مرَّ ذات يوم حيوان ناطق على أتانٍ تعمل، فأُوقِفَت الأتان عن عملها تحت لهيب الشمس وفي وهج الحرارة الملتهبة،
وقال الحيوان الناطق للعامل هلا حدثتِنِي عن عملِكِ العجيب، وأبنتِ لي وصفك الكريم، ومن أي الفصائل أنتِ، فلقد أعجبني جسمك النحيل وأثر جَهْدُكِ وكدحك في نفسي،
فأجابته قائلةً الاسم أتانٌ زوجُ الحمارِ أبي صابر، والكنية أم جحش،
القوتُ أعلافٌ تستخرج من الأرض من خشاش ونحوه، وإذا ما زيد في الزاد زيد في البذل،
وأما العملُ فنقل الأمتعة والأثقال والأحمال بلا تعب ولا ملل ولا كلل،
الأسفارُ والصحائفُ والكتب العظام كائنة فوق الظهر لكن لا أدرِ و لا أعقل ما بها من الهدى والرشد والعلم لبُهْمِ العقل،
أُضْرَبُ أحيانا لألتزم الطريق وأجدّ في العمل، أملك أربعَ قوائم وعينين تبصرين وأنفا ولسانا وأذنين طويلتين، ورأسا كبيرا،
وأما الصوت فغاية في القبح والبشاعة وأشد وصف له أنه منكر فظيع، أصيح لرؤية شيطان،
المظهر أبيض ناصع والمخبر نجس، أَغْدِرُ بمن خلفي أحيانا فاركله،
أبول فيستبول لبولي الحمير ولذا ضُرب بي المثل في البلادة فيقال: بال حمار فاستبال أحمره، يركبني الشريف فلا يعلوا شرفي.
فأجابه الناطق كفى وصفا ونعتا المقصود قد حصل والجهل بكِ قد زال
فقال الناطق: كأنك بوصفك هذا أنا فلعلي أُفصحُ لكِ من أنا فالاسم علمان، والكنية أبو وجهين، واللقب المتشرد،
قُوتِي المتشابه من القول وترك المحكم،وإذا أقبلت الدنيا بمتعتها وزخرفها زاد الابتعاد عن الآخرة ،
العملُ تحتَ إمرة إبليس، وطبيعة العمل باثٌ للشرك والنفاق في الملأ بأسلوب الكذب والبهتان، داس للخبث في الجماعة كالسوسة تنهش في الضرس،
أعظم المهام هي ليُّ أعناق نصوص الكتاب والسنة، ومحاولة ضرب بعضها ببعض،
أحملُ وأرفعُ كل داع إلى فتنة وهوى وشيطان وراكن إلى دنيا، أملكُ عقلا لكن عجبي أني لا أعقل ما يعقل، أُضرب بسياط العدو لاتحرك في ميدان السنة والجماعة، صوتي له رجع يدركه العالم وصاحب كل عقل وحق،
لي بوق لا يملكه كل أحد، الكلام منتن عفن منكر خبيث شعاره الهراء، أَصيْحُ لرؤية كل متمسك بدينه الحق، نجس المخبر، أُبغضُ البقاع الطاهرة، متستر بالإسلام لأحمي لحمي وعظمي، أغدر كل مسلم وداع إلى الحق وناشر له، أُباعد عني كل مسلم نزيه في كل الميداين،
بَليدٌ فلا ارعوي لنصح ناصح ولا أأتمر بقول آمر، أتكلم فيُؤيدُني غيري ويهذي بهذيي من هو مثلي،
أتعامل مع الأفذاذ فلا أرتقي في سلم الأمجاد.
عندها قالت الأتان التشابه في الظاهر حاصل والصوت والعمل واحد فلم لا يحصل التزاوج والتوافق، فتعاقدا فتزاوجا فعاشا حياتهما فاصبح شعار حياة الحيوانين الناطق والعامل عش حياتك وابعد ديانتك ومضت السنون فانجبا حمارا في صورة إنسان اسمياه ليبرال بن علمان الحماري العلماني.
فسبحان من شبه ذو الكفر والنفاق بالحمر حاملة الأسفار والفارة من الأسد الهَزار!!!
......