كنت أقرأ البارحة في الروض الأنف للسهيلي رحمه الله فقال: "... مِنْ بَنِي ... أُسَيّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فَهُوَأُسَيْدِيّ بِالتّخْفِيفِ مَنْسُوب إلَى أُسَيّدٍ بِالتّشْدِيدِ كَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي النّسَبِ إلَى أُسَيّدٍ ." فرجعتُ إلى الكتاب فوجدتُ فيه مصداقاً لقول السهيلي ما نصهُ: " ... هذا باب الإضافة إلى كلّ اسم وَلِيَ آخرُه ياءَين مدغمةً إحداهما في الأخرى وذلك نحو أسيّدٍ وحميّرٍ ولبيّدٍ، فإذا أضفتَ إلى شيء من هذا تركتَ الياء الساكنة وحذفتَ المتحرّكة لتقارب الياءات مع الكسرة التي في الياء والتي في آخر الاسم، فلما كثرت الياءات وتقاربت وتوالت الكسرات التي في الياء والدال استثقلوه فحذفوا، وكان حذف المتحرك هو الذي يخففه عليهم؛ لأنهم لو حذفوا الساكن لكان ما يتوالى فيه من الحركات التي لا يكون حرف عليها مع تقارب الياءات والكسرتين في الثقل مثل أسيّدٍ، لكراهيتهم هذه المتحرِّكات. فلم يكونوا ليفرّوا من الثقل إلى شيء هو في الثِّقل مثله وهو أقلّ في كلامهم منه، وهو أسيديٌّ وحُمَيْرِيٌّ ولُبَيْديٌّ. وكذلك تقول العرب.
وكذلك سيد وميت ونحوهما؛ لأنهما ياءان مدغّمة إحداهما في الأخرى، يليها أخر الاسم. وهم ممَّا يحذفون هذه الياءات في غير الإضافة. فإذا أضافوا فكثرت الياءات وعدد الحروف ألزموا أنفسهم أن يحذفوا."
فما بال أهل الحديث كالأمير ابن ماكولا والسمعاني وغيرهما ينسبون إلى أسيِّدٍ هؤلاء بالتشديد. ؟ أهو خطأ منهم أم الوجهان في النسبة مستويان ؟ وما القول في إشكال عدم التمييز بين النسبة لأُسَيْدٍ وأسَيِّدٍ ؟