(وما ربك بظلام للعبيد)
ظلام : صيغة مبالغة فهل نفي الكثرة يعني نفي القلة ؟
(وما ربك بظلام للعبيد)
ظلام : صيغة مبالغة فهل نفي الكثرة يعني نفي القلة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه ليست بصيغة مبالغة كما أعرف ، بل هي مصدر صناعي بمعنى : (ليس الله بذي ظلم)
تجد هذه الفائدة في النحو الوافي لعباس حسن ، ولا أخالك تجدها في غيره .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست من باب صيغ المبالغة بل هي من النسب مثل تمار وبزاز وغيرها .
والله اعلى واعلم .
بعد إذنكم، أُجيب!
نفى الله سبحانه صفة "ظلام" عن نفسه وهي صفة مبالغة، ولكن هذه المبالغة المنفية في مقابل اسم مجموع "عبيد"، إذن فالتقدير: ليس الله بظالم للعبد فلان ، وليس الله بظالم للعبد فلان، وليس الله بظالم للعبد فلان...
وإيجازًا قال: وما ربك بظلام للعبيد
لأن الجمع إذا جاء في مقابل الجمع اقتضت القسمة آحادا، وكذلك هنا جاءت صيغة المبالغة منفية الوقوع على اسم مجموع فاقتضت القسمة ما قدَّرنا
والله أعلم
السلام عليكم
لعل هذا يفيدكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181430
أشكركم جميعا على ردودكم الجميلة وأنا أرى أن الأخ أبا قتادة أقربُ للصواب والله تعالى أعلى وأعلم.
في الرابط الذي ذكره الأستاذ/ طراد التقطتُ هذه العبارات التي تؤيِّد ما ذكرته:
الوجه الثاني: أن الله جل وعلا نفي ظلمه للعبيد، والعبيد في غاية الكثرة.
والظلم المنفي عنهم تستلزم كثرتهم كثرته، فناسب ذلك الإتيان بصيغة المبالغة للدلالة على كثرة المنفي التابعة لكثرة العبيد، المنفي عنهم الظلم
....
و ذكر الزمخشري فى "الكشاف" عند موضع سورة الأنفال ما يلي :
"لَيْسَ بِظَلَّامٍ لّلْعَبِيدِ " .... وقيل : ظلام للتكثير لأجل العبيد
و ذكر ابن عاشور رحمه الله تعالى فى "التحرير و التنوير" ما يلي :... ويزاد هنا الجواب باحتمال أنّ الكثرة باعتبار تعلّق الظلم المنفي ، لو قدر ثبوته ، بالعبيد الكثيرين ، فعبّر بالمبالغة عن كثرة إعداد الظلم باعتبار تعدّد أفراد معموله .
تحياتي العاطرة إليكم جميعا
يقول عباس حسن ( النحو الوافي ) :
وجعلوا من استعمالها في النسب قوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} أي: بمنسوب إلى الظلم، وحجتهم أن صيغة "فعال" هنا لو كانت للمبالغة وليست للنسب لكان النفي منصبًّا على المبالغة وحدها؛ فيكون المعنى: وما ربك بكثير الظلم؛ فالمنفي هو الكثرة وحدها دون الظلم الذي ليس كثيرًا. وهذا معنى فاسد؛ لأن الله لا يظلم مطلقًا، لا كثيرًا ولا قليلًا.
وقال ابن عاشور ( التحرير والتنوير ) :
وأما صيغة "ظلام" المقتضية المبالغة في الظلم فهي معتبرة قبل دخول النفي على الجملة التي وقعت هي فيها كأنه قيل: ليعذب الله المسيء لكان ظلاما له وما هو بظلام، وهذا معنى قول علماء المعاني: إن النفي إذا توجه إلى كلام مقيد قد يكون النفي نفيا للقيد وقد يكون القيد قيدا في النفي ومثلوه بهذه الآية. وهذا استعمال دقيق في الكلام البليغ في نفي الوصف المصوغ بصيغة المبالغة من تمام عدل الله تعالى أن جعل كل درجات الظلم في رتبة الظلم الشديد.
أمَّا القرطبي فيقول :
" وما ربك بظلام للعبيد " نفى الظلم عن نفسه جل وعز قليله وكثيره، وإذا انتفت المبالغة انتفى غيرها، دليله قوله الحق: " إن الله لا يظلم الناس شيئا " [ يونس: 44 ]
ويقول الألوسي :
الظاهر عندي أن المبالغة حينئذ راجعة إلى النفي نظير ما قيل في قوله تعالى : وما ربك بظلام للعبيد لا أن النفي راجع إلى المبالغة كما لا يخفى .
ويبدو – والله أعلم – أنَّ ( ظلام ) صيغة مبالغة ، وأنَّ الله – عز وجل – نفى الظلم عن نفسه كبيره وصغيره .