المُحاور: أعزائي المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أهلاً ومرحباً بكم, في هذه الحلقة الخاصةِ جداً, حيثُ الأجواءُ كُلُها من حولي فرحٌ وسعادة تغمر القلوب فالقلب ُ يخفقُ, ويكادُ أن يقف من السعادة, لفرحتنا بوصول شيخنا الحبيب, فضيلة العلاَّمة الشَّيخ المُحدِّث أبو إسحاق الحويني فاسمحوا لي أن أبدأ مُرحباً, حيث أنني أتلعثمُ في الكلام, السلام عليكم.
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المُحاور: الذي يجلِسُ بين يديك لا يمتلك الكلمات.
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: والله إذا أتركني أقول الحلقة وحدي.
المُحاور: أهلاً ومرحباً بك يا شيخ.
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: الحمد لله
المُحاور: نحمد الله علي سلامتك, وجزاكم الله خيراً علي هذه الخطوات التي أسأل الله أن يجعلها في موازين أعمالِكُم, حضرتك كنت تذكرنا أم نسيتنا.
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه :أذكركم بدليل أن المباشر كان مستمراً.
المحاور: الحقيقة أن الرسائل والاتصالات لم تتوقف سؤالاً عن فضيلتك, ونريد أن نقضي الليلة هذه الأُمسية الطيبة في صحبة فضيلتكم, نتكلم فيها عن هذه الرحلة التي نتمنى من الله أن تكون موفقة, نريد سرد الحكاية من أولها, لما قرر الأطباء وجوب السفر للعلاج خارج البلاد كيف كان وقع هذا الأمر في قلب فضيلتك,؟ وأنت تاركٌ للأهل والأولاد والوطن ولمحبيك؟
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا سيد المرسلين وعلي آله وصحبه أجمعين, الحقيقة لم يكن هناك أحدٌ قال لي بوجوب السفر, لكن أنا كان عندي مشكلة لم أجد من يحلُّها لي , ومنظومة السكر,كل الأطباء أجمعوا على ضرورة تنظيم موعد النوم وموعد الأكل ، وبالتالي يحصل نوع من الانتظام في أخذ جرعة الأنسولين مثلاً وهذا الكلام وأنا بطبيعتي معترف أنني مريض مهمل ، متعب أي دكتور يتعب معي ومعظم المشرفين على علاجي في مصر من الأساتذة الكبار من إخواننا ، وأنا الحقيقة لما ذهبت إلى ألمانيا ، لم أجد كبير فرق بين كلامهم وكلام الألمان هذا لكي أبين المستوى الطبي في مصر جيد جداً يعني، لم يزيدوا شيئاً ، فأنا بطبيعتي وحكم عملي وهمومي الكثيرة ، ممكن أظل الليلة كاملةً لا أستطيع النوم ، إما ببحث علمي ، إما في واحد متعدٍ على السنة وهذا الكلام, كدتُ أن أقطع رحلتي في الأسابيع الأخيرة لما أرسل لي أحد الأشخاص وقال لي: أن هناك من يسُّب البخاري، فنزلت الحلقة فعلاً ولم أنم ليلتها ، ليس من شدة ما يقول ولكن ، من حقارة ما يقول وتفاهة ما يقول ، وكيف تُفسح المسألة هكذا ، فكتبت ليلتها تقريباً عشر ورقات مُباشرةً كالسيل الهادر بأفكار جاءت لي فسطرتُها على الورق ، فالإنسان الذي حياته كلها معارك وحياته كلها وقف ، هذا لا يستطيع أن يتحكم في نومه ولا في أكله ولا في شربه فعجزت تماماً أن آخذ بوصايا الدكاترة في مصر، وبالتالي لم تأتي بالنتيجة المرجوة ، فأنا قلت سأذهب إلى ألمانيا على أساس أنها أقرب إلينا أي أربع ساعات أو إلى تايلاند التي كانت مُرشحة رقم اثنين ، وتأشيرة ألمانيا صعبة لأنك تدخل أوروبا كلها بتأشيرة من أي دولة فكانت صعبة في الأصل يعني وقالوا لي أنها صعبة ، لكن سبحان الله وجدتها ميسرة لدرجة أن الموظفين داخل السفارة هم اللذين كانوا يعينونني على أن أُنهي الأوراق ، والموظفين أو اللذين معهم الأوراق للسفارة ، وأنت تعلم أن كل واحد عنده – كشك- هذا المكان الذي يسَّهل فيه الإجراءات للذين يريدون أن يدخلوا السفارة ، سبحان الله لا أدري ما الذي حدث ، حدث نوع من المحبة الشديدة ولدرجة أنه يتصل بنا في ألمانيا وأول أمس ذهب إلى بلدي لكي يزورني ، الرجل الذي في الشارع وجدت فيه تيسير الحمد لله كبير جداً، فقالوا لي نذهب نأخذ الطب الألماني ونضمه على الطب عندنا في مصر، وممكن نخرج بمنظومة ، والجديد الذي أحرزته في هذه الرحلة من الطب ، أن أستاذ الطب في جامعة دوسمبور ، وجد لي حلاً للمعضلة التي كنت أبحث عنها ولم أجد لها حلاً ، وهي، كيف تستطيع أن تضبط السكر مع ظروفك الخاصة ، يعني لا يجب أن أنام في وقت معين وآكل في وقت معين وهذا الكلام ، فوجدت عنده الحل الحقيقة . وجربت هذا الحل لمدة شهر تقريباً وجاءت بنتائج جيدة جداً ، وقالوا لي عنه أنه بروفيسور كبير جداً في ألمانيا بل على مستوى العالم وكان راجعاً من أمريكا يومها ، وتأخر عشرين دقيقة وجدت مديرة مكتبه تقول لي أن البروفيسور سوف يتأخر عشرين دقيقة ، فهل يمكن أن تدخل الكافيتريا تتناول شيئاً من المشروبات إلى أن يأتي ، أنا قلت بيني وبين نفسي ، لما أري الألمان ، لأني طبعاً عندي كلام كثير جداً عن الألمان في واقعهم ونظامهم وهذا الكلام وبعد عشرين دقيقة بالضبط أتى هذا الأستاذ ، وانحنى أمامي برأسه على التحية ، وهو يعتذر أن الطائرة تأخرت عشرين دقيقة ، بل أصرَّ أن يدفع الكرسي الذي كنت أجلس عليه بيده ، وفتح الباب بنفسه – سبق أن فتح الباب ودخل- عندهم ذوق جداً ، وهذا البروفيسور حل لي مشكلتي أنا الخاصة التي لم أكن أجد لها حل ، أنا أستيقظ في أوقات متفرقة ، ممكن أظلّ الليل ساهراً ، وممكن أنام مبكراً، وممكن لا أطعم إطلاقاً ًأي شيء لأني أنا قليل الأكل وليس لي موهبة في الأكل عموماً ، وصبور على الجوع بشكل قد يكون مدهشاً ، وإنما ممكن أظلّ فترة طويلة جداً لا آكل وأنسى أنني جائع، فطبعاً كل ذلك كان له تأثير علي ليس جيداً ، ووجدت الحمد لله الحل هناك .
المحاور : ماذا عن فراق الأهل ؟
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: والله الفراق لا شك أنه مؤثر وكل شيء لكن أنا أكثر شيء كان مؤثراً في حقيقةً ، ليس فراق أولادي وإنما فراق أمي ، لأن أمي هذه أغلى شيء في حياتي لا يوجد أحد يوضع بجانب أمي أبداً ، أمي رقم واحد ، ورقم عشرون ممكن أن يكون أي إنسان آخر يعني ، أمي ثم أمي ثم أمي وأنت نازل ، لكن أنا كنت أستبشر خيراً بدعائها ,ثم تركي لهذا الثغر ، أن أترك الثغر خالياً، وأعرف أن هناك أناس كثيرون يهجمون على السنة في قنوات فضائية متخصصة ، وكان يأتيني أخبار أنهم يتكلمون في البخاري وهذا الكلام ، فأنا كان صعبان علي أن أترك هذا الثغر.
المُحاور : هذا الموضوع واسع وسوف نقوم بعمل جلسة عما حدث
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: إنما الفراق مثل فراق أي إنسان وهو ماشي وتارك أولاده ، طبعاً أوصيتهم وحاولت ألا أغالي في الوصية حتى لا يكون الأثر شديداً عليهم ، لماذا ؟ لأنها كأنها وصية مودع يعني ، فلم أكن أريد أن أفعلها هكذا ، لأن الإنسان كما قال النبي ﷺ:( إذا جعل الله منية عبد بأرض جعل له إليها حاجة ) وأي إنسان يكون متوقعاً أن يذهب ولا يرجع ، فلا يدري الإنسان بأي أرض يموت ، لكن كان أهم شيء عندي وصية الأولاد بتقوى الله سبحانه وتعالى ، الصلاة في مواعيدها إخوتهم الصلاة لابد أن يأخذوهم إلى المساجد لابد أن يعتنوا بهم ، وأحضرت أولادي الصغار وأخبرتهم أن إخوانكم الكبار آباءكم مكاني حتى أرجع ، لا تخالفوا قولهم إطلاقا ، والبيت كله يستقيم على كل ما في البيت وأنا موجود ، فالرعاية الدينية في مقامها الأول وهكذا والحمد لله رب العالمين عندما كنت أتصل وجدت الوجه مشرق ومشرِّف ,فالأولاد قد قاموا بدور فعَّال كما قلت لهم ، ولم أشعر أني فارقتهم كثيراً لأنني كنت أكلمهم باستمرار وأطمئن على سير البيت بصورة جيدة ، وانتظامهم في الصلوات والجماعة وهذا الكلام ، فالحمد لله وجدت الأمر مستقر وهذا خفف عني الكثير .
المُحاور: نظام الألمان في دقتهم الانطباعات الأولى تدوم وهي التي تظل محفوظة فما هي الانطباعات التي واجهت فضيلتك أثناء زيارتك في بداية وصولك إلى ألمانيا؟
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: أنا فرقت بين شيئين ,هناك شيء أًسميه الشيء المدني الخاص بالنظام والتقدم وهذا الكلام والشق الأخلاقي ,أما بالنسبة للشق الدنيوي الألمان كلمة إجماع بالنسبة لنظامهم ولنظافتهم ولدقتهم في عملهم لذوقهم ,عندهم ذوق وعندهم احترام لخصوصية الآخر ، فمن كان يدخل في المستشفى ، تدخل طبيبة مثلا أو تدخل ممرضة ، عندهم الابتسامة وهذا الكلام وتمد يديها تسلم ، لم أكن أمد يدي لأسلِّم ، لأن طبعاً مصافحة المرأة حرام لا يجوز ولم أجد إطلاقاً أي غضاضة ألاَّ أمد يدي ، وإخواني الذين كانوا معي الألمان كانوا يقولون ، معلش نحن عندنا في الإسلام لا نصافح، فلا يتغير وجهها ولا تزعل ولا تقلب ولا هذا الكلام إطلاقاً وكأنه لم يحدث شيء، فمسالة احترام خصوصية الآخرين هذه أنا لاحظتها الحقيقة عليهم جميعاً ,الشعب منضبط جداً ، لأن كله جواسيس على كله ، بسبب صرامة القانون لأنه لا فرق بين كبير وصغير ، شعروا بشيء من أن الإنسان له حيثية ، الإنسان له قيمة لا كبير ولا صغير لأني وأنا هناك في الصحف وهذا الكلام ، مستشارة ألمانيا الغربية عندما ذهبت إلى جنوب أفريقيا ، كانت المباراة ما بين ألمانيا والأرجنتين ، وكيف أنهم ألقوا عليها باللوم أن تذهب بطائرة الدولة ، فقالوا لها: تريدين أن تشجعي المنتخب الألماني فأنت كمواطنة عادية تقطعي تذكرة على حسابك وتذهبي ، ولكن كيف تركبي طائرة الدولة على نفقة الدولة وتذهبي هناك لكي تشجعي الفريق وهذا الكلام !فهذه مساءلة فالكبير والصغير في القانون واحد فهناك تشعر أن لك حيثية ، من حيث أنك إنسان محترم مثلاً: تجولنا في ألمانيا أوفي أوروبا عموماً لا يوجد بوليس وقف معنا مرة واحدة إلا في – بون- كنا عائدين من ميونخ – اسمها منشن ونحن العرب نسميها ميونخ – فعدنا على مطار بون ، طبعاً كان يوجد جماعة من الأتراك من الأصل الألماني ، أي معهم جنسية ألمانية ، كانوا ينتظرون اثنان ملتحيين ، فالبوليس أخذ جوازاتهم وسألهم : من تنتظرون ؟ قالوا: نحن ننتظر هؤلاء الذين سيأتون ، فعندما نزلنا أخذ الجوازات فقط يتأكد من التأشيرة وما إلى ذلك وبمنتهى الذوق ، واعتذروا لنا وأخبرونا أن هذا نظام وبعد ذلك أعطونا الجوازات بأنفسهم واعتذروا مرة أخرى أننا لا نقصد إطلاقاً أي شيء من هذا إنما هذا من دواعي الأمن ، فشكرنا لهم هذه المسألة ,فهم الحقيقة عندهم كنظام عام وصرامة القانون ، وألمانيا من الدول البوليس فيها سريع جداً ، تبلغ البوليس ثلاثة دقائق ويجب أن تجد البوليس ، فعندهم سرعة غريبة الشكل وفي نفس الوقت يتعامل بمنتهى الرقي ، لا يمكن أن يسب لا يمكن أن يعبس ، إطلاقاً , بعد إحدى المحاضرات وكنا في عودتنا فالأخ الذي كان يقود بنا السيارة كان المفروض السرعة تكون ستون في مكان معين ، طبعاً يوجد سرعة مفتوحة وسرعة مقيدة، أي أربع حارات وكل حارة لها سرعة ، فنحن في السيارة ، ابتسامة وحيا الأخ الذي يقود بي السيارة وقال له : أنت تجاوزت السرعة وهذا الكلام ، فأنت من حقك أن تدفع الغرامة الآن أو تدفع الغرامة فيما بعد ، وهذا الأخ الذي كان معي هو أحد الدعاة الألمان فدعاه للإسلام وسأله عن ديانته ، قال له : ديانتي كاثوليكية وما إلى ذلك فسأله قائلا: لماذا لا تسلم وأخبره عن الجنة ويدخلا المسلمين وما إلى ذلك وهذا الرجل يبادله الابتسامة ويسأله عن كيفية ذلك ؟ قال له لنا موقع على الإنترنت وما إلى ذلك ، كل هذا وهو يأخذ الغرامة ! ولم يلاقي أي مشكلة وفي آخر الحديث كرر شكره بقوله : شكراً شكراً فهذا أدهشني.
فأنا أريد أن أقول أنهم من جهة الدنيا وتنظيمها وما إلى ذلك ، لاشك أنهم وصلوا إلى قمة كبيرة جداً ، والإنسان هناك محترم لذاته ، وبالذات فيما يتعلق بالجانب الصحي وطبعا فيه تأمين صحي شامل بقانون الدولة لا يوجد أحد يدفع فلس فيما يتعلق بمستشفى ولا دواء إلى آخره ، ولذلك كل المستشفيات على مستوى واحد من الجودة لا يوجد مستشفى خمس نجوم أو عشرة نجوم أو ثلاث نجوم ولا مستشفى مثلا تحت الصفر ولا استثماري ، لا إطلاقاً ، ولذلك إذا دخلت أي مستشفى تجد نفس الرعاية الطبية لأنه بروتوكول ، أول ما تدخل يوجد بروتوكول صحي يجب أن يعمل من شعر رأسك إلى أخمص قدمك ، تأخذ فحص شامل وهذا الكلام ورعاية كاملة وهدوء إلى آخره ، فلو تكلمنا على هذا الجانب أنا أشهد بهذا أنني رأيت هذا بخلاف الجانب الأخلاقي هذه قصة مختلفة ، لأنه يوجد أُناس لا تفرق,فنحن عندما نتكلم عن الغرب عموما والانحدار الخلقي الذي يصل إلى درجة ما تحت الصفر سبع وعشرون درجة مثلما كانت البرودة في ألمانيا هذه السنة وكان ذلك أول مرة من ثلاثين أربعين سنة تكون درجة الحرارة سبع وعشرون تحت الصفر, أما الانحدار الأخلاقي ليس سبع وعشرون تحت الصفر ولكن قل ما شئت تحت الصفر ، فعندما نأتي نتكلم عن هذا الجانب يقول لك : ماذا عندكم أنتم أيضاً؟ لا يوجد عندكم تقدم ولا عندكم أخلاق ولا عندك دين ولا عندكم كذا ، وهكذا فأنا عندما أتكلم في الطب الألماني ، يجب أن أتكلم صح ويأخذوا حقهم ، عندما أتحدث عن القانون يأخذوا حقهم ، فلن نقول لأنهم كفرة ونحن مسلمون نظلمهم ، لا ، ولكن أنا عندما أتناول الجانب الأخلاقي ، فعندما أقول : أن هناك انحدار في الجانب الأخلاقي ، لا يأتي من يقول لي ، طيب هم متقدمون في الطب ومتقدمون في أشياء أخري ، أنا لم أتكلم عن هذا ، فلو جاء طبيب من هناك وقال أن الطب في ألمانيا سيء ، ممكن الدنيا كلها ترد عليه وتقول له : لا هذا ممتاز وأنت مخطئ ، ولكن عندما أتكلم عن الجانب الخلقي أو الجانب الديني أو الروحي وهذا الكلام ، فهذا شق مختلف ، وهذا لأن هناك أُناس يخلطون ، كلما تحدثنا عن الشِق الأخلاقي أتوا بالشِق المدني فهناك فرق مابين الشِقين.
المُحاور:يعني من انطباع حضرتك تمنيت أن تكون بعض الصفات الحسنة التي رأيتها فيهم عندنا ؟
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: طبعاً، لا يوجد شك ، أنا لا أخفيك ، أنا أتيت ليلة أمس إلى القاهرة ودمي كان يغلي أثناء الطريق لأجل المرور طبعاً، لا يوجد أي انضباط ,يعني أحيانا الطرق في ألمانيا مثلاً ، الطريق حارتين فقط بالذات في القرى والغابات وهذا الكلام وتقابلك تريلا ، طبعاً لا يمكن يحدث اصطدام لأنه لا أحد يتجاوز الخط الأبيض الذي في نصف الطريق ، أما هنا أي شخص يقود التريلا لا يمكن يترك الجانب اليسار والمفروض أنه هو على اليمين مهما تعطيه من أنوار وكلاكسات ، مهما تحاول أن تقول له أفسح لي ، لأن هذا حقي أنا في الطريق، مستحيل!بل على العكس قابلنا أُناس في المخالف ونحن قادمون ليلاً لولا أنه أضاء كشاف السيارة كنا اصطدمنا به ، فهنا عدم نظام لا يوجد بعده شيء وقلت لنفسي يجب أن أنسى قليلاً ما رأيته في ألمانيا
اتصال من السعودية :
المُحاور : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعتذر على التأخير يا أخي الكريم
المتصل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، كيف حالك يا شيخنا ؟
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: الله يحفظك الحمد لله
المتصل: الحمد لله على سلامة حضرتك
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: الله يسلمك
المتصل: بالله عليك يا شيخ أسألكم الدعاء إن شاء الله
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه :اسأل الله أن يبارك فيك
المتصل: اشهد الله أني أحبك في الله عز وجل
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: أحبك الله ، جزاك الله خيراً
المتصل: نريد دروس تعين على الطاعة
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: أفعل إن شاء الله
المتصل: اسأل الله أن يجعلك للإسلام والمسلمين ، وأطلب من حضرتك طلب ، أن تركز قليلا على موضوع الشيعة والصد عن دين الله عز وجل والدفاع عن أصحاب النبي ﷺ وأمهات المؤمنين الأطهار .
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: هذه قضيتنا الكبرى لا نتركها حتى نموت إن شاء الله
المتصل: نشكر إخواننا في القناة ما شاء الله قاموا بدور فعال
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: جزاهم الله خيراً
المُحاور : شكراً أخي الكريم على هذا الاتصال وأعتذر مرة أخرى على الإطالة ، نريد أن نقلل الاتصالات اليوم قدر طاقتنا لنستمتع باللقاء مع فضيلة الشيخ وحواره الماتع فكل ثلاثون دقيقة سنفتح الاتصالات فيبقى لنا عشر دقائق ونفتح الاتصالات إن شاء الله ,شيخنا الحبيب هذه المحاضرات المكثفة التي تشرفنا بلُقياها على قناة الحكمة وأحيانا على قنوات أخري ، هل توقعتها قبل أن تسافر؟
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: والله أنا لم أكن أتوقعها بهذا الأسلوب ، بل كنت متخوفاً من ذهابي إلى ألمانيا بسبب هذا ،لأنني كنت أفضل الذهاب إلى تايلاند لأجل ربما الجالية التي هناك لا يعلموني جيداً ، أنا هكذا توقعت بخلاف ألمانيا ، قلت سيكون هناك زيارات وهذا الكلام ، والبرنامج العلاجي لن يسير، لكن أنا بعد خمسة عشر يوماً من بقائي في ألمانيا أحسست أنني ميت ، وبصراحة قلت لنفسي أنا حتى لو جئت والله سبحانه وتعالى من علي ورد علي صحتي ففي الآخر سوف أموت ، قم فاعمل ، هذا فرصة أن تعمل.
الْسَّبَب وَرَاء عَدَم إِلْقَاء الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه مُحَاضَرَاتِه فِي الْمَسْجِد:ولهذا حقيقةً أنا قررت ألا أُلقي درساً في المسجد وأحببت أن أخاطب الألمان ، لأن الإعلام مشوه صورة الإسلام جداً هناك ، و أحببت عرض الإسلام العرض العقدي الأخلاقي ، لم يكن قصدي أن أرد على شبهات وهذا الكلام لا أريد أن أعرض الإسلام كخلق وكدين وهذا الكلام ، فقلت لإخواننا أنا لا أريد أن أدخل مسجداً لأن المساجد تخص الجاليات الإسلامية الموجودة والجاليات ستأتي إلي ، فأنا أريد قاعة يدخلها أي واحد غير مسلم من أهل البلد ، والألمان عندهم فضول عندما يأتون تجمع لابد أن يقف ويعرف ما الموضوع وهذا الفضول عند كل البشر ولكن الفضول عندهم واضح فممكن أنت تعمل وزميلك في العمل مثلاً كاثوليكي بروتستانتي أرثوذوكسي أي شيء ، بوزي أي ملة من الملل، ويمكن أن يكون بينك وبينه في العمل نوع من الألفة فتقول له : تعالى عندنا اليوم محاضرة وما إلى ذلك فيأتي القاعة أُناس من النصارى فيمكن يسمع المحاضرة ، ويمكن أن يسلم وقد كان ، في محاضرة (درتموند) أول محاضرة قمت بها وهي التي لم أكن متوقعها إطلاقاً ولم أنم قبلها فبقيت حوالي أربع وعشرون ساعة لم أنم ، قبلها أصابني أرق ، وقلت أنا أريد أن أخاطب الألمان وأعرفهم الأخلاق والإسلام ، وكانت أول محاضرة في مدينة( درتموند) التي أسلم فيها هذا الشاب الذي سمى نفسه ( يس) فيما بعد ، لكن بعدما قررت أن أعطي محاضرات قمت بعمل جدول ، هذا الجدول لم يعجب الأطباء الألمان لأنهم قالوا لي: أنت أتيت مريض لا ينفع هذا العمل الذي تقوم به وبعض الأطباء الألمان زعل وقال لي: أنا ليس لي علاقة بالمنظومة الخاصة بك لأن المريض عندنا ينام على السرير ويتلقى العلاج إلى أن يسترد عافيته ، بعدما يسترد عافيته يقوم بما يريد أن يفعله ، لكن هل أنت أتيت لتلقي محاضرات! إذن لست مريضاً!فأنا خالفت البروتوكول الصحي _ أي الشق الصحي_ ورغم أننا قمنا بعمل حصار شديد جدا للفندق الذي كنت أسكن فيه أخذته في ضاحية ( هاوزن ) في منطقة بعيدة؟ أخذناها على أساس تكون بعيدة تماماً عن الأنظار ولا أحد يأتي ومع ذلك لا يوجد سر إلى الأبد ، كان يأتي أُناس وكان الإخوة المرافقون معي والإخوة الألمان كانوا يصدون الإخوة القادمين عن الزيارة ومع ذلك كلما يأتي الدكتور لكي ينظر علي في الفندق يجد عشرة خمسة عشر فرداً جالسين ، هؤلاء أساساً من الدُعاة قائمون على الدعوة في ألمانيا وعندهم مشاكل ، ويطرح مشاكله ، كيف نتصرف في كذا أو في كذا ، فلا أقدر الحقيقة أقول له لا، كنت أسمح ، فكان الدكتور يدخل يجدهم يخرج غاضباً ويقول لإخواننا أن هذا ليس مريض وأنا لست مسئولاً عن صحته وهو حر!وكان السبت والأحد أجازة في أوروبا ، فقمت بعمل سبت وأحد محاضراتي، فلما تعبت فعلاً لأني كنت أسافر إلى برلين بالطائرة ، منشن بالطائرة ، أسبانيا بالطائرة ، وذهبت إلى هولندا وبلجيكا بالسيارة على أساس أن الطرق هناك ميسرة والسرعة مفتوحة ، ولكن تعبت فألغيت خمس دول ، كان المفترض أن أذهب إلى فرنسا والنمسا والسويد والدنمارك تركيا، وهؤلاء الخمس كانوا يوم السبت فاضطررت أن ألغي كل الأسبات هذه فألغيت كل هذه الدول واعتذرت للإخوة وكان بودي أن أذهب إلى الدنمارك لألقي محاضرة عن النبي_عليه الصلاة والسلام_وعن شمائله وخلقه خُلقاً وخَلقاً في الدنمارك ولكن بسبب الإرهاق الشديد في السفر وفي المطار ، والانتظار والركوب والنزول وما إلى ذلك ، وغضب الأطباء مني أنني ضيعت البرنامج العلاجي وما إلى ذلك ، هذا جعلني ألغي كل الأيام السبت وبالتالي كل المحاضرات السبت,لكن أنا سعيد بهذه الرحلة الدعوية أكثر من الرحلة العلاجية.
المُحاور : لعلها كانت علاج وغذاء روحي.
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: نعم كانت غذاء روحي فأنا كنت بعد المحاضرة أشعر أنني عندي صحة قبل المحاضرة وأنا عائد إلى العمل ، يعني أنا حتى ولو متعب خرجت لكي القي المحاضرة ، أشعر أنه في بركة في صحتي حتى أن بعض الناس عندما يضع الكرسي وأعطي المحاضرة يقول: يا أخي صحته زيي الفل ، ويقول هو عنده لسان فقط .
المُحاور : اسأل الله أن يعطيك الصحة وعقل واع دائماً ، شيخنا الحبيب ، أكثر مالفت من النظر في هذه المحاضرات القيمة التي كانت في كل هذه الدول الأوروبية ، دخول بعض الغربيين في الإسلام لا سيما من ذكرت الآن ( يس) الذي كان في أول محاضرة
نبدأ نأخذهم واحدة واحدة ونعرف كواليس ( يس ) وقصة إسلامه؟
الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه : الحمد لله الذي نطق الشهادة بين يدي عشرة ، لا أزعم أنني كنت سبباً في إسلامهم طبعاً ، ولكن يوجد عوامل كثيرة منها جهد إخواننا هناك وهذا الكلام ، لكن القطفة الأخيرة حصلت معي- وهذا من تواضع الشيخ بارك الله فيه –
المحاور: أثناء تصفح التقرير الذي كان في أسبانيا أذكر موقع الشيخ وعندنا بشرى أيضاً أنه تم تدشين الموقع باللغة الإنجليزية يتم عرض التقرير الذي تم في أسبانيا
قصة المصافحة:يذكر الشيخ حفظه الله القصة التي أُثيرت أثناء مشاهدة الشيخ ذلك التقرير الذي تم في أسبانيا قصة المصافحة : ونحن في برلين بعدما أنهينا المحاضرة الإخوة في القاعة أحبوا أن يسلموا علي ، فجلست في مكاني وجاءوا بالطابور واحد واحد بالنظام وسلموا علي حتى في منشن ، أيضاً جلست ربع ساعة والقاعة كلها سلمت علي ، فأنا كنت في محاضرة برلين ومن ثم ذهبت إلى أسبانيا فظننت أن القصة ستكون مثل برلين منظمة ، سيقفون وأسلم عليهم واحد واحد ، وإذا بإخواننا المغاربة وكلهم من أحبابي الجزائريون والتونسيون، فالمغرب لي عندهم حظوة ، فأول ما قلت : تعالوا ، لم أتوقع أن يحدث الهجوم مثل مصر هكذا ، فلم أتمكن بكل أسف أن أصافحهم في هذه المحاضرة وظننت أنها ستكون منظمة مثل برلين كقاعة , ولكن في أسبانيا كانت ساحة.
المُحاور: نسأل الله أن يكتبها في موازين الأعمال ، نعود شيخنا إلى قصة (يَس) الذي أسلم في أول محاضرة .
هُنَا يَسْرُد الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه قِصَّة إِسْلَام يَس وَأَسْبَابِهَا:لم أتوقع في هذه المحاضرة أن يُسلم أحد لكن الترجمة الجيدة للمحاضرة كان لها أثر فعال ، أخونا أبو جبريل هو فلسطيني ، ومعه الجنسية الألمانية هناك ، وتربى على محاضراتي ، أي من أول ما نشأ أنا بالنسبة له – كما حكي لي- أني رقم واحد بالنسبة له ولا يسمع غيري ، ففاهم أسلوبي جيداً جداً ، وأنا أسلوبي متعب بالنسبة لأي واحد يمكن أن يترجم لماذا؟ لا أتكلم بالعربي الصرف وأدخل وأخرج كثيراً وأترك المعلومة وأذهب وأأتي بالأمثلة للمعلومة وأعود مرة أخرى للمعلومة فإذا لم يكن هو حاضر الذهن معي يمكن أن يتوه مني لذلك ، قبل أي محاضرة كنت أسأل من الذي سيترجم لي المحاضرة ، وكنت أوصيه بوصايا ، أسأله أولا : هل أنت سمعت لي قبل ذلك؟ يقول لي: طبعاً سمعت وتعرف طريقتي في الكلام والداخلة والخارجة ويمكن أن أترك الموضوع وأرجع للموضوع مرةً ثانية ؟ يقول لي : نعم,لأنني أغير الكلام ، يعني مثلا لو شرحت حديثاً مثل حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفساً ، أنا شرحته تقريباً في ربوع مصر كلها حوالي عشر مرات أيام ما كنا نتحرك ونلف مصر زمان من المحاضرات القديمة ، فلو أتيت بالعشر محاضرات ووضعتهم بجوار بعضهم يجب أن تجد فرقاً على الأقل بنسبة 40% في المعلومة أقول في هذه المحاضرة مالا أقول في هذه المحاضرة ، إذن نهاية الهيكل العظمي العظم واحد ولكن اللحم الموضوع على العظم مختلف.وهذا يعطي معلومات كثيرة لأن الله عز وجل يلهمني إياها تأتيني من قاع الذاكرة كنت قرأتها من سنوات مثلا ، تأتيني فكرة معينة وأنا أتكلم ، وذلك يتغير كلامي.
مَا أَوْصَي بِه الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه مِن كَان يُتَرْجِم لَه مُحَاضَرَاتِه فِي أَلْمَانْيَا: الأخ المترجم لا أعرف موهبته ، فكنت أأتي وأقول له أنا محور محاضرتي ستكون كذا وكذا وكذا وأقول له المحاضرة تقريباً كلها وهو يكتب ورائي ، ولكي لا أشرد وأقول كلام جديد كنت أقول له صور لي الذي كتبته لكي لا أخرج عنه خشية أن يتورط ، كورود أشعار غامضة في معناها وهذا الكلام ، فممكن لا يعرف أن يترجم جيداً,ثانياً : كنت أقول له عندما تترجم ، ترجم كما لو كنت تُعطي أنت المحاضرة لا تترجم كما لو كنت تترجم نشرة أخبار ، أو تترجم كما لو كان واحد يقول بيتاً وأنت تقول وراءه أنا أريدك وأنت تترجم يكون عندك روح ، كأن المحاضرة أنت الذي تلقيها وإنس أنك تترجم لي تماماً.