمَا "–لم يرض أن يقول أخاك من – فأحمد بن حنبل ماذا يقول :" قِيَل لِسُفْيَان ،ابْن مَسْعُوْد ؟قَال: فَلَم يُنْكِر ؟طالما لم يتكلم وهو في سياق السؤال إذن هذا إقرار طالما ابن عُيينة لم يكن يريد أن يسميه أيضاً – أي يسمي ابن مسعود –إن أخاك يحكهما فقالوا لسفيان : ابن مسعود؟ فلم ينكر ، أي لم يقل هو ابن مسعود .
    إذن رواية( الشافعي وأحمد و الحُميدي) فيهما أن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف ، البخاري لم يرض أن يأتي برواية واحد من هؤلاء ، إنما أتى برواية قُتيبة ابن سعيد وعلي ابن المديني –
    يُرِيَنَا الْشَّيْخ عَلَى الْخَرِيْطَة الْمُوَضِّحَة الْقِصَّة :

    نرى هنا كما هو مبين في الرسم : المتن كذا وكذا ، وفي الجانب الآخر يحكهما من المصحف، طبعا الحديث يرويه أُبِي بْن كَعْب وَيَرْوِيْه عَنْه زِرٍ ابْن حُبَيْش ثُم عَاصِم ابْن أَبِي الْنَّجُوْد وَعَبْدةَ ابْن أَبِي لُبَابَة وَيَرْوِيْه سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة إذن الإسناد متحد من عند سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة وأنت صاعد إلى أُبِي بْن كَعْب ، سُفْيَان عن عَاصِم وَعَبْدةَ عن زِرٍ عن أُبِي من تحت سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة علي بن ألمديني وعبد الجبار ابن العلاء - عبد الجبار ابن العلاء روايته هذه موجودة في مُستخرج الإسماعيلي ، عبد الجبار ابن العلاء وعلي ابن المديني كلاهما عن سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عن عَاصِم وَعَبْدةَ عن زِرٍ ابْن حُبَيْش عن أُبِي بْن كَعْب أن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا : إذن علي ابن المديني أبهم مسألة حك المعوذتين وعبد الجبار ابن العلاء كذلك أبهم قصة حك المعوذتين ،( الذي صرح أن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف : الشافعي ، أحمد بن حنبل، الحميدي) هؤلاء الثلاثة يروون الحديث عن سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عن عاصم وعبدة عن زِرٍ ابْن حُبَيْش عن أُبِي بْن كَعْب أن ابن مسعود كان يحكهما من المصحف ، علي الناحية اليُمني
    قُتيبة ابن سعيد وسعدان ابن نصر هؤلاء الاثنان لم يأتوا بسيرة حك ابن مسعود للمعوذتين .إذن أعود بعدما بينا هذا الكلام ماذا أقول ؟
    أَقُوْل أَن الْبُخَارِي اخْتَار رِوَايَة عَلِي بْن الْمَدِيْنِي الَّتِي فِيْهَا إِبْهَام الْصُّوَرَة الْمَحْكُوكَة وَقَال كَذَا وَكَذَا وَلَم يَقُل يَحُكُّهُمَا مِن الْمُصْحَف :وأنا قلت لكم المرة السابقة أن أحمد بن حنبل والحميدي كلاهما من مشايخ البخاري ولو شاء البخاري أن يروي الحديث عنهما لروى لكنه إختار رواية علي بن المديني لإبهامها وإختار رواية قُتيبة ابن سعيد التي لم يذكر فيها أصلا اعتراض ابن مسعود ، هذه هي الصنعة الحديثية ، أي الصناعة الحديثية التي تخفى على مثل هذا الجاهل القابع تحت خط الفقر العلمي ، وجاء ليعترض على الإمام العلم الكبير المفرد الذي يستحق عن جدارة قول القائل:
    إِذَا نَحْن أَثْنَيْنَا عَلَيْك بِصَالِحٍ
    فَأَنْت كَمَا نُثْنِي وَفَوْق الَّذِي نُثْنِي
    وَإِن جَرَت الْأَلْفَاظُ يَوْمَا بمِدحَةٍ
    لِغَيْرِك إِنْسَانَاً فَأَنْت الَّذِي نَعْنِي
    ألا وهو الإمام البخاري_ رحمة الله عليه_ .والإمام البخاري حقيقٌ أيضاً بقول القائل في مالك رحمه الله :
    يَدْعُ الْجَوَاب فَلَا يُرَاجِع هَيْبَةً
    وَالْسَّائِلُوْ ن نَوَاكِسُ الْأَذْقَانِ
    عَزُّ الْوَقَارِ وَعَزُّ سُلْطَان
    التُقَى فَهُو الْمَهِيبُ وَلَيْس ذَا سُلْطَانِ
    ونحن نعتذر للبخاري عن اعتراض هؤلاء وعن اعتراض الجهلة الذين سبقوهم في القرون الماضية .هذا فيما يتعلق بالمعوذتين .
    الْقِّصَة الْثَّانِيَة الَّتِي اعْتَرَض عَلَيْهَا وَلَيْسَت فِي صَحِيْح الْبُخَارِي إِنَّمَا انْفَرَد بِهَا مُسْلِم: قصة الصلاة الوسطى ، أنا ذكرت طرفاً منها ولم أذكر الطرف الآخر , يقول أن البخاري بيحرف كتاب الله لأنه أتانا بقرآن لا نعرفه وهو ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى( صلاة العصر) وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ
    فَقَال أَن (صَلَاة الْعَصْر )هَذِه لَيْسَت مَوْجُوْدَة فِي الْقُرْآَن فَكَيْف يَأْتِي بِهَا الْبُخَارِي؟أولاً: البخاري لم يرو هذا الحديث ، كما قلت إنما هو من مفاريد مسلم، يرويه عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرته أن يكتب لها مصحفاً وقالت :" إذا أتيت إلى هذه الآية فآذني فلما وصل إلى الآية ، قال لها أنا وصلت إلى الآية التي في سورة النساء ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ قالت له اكتب ( وصلاة العصر) وفي رواية بدون الواو ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى( صلاة العصر) وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾كلمة ( صلاة العصر) كانت قرآناً يُتلى ثم نُسخت نسخ تلاوة مثلما قلت لكم المرة السابقة ، إن النسخ إما أن يكون نسخ حكم مع بقاء التلاوة أو نسخ تلاوة مع بقاء الحكم ، فهذه الآية مثالٌ لنسخ التلاوة مع بقاء الحكم والدليل على ذلك: هو الحديث الذي رواه مسلمٌ رحمه الله من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه البراء ابن عازب مثلما يروى مسلم في صحيحه من حديث أبي وائل شقيق ابن سلمة أن رجلاً راجع البراء في كلمة صلاة العصر هذه ، فقال كنا نقرأها زمان النبي ﷺ ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَ ىو( صلاة العصر) وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ
    ثم نُسخت – هذا كلام البراء ابن عازب في صحيح مسلم فكأن الرجل يراجعه مرة أخرى قال: "قد قلت لك ". قلت لك : أي أنها نُسخت إذن عائشة عندما زودت ( وصلاة العصر) لأنها كانت قرآناً يُتلى ثم نُسخ تلاوته فكتبت هذا كما يقول العلماء كتابة تفسير في مصحفها الخاص وليس مصحف الإمام الذي كتبه عثمان ابن عفان وزعه على الأنصار وأمر بحرق جميع المصاحف بعد ذلك .إذن لا إشكال في هذا الحديث وإن البخاري رحمة الله عليه لم يأت بقرآن جديد كما يقول هذا الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي واعترض على الإمام البخاري رحمة الله عليه .
    وَمِمَّا اعْتَرَض الْمُعْتَرِض عَلَي الْبُخَارِي: قصة القردة لما رجمت القرد ، القصة أنا قلتها قبل ذلك ، لكن أنا سأقصها ثانية لأن هذا هو محل الإعتراض .
    قال المعترض: أنا أرضي أن يكون البخاري كتاب تاريخ وليس كتاب سنة ، إذا كان كتاب تاريخ يقولوا : قرد ،رجم، هو حر هذا كتاب تاريخ ، لكن أنا لن أقبله ككتاب سنة !!
    الْفِرَق بَيْن كِتَابَة الْتَّارِيْخ وَكِتَابَة الْسُّنَّة وَلِمَاذَا يُرِيْد أَن يَكُوْن الْبُخَارِي كِتَاب تَارِيْخ التاريخ :يؤخذ من أفواه الناس الجالسين على المصاطب والأرصفة إنما السنة لها قيود كتاب التاريخ بالضبط تشبه اليوم الجرائد ، حدثت حادثة في مكان معين ماذا يفعل الصحفي؟ يذهب إلى مكان الحادث يقابل كسير وعُوير وثالث ما فيه خير!!أو زعيط وعيط ونطاط الحيط !!مثلما نقول نحن، يقول ماذا حدث؟ فكل واحد يقول علي حسب رؤيته , فالصحفي يكتب كل ما يقوله الناس ، دون أن يعلم أن الرجل صادق أم كاذب , دقيق في النقل أم مجازف؟ كذََّاب يخترع ما يقول أم نقل الحقيقة ؟ (المؤرخون لا يبحثون إطلاقاً عن صدق القائل ، أهو عدلٌ ضابط أم مغفل أم كذاب ؟ المؤرخون لا يبحثون في هذا الباب إطلاقاً عن قانون الرواية لكن يروي الحدث كما هو)
    تبرئة الْإِمَام ابْن جَرِيْر الْطَّبَرِي نَفْسِه مَن الرِّوَايَات الْبَاطِلَة الَّتِي ذَكَرَهَا فِي تَارِيْخ الْأُمَم وَالْمُلُوك:لأج ذلك الإمام الكبير شيخ المؤرخين ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك كتاب التاريخ الخاص به ، قال في المقدمة كلاماً معناه – طبعاً لا أحفظ كلام الطبري بنصه – (ولعل ناظراً في كتابنا هذا يرى فيه ما يُستبشع – أي كلام فظيع لا يحكى – فليعلم أن هذا ليس من قِبلنا – أنا لست مسؤولا عنه إنما أدينا ما سمعناه .)
    يريد الطبري أن يقول أنا بريء من الروايات الباطلة التي لا تُعقل ، وهذا الكلام ليس من عندي هذا الكلام مثلما سمعته كتبته وهذه هي سيرة المؤرخين ينقلون الحدث فقط إنما السنة هذه لها قصة أخرى علم الحديث كله مؤسسٌ على موسوعة حفظ السنة الراوي فيما يتعلق بأحاديث النبي ﷺ لا نقبل منه نقيراً ولا قِطميراً ولا نصف كلمة إلا إذا كان ضابطاً حافظاً ولو كان عدلاً صادقاً ، فالعلماء أمسكوا السنة ، نقحوها ونفوا عنها الكذب ونفوا عنها الخطأ وقدموها صافية إلى الأمة لماذا؟ لأن في آخرها قال رسول الله ﷺ والحجة بكلامه لازمة ومخالفته تساوي النار لأجل ذلك العلماء تحروا غاية التحري في نقل حديث النبي عليه الصلاة والسلام ولم يتحروا في نقل حكايات الناس ولا الأحداث الجارية في التاريخ ,أظن ذلك ظهر الفرق بين كتاب التاريخ وبين كتاب السنن أو كتاب الصحيح .
    هذا الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي وهو لا يستطيع القراءة مثلما قلت لكم ( يطوقونه ) وهي (يطوقونه) لا يعرف يقرأ وسيء الفهم كما حدث في قصة البقرة ، وأنا سأمر علي قصة البقرة سريعاً لأجل شيء نسيت أقوله أيضاً وفاتني أن أقوله ، هذا الإنسان يريد أن يجعل كتاب البخاري كتاب تاريخ لأجل من لا يعجبه يرميه!وما يعجبه يأخذه .
    قصة القرود: هو يقول إذا كان كتاب تاريخ على العين والرأس لا يوجد عنده مشكلة يكتب فيه قرد يكتب فيه بقرة قصة البقرة بتتكلم أيام النبي هو حر لو كتاب تاريخ .
    نأتي على قصة الذين رجموا القرده ، هذا الحديث يرويه الإمام البخاري في باب ذكر أيام الجاهلية ورواه مختصراً جداً إنما الإسماعيلي في مُستخرجه عن البخاري روى القصة بطولها من أكثر من طريق عن عيسى بن حِطان .البخاري قال: عن عمرو بن ميمون قال: "رأيت الرجم في الجاهلية أن القرود رجمت قردة ، "والبخاري رواه مختصراً هكذا ، وإنما الإسماعيلي رواه بطوله ماذا قال:" سُئِلَ عمر ابن ميمون حَدِّّثَنَا عن أعجب شيء رأيته في الجاهلية ، فقال: أرسلني أهلي إلى النخل "– لأن القردة كانوا يصعدون على النخلة يأكلون من البلح – فأهله أرسلوه لكي يحفظ النخل من القرود ، فهو جالس لكي يحفظ النخل من القرود وجد المنظر الآتي( قرد عجوز ويمد يده وقردة تنام على ذراع العجوز فجاء قرد شاب فبصبص لها )– أصل البصبصة: تحريك الذنب من ذوي الأربع ( فبصبص لها فانسلت بخفة من على ذراع القرد العجوز وذهبت مع هذا القرد – وعمر بن ميمون يقول : أنه زنا بها -جاءت القردة وبنفس الخفة وتضع رأسها على ذراع القرد العجوز فاستيقظ وشمها وصرخ قال: فاجتمعت القرود وقام قرد منهم كأنه يخطب ، وقال بعد قليل جاءوا بالقرد الذي فعل الفعلة بعينه أعرفه فحفروا له حفرة ورجموه بالحجارة حتى قتلوه ، فلقد رأيت الرجم في الجاهلية والإسلام .)هذه هي القصة ، السؤال هنا:
    هَل رَأَى عَمْرُو بْن مَيْمُوْن هَذَا الْمَنْظَر أَم لَا إذا قلت لم ير هذا المنظر إذن أنت تكذبه تكذبه بأي دليل؟ تقول: الإسناد إليه لم يصح مع أن عمرو بن ميمون هذا مخضرِّم أدرك الجاهلية والإسلام ، فلا تستطيع أن تقول لم يقله عمرو بن ميمون ولم يري عمرو إلا إذا لم يثبت الإسناد إلى قصة عمرو ، لكن الإسناد ثابت إلى عمرو بن ميمون بإسنادين : إسناد عند الإسماعيلي وإسناد عند البخاري ، فجاء من وجهين مختلفين .إذن عمرو بن ميمون يقينا رأى هذا المنظر.
    الْمُعْتَرِض يَقُوْل: كَيْف يَكُوْن الْرَّجَم فِي غَيْر الْمُكَلَّف؟ ابن عبد البر سبق إلى ذكر هذا الاعتراض، قال: ( إن هذا حديث منكر عند أهل العلم لأن فيه إسناد الرجم إلى غير المكلفين ،فإن صح ذلك فكأنها طائفة من الجن والجن مكلف )– يعني ابن عبد البر لم يقل منكر وسكت – وأنت تعرف أن الجن يتشكل .
    الْحَافِظ ابْن حَجَر عِنْدَمَا رَد عَلَى ابْن عَبْد الْبَر:قال إن عبد البر لم يقف على رواية البخاري إنما وقف على رواية الإسماعيلي فقط، ورواية الإسماعلي فيها راو إسمه عيسى ابن حِطان ، وعيسى هذا لم يوثقه إلا ابن حبان والعجلي وتوثيقهما لين ، فنظر ابن عبد البر إلى هذا الإسناد وحده ورأى إن قصة الرجم في غير المكلفين فأنكرها ، وأنا لا أعلم أحداً سبق ابن عبد البر إلى هذا الإنكار ، لكن ابن عبد البر لما رأى الرجم في غير المكلفين قال أن هذا الكلام غير مقنع لكن على طريقة أهل العلم يقول :ولو صح ذلك – إذن إحتاط لنفسه لأن ابن عبد البر لا يدَّعي ولا يمكن لأحدٍ أن يدَّعي في كل الدنيا أنه يحفظ كل الأسانيد وكل الأحاديث، فيحتاط لنفسه ويقول : ولو صح ذلك ، أي لإحتمال أن يكون هناك إسناد أنا لا أعرفه يصح به الحديث فتأويله أن هؤلاء جماعة من الجن ، هذا كلام ابن عبد البر .
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ عَلَي نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَا

    عِنْد الْنَّظَر فِي الْمَتْن هَل هُو مُنْكَر أَم لَا؟ الْجَوَاب لَيْس بِمُنْكَر ما معنى الرجم ؟الرجم لغة: القذف بالحجارة ، ونحن عندما نذهب إلى العمرة أو الحج نرجم جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى ,وقال قوم شعيب لشعيب﴿ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴾وفي قصة أهل الكهف ﴿ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ﴾
    المعنى الشرعي: في الرجم إذا زنا رجل مُحصَّن( متزوج) سواء كانت امرأته معه أو طلقها أو ماتت وزنا ، يُرجم هذا حكمه الشرعي الذي جاءت به السنة وعليه عمل الأمة كلها إلا أهل البدع فقط هم الذين ينكرون الرجم ، يُحفر له حفرة وتردم الحفرة على وسطه السفلي لكي لا يهرب ، ثم يُرجم في رأسه بالحجارة حتى يموت ، وإنما سمي رجما لأنك ترميه بالحجارة ، أما حكماً فلا يكون إلا للرجل الذي تزوج كما قلت فعندما رأى عمرو بن ميمون نفس المنظر وأنت تعرف القرد كابن آدم ، عندما تشاهد القرد تجده يمشي على قدميه الإثنين لا يمشي على أربع ، يمشي على اثنين وإن كان لا يستمر في المشي على اثنين ، ويأكل بيديه ويضحك مثل بني آدم تماما وعنده غيرة شديدة ، القرود تتميز بالغيرة الشديدة ، فعمرو ابن ميمون لما رأى هذا المنظر لم يكن مسلماً ، فهم يسألونه قائلين: "ما أعجب شيء رأيته في الجاهلية؟" إنما أسلم عمرو ابن ميمون بعد وفاة النبي ﷺ زمان النبي ﷺ ولم يره ، فلم تكن بعد قصة الرجم عنده كحكم شرعي لم تكن موجودة بعد ، لأنه لا يعرف شيء عن الإسلام ، لكن لما رأى هذا المنظر وأنهم وضعوا القرد في حفرة وقذفوه بالحجارة ، وبعد ذلك أسلم ورأى الرجم في الإسلام مثل هذا ساغ له أن يقول : "رأيت الرجم في الجاهلية والإسلام" إذن هذا هو وجه الشبه ما بين هذين الموضعين ، ليس أنه أثبت الرجم في غير المكلفين هذا الكلام لم يخطر أصلا على ذهن عمرو بن ميمون ولا يمكن أن يخطر على ذهن أحد والمشبه والمشبه به لكي يكون الاثنين على خط واحد يشتركا في أي صفة من الصفات فلا يشترط أن المشبه والمشبه به يشتركان في أخص الصفات ولا في أظهرها ولا أقواها بل في أي مظهر من المظاهر ، حتى لو كان المظهر على الضد ، طالما أنه يشترك معه في شيء ولو بسيط جداً .
    مثال: في كتاب باب الوحي للبخاري في أول صحيح البخاري: من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:" سَأَل الْحَارِث يَن هِشَام رَسُوْل الْلَّه ﷺ فَقَال: يَا رَسُوْل الْلَّه كَيْف يَأْتِيَك الْوَحْي؟ قَال: يَأْتِيْنِي مِثْل صَلْصَلَة الْجَرَس وَهُو أَشَدُّه عَلَي " فشبه الوحي الذي هو كلام الله بصلصلة الجرس .
    وهناك حديث آخر وهو " الْجَرَس مِزْمَار الْشَّيْطَان "وقال ﷺ كما في الحديث الذي رواه مسلم وغيره " لَا تَصْحَب الْمَلَائِكَة رِفْقَه فِيْهَا جَرَس "لماذا؟ لأن الجرس مزمور الشيطان .
    فَكَيْف يُشَبَّه الْوَحْي الَّذِي هُو كَلَام الْلَّه بِالْجَرْس الَّذِي هُو مَزْمُور الْشَّيْطَان ؟قال علماء البلاغة: لا يشترط أن يلتقي المشبه والمشبه به في أخص الصفات ولا في أظهرها يشترط أن يشترك معك في أي صفة ولو كانت من أدنى الصفات .
    فأنا أقول لك عندما رأى عمرو بن ميمون هذا المنظر وأنا رأيت هذا المنظر على ( سي دي) : قردة تلد وهناك نمر ذاهباً ليفترس هذه القردة , فولدت حوالي قردين أو ثلاثة وماتت ، هذا النمر أخذ هذه القرود وأخذ يربيها وكبروها وكان يلاعبهم,فهذا هو الذي قاله عمرو بن ميمون عندما شاهد مشهد الرجم في القردة ، هذا ابتداءً.
    ثَانِيا : مَاذَا بَوَّب الْبُخَارِي عَلَى هَذَا الْحَدِيْث؟لو أن البخاري روى هذا الحديث في كتاب الحدود كان الاعتراض عليه يكون واضحاً ، تقول كيف وضعته في كتاب الحدود والقرود غير مكلفة ؟! لكن هل وضعه في كتاب الحدود؟ باب الرجم مثلا؟ لا، بل وضعه تحت باب ذكر أيام الجاهلية ,إذن هذا الخبر له حكم التأريخ وليس له حكم شرعي .فهذا المعترض يقول: أن هذا لو كان كتاب تاريخ سوف أقبله على عيني ورأسي!
    فأنا أقول لك هذا الخبر تاريخ لأن البخاري يؤرخ فيه لأيام الجاهلية ما قصد أن يثبت به حكماً شرعياً أصلاً، إذن هو حكاية خرجت مخرج التأريخ وليس مخرج استخراج حكم شرعي ، فأي منكر فيما صنعه البخاري رحمه الله؟
    أنا أعرف أن هذا المعترض لو ذاكر قليلاً وذهب وسأل أهل العلم سوف يعترض على رواية البخاري باعتراض _ وأنا أفطمه الآن وأعلمه لكي يذهب ويقولها كأنه لم يسمعني – سيقول لك أن شيخ البخاري وهو نُعيم بن حماد لأن الحديث يرويه نعيم بن حماد ، فالبخاري يقول: حدثنا نُعيم بن حماد ، قال: حدثنا هُشيم ابن بشير عن حُصين عن عمرو ابن ميمون ,ولو رجعت إلى ترجمة نُعيم ابن حماد في كتاب كتهذيب الكمال مثلاً ، ستجد لعلماء أنهم تكلموا فيه وقالوا: أنه ساء حفظه وتغير,فهذا المغبون قدم ثمانون راو من روايات البخاري إلى النيابة العامة لكي يحققوا معهم فيما فعلوه في البخاري!فأكيد نُعيم بن حماد هذا سيكون من الثمانين الذين يُقدمون إلى المحاكمة على أساس أنه مُتكلم فيه .البخاري لم يرو لنُعيم ابن حماد باستثناء هذا الحديث إلا مقروناً ( (مقروناً)أي يقول: حدثنا نُعيم وقُتيبة ، ويكون اعتماد البخاري في الأصل على رواية قُتيبة وليس على رواية نُعيم ، ، فعندما تقرأ في كتب التراجم أنه روى له مسلم مقروناً أو روى له في الشواهد والمتابعات أو روى له البخاري مقروناً ، فيجب أن تعلم أنه قرن واحد بواحد ، لماذا قرن؟لأجل إعتماده على الراو الآخر الثقة .
    لِمَاذَا أَفْرَد الْبُخَارِي نُعَيْم بْن حَمَّاد فِي هَذَا الْخَبَر وَلَم يَقْرِنَه بِغَيْرِه ؟ قال: لأنه تاريخ ليس فيه حكمٌ شرعي لكي نستطيع أن نقول أن نُعيم وهِمَ أو أخطأ وهذا الكلام ، سلمنا أن هذا الحديث فيه حكمٌ شرعي .
    مَذْهَب الْبُخَارِي إِذَا كَان هُنَاك أَحَد الْرُّوَاة مُتَكَلِّم فِيْه:فطريقته أنه ينتقي ، من أحاديث هذا الراو ما لم يغلط فيه ، وصرَّح به واتفق كل العلماء على أن هذا مذهب البخاري .
    لأن الراو وإن كان يغلط فلا بد أن يكون حافظاً في بعض أحاديثه ,فالبخاري كرجل ماهر يعرف الصح من الخطأ ، فيأخذ من رواية هذا الراوي المتكلم فيه ما لم يغلط فيه بدلالة أن كثير من أهل العلم تابعوه خارج البخاري ، لكن البخاري انتقى هذا الحديث أو هذا الإسناد بعينه لماذا؟ لأنه يمكن أن يكون علا فيه ، أي يكون عدد الوسائط بينه وبين النبي ﷺ أقل، فيقوم يأخذ رواية هذا الروي المتكلم فيه ، وهو على علم بأن غيره تابعه في كتب أخرى ، لو روى البخاري الحديث من هذا الإسناد الآخر لنزل درجة أو درجتين ، والعلو كان مقصوداً عند علماء الحديث ، فيعلوا البخاري مثلما فعل مسلم في رواية سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة وهذه طبعاً لها قصة أخرى ولكن لا أريد أن أشرد كثيراً عن المقصود .إذن لا تعلق له حتى في الإسناد برواية نُعيم كما قلت لأن البخاري : باب ذكر أيام الجاهلية كتاريخ ، فهذا الخير وإن كان في صحيح البخاري لكن خرج مخرج التاريخ ولا يؤخذ منه حكم شرعي فأي نكارةٍ في هذا ؟ ليس هناك أي نكارة ، لا سنداً – الحمد لله- ولا متناً .
    مِن الِاعْتِرَاضَات الَّتِي ذَكَرَهَا هَذَا الْمُعْتَرِض :قال أن البخاري روى في صحيحه أن أول ما نزل من القرآن : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾وهو هو- أي البخاري أيضاً- روى أن أول ما نزل من القرآن ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾؟قال: أن البخاري متناقض – هو يريد أن يخرج أي عيب في البخاري فهل أول ما نزل من القرآن ، ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾أم ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾؟فالبخاري لم يرجح وحيرنا معه ونحن لا نعرف أي سورة التي نزلت في الأول!فهذا دليل على أن البخاري فيه أحاديث مناكير !
    تخيل عندما تكون عقلية إنسان وصلت إلى هذا الحد ، لمجرد الاختلاف بين متنين يعتقد أن هذا من التناقض الموجود في صحيح البخاري!ويريد أن ينقي البخاري وينقح البخاري فيخرج هذه الأحاديث منه ، طبعاً هذه لها وقفة
    الْبُخَارِي رَوَى الْحَدِيْث كَالْآتِي: أن أبا سلمة ابن عبد الرحمن سُئل أي القرآن نزل أولاً ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ أم ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾؟فإن قوماً يقولون ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ نزل أولاً وقومٌ يقولون ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾، فأبو سلمة قال: سألت جابراً، جابر ابن عبد الله الأنصاري فقال: الذي نزل أولاً ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ثم روى عن رسول الله ﷺ أنه قال:" لَمَّا خَرَجْتُ مِن غَار حِرَاء وَذَلِك بَعْد فَتْرَة مِن الْوَحْي – كَمَا فِي بَدْء الْوَحْي- إِذَا بِي أَجِد المَلْك الَّذِي جَائَنِي فِي غَار حِرَاء فَرُعِبْتُ مِنْه فَذَهَبْت إِلَى خَدِيْجَة فَقُلْت: دَثِّرُوْنِي دَثِّرُوْنِي ، فَنَزَل قَوْلُه تَعَالَى﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾
    هذا كلام جابرابن عبد الله وفهمُهُ، أن أول ما نزل من القرآن ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾إنما حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي وهي تحكي حكاية مجيء جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ وهو يتحنث – أي يتعبد في غار حراء- فجاءه فقال له: إقرأ ، قال: ما أنا بقاريء – لم يقل له لن أقرأ ، ولكن قال ما أنا بقاريء أي أنا لا أعرف القراءة – فغطَّه وقال اقرأ ، قال: ما أنا بقاريء ، فغطَّه ، وقال إقرأ، فقال: ما أنا بقاريء ، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾. ووقف إلى هنا .
    فالنبي ﷺ خرج من الغار يرجف فؤاده وذهب إلى خديجة وقص عليها القصة وذهب إلى ورقة بن نوفل . القصة التي تعلمونها .
    إذن حديث عائشة يُثبت أن أول ما عرفه النبي ﷺ من القرآن إقرأ وحديث جابر يقول أن أول ما نزل من القرآن ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾هذا الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي لا يستطع أن يستوعب الجمع ما بين الروايتين ، والجمع بين الروايتين موجودٌ في كتب أهل العلم لكن هاؤلاء الجماعة لا يقرأون .
    البخاري له ثلاثمائة شرح وحاشية, طُبع من البخاري تقريبا 17، 18 شرح حتى الآن لو رجع إلى شرح واحد لأنفك إشكاله ، لكن هؤلاء يعتقدون أنفسهم أنهم فوق البشرية جيمعها لا يقرأ لأحد ولا يرى شرح وإنما يقرأ غلط ويفهم غلط ومن ثم يخرج للناس ويقول وجدتها مثل أرشميدس .
    كَيْف جَمَع الْعُلَمَاء بَيْن الْرِّوَايَتَيْ ن؟ :بوجوه من وجوه الجمع الوجه الأول: قالوا: حديث جابر ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ محمول على أمور أنه أول ما نزل من القرآن كسورة كاملة ، لأن سورة ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ لم تنزل مرة واحدة ، إنما نزلت بهذا القدر الذي سمعه النبي ﷺ.
    الوجه الثاني: قالوا حديث جابر محمول على أنها أول سورة نزلت بسبب لأن ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ليس لها سبب لم يحدث شيء لكي تنزل سورة ، هذا ابتداءً النبي ﷺ ما كان نبياً لله عز وجل قبل أن يُنبأ لم يكن يعرف أنه نبي قبل أن ينبأ ، فأول ما قرع سمعه من القرآن قول جبريل ، فنزل جبريل بلا سبب ، إنما يا ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾هذه نزلت بسبب ، أن النبي ﷺ عندما رُعب وقال دثروني دثروني ، فقيل له ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ لأني صرت نبياً لله عز وجل ، فهذه سورة نزلت بسبب ، وهذا هو الوجه الثاني الذي قاله العلماء .
    الوجه الثالث: محمول على أنها أول سورة نزلت بعد فتور الوحي لأن النبي ﷺ أُوحي إليه ثم فتر الوحي حتى إن أم جميل إمرأة أبي لهب كانت تأتي وتقول له : أين شيطانك ؟ فبعدما فتر الوحي نزل عليه جبريل بـ ﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾فحمي الوحي وتتابع .
    الوجه الرابع : أن هذا هو فهم جابر ابن عبد الله وتصوره
    الوجه الخامس: أن سورة ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾هي الأولى مطلقاً و﴿ َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ هي الأولى مقيدة ، إذن أنا عندي مطلق ومقيد ، لا يوجد تعارض أبداً ما بين قول عائشة رضي الله عنها وما بين قول جابر .
    وبعدين أول سورة آخر سورة ، أول آية آخر آية هذه كلها إجتهادات من الصحابة لا تقتضي أن يكون المتن مكذوباً ولا باطلاً ، كل صحابي يجتهد على حسب علمه ، أن هذه هي أول آية نزلت من القرآن أو هذه آخر آية نزلت من القرآن ، فهو أيضا يوجد آخر آية نزلت من القرآن ، فهذا المعترض عمل مشكلة كبيرة جداً ، مع أنها أوضح من أول سورة نزلت من القرآن
    وَمَن اعُتِرَاضَات الْمُعْتَرِض أَيْضَا قَوْلُه:أن آخر آية نزلت من القرآن ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾هذا الكلام البخاري لم يروه أبداً .
    ويقول أيضاً : أن البخاري يقول : أن آخر آية نزلت ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ يريد أن يقول أن البخاري يروي المتناقضات ، فلأجل ذلك كتاب البخاري يريد أن ينقى !
    تَعْقِيْب الْشَّيْخ عَلِي اعْتِرَاضِه بِشَأْن آَخِر آَيَة:اليوم أنا قلت لك أن ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ليست في البخاري ، إنها آخر آية نزلت اليوم أكملت لم يروها البخاري ، إنما ما رواه الترمذي ورواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى وهذا الكلام ، الترمذي رواه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد ضعيف فيه راوي إسمه حُيي بن عبد الله العافري ، الذي قال عنه أحمد أن أحاديثه مناكير والبخاري قال فيه نظر والنسائي قال : ليس بالقوي ، إبن عدي قال: لا بأس به إذا روى عنه ثقة ، وضعفه ابن الجارود وضعفه الساجي وضعفه ابن الجوزي والعُقيلي كلهم ضعفوا عبد الله بن العافري فالإسناد لا يثبت وإن كان الترمذي قال: حسن غريب ، لأن الترمذي عندما يقول حسن غريب ، يقصد المتون دون الأسانيد ، لكي تنتبه وأنت تقرأ في كتاب الترمذي عندما يقول لك هذا حديث حسن غريب ، أو هذا حديث صحيح ، وتجد إسناده ضعيف ، إعلم أن مذهب الترمذي إذا قال حسن صحيح أو حسن صحيح غريب ، أو حسن غريب ، أو حسن ، أو غريب أنه يقصد المتن في الغالب دون الإسناد ، إلا لو أفرد الغرابة بالذكر ، فتكون الغرابة عادة إسناداً ومتناً ، لكن لو أعطى حكم بالثبوت سواء كان صحيحاً أو كان حسنا أو ضمهم الإثنين لبعضهم حسن وصحيح إنما يقصد عادة المتن دون الإسناد .
    حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي والحاكم أنه قال أي عبد الله بن عمرو ، فهو موقوف على عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : آخر سورةٍ – وليس آية – المائدة والفتح ، الفتح هي سورة النصر وهي ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ ، وعند الإمام أحمد والنسائي في الكبرى وابن عبيد القاسم ابن سلام وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت لسائلها – هو جُبير بن نُفيل - : (هل قرأت المائدة؟ قال لها : نعم ، قالت له : إنها آخر سورة نزلت من القرآن هذا الحديث في الصحيح- فما كان فيها من حرام فحرموه وما كان فيها من حلال فأحلوه وخلق النبي قرآن ) إذن المذكور أن آخر سورةٍ نزلت من القرآن هي المائدة وليس آخر آية .
    هذا المعترض يقول أن البخاري عنده تعارض وما إلى ذلك ، فأنا قلت لكم أن ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ ليست في البخاري ، وآية ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ في البخاري ولكن أنا أريد أن أقول لك هذا المعترض كيف يفهم ، سوف أقرأ لك النص كما هو في البخاري وأنت تأمل القراءة وأحمد الله الذي عافاك من سوء الفهم ، فماذا يقول البخاري هنا ؟ :باب ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًافَج َزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ﴾ :
    قال حدثنا آدم ابن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا مغيرة ابن النُعمان قال : سمعت سعيد ابن جبير قال: آية اختلف فيها أهل الكوفة – وهي ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ﴾
    فِي أَي شَيْء اخْتَلَف أَهْل الْكُوْفَة – هَل لِقَاتِل الْمُؤْمِن تَوْبَة أَم لَا ؟ وسعيد ابن جُبير رحل إلى ابن عباس لكي يسأله ألقاتل المؤمن توبة أم لا؟قال : آية إختلف فيها أهل الكوفة فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال: نزلت هذه الآية ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًافَج َزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ﴾ هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
    (كلمة وما نسخها شيء) هذه ، ألم يفطن هذا المعترض من هذه الكلمة لشيء حتى ؟ أو حتى ألم يكن يعرف أطراف الحديث في البخاري؟ هل البخاري روى هذا الحديث في أماكن أخرى بسياق آخر يوضح الموضوع أم لا ؟ فلا يخطر على باله هذه القصة !
    البخاري روى الحديث نفسه ، بسياقٍ آخر يوضح مراد ابن عباس من كلمة ( هي آخر ما نزل ): لأن ابن عباس يقصد هذه الآية هي آخر ما نزل في شأن القتل : (أي قتل المؤمن )، وليس آخر ما نزل بإطلاق ولذلك قال ( وما نسخها شيء ) مسألة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل من القرآن لا تأتي كلمة النسخ بعدها أي وما نسخ حكم هذه الآية شيء ، يريد أن يقول أن فيه آيات فيها : القاتل تقبل توبته وفي آيات تقول لا تقبل توبته ، فالآية التي فيها لا تقبل توبة القاتل هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .فابن عباس كان يذهب أن قاتل المؤمن ليس له توبة ويدل على ذلك سياق الحديث الذي رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه في سورة الفرقان.
    البخاري روى هذا الحديث من طرقٍ ثلاثة وراء بعضهم في سورة الفرقان: الموضع الأول:يقول:حدثنا إبراهيم ابن موسى أخبرنا هشام ابن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني القاسم ابن أبي بزة أنه سأل سعيد ابن جبير : هل لمن قتل مؤمناً متعمداً من توبة ؟ فقرأت عليه ﴿ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ فقال سعيدٌ قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي – سعيد ابن جبير يقول للقاسم ابن أبي بزة – فقال – أي ابن عباس – هذه مكيةٌ – يقصد سورة الفرقان ، نستختها آيةٌ مدنية التي هي في سورة النساء إذن ابن عباس عندما يقول : آخر ما نزل أي في شأن قتل المؤمن لأنه عمل ناسخ ومنسوخ قال الآية التي في سورة الفرقان هذه مكية ، إنما النساء مدنية أي نزلت متأخرة والسؤال الذي سأله القاسم لسعيد ابن جبير هل لمن قتل مؤمناً متعمداً من توبة ؟ قال له : لا ، بدلالة أن آية النساء متأخرة .
    الموضع الثاني:حدثني محمد ابن بشار الملقب ببندار قال حدثنا غُندر – وهو الذي إسمه محمد ابن جعفر – حدثنا شعبة عن المغيرة ابن النعمان عن سعيد ابن جبير قال: اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن فدخلت على ابن عباس ، فقال: نزلت في آخر ما نزل ولم يسنخها شيء .(إذن ما آخر ما نزل ؟ آية النساء في شأن قتل المؤمن وليس آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق)، مثلما ما هذا المغبون الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي يقول .
    الموضع الثالث: قال البخاري آدم – وهو ابن ابي إياس – قال حدثنا شعبة قال حدثنا منصور – وهو ابن المعتمر – عن سعيد ابن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله ﴿ فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ﴾ وهي ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ﴾ – قال: لا توبة له – هنا صرَّح – وعن قوله جل ذكره ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ قال: ( هذه كانت في الجاهلية .)
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ عَلَي نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَا

    ويوضح هذا تماماً حديث رواه البخاري في كتاب مناقب الأنصار ، الذي جمع فيه ما بين كل الروايات:عن سعيد ابن جبير قال : أمرني عبد الرحمن ابن أبزى قال: سل ابن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرُهما ؟ - أي كأن هناك تعارض ما بين الإثنين ، فهو يريد ابن عباس أن يوفق له ما بين الآيتين :
    الآية الأولى : ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ﴾ في سورة الأنعام وفي الإسراء وقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ﴾ ، ظاهرهما التعارض يعني ، قال : فسألت ابن عباس فقال : لما أًُنزلت التي في الفرقان ، قال مشركوا مكة : ( فقد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا مع الله إلهاً آخر ، وقد أتينا الفواحش فماذا سنفعل) ؟ ﴿ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴾ الآية التي في سورة الفرقان المشركون قالوا : نحن فعلنا هذا كله فنزل قوله تعالى ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ فقال ابن عباس: (فهذه لأولئك – أي أهل الفرقان لأهل الجاهلية ، وأما التي في النساء الرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم) .
    إذن عندما يقول ابن عباس : (وهي آخر ما نزل، أي في شأن قتل المؤمن ، وليس هي آخر ما نزل بإطلاق )، فيأتي هذا المغبون الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي ، ويقول هناك تعارض!!ما بين الآية الأولى التي ليس في البخاري أصلا وما بين الآية الثانية التي لا يفهمها ولا يعرفها حتى بدلالة كلمة( وما نسخها شيء) ، كانت هذه المفروض تنبهه ، لكن الرجل ليس له أي علاقة بكتب السنة ولا بكتب أهل العلم يطلع يقول هذا الكلام .هذه كانت جزء من الاعتراضات التي اعترض بها الرجل على الإمام البخاري رحمة الله عليه لأنه لا يفهم القصة كيف تسير .
    نعود أخيراً إلى قصة البقرة لأنني الحقيقة أخذتها سريعاً وهي :أنه يقول أن البقرة تكلمت على عهد النبي ﷺ وأنا أوضحت في الحلقة الماضية أن الإمام البخاري ذكر هذا الحديث في ثلاث مواضع من الصحيح ولكن لم أذكر المواضع.
    الْمَوَاضِع الَّتِي ذَكَر فِيْهَا الْبُخَارِي قِصَّة الْبَقَرَة:المو ع الأول: ذكره في كتاب الأنبياء في ذكر بني إسرائيل مما يدل على أن القصة وقعت في بني إسرائيل.
    الموضع الثاني : رواه في مناقب أبي بكر لماذا ؟ لأنه النبي ﷺ قال: "بَيْنَمَا رَجُل يَسُوْق بَقَرَة إِذ رَكِبَهَا فَالْتَفَتَت إِلَيْه وَقَالَت : مَا لِهَذَا خَلَقْنَا ، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْث ، فَقَال الْنَّاس: سُبْحَان الْلَّه بَقَرَة تَتَكَلَّم !فَقَال الْنَّبِي ﷺ: فَإِنِّي أُوْمِن بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْر وَعُمَر" فوضع بذلك الحديث في مناقب أبي بكر لماذا ؟يريد أن يقول : إذا كنتم تعجبتم من هذا فلو أن أبا بكر سمع هذا لما عجب ولصدق ، فهذا إشارة إلى قوة إيمانه وتصديقه إذ أنه لن يعجب إذا سمع مثل هذا من النبي ﷺ مثلما عجب الناس فهو فوقهم في التصديق وفي الإيمان ، ولذلك أبو بكر وعمر لم يكونا جالسين في هذه الجلسة وفي الرواية قال:" وما هما ثم ،" أي لم يكونا موجودان في هذه الجلسة التي حكى فيها النبي ﷺ هذا الحديث
    وروى نفس الحديث في مناقب عمر أيضا لأنه قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر
    فواضح أن البقرة لم تتكلم في زمن النبي ﷺ ، وأبو بكر لم يراها ولا عمر رآها ؟؟ فالرجل متسرع في القراءة ، يتمنى أن يجد غلطة في البخاري لكي يطلع ويقول : نحن هنا !!وأنا بفهم وأستدرك على البخاري وهذا الكلام!!
    وكان يحكم الحلقة المحاوران ، والمعترض وأحد شيوخ الأزهر وفي شاب من الدعاة الجدد واضح أنه عنده ثقافة أحسن من الشيخ الأزهري بكثير ، ولكن يبدو أنه إما لصغر سنه لم يستطع أن يطرح الموضوع طرحاً صحيحاً ، أو لأن المحاور لم يعطيه فرصة ليكمل . فماذا يقول له هذا الأخ :يقول له أن هناك ما يسمى برواية ودراية ، فالبخاري كتابه أصح الكتب .
    وَمِمَّا اعْتَرَض بِه عَلَي صَحِيْح الْبُخَارِي أَن بِه سَبْع مَوَاضِع يَقُوْل فِيْه عَن فُلَان: فقام هذا المعترض المغبون قال له : أصح إيه؟ إذا كان البخاري فيه سبع مواضع يقول فيه عن فلان ( ف ل أ ن ) هو هكذا تهجاها له وتقولوا لي أصح كتاب!!طبعا هو يريد أن يقول من ( ف ل أ ن ) هذه ، يريد أن يقول أن ( ف ل أ ن) يعني مجهول والمجهول معروف أن روايته لا تقبل ، فيقول : أن البخاري فيه سبعة مواضع – وطبعا لا يوجد فيه سبعة مواضع ولا شيء ولكن فيه أقل من ذلك طبعا – ولكن أنا أتيت لكم بموضع واحد لكي أظهر لك الفضيحة التي وقع فيها هذا المغبون :
    الْمَوْضِع الَّذِي رَد بِه الْشَّيْخ إِسْنَاد فِيْه (عَن فُلَان) فِي الْبُخَارِي عَلَي الْمُعْتَرِض: وأظهر لك كيف يتصرف البخاري في هذا الموضوع وهل فلان هذا مجهول ؟ أم لا وطبعاً خبر المجهول غير مقبول لأن الأصل في الراوي العدالة والضبط ، العدالة تتعلق بالديانة والضبط يتعلق بالذاكرة ، فلابد للراوي أن يكون ديناً خيراً وفي نفس الوقت لابد أن يكون حافظاً متقناً ، فلو البخاري فيه فلان على رسم الجهالة كان يبقى لهذا المعترض حق ، ولكن هل البخاري فعلاً فيه فلان وهو مجهول لا يعرف ؟
    هنا أيضاً كتبت الإسناد أو الحديث ورسمت الرسمة أيضا كي أبين لكم جهل هذا المغبون :
    الحديث الأول هو حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه :البخاري في كتاب إسمه إستتابة المرتدين – أنا كاتب ( خ إستتابة ) أي البخاري رواه في الإستتابة :قال حدثنا موسى ابن إسماعيل – موسى ابن إسماعيل هذا أبو سلمة أبو ذكي من مشايخ أحمد أيضا ، قال حدثنا أبو عَوانة اسمه وضَّاح ابن عبد الله اليشكري من طبقة شعبة وهؤلاء الجماعة – عن حُصين ابن عبد الرحمن عن فلان – هذه الرواية وقعت في البخاري – أن أبا عبد الرحمن السلمي ورجل آخر إسمه حبان ابن عطية – أظن- عن علي ابن أبي طالب – إذن هذا هو إسناد البخاري موسى ابن إسماعيل أبو ذكي قال حدثنا أبو عوانة عن حصين فلان – الذي يقول فيه ( ف ل أ ن ) -عن أبي عبد الرحمن السلمي .
    أقصُّ لكم الحكاية الآن لهذا الحديث: أنا أكتب فوق على السبورة : حديث روضة خاخ يعني إيه ؟ أنا أسميه ذلك ( حديث روضة خاخ ) يقول: (أن أبو عبد الرحمن السلمي وكان عثمانياً التقى مع حِبان ابن عطية وكان علوياً ،_كان عثمانياً أي كان يقدم عثمان على علي في الخلافة ، أما ابن عطية فكان يقدم علياً على عثمان ، هذا معنى وكان عثمانيا وكان علويا _":أبو عبد الرحمن السُلّمي – وهو العثماني الذي يرى أن عثمان أحق بالخلافة من علي كما هو مذهب المهاجرين والأنصار – قال لابن عطية : أنا أعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء , قال له ابن عطية : ما هو لا أبا لك )– لا أبا لك هذا ليس سباً هذه كلمة مثل ثكلتك أمك الذي كان النبي ﷺ يقولها لمعاذ ابن جبل وأبي ذر وجماعة من الصحابة – فقال له : "إني سمعته يقول "– هذا الذي يقول إني سمعته يقول أبو عبد الرحمن السلمي أي سمعت علي ابن أبي طالب يقول _ : وذكر قصة حاطب ابن أبي بلتعة _
    خلاصة القصة:أن حاطباً _رضي الله عنه_ كتب كتاباً يُفشي فيه بعض أسرار النبي ﷺ الحربية وأنه سيغزو قريشاً في وقت معين فكتب هاتين الكلمتين وأرسل امرأةً بهذا الكتاب إلى قريش ينبهها إلى أن النبي ﷺ سيغزوهم في وقت معين لكي يأخذوا استعدادهم قامت المرأة بلف الورقة وضفرت شعرها على الكتاب بحيث أن لا يخطر على بال أحد أن الكتاب بداخل هذه الضفيرة ، والكتاب عبارة عن ورقة ملفوفة. فنزل جبريل عليه السلام على النبي ﷺ وقال له أن هناك امرأة في مكان اسمه روضة خاخ في عُقاصها كتاب – (العُقاص )هو الضفيرة -.النبي ﷺ أرسل علي بن أبي طالب والمقداد ابن الأسود وأبا مرثدٍ الغنوي ، قال لهم يوجد واحدة جالسة في روضة خاخ معها كتاب ، ائتوني به. انطلق هؤلاء الثلاثة ، فعلي ابن أبي طالب قال لها :" هات الكتاب ، قالت : ما معي من كتاب فقال لها : أخرجي الكتاب أو لنقلبن الثياب "– فلما علمت أن القصة هكذا فكت الصفيرة وأعطت لهم الورقة ,فأخذوا الورقة وذهبوا بها إلى النبي ﷺ وإذا في الورقة مكتوب فيها:"من حاطب ابن أبي بلتعة إلى نفر من المشركين" معينين يخبرهم بأمر النبي ﷺ ،" فأرسل النبي ﷺ إلى حاطب ، لم يكن جالساً "، وفي رواية" أنه كان جالساً "، لا يوجد تناقض لماذا ؟ لأن الرواية التي تقول أنه أرسل إليه هذه متقدمة على رواية كان جالساً – يعني أرسل إليه فأتى فجلس- فلا يوجد تناقض بين الروايتين ، وقرأ الكتاب أمام حاطب ، طبعا أُسقط في يديه ، فعمر ابن الخطاب أول ما سمع الكتاب ،" قَام فَأَخْرَج الْسَّيْف وَقَال لِلْنَّبِي ﷺ: دَعْنِي أَقْطَع عُنُق هَذَا الْمُنَافِق إِنَّه خَان الْلَّه وَرَسُوْلَه وَالْمُؤْمِنِيْ ن ، فَقَال حَاطِب: يَا رَسُوْل الْلَّه لَا تَعْجَل عَلَي – أَي دَعْنِي أَقُوْل حُجَّتِي – فَو الْلَّه مَا فَعَلَت هَذَا كُفّرَاً وَلَا رَضّاً بِالْكُفْر بَعْد الْإِيْمَان وَلَكِن لْكُل وَاحِد مِنْهُم قَرَابَة هُنَاك – عَشِيْرَة يَعْنِي تَحْمِي قَرَابَتِهِم هُنَاك – وَأَنَا قَرَابَتِي لَيْس لَهَا عَشِيْرَة تَحْمِيْهَا ، فَأَرَدْت أَن أَتَّخِذ يَدَاً عِنْد قُرَيْش حَتَّى لَا يُؤْذُوْن قَرَابَتِي ، فَقَال ﷺ : صِدْق ، فَعُمَر ابْن الْخَطَّاب قَال: دَعْنِي أَقْطَع عُنُقِه ، فَقَال لَه : وَمَا يُدْرِيْك يَا عُمَر لَعَل الْلَّه اطَّلَع إِلَى أَهْل بَدْر فَقَال أَعْمَلُوْا مَا شِئْتُم فَقَد غَفَرْت لَكُم فَبَكَى عُمَر "هذا هو الحديث الذي رواه البخاري بهذا الإسناد .
    نعود إلى اللوحة :

    قلت لكم أن البخاري رواه في كتاب المرتدين عن موسى ابن إسماعيل ،التبوذكي عن أبي عَوانة عن حصين عن فلان – من فلان هذا – وضح فلاناً هذا عفان ابن مسلم عند الإمام أحمد في مسنده وعند الإسماعيلي في المستخرج قال أحمد: حدثنا عفان – لأن الإسماعيلي لا يصل إلى عفان إلا براو وأحيانا براويين أيضاً لأن عفان من شيوخ أحمد ابن حنبل ومن كبار شيوخ البخاري والإسماعيلي يصل إلى طبقة المشايخ الكبار براو أو اثنين ، أحمد قال: حدثنا عفان ، قال حدثنا أبو عَوانة – لأن رواية أبو عَوانة وحدها جئت بها وحدها هنا وفصلت هؤلاء الرواة لأني سأعود لهم مرة ثانية ، عفان قال: حدثنا أبو عوانة عن حصين ابن عبد الرحمن عن سعد ابن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي ابن أبي طالب.إذن البخاري عندما روى هذا الحديث عن موسى ابن إسماعيل التبوذكي أبهم شيخ حُصين، إنما عَفان صرح به ، فمن الذي أبهم مرة وصرَّح مرة ؟أبو عوانة .فكان أبو عَوانة مرة يقول حُصين عن فلان وكان مرة يقول حُصين عن سعد ابن عُبيدة فيسميه ، فيأتي من يقول : طالما عَفان وهو من شيوخ البخاري طالما أنه سماه لماذا لم يأت به ؟ أقول لك أن البخاري سماه هنا في رواية عبد الله ابن إدريس ، وفي رواية هُشيم ابن بشير في كتاب الجهاد ، فالبخاري روى الحديث عن عبد الله بن عمرو ابن إدريس من طريق هُشيم ابن بشير كلاهما عن حُصين ابن عبد الرحمن عن سعد ابن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلمي َعن علي ابن أبي طالب ، وكذلك رواه محمد ابن فُضيل عند مسلم عن عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ورواه خالد ابن عبد الله الواسطي عند مسلم وأبي داود ، هؤلاء الأربعة مع أبي عَوانة أصبحوا خمسة هؤلاء الخمسة يروونه عن حُصين ابن عبد الرحمن عن سعد ابن عُبيدة وسعد ابن عُبيدة هذا كان زوج ابنة أبي عبد الرحمن السلمي هؤلاء الخمسة عن علي ابن أبي طالب، إذن البخاري عندما قال عن فلان هو مسمى عند البخاري أيضاً في صحيحه في موضعين ومسمى عند مسلم أيضاً ومسمى عند أبي داود ومسمى عند البيهقي في دلائل النبوة وعند آخرين ممن رووا هذا الحديث .
    إذن البخاري عندما يقول عن فلان جاء مبهماً لأن موسى ابن إسماعيل تلقى هذا الحديث عن أبي عَوانة فلا ضير على البخاري إذ سماه في مواضع أخرى من صحيحه ونحن نعرف أن البخاري له:
    طَرِيّقْتَه فِي رِوَايَة الْحَدِيْث:أنه قد يروي الحديث الواحد في أكثر من موضع ولكن لا يرويه في كل المواضع بإسنادٍ واحد ، قلما يقع هذا بالبخاري بل لابد أن يغير شيئاً في الإسناد إما يرويه عن شيخ آخر وإما أن يكون شيخ الشيخ مختلفاً أو شيخ شيخ الشيخ مختلفاً ، يعني البخاري لا يأتي بالإسناد من أوله إلى آخره هكذا مُكرِراً له بدون ما يكون فيه داع قوي وإلا هو قلما يفعل هذا بل لابد أن يغير .
    فأنا لكي أعرف المبهم -وهو الغير مذكور في الإسناد أي غير معروف من هو - فأرى هل البخاري روى هذا الحديث في موضع آخر وسمى هذا الفلان أم لا؟ هذه هي الطريقة العلمية ، إنما إذا جاء هذا المبهم في المتن كأن يقول : أي صاحبي مثلاً كأبي هريرة : جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله كذا وكذا .
    الْمُبْهَمَات فِي الْمَتْن لَهَا كُتُب مَخْصُوْصَة مِنْهَا كِتَابَان مَشْهُوْرَان أَشْهَرُهُمَا كِتَاب الْخَطِيْب الْبَغْدَادِي:و و اسمه : ( الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة) وهذا منشور في مجلد ضخم يأتي لك بالحديث أن : سهل بن ساعد الساعدي مثلاً- لكي نأتي بحديث حقيقي -:قال: " بَيْنَمَا نَحْن عِنْد الْنَّبِي ﷺ إِذَا جَاءَت امْرَأَةٌ فَقَالَت يَا رَسُوْل الْلَّه إِنِّي وَهَبْت نَفْسِي لَك ، فَصَعَد الْنَظَر إِلَيْهَا وَصَوَّبَه ثُم خَفَض رَأْسَه وَسَكَت -فَالْمَرْأَة عَرَفْت أَن الْنَّبِي ﷺ لَا حَاجَة لَه فِيْهَا –فَقَال رَجُل يَجْلِس فِي الْمَجْلِس زَوِّجْنِيْهَا يَا رَسُوْل الْلَّه - لَمَّا تَأَكَّد أَن النَّبِي لَا يُرِيْدُهَا قَال لَه زَوِّجْنِيْهَا يَا رَسُوْل الْلَّه قَال لَه مَا مَعَك ؟ قَال لَه : لَيْس مَعِي شَيْء قَال لَه : الْتَمَس وَلَو خَاتَما مِن حَدِيْد ، قَال لَه لَيْس مَعِي ، فَأَدْبَر الْرَّجُل ، فَنَادَاه ، فَقَال: تَحْفَظ شَيْئاً مِن الْقُرْآَن ؟ قَال نَعَم أَحْفَظ كَذَا وَكَذَا ، قَال : زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَك مِن الْقُرْآَن " الشاهد من الحديث:إذن أنا عندي هنا المرأة مبهمة – اسمها غير مذكور – والرجل الذي قال زوجنيها لا نعرف من هو ، فيأتي الخطيب هنا بالرواية التي مثل رواية البخاري المبهمة هذه ثم يروي الحديث من طريق آخر فيسمي فيه المرأة ويسمي فيه الرجل كأن يقول جاءت فلانة الفلانية إلى النبي ﷺ وقالت : "إني وهبت نفسي لك ،" ثم يكمل المتن ويقول: فقال فلان الفلاني زوجنيها يا رسول الله – ويسميه –.
    وَالْمُبْهَمَات فِي الْمَتْن كَثِيْرَة فِي الْبُخَارِي حَوَالَي مَائَة وَثَمَانُوْن أَو مائتان مَوْضِعَا أمَا الْإِبْهَام فِي الْإِسْنَاد فَهُو مَعْدُوْد جَدَّا:عند البخاري وكله بهذه الطريقة التي أذكرها إما أن يُسَمَّي هذا الراوي في صحيح البخاري نفسه ، وإما أن يُسَمَّي في رواية كتب من كتب السنة روت الحديث بنفس الإسناد ويكون للبخاري عذر في أنه رضي بهذه الرواية واختارها ليس أن الراوي مجهول ( ف ل أ ن ) لا نعرف أصله ولا فصله ! هذا الكذب غير موجود في البخاري أساساً .فأنا أريد أن اقول لهذا الرجل وأمثاله.
    يَا نَاطِح الْجَبَل الْعَالِي ليُوَهنّه
    أشْفِق عَلَى الْرَّأْس لَا تُشْفِق عَلَى الْجَبَلِ .
    ولنا جولات إن شاء الله وصولات أخرى مع أمثال هؤلاء وأنا أرجو أن يستفيدوا من كلامي هذا ، وإن كان هناك أحد عنده اعتراض يتصل بي أو يطلع على أي قناة فضائية يقول ونحن خلفهم بالمرصاد إن شاء الله .
    أَقُوْل قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الْلَّه الْعَظِيْم لِي وَلَكُم ، وَصَلَّي الْلَّه وَسَلِم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنا مُحْمَّدَّ وَالْحَمّد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن
    نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء(أُخَ ُكُم أَم مُحَمَّد الْظَّن)



    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ عَلَي نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَا

    الجودة الممتازة
    جودة متوسطة
    رابط صوت wma
    رابط صوت mp3
    رابط mp4 بجودة عالية
    ان شاء الله أرفع الملف ستجدون الشرح موضح بالصور نسالكم الدعاء
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ عَلَي نَفْسِهَا جَنَت بَرَاقِش الْجُزْء الْثَّانِي لِلْشَّيْخ أَبِي إِسْحَا

    : http://www.islamup.com/download.php?id=98072
    حمل تفريغ الدرس
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •