نبذة عن ( الإلمام أو: مرآة العجائب ) لمحمد بن القاسم النويري
بسم الله الرحمن الرحيمغرض المؤلف الأول من هذا الكتاب هو تدوين مشاهداته وما أمكنه جمع شتاته من المعلومات عن تلك الحملة الصليبية في جملة من القبارصة وأحلافهم من أروبا سنة 767هـ / 1365م التي نزلت إلى ثغر الإسكندرية من بلاد مصر، حيث دمروا ما استطاعوا تدميره ونهبوا ما أمكنهم حمله من الكنوز، وهذا في أيام قلائل شهدت المدينة فيها كارثة من أكبر الكوارث التي حلت بالمدينة عبر تاريخ العريق.
الإلمام
أو
مرآة العجائب
تأليف
محمد بن قاسم بن محمد النويري الإسنكدري
ت 775 هـ
غير أن المؤلف رحمه الله تعالى أخذ في الاسترسال والاستطراد والخروج ثم الرجوع في الحديث عن شتى الفنون؛ بمستطردات واسعة في الأدب والتاريخ والفقه وعلوم الكلام والحديث والقصص، حتى أصبح الكتاب أشبه بموسوعة أدبية عامة منه بسجل تاريخي خاص.
وعنوان الكتاب هو: ( الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية في وقعة الإسكندرية وعودها إلى حالتها المرضية )؛ كما جاء في صدر مقدمة محقق الكتاب.
اللافت للنظر أن النويري هو الحجة الأولى بلا نزاع عن تاريخ تلك الحملة، في جانب الناحية الشرقية المصرية؛ بينا جاء كتاب غليوم أوجويوم ماشوه نظيره من الجانب الغربي باللغة الفرنسية القديمة؛ حيث كانا شاهدا عيان لتلك الوقعة.
بيد أن كتاب ماشوه نال الاهتمام الأول فنشر في القرن قبل الماضي، بينا كتاب النويري هذا بقي مخطوطًا حتى تلقفته يد بعض المستشرقين! وكادوا أن يعيثوا به(1) بنشر قصاصات من الكتاب تتمثل في القسم التاريخ البحت الخاص بالحملة المذكورة لولا أن قيض الله له دائرة المعارف العثمانية بعد أخذ ورد حول نشر الكتاب كاملا غير منقوص؛ حيث إن النسخة المخطوطة الفريدة الكاملة محفوظة في الهند، فشرطوا على المحقق أن ينجز التحقيق لكامل موضوعات الكتاب، وكان قد نجز لديه القسم الخاص بالتاريخ! بالتعاون مع مستشرق آخر كومب أدركته منيته قبل طباعة الكتاب؛ ثم تم بعد ذلك التوصل إلى إخراجه كما سطره مؤلفه، فالحمد لله رب العالمين.
والعجيب أن المحقق سوريال ذكر عدة أسباب لنشر النص كاملا! بعد أن كان لا يرى سوى إخراج القصاصات التاريخية التي سطرها المؤلف في جنبات الكتاب؛ فهلاّ كان ذلك قبل مجيئ الناشر!
وهذا أمر تشكر عليه دائرة المعارف أعاد الله أيامها والفضل بعد الله تعالى يعود إلى الدكتور عبد المعيد خان مدير الدائرة أثابه الله تعالى بما قدمه لخدمة الإسلام والمسلمين.
الجدير بالذكر أن الكتاب طبع أولا سنة 1389هـ / 1969 بتحقيق د. سوريال وتنقيح الدكتور عبد المعيد خان؛ ثم أعاد طبعه بعد تنقيحه سنة 1416هـ / 1996م المفتي محمد عظيم الدين؛ ثم اضطلعت الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر بإعادة طباعته مصوَّرًا عن الطبعة الثانية ضمن سلسلة الذخائر، 4 مج، ج1: الجزء 1، 2؛ ج2: الجزء 3، 4؛ ج3: الجزء 5؛ ج4: الجزء 6، 7 الفهارس.
وفي الختام: نسأل الله أن يقيض لتراثنا من يخرجه من مخائبه إلى الأمة كاملا غير منقوص ولا محرّف، وأن يجنب بلاد الإسلام شرور أهل الكفر ، وأن يعيد مجدنا إلى سابق عهده من الرفعة والسؤدد ، إنه سميع مجيب.
ـــــــ
(1) ينظر ما سطره المحقق سوريال عطية في مقدمته ص: ج- د.
رد مع اقتباس
