بسم الله والحمد لله وصلى الله على رسول الله وبعد
هذه بعض الفوائد من هذا الكتاب الممتع النفيس رقمتها هنا ليطلع عليها من لم يقرأ الكتاب إما لضيق وقته أو لعدم اقتنائه له لقلة ذات يده أو لغير ذلك
وقد عنونت وترجمت للفائدة ثم ذكرت نصها من الكتاب فالترجمة من كيسي واجتهادي وقد أعلق على بعض الفوائد تتميما لها أو توضيحا أو غير ذلك
وهذه أولها ....
1_ الخلاف في التفريق بين الشاذ والمنكر لفظي وكلاهما لا يعتبر به ولا ينظر فيه
قال المصنف : من العلماء من يرى المغايرة بين الشاذ والمنكر ومنهم من لا يرى ذلك وهو في نظري اختلاف لفظي لأن الشاذ والمنكر كلاهما ما ترجح فيه خطأ راويه الثقة أو الضعيف ومثل هذا لا يعتبر به بلا خلاف
ص36
2_ نقاد الحديث أعلم بحديث الرجل وحاله من نفسه
قال المصنف : وقال يحيى بن بكير: قيل لابن لهيعة إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الاحاديث من عمرو بن شعيب فضاق ابن لهيعة وقال ما يدري ابن وهب سمعت هذه الاحاديث من عمرو بن شعيب قبل أن يلتقي أبواه ......... واتفق العلماء على إنكار سماعه من عمرو بن شعيب _ في عامة ما يرويه عنه أو غالبه _ من ذكرنا ومن سيأتي ذكرهم
ونقاد الحديث أعلم بحال الرجل وسماعه من نفسه التي بين جنبيه ....
ص 53_54
(قلت) وعلى هذا أمثلة في كتب العلل أذكر منها
ما في تاريخ دمشق لابن عساكر 15/72 :
بسنده إلى جعفر بن محمد بن أبان الحراني قال سألت يحيى بن معين عن حديث أبي اليمان حديث الزهري عن أنس عن أم حبيبة فقال يحيى أنا سألت أبا اليمان فقال الحديث حديث الزهري فمن كتبه عني من حديث الزهري فقد أصاب ومن كتبه عني من حديث ابن أبي حسين فهو خطأ إنما كتبته في آخر حديث ابن أبي حسين فغلطت فحدثت به من حديث ابن أبي حسين وهو صحيح من حديث الزهري هكذا قال يحيى
ثم روى ابن عساكر (15/73) بسنده إلى إبراهيم بن هاني النيسابوري قال : قال لنا أبو اليمان الحديث حديث الزهري والذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها ا.هـ
وقد أنكر الحفاظ هذا الحديث على أبي اليمان ولم يلتفتوا إلى قوله
فأسند ابن عساكر في تاريخ دمشق (15/71) بتصرف يسير من طريق أبي زرعة قال :قال أبو عبد الله ليس له عن الزهري أصل وأخبرني أنه من حديث شعيب عن ابن أبي حسين وقال لي كتاب شعيب عن ابن أبي حسين ملصق بكتاب الزهري قال فبلغني أن أبا اليمان حدثهم به وقال قد اتهم به عن الزهري وليس له أصل كأنه يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري إذ كان به ملصقا فرأيته كأنه يعذر أبا اليمان ولا يحمل عليه فيه قال أبو زرعة وقد سألت عنه أحمد بن صالح مقدمه دمشق فقال لي مثل قول أحمد لا أصل له عن الزهري ا.هـ
قال البرذعي :قلت لمحمد بن يحيى _ هو الذهلي _ في حديث أنس عن أم حبيبة حديث شعيب بن أبي حمزة حدثكم به أبو اليمان وقال عن ابن أبي حسين فقال لي محمد بن يحيى نعم حدثنا به من أصله عن ابن أبي حسين فقلت حدثنا به غير واحد عن أبي اليمان وقالوا عن الزهري فقال لقنوه عن الزهري قلت يحيى بن معين رحل إليه قبلك أو بعدك وذاك أن يحيى روى هذا عن أبي اليمان فقال عن الزهري فقال لي محمد بن يحيى رحل إليه بعدي.." تاريخ دمشق لابن عساكر (15/72)
قال الذهبي في السير (10/323) بعد أن ساق ما تقدم :
"قلت: تعين أن الحديث وهم فيه أبو اليمان، وصمم على الوهم لان الكبار حكموا بأن الحديث ما هو عند الزهري والله أعلم"
وعذرا على الإطالة لكن المسألة مهمة في منهجية نقد السنة
3_ ابن جريج لا يدلس تدليس التسوية
قال المصنف رادا على من وصفه بذلك : من ذا الذي وصف ابن جريج بتدليس التسوية ؟! إن العلماء الذين وصفوه بالتدليس لم يرد في كلامهم ما يفهم أنه يدلس التسوية ، فقط وصفوه بالتدليس القبيح عن الضعفاء والهلكى أما تدليس التسوية بصورته المعروفة فإلى الآن لا أعرف نصا عن إمام يدل على أن ابن جريج كان يتعاطاه فالله أعلم
ص12
4_ عدم صحة قصة ابن معين في اختلاط المصيصي واختلاط المصيصي ليس بفاحش
الحكاية هي أن ابن معين دخل على حجاج بن محمد المصيصي فرآه يخلط فقال لابنه لا يدخل عليه أحد
قال المصنف : ومع ذلك فهذه القصة لا تصح فقد حكاها الحربي عن صديق له لم يسمِّه عن ابن معين ولا يعرف حال هذا الصديق
وليس في القصة ما يدل على الاختلاط الفاحش بل هو تغير من كبر سنه ولا يكون له تأثير في روايته ...
ص11
5_ التنقيح شرح الوسيط للنووي من أواخر تصانيفه
نقله عن الزركشي في النكت على ابن الصلاح
ص133
(قلت): وكتب النووي في الاعتماد على هذا الترتيب :
التحقيق ثم المجموع ثم التنقيح ثم الروضة ثم المنهاج ثم شرح مسلم ثم الفتاوى ثم تصحيح التنبيه
وهذا تقريب وإلا فالواجب الرجوع إلى كلام معتمدي المتأخرين في الترجيح بين كلامه رحمه الله
6_ حديث ابن لهيعة إنما يعتبر به في الشواهد والمتابعات إذا كان من رواية العبادلة عنه فقط
قال المصنف : وقد قال الدارقطني في الضعفاء (322) :
" يعتبر بما يروى عنه العبادلة ابن المبارك والمقريء وابن وهب "
فهذا هو القول الواضح البين أن رواية العبادلة الثلاثة عنه هي التي يعتبر بها حديث ابن لهعة ومفهومه أن رواية غير العبادلة عنه لا يعتبر بها . ا.هــ
ص49
ومعنى يعتبر به يعني في الشواهد والمتابعات لا أنه صحيح كما ذكره في ص50
يتبع....