تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: غزوة الخندق..مفاتيح نصر غفلنا عنها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    9

    افتراضي غزوة الخندق..مفاتيح نصر غفلنا عنها


    بعد أن أجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النظير و هم قسم من يهود المدينة وساروا إلى خيبر أخذو على تغليب قريش و غطفان على حرب الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، كما يفعل اليوم أبنائهم بتحريض الغرب على الإسلام و أهله فهم لا يدخرون جهدا في التحريض على عفة المرأة المسلمة و حيائها و نقابها و سترها و لا على فلسطين و رجالها و لا على كل من رفع راية الإسلام عربيا كان أو أعجميا، فخرج لذلك رئيسهم حيي ابن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي صلى الله عليه و سلم وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمد صلى الله عليه و سلم عهدا وميثاقا وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، و غطفان.

    وهكذا إنطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب و ذلك في السنة الخامسة للهجرة من شهر شوال لما علم الرسول صلى الله عليه و سلم بالأمر، استشار أصحابه وقادته في الحرب وأشار الصحابة بالبقاء في المدينة، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق في مشارف المدينة، فاستحسن الرسول صلى الله عليه و سلم والصحابة رأيه، وعملوا به. كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين. واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت خمس عشر يوماً.

    بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق فتفاجؤا به وقاموا إزاء المدينة شهر و لم يجد المشركون سبيلا للدخول، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل، فوجده صحيحا. وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم. ثم إن الله عز وجل وله الحمد صنع أمرا من عنده خذل به العدو .فمن ذلك أن رجلا من غطفان يقال له نعيم بن مسعود جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال قد أسلمت ، فمر بي بما شئت . فقال " إنما أنت رجل واحد . فأخذل عنا ما استطعت . فإن الحرب خدعة " . فذهب إلى بني قريظة وكان عشيرا لهم فدخل عليهم وهم لا يعلمون بإسلامه . فقال إنكم قد حاربتم محمدا . وإن قريشا إن أصابوا فرصة انتهزوها ، وإلا انشمروا قالوا : فما العمل ؟ قال لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن . فقالوا : قد أشرت بالرأي . ثم مضى إلى قريش فقال هل تعلمون ودي لكم ونصحي ؟ قالوا : نعم . قال إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم وإنهم قد أرسلوا إلى محمد أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يمالئونه عليكم فإن سألوكم فلا تعطوهم . ثم ذهب إلى غطفان . فقال لهم مثل ذلك.

    فلما كانت ليلة السبت من شوال بعثوا إلى يهود إنا لسنا معكم بأرض مقام وقد هلك الكراع والخف . فاغدوا بنا إلى محمد حتى نناجزه فأرسلوا إليهم إن اليوم يوم السبت وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه . ومع هذا فلا نقاتل معكم حتى تبعثوا لنا رهائن . فلما جاءهم رسلهم قالوا : قد صدقكم والله نعيم . فبعثوا إليهم إنا والله لا نبعث إليكم أحدا . فقالت قريظة قد صدقكم والله نعيم . فتخاذل الفريقان و لما طال مقام قريش تفككت روابط جيش المشركين، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم، وجرفت مؤنهم، وأطفأت نيرانهم، فرجعوا إلى مكة ورجعت غطفان إلى بواديها.

    وحين أشرق الصبح، لم يجد المسلمون أحدا منهم فازدادوا إيمانا، وازداد توكلهم على الله فسبحان الله ما أعظم فقه رسول الله صلى الله عليه و سلم و توكله على الله و مدى معرفته بأمور الدنيا و كياسته فلم يهمل أبدا مبادرة نعيم بن مسعود عليه سحائب الرحمة و الغفران بل فرح به و تفاعل معه و إستثمر مكمن القوة فيه بحكمة حيث أن الرجل عرف بالدهاء و هو على حد علم الأحزاب حليف و ما يضنون فيه السوء فأوقع بينهم ما أوقع حيث تفرقت ريحهم و دب فيهم الخذلان و الهوان و أثبطت عزيمتهم و رجعوا خائبين...و سبحان الله العلي القدير، العليم الحكيم الذي إختار نعيم بن مسعود ليقذف في قلبه الإيمان و ليكرمه بنصرة رسوله صلى الله عليه و سلم و الصحابة الكرام إذ للرجل علم و معرفة بأركان هذا التحالف و مكامن القوة فيه و الضعف فسدد بعون الله رميته و وفق أيما توفيق...و اليوم يعيد التاريخ نفسه فيتحزب علينا اليهود و النصارى و الفرس و من يحسبون على المسلمين فبدماء أطفال العراق و نسائها و أشرافها يرتجي الفرس القوة النووية و بعفة نساء المسلمين و حيائهن و شرف رجالهن يأمل الهمل من المتمسلمين في الشهرة و الوجاهة و بإخوان القردة و الخنازير يذبح الغرب العرب و المسلمين...و لكن كل هؤلاء متفرقون في أصلهم و متكالبون على بعضهم متادعون و ما أعظم قول الله فيهم " تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى " الحشر 14...و اليوم يوجد من نعيم بن مسعود رضي الله عنه و أرضاه رجالا بين ظهرانينا من حيث المعرفة و الإدراك العميق للعلاقة بين اليهود و النصارى المبنية على المصلحة و الإبتزاز فالعلماء الأجلاء و الدعاة المخلصين و المفكرين النافذين و المختصين من فنيين و خبراء و العوام العاملين لوجه الله موجودون و مطلعون و مجتهدون و إن لم يكونوا كثرا، و ما كانت الكثرة أبدا معيارا لإنتصارنا، و محركا لآمالنا، و لكن في إعتقادي هناك حاجة إلى روح معنوية أعلى تعزز إيماننا بمواهبنا و قدرتنا على الإنجاز إلى جانب الصياغة الذكية و الجديدة في إستثمارنا لطاقاتنا و قدراتنا.

    إنه من الغريب أنه دائما تراودني فكرة مفادها أن هذا التحالف الصهيوني الغربي ينتهي إذا نجحنا على الأقل في إرجاع الغرب لنصرانيته و ذلك بإصدار الكتب و ما شابه بما أن الغرب يحب القراءة و الإطلاع لأن أصل العداء بين اليهود و النصارى أساسه الدين، فاليهود يرون أن عيسى بن مريم عليه السلام "إبن زنى" و هم أيضا من صلبوه و هذا ما جلب عليهم لعنة من النصارى ضلت تلازمهم إلى أن دخل الغرب في اللادينية بثورته على الكنيسة و خدمت اليهود ظروفا مواتية ليعلوا في الأرض و ليتم الله أمرا كان مفعولا.

    إن نعيم بن مسعود لما حقق ذلك الإنجاز الضخم العظيم لم يكن قديم عهد بالإسلام و لم يكن من خريجي الزيتونة أو الأزهر أو السربون و إنما كان رجلا عرف كيف يوضف موهبته و معرفته ( إختصاصه) و بإخلاصه لوجه الله جاء التوفيق و النصر المبين.

    إن الله عز و جل قال في محكم تنزيله عن اليهود مخاطبا النبي صلى الله عليه و سلم " و لتجدنهم أحرص الناس على حياة " هكذا دون أن يعرفها أي "حياة و كفى". و ما نحتاجه اليوم هو قول الشاعر " إنهض و سر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة" . الحياة التي إرتضاها الله لعباده المؤمنين، حياة إستخلاف الله في أرضه أو بالأحرى هي حياة خير أمة أخرجت للناس المتجسدة في النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف لا مكان للسلبية و الهوان و الذلة فيها أبدا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: غزوة الخندق..مفاتيح نصر غفلنا عنها

    من حميد السلام اعليكم ورحمة الله اننا نشكركم جزيل الشكر على هاد التنبيه على غزوات الخندق
    انتم تعلمون ان كل من اراد ان يتكلم عل الغزوات يقول له انت ارهابى وانك تشجع الناس على الارهاب واصبحة كلمات الجهاد لتدكر ابدا الا فى بعض المواضع قليلة جدا حتى اننا نسمع كتير من العلماء يتكلمون فى كتير من الامور ولم نسمع بالكلم على الجهاد والكلم كتير يحتاج الى وقت
    اسمحولى كتيرا اخوكم حميد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: غزوة الخندق..مفاتيح نصر غفلنا عنها

    أخي الحديث عن الغزوات فيه عبر كثيرة و ليس فقط الجهاد بعينه و ما أردت الإشارة إليه في هذا الموضوع هو تحسين طريقة تفكيرنا و تعاملنا...و الثقة بالنفس التي يجب أن نربيها في أبنائنا...و كذلك عدم إحتقار مبادرات تأتي ممن هم أقل منا علما أو خبرة ..و هذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه و سلم. و جازاك الله خيرا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •