تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    214

    افتراضي الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    بسم الله الرحمن الرحيم



    رسالة المسلم :


    إن رسالة المسلم في هذه الحياة تأخذ وجهتها ونهجها من الاسم الذي يحمله ، ولا يمكن أن يصدق المسلم في إسلامه إذا كان يحمل اسم الإسلام ويدعي الانتماء إليه ثم نراه يتخذ له رسالة في هذه الحياة تنافي الإسلام وتصادمه ، وهذه من المسلمات ، فليس المسلم وحده من يكون متناقضا إذا اتخذ رسالة تناقض عقيدته ، بل كل إنسان إذا ناقض النهج الذي يعتنقه في رسالته في الحياة فهو كاذب في زعمه الانتماء إلى نهجه المعلن حينما يناقضه في رسالته وتوجهه ، قال تعالى ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)البقرة ، والآيتان توضحان بجلاء لا ريب فيه أن الأماني التي لا يسندها الواقع لا قيمة لها ولا تجد لها مكانا عند الله وعند الناس ، وهكذا فالمسلم الذي يدعي انتماءه إلى الإسلام ثم يحمل رسالة تخالفه وتزاحمه فهو كاذب في انتمائه ، ويزداد الأمر وضوحا ويزداد خطرا حين يكون هذا المسلم المتناقض داعية أو هكذا يزعم ويدعي .



    الملاحق والمجلات التي تدعي الوجهة الإسلامية ولكنها تخدم العقيدة الليبرالية والعلمانية والتغريب :



    من الملاحظ في السنوات القليلة الماضية أن بعض المنتمين إلى الدعوة إلى الله جل جلاله قد تأثروا كثيرا أو قليلا بالحملة الشرسة التي قادها أعداء الإسلام من خلال عملائهم وألسنتهم وأقلامهم في كثير من البلاد الإسلامية ، ومنها بعض الأقلام المحلية ذات الانتماء التغريبي الواضح المعادي للإسلام وشريعته ، والمناوئ لكل قرار أو توجه لتطبيق شريعة الله في جميع مناحي الحياة ، وقد رأينا بعض الملاحق والمجلات التي تدعي أنها ملاحق إسلامية ومجلات إسلامية ومواقع انترنت إسلامية تتسابق لخدمة التيارات المناوئة للإسلام كالليبرالية وربيبتها العلمانية والديموقراطية وكثير من مشاريع التغريب التي هي من صميم تلك التيارات ، وكان الإجماع ولا يزال بين المسلمين على أن الليبرالية والعلمانية مذهب معاد للإسلام مناف لحقيقة أن الحكم في هذه الحياة يجب أن يسير ووفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والليبرالية والعلمانية وكل مشاريع التغريب لا تسلم بهذا ، بل تسعى إلى القضاء على هذا الإيمان والإسلام لله تعالى والانقياد له في كل مناحي الحياة ومجالاتها ، قال تعالى ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء .



    ماذا تعني استضافة رموز الليبرالية والعلمانية والتغريب في بعض الملاحق والمجلات والمواقع المعنونة بـ "الإسلامية " ؟.


    إن استضافة رموز الليبرالية والعلمانية والتغريب في بعض المجلات والملاحق والمواقع التي تسمي نفسها إسلامية تأخذ أشكالا متعددة كلها تصب في مصلحة التغريب وتوهين الدعوة إلى الله وتهيئة المجتمعات المسلمة لتلك العقائد والدعوات الهدامة ، ومن بين أشكال الاحتفاء والاستضافة لتلك الرموز الهدامة :

    1- استكتاب تلك الرموز في تلك المجلات والملاحق لتطرح أفكارها الليبرالية العلمانية التغريبية المناوئة لشريعة الله تعالى بكل حرية ، وهذا بلا جدال خدمة عظيمة وواضحة لتلك العقائد التي تحمل العداء لكل ما يمت لدين الله بصلة وهو أمر واضح لا يحتاج إلى برهان ومن المسلمات التي لا تحتاج إلى بيان .

    2- استضافة تلك الرموز في شكل مقابلات وحوارات وتتصدر صورهم تلك المقابلات ، وهذا بلا شك - كما في سابقه – خدمة لتلك التوجهات والتيارات الدخيلة التي لم تأت ولم تقم إلا لهدم أركان الشريعة وزعزعة كيان الإسلام ووجوده ، ومن المؤلم أن الذين يقومون بإجراء تلك الحوارات من صحفيي تلك الملاحق والمجلات دون مستوى ضيوفهم دهاء ومكرا وخبرة بأساليب الدس والخداع بمراحل كثيرة ، بحيث يصبح دور المحاور تلميع تلك الرموز وتطهيرها أمام القراء الذين يفقد الكثيرون منهم كثيرا من يقينهم بدينهم بين ضيف لسن حاذق داهية يعرف من أين تؤكل الكتف وبين صحفي فقير الثقافة قليل الفهم جاهل بما يديره ضيفه من أفكار وحيل .



    حين تصير أحكام الله وشرعه "موضوعات " للحوار والأخذ والرد وطريقا إلى الشهرة و " الاعتدال والوسطية " :


    3- ومن أخطر صور خدمة تيارات التغريب والعلمنة الليبرالية المناوئة لدين الله وشرعه وأمة الإسلام ووجودها وانتمائها لدينها ما تقوم به تلك المجلات والملاحق المنحرفة عن الخط الواضح والالتزام الصادق بدين الله ، من أخطر تلك الصور لخدمة تلك التيارات الخبيثة الهدامة قيام تلك المجلات والملاحق والمواقع باستضافة رموز التغريب والفساد والعناد لدين الله في حوارات أو ما شابه ثم يقوم المشرفون على تلك المجلات والملاحق بمطالبة بعض الكتاب والدعاة إلى الله بالرد على أولئك المرجفين – والواقع أن تلك الملاحق والمجلات صارت مطايا للإرجاف وأهله – الذين يطرحون في مقالاتهم وحواراتهم سمومهم ضد أحكام الله تعالى وتشكيكهم في صلاحية شريعة الله للحكم والقيادة في هذه الحياة ، ثم يطلب من الكتاب والدعاة الرد عليهم ، وفي هذا بلا ريب خدمة عظيمة لأعداء الإسلام وأعداء شريعته ، وخدمة عظيمة لتلك التيارات الهدامة الإلحادية حيث تصبح أحكام الله تعالى مجالا للجدل والأخذ والرد ، ويصير دين الله تعالى وأحكامه موضوعا للتسفيه من هذا الجانب والرد عليه من هذا الجانب ، وهكذا يفقد دين الله قدسيته وحرمته ويصير كلآ مباحا لكل والغ ، وهذا بالضبط ما يريده أعداء الإسلام من الليبراليين العلمانيين التغريبيين : أن يصير دين الله في بلاد الحرمين خاصة – حيث مهبط الوحي ومنطلق الإسلام وقبلة المسلمين وقيادة العالم الإسلامي – بيئة صالحة للتشكيك في دين الله وصلاحيته ، وهذا ما تورط فيه بعض الدعاة والكتاب الغيورين الذين قالوا وكيف نترك هؤلاء يشككون في ديننا ثم لا نرد عليهم ؟ وأقول لهؤلاء الغيورين الصادقين : نعم يجب الرد عليهم ، ولكن ليس في هذه الملاحق والمجلات المشبوهة – بل المتورطة بعلم في هذا الوضع المخزي – والرد واجب ولكن بطرق أخرى لا تخدم رموز الهدم والفساد والعناد لدين الله ولا تخدم ملاحق ومجلات رضيت بدور المطايا لأولئك المنحرفين المفسدين ، يجب الرد ولكن باستقلالية تامة عن ذلك المشروع الكائد لدين الله الذي يتقاسم القيام به كل من رموز العلمانية الليبرالية التغريبية من جهة والمجلات والملاحق المشبوهة التي تدعي الإسلامية ، لأن الاستجابة لتلك الملاحق والمجلات في هذا الصدد يخدم أوليك الهدامين المفسدين ومشاريعهم بنشرها وإذاعتها وصيرورتها على كل لسان ، وهذا ما يريدونه ، بل هذا أقصى ما يريدونه ، لأن احتدام الآراء وتزاحمها عليهم أكبر خدمة لهم لترسيخ وجودهم ، ولترويج ما يريدونه من التشكيك في دين الله تعالى ، وجعله مجالا للنقاش والحوار وموضوعا للقول فيه بما يسخط الله تعالى ويرفع عنه القدسية والعصمة أمام الناس ، وماذا يبقى لدين الله إذا صارت ملاحق ومجلات تدعي أنها إسلامية ثم تجعل دين الله مجالا للتشكيك والأخذ والرد وموضوعا للاختلاف الذي بزعمهم القبيح : لا يفسد للود قضية !! وإذا صار بعض الغيورين وبدافع الغيرة والحرص على دين الله يساهمون في هذا الواضع المخيف الهدام فمن الداعية إلى الله من عدوها ، أعني حين يصير الجميع شركاء في هذه الجريمة ؟.



    تلك الملاحق والمجلات أشد خدمة لتيارات الهدم والفساد من مجلاته وملاحقه لماذا ؟.


    لأنها مجلات تدعي أنها إسلامية وتنشر الفتاوى وتستضيف الدعاة ويكتب فيها دعاة وربما استضافت المفتي أو غيره من كبار العلماء ، فهي بهذا إسلامية عند القراء والمتلقين وعند من يسمع بها حتى لو لم يقرأها ، وهذا ما يجعلها موضع ثقة القراء المسلمين وموضوع ترحيبهم ، ولأنها كذلك فإن اختراق رموز التغريب والعلمانية والفساد لها صار مطلبا ملحا لهم ، ورغبة واضحة لديهم ، لأنهم من خلالها يصلون إلى قراء وعقول مسلمة لم يستطيعوا الوصول إليها عبر مجلاتهم وصحفهم ملاحقهم وقنواتهم لأنها مكشوفة الهوية واضحة النهج في العداء لدين الله ، فكان لزاما عليهم أن يخترقوا تلك الملاحق والمجلات التي تدعي الإسلامية للوصول إلى القراء والبيوت والعقول المؤمنة الواثقة من دينها لتلويثها بلوثات العلمانية والليبرالية والتغريب ، وقد نجحوا في ذلك أكبر النجاح ، ورضيت تلك الملاحق والمجلات المخترقة - ومشرفوها وأصحابها - أن تقوم بدور الخادم الأمين لأعداء الإسلام من الليبراليين العلمانيين التغريبيين ، وهو بالضبط الدور الذي يقوم به طبيب شخصية مرموقة يريد أعداؤه القضاء عليه ، فيبحثون عن أفضل من يقوم بهذا الدور ، ويبحثون عمن يقوم به من المقربين منه ، ومنهم خادمه الخاص أو طبيبه الخاص ، فإن وافق طبيبه الذي يثق فيه ثقة عمياء بالقيام بهذا الدور الخياني فذلك أكبر نجاح لأنهم يضمنون الوصول إلى الهدف من أقصر طريق وبنجاح مضمون ودون خسائر وجهود كبيرة ، بل بجهد يكاد لا يذكر ، وهذا هو الدور الذي تقوم به تلك المجلات والملاحق المخترقة التي تدعي أنها إسلامية !.



    شبهات تلك الملاحق والمجلات حول هذا الأمر :

    من الشبهات المتهافتة والساذجة التي يستند عليها أصحاب تلك المجلات والملاحق أو المشرفون عليها إشرافا كاملا :

    1- الحوار مع هؤلاء يردهم إلى الصواب والاعتدال .

    2- أن الله تعالى حاور إبليس وأعطاه الحرية التامة ليقول ما يقول وجعلها قرآنا يتلى .

    3- تحقيق الوحدة في المجتمع ونبذ الفرقة .



    تلك أبرز شبهاتهم والرد عليها :


    ( الشبهة الأولى : الحوار مع هؤلاء يردهم إلى الصواب والاعتدال. )

    الرد : لقد ثبت بطلان هذه الشبهة من قبل أهل الليبرالية والتغريب أنفسهم ، فالزعم بأن هذه الحوارات معهم محاولة لإصلاح حالهم ومصالحتهم مع الشريعة الإسلامية وأحكام الله وبيان الحق لهم زعم باطل كذبه ويكذبه الواقع ، فالواقع يثبت أنه ما من واحد من هؤلاء قد تراجع عن أفكاره الليبرالية التغريبية العلمانية قيد شعره ، بل لقد استفادت حركتهم التغريبية المناوئة للإسلام من هذه الحوارات مكاسب كبيرة جدا لا يجهلها متابع ، وخسرت الدعوة إلى الله خسائر جمة كما خسر أولئك المشرفون بسبب صنيعهم هذا ، فالله الهادي الموفق للفلاح .

    والسؤال : هل الحركة الليبرالية العلمانية التغريبية في تراجع الآن أم في مد وتقدم ؟ والجواب على هذا السؤال هو جواب على تلك الشبهة . ورد آخر على هذه الشبهة : أن الحوار مع هؤلاء في المجلات والملاحق والمواقع التي تدعي أنها إسلامية في عناوينها وإعلاناتها الدعائية يكون على الملأ ، ولا يمكن لصاحب فكر أن يتنازل عنه أمام الملأ لأنه تأخذه العزة أمامهم ، والحوار الذي يحقق التراجع عن الباطل والخطأ إنما يكون بعيدا عن الناس لأنه بعيد عن التأثر بهم خوفا على المنزلة أو المقام ، وهذا معلوم ، ورد ثالث على هذه الشبهة : أن تلك الحوارات ليس فيها مقارعة لحججهم وإبطال له على ضوء الكتاب والسنة ، بل إن المحاور يكون مجاملا إلى أقصى الحدود مع ضيفه ، فلا يقول الحق إن علمه ، أو لا يقوله لعجزه بجهله ، والله المستعان ، وهكذا يتبين أن هذه الشبهة متهافتة ساقطة ، وأن هؤلاء ينفثون سمومهم عبر تلك المجلات والملاحق ، والخاسر هو الدعوة إلى الله ، والكاسب هو التغريب و المرجفون المعاندون لدين الله كفانا الله شرهم.

    ( الشبهة الثانية : أن الله تعالى حاور إبليس وأعطاه الحرية التامة ليقول ما يقول وجعلها قرآنا يتلى .)

    الرد : هذا القول من أعجب العجب ، إذ كيف يقارن العبد بين منطقه وفكره وحججه وبين قول الله تعالى الذي وصف قوله بأنه (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء ، هذا قول الله تعالى وحكمه ، فهل يستطيع بشر أن يضمن أن قوله كقول الله تعالى في دحر الباطل وإزهاقه ؟ الواقع أن هذه المقارنة من قبل هؤلاء بين ما جاء في كتاب الله الذي هو الحق الكامل والبيان الكامل والدامغ الكامل لكل باطل مقارنة في غير محلها ، فما قاله إبليس وما قاله رب العالمين إزهاقا لباطله وإلحاده قرآن يتلى ولا يمكن أن يُغلب كلام الله تعالى ، بل هو القاهر الغالب في كل حال ، فهل يستطيع بشر أن يزعم لنفسه هذه الخاصية؟ ولقد أثبتت الوقائع والتجار في هذا الصدد أن المحاورين من صحفيي تلك المجلات والملاحق لا يتوافرون على ثقافة شرعية عميقة تمكنهم من رد باطل أولئك المبطلين التغريبيين ، ومن جهة أخرى فإن كل ما يكتبه ويحاور عليه التغريبيون الليبراليون العلمانيون هو على أحكام الله وهل هي صالحة أم لا ؟؟ بينما لا تجد في تلك الملاحق والمجلات حوارا مع أولئك عن منافاة عقيدتهم وأفكارهم وحركتهم الليبرالية العلمانية التغريبية لدين الله ذاته ، أي أن المطروح للجدل هو دين الله لا أفكار أولئك المفسدين الهادمين دعاة الفتنة !!.

    ( الشبهة الثالثة : تحقيق الوحدة في المجتمع ونبذ الفرقة ).

    الرد : الوحدة والألفة في المجتمع قائمة منذ قيام هذه البلاد ، وذلك حين التزم الجميع بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أساسا لكل شيء ومرجعا لكل شيء في هذه البلاد ، والذين جاؤوا بالتيارات العلمانية الليبرالية التغريبية هم أهل الفرقة ودعاة الفتنة ، وهم الذين يفرقون ولا يجمعون ويمزقون ولا يرتقون ، وهل فهم أولئك القائمون على تلك المجلات والملاحق المخترقة أنه لا رادع للفتنة إلا بتقديم التنازلات لأعداء دين الله من الليبراليين والتغريبيين ؟؟ إن هذا الفهم هو بالضبط عدو للوحدة والاستقرار ، وأسأل القائمين عليها سؤالا آخر : هل عرفت بلادنا غير السكينة والتلاحم قبل أن يأتينا هؤلاء بأفكار وحركات تسعى إلى نبذ القرآن والسنة من هذه البلاد وإحداث الخلاف والاختلاف والتنازع ، وذلك لأن حركتهم ودعوتهم الليبرالية العلمانية التغريبية لا تؤمن بالقرآن والسنة أساسا لكل شيء ؟ .

    إن من يسعى إلى هدم الدين والشريعة ونبذهما هو من يسعى إلى الفرقة والتمزق ، ولا سبيل إلى التصالح مع دعاة الفرقة والهدم ، لأن معنى التصالح مع دعاة الفرقة التخلي عن سبب الوحدة والائتلاف ، وإن المساس بأسس هذه البلاد وبأركانها دعوة للفوضى وتكريس للتنازع والتفرق ، فهل يدرك هؤلاء ، أعني أصحاب تلك المجلات والملاحق والمواقع التي تدعي الإسلامية أنها بالتمكين للتغريبيين الليبراليين العلمانيين تفرق وتمزق وتقضي على مكاسب البلاد التي تحققت بفضل الإجماع على الشريعة والدين ، وأن كل من يسعى للمساس بهما فهو عامل ضد مصلحة البلاد والعباد .



    ما واجب الدعاة إلى الله تعالى :
    1- مقاطعة تلك الملاحق والمجلات وعدم الكتابة فيها إلا على سبيل إيضاح حقيقتها هي وحقيقة العلمانية التغريبية الليبرالية ورموزها التي تستضيفها تلك المجلات والملاحق وتحذير القراء من هذا التوجه لتلك المجلات والملاحق ، وإلا فلا كتابة فيها ، بل في الملاحق والمجلات غير الملوثة بلوثة الغريب والليبرالية والعلمانية.

    2- الكتابة عن هذا المنهج الخطير على الإسلام الذي تنتهجه تلك المجلات والملاحق وبعض الكتاب والدعاة الذين يدعون الانتماء إلى الدعاة إلى الله والسير في ركاب الدعوة الذين انخرطوا في هذا التوجه الذي يخدم الغزو الفكري والعقدي الليبرالي الإفسادي العلماني التغريبي ، دون ذكر أسماء الأشخاص لعلهم يفقهون فيؤوبون إلى رشدهم .

    3 - مناصحة تلك المجلات والملاحق ، وكذا مناصحة المشرفين عليها بصفة شخصية لعلهم يرجعون إلى الحق وينقذون أنفسهم من هذه الحال المحزنة وهذه الطريق المخوفة . وهل ثمة ما هو أخطر من خدمة أعداء الإسلام والحركات والتيارات المنافية له ؟.

    4- تكثيف الكتابة عن حقيقة الليبرالية والعلمانية والتغريب بكل صوره بالغوص في حقائقه وخطوطه العريضة والأساسية ، وعن حقيقة كتابها وألسنتها وعقولها ، وعن تطبيقاتها في الواقع : كالحرب على الحجاب والدعوة إلى الاختلاط والدعوة إلى الديموقراطية المنافية لحكم الله في التشريع والحكم وغير ذلك من صور وتطبيقات التغريب والليبرالية والعلمانية ، كل ذلك على ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لأن الكتابة المجردة من الدليل لا تقنع القارئ المسلم ، وقد قال تعالى " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء .



    وأقول لأصحاب تلك المجلات والملاحق والمشرفين عليها :


    اتقوا الله واعلموا أنكم بصنيعكم هذا تلمعون الأفكار الهدامة المناوئة لدين الله وشرعه وهداه ، وتطهرون تلك الأسماء التي ورثت أفكار سلامة موسى وطه حسين وشبلي شميل وأحمد لطفي السيد وأودونيس وغيرهم ، من أعداء الإسلام من الكتاب وغيرهم شبرا بشبر وذراعا بذراع الذين ورثوها بدورهم عن الغرب ورموزه الإلحادية الضالة التائهة البعيدة عن الله ودينه تعالى ، وأنكم تخربون بيوتكم وتنقضون غزلكم من بعد قوة أنكاثا قال تعالى (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ....) الآية 92 النحل ، فهل فصل الدين عن الحياة وإقصاؤه صارت مسألة فيها نظر ؟ وهي حقيقة العلمانية . وهل القول بحرية الردة والدعوة إلى الإلحاد والحرية الشخصية في الزنا والخمر والفجور وأنه لا مقدس إلا الحرية أمر يجوز الاختلاف حوله وهذه بعض حقيقة الليبرالية المعاندة للإستسلام لله تعالى ودينه ؟ هل صارت هذه القضايا التي هي أمهات الضلال المبين والإلحاد المستبين قضايا لا تفسد للود قضية ؟ وهل صار الحوار حول صلاحية أحكام الله تعالى للتطبيق وتسيير حياة المسلمين بها أمرا مقبولا في بلاد تضم مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومحجهم ؟ بل تحت كل سماء وفوق كل أرض ؟ هذه أمهات قضايا الليبرالية والعلمانية والتغريب وخطوطها العريضة التي لا تفريط فيها عند أهلها، فهل كل ذلك هين بسيط ؟ .



    نسأل الله تعالى أن يرينا جميعا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبسا علينا .





    علي التمني



    أبها / السبت 28/7/1428

  2. #2

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    الله المستعان , شيء محزن ابهذه السهولة نخترق , ومن المؤسف أنك تجد بعض المواقع الإسلامية تطرح على صفحاتها بعض الأحكام الشرعية وتجعلها للتصويت والله المستعان , وكان الدين صار مجرد رأي إن شئت فقبله وإلا فرده .

    جزاك الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    152

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    قبل سنتين تقريبا ، استضافت إحدى الملاحق الإسلامية اللامعة ؛ فوكو ياما ، الأمريكي المتعصب، وكالت له من المديح ، والثناء ، شيئا لا يطاق ، بل لقد حولت سئياته حسنات ، وذلك حين اعترف هو بجهله بالمسلمين ، وأنه لا يعرف منهم الا النموذج الغربي، ومع ذلك ، كان الملحق في الجريدة شديد الحدب عليه ، وقد خصص الأسابيع التالية للتعليق على هذه المقابلة الفذة!
    فليت شعري ، إن مُدِحَ الكفار الأصليون ؛ فكيف بالمتغريبن ،

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    هذا يشبه إلى حد بعيد ظهور بعض الدعاة في قنوات بدعية وقنوات تحررية، كقناة إقرأ والرسالة والجزيرة والإم بي سي..الخ القائمة

    جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    بسم الله

    الأخ الفاضل : زين العابدين الأثري ،، جزاك الله خيرا على اهتمامك بهم أمتك .

    12/8/1428

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    بارك الله فيك ونفع بما قلت فقد أبنت ونصحت ووضحت.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    الاخ الفاضل علي التمني بارك الله فيك

    وأسأل الله عزوجل أن يوفقك لكل خير

    موفق
    {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
    { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    بسم الله

    وبارك فيك أخي عبدالرحمن السديس ونفعنا جميعا ونفع بنا .

    21/1/1429

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية .

    بسم الله

    شكر الله لك أخي ابا رائد ،،

    18/5/1429

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •