تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 68

الموضوع: فوائد وعبر من السير

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    2 - الفوائد الفقهية

    1 - توفي العلامة فقيه المغرب أبو عثمان الحداد الإفريقي المالكي سعيد ابن محمد بن صبيح وله ثلاث وثمانون سنة أخذ عن سحنون وغيره وبرع في العربية والنظر ومال إلى مذهب الشافعي وأخذ يسمى المدونة المدوّدة فهجره المالكية ثم أحبوه لما قام على أبي عبد الله الشيعي وناظره ونصر السنة ( 302 )
    2 - القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي شيخ الشافعية وصاحب التصانيف في جمادى الأولى وله سبع وخمسون سنة وستة أشهر وكان يقال له الباز الأشهب ولي قضاء شيراز وله من المصنفات أربعمائة مصنف روى الحديث عن الحسن بن محمد الزعفراني وجماعه قال الأسنوى قال شيخ أبو إسحاق كان ابن سريج يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى علي المزني انتهى وقال ابن خلكان وأخذ الفقه عن ابي القسم الأنماطي وعنه أخذ فقهاء الإسلام ومنه انتشر مذهب الإمام الشافعي في اكثر الآفاق وكان يناظر أبا بكر محمد بن داود الظاهرى وحكى أنه قال له أبو بكر يوما أبلغني ريقي فقال له أبلعتك دجلة وقال له يوما أمهلني ساعة قال أمهلتك من الساعة إلى قيام الساعة وقال له يوما أكلمك من الرجل فتجيبني من الرأس فقال له هكذا البقر إذا جفت أظلافها دهنت قرونها وكان يقال له في عصره إن الله تعالى بعث عمر بن عبد العزيز على رأس المائة من الهجرة فأظهر كل سنة وأمات ( 306 )
    3 - أبو بكر الخلال أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الفقيه الحبر الذي أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد وتصنيفه تفقه على المروزي وسمع من الحسن بن عرفة وأقرانه وروى عن تلميذه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر يعرف بغلام الخلال ومحمد بن المظفر الحافظ وغير واحد قال ابن ناصر الدين هو رحال واسع العلم شديد الاعتناء بالآثار له كتاب السنة ثلاث مجلدات كبار وكتاب العلل في عدة أسفار وكتاب الجامع وهو كبير جليل المقدار انتهى وتوفي في ربيع الأول ( 311 )
    4 - وعلي بن محمد بن بشار أبو الحسن وأبو صالح البغدادي الزاهد شيخ الحنابلة أخذ عن صالح بن أحمد بن حنبل والمروذي وجاء عنه أنه قال أعرف رجلا منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك لله ما يشتهي فلا يجد شيئا يشتهي قاله في العبر وقيل له كيف الطريق إلى الله فقال كما عصيت الله سرا تطيعه سرا حتى يدخل إلى قلبك لطائف البر وكان له كرامات ظاهرة وانتشار ذكر في الناس يتبرك الناس بزيارته قاله السخاوي ( 313 )
    5 - الحافظ أبو نعيم عبد الملك بن محمد يبن عدي الجرجاني الحافظ الجوال الفقيه الاستراباذي سمع على بن حرب وعمر بن شبه وطبقتهما قال الحاكم كان من أئمة المسلمين سمعت أبا الوليد الفقيه يقول لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقوال الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد وقال أبو علي النيسابوري ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثل أبي نعيم كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كلها كما نحفظ نحن المسانيد انتهى وله كتاب الضعفاء في عشرة أجزاء وممن أخذ عنه ابن صاعد مع تقدمه وأبو علي الحافظ وأبو سعيد الأزدي قال الخطيب كان أحد الأئمة من الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ وورع ( 323 )
    6 - ابن زياد النيسابوري أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل الفقيه الشافعي الحافظ صاحب التصانيف والرحلة الواسعة سمع محمد بن يحيى الذهلي ويونس الصدفي وغيرهما ومنه ابن عقدة والدارقطني . قال الدارقطني ما رأيت أحفظ من ابن زياد كان يعرف زيادات الألفاظ وأثني عليه الحاكم وهو ثقة قال الأسنوي ولد في أول سنة ثمان وثمانين ومائتين ورحل في طلب العلم إلى العراق والشام ومصر وقرأ على المزني وبرع في العلم وسكن بغداد وصار إماما للشافعية بالعراق وسمع من جماعة كثيرة روى عنه جماعة منهم الدارقطني وقال إنه أفقه المشايخ وإنه لم ير مثله أقام أربعين سنة لا ينام الليل ويصلى الصبح بوضوء العشاء وصنف كتبا منها كتاب الربا ( 324 )
    7 - العلامة أبو سعيد الأصطخري الحسن بن أحمد بن يزيد شيخ الشافعية بالعراق روى عن سعدان بن نصر وطبقته وصنف التصانيف وعاش نيفا وثمانين سنة وكان موصوفا الزهد والقناعة وله وجه في المذهب قال الأسنوي كان هو وابن سريج شيخي الشافعية ببغداد صنف كتبا كثيرة منها آداب القضاء استحسنه الأئمة وكان زاهدا متقللا من الدنيا وكان في اخلاقه حدة ولاه المقتدر بالله سجستان ثم حسبة بغداد ولد سنة أربع وأربعين ومائتين وتوفي ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلثمائة زاد ابن خلكان أنه توفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الآخرة وقيل رابع عشر ودفن بباب حرب واصطخر بكسر الهمزة وفتح الطاء وجوز بعضهم فتح الهمزة حكاه النووي في الحيض من شرح المهذب ( 328 )
    8 - قاضي القضاة ببغداد أبو الحسين عمر بن قاضي القضاة أبي عمر محمد ابن يوسف بن يعقوب الأزدري كان بارعا في مذهب مالك عارفا بالحديث صنف مسندا متقنا وسمع من جده ولم يتكهل وكان من أذكياء الفقهاء ( 328 )
    9 - الإمام العلامة الثقة أبو القسم الخرقي عمر بن الحسين البغدادي الحنبلي صاحب المختصر في الفقه بدمشق ودفن بباب الصغير قاله في العبر وقال ابن أبي يعلى في طبقاته قرأ العلم على من قرأ على أبي بكر المروذي وحرب الكرماني وصالح وعبد الله ابني إمامنا له المصنفات الكثيرة في المذهب لم ينتشر منها إلا المختصر في الفقه لأنه خرج من مدينة السلام لما ظهر فيها سب الصحابة رضوان الله عليهم وأودع كتبه في درب سليمان فاحترقت الدار التي كانت فيها ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم أبو عبد الله بن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو الحسين بن سمعون وغيرهم قرأت بخط أبي إسحاق البرمكي أن عدد مسائل المختصر ألفان وثلثمائة مسألة . وقال ابن خلكان وكان والده أيضا من الأعيان روى عن جماعة رحمهم الله تعالى أجمعين والخرقي بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وبعدها قاف هذه النسبة إلى بيع الخرق والثياب . ( 334 )
    10 - العلامة أبو بكر بن الحداد المصري شيخ الشافعية محمد بن أحمد بن جعفر صاحب التصانيف ولد يوم وفاة المزني وسمع من النسائي ولزمه ومن ابن أبي الدنيا ومن القراطيسي وغيرهم ومنه يوسف بن قاسم القاضي وغيره وكان غير مطعون فيه ولا عليه وهو صاحب وجه في المذهب متبحر في الفقه مفنن في العلوم معظم في النفوس ولي قضاء الأقاليم وعاش ثمانين سنة وكان يصوم صوم داود عليه السلام ويختم في اليوم والليلة وكان جدا كله قال ابن ناصر الدين صنف في الفقه الفروع المبتكرة الغريبة وكتاب أدب القاضي والفرائض في نحو مائة جزء عجيبة وقال ابن خلكان كان ابن الحداد فقيها محققا غواصا على المعاني تولى القضاء بمصر والتدريس وكانت الملوك والرعايا تكرمه وتعظمه وتقصده في الفتاوي والحوادث وكان يقال في زمنه عجائب الدنيا ثلاث غضب الجلاد ونظافة السماد والرد على ابن الحداد وكان أحد أجداده يعمل في الحديد ويبيعه فنسب إليه انتهى ملخصا وقال الأسنوي به افتخرت مصر على سائر الأمصار وكاثرت بعلمه بحرها بل جميع البحار إليه غاية التحقيق ونهاية التدقيق كانت له الإمامة في علوم كثيرة خصوصا الفقه ومولداته تدل عليه وكان كثير العبادة وأخذ عن محمد بن جرير لما دخل بغداد رسولا في إعفاء ابن جربويه عن قضاء مصر وصنف كتاب الباهر في الفقه في مائة جزء وكتاب جامع الفقه وكتاب أدب القضاء في أربعين جزءا وكتابه الفروع المولدات معروف وهو الذي اعتنى الأئمة بشرحه وكان حسن الثياب رفيعها حسن المركوب وكان يوقع للقاضي ابن جربويه وباشر قضاء مصر مدة لطيفة بأمر أميرها عند شغوره فسعى غيره
    من بغداد فورد تفويضه لذلك الغير وحج فمرض في الرجوع ومات يوم دخل الحجاج إلى مصر وهو يوم الثلاثاء لأربع بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وثلثمائة وعمره تسع وسبعون سنة وأشهر هذا هو الصحيح وقيل توفي سنة خمس وأربعين واقتصر عليه النووي في تهذيبه وابن خلكان في تاريخه ثم دفن يوم الأربعاء بسفح المقطم عند أبويه ( 344 )
    11 - أبو علي الطبري الحسن بن القاسم شيخ الشافعية ببغداد درس الفقه بعد شيخه أبي علي بن أبي هريرة وصنف التصانيف كالمحرر والإفصاح والعدة وهو صاحب وجه قال الأسنوي وصنف في الأصول والجدل والخلاف وهو أول من صنف في الخلاف المجرد وكتابه فيه يسمى المحرر سكن بغداد ومات بها ( 350 )
    12 - وإبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي العزائم أبو إسحق الكوفي صاحب أبي عمر وأحمد بن أبي عزيزة الغفاري (360)
    13 - وأبو علي النجاد الصغير وهو الحسن بن عبد الله البغدادي الحنبلي المسند صنف في الأصول والفروع قال ابن أبي يعلى في طبقاته أنه كان فقيها معظما إماما في أصول الدين وفروعه صحب من شيوخ المذهب كأبي الحسن بن بشار وأبي محمد البربهاري ومن في طبقتهما وصحبه جماعة منهم أبو حفص البرمكي وأبو جعفر العكبري وأبو الحسن الجرزي ( 360 )
    14 - عالم البصرة أبو حامد المروذي بفتح الميم والواو الأولى وضم الراء الثانية المشددة آخره معجمة نسبة إلى مرو الروذ أشهر مدن خراسان أحمد ابن عامر بن بشر الشافعي صاحب التصانيف وصاحب أبي إسحق المروزي وكان إماما لا يشق غباره تفقه به أهل البصرة قال الأسنوي أحمد بن بشر ابن عامر العامري المروروذي أخذ عن أبي إسحق المروزي ونزل البصرة وأخذ عنه فقهاؤها وكان إماما لا يشق غباره وشرح مختصر المزني وصنف الجامع في المذهب وهو كتاب جليل وصنف في أصول الفقه ومات سنة ثنتين وستين وثلثمائة ذكره الشيخ في طبقاته والنووي في تهذيبه وكذلك ابن الصلاح إلا أنه لم يؤرخ وفاته ونبه على أن الشيخ أبا إسحق جعل عامرا أباه وبشرا جده قال والصواب العكس أي أحمد بن بشر بن عامر وكان له ولد يقال له أبو محمد ذكره الشيخ في طبقاته فقال جمع بين الفقه والأدب وله كتب كثيرة وكان واحد عصره في صناعة القضاء قال وأظنه أخذ الفقه عن أبيه(362 )
    15 - أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الحنبلي صاحب الخلال وشيخ الحنابلة وعالمهم المشهور وصاحب التصانيف روى عن موسى بن هارون وأبي خليفة الجمحي وجماعة توفي في شوال وله ثمان وسبعون سنة وكان صاحب زهد وعبادة وقنوع قاله في العبر
    وقال ابن أبي يعلى في طبقاته عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف أبو بكر المعروف بغلام الخلال حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة وموسى بن هارون ومحمد بن الفضل وموسى بن هارون بن الحباب البصري وخلائق وروى عنه أبو إسحق بن شاقلا وأبو عبد الله بن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو عبد الله ابن حامد وغيرهم وكان أحد أهل الفهم موثوقا به في العلم متسع الرواية مشهورا بالديانة موصوفا بالأمانة مذكورا بالعبادة وله المصنفات في العلوم المختلفات الشافي المقنع تفسير القرآن الخلاف مع الشافعي كتاب القولين زاد المسافر التنبيه وغير ذلك حدثنا جعفر بن محمد بن سليمان الخلال حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن التفضيل فقال من قدم عليا على أبي بكر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قدمه على عمر فقد طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر ومن قدمه
    على عثمان فقد طعن على أبي بكر وعمر وعثمان وعلى أهل الشورى والمهاجرين والأنصار وبه حدثنا محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا قال سألت أبا عبد الله عن الاستثناء في الإيمان فقال نعم الاستثناء على غير معنى شك مخافة واحتياطا للعمل وقد استثنى ابن مسعود وغيره وهو مذهب الثوري ( 363 )
    16 - الشاشي القفال الكبير أبو بكر محمد بن إسماعيل الفقيه الشافعي صاحب المصنفات رحل إلى العراق والشام وخراسان قال الحاكم كان عالم أهل ما وراء النهر بالأصول وأكثرهم رحلة في الحديث سمع ابن جرير الطبري وابن خزيمة وطبقتهما وهو صاحب وجه في المذهب قال الحليمي كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من فقهاء عصره وقال ابن قاضي شهبة كان إماما وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله كتاب حسن في أصول الفقه وله شرح الرسالة وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر وقال النووي في تهذيبه إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هذا وإذا ورد القفال المروزي فهو الصغير ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في التفسير والأصول والحديث والكلام والمروزي يتكرر ذكره في الفقهيات
    ومن تصانيف الشاشي دلائل النبوة ومحاسن الشريعة وآداب القضاء جزء كبير وتفسير كبير مات في ذي الحجة
    وقال ابن الأهدل هو شيخ الشافعية في عصره كان فقيها محدثا أصوليا متفننا ذا طريقة حميدة وتصانيف نافعة وله شعر جيد ولم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله أخذ عن ابن سريج وطبقته وابن جرير الطبري وإمام الأئمة ابن خزيمة وغيرهم وأخذ عنه الحاكم أبو عبد الله وابن مندة والحليمي وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم وهو والد القاسم صاحب التقريب وهو منسوب إلى شاش مدينة وراء نهر جيحون وأعلم أن لنا قفالا غير شاشي وشاشيا غير قفال وثلاثتهم يكنون بأبي بكر ويشترك اثنان في اسمهما واثنان في اسم أبيهما دون اسمهما فالقفال غير الشاشي هو المروزي شيخ القاضي حسين وأبي محمد الجويني وسيأتي في سنة سبعة وخمسمائة(365 )
    17 - ابن شاقلا أبو إسحق إبراهيم بن أحمد البغدادي البزاز شيخ الحنابلة وتلميذ أبي بكر عبد العزيز توفي كهلا في رجب وكان صاحب حلقة للفتيا والأشغال بجامع المنصور ( 369 )
    18 - أبو محمد بن حزم القلعي الأندلسي الزاهد واسمه عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم رحل إلى الشام والعراق وسمع أبا القاسم بن أبي العقب وإبراهيم ابن علي الهجيمي وطبقتهما قال ابن الفرضي كان جليلا زاهدا شجاعا مجاهدا ولاه المستنصر القضاء فاستعفاه فأعفاه وكان فقيها صلبا ورعا كانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه سمعت عليه علماء كثير وعاش ثلاثا وستين سنة ( 383 )
    19 - المعافى بن زكريا القاضي أبو الفرج النهرواني الجريري نسبة إلى مذهب ابن جرير الطبري لأنه تفقه عليه ويعرف أيضا بابن طرارا سمع من البغوي وطبقته فأكثر وجمع فأوعى وبرع في عدة علوم قال الخطيب كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الآداب وولي القضاء بباب الطاق وبلغنا عن الفقيه أبي محمد الباقي أنه كان يقول إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها ولو أوصى رجل بشيء أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إليه وقال البرقاني كان المعافى أعلم الناس وقال ابن ناصر الدين كان حافظا علامة ذا فنون من الثقات ومن مصنفاته التفسير الكبير وكتاب الجليس والأنيس . ومن شعره
    الأ قل لمن كان لي حاسدا @@@ أتدري على من أسأت الأدب
    أسأت على الله في ملكه @@@ بأنك لم ترض لي ما وهب
    فجازاك عني بأن زادني @@@ وسد عليك وجوه الطلب
    وتوفي بالنهروان في ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة وكان قانعا متعففا ( 390 )
    20 - الأصيلي الفقيه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم المغربي الأندلسي القاضي أخذ عن وهب بن ميسرة وكتب بمصر عن أبي الطاهر الذهلي وطبقته وبمكة عن الآجري وببغداد عن أبي علي بن الصواف وكان حافظا عالما بالحديث رأسا في الفقه قال الدارقطني لم أر مثله وقال غيره كان نظير أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان وعلى طريقته وهديه ( 392 )
    21 - أبو سعد بن الإسماعيلي شيخ الشافعية وابن شيخهم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الفقيه وقد روى عن الأصم ونحوه وكان صاحب فنون وتصانيف توفي ليلة الجمعة وهو يقرأ في صلاة المغرب ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ففاضت نفسه وله ثلاث وستون سنة رحمه الله قال ابن قاضي شهبة : العلامة أبو سعد بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني شيخ الشافعية بها أخذ العلم عن أبيه قال فيه حمزة السهمي كان إمام زمانه مقدما في الفقه والأصول والعربية والكتابة والشروط والكلام صنف في أصول الفقه كتابا كبيرا وتخرج على يده جماعة مع الورع والمجاهدة والنصح للإسلام والسخاء وحسن الخلق قال القاضي أبو الطيب ورد بغداد فأقام بها سنة ثم حج وعقد له الفقهاء مجلسين تولى أحدهما أبو حامد الإسفرائيني والآخر أبو محمد الباني وقال الشيخ أبو إسحاق جمع بين رياسة الدين والدنيا بجرجان ( 396 )
    22 - أبو الحسن بن القصار علي بن عمر البغدادي الفقيه المالكي صاحب كتاب مسائل الخلاف قال أبو إسحاق الشيرازي لا أعرف كتابا في الخلاف أحسن منه وقال أبو ذر الهروي هو أفقه من لقيت من المالكية ( 397 )
    23 - ابن لآل الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد الهمذاني قال شيرويه كان ثقة أو حد زمانه مفتي همذان له مصنفات في علوم الحديث غير أنه كان مشهورا بالفقه له كتاب السنن ومعجم الصحابة وعاش تسعين سنة والدعاء عند قبره مستجاب قاله في العبر وقال الأسنوي ابن لال بلامين بينهما ألف معناه أخرس أخذ عن أبي إسحق المروزي وابن أبي هريرة وكان ورعا متعبدا أخذ عنه فقهاء همذان ونقل عنه الرافعي قولا أن الأخوة للأبوين ساقطون في مسئلة المشركة ولد سنة سبع وثلاثمائة ( 398 )
    24 - ابن أبي زمنين الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المريى الأندلسي الالبيري نزيل قرطبة وشيخها ومفتيها وصاحب التصانيف الكثيرة في الفقه والحديث والزهد سمع من سعيد بن فحلون ومحمد بن معويه القرشي وطائفة وكان راسخا في العلم متفننا في الآداب مقتفيا لآثار السلف صاحب عبارة وإنابة وتقوى عاش خمسا وسبعين سنة وتوفي في ربيع الآخر ومن كتبه اختصار المدونة ليس لأحد مثله ( 399 )

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    3 - الفوائد الحديثية
    1- جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض التركي أبو بكر الفريابي قاضي الدينور كان إماما حافظا علامة من النقادين وهو صاحب التصانيف رحل من بلاد الترك إلى مصر وعاش أربعا وتسعين سنة وكان من أوعية العلم روى عن علي بن المديني وأبي جعفر النفيلي وطبقتهما وأول سماعه سنة أربع وعشرين ومائتين قال ابن عدي كنا نحضر مجلسه وفيه عشرة آلاف أو أكثر ( 301 )
    2 - الإمام أحد الأعلام صاحب المصنفات التي منها السنن أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي نسبة إلى نسا مدينة بخراسان توفي في ثالث عشر صفر وله ثمان وثمانون سنة سمع قتيبة وإسحاق وطبقتهما بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة وكان رئيسا نبيلا حسن البزة كبير القدر له أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو من سرية لنهمته في التمتع ومع ذلك كان يصوم صوم داود ويتهجد قال ابن المظفر الحافظ سمعتهم بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس الأمير وقال الدارقطني خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها في شعبان قال وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث قاله في العبر وقال السيوطي في حسن المحاضرة الحافظ شيخ الإسلام أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين جال البلاد واستوطن مصر فأقام بزقاق القناديل قال أبو علي النيسابوري رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني وأسفاري النسائي بمصر وعبدان بالأهواز ومحمد بن إسحاق وإبراهيم بن أبي طالب بنيسابور وقال الحاكم النسائي أفقه مشايخ أهل مصر في عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار وأعرفهم بالرجال وقال الذهبي هو أحفظ من مسلم له من المصنفات السنن الكبرى والصغرى وهي إحدى الكتب الستة وخصائص علي ومسند علي ومسند مالك ولد سنة خمس وعشرين ومائتين قال ابن يونس كان خروجه من مصر في سنة اثنتين وثلثمائة ومات بمكة وقيل بالرملة انتهى ما قاله السيوطي وقال ابن خلكان قال محمد بن إسحاق الأصبهاني سمعت مشايخنا بمصر يقولون إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وما روى من فضائله فقال أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية ما أعرف له فضيلة إلا ( لا أشبع الله بطنك)وكان يتشيع فما زالوا يدافعونه في خصيتيه وداسوه ثم حمل إلى مكة فتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس فهو مقتول وكان صنف كتاب الخصائص في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل البيت وأكثر روايته فيه عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم عنه فقيل له ألا صنفت في فضل الصحابة رضي الله عنهم كتابا فقال دخلت دمشق والمنحرف عن علي كثير فأردت أن يهديهم الله بهذا الكتاب وكان إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا ( 303 )
    3 - الحافظ الكبير أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي نسبة إلى نسا مدينة بخراسان صاحب المسند والأربعين تفقه على أبي ثور وكان يفتي بمذهبه وسمع من أحمد بن حنبل ويحي بن معين والكبار وكان ثقة حجة واسع الرحلة قال الحاكم كان محدث خراسان في عصره مقدما في التثبت والكثرة والفهم والأدب والفقه توفي في مضان وقال ابن ناصر الدين الحسن ابن سفيان بن عامر أبو العباس الشيباني النسائي ويقال النسوي صاحب المسند الكبير وكتاب الأربعين وكان شيخ خراسان في وقته مقدما في حفظه وفقهه وأدبه وثقته وثبته قلبت عليه أحاديث وعرضت فردها كما كانت ورويت ( 303 )
    4 - أبو يعلى الموصلي أحمد بن علي المثنى بن يحيى التميمي الحافظ صاحب المسند روى عن علي بن الجعد وغسان بن الربيع والكبار وصنف التصانيف وكان ثقة صالحا متقنا توفي وله تسع وتسعون سنة ( 307 )
    5 - وفيها أبو بحيى زكريا بن يحيى الساجي البصري الحافظ محدث البصرة روى عن هدبة بن خالد وطبقته وله كتاب في علل الحديث قال الأسنوي منسوب إلى الساج وهو نوع من الخشب كان أحد الأئمة الفقهاء الحفاظ الثقات ذكره الشيخ أبو إسحاق في طبقاته فقال أخذ عن الربيع والمزني وصنف كتاب اختلاف الفقهاء وكتاب علل الحديث وتوفي بالبصرة ( 307 )
    6 - إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه أبو إسحاق النيسابوري الرجل الصالح راوي صحيح مسلم روى عن محمد بن رافع ورحل وسمع ببغداد والكوفة والحجاز وقيل كان مجاب الدعوة ( 308 )
    7 - وعبد الله بن وهب الحافظ الكبير أبو محمد الدينوري سمع الكثير وطوف الأقاليم وروى عن أبي سعيد الأشج وطبقته قال ابن عدي سمعت عمر بن سهل يرميه بالكذب وقال الدارقطني متروك وقال أبو علي النيسابوري بلغني أن أبا ذرعة كان يعجز عن مذاكرته وقال ابن ناصر الدين كان حافظا رحالا لكنه عند الدارقطني وغيره من المتروكين وقد قبله قوم وصدقوه فيما ذكره ابن عدي وعنه نقلوه ( 308 )
    8 - إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف شيخ الإسلام ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين وروى عن علي بن حجر وابن راهويه ومحمود بن غيلان وخلق وعنه البخاري ومسلم خارج صحيحهما ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأبو علي النيسابوري قاله ابن برداس وهو حافظ ثبت إمام رحل إلى الشام والحجاز والعراق ومصر وتفقه على المزني وغيره قال الحافظ أبو علي النيسابوري لم أر مثل محمد بن إسحاق وقال أبو زكريا العنبري سمعت ابن خزيمة يقول ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عنه وقال أبو علي الحافظ كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ
    السورة وقال ابن حبان لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن وقال الدارقطني كان إماما معدوم النظير وقال الأسنوي في طبقاته صار ابن خزيمة إمام زمانه بخراسان رحلت إليه الطلبة من الآفاق قال شيخه الربيع استفدنا من ابن خزيمة أكثر مما استفاد منا وكان متقللا له قميص واحد دائما فإذا جدد آخر وهب ما كان عليه نقل عنه الرافعي في مواضع منها أنه إن رجع في الأذان ثنى الإقامة وإلا أفردها ومنها أن الركعة لا تدرك بالركوع ( 311 )
    9 - ومحمد بن محمد بن سليمان الحافظ الكبير أبو بكر بن الباغندي أحد أئمة الحديث في ذي الحجة ببغداد وله بضع وتسعون سنة روى عن علي بن المديني وشيبا بن فروخ وطوف بمصر والشام والعراق روى أكثر حديثه من حفظه قال القاضي أبو بكر الأبهري سمعته يقول أجبت في ثلثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقال الأسماعيلي لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا وقال الخطيب رأيت كافة شيوخنا يحتجون به وقال في المغني قال ابن عدي أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب وكان مدلسا ( 311 )
    10 - أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحق بن مهران السراج الحافظ صاحب التصانيف روى عن قتيبة وإسحاق وخلق وعنه الشيخان خارج صحيحيهما وكان إمام هذا الشأن قال أبو إسحاق المزكي سمعته يقول ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألف ختمة وضحيت عنه اثني عشر ألف أضحية قال محمد بن أحمد الدقاق رأيت السراج يضحي كل أسبوع وأسبوعين أضحية ثم يجمع أصحاب الحديث عليها وقد ألف السراج مستخرجا على صحيح مسلم وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر عاش سبعا وتسعين سنة ( 313 )
    11 - ومحمد بن المسيب الأرغياني الحافظ الجوال الزاهد المفضال شيخ نيسابور الإسفنجي روى عن محمد بن رافع وبندار ومحمد بن هاشم البعلبكي وطبقتهم وكان يقول ما أعلم منبرا من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث وقال كنت أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء في الجزء ألف حديث قال الحاكم كان دقيق الخط وكان هذا كالمشهور من شأنه وعاش اثنتين وتسعين سنة قال ابن ناصر الدين حدث عن خلق وعنه خلق وكان من العباد المجتهدين والزهاد البكائين ( 315 )
    12 - أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث الحافظ السجستاني ابن الحافظ ولد بسجستان سنة ثلاثين ومائتين ونشأ بنيسابور وغيرها وسمع من محمد بن أسلم الطوسي وعيسى بن زغبة وخلائق بخراسان والشام والحجاز ومصر والعراق وأصبهان وجمع وصنف وكان عنده عن أبي سعيد الأشج ثلاثون ألف حديث وحدث بأصبهان من حفظه بثلاثين ألف حديث وقال ابن شاهين كان ابن أبي داود يملي علينا من حفظه وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر وبيده كتاب يقول له حديث كذا فيسرد من حفظه حتى يأتي على المجلس وقال محمد بن عبد الله بن الشخير كان زاهدا ناسكا وقال عبد الأعلى بن أبي بكر بن أبي داود صلي على أبي ثمانين مرة وممن روى عنه ابن المظفر والدارقطني وأبو أحمد الحاكم غيرهم وقال في المغني عبد الله بن سليمان السجستاني ثقة كذبه أبوه في غير حديث ( 316 )
    13 - أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الاسفراييني الحافظ صاحب الصحيح المسند رحل إلى الشام والحجاز واليمن ومصر والجزيرة والعراق وفارس وأصبهان وروى عن يونس بن عبد الأعلى وعلى بن حرب وطبقتهما وعنه أبو علي النيسابوري والطبراني ثقة جليل وعلى قبره مشهد باسفرائين وكان مع حفظه فقيها شافعيا إماما ( 316 )
    14 - البغوي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ليلة عيد الفطر ببغداد وله مائة وثلاث سنين وشهر وكان محدثا حافظا مجودا مصنفا انتهى إليه علو الإسناد في الدنيا فإنه سمع في الصغر بعناية جده لأمه أحمد بن منيع وعمه علي بن عبد العزيز وحضر مجلس عاصم بن علي وروى الكثير عن علي بن الجعد ويحيى الحماني وأبي نصر التمار وعلي بن المديني وخلق وأول ما كتب الحديث سنة خمس وعشرين ومائتين وكان ناسخاً مليح الخط نسخ الكثير لنفسه ولجده وعمه ( 317 )
    15 - أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري صاحب البخاري وقد سمع من علي بن خشرم لما رابط بفرير وكان ثقة ورعا توفي في شوال وله تسع وثمانون سنة وكانت ولادته سنة إحدى وثلاثين ومائتين ورحل إليه الناس وسمعوا منه صحيح البخاري وهو أحسن من روى الحديث عن البخاري وفربر بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وفي آخره راء ثانية وهي بليدة على طرف جيجون مما يلي بخارى ( 320 )
    16 - أبو جعفر محمد بن عمروالعقيلي الحافظ صاحب الجرح والتعديل عداده في أهل الحجاز روى عن إسحق الدبري وأبي إسمعيل الترمذي وخلق وعنه أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي وأبو بكر بن المقرى قال الحافظ أبو الحسن القطان أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم بالحفظ وتوفي بمكة في شهر ربيع الأول ( 322 )
    17 - الحافظ أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب الكندي المصعبي المروزي روى عن محمود بن آدم وطائفة وهو أحد الوضاعين الكذابين مع كونه كان محدثا إماما في السنة والرد على المبتدعة قاله في العبر وقال ابن ناصر الدين في بديعته
    كالواضع الموهن المكذب @@@ ذاك الفقيه أحمد بن مصعب ( 323 )
    18 - إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد أبو علي الأمير أبو إسحاق الهاشمي في المحرم وهو آخر من روى الموطأ عن أبي مصعب ( 325 )
    19 - توفي عبد الرحمن بن أبي حاتم واسم أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحافظ العلم الثقة أبو محمد بن الحافظ الجامع التميمي الرازي توفي بالري وقد قارب التسعين رحل به أبوه في سنة خمس وخمسين ومائتين فسمع من أبي سعيد الأشج والحسن بن عرفة وطبقتهما وروى عنه حسينك التميمي وأبو أحمد الحاكم وغيرهما قال أبو يعلى الخليلي أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار ثم قال وكان زاهدا بعد من الأبدال وقال ابن الأهدل هو صاحب الجرح والتعديل والعلل والمبوب على أبواب الفقه وغيرها ( 327 )
    20 - الحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكفوي الشيعي أحد أركان الحديث سمع من الحسن بن علي بن عفان ويحيى بن أبي طالب وخلق لا يحصون ومنه الطبراني وابن عدي والدراقطني وغيرهم ولم يرحل إلى غير الحجاز وبغداد لكنه كان آية من الآيات في الحفظ حتى قال الدارقطني اجمع أهل بغداد إنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمن ابن عقدة احفظ منه وسمعته يقول أنا أجيب في ثلثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم وروى عن أبن عقدة قال احفظ مائة ألف حديث بإسنادها وإذاكر بثلثمائة ألف حديث وقال أبو سعيد الماليني تحول ابن عقدة مرة فكانت كتبه ستمائة حمل قال في العبر قلت ضعفوه واتهمه بعضهم بالكذب وقال أبو عمران حيوية كان يملى مثالب الصحابة فتركته انتهى . وعقدة لقب أبيه ( 332 )
    21 - أبو علي اللؤلؤي محمد بن أحمد بن عمرو البصري راوية السنن عن أبي داود لزم أبا داود مدة طويلة يقرأ السنن للناس ( 333 )
    22 - توفي الحافظ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري الصغير روى عن ابن الضريس وطبقته قال الحاكم كان واحد عصره في الحفظ والوعظ خرج صحيحا على وضع مسلم وهو ثقة ( 339 )
    23 - أحمد بن عيسى بن جمهور الخشاب أبو عيسى ببغداد روى أحاديث عن عمر بن شبة وبعضها غرائب رواها عنه ابن رزقويه وعمر مائة سنة قال الذهبي في كتابه المغني في الضعفاء أحمد بن عيسى التنيسي الخشاب عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي قال الدارقطني ليس بالقوي وأسرف ابن طاهر فقال كذاب يضع الحديث قلت نعم رأيت للخشاب في موضوعات ابن الجوزي الأمناء ثلاثة أنا وجبريل ومعوية فصدق ابن طاهر ( 344 )
    24 - علي بن إبراهيم بن سلمة الحافظ العلامة الثقة الجامع أبو الحسن القزويني القطان الذي روى عن ابن ماجه سننه رحل إلى العراق واليمن وروى عن أبي حاتم الرازي وطبقته كابن ماجه وعنه الزبير بن عبد الواحد وابن لال وغيرهما قال الخليلي أبو الحسن شيخ عالم بجميع العلوم التفسير والفقه والنحو واللغة وفضائله أكثر من أن تعد سرد الصوم ثلاثين سنة وكان يفطر على الخبز والملح وسمعت جماعة من شيوخ فزوين يقولون لم ير أبو الحسن مثل نفسه في الفضل والزاهد ( 345 )
    25 - أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب المروزي محدث مرو وشيخها ورئيسها توفي في رمضان وله سبع وتسعون سنة روى جامع الترمذي عن مؤلفة وروى عن سعيد بن مسعود صاحب النضر بن شميل وأمثاله ( 346 )
    26 - أبو بكر بن داسة البصري التمار محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق راوي السنن عن أبي داود ( 346 )
    27 - العلامة أبو الوليد حسان بن محمد القرشي الأموي النيسابوري الفقيه شيخ الشافعية بخراسان وصاحب ابن سريج صنف التصانيف وكان بصيرا بالحديث وعلله خرج كتابا على صحيح مسلم روى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقته وعنه الحاكم وغيره وهو ثقة أثنى عليه غير واحد وهو صاحب وجه في المذهب وقال فيه الحاكم هو إمام أهل الحديث بخراسان وأزهد من رأيت من العلماء وأعبدهم توفي في ربيع الأول عن اثنتين وتسعين سنة ( 349 )
    28 - أبو أحمد العسال القاضي واسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم قاضي أصبهان سمع محمد بن أسد المديني وأبي بكر بن أبي عاصم وطبقتهما ورحل وجمع وصنف وكان من أئمة هذا الشأن قال أبو نعيم الحافظ كان من كبار الحفاظ وقال ابن مندة كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبى أحمد العسال وقال ابن ناصر الدين كان حافظا كبيرا متقنا وقال في العبر قلت توفي في رمضان وله نحو من ثمانين سنة أو أكثر وقال ابن درباس وروى عنه أولاده أبو عامر وأبو جعفر أحمد وابراهيم والعباس وأبو بكر عبد الله وابن مندة وأبو نعيم الحافظ وهو أحد الأئمة في الحديث فهما واتقانا وأمانة وقال أبو بكر بن علي هو ثقة مأمون قال أبو يعلى في الإرشاد له أبو أحمد العسال حافظ متقن عالم بهذا الشأن ( 349 )
    29 - أبو القاسم خالد بن سعد الأندلسي القرطبي الحافظ كان ينظر بيحيى بن معين وكان أحد أركان الحديث بالأندلس سمع بعد سنة ثلثمائة من جماعة منهم محمد بن فطيس وسعيد بن عثمان الأعناقي ومنه قاسم بن محمد وغيره وكان إماما حجة مقدما على حفاظ زمانه عجبا في معرفة الرجال والعلل وقيل كان يحفظ الشيء من مرة ورد أن المنتصر بالله الحكم قال إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد ابن سعد ( 352 )
    30 - أبو علي بن السكن الحافظ الكبير سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن المصري صاحب التصانيف وأحد الأئمة سمع بالعراق والشام والجزيرة وخراسان وما وراء النهر من أبي القاسم البغوي وطبقته كالفربري وابن جوصا وممن روى عنه ابن منده وعبد الغني بن سعيد وكان ثقة حجة توفي في المحرم وله تسع وخمسون سنة ( 353 )
    31 - العالم الحبر والعلامة البحر أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ التميمي البستي الشافعي صاحب الصحيح كان حافظا ثبتا إماما حجة أحد أوعية العلم صاحب التصانيف سمع أبا خليفة الجمحي والنسائي وطبقتهما ومنه الحاكم وطبقته واشتغل بخراسان والشام والعراق ومصر والجزيرة وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغير ذلك حتى الطب والنجوم والكلام ولي قضاء سمرقند ثم قضاء نسا وغاب دهرا عن وطنه ثم رد إلى بست وتوفي بها في شوال وهو في عشر الثمانين قال الخطيب كان ثقة نبيلا وقال ابن ناصر الدين له أوهام أنكرت فطعن عليه بهفوة منه بدرت ولها محمل لو قبلت وقال الأسنوي أبو حاتم محمد بن حبان بكسر الحاء المهملة بعدها باء موحدة البستي بباء موحدة مضمومة وسين مهملة ساكنة وبالتاء بنقطتين من فوق الإمام الحافظ مصنف الصحيح وغيره رحل إلى الآفاق كان من أوعية العلم لغة وحديثا وفقها ووعظا ومن عقلاء الرجال
    قاله الحاكم وقال ابن السمعاني كان إمام عصره تولى قضاء سمرقند مدة وتفقه به الناس ثم عاد إلى نيسابور وبنى بها خانقاه ثم رجع إلى وطنه وانتصب بها لسماع مصنفاته إلى أن توفي ليلة الجمعة لثمان بقين من شوال قلت وأكثر نقاد الحديث على أن صحيحه أصح من سنن ابن ماجة ( 354 )
    32 - أبو بكر الشافعي محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي البزار صاحب الغيلانيات في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة وهو صاحب الغيلانيات وابن غيلان آخر من روى عنه تلك الأجزاء التي هي في السماء علوا روى عن موسى بن سهل الوشا ومحمد بن شداد المسمعي وابن أبي الدنيا وأكثر
    وعنه الدارقطني وعمر بن شاهين وأبو طالب بن غيلان وخلق قال الخطيب كان ثقة ثبتا حسن التصنيف وقال الدارقطني هو الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال وقال الخطيب أيضا لما منعت الديلم الناس من ذكر فضائل الصحابة وكتبوا السب على أبواب المساجد كان يعتمد إملاء أحاديث الفضائل في الجامع ( 354 )
    33 - الحافظ أبو بكر الجعابي محمد بن عمر بن أحمد بن سلم التميمي البغدادي سمع يوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن الحسن بن سماعة وطبقتهما ومنه الدارقطني وابن شاهين وأبو عبد الله الحاكم وكان حافظا مكثرا وصنف الكتب وتوفي في رجب وله اثنتان وسبعون سنة وكان عديم المثل في حفظه قال القاضي أبو عمر الهاشمي سمعت الجعابي يقول أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر ستمائة ألف حديث قال الدارقطني ثم خلط ثم ذكر وهو شيعي قيل كان يترك الصلاة نسأل الله العفو وقال ابن ناصر الدين كان شيعيا رمي بالشرب وغيره وقال بن بردس كان حافظا مكثرا غير أنه اتهم بقلة الدين من ترك الصلاة وليس هذا موضع ذكره لأن فيه كلاما كثيرا يضيق هذا الموضع عنه وقال في المغني مشهور محقق لكنه رقيق الدين تالف ( 355 )
    34 - محدث الأندلس محمد بن معاوية بن عبد الرحمن أبو بكر الأموي المرواني القرطبي المعروف بابن الأحمر روى عن عبيد الله بن يحيى وخلق وفي الرحلة عن النسائي والفريابي وأبي خليفة الجمحي ودخل الهند للتجارة فغرق له ما قيمته ثلاثون ألف دينار ورجع فقيرا وكان ثقة توفي في رجب وكان عنده السنن الكبير للنسائي ( 358 )
    35 - الحافظ العلم مسند العصر الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب ابن مطير اللخمي في ذي القعدة في أصبهان وله مائة سنة وعشرة أشهر وكان ثقة صدوقا واسع الحفظ بصيرا بالعلل والرجال والأبواب كثير التصانيف وأول سماعه في سنة ثلاث وسبعين ومائتين بطبرية المنسوب إليها ورحل أولا إلى القدس سنة أربع وسبعين ثم رحل إلى قيسارية سنة خمس وسبعين فسمع من أصحاب محمد بن يوسف الفريابي ثم رحل الى حمص وجبلة ومدائن الشام وحج ودخل اليمن ورد إلى مصر ثم رحل إلى العراق وأصبهان وفارس روى عن أبي زرعة الدمشقي وإسحق الديري وطبقتهما كالنسائي وعنه من شيوخه أبو خليفة الجمحي وابن عقدة وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسين بن فاذ شاه وغيرهم قال ابن خلكان وعدد شيوخه ألف شيخ وله المصنفات الممتعة النافعة الغريبة منها المعاجم الثلاثة الكبير والأوسط والصغير وهو أشهر كتبه وروى عنه الحافظ أبو نعيم والخلق الكثير ومولده سنة ستين ومائتين بطبرية الشام وسكن أصبهان إلى أن توفي بها نهار السبت ثامن عشرى القعدة سنة ستين وثلثمائة
    وقال ابن ناصر الدين هو مسند الآفاق ثقة له المعاجم الثلاثة المنسوبة إليه وكان يقول عن الأوسط هو روحي لأنه تعب عليه (360 )
    36 - الآجري الإمام أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي المحدث الثقة الضابط صاحب التصانيف والسنة كان حنبليا وقيل شافعيا وبه جزم الأسنوي وابن الأهدل سمع أبا مسلم الكجي وابا شعيب الحراني وطائفة ومنه أبو الحسن الحماني وأبو الحسين ابن بشران وأبو نعيم الحافظ وصنف كثيرا جاور بمكة وتوفي بها قيل إنه لما دخلها فأعجبته قال اللهم ارزقني الإقامة بها سنة فهتف به هاتف بل ثلاثين سنة فعاش بها ثلاثين سنة ثم مات بها في أول المحرم والآجري بضم الجيم نسبة إلى قرية من قرى بغداد (360 )
    37 - أبو بكر بن السني الحافظ أحمد بن محمد بن إسحق بن إبراهيم الدينوري صاحب كتاب عمل اليوم والليلة ورحل وكتب الكثير وروى
    عن النسائي وأبي خليفة وطبقتهما قال ابن ناصر الدين اختصر سنن النسائي وسماه المجتبي قال ابنه أبو علي الحسن كان أبي رحمه الله يكتب الأحاديث فوضع القلم في أنبوبة المحبرة ورفع يديه يدعو الله عز وجل فمات ( 364 )
    38 - ابن عدي الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد ويعرف بابن القطان الجرجاني مصنف الكامل قال ابن قاضي شهبة هو أحد الأئمة في الأعلام وأركان الإسلام طاف البلاد في طلب العلم وسمع الكبار له كتاب الانتصار على مختصر المزني وكتاب الكامل في معرفة الضعفاء والمتروكين وهو كامل في بابه كما سمي وقال ابن عساكر كان ثقة على لحن فيه وقال الذهبي كان لا يعرف العربية مع عجمة فيه وأما في العلل والرجال فحافظ لا يجارى ولد سنة سبع وسبعين ومائتين ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلثمائة
    انتهى كلام ابن قاضي شهبة في طبقاته وقال ابن ناصر الدين سمع خلقا يزيدون على ألف ( 365 )
    39 - أبو بكر القطيعي أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي مسند العراق وكان يسكن بقطيعة الدقيق فنسب إليها روى عن عبد الله بن الإمام أحمد المسند وسمع من الكديمي وإبراهيم الحربي والكبار توفي في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة وكان شيخا صالحاً ( 368 )
    40 - أبو القاسم الآبندوني بألف ممدودة وفتح الباء الموحدة وسكون النون وضم المهملة نسبة إلى آبندون من قرى جرجان واسمه عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني الحافظ سكن بغداد وحدث عن أبي خليفة والحسن بن سفيان وطبقتهما وهو ثقة ثبت قال الحاكم كان أحد أركان الحديث وقال البرقاني كان محدثا زاهدا متقللا من الدنيا لم يكن يحدث غير واحد لسوء أدب الطلبة وحديثهم وقت السماع عاش خمسا وتسعين سنة وممن حدث عنه الرماني وأبو العلاء الواسطي ( 368 )
    41 - أبو أحمد الجلودي بضمتين وقيل بفتح الجيم نسبة إلى الجلود محمد ابن عيسى بن عمرويه النيسابوري راوية صحيح مسلم عن ابن سفيان الفقيه سمع من جماعة ولم يرحل قال الحاكم هو من كبار عباد الصوفية وكان ينسخ بالأجرة ويعرف مذهب سفيان وينتحله توفي في ذي الحجة وله ثمانون سنة ( 368 )
    42 - الحافظ الكبير أبو بكر غندر محمد بن جعفر البغدادي الوراق الثقة كان رحالا جوالا توفي بأطراف خراسان غريبا سمع بالشام والعراق ومصر والجزيرة روى عن الحسن بن شبيب المعمري ومحمد بن محمد الباغندي وطبقتهما وعنه الحاكم وأبو نعيم وغيرهما قال الحاكم دخل إلى أرض الترك وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة ( 370 )
    43 - الإسماعيلي الحبر الإمام الجامع أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ابن العباس الجرجاني الحافظ الفقيه الشافعي ذو التصانيف الكبار في الحديث والفقه يجرجان في غرة رجب وله أربع وتسعون سنة اول سماعه في سنة تسع وثمانين ورحل في سنة أربع وتسعين وسمع من يوسف بن يعقوب القاضي وإبراهيم بن زهير الحلواني وطبقتهما وعنه الحاكم والبرقاني وحمزة اليمني قال الحاكم كان الإسماعيلي أوحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرياسة والمروءة والسخاء ( 371 )
    44 - أبو زيد المروزي الإمام الشافعي الفاشاني بفاء وشين معجمة ونون نسبة إلى فاشان قرية من قرى مرو واسمه محمد بن أحمد بن عبد الله الزاهد حدث بالعراق ودمشق ومكة وروى الصحيح عن الفربري ومات بمرو في رجب وله سبعون سنة قال الحاكم كان من أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظرا وأزهدهم في الدنيا سمعت أبا بكر البزار يقول عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة
    وقال الخطيب حدث بصحيح البخاري عن الفربري وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب وعنه أخذ أبو بكر القفال المروزي وفقهاء مرو وكان من أزكى الناس قريحة جاور بمكة سبع سنين وقال ابن الأهدل كان أول أمره فقيرا ثم بسطت عليه الدنيا عند كبره وسقوط أسنانه وانقطاعه عن الجماع فقال مخاطبا لها لا أهلا بك ولا سهلا أقبلت حين لا ناب ولا نصاب ومات وله تسعون سنة ( 371 )
    45 - أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد بن أحمد بن إسحق النيسابوري الكراييسي الحافظ الثقة المأمون أحد أئمة الحديث وصاحب التصانيف روى عن ابن خزيمة والباغندي ومحمد بن المجدر وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن الفيض الغساني وطبقتهم وأكثر الترحال وكتب ما لا يوصف قال الحاكم بن البيع أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة توفي في شهر ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة صنف على الصحيحين وعلى جامع الترمذي وألف كتاب الكنى وكتاب العلل وكتاب الشروط والمخرج على كتاب المزني وولي قضاء الشاش ثم قضاء طوس ثم قدم نيسابور ولزم مسجده وأقبل على العبادة والتصنيف وكف بصره قبل موته بسنتين وهذا غير صاحب المستدرك بل هو شيخ ذاك وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى ( 378 )
    46 - عبد الله بن أحمد بن حموية بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي المحدث الثقة روى عن الفربري صحيح البخاري وروى عن عيسى بن عمر السمرقندي كتاب الدارمي وروى عن إبراهيم بن خريم مسند عبد بن حميد وتفسيره وتوفي في ذي الحجة وله ثمان وثمانون سنة ( 381 )
    47 - الدارقطني بفتح الراء وضم القاف وسكون الطاء نسبة إلى دار القطن محلة ببغداد وهو أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود البغدادي الإمام الحافظ الكبير شيخ الإسلام إليه النهاية في معرفة الحديث وعلومه وكان يدعى فيه أمير المؤمنين وقال في العبر الحافظ المشهور صاحب التصانيف توفي في ذي القعدة وله ثمانون سنة روى عن البغوي وطبقته ذكره الحاكم فقال صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع إماما في القراءات والنحو صادفته فوق ما وصف لي وله مصنفات يطول ذكرها وقال الخطيب كان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث منها القراءات وقد صنف فيها مصنفا ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري ومنها المعرفة بالأدب والشعر فقيل أنه كان يحفظ دواوين جماعة وقال أبو ذر الهروي قلت للحاكم هل رأيت مثل الدارقطني فقال هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا وقال البرقاني كان الدارقطني يملي على العلل من حفظه وقال القاضي أبو الطيب الطبري الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث
    وقال ابن قاضي شهبة قال الحاكم صار أوحد أهل عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في النحو والقراءة وأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله توفي ببغداد ودفن قريبا من معروف الكرخي قال ابن ماكولا رأيت في المنام كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي ذاك يدعى في الجنة بالإمام ( 385 )
    48 - أبو بكر الجوزقي بالجيم والزاي نسبة إلى جوزق كجعفر قرية بنيسابور وأخرى بهراة محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الحافظ المعدل شيخ نيسابور ومحدثها ومصنف الصحيح روى عن السراج وأبي حامد بن الشرقي
    وطبقتهما ورحل إلى أبي العباس الدغولي وإلى ابن الأعرابي وإسماعيل الصفار قال الحاكم انتقيت له فوائد في عشرين جزءا ثم ظهر بعدها سماعه من السراج واعتنى به خاله المزكي وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة وقال ابن ناصر الدين من مصنفاته كتاب الصحيح المخرج على كتاب مسلم وكتاب المتفق والمفترق الكبير في نحو ثلثمائة جزء خطير ( 388 )
    49 - أبو الهيثم الكشميهني بالضم والسكون والكسر وتحتية وفتح الهاء نسبة إلى كشميهن قرية بمرو محمد بن مكي المروزي راوية البخاري عن الفربري توفي يوم عرفة وكان ثقة وله رسائل أنيقة ( 389 )
    50 - أبو نصر الكلاباذي نسبة إلى كلاباذ محلة ببخارى الحافظ المشهور أحمد بن محمد بن الحسين أخذ عن الهيثم بن كليب الشاشي وعبد المؤمن بن خلف النسفي وطبقتهما وعنه المستغفري وقال هو أحفظ من بما وراء النهر اليوم ووثقه الدارقطني وصنف رجال صحيح البخاري وغيره وعاش خمسا وسبعين سنة ( 398 )
    51 - أبو مسعود الدمشقي إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ مؤلف أطراف الصحيحين روى عن عبد الله بن محمد بن السقا وأبي بكر بن المقرئ وطبقتهما وكان عارفا بهذا الشأن ومات كهلا فلم ينشر حديثه توفي في رجب ( 400 )

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    4 - الفوائد التفسيرية والقرآنية
    1- إبراهيم بن إسحاق النيسابوري أبو إسحاق الأنماطي هو حافظ ثبت رحال وهو صاحب التفسير روى عن إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وكان الإمام أحمد ينبسط في منزله ويفطر عنده ( 303 )
    2 - الحبر البحر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة سمع إسحاق بن إسرائيل ومحمد بن حميد الرازي وطبقتهما وكان مجتهدا لا يقلد أحدا قاله في العبر قال إمام الأئمة ابن خزيمة ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير وقال أبو حامد الأسفرائني الفقيه لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا وكذلك أثنى ابن تيمية على تفسيره للغاية ومولده بآمل طبرستان سنة أربع وعشرين ومائتين وتوفي ليومين بقي من شوال وكان ذا زهد وقناعه وتوفي ببغداد وممن أخذ عنه العلم محمد الباقرحي والطبراني وخلق قال الخطيب كانت الأئمة تحكم بقوله وترجع إلى رأيه لمعرفته وفضله جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره وذكر له ترجمة طويلة ( 310 )
    3 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ المقرى ء أحد أئمة الأداء قرأ على محمد بن يحيى الكسائى الصغير وإسمعيل بن عبد الله النحاس وطائفة كثيرة وعنى بالقراءات أتم عناية وروى الحديث عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي و محمد بن الحسين الحنيني وتصدر للأقراء ببغداد وقد امتحن في سنة ثلاث وعشرين كما مر وكان مجتهداً فيما فعل رحمه الله قاله في العبر
    وقال ابن خلكان كان من مشاهير القراء وأعيانهم وكان دينا وفيه سلامة صدر وفيه حمق وقيل إنه كان كثير اللحن قليل العلم وتفرد بقراءت شواذ وكان يقرأ بها في المحراب فأنكرت عليه وبلغ ذلك الوزير ابن مقلة الكاتب المشهور وقيل له إنه يغير حروفا من القرآن ويقرأ بخلاف ما أنزل فاستحضر في أول شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة واعتقله في داره أياما فلما كان يوم الأحد سابع الشهر المذكور استحضر الوزير المذكورالقاضي أبا الحسين عمر بن محمد وأبا بكر أحمد بن موسى ابن العباس بن مجاهد المقرى ء وجماعة من أهل القرآن واحضر ابن شنبوذ المذكور ونوظر بحضرة الوزير فأغلظ في الجواب للوزير والقاضي وأبى بكر بن مجاهد ونسبهم إلى قلة المعرفة وعيرهم بأنهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر واستصبى أبا الحسين المذكور فأمر الوزير أبو علي بضربه فأقيم
    فضرب سبع درر فدعا وهو يضرب على الوزير بأن يقطع الله يده ويشتت شمله فكان الأمر كذلك ثم أوقفوه على الحروف التي كان يقرأ بها فأنكر ما كان شنيعا وقال فيما سواه إنه قرأ قوم فاستتابوه فتاب وقال إنه قد رجع عما كان يقرؤه وإنه لا يقرأ إلا بمصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وبالقراءة المتعارفة التي يقرأ بها الناس فكتب الوزير عليه محضرا بما قاله وأمره أن يكتب خطه في آخره فكتب ما يدل على توبته ونسخة المحضر سئل محمد بن أحمد المعروف بابن شنبوذ عما حكى عنه أنه يقرؤه وهو( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأمضوا إلى ذكر الله ) فاعترف به وعن ( وتجعلون شكر كم أنكم تكذبون ) فاعترف به وعن ( فاليوم ننجيك ببدنك) فاعترف به وعن (تبت يدا أبي لهب وقد تب ) فاعترف به وعن ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) فاعترف به وعن (ولتكن منكم فئة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم وأولئك هم المفلحون ) فاعترف به وتاب عن ذلك وكتب الشهود الحاضرون شهادتهم في المحضر حسبما سمعوه من لفظه وكتب ابن شنبوذ بخطه ما صورته يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ ما في هذه الرقعة صحيح وهو قولي واعتقادي وأشهد الله عز وجل وسائر من حضر على نفسي بذلك ومتى خلفت ذلك أوبان مني غيره فأمير المؤمينن في حل من دمي وسعة وذلك يوم الأحد سابع ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة وشنبوذ بفتح الشين المعجمة والنون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وبعدها ذال معجمة ( 328 )
    4 - إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي المقرى ء مقرى ء أهل الشام في زمانه قرأ على قنبل وهرون الأخفش وعثمان بن خرزاذ وصنف كتابا في القراءات الثمان وروى الحديث عن أبي أمية الطرسوسي وقيل توفي في السنة الآتية ( 338 )
    5 - أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ بالألحان حدث عن أحمد بن عبيد بن ناصح وجماعة وقيل إنه خلط قبل موته( 348 )
    6 - أبو بكر النقاش محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي المقرئ المفسر صاحب التصانيف في التفسير والقراآت روى عن أبي مسلم الكجى وطائفة وقرأ على أصحاب ابن ذكوان والبزي ورحل ما بين مصر إلى ما وراء النهر وعاش خمسا وثمانين سنة ومع جلالته في العلم ونبله فهو ضعيف متروك الحديث قال الذهبي في المغني مشهور اتهم بالكذب وقد أتى في تفسيره بطامات وفضائح وهو في القراءات أمثل ( 351 )
    7 - أبو سعيد بن أبي عثمان الحيري واسمه أحمد بن محمد بن الزاهد أبي عثمان سعيد الحيري النيسابوري شهيدا بطرسوس وله خمس وستون سنة روى عن الحسن ابن سفيان وطبقته وصنف التفسير الكبير والصحيح على رسم مسلم وغير ذلك قال ابن ناصر الدين كان حافظا شجاعا له التفسير الكبير والصحيح على مسلم خرج يعسكر للجهاد مريدا فقتل بطرسوس شهيدا ( 353 )
    8 - الإمام الحافظ الثبت الثقة أبو الشيخ وأبو محمد عبد الله بن محمد ابن جعفر ابن حيان الأصبهاني صاحب التصانيف في سلخ المحرم وله خمس وتسعون سنة وأول سماعه في سنة أربع وثمانين ومائتين من إبراهيم بن سعدان وابن أبي عاصم وطبقتهما ورحل في حدود الثلثمائة وروى عن أبي خليفة وأمثاله بالموصل وحران والحجاز والعراق وممن روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي والماليني وأبو نعيم وابن مردويه وقال ابن مردويه هو ثقة مأمون وصنف التفسير والكتب الكثيرة في الأحكام وغير ذلك وقال الخطيب كان حافظا ثبتا متقنا وقال غيره كان صالحا عابدا قانتا لله كبير القدر ( 369 )
    9 - المطوعي أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المقرئ نزيل اصطخر وأسند من في الدنيا في القراءات قرأ القراءات على أصحاب الدوري وخلف وابن ذكوان والبزي وحدث عن أبي خليفة والحسن بن المثنى وضعفه ابن مردويه وقال أبو نعيم لين في روايته وقال في العبر عاش مائة سنة وسنتين قال الخزاعي كان أبوه سعيد واعظا محدثا ( 371 )
    10 - أحمد بن الحسين بن مهران الأستاذ أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري المقرئ العبد الصالح مجاب الدعوة ومصنف كتاب الغاية في القراءة قرأ بدمشق على أبي النضر الأخرم وببغداد على النقاش وأبي الحسن بن بويان وطائفة وسمع من السراج وابن خزيمة وطبقتهما قال الحاكم كان إمام عصره في القراءات وأعبد الناس ممن رأينا في الدنيا وكان مجاب الدعوة توفي في شوال وله ست وثمانون سنة وله كتاب الشامل في القراءات وهو كتاب كبير ( 381 )
    11 - أبو حفص بن شاهين عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي الواعظ المفسر الحافظ صاحب التصانيف وأحد أوعية العلم توفي بعد الدارقطني بشهر وكان أكبر من الدارقطني بتسع سنين سمع من الباغندي ومحمد بن المجدر والكبار ورحل إلى الشام والبصرة وفارس قال أبو الحسين بن المهتدي بالله قال لنا ابن شاهين صنفت ثلثمائة وثلاثين مصنفا منها التفسير الكبير ألف جزء والمسند ألف وثلثمائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءا قال ابن أبي الفوارس ابن شاهين ثقة مأمون جمع وصنف ما لم يصنفه أحد وقال محمد بن عمر الداودي كان ثقة بحاثا وكان لا يعرف الفقه ويقول أنا محمدي المذهب ( 385 )
    12 - أبو الفرج الشنبوذي محمد بن أحمد بن إبراهيم المقرئ غلام ابن شنبوذ قرأ عليه القراءات وعلي ابن مجاهد وجماعة واعتنى بهذا الشأن وتصدر للإقراء وكان عارفا بالتفسير وكان يقول احفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن تكلم فيه الدارقطني ( 388 )

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    5 - الفوائد اللغوية والنحوية
    1 - وفيها على الصحيح أوفي سنة إحدى عشرة أو ست عشرة أبو إسحق إبراهيم أبن محمد بن السري بن سهل الزجاج النحوي قال ابن خلكان كان من أهل العلم والأدب والدين المتين وصنف كتابا في معاني القرآن وله كتاب الأمالي وكتاب ما فسر من جمع المنطق وكتاب الإشتقاق وكتاب العروض وكتاب النوادر وكتاب الأنواء وغيرها وأخذ الأدب عن المبرد وثعلب وكان يخرط الزجاج ثم تركه واشتغل بالأدب فنسب إليه واختص بصحبة الوزير عبيد الله بن سليمان وعلم ولده القاسم الأدب ولما استوزر القاسم أفاد بطريقته مالا جزيلا
    وحكى أبو على الفارسي النحوي قال دخلت مع شيخنا أبي إسحاق على القاسم بن عبيد الله الوزير فورد الخادم فساره بسر فاستبشرله ثم نهض فلم يكن بأسرع من أن عاد وفي وجهه أثر الوجوم فسأله شيخنا عن ذلك فقال له كانت تختلف إلينا جارية لأحدى القينات فسمتها أن تبيعني إياها فامتنعت من ذلك ثم أشار عليها أحد من ينصحها بأن تهديها إلى رجاء أن أضاعف لها ثمنها فلما جاءت أعلمني الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لأفتضاضها فوجدتها قد حاضت فكان مني ما ترى فأخذ شيخنا الدواة وكتب
    فارس ماض بحربته @@@ حاذق بالطعن بالظلم
    رامَ أن يدمي فريسته @@@ فاتقته من دم بدم ( 310 )
    2 - وعلى بن عبد الحميد الغضايري نسبة إلى الغضار بالغين المعجمة وهو الإناء الذي يؤكل فيه أبو الحسن بحلب في شوال روى عن بشر بن الوليد والقواريري وعدة وقال حججت من حلب ماشيا أربعين حجة ( 313 )
    3 - العلامة أبو بكر بن السراج واسمه محمد بن السري البغدادي النحوي صاحب الأصول في العربية له مصنفات كثيرة منها شرح كتاب سيبويه أخذ عن المبرد وغيره وأخذ عنه السيرافي وغيره ونقل عنه الجوهري في صحاحه قال في العبر كان مغرى بالطرب والموسيقى وقال ابن الأهدل من شعره
    ميزت بين جمالها وفعالها @@@ فإذا الملاحة بالجناية لا تفي
    حلفت لنا أن لا تخون عهودنا @@@ وكأنما حلفت لنا أن لا تفي
    والله لا كلمتها ولو أنها @@@ كالبدر أو كالشمس أو كالمتكفي
    قال اليافعي يحسن استعارة هذه الأبيات لوصف الدنيا ( 316 )
    4 - نفطويه النحوي أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي الواسطي صاحب التصانيف روى عن شعيب بن أيوب الصريفيني وطبقته وعاش ثمانين سنة وكان كثير العلم واسع الرواية صاحب فنون ولد سنة أربع وأربعين أو سنة خمسين ومائتين بواسط وسكن بغداد ومات بها يوم الأربعاء لست خلون من صفر بعد طلوع الشمس بساعة ودفن ثاني يوم بباب الكوفة قال ابن خالويه ليس في العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سوى نفطويه ومن شعره ما ذكره أبو علي القالي في كتاب الأمالي وهو
    قلبي أرق عليك من خديكا @@@ وقواي أوهى من قوى جفنيكا
    لم لا ترق لمن يعذب نفسه @@@ ظلما ويعطفه هواه عليكا
    وفيه يقول أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن الحسين الواسطي المتكلم المشهور صاحب كتاب الإمامة وكتاب إعجاز القرآن الكريم وغيرهما
    من سره أن لا يرى فاسقا @@@ فليجتهد أن لا يرى نفطويه
    أحرقه الله بنصف اسمه @@@ وصير الباقي صراخا عليه
    وتوفي أبو عبد الله محمد المذكور سنة سبع وقيل ست وثلثمائة ونفطويه بكسر النون وفتحها والكسر أفصح قال الثعالبي لقب نفطويه لدمامته وأدمته تشبيها له بالنفط وزيد ويه نسبة إلى سيبويه لأنه كان يجري على طريقته ويدرس كتابه ( 323 )
    5 - الإمام العلامة ابن الأنباري أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار النحوي اللغوي صاحب المصنفات وله سبع وخمسون سنة سمع في صغره من الكديمي وإسمعيل القاضي وأخذ عن أبيه وثعلب وطائفة وعنه الدارقطني وغيره قال أبو علي القالي كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلثمائة ألف بيت شاهد في القرآن وقال محمد بن جعفر التميمي ما رأينا احفظ من ابن الأنباري ولا أغزر بحراً حدثوني عنه أنه قال أحفظ ثلاثة عشر صندوقاً قال وحدثت عنه أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً بأسانيدها وقيل عنه إنه أملي غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة قاله في العبر وقال ابن ناصر الدين كان في كل فن إمامه وكان إملاؤه من حفظه ومن أماليه المدققة غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة انتهى وكان سائر ما يصنفه ويمليه من حفظه لا من دفتر ولا كتاب( 328 )
    6 - فقال يا ستي رأيت ما رأيت فقالت نعم فقال ( 329 )
    7 - قال ابن السمعاني والقاص هو الذي يعظ ويذكر القصص ( 335 )
    8 - والأردبيلي بالفتح وسكون الراء وضم الدال المهملة وكسر الموحدة وسكون التحتية نسبة إلى أردييل من بلاد أذربيجان ( 339 )
    9 - المعارفي نسبة إلى المعافر بطن من قحطان ( 339 )
    10 - والمروزي بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو وبعدها زاي هذه النسبة إلى مرو والشاهجان وهي إحدى كراسي خراسان وهم أربع مدن هذه ونيسابور وهراة وبلخ وإنما قيل لها مرو الشاهجان لتتميز عن مرو الروذ والشاهجان لفظ عجمي تفسيره روح الملك ( 340 )
    11 - أبو القاسم الزجاجي نسبة إلى الزجاج النحوي عبد الرحمن بن إسحق النهاوندي صاحب التصانيف أخذ عن أبي إسحق الزجاج وابن دريد وعلى ابن سليمان الأخفش وقد انتفع بكتابه الجمل خلق لا يحصون فقيل أنه جاور مدة بمكة وصنفه فيها وكان إذا فرغ من الباب طاف أسبوعا ودعا الله بالمغفرة وأن ينفع الله بكتابة وقراءته قال بعض المغاربة لكتابه عندنا مائة وعشرون شرحا اشتغل ببغداد ثم بحلب ثم بدمشق ومات بطبرية في رمضان ( 340 )
    12 - وحكى أبو محمد الحسن بن عسكر الصوفي الواسطي قال كنت ببغداد في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة جالسا على دكة بباب أبرز للفرجة إذ جاء ثلاث نسوة فأنشدتني الأبيات وزادت إحداهن بعد البيت الأول
    إذا ما تأملتها وهي فيه @@@ تأملت نورا محيطا بنار
    فهذا النهاية في الابيضاض @@@ وهذا النهاية في الاحمرار ( 342 )
    13 - أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب واسمه محمد بن عبد الواحد المطرز البغدادي اللغوي قيل أنه أملى ثلاثين ألف ورقة في اللغة من حفظه وكان ثقة إماما آية في الحفظ والذكاء وقد روى عن موسى الوشى وطبقته قال ابن الأهدل استدرك على فسيخ شيخه ثعلب في جزء لطيف ومصنفاته تزيد على العشرين وكان لسعة حفظه تكذبه أدباء وقته ووثقه المحدثون في الرواية قيل لم يتكلم في اللغة أحد أحسن من كلام أبي عمر الزاهد وتصانيفه أكثر ما يمليها من حفظه من غير مراجعة الكتب ( 345 )
    14 - والطبري نسبة إلى طبرستان بفتح الباء الموحدة وهو إقليم متسع مجاور لخراسان ومدينته آمل بهمزة ممدودة وميم مضمومة بعدها لام وأما الطبراني فنسبة إلى طبرية الشام ( 350 )
    15 - والقالي نسبة إلى قالى قلا من ديار بكر ( 356 )
    16 - الميانجي بالفتح والتحتية وفتح النون وجيم نسبة إلى ميانة بلد بأذربيجان ( 360 )
    17 - والأسيوطي بضم أوله والتحتية نسبة إلى أسيوط ويقال سيوط بلد بصعيد مصر قال الجلال السيوطي في لباب الأنساب قلت فيها خمسة أوجه ضم الهمزة وكسرها وإسقاطها وتثليث السين المهملة ( 361 )
    18 - أبو بحر البربهاري نسبة إلى بيع البربهار وهو ما يجلب من الهند ( 362 )
    19 - ابن خالويه الأستاذ أبو عبد الله الحسين بن أحمد الهمذاني النحوي اللغوي صاحب التصانيف وشيخ أهل حلب أخذ عن ابن مجاهد وأبي بكر بن الأنباري وأبي عمر الزاهد قال ابن الأهدل انتقل عن بغداد إلى حلب فاستوطنها ومات بها وكان بنو حمدان يعظمونه دخل على سيف الدولة فقال له أقعد ولم يقل اجلس فاتخذت فضيلة لسيف الدولة وذلك لأن القائم يقال له اقعد والنائم والساجد اجلس وله مواقف مع المتنبي في مجلس سيف الدولة ومن شعره
    إذا لم يكن صدر المجالس سيدا @@@ فلا خير فيمن صدرته المجالس
    وكم قائل مالي رأيتك راجلا @@@ فقلت له من أجل أنك فارس ( 370 )
    20 - العلامة الأزهري أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي اللغوي النحوي الشافعي صاحب تهذيب اللغة وغيره من المصنفات الكبار الجليلة المقدار مات بهراة في شهر ربيع الآخر وله ثمان وثمانون سنة روى عن البغوي ونفطويه وأبي بكر بن السراج وترك الأخذ عن ابن دريد تورعا لأنه رآه سكران وقد بقي الأزهري في أسر القرامطة مدة طويلة
    وحكى بعض الأفاضل أنه رأى بخطه قال امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحج بالهيبر وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربا نشأوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع ويرجعون إلى أعداد المياه في محاضرهم زمان القيظ ويرعون النعم ويعيشون بألبانها وكنا نشتي بالدهناء ونرتبع بالصمان ونقيظ بالستارين واستفدت من محاورتهم ومخاطبة بعضهم بعضا ألفاظا جمة ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في كتابي يعني التهذيب ( 370 )
    21 - إسحق بن أسعد بن الحافظ الحسن بن سفيان أبو يعقوب النسوى بفتحتين نسبة إلى مدينة بفارس ( 374 )
    22 - الفسوى بفتح الفاء والسين المهملة وبعدها واو نسبة إلى مدينة فسا من أعمال فارس ( 377 )
    23 - الكراييسي نسبة إلى بيع الكراييس وهي الثياب ( 378 )
    24 - ابن فارس اللغوي أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب الرازي اللغوي كان إماما في علوم شتى خصوصا اللغة فإنه أتقنها وألف كتابه المجمل في اللغة وهو على اختصاره جمع شيئا كثيرا وله كتاب حلية الفقهاء وله رسائل أنيقة
    ومنه اقتبس الحريري صاحب المقامات ذلك
    الأسلوب ووضع المسائل الفقهية في المقامة الطيبية وهي مائة مسئلة وكان مقيما بهمذان وعليه اشتغل بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات وله أشعار جيدة فمنها قوله
    مرت بنا هيفاء مجدولة @@@ تركية تنمى لتركي
    ترنو بطرف فاتر فاتن @@@ أضعف من حجة نحوي
    وله أيضا
    اسمع مقالة ناصح @@@ جمع النصيحة والمقه
    إياك وأحذر أن تبيت @@@ من الثقات على ثقة
    وله أيضا
    إذا كنت في حاجة مرسلا @@@ وأنت بها كلف مغرم
    فأرسل حكيما ولا توصه @@@ وذاك الحكيم هو الدرهم
    وله أيضا
    سقى همذان الغيث لست بقائل @@@ سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم
    ومالي لا أصفى الدعاء لبلدة @@@أفدت بها نسيان ما كنت أعلم
    نسيت الذي أحسنته غير أنني @@@ مدين وما في جوف بيتي درهم
    وله أشعار كثيرة حسنة توفي بالري ودفن مقابل مشهد القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني ومن شعره أيضا
    وقالوا كيف حالك قلت خير @@@ تقضي حاجة وتفوت حاج
    إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا @@@ عسى يوم يكون به انفراج
    نديمي هرتي وأنيس نفسي @@@ دفاتر لي ومعشوقي السراج ( 390 )
    25 - أبو الفتح بن جني عثمان بن جني الموصلي النحوي صاحب التصانيف وكان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي وإلى هذا أشار بقوله
    فإن أًصبح بلا نسب @@@ فعلمي في الورى نسبي
    على أني أؤول إلى @@@ قرومٍ سادةٍ نجبِ
    قياصرة إذا نطقوا @@@ أرّم الدهر ذو الخطب
    أولاك دعا النبي لهم @@@ كفى شرفاً دعاءُ نبي
    وله أشعار حسنة ويقال أنه أعور وأخذ عن أبي علي الفارسي ولازمه وله تصانيف مفيدة منها كتاب الخصائص وسر الصناعة والكافي في شرح القوافي والمذكر والمؤنث والمقصور والممدود والتذكرة الأصبهانية وغير ذلك ويقال أن الشيخ أبا إسحق الشيرازي أخذ منه أسماء كتبه وشرح ابن جني أيضا ديوان المتنبي شرحا كبيرا سماه النشر وكان قد قرأ الديوان على صاحبه وكان المتنبي يقول ابن جني أعرف بشعري مني وكانت ولادة ابن جني بالموصل قبل الثلاثمائة وتوفي يوم الجمعة ثامن عشري صفر ببغداد قال ابن خلكان وجني بكسر الجيم وتشديد النون وبعدها ياء ( 392 )
    26 - الجوهري صاحب الصحاح أبو نصر إسماعيل بن حماد التركي اللغوي أحد أئمة اللسان وكان في جودة الحفظ في طبقة ابن مقلة ومهلهل أكثر الترحال ثم سكن بنيسابور قال القفطي أنه مات مترديا من سطح جامع نيسابور في هذا العام قال وقيل مات في حدود الأربعمائة وقيل أنه تسودن وعمل له شبه جناحين وقال أريد أن أطير فأهلك نفسه رحمه الله قاله في العبر وقال السيوطي في طبقات النحاة قال ياقوت كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما وأصله من فاراب من بلاد الترك وكان إماما في اللغة والأدب وكان يؤثر السفر على الحضر ويطوف الآفاق دخل العراق فقرأ العربية على أبي علي الفارسي والسيرافي وسافر إلى الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة وطاف بلاد ربيعة ومضر ثم عاد إلى خراسان ثم أقام بنيسابور ملازما للتدريس والتأليف وكتابة المصاحف والدفاتر حتى مضى لسبيله عن آثار جميلة
    وصنف كتابا في العروض ومقدمة في النحو والصحاح في اللغة مع تصحيف فيه في مواضع عدة تتبعها عليه المحققون قيل أن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة وعرض عليه وسوسة فانتقل إلى الجامع القديم بنيسابور فصعد سطحه وقال أيها الناس إني عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه فسأعمل للآخرة أمرا لم يسبق إليه وضم إلى جنبيه مصراعي باب وتأبطهما بحبل وصعد مكانا عاليا وزعم أنه يطير فوقع فمات وبقي سائر الكتاب مسودة غير منقح ولا مبيض فبيضه تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق فغلط فيه في مواضع ( 393 )

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    6 - الفوائد القصصية
    القاضي أبو الحسن ومن أخبار منذر بن سعيد البلوطي المحفوظة له مع الخليفة الناصر في إنكاره عليه الإسراف في البناء أن الناصر كان اتخذ لسطح القبة التي كانت على الصرح الممرد المشهور شأنه بقصر الزهراء قراميد مغشاة ذهبا وفضة أنفق عليها مالا جسيما وقد مد سقفها به تستلب الأبصار بأشعة أنوارها وجلس فيها إثر تمامها يوما لأهل مملكته فقال لقرابته من الوزراء وأهل الخدمة مفتخرا بما صنعه من ذلك هل رأيتم أو سمعتم ملكا كان قبلي فعل مثل فعلي هذا وقدر عليه فقالوا لا يا أمير المؤمنين وإنك لأوحد في شأنك كله وما سبقك إلى مبتدعاتك هذه ملك رأيناه ولا انتهى إلينا خبره فأبهجه قولهم وسره وبينما هو كذلك إذ دخل عليه القاضي منذر بن سعيد واجما ناكس الرأس فلما أخذ مجلسه قال له كالذي قال لوزرائه من ذكر السقف المذهب واقتداره عليه وعلى إبداعه فأقبلت دموع القاضي تنحدر على لحيته وقال له والله يا أمير المؤمنين ما ظننت أن الشيطان لعنه الله تعالى يبلغ منك هذا المبلغ ولا أن تمكنه من قلبك هذا التمكين مع ما آتاك الله من فضله ونعمته وفضلك به على العالمين حتى ينزلك منازل الكافرين قال فانفعل عبد الرحمن لقوله وقال له انظر ما تقول وكيف أنزلني منزلتهم فقال له نعم أليس الله تعالى يقول ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون فوجم الخليفة واطردت عيناه وأطرق مليا ودموعه تتساقط خشية وخشوعا لله تعالى ثم أقبل على منذر فقال له جزاك الله يا قاضي عنا وعن نفسك خيرا وعن الدين والمسلمين أجمل جزائه وكثر في الناس أمثالك فالذي قلت هو الحق وقام من مجلسه ذلك وأمر بنقض سقف القبة وأعاد قرمدها ترابا على صفة غيرها ( 350 )

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي رد: فوائد وعبر من السير

    7 - الفوائد الشعرية والأدبية والأمثال

    1 - أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي وهو الأخفش الصغير روى عن ثعلب والمبرد قال ابن خلكان روى عن المبرد وثعلب عنه وغيرهما وروى عن المرزباني وأبو الفرج المعافى وغيرهما وهو غير الأخفش الأكبر والأخفش الأوسط وكان بين ابن الرومي وبين الأخفش المذكور منافسة وكان الأخفش يبادر داره ويقول عند بابه كلاما يتأذى به وكان ابن الرومي كثير التطير فإذا سمع كلامه لا يخرج ذلك اليوم من بيته فكثر ذلك منه فهجاه ابن الرومي بأهاج كثيرة وهي مثبتة في ديوانه وكان الأخفش يحفظها ويوردها استحسانا لها في جملة ما يورده وافتخارا أنه نوه بذكره إذ هجاه فلما علم ابن الرومي ذلك أقصر عنه وقال المرزباني لم يكن الأخفش المذكور بالمتسع في الرواية للأخبار والعلم بالنحو وما علمته صنف شيئا البتة ولا قال شعرا وكان إذا سئل عن مسئلة في النحو ضجر وانتهر من يسأله ومات فجأة ببغداد ودفن بمقبرة قنطرة بردان والأخفش هو صغير العين مع سوء بصرها. ( 315 )
    2 - نصر بن أحمد البصري الشاعر وكان أميا وله الأشعار الفائقة منها
    خليلي هل أبصرتما أو سمعتما @@@ بأحسن من مولى تمشي إلى عبد
    أتى زائرا من غير وعد وقال لي @@@ أجلك عن تعليق قلبك بالوعد
    فما زال نجم الوصل بيني وبينه @@@ يدور بأفلاك السعادة والسعد ( 317 )
    3 - أبو بكر الحسن بن علي بن بشار بن العلاف البغدادي المقرئ صاحب الدوري وكان أديبا طريفا نديما للمعتضد ثم شاخ وعمي قال ابن خلكان كان من الشعراء المجيدين وحدث عن أبي عمرو الدوري المقرئ وحميد بن سعيد البصري وغيرهما
    وكان لأبي بكر المذكور هر يأنس به وكان يدخل أبراج الحمام التي لجيرانه ويأكل أفراخها وكثر ذلك منه فأمسكه أربابها وذبحوه فرثاه بهذه القصيدة وقد قيل إنه رثي بها عبد الله بن المعتز وخشى من الإمام المقتدر أن يتظاهر بها لأنه هو الذي قتله فنسبها إلى الهر وعرض به في أبيات منها وكانت بينهما صحبة أكيدة وذكر صاعد اللغوي في كتاب الفصوص قال حدثني أبو الحسن المرزباني قال هويت جارية لعلي بن عيسى غلاما لأبي بكر بن العلاف الضرير ففطن بهما فقتلا جميعا وسلخا وحشى جلودهما تبنا فقال أبو بكر مولاه هذه القصيدة يرثيه وكنى عنه بالهر وهي من أحسن الشعر وأبدعه وعددها خمسة وستون بيتا وطولها يمنع من الإتيان بجميعهافنأتي بمحاسنها وفيها أبيات مشتملة على حكم فنأتي بها وأولها
    يا هر فارقتنا ولم تعد @@@ وكنت عندي بمنزل الولد
    فكيف ننفك عن هواك وقد @@@ صرت لنا عدة من العدد
    تطرد عنا الأذى وتحرسنا @@@ بالغيب من حية ومن جرد
    وتخرج الفأر من مكامنها @@@ ما بين مفتوحها إلى السدد
    يلقاك في البيت منهم مدد @@@ وأنت تلقاهم بلا مدد
    لا عدد كان منك منفلتا @@@ منهم ولا واحد من العدد
    وكان يجري ولا سداد لهم @@@ أمرك في بيتنا على السدد
    حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا @@@ ولم تكن للأذى بمعتقد
    وحمت حول الردى بظلمهم @@@ ومن يحم حول حوضه يرد
    وكان قلبي عليك مرتعدا @@@ وأنت تنساب غير مرتعد
    تدخل برج الحمام متئدا @@@ وتبلغ الفرخ غير متئد
    أطعمك الغي لحمها فرأى @@@ قتلك أصحابها من الرشد
    حتى إذا داوموك واجتهدوا @@@ وساعد النصر كيد مجتهد
    صادوك غيظا عليك وانتقموا @@@ منك وزادوا ومن يصد يصد
    ثم شفوا بالحديد أنفسهم @@@ منك ولم يرعووا إلى أحد
    فلم تزل للحمام مرتصدا @@@ حتى سقيت الحمام بالرصد
    لم يرحموا صوتك الضعيف كما @@@ لم ترث منها لصوتها الغرد
    وكنت بددت شملهم زمنا @@@ فاجتمعوا بعد ذلك البدد
    كأن حبلا حوى بجودته @@@ جيدك للخنق كان من مسد
    كأن عيني تراك مضطربا @@@ فيه وفي فيك رغوة الزبد
    وقد طلبت الخلاص منه فلم @@@ تقدر على حيلة ولم تجد
    فجدت بالنفس والبخيل بها @@@ أنت ومن لم يجد بها تجد
    فما سمعنا بمثل موتك إذ @@@ مت ولا مثل غيشك النكد
    عشت حريصا يقوده طمع @@@ ومت ذا قاتل بلا قود
    فلم تخف وثبة الزمان كما @@@ وثبت في البرج وثبة الأسد
    عاقبة الظلم لا تنام وإن @@@ تأخرت مدة من المدد
    أردت أن تأكل الفراخ ولا @@@ يأكلك الدهر أكل مضطهد
    هذا بعيد من القياس وما @@@ أعزه في الدنو والبعد
    لا بارك الله في الطعام إذا @@@ كان هلاك النفوس في المعد
    كم دخلت لقمة حشا شرهٍ @@@ فأخرجت روحه من الجسد
    ما كان أغناك عن تصعد البرج @@@ ولو كان جنة الخلد
    قد كنت في نعمة وفي دعة @@@ من العزيز المهيمن الصمد
    تأكل من فأر بيتنا رغدا @@@ وأين بالشاكرين للرغد ( 318 )
    4 - أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي البصري اللغوي العلامة صاحب التصانيف أخذ عن الرياشي وأبى حاتم السجستاني وابن أخي الأصمعي وعاش ثمانيا وتسعين سنة قال أحمد بن يوسف الأزرق ما رأيت احفظ من ابن دريد ما رأيته قرى ء عليه ديوان إلا وهو يسابق في قراءته وقال الدارقطني تكلموا فيه وقال ابن خلكان إمام عصره في اللغة والآداب والشعر الفائق قال المسعودي في كتاب مروج الذهب في حقه كان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هذا في الشعر وانتهى في اللغة لم يوجد مثله في فهم كتب المتقدمين وقام مقام الخليل بن أحمد فيها وكان يذهب بالشعر كل مذهب فطورا يجزل وطورا يرق وشعره أكثر من أن نحصيه
    وكان من تقدم من العلماء يقول إن ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء ومن مليح شعره قوله
    عزراء لو جلت الخدور شعاعها @@@ للشمس عند شروقها لم تشرق
    غصن على دعص تأود فوقه @@@ قمر تألق تحت ليل مطبق
    لو قيل للحسن احتكم لم يعدها @@@ أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
    فكأننا من فرعها في مغرب @@@ وكأننا من وجهها في مشرق
    كانت فيهتف بالعيون ضياؤها @@@ الويل حل بمقلة لم تطبق
    وكانت ولادته بالبصرة في سكة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين ونشأ بها وتعلم فيها وسكن عمان وأقام بها ثنتي عشرة سنة ثم عاد إلى البصرة وسكنها زمانا ثم خرج إلى نواحي فارس وصحب ابني ميكال وكانا يومئذ على عمالة فارس وعمل لهما كتاب الجمهرة وقلداه ديوان فارس فكانت تصدر كتب فارس عن رأيه ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه فأفاد معهما اموالا عظيمة وكان لا يمسك درهما سخاء وكرما ومدحهما بقصيدته المقصورة فوصلاه بعشرة آلاف درهم ثم انتقل إلى بغداد وعرف الإمام المقتدر بالله خبره ومكانه بالعلم فأمر أن يجري عليه خمسون دينارا في كل شهر ولم تزل جارية عليه إلى حين وفاته وكان واسع الرواية لم ير أحفظ منه وسئل عنه الدارقطني أثفة هو أم لا فقال تكلموا فيه وقيل إنه كان يتسامح في الرواية فيسند إلى كل واحد ما يخطر له وقال أبو منصور الأزهري البغوي دخلت عليه فرأيته سكران فلم أعد إليه وقال ابن شاهين كنا ندخل عليه فنستحي من العيدان المعلقة والشراب المصفى وذكر أن سائلا سأله شيئا فلم يكن عنده غيردن من نبيذ فوهبه له فأنكر عليه أحد غلمانه وقال تتصدق بالنبيذ فقال لم يكن عندي شيء سواه ثم أهدى له بعد ذلك عشر دنان من النبيذ فقال لغلامه أخرجنا دنا فجاءنا عشرة وينسب إليه من هذه الأمور شيء كثير وعرض له فالج فسقى التريان فشفى ثم عاوده الفالج بعد حول لغداء ضار تناوله فبطل من محزمه إلى قديمة وكان مع هذا الحال ثابت العقل صحيح الذهن يرد فيما يسأل ردا صحيحاً
    وتوفي يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان ودريد بضم الدال المهملة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة وهو تصغير ادرد والادرد الذي ليس فيه سن وهو تصغير ترخيم لحذف الهمزة من أوله كما تقول في تصغير أسود سويد وأزهر زهير ( 321 )
    5 - أبو علي محمد بن علي بن حسن بن مقلة الكاتب صاحب الخط المنسوب وقد وزر للخلفاء غير مرة ثم قطع يده ولسانه وسجن حتى هلك وله ستون سنة
    ورثى يده فمن ذلك قوله
    ما سئمت الحياة لكن توثقت @@@ بأيمانهم فبانت يمينى
    بعت ديني لهم بدنياي حتى @@@ حرموني دنياهم بعد ديني
    ولقد حطت ما أستطعت بجهدي @@@ حفظ أرواحهم فما حفظوني
    ليس بعد اليمين لذة عيش @@@ ياحياتي بانت يميني فبيني
    ومن شعره أيضا
    وإذا رأيت فتى بأعلى رتبة @@@ في شامخ من عزه المترفع
    قالت لي النفس العروف بقدرها@@@ ما كان أولاني بهذا الموضع
    وله
    إذا مامات بعضك فابك بعضا @@@ فإن البعض من بعض قريب
    وهو أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين إلى هذه الصورة
    ومن كلامه إنى إذا أحببت تهالكت وإذا بغضت أهلكت وإذا رضيت آثرت وإذا غضبت أثرت ومن كلامه يعجبني من يقول الشعر تأدبا لا تكسبا ويتعاطى الغناء تطربا لا تطلبا وله كل معنى مليح في النظم والنثر وكان ما أصابه نتيجة دعاء أبي الحسن بن شنبوذ عليه بقطع اليد وقد تقدم ذكر سبب ذلك ( 328 )
    6 - أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي وقرطبة مدينة كبيرة دار مملكة الأندلس وكان ابن عبد ربه أحد الفضلاء وهو أموي بالولاء وحوى كتابه العقد كل شيء وله ديوان وشعر جيد مات وله اثنتان وثمانون سنة وشعره في الذروة العليا سمع من بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح ( 328 )
    7 - قال أبو العباس السياري القاسم بن القاسم بن مهدي
    صبرت على اللذات لما تولت @@@ وألزمت نفسي صبرها فاستمرت
    وكانت على الأيام نفسي عزيزة @@@ فلما رأت عزمي على الذل ذلت
    فقلت لها يا نفس موتي كريمة @@@ فقد كانت الدنيا لنا ثم ولت
    خليلي لا والله ما من مصيبة @@@ تمر على الأيام إلا تجلت
    وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى @@@ فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت ( 342 )
    8- أبو محمد الخطبي إسماعيل بن علي بن إسماعيل البغدادي الأديب الإخباري صاحب التصانيف روي عن الحارث بن أبي أسامة وطائفة وكان يرتجل الخطب ولا يتقدمه فيها أحد فلذا نسب إليها ( 350 )
    9 - فاتك المجنون أبو شجاع الرومي الإخشيدي قال ابن خلكان كان روميا أخذ صغيرا هو وأخوه وأخت لهما من بلد الروم من موضع قرب حصن يعرف بذي الكلاع فتعلم الخط بفلسطين وهو ممن أخذه الإخشيد من سيده كرها بالرملة بلا ثمن فأعتقه صاحبه وكان معهم حرا في عدة المماليك وكان كريم النفس بعيد الهمة شجاعا كثير الإقدام ولذلك قيل له المجنون وكان رفيق الأستاذ كافور في خدمة الإخشيد فلما مات مخدومهما وتقرر كافور في خدمة ابن الإخشيد أنف فاتك من الإقامة بمصر كيلا يكون كافور أعلى رتبة منه ويحتاج أن يركب في خدمته وكانت الفيوم وأعمالها أقطاعا له فانتقل إليها واتخذها سكنا له وهي بلاد وبيئة كثيرة الوخم فلم يصح له بها جسم وكان كافور يخافه ويكرمه وفي نفسه منه ما فيها فاستحكمت العلة في جسم فاتك وأحوجته إلى دخول مصر للمعالجة فدخلها وبها أبو الطيب المتنبي ضيفا للأستاذ كافور وكان يسمع بكرم فاتك وكثرة سخائه غير أنه لا يقدر على قصد خدمته خوفا من كافور وفاتك يسأل عنه ويراسله بالسلام ثم التقيا بالصحراء مصادفة من غير ميعاد وجرى بينهما مفاوضات فلما رجع فاتك إلى داره حمل لأبي الطيب في ساعته هدية قيمتها ألف دينار ثم أتبعها بهدايا بعدها فاستأذن المتنبى الاستاذ كافور في مدحه فأذن له فمدحه بقصيدته المشهورة وهي من غرر القصائد التي أولها
    لا خيل عندك تهديها ولا مال @@@ فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
    وما أحسن قوله فيها
    كفاتكٍ ودخول الكاف منقصة @@@ كالشمس ولت وما للشمس أمثال
    ثم توفي فاتك المذكور عشية الأحد لأحدى عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمسين وثلثمائة بمصر فرثاه المتنبي وكان قد خرج من مصر بقصيدته التي أولها
    الحزن يقلق والتجمل يردع @@@ والدمع بينهما عصى طيع
    وما أرق قوله فيها
    إني لأجبن من فراق أحبتي @@@وتحس نفسي بالحمام فأشجع
    ويزيدني غضب الأعادي قسوة @@@ ويلم بي عتب الصديق فأجزع
    تصفو الحياة لجاهل أو غافل @@@ عما مضى منها وما يتوقع
    ولمن يغالط في الحقيقة نفسه @@@ ويسومها طلب المحال فتطمع
    أين الذي الهرمان من بنيانه @@@ ما قومه ما يومه ما المصرع
    تتخلف الآثار عن أصحابها @@@ حينا ويدركها الفناء فتتبع
    وهي من المراثي الفائقة وله فيه غيرها ( 350 )
    10 - أبو محمد الحسن بن محمد الأزدي من ذرية المهلب بن أبي صفرة وزير معز الدولة بن بويه قال ابن خلكان كان الوزير المهلبي قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الضرورة والضائقة وكان قد سافر مرة ولقي في سفره مشقة صعبة واشتهى اللحم فلم يقدر عليه فقال ارتجالا
    ألا موت يباع فأشتريه @@@ فهذا العيش ما لا خير فيه
    ألا موت لذيذ الطعم يأتي @@@ يخلصني من العيش الكريه
    إذا أبصرت قبرا من بعيد @@@ وددت بأنني مما يليه
    ألا رحم المهيمن نفس حر @@@ تصدق بالوفاة على أخيه
    وكان معه رفيق يقال له أبو عبد الله الصوفي وقيل أبو الحسن العسقلاني فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهم لحما وطبخه وأطعمه وتفارقا وتنقلت بالمهلبي الأحوال وتولى الوزارة ببغداد لمعز الدولة وضاقت الأحوال برفيقه في السفر الذي اشترى له اللحم وبلغه وزارة المهلبي فقصده وكتب إليه
    ألا قل لوزير فدته نفسي @@@ مقالة مذكر ما قد نسيه
    أتذكر إذ تقول لضنك عيش @@@ ألا موت يباع فأشتريه
    فلما وقف عليها تذكر وهزته أريحية الكرم فأمر له في الحال بسبعمائة درهم ووقع في رقعته ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ) ثم دعا به فخلع عليه وقلده عملا يرتفق به ولما ولي المهلبي الوزارة بعد تلك الإضافة عمل
    رق الزمان لفاقتي @@@ ورثى لطول تحرقي
    فأنالني ما أرتجيه @@@ وحاد عما أتقي
    فلأصفحن عما أتاه @@@ من الذنوب السُبق
    حتى جنايته بما @@@ فعل المشيب بمفرقي
    وكان لمعز الدولة مملوك تركي في غاية الجمال يدعى تكين الجامدار وكان شديد المحبة له فبعث سرية لمحاربة بعض بني حمدان وجعل المملوك المذكور مقدم الجيش وكان الوزير المهلبي يستحسنه ويرى أنه من أهل الهوى لا من أهل مدد الوغى فعمل فيه
    طفل يرق الماء في @@@ جنباته ويرف عوده
    ويكاد من شبه العذارى @@@ فيه أن تبدو نهوده
    ناطوا بمعقد خصره @@@ سيفا ومنطقة تؤوده
    جعلوه قائد عسكر @@@ ضاع الرعيل ومن يقوده
    وكان كذلك فإنه ما أنجح وكانت الكرة عليهم
    ومن شعره النادر في الرقة قوله
    تصارمت الأجفان لما صرمتني @@@ فما تلتقي إلا على عبرة تجري ( 352 )
    11 - المتنبي شاعر العصر أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكوفي
    في رمضان بين شيراز والعراق وله إحدى وخمسون سنة قال في العبر وليس في العالم أشعر منه أبدا وأما مثله فقليل وقال ابن الأهدل قدم الشام في صباه واشتغل في فنون الأدب ومهر فيها وتضلع من علم اللغة قال له أبو علي الفارسي صاحب الإيضاح والتكملة كم لنا من الجموع على وزن فعلى فقال له المتنبي سريعا حجلى وظربى قال الفارسي ففتشت كتب اللغة ثلاث ليال فلم أجد لهما ثالثا حجلى جمع حجل وهو الطائر المسمى بالقبج وظربى جمع ظربان كقطران وهي دابة منتنة الرائحة ومن الناس كثير يرجحون المتنبي على أبي تمام ومن بعده
    ورزق سعادة في شعره واعتنى العلماء بديوانه فشرحوه أكثر من أربعين شرحا مدح جماعة من الملوك ووصله ابن العميد بثلاثين ألفا وأتاه من عضد الدولة صاحب شيراز مثلها
    وسمي المتنبي لأنه ادعى النبوة في بادية السماوة وتبعه خلق كثير من كلب وأخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الأخشيدية فأسره واستتابه وتفرق أصحابه وكان كافور الإخشيدي يقول لما هجاه من ادعى النبوة إما يدعى الملك
    وكان العلماء يحضرون مجلس سيف الدولة ويتناظرون كل ليلة فوقع بين المتنبي وابن خالويه ليلة كلام فوثب ابن خالويه على المتنبي فضرب وجهه بمفتاح فشجه فخرج ودمه يسيل على وجهه فغضب وخرج إلى كافور فلما صدر منه قصد بلاد فارس بالمشرق ومدح عضد الدولة الديلمي فأجزل جائزته فلما رجع من عنده عرض له فاتك بن أبي جهل فقتل المتنبي وابنه محسد وغلامه مفلح بالقرب من النعمانية على ميلين من دير العاقول ثم رأى المتنبي الغلبة ففر فقال له الغلام لا يتحدث عنك بفرار وأنت القائل
    الخيل والليل والبيداء تعرفني @@@ والطعن والضرب والقرطاس والقلم
    فكر راجعا فقتل
    ويحكى أن المعتضد صاحب قرطبة أنشد يوما بيت المتنبي
    إذا ظفرت منك العيون بنظرة @@@ أبان لها معنى المطي ورازمه
    وجعل يردده فأنشده ابن وهبون الأندلسي بديها
    لئن جاد شعر ابن الحسين فإنما @@@تجيد العطايا واللهى تفتح اللهى
    تنبأ عجبا بالقريض ولو درى @@@ بأنك تروي شعره لتألها
    وقال النامي الشاعر كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبي وكنت أشتهي أن أكون قد سبقته إلى معنيين قالهما ما سبق إليهما أحد هما قوله
    رماني الدهر بالأرزاء حتى @@@ فؤادي في غشاء من نبال
    فصرت إذا أصابتني سهام @@@ تكسرت النصال على النصال
    والآخر قوله
    في جحفل ستر العيون غباره @@@ فكأنما يبصرن بالآذان
    وقال أبو الفتح بن جني النحوي قرأت ديوان أبي الطيب عليه فلما بلغت قوله في كافور القصيدة التي أولها
    أغالب فيك والشوق أغلب @@@ وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
    حتى بلغت إلى قوله
    ألا ليت شعري هل أقول قصيدة @@@ ولا أشتكي فيها ولا أتعتب
    وبي ما يذود الشعر عني أقله @@@ ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب
    فقلت يعز علي أن يكون هذا الشعر في مدح غير سيف الدولة فقال حذرناه وأنذرناه فما نفع ألست القائل فيه
    أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك @@@ ولا تعطين الناس ما أنا قائل
    فهو الذي أعطاني كافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه مولد المتنبي بالكوفة في سنة ثلاث وثلثمائة في محلة تسمى كندة فنسب إليها وليس هو من كندة التي هي قبيلة بل هو جعفى القبيلة من مذحج وقتل يوم الأربعاء لست بقين أو ليلتين بقيتا وقيل يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان ( 354 )
    12 - صاحب الأغاني أبو الفرج علي بن الحسين الأموي الأصبهاني الكاتب الإخباري يروي عن مطين فمن بعده وكان أديبا نسابة علامة شاعرا كثير التصانيف ومن العجائب أنه مرواني يتشيع
    توفي في ذي الحجة عن ثلاث وسبعين سنة قاله في العبر وقال ابن خلكان جده مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية وهو أصفهاني الأصل بغدادي المنشأ كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها وروى عن عالم كثير من العلماء يطول تعدادهم وكان عالما بأيام الناس والأنساب والسير قال التنوخي ومن المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني كان يحفظ الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث المسندة والأدب والنسب لم أر قط من يحفظ مثله ويحفظ دون ذلك من علوم أخرى منها اللغة والنحو والحرف والسير والمغازي ومن آلة المنادمة شيئا كثيرا مثل علم الجوارح والبيطرة وشيء من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك وله شعر يجمع إتقان العلماء وإحسان ظرفاء الشعراء وله المصنفات المستملحة منها كتاب الأغاني الذي وقع الاتفاق على أنه لم يعمل في بابه مثله يقال أنه جمعه في خمسين سنة وحمله إلى سيف الدولة بن حمدان فأعطاه ألف دينار واعتذر إليه وحكى عن الصاحب بن عباد أنه كان في أسفاره يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها فلما وصل إليه كتاب الأغاني لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه استغناء به عنها وكان منقطعا إلى الوزير المهلبي وله فيه مدائح منها قوله فيه وكان قد خلط قبل أن يموت رحمه الله تعالى ( 356 )
    13 - أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني ابن عم ناصر الدولة وسيف الدولة ابني حمدان قال الثعالبي في وصفه كان فرد دهره وشمس عصره أدبا وفضلا وكرما ومجدا وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز وأبو فراس يعد أشهر منه عند أهل الصنعة ونقدة الكلام وكان الصاحب بن عباد يقول بدئ الشعر بملك وختم بملك يعني امرأ القيس وأبا فراس وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته ولا يجترئ على مجاراته وإنما لم يمدحه ومدح من هو دونه من آل حمدان تهيبا له وإجلالا لا إغفالا وإخلالا وكان سيف الدولة يعجب جدا بمحاسن أبي فراس ويميزه بالإكرام على سائر قومه ويستصحبه في غزواته ويستخلفه في أعماله وكانت الروم قد أسرته في بعض وقائعها وهو جريح قد أصابه سهم بقي نصله في فخذه ونقلته إلى خرشنة ثم منها إلى قسطنطينية وذلك في سنة ثمان وأربعين وفداه سيف الدولة ( 357 )
    14 - ابن العميد الوزير العلامة أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الكاتب وزير ركن الدولة الحسن بن بويه صاحب الري كان آية في الترسل والإنشاء فيلسوفا متهما برأي الحكماء حتى كان ينظر بالجاحظ وكان يقال بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد وكان الصاحب إسماعيل بن عباد تلميذه وخصيصه وصاحبه ولذلك قالوا الصاحب ثم صار لقبا عليه وكان الصاحب ابن عباد قد سافر إلى بغداد فلما رجع إليه قال كيف وجدتها قال بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد وكان ابن العميد سايسا مدبرا للملك قائما بضبطه وقصده جماعة من مشاهير الشعراء من البلاد الشاسعة ومدحوه بأحسن المدائح ( 360 )
    15 - وكشاجم أحد فحول الشعراء واسمه محمود بن حسين كان من الشعراء المجيدين والفضلاء المبرزين حتى قيل أن لقبه هذا منحوت من عدة علوم كان يتقنها فالكاف للكتابة والشين من الشعر والألف من الإنشاء والجيم من الجدل والميم من المنطق وكان يضرب بملحه المثل فيقال ملح كشاجم ومن شعره قوله في أسود له تعد
    يا مشبها في لونه فعله @@@ لم تعد ما أوجبت القسمه
    فعلك من لونك مستنبط @@@ والظلم مشتق من الظلمه
    وقال بعضهم في ترجمته هو أبو الحسين وأبو الفتح بن السندي الكاتب
    المعروف بكشاجم هو من أهل الرملة من نواحي فلسطين وكان رئيسا في الكتابة ومقدما في الفصاحة والخطابة له تحقيق يتميز به عن نظرائه وتدقيق يربى به على أكفائه وتحديق في علوم التعليم أضرم في شعلة ذكائه فهو الشاعر المفلق والنجم المتألق لقب نفسه بكشاجم فسئل عن ذلك فقال الكاف من كاتب والشين من شاعر والألف من أديب والجيم من جواد والميم من منجم وكان من شعراء أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان والد سيف الدولة قيل أنه كان طباخ سيف الدولة شعره أنيق وأرج مدوناته فتيق منها كتاب المصائد والمطارد قال في تثقيف اللسان كشاجم لقب له جمعت أحرفه من صناعته ثم طلب علم الطب حتى مهر فيه وصار أكبر علمه فزيد في اسمه طاء من طبيب وقدمت فقيل طكشاجم ولكنه لم يشتهر ( 360 )
    16 - أبو الحسن وأبو القاسم محمد بن هانئ حامل لواء الشعراء بالأندلس قيل أنه ولد يزيد بن حاتم وكان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بإفريقية وكان شاعرا أديبا وانتقل إلى الأندلس فولد له محمد المذكور بها بمدينة إشبيلية ونشأ بها واشتغل وحصل له حظ وافر من الأدب وعمل الشعر فبهر فيه وكان حافظا لأشعار العرب وأخبارهم واتصل بصاحب إشبيلية وحظي عنده وكان كثير الانهماك في الملاذ متهما بمذهب الفلاسفة ولما اشتهر عنه ذلك نقم عليه أهل إشبيلية وساءت المقالة في حق الملك بسببه واتهم بمذهبه أيضا فأشار الملك عليه بالغيبة عن البلد مدة ينسى فيها خبره فانفصل عنها وعمره يومئذ سبع وعشرون سنة فخرج إلى عدوة المغرب ولقي جوهر القائد ثم رحل إلى جعفر ويحيى ابني علي وكانا بالمسيلة وهي مدينة الزاب وكانا والييها فبالغا في إكرامه والإحسان إليه ونمى خبره إلى معز أبي تميم معد بن المنصور العبيدي وطلبه منهما فلما انتهى إليه بالغ في الإنعام عليه ( 362 )
    17 - أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني القاضي بجرجان ثم بالري ذكره الشيخ أبو إسحق في طبقاته فقال كان فقيها أديبا شاعرا وذكره الثعالبي في اليتيمة فقال حسنة جرجان وفرد الزمان ونادرة الملك وإنسان حدقه العلم ودرة تاج الأدب وفارس عسكر الشعر جمع خط ابن مقلة ونثر الجاحظ ونظم البحتري ومن شعره
    يقولون لي فيك انقباض وإنما @@@ رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
    أرى الناس من داناهم هان عندهم @@@ ومن أكرمته عزة النفس إكرما
    وما كل برق لاح لي يستفزني @@@ ولا كل من لاقيت أرضاه منعما
    وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت @@@ أقلب كفي أثره متندما
    ولم أقض حق العلم أن كان كلما @@@ بدا طمع صيرته لي سلما
    إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى @@@ ولكن نفس الحر تحتمل الظما
    ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي @@@ لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
    أأشقي به غرسا وأجنيه ذلة @@@ إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
    ولو أن أهل العلم صانوه وصانهم @@@ ولو عظموه في النفوس تعظما
    ولكن أذلوه فهان ودنسوا @@@ محياه بالأطماع حتى تجهما
    وطاف المذكور في صباه الأقاليم ولقي العلماء وصنف كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه أبان فيه عن فضل كبير وعلم غزير ذكر الحاكم في تاريخ نيسابور أنه مات بها في سلخ صفر سنة ست وستين وثلثمائة وحمل تابوته إلى جرجان ودفن بها قاله الأسنوي في طبقاته ومن شعره أيضا
    ما تطعمت لذة العيش حتى @@@ صرت للبيت والكتاب جليسا
    ليس شيء أعز عندي من العلم @@@ فلا تبتغي سواه أنيسا
    إنما الذل في مخالطة الناس @@@ فدعهم وعش عزيزا رئيسا ( 366 )
    18 - أبو الطاهر الوزير نصير الدولة محمد بن محمد بن بقية بن علي أحد الروساء والأجواد تنقلت به الأحوال ووزر لمعز الدولة بختيار وقد كان أبوه فلا حاثم عزل وسمل ولما تملك عضد الدولة قتله وصلبه في شوال ورثاه محمد بن عمر الأنباري بقوله
    علو في الحياة وفي الممات @@@ لحق أنت إحدى المعجزات
    كأن الناس حولك حين قاموا @@@ وفود نداك أيام الصلات
    كأنك قائم فيهم خطيبا @@@ وكلهم قيام للصلاة
    مددت يديك نحوهم احتفاءا @@@ كمدكها إليهم بالهبات
    فلما ضاق بطن الأرض عن أن @@@ يضم علاك من بعد الممات
    أصاروا الجو قبرك واستنابوا @@@ عن الأكفان ثوب السافيات
    لعظمك في النفوس تبيت ترعى @@@ بحفّاظ وحرّاس ثقات
    وتشعل عندك النيران ليلا @@@ كذلك كنت أيام الحياة
    ركبت مطية من قبل زيد @@@ علاها في السنين الماضيات
    وتلك فضيلة فيها تأس @@@ تباعد عنك تعيير العداة
    فلم أر قبل جذعك قط جذعا @@@ تمكن من عناق المكرمات
    أسأت إلى النوائب فاستثارت @@@ فأنت قتيل ثأر النائبات ( 367 )
    19 - أبو يحيى بن نباتة خطيب الخطباء عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل ابن نباتة الفارقي اللخمي العسقلاني المولد المصري الدار ولي خطابة حلب لسيف الدولة وفي خطبه دلالة على قوة علمه وسعته وقوة قريحته وأجمعوا على أنه ما عمل مثل خطبه قط وهو الذي حث سيف الدولة بخطبه في الجهاد على التوسع فيه وسمع على المتنبي بعض ديوانه وكان رجلا صالحا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في المقابر وقال له مرحبا بخطيب الخطباء وأدناه وتفل في فيه فلم تزل رائحة المسك توجد فيه إلى أن مات وأشار صلى الله عليه وسلم بيده إلى المقابر وقال كيف قلت يا خطيب قال قلت لا يخبرون بما إليه آلوا ولو قدروا على المقال لقالوا ثم أخذ يسوقها فاستيقظ وعلى وجهه نور وبهجة وعاش بعد ذلك ثمانيا وعشرين ليلة لا يستطعم طعاما ولا شرابا من أجل تلك التفلة وبركتها والخطبة التي فيها هذه الكلمات تعرف بالمنامية ومولده وموته بميافارقين قيل ومات وعمره دون الأربعين ورؤي بعد موته في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال دفع إلي رقعة فيها سطران بالأحمر وهما
    قد كان أمن لك من قبل ذا @@@ واليوم أضحى لك أمنان
    والصفح لا يحسن عن محسن @@@ وإنما يحسن عن جان
    فاستيقظ الرائي وهو يحفظهما ( 374 )
    20 - أبو بكر الزبيدي بضم الزاي وفتح الموحدة وبدال مهملة بعد الياء نسبة إلى زبيد واسمه منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج محمد بن الحسن ابن عبيد الله بن مذحج بضم الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة وبعدها جيم اسم أكمة حمراء باليمن ولد ولا عليها أد فسمي باسمها كان صاحب الترجمة شيخ الأندلس بل وغيرها في العربية قال ابن خلكان هو نزيل قرطبة وكان واحد عصره في علم النحو وحفظ اللغة وكان أخبر أهل زمانه بالإعراب والمعاني والنوادر أي علم السير والأخبار ولم يكن بالأندلس في فنه مثله في زمانه وله كتب تدل على وفور علمه منها مختصر كتاب العين وكتاب طبقات النحويين واللغويين بالمشرق والأندلس من زمن أبي الأسود الدؤلي إلى زمن شيخه أبي عبد الله النحوي الرياحي وله كتاب هتك ستور الملحدين وكتاب
    لحن العامة وكتاب الواضح في العربية وهو مفيد جدا وكتاب الأبنية في النحو ليس لأحد مثله واختاره الحكم المستنصر بالله صاحب الأندلس لتأديب ولده ولي عهده هشام المؤيد بالله فكان الذي علمه الحساب والعربية ونفعه نفعا كثيرا ونال أبو بكر الزبيدي به دنيا عريضة وتولى قضاء إشبيلية وخطة الشرطة وحصل له نعمة ضخمة لبسها بنوه من بعده زمانا وكان الزبيدي شاعرا كثير الشعر فمن ذلك قوله في أبي مسلم بن فهر
    أبا مسلم إن الفتى بجنانه @@@ ومقوله لا بالمراكب واللبس
    وليس ثياب المرء تغنى قلامة @@@ إذا كان مقصورا على قصر النفس
    وليس يفيد العلم والحلم والحجا @@@أبا مسلم طول القعود على الكرسي ( 379 )
    21 - أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر المشهور ويقال له الطبرخي لأن أباه كان من خوارزم وأمه من طبرستان فركب له من الاسمين نسبة وهو ابن أخت أبي جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ وأبو بكر المذكور أحد الشعراء المجيدين الكبار المشاهير كان إماما في اللغة والأنساب أقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب وكان مشارا إليه في عصره ( 383 )
    22 - القاضي التنوخي أبو علي المحسن بن علي بن محمد بن داود بن إبراهيم ابن تميم الأديب الأخباري صاحب التصانيف ولد بالبصرة وسمع بها من أبي العباس الأثرم وطائفة وببغداد من الصولي وغيره وعاش سبعا وخمسين سنة
    ومن شعره في بعض المشايخ وقد خرج ليستسقي وكان في السماء سحاب فلما دعا أصحت السماء فقال التنوخي
    خرجنا لنستسقي بفضل دعائه @@@ وقد كان هدب الفيم أن يبلغ الأرضا
    فلما ابتدا يدعو تقشعت السما @@@ فما تم إلا والغمام قد انفضا
    ومن المنسوب إليه أيضا
    قل للمليحة في الخمار المذهب @@@ أفسدت نسك أخي التقي المترهب
    نور الخمار ونور خدك تحته @@@ عجبا لوجهك كيف لم يتلهب
    وجمعت بين المذهبين فلم يكن @@@ للحسن عن ذهبيهما من مذهب
    فإذا أتت عيني لتسرق نظرة @@@ قال الشعاع لها اذهبي لا تذهبي ( 384 )
    23 - ابن حجاج الأديب أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر ابن الحجاج البغدادي الشيعي المحتسب الشاعر المشهور ذو المجون والخلاعة والسخف في شعره كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ويقال أنه في الشعر في درجة امرئ القيس وأنه لم يكن بينهما مثلهما لأن كل واحد منهما مخترع طريقة وله ديوان كبير يبلغ عشر مجلدات الغالب عليه الهزل والمجون والهجو والرفث وكان شيعيا غاليا
    وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشرى جمادى الآخرة بالنيل وحمل إلى بغداد ودفن عنه مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه وكان أوصى أن يدفن عند رجليه ويكتب على قبره وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ورآه بعد موته بعض أصحابه في المنام فسأله عن حاله فأنشد
    أفسد سوء مذهبي @@@ في الشعر حسن مذهبي
    لم يرض مولاي على @@@ سبي لأصحاب النبي
    والنيل التي مات بها على وزن نهر مصر بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة خرج منها جماعة من العلماء والأصل فيه نهر حفره الحجاج بن يوسف في هذا المكان آخذ من الفرات وسماه باسم نيل مصر وعليه قرى كثيرة ( 391 )
    24 - وكيع الشاعر المتقدم في زمانه على أقرانه ومن شعره
    لقد قنعت همتي بالخمول @@@ فصدت عن الرتب العالية
    وما جهلت طعم طيب العلا @@@ ولكنها تؤثر العافية
    ونظم أبو الفتح االقضاعي المدرس بتربة الشافعي بالقرافة في هذا المعنى فقال
    بقدر الصعود يكون الهبوط @@@ فإياك والرتب العالية
    وكن بمكان إذا ما سقطت @@@ تقوم ورجلاك في عافية
    لكن المتنبي أخذ بعلو همته في نقض ما قالوا فقال
    إذا غامرت في شرف مروم @@@ فلا تقنع بما دون النجوم
    فطعم الموت في أمر حقير @@@كطعم الموت في أمر عظيم ( 393 )
    25 - توفي البديع الهمذاني أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الحافظ المعروف ببديع الزمان صاحب المقامات المشهورة والرسائل الرائقة كان فصيحا مفوها وشاعرا مفلقا روى عن أبي الحسين أحمد بن فارس صاحب المجمل وعن غيره ومن رسائله المال إذا طال مكثه ظهر خبثه وإذا سكن متنه تحرك نتنه وكذلك الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثواؤه ويثقل ظله إذا انتهى محله والسلام ومن رسائله حضرته التى هى كعبة المحتاج لا كعبة الحجاج ومشعر الكرم لا مشعر الحرم ومني الضيف لا مني الخيف وقبلة الصلات لا قبلة الصلاة ومن شعره من جملة قصيدة طويلة
    وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا @@@ لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
    والدهر لو لم يخفف والشمس لو نطقت @@@ والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
    وله كل معنى حسن من نظم ونثر وكانت وفاته بمدينة هراة مسموما وقال الحاكم أبو سعيد عبد الرحمن بن دوست جامع رسائل البديع توفي البديع رحمه الله تعالى يوم الجمعة حادي عشر جمادى الآخرة قال الحاكم المذكور وسمعت الثقات يحكون أنه مات من السكتة وعجل دفنه فأفاق في قبره وسمع صوته بالليل وأنه نبش عنه فوجدوه قد قبض على لحيته ومات من هول القبر .
    والحريري به اقتدى في مقاماته وإياه عني بإنشاده
    ولو قبل مبكاها بكيت صبابة @@@ بسعدى شفيت النفس قبل التندم
    ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا @@@ بكاها فقلت الفضل للمتقدم ( 398 )
    26 - الببغاء الشاعر المشهور أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي النصيبيني مدح سيف الدولة والكبار ولقبوه بالببغاء لفصاحته وقيل للثغة في لسانه ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر وقال هو من أهل نصيبين وبالغ في الثناء عليه وذكر جملة من رسائله ونظمه ومن شعره
    يا سادتي هذه روحي تودعكم @@@ إذ كان لا الصبر يسليها ولا الجزع
    قد كنت أطمع في روحي الحياة لها @@@ والآن إذ بنتم لم يبق لي طمع
    لا عذب الله روحي بالبقاء فما @@@ أظنها بعدكم بالعيش تنتفع
    وله أيضا
    ومهفهف لما اكتست وجناته @@@ خلع الملاحة طرزت بعذاره
    لما انتصرت على أليم جفائه @@@ بالقلب كان القلب من أنصاره
    كملت محاسن وجهه فكأنما اقتبس @@@ الهلال النور من أنواره
    وإذا ألح القلب في هجرانه @@@ قال الهوى لا بد منه فداره
    وله وهو معنى بديع
    وكأنما نقشت حوافر خيله @@@ للناظرين أهلة في الجلمد
    وكأن طرف الشمس مطروف وقد @@@ جعل الغبار له مكان الأثمد
    وأكثر شعر الببغاء جيد ومقاصده فيه جميلة وكان قد خدم سيف الدولة ابن حمدان مدة وبعد وفاته تنقل في البلاد وتوفي يوم السبت سلخ شعبان وقال الخطيب في تاريخه توفي ليلة السبت سابع عشرى شعبان وقال الثعالبي سمعت الأمير أبا الفضل الميكالي يقول عند صدوره من الحج وحصوله ببغداد سنة تسعين وثلثمائة رأيت بها أبا الفرج الببغاء شيخا عالي السن متطاول الأمد قد أخذت الأيام من جسمه وقوته ولم تأخذ من ظرفه وأدبه ( 398 )
    27 - وفيها وقيل في التي بعدها أبو الفتح البستي الشاعر المفلق علي بن محمد الكاتب شاعر وقته وأديب ناحيته صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس الأنيس البديع التأسيس فمن ألفاظه البديعة قوله من أصلح فاسده أرغم حاسده من أطاع غضبه أضاع أدبه عادات السادات سادات العادات من سعادة جدك وقوفك عند حدك الرشوة رشاء الحاجات أجمل الناس من كان للأخوان مولى الفهم شجاع العقل المنية تضحك الأمنية حد العفاف الرضا بالكفاف ( 400 )

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    8 - المرأة

    1- أمَةُ الواحد ابنة القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حفظت القرآن والفقه والنحو والفرائض والعلوم وبرعت في مذهب الشافعي وكانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة ( 377 )
    2 - أمة السلام بنت القاضي أحمد بن كامل بن شجرة البغدادية كانت دينة فاضلة روت عن محمد بن إسماعيل البصلاني وغيره ( 390 )

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    9 - الطرائف والغرائب والملح

    1 - يموت بن المزرع أبو بكر العبدي النضري الأخباري العلامة وهو في عشر الثمانين روى عن خاله الجاحظ وأبي حفص الفلاس وطبقتهما وقال ابن الأهدل هو ابن أخت أبي عمرو الجاحظ كان أديبا أخباريا صاحب ملح ونوادر وكان لا يعود مريضا خشية أن يتطيروا باسمه ومدحه منصور الضرير فقال
    أنت تحيا والذي يكره @@@ أن تحيا يموت
    أنت ضوء الشمس بل أنت @@@ لروح النفس قوت
    وزاد ابن خلكان بيتا وهو
    أنت للحكمة بيت @@@ لا خلت منك البيوت
    وقال ابن خلكان وكان يقول بليت بالاسم الذي سماني به ابي فإني اذا عدت مريضا فاستأذنت عليه فقيل من هذا قلت ابن المزرع وأسقطت اسمى وقال ابن المزرع ( 304 )
    2 - توفي الحافظ أبو الحسن علي بن سراج بن أبي الأزهر المصري وكان من الضعفاء لفسقه بشرب المسكر قال الحافظ ابن ناصر الدين في بديعة البيان
    ثم على بن سراج المصري @@@ حوله شرابه ففر
    أي حوله عن العدالة إلى الفسق وعدم قبول الرواية شربه المسكر ففر أي انفر منه وهو أمر من الفرار ( 308 )
    3 - بدت من القاهر شهامة وإقدام فتحيل حتى قبض على مونس الخادم وبليق وابنه علي بن بليق ثم أمر بذبحهم وطيف برؤوسهم ببغداد ثم أمر بذبح يمن وابن زبرك فاستقامت بغداد وأطلقت أرزاق الجند وعظمت هيبة القاهرالنفوس ثم أمر بتحريم القيان والخمر وقبض على المغنين ونفى المخانيث وكسر آلات الطرب إلا أنه كان لا يكاد يصحو من السكر ويسمع القينات ( 321 )
    4 - الصولي أبو بكر محمد بن يحيى البغدادي الأديب الأخباري العلامة صاحب التصانيف أخذ الأدب عن المبرد وثعلب وروى عن أبي داود السجستاني وطائفة وروى عنه الدارقطني وغيره ونادم غير واحد من الخلفاء وجده الأعلى هو صول ملك جرجان وكان الصولي حسن الاعتقاد جميل الطريقة يضرب به المثل في لعب الشطرنج ويعتقد كثيرون إنه الذي وضعه وإنما وضعه صصه بن داهر وقيل ابن يلهب وقيل ابن قاسم وضعه لملك الهند شهرام واسمه بلهيث وقيل ماهيت وكان أزدشير بن بابك أول ملوك الفرس الأخيرة قد وضع النرد ولذلك قيل له نردشير لأنهم نسبوه إلى واضعه المذكور وجعله مثالا للدنيا وأهله فرتب الرقعة اثني عشر بيتا بعدد شهور السنة ومن الجهة الأخرى اثني عشر بيتا بعدد البروج وجعل القطع ثلاثين بعدد أيام الشهر وجعل الفصوص فيما يرمي به من كل جهتين سبعة بعدد أيام الأسبوع وجعل ما يأتي به اللاعب مثالا للقضاء والقدر فتارة له وتارة عليه فافتخرت ملوك الفرس بذلك فلما وضع صصه الشطرنج قضت حكماء ذلك العصر بترجيحه على النرد لأمور يطول شرحها ( 335 )
    5 - الطرائف وهي الأشياء الحسنة المتخذة من الخشب ( 346 )
    6 - بعث صاحب أرمينية إلى ناصر الدولة رجلين ملتصقين خلفة من جانب واحد فويق الحقو إلى دوين الإبط ولدا كذلك ولهما بطنان وسرتان ومعدتان ولم يمكن فصلهما وكان ربما يقع بينهما تشاجر فيختصمان ويحلف أحدهما لا يكلم الآخر أياما ثم يصطلحان فمات أحدهما قبل الآخر فلحق الحي الغم من نتن الرائحة فمات ( 352 )

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    10 - الفوائد التربوية و الدعوية والإيمانية
    1 - عبد الله بن زيدان بن بريد أبو محمد البجلي الكوفي عن إحدى وتسعين سنة روى عن أبي كريب وطبقته قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ لم ترعيني مثله كان ثقة حجة كان أكثر كلامه في مجلسه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك مكث نحو ستين سنة لم يضع جنبه على مضربة وكان صاحب ليل ( 313 )
    2 - محمد بن الفضيل البلخي الزاهد أبو عبد الله نزيل سمرقند وكان إليه المنتهى في الوعظ والتذكير يقال إنه مات في مجلسه أربعة أنفس وقال ست خصال يعرف بها الجاهل الغضب من غير شيء والكلام في غير نفع والعطية في غير موضعها وإفشاء السر والثقة بكل أحد ولا يعرف صديقه من عدوه وقال خطأ العالم أضر من عمل الجاهل وقال من ذاق حلاوة العلم لم يصبر عنه ومن ذاق حلاوة المعاملة أنس بها وقال العلوم ثلاثة علم بالله وعلم من الله وعلم مع الله فالعلم بالله معرفة صفاته ونعوته والعلم من الله علم الظاهر والباطن والحلال والحرام والأمر والنهي والأحكام والعلم مع الله هو علم الخوف والرجاء والمحبة والشوق وقال ثمرة الشكر الحب لله والخوف من الله وقال ذكر اللسان كفارة ودرجات وذكر القلب زلفٌ وقربات وذكر السر مشاهدة ومناجاة . (319 )
    3 - موسى بن العباس أبو عمران الجويني حدث عن جماعة وعنه جماعة صنف على صحيح مسلم مصنفا صار له عديلا وكان حافظا مجردا ثقة نبيلا وكان يقوم الليل يصلى ويبكي طويلا ( 323 )
    4 - الوزير الماذرائي أبو بكر محمد بن علي البغدادي الكاتب وزر لخمارويه صاحب مصر وعاش نحو التسعين سنة واحترقت سماعاته وسلم له جزآن سمعهما من العطاردي وكان من صلحاء الكبراء وأما معروفه فاليه المنتهي حتى قيل أنه أعتق في عمره مائة ألف رقبة قاله المسبحي ذكره في العبر والماذراني بفتح الذال المعجمة نسبة إلى ماذرا جد ( 345 )
    5 - وحكى غير واحد أنه وجد بخط الناصر رحمه الله تعالى أيام السرور التي صفت له دون تكدير يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا ويوم كذا من كذا وعدت تلك الأيام فكان فيها أربعة عشر يوما فاعجب أيها العاقل لهذه الدنيا وعدم صفائها وبخلها بكمال الأحوال لأوليائها هذا الخليفة الناصر حلف السعود المضروب به المثل في الارتقاء في الدنيا ملكها خمسين سنة وستة أو سبعة أشهر وثلاثة أيام ولم يصف له إلا أربعة عشر يوما فسبحان ذي العزة العالية القائمة والمملكة الباقية الدائمة تبارك اسمه وتعالى جده لا إله إلا هو ( 350 )
    6 - أبو الحسين الحجاجي نسبة إلى جدِّ محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري الحافظ الثقة المقرئ العبد الصالح الصدوق في ذي الحجة عن ثلاث وثمانين سنة قرأ على ابن مجاهد وسمع عمر بن أبي غيلان وابن خزيمة وهذه الطبقة بمصر والشام والعراق وخراسان وصنف العلل والشيوخ والأبواب قال الحاكم صحبته نيفا وعشرين سنة فلم أعلم أن الملك كتب عليه خطيئة وسمعت أبا علي الحافظ يقول ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت منه وأنا ألقبه بعفان لثبته رحمه الله تعالى ( 368 )
    7 - حسينك الحافظ أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري روى عن ابن خزيمة والسراج وعمر بن أبي غيلان وعبد الله ابن زيدان والكبار ومنه الحاكم والبرقاني وكان ثقة حجة محتشما توفي في ربيع الآخر قال الحاكم صحبته حضرا وسفرا نحو ثلاثين سنة فما رأيته ترك قيام الليل وكان يقرأ كل ليلة سبعا وأخرج مرة عن نفسه عشرة إلى الغزو ( 375 )

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    11 - الاحداث والوقائع والأوائل والأواخر

    1 - ومحمد بن زكريا الرازي الطبيب العلامة صاحب المصنفات في الطب والفلسفة وإنما اشتغل بعد أن بلغ الأربعين وكان في صباه مغنيا بالعود قاله في العبر وقال ابن الأهدل هو الطبيب الماهر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي المشهور وله في الطب كتاب الحاوي والأقطاف وكتاب المنصور وحجمه صغير جمع فيه بين العلم والطب والعمل ومن قوله مهما أمكن العلاج بالأغذية فلا يعالج بالأدوية والمفرد أولى من المركب وكان شغله بالطب بعد أربعين من عمره ( 311 )
    2 - كان أول ظهور الديلم وأول من غلب منهم على الري لبكى بن النعمان (( 315 )
    3 - حج بالناس منصور الديلمي فدخلوا مكة سالمين فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي فقتل الحجيج قتلا ذريعا في المسجد وفي فجاج مكة وقتل أمير مكة ابن محارب وقلع باب الكعبة واقتلع الحجر الأسود وأخذه إلى هجر وكان معه تسعمائة نفس فقتلوا في المسجد ألفا وسبعمائة نسمة وصعد على باب البيت وصاح
    أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا
    وقيل إن الذي قتل بفجاج مكة وظاهرها زهاء ثلاثين ألفا وسبى من النساء والصبيان نحو ذلك وأقام بمكة ستة أيام ولم يحج أحد قال محمود الأصبهاني دخل قرمطي وهو سكران فصفر لفرسه فبال عند البيت وقتل جماعة ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسر منه قطعة ثم قلعة وبقي الحجر الأسود بهجر نيفا وعشرين سنة ( 317 )
    4- المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق وكان بسلمية فبعث دعاته إلى اليمن والمغرب وحاصل الأمر أنه استولى على مملكة المغرب وامتدت دولته بضعا وعشرين سنة ومات في ربيع الأول بالمهدية التي بناها وكان يظهر الرفض ويبطن الزندقة ( 322 )
    5 - وكان الحج قد بطل من سنة سبع عشرة وثلثمائة إلى هذه السنة فكتب أبو علي محمد بن يحيى العلوي إلى القرامطة وكانوا يحبونه أن يأذنوا للحجاج ليسير بهم ويعطيهم من كل جمل خمسة دنانير ومن المحمل سبعة فأذنوا لهم فحج الناس وهي أول سنة مكس فيها الحاج ( 327 )
    6 - الأخشيذ أبو بكر محمد بن طغج بن جف التركي الفرغاني صاحب مصر والشام ودمشق والحجاز وغيرها وصاحب سرير الذهب والأخشيد لقب لكل من ملك فرغانة وكان الأخشيد ملكها وولاه خلفاء العباسيين الأمصار حتى عظم شأنه قال في العبر والأخشيد بالتركي ملك الملوك وطغج عبد الرحمن وهو من أولاد ملوك فرغانة وكان جده جف من الترك الذين حملوا إلى المعتصم فأكرمه وقربه ومات في العام الذي قتل فيه المتوكل فاتصل طغج بابن طولون وكان من كبار امرائه وكان الأخشيد شجاعا حازما يقظا شديد البطش لا يكاد أحد يجر قوسه توفي بدمشق في ذي الحجة وله ست وستون سنة ودفنوه ببيت المقدس وكان له ثماينة آلاف مملوك انتهى ما قاله في العبر وقال ابن خلكان وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه الصغير الذي سماه عيون السير أن جيشه كان يحتوي على أربعمائة ألف رجل وأنه كان جبانا وله ثمانية آلاف مملوك يحرسه في كل ليلة الفان منهم ويوكل بجانب خيمته الخدم إذا سافر ثم لا يثق حتى يمضي إلى خيم الفراشين فينام فيها ولم يزل على مملكته وسعادته إلى أن توفي في الساعة الرابعة من يوم الجمعة ثاني عشرى الحجة سنة أربع وثلاثين وثلثمائة بدمشق وحمل تابوته إلى بيت المقدس فدفن به ثم قال ابن خلكان وهو استاذ كافور الأخشيذي وفاتك المجنون ( 334 )
    7 - أعادت القرامطة الحجر الأسود إلى مكانه وكان بحكم بذل لهم في رده خمسين ألف دينار فلم يردوه وقالوا أخذناه بأمر وإذا ورد أمر رددناه فردوه وقالوا رددناه بأمر من أخذناه بأمره لتتم مناسك الناس ( 339 )
    8 - المنصور أبو الطاهر إسماعيل بن القائم بن المهدي عبيد الله العبيدي الباطني صاحب المغرب حارب مخلد بن كنداد الأباضي الذي كان قد قمع بني عبيد واستولى على ممالكهم فأسره المنصور فسلخه بعد موته وحشا جلده وكان فصيحا مفوها بطلا شجاعا يرتجل الخطب مات في شوال وله تسع وثلاثون سنة وكانت دولته سبعة أعوام ( 341 )
    9 - وقعة الحدث وهو مصاف عظيم جرى بين سيف الدولة والدمستق وكان الدمستق لعنه الله قد جمع خلائق لا يحصون من الترك والروس والبلغار والخزر فهزمه الله بحوله وقوته وقتل معظم بطارقته وأسر صهره وعدة بطارقة وقتل منهم خلق لا يحصون واستباح المسلمون ذلك الجمع واستغنى خلق ( 343 )
    10 - استنصرت الكلاب الروم على المسلمين فظفروا بسرية فأسروها وأسروا أميرها محمد بن ناصر الدولة بن حمدان ثم أغاروا على الرها وحران فقتلوا وسبوا وأخذوا حصن الهارونية وأحرقوه وكروا على ديار بكر وفي هذه المدة عمل الخطيب عبد الرحيم بن نباتة خطبه الجهاديات يحرض الإسلام على الغزاة ( 348 )
    11 - تمت وقعة هائلة ببغداد بين السنة والرافضة وقويت الرافضة بيني هاشم وبمعز الدولة وعطلت الصلوات في الجوامع ثم رأى معز الدولة المصلحة في القبض على جماعة من الهاشميين فسكنت الفتنة ( 349 )
    12 - توفي خليفة الأندلس وأول من تلقب بأمير المؤمنين من أمراء الأندلس الناصر لدين الله أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المرواني وكانت دولته خمسين سنة وقام بعده ولده المنتصر بالله وكان كبير القدر كثير المحاسن أنشأ مدينته الزهراء وهي عديمة النظير في الحسن غرم عليها من الأموال ما لا يحصى قاله في العبر وقال الشيخ أحمد المقري المتأخر في كتابه زهر الرياض في أخبار عياض
    وكانت سبتة مطمح همم ملوك العدوتين وقد كان للناصر المرواني صاحب الأندلس عناية واهتمام بدخولها في إيالته حتى حصل له ذلك
    ومنها ملك المغرب وكان تملكه إياها سنة تسع عشرة وثلثمائة وبها اشتد سلطانه وملك البحر بعدوية وصار المجاز في يده
    والناصر المذكور هو الباني لمدينة الزهراء العظيمة المقدار ولما بنى قصر الزهراء المتناهي في الجلالة أطبق الناس على أنه لم يبن مثله في الإسلام البتة وكل من رآه قطع أنه لم ير مثله ولم يبصر له شبها بل لم يسمع بمثله بل لم يتوهم كون مثله وذكر المؤرخ أبو مروان بن حيان صاحب الشرطة أن مباني قصر الزهراء اشتملت على أربعة آلاف سارية ما بين كبيرة وصغيرة حاملة ومحمولة ونيف على ثلثمائة سارية زائدة وأن مصارع أبوابها صغارها وكبارها كانت تنيف على خمسة عشر ألف باب وكان عدد الفتيان بالزهراء ثلاثة عشر ألف فتى وسبعمائة وخمسون فتى وعدة النساء بقصر الزهراء الصغار والكبار وخدم الخدمة ثلاثة آلاف وثلثمائة امرأة وأربع عشرة وذكر بعض أهل الخدمة في الزهراء أنه قدر النفقة فيها في كل يوم بثلثمائة ألف دينار مدة خمسة وعشرين عاما(350 )
    13 - وفيها كما قال في العبر رفعت المنافقون رؤوسها ببغداد وقامت الدولة الرافضية وكتبوا على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غصب فاطمة حقها ولعنة من نفى أبا ذر فمحته أهل السنة في الليل فأمر معز الدولة بإعادته فأشار عليه الوزير المهلبي أن يكتب ألا لعنة الله على الظالمين ولعنة معاوية فقط ( 351 )
    14 - مات السلطان معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي وكان في صباه يحتطب وأبوه يصيد السمك فما زال إلى أن ملك بغداد نيفا وعشرين سنة ومات بالاسمال عن ثلاث وخمسين سنة وكان من ملوك الجور والرفض ولكنه كان حازما سايسا مهيبا قيل أنه رجع في مرضه عن الرفض وندم على الظلم وقيل أن سابور ذا الأكتاف أحد ملوك الفرس من أجداده وكان أقطع طارت يده اليسرى في بعض الحروب وتملك بعده ابنه عز الدولة بختيار ( 356 )
    15 - سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي الجزري صاحب الشام بحلب في صفر وله بضع وخمسون سنة وكان بطلا شجاعا كثير الجهاد جيد الرأي عارفا بالأدب والشعر جوادا ممدحا مات بالفالج وقيل بعسر البول وكان قد جمع من الغبار الذي أصابه في الغزوات ما جاء منه لبنة بقدر الكف وأوصى أن يوضع خده إذا دفن عليها وتملك بعده ابنه سعد الدولة خمسا وعشرين سنة وبعده ولده أبو الفضل وبموته انقرض ملك بني سيف الدولة قال الثعالبي في يتيمته كان بنو حمدان ملوكا أوجههم للصباحة وألسنتهم للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة وسيف الدولة شهم سادتهم وواسطة قلادتهم لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعراء وغيرهم وكان شاعرا يرتاح للشعر وجرت بينه وبين أخيه ناصر الدولة وحشة فكتب إليه من شعره
    لست أجفو وإن جفوت ولا أترك @@@ حقا علي في كل حال
    إنما أنت والد والأب الجافي @@@ يجازى بالصبر والاحتمال
    وكتب إليه مرة أخرى
    رضيت لك العليا وإن كنت أهلها @@@ وقلت وهل بيني وبين أخي فرق
    ولم يك لي عنها نكول وإنما @@@ تجافيت عن حقي ليبقى لك الحق
    ولا بد لي من أن أكون مصليا@@@ إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق ( 356 )
    16 - أبو المسك كافور الحبشي الأسود الخادم الإخشيدي صاحب الديار المصرية اشتراه الإخشيد وتقدم عنده حتى صار من أكبر قواده لعقله ورأيه وشجاعته ثم صار أتابك ولده من بعده وكان صبيا فبقي الاسم لأبي القاسم أنوجور والدست لكافور فأحسن سياسة الأمور إلى أن مات أنوجور ومعناه بالعربي محمودفي سنة تسع وأربعين عن ثلاثين سنة وأقام كافور في الملك بعده أخاه عليا إلى أن مات في أول سنة خمس وخمسين وله إحدى وثلاثون سنة فتسلطن كافور واستوزر أبا الفضل جعفر بن خنزابة ابن الفرات وعاش بضعا وستين سنة قاله في العبر
    وأخباره كثيرة شهيرة منها أنه كان ليلة كل عيد يرسل وقر بغل دراهم في صرر مكتوب على كل صرة اسم من جعلت له من بين عالم وزاهد وفقير ومحتاج وتوفي يوم الثلاثاء عشرى جمادى الأولى فعلى هذا لم تطل مدته في الاستقلال بل كانت سنة واحدة وشيئا يسيرا رحمه الله تعالى وكانت بلاد الشام في مملكته أيضا مع مصر وكان يدعى له على المنابر بمكة والحجاز جميعه والديار المصرية وبلاد الشام من دمشق وحلب وأنطاكية وطرسوس والمصيصة وغير ذلك وكان تقدير عمره خمسا وستين ( 356 )
    17 - وفي هذه السنة من ولايته سقطت القبة الخضراء بمدينة المنصور وكانت تاج بغداد ومأثرة بني العباس وهي من بناء المنصور ارتفاعها ثمانون ذراعا وتحتها إيوان طوله عشرون ذراعا في عشرين ذراعا وعليها تمثال فارس بيده رمح فإذا استقبل بوجهه علم أن خارجيا يظهر من تلك الجهة فسقط رأس هذه القبة في ليلة ذات مطر ورعد ( 357 )
    18 - فيها كان خروج الروم من الكفور فأغاروا وقتلوا وسبوا ووصلوا إلى حمص وعظم المصاب وجاءت المغاربة مع القائد جوهر المغربي فأخذوا ديار مصر وأقاموا الدعوة لبني عبيد الرافضة مع أن الدولة بالعراق هذه المدة رافضية والشعار الجاهلي يقام يوم عاشوراء ويوم الغدير ( 358 )
    19 - وفي رمضان قدم المعز أبو تميم العبيدي مصر ومعه توابيت آبائه ونزل بالقصر بداخل القاهرة المعزية التي بناها مولاه جوهر لما افتتح الإقليم وقويت شوكة الرفض شرقا وغربا وخفيت السنن وظهرت البدع نسأل الله تعالى العافية ( 362 )
    20 - ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة الصابئ الحراني الطبيب المؤرخ صاحب التصانيف كان صابئ النحلة وكان ببغداد في أيام معز الدولة بن بويه وكان طبيبا عالما نبيلا تقرأ عليه كتب بقراط وجالينوس وكان فكاكا للمعاني وكان قد سلك مسلك جده ثابت في نظره في الطب والفلسفة والهندسة وجميع الصناعات الرياضية للقدماء وله تصنيف في التاريخ أحسن فيه ( 363 )
    21 - جوهر القائد أبو الحسن الرومي مولى المعز بالله ومقدم جيشه وظهيره ومؤيد دولته وموطد الممالك له وكان عاقلا سايسا حسن السيرة في الرعية على دين مواليه ولم يزل عالي الرتبة نافذ الكلمة إلى أن مات وجرت له فصول في أخذ مصر يطول ذكرها
    من ذلك ما ذكره ابن خلكان أن القائد جوهر وصل إلى الجيزة وابتدأ في القتال في الحادي عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين فأسرت رجال وأخذت خيل
    وفي يوم الجمعة ثامن ذي القعدة أمر جوهر بالزيادة عقيب الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم وصل على الأئمة الطاهرين آباء أمير المؤمنين وفي يوم الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين صلى القائد في جامع طولون بعسكر كثير وخطب عبد السميع بن عمر العباسي الخطيب وذكر أهل البيت وفضائلهم رضي الله عنهم ودعا للقائد جوهر وجهر القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم وقرأ سورة الجمعة والمنافقين في الصلاة وأذن بحي على خير العمل وهو أول ما أذن به بمصر ثم أذن به في سائر المساجد وقنت الخطيب في صلاة الجمعة وفي جمادى الأولى من السنة المذكورة أذنوا في جامع مصر العتيق بحي على خير العمل وسر القائد جوهر بذلك وكتب إلى المعز يبشره بذلك ولما دعا الخطيب على المنبر للقائد جوهر أنكر عليه وقال ليس هذا رسم موالينا وشرع في عمارة الجامع بالقاهرة وفرغ من بنائه في سابع شهر رمضان سنة إحدى وستين وجمع فيه الجمعة وأظن هذا الجامع المعروف بالأزهر ( 381 )
    22 - أبو عبيد الله المرزباني محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله الكاتب الأخباري العلامة المعتزلي صنف أخبار المعتزلة وأخبار الشعراء وغير ذلك وحدث عن البغوي وابن دريد ومات في شوال وله ثمان وثمانون سنة قال ابن خلكان الخراساني الأصل البغدادي المولد صاحب التصانيف المشهورة والمجاميع الغريبة وكان راوية للآداب صاحب أخبار وتآليفه كثيرة وكان ثقة في الحديث ومائلا إلى التشيع في المذهب وهو أول من جمع ديوان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي واعتنى به وهو صغير الحجم يدخل في مقدار ثلاث كراريس وقد جمعه من بعده جماعات وزادوا فيه أشياء ليست له وشعر يزيد مع قلته في غاية الحسن
    وجزم الذهبي في العبر أنه كان معتزليا وقال ابن الأهدل المرزباني البغدادي صاحب التصانيف المشهورة كان راوية في الأدب ثقة في الرواية ( 384 )
    23 - العزيز بالله أبو منصور نزار بن المعز معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بالله محمد بن المهدي العبيدي الباطني صاحب مصر والشام وولى الأمر بعد أبيه وعاش العزيز اثنتين وأربعين سنة وكان شجاعا جوادا حليما وكان أسمر أصهب أعين أشهل حسن الخلق قريبا من الناس لا يحب سفك الدماء له أدب وشعر وكان مغرى بالصيد وقام بعده ابنه الحاكم وهو الذي اختط جامع مصر القاهرة وبنى قصر البحر وقصر الذهب وجامع القرافة قيل أنه كتب إلى صاحب الأندلس المرواني يهجوه ويذم نسبه فكتب إليه المرواني عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لهجوناك وأجبناك والسلام فاشتد ذلك عليه وأفحمه لأن أكثر الناس لا يسلمون للعييديين نسبتهم إلى أهل البيت ووجد العزيز يوما رقعة على منبر الخطبة فيها
    إنا سمعنا نسبا منكرا @@@ يتلى على المنبر بالجامع
    إن كنت فيما تدعي صادقا @@@ فانسب أبا بعد الأب الرابع
    وإن ترد تحقيق ما قلته @@@ فانسب لنا نفسك كالطائع
    أو فدع الأشياء مستورة @@@وادخل بنا في النسب الواسع
    فإن أنساب بني هاشم @@@ يقصر عنها طمع الطامع ( 386 )
    24 - فيها أقبل الحاكم قاتله الله على التأله والدين وأمر بإنشاء دار العلم بمصر وأحضر فيها الفقهاء والمحدثين وعمر الجامع الحاكمي بالقاهرة وكثر الدعاء له فبقي كذلك ثلاث سنين ثم أخذ يقتل أهل العلم وأغلق تلك الدار ومنع من فعل كثير من الخير ( 400 )

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    12 - سير العلماء

    1 - الوزير ابن الفرات وكان عالما محبا للعلماء وبسببه سار الإمام الدارقطني من العراق إلى مصر ولم يزل عنده حتى فرغ من تأليف مسنده وكان كثير الإحسان إلى أهل الحرمين واشترى بالمدينة دارا ليس بينها وبين الضريح النبوي إلا جدار واحد ليدفن فيها ولما مات حمل تابوته إلى مكة ووقف به في مواقف الحج ثم إلى المدينة وخرجت الأشراف إلى لقائه لسالف إحسانه ودفن حيث أمر وقيل دفن بالقرافة رحمه الله تعالى ( 301 )
    2 - محمد بن سليمان بن فارس أبو أحمد الدلال النيسابوري انفق أموالا جليلة في طلب العلم وأنزل البخاري عنده لما قدم نيسابور وروى عن محمد ابن رافع وأبي سعيد الأشج وكان يفهم ويذاكر ( 312 )
    3 - أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي السامري مصنف مكارم الأخلاق ومسارى ء الأخلاق وغيرها سمع الحسن بن عرفة وعمر بن شبة وطبقتهما وتوفي بفلسطين في ربيع الأول وقد قارب التسعين ( 327 )
    4 - أبو الحسن المزين علي بن محمد البغدادي شيخ الصوفية صحب الجنيد وسهل بن عبد الله وجاور بمكة قال السلمي في طبقاته أقام بمكة مجاورا بها ومات بها وكان من أروع المشايخ وأحسنهم حالا قال الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة وقال ملاك القلب في التبري من الحول والقوة ورؤى يوما متفكرا واغرورقت عيناه فقيل له مالك أيها الشيخ فقال ذكرت أيام تقطعي في إرادتي وقطع المنازل يوما فيوما وخدمه متى لأولئك السادة من أصحابي وتذكرت ما أنا فيه من الفترة عن شريف الأحوال وأنشد
    منازل كنت تهواها وتألفها @@@ أيام كنت على الأيام منصورا
    وقال المعجب بعمله مستدرج والمستحسن لشيء من أحواله ممكور به والذي يظن أنه موصول فهو مغرور ( 328 )
    5 - علي بن محمد بن سختونة بن خمشاد أبو الحسن النيسابوري الحافظ العدل الثقة أحد الأئمة سمع الفضل بن محمد الشعراني وإبراهيم ديزيل وطبقتهما ورحل وطوف وصنف وله مسند كبير في أربعمائة جزء وأحكام في مائتين وستين جزءا توفي فجأة في الحمام وله ثمانون سنة قال أحمد بن إسحاق الضبعي صحبت علي بن خمشاد في الحضر والسفر فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة ( 338 )
    6 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن احمد الأصبهاني الصفار روى عن أسيد بن أبي عاصم وابن أبي الدنيا وطبقتهما وصنف في الزهد وغيره وصحب العباد وكان من أكثر الحفاظ حديثا قال الحاكم هو محدث عصره مجاب الدعوة لم يرفع رأسه إلى السماء نيفا وأربعين سنة توفي في ذي القعدة وله ثمان وتسعون سنة ( 339 )
    7 - ابن الأعرابي المحدث الصوفي القدوة أبو سعيد أحمد بن محمد ابن زياد بن بشر بن درهم البصري نزيل مكة في ذي القعدة وله أربع وتسعون سنة روى عن الحسن الزعفراني وسعد بن نصر وخلق كثير وعنه ابن المقرى وابن مندة وابن جميع وخلائق وكان ثقة نبيلا عارفا عابدا ربانيا كبير القدر بعيد الصيت وجمع وصنف ورحلوا إليه قال السخاوي وصنف للقوم كتبا كثيرة وصحب الجنيد وعمرو بن عثمان المكي والنوري وغيرهم
    وقال الذهبي وكان شيخ الحرم في وقته سندا وعلما وزهدا وعبادة وتسليكا وجمع كتاب طبقات النساك وكتاب تاريخ البصرة وصنف في شرف الفقر وفي التصوف ( 340 )
    8 - توفي العلامة أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضبعي بالضم والفتح ومهملة نسبة قال السيوطي إلى ضبيعة بن قيس بطن من بكر بن وائل وضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان انتهى وكان الضبعي هذا شيخ الشافعية بنيسابور سمع بخراسان والعراق والجبال فأكثر وبرع في الحديث وحدث عن الحرث ابن أبي أسامة وطبقته وأفتى نيفا وخمسين سنة وصنف الكتب الكبار في الفقه والحديث وقال محمد بن حمدون صحبته عدة سنين فما رأيته ترك قيام الليل قال الحاكم وكان الضبعي يضرب بعقله المثل وبرأيه وما رأيت في مشايخنا أحسن صلاة منه وكان لا يدع أحدا يغتاب في مجلسه ( 342 )
    9 - الإمام محمد بن محمد أبو النضر بنون وضاد معجمة الطوسي الشافعي مفتي خراسان كان أحد من عنى أيضا بالحديث ورحل فيه روى عن عثمان ابن سعيد الدارمي وعلي بن عبد العزيز وطبقتهما وصنف كتابا على وضع مسلم وكان قد جزأ الليل ثلثا للتصنيف وثلثا للتلاوة وثلثا للنوم قال الحاكم كان إماما بارع الأدب ما رأيت أحسن صلاة منه كان يصوم النهار ويقوم الليل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتصدق بما فضل عن قوته وسمعت منه كتابة المخرج على صحيح مسلم قال وقلت له متى تتفرغ للتصنيف مع ما أنت عليه من هذه الفتاوي فقال قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء جزءا للتصنيف وجزءا للصلاة والقراءة وجزءا للنوم وله نحو ستين سنة يفتي لم يؤخذ عليه في قال شيء قال وسمعت أبا حامد الإسماعيلي يقول ما يحسن بواحد منا أن يحدث في مدينة هو فيها قال وتوفي ليلة السبت الثالث عشر من شعبان ( 344 )
    10 - المسعودي المؤرخ صاحب مروج الذهب وهو أبو الحسن علي بن أبي الحسن رحل وطوف في البلاد وحقق من التاريخ مالم يحققه غيره وصنف في أصول الدين وغيرها من الفنون وقد ذكرها في صدر مروج الذهب وهو غير المسعودي الفقيه الشافعي وغير شارح مقامات الحريري قاله ابن الأهدل وتوفي في جمادي الآخرة ( 345 )
    11 - محدث خراسان ومسند العصر أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب ابن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم النيسابوري المعقلي المؤذن الوراق بنيسابور في ربيع الآخر وله مائة الإسنة حدث له الصمم بعد الرحلة ثم استحكم به وكان يحدث من لفظه حدث في الإسلام نيفا وسبعين سنة وأذن سبعين سنة وكان حسن الأخلاق كريما ينسخ بالأجرة وعمر دهرا ورحل إليه خلق كثير قال الحاكم ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه رأيت جماعة من الأندلس ومن أهل فارس على بابه ( 346 )
    12 - النجاد أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس البغدادي الفقيه الحافظ شيخ الحنابلة بالعراق وصاحب التصانيف والسنن سمع أبا داود السجستاني وإبراهيم الحربي وعبد الله بن الإمام أحمد وهذه الطبقة ومنه ابن مالك وعمر بن شاهين وابن بطة وصاحبه أبو جعفر العكبري وابن حامد وأبو الفضل التميمي وغيرهم وكانت له حلقتان في جامع المنصور
    حلقة قبل الصلاة للفتوى على مذهب الإمام أحمد وبعد الصلاة لإملاء الحديث واتسعت رواياته وانتشرت أحاديثه ومصنفاته وكان رأسا في الفقه رأسا في الحديث قال أبو إسحاق الطبري كان النجاد يصوم الدهر ويفطر على رغيف ويترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة أكل تلك اللقم إني استفضلها وتصدق بالرغيف وقال أبو علي بن الصواف وكان أحمد بن سلمان النجاد يجيء معنا إلى المحدثين ونعله في يده فقيل له بم لا تلبس نعلك قال أحب أن أمشي في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حاف فلعله ذهب إلى قوله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأخف الناس يعني حسابا يوم القيامة بين يدي الملك الجبار المسارع إلى الخيرات ماشيا على قدميه حافيا أخبرني جبريل إن الله تعالى ناظر إلى عبد يمشي حافيا في طلب الخير وقال أبو بكر النجاد تضايقت وقتا من الزمان فمضيت إلى إبراهيم الحربي فذكرت له قصتي فقال اعلم إني تضايقت يوما حتى لم يبقى معي إلا قيراط فقالت الزوجة فتش كتبك وانظر ما لا تحتاج إليه فبعه فلما صليت عشاء الآخرة وجلست في الدهليز أكتب إذ طرق علي الباب طارق فقلت من هذا فقال كلمني ففتحت الباب فقال أطفئ السراج فطفيتها فدخل الدهليز فوضع فيه كاره وقال اعلم أنا أصلحنا للصبيان طعاما فأحببنا ان يكون لك وللصبيان فيه نصيب وهذا أيضا شيء آخر فوضعه إلى جانب الكارة وقال تصرفه في حاجتك وأنا لا أعرف الرجل وتركني وانصرف فدعوت الزوجة وقلت لها اسرجي فأسرجت وجاءت وإذا الكارة منديل له قيمة وفيه خمسون وسطا في كل وسط لون من الطعام وإذا إلى جانب الكارة كيس فيه ألف دينار قال النجاد فقمت من عنده فمضيت إلى قبر أحمد فزرته ثم انصرفت فبينا أنا أمشي إلى جانب الخندق إذ لقتني عجوز من جيراننا فقالت لي أحمد فأجبتها فقالت مالك مغموم فأخبرتها فقالت اعلم أن أمك أعطتني قبل موتها ثلثمائة درهم وقالت لأي أخبئي هذه عندك فإذا رأيت ابني مضيقا مغموما فأعطيه إياها فتعال معي حتى أعطيك إياها فمضيت معها فدفعتها إلي وقال النجاد حدثنا معاذ بن المثنى ثنا جلاد بن أسلم ثنا محمد ابن فضيل عن ليث عن مجاهد كلهم قال في قول الله عز وجل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه معه على العرش وتوفي النجاد وقد كف بصره ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة ودفن صبيحة تلك الليلة عند قبر بشر بن الحارث وعاش خمسا وتسعين سنة ( 348 )
    13 - أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي قاضي الجماعة بقرطبة سمع من عبيد الله ابن يحيى الليثي وكان ظاهري المذهب فطنا مناظرا ذكيا بليغا مفوها شاعرا كثير التصانيف قوالا بالحق ناصحا للخلق عزيز المثل له الخطب المفحمة الخالصة الخارجة من قلب مخلص سليم عاش اثنتين وثمانين سنة ( 355 ))
    14 - أبو بكر بن النابلسي محمد بن أحمد بن سهل الرملي الشهيد سلخه صاحب مصر المعز وكان قد قال لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم سهما ورميت بني عبيد تسعة فبلغ القائد فلما قرره اعترف وأغلظ لهم فقتلوه وكان عابدا صالحا زاهدا قوالا بالحق ( 363 )
    15 - أبو علي الماسرجسي الحافظ أحد أركان الحديث بنيسابور الحسين ابن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري الثقة المأمون توفي في رجب وله ثمان وستون سنة روى عن جده وابن خزيمة وطبقتهما ورحل إلى العراق ومصر والشام قال الحاكم هو سفينة عصره في كثرة الكتابة صنف المسند الكبير مهذبا معللا في ألف وثلثمائة جزء وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه إليه أحد وكان يحفظه مثل الماء وصنف كتابا على البخاري وآخر على مسلم ودفن علم كثير بموته ( 365 )
    16 - محمد بن خفيف أبو عبد الله الشيرازي شيخ إقليم فارس وصاحب الأحوال والمقامات روى عن حماد بن مدرك وجماعة قال السلمي هو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان لم يبق للقوم أقدم منه سنا ولا أتم حالا متمسك بالكتاب والسنة فقيه على مذهب الشافعي كان من أولاد الأمراء فتزهد توفي في ثالث رمضان عن خمس وتسعين سنة وقيل عاش مائة سنة وأربع سنين
    وقال السبكي شيخ المشايخ وذو القدم الراسخ في العلم والدين كان سيدا جليلا وإماما حفيلا يستمطر الغيث بدعائه ويؤوب المصر بكلامه عن إغوائه من أعلم المشايخ بعلوم الظاهر وممن اتفقوا على عظيم تمسكه بالكتاب والسنة وكانت له أسفار وبدايات وأحوال عاليات ورياضات لقي من النساك شيوخا ومن السلاك طوائف رسخ قدمهم في الطريق رسوخا وصحب من أرباب الأحوال أحبارا وأخيارا وشرب من منهل الطريق كاسات كبارا وسافر مشرقا ومغربا وصابر النفس حتى انقادت له فأصبح مثنى الثناء عليها معربا ذا صبر على الطاعة لا يعصيه فيه قلبه واستمرار على المراقبة شهيد عليه ربه وجنب لا يدري القرار ونفس لا تعرف المأوى إلا البيداء ولا سكن إلا القفار وكان من أولاد الأمراء فتزهد حتى قال كنت أذهب وأجمع الخرق من المزابل وأغسلها وأصلح منها ما ألبسه وروى عنه القاضي أبو بكر بن الباقلاني وغيره ورحل إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري وأخذ عنه وهو من أعيان تلامذته وصنف من الكتب ما لم يصنفه أحد وعمر حتى عم نفعه البلدان وازدحم الناس على جنازته وصلى عليه نحو مائة مرة
    ( 371 )
    17 - الإمام الكبير الحافظ ابن بطة أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد ابن حمدان بن بطة العكبري الفقيه الحنبلي العبد الصالح توفي في المحرم وله ثلاث وثمانون سنة قال في العبر كان صاحب حديث ولكنه ضعيف من قبل حفظه روى عن البغوي وأبي ذر بن الباغندي وخلق وصنف كتابا كبيرا في السنة قال العتيقي كان مستجاب الدعوة انتهى كلام العبر وقال ابن ناصر الدين كان أحد المحدثين العلماء الزهاد ومن مصنفاته الإبانة في أصول الديانة انتهى وقال ابن أبي يعلى في طبقاته سمع من خلائق لا يحصون فإنه سافر الكثير إلى مكة والثغور والبصرة وغير ذلك وصحبه جماعة من شيوخ المذهب منهم أبو حفص البرمكي وأبو عبد الله بن حامد وأبو إسحاق البرمكي في آخرين ولما رجع من الرحلة لازم بيته أربعين سنة فلم ير في سوق ولا رؤي مفطرا إلا في يوم الفطر والأضحى وأيام التشريق وقال عبد الواحد بن علي العكبري لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة وكان أمارا بالمعروف
    ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره وقال أبو محمد الجوهري سمعت أخي أبا عبد الله يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له يا رسول الله أي المذاهب خير وقال قلت على أي المذاهب أكون فقال ابن بطة ابن بطة ابن بطة فخرجت من بغداد إلى عكبرا فصادف دخولي يوم جمعة فقصدت الشيخ أبا عبد الله بن بطة إلى الجامع فلما رآني قال لي ابتداء صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبو عبد الله بن بطة ولدت يوم الاثنين لأربع خلون من شوال سنة أربع وثلثمائة وولد ابن منيع رحمه الله سنة أربع عشرة ومائتين ومات يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلثمائة وقرأت عليه معجمه في نفر خاص في مدة عشرة أيام أو أقل أو أكثر وذلك في آخر سنة خمس عشرة وأول سنة ست عشرة وكان بعين ابن بطة ناصور وقد وصف له ترك العشاء فكان يجعل عشاءه قبل الفجر بيسير ولا ينام حتى يصبح وكان عالما بمنازل النيرين
    واجتاز ابن بطة بالأحنف العكبري فقام له فشق ذلك عليه فأنشأ الأحنف
    لا تلمني على القيام فحقي @@@ حين تبدو أن لا أمل القياما
    أنت من أكرم البرية عندي @@@ ومن الحق أن أجل الكراما
    فقال ابن بطة متكلفا له الجواب
    أنت إن كنت لأعدمتك ترعى @@@ لي حقا وتظهر الاعظاما
    فلك الفضل في التقدم والعلم @@@ ولسنا نحب منك احتشاما
    فاعفني الآن من قيامك أولا @@@ فسأجزيك بالقيام قياما
    وأنا كاره لذلك جدا @@@ أن فيه تملقا وآثاما
    لا تكلف أخاك أن يتلقاك @@@ بما يستحل فيه الحراما
    وإذا صحت الضمائر منا @@@ اكتفينا أن نتعب الأجساما
    كلنا واثق بود أخيه @@@ ففيم انزعاجنا وعلام
    ويقال أنه أفتى وهو ابن خمس عشرة سنة ومصنفاته تزيد على مائة رحمه الله تعالى ( 387 )
    18 - حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب الخطابي البستي بضم الموحدة وسكون السين المهملة وبالفوقية نسبة إلى بست مدينة من بلاد كابل أبو سليمان كان أحد أوعية العلم في زمانه حافظا فقيها مبرزا على أقرانه وقال ابن الأهدل أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي الشافعي صاحب التصانيف النافعة الجامعة منها معالم السنن وغريب الحديث وإصلاح غلط المحدثين وغيرها روى عن جماعة من الأكابر وروى عنه الحاكم وغيره ومن شعره
    وما غربة الإنسان في شقة النوى @@@ ولكنها والله في عدم الشكل
    وإني غريب بين بست وأهلها @@@ وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي
    ومنه
    فسامح ولا تستوف حقك دائما @@@وأفضل فلم يستوف قط كريم
    ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد @@@ كلا طرفي قصد الأمور ذميم
    ومنه
    ما دمت حيا فدار الناس كلهم @@@ فإنما أنت في دار المداراة
    ولا تعلق بغير الله في نوب @@@ إن المهيمن كافيك المهمات
    وسئل عن اسمه أحمد أو حمد فقال سميت بحمد وكتب الناس أحمد فتركته ( 388 )
    19 - أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي عبد الله بن أبي زيد شيخ المغرب أليه انتهت رياسة المذهب قال القاضي عياض حاز رياسة الدين والدنيا ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخص المذهب وملأ البلاد من تآليفه حج وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره وكان يسمى مالكا الأصغر قال الحبال توفي للنصف من شعبان ( 389 )
    20 - التاهرتي بفتح الهاء وسكون الراء وفوقيه نسبة إلى تاهرت موضع بإفريقية أبو الفضل أحمد بن القسم بن عبد الرحمن التميمي البزاز العبد الصالح سمع بالأندلس من قاسم بن أصبغ وطبقته وهو من كبار شيوخ ابن عبد البر ( 395 )
    21 - أبو نصر الملاحمي محمد بن أحمد بن محمد البخاري راوي كتاب قراءة خلف الإمام وكتاب رفع الأيدي تأليف البخاري رواهما عن محمود بن إسحق وكان حافظا ثقة عاش ثلاثا وثمانين سنة ( 395 )
    22 - عبد الوارث بن سفيان أبو القسم القرطبي الحافظ ويعرف بالحبيب أكثر عن القاسم بن أصبغ وكان من أوثق الناس فيه توفي لخمس بقين من ذى الحجة حمل عنه أبو عمر بن عبد البر الكبير ( 395 )
    23 - أبو عبد الله بن منده الحافظ العلم محمد بن اسحق بن محمد بن يحيى العبدى الاصبهانى الجوال صاحب التصانيف طوف الدنيا وجمع وكتب مالا ينحصر وسمع من ألف وسبعمائة شيخ وأول سماعه ببلده في سنة ثمان عشرة وثلثمائة ومات في سلخ ذى القعدة وبقى في الرحلة بضعا وثلاثين سنة قال أبو اسحاق بن حمزة الحافظ ما رأيت مثله وقال عبد الرحمن بن منده كتب أبى عن أبى سعيد بن الأعرابي ألف جزء وعن خيثمة ألف جزء وعن الأصم ألف جزء وعن الهيثم الشاشي ألف جزء وقال شيخ الإسلام الأنصاري أبو عبد الله ابن منده سيد أهل زمانه . وقال ابن ناصر الدين أبو عبد الله الإمام أحد شيوخ الإسلام وهو إمام حافظ جبل من الجبال ولما رجع من رحلته كانت كتبه أربعين حملا على الجمال حتى قيل أن أحدا من الحفاظ لم يسمع ما سمع ولا جمع ما جمع
    وقال ابن خلكان أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده العبدي الحافظ المشهور صاحب كتاب تاريخ أصبهان كان أوحد الحفاظ الثقات وهم أهل بيت كبير خرج منهم جماعة من العلماء ولم يكونوا عبديين وإنما أم الحافظ أبو عبد الله المذكور واسمها برة بنت محمد كانت من بني عبد ياليل فنسب إلى أخواله ( 395 )
    24 - أبو عمر الباجي أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الإشبيلي الحافظ العلم المشهور في المحرم وله ثلاث وستون سنة وكان يحفظ عدة مصنفات وكان إماما في الأصول والفروع ( 396 )

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 301 - 400 )

    13- الكرامات

    1 - الفقيه الزاهد السيد الجليل الصالح الورع جعفر بن عبد الرحيم اليمني من نواحي الجند سأله وإليها الإقامة عندهم فقال بشرطين أحدهما الاعفاء عن الحكم والثاني أن لا يأكل من طعام الوالي شيئا فاتفق يوما أنه حضر عقدا عند الوالي فقال الوالي هذا الموز أهداه لي فلان وذكر رجلا من أهل الحل فأكل جعفر اثنتين ثم تقأيهما في الدهليز ولما تولاها الصليحي سأله تولية القضاء فقال لا أصلح لها فغضب وخرج من عنده فأمر جنده أن يلحقوه ويقتلوه فضربوه بسيوفهم فلم تقطع شيئا مع تكرير الضرب فأعلموا الصليحي فأمرهم بالكتمان وسئل الفقيه عن حاله حين الضرب فقال كنت أقرأ يس فلم أشعر بذلك
    ( 400)

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي رد: فوائد وعبر من السير

    14 - أقوال مأثورة


    1 - قال بنان الحمال: الحر عبد ما طمع والعبد حر ما قنع ( 316 )
    2 - قال الخطيب حدثني محمد بن يوسف القطان سمعت أبا الفضل التميمي سمعت المطيع لله سمعت شيخي ابن منيع سمعت أحمد ابن حنبل يقول إذا مات أصدقاء الرجل ذل ( 363 )

    15 - الكوارث

    1 - فيها كما قال في الشذور اشتد الجوع وكثر الموت فمات بأصبهان نحو مائتي ألف ( 324 )
    2 - وأما بغداد فكان فيها قحط لم ير مثله وهرب الخلق وكان النساء يخرجن عشرين وعشرا يمسك بعضهن ببعض يصحن الجوع الجوع ثم تسقط الواحدة بعد الواحدة ميتة فأنا لله وإنا إليه راجعون ( 333 )

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 401 - 500 )

    1- الفوائد العقدية
    1- ابن الباقلاني القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المالكي الأصولي المتكلم صاحب المصنفات وأوحد وقته في فنه روى عن أبي بكر القطيعي وأخذ علم النظر عن أبي عبد الله بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري وكانت له بجامع المنصور حلقة عظيمة قال الخطيب كان ورده في الليل عشرين ترويحة في الحضر والسفر فإذا فرغ منها كتب خمسا وثلاثين ورقة من تصنيفه قاله في العبر وقال ابن الأهدل سيف السنة القاضي أبو بكر محمد ابن الطيب المشهور بابن الباقلاني الأصولي الأشعري المالكي مجدد الدين على رأس المائة الرابعة على الصحيح وقيل جدد بأبي سهل الصعلوكي صنف ابن الباقلاني تصانيف واسعة في الرد على الفرق الضالة حكي أن ابن المعلم متكلم الرافضة قال لأصحابه يوما وقد أقبل ابن الباقلاني جاءكم الشيطان فلما جلس ابن الباقلاني قال قال الله تعالى ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا وكان ورعا لم تحفظ عنه زلة ولا نقيصة وكان باطنه معمورا بالعبادة والديانة والصيانة وقال الطائي رأيته في النوم بعد موته وعليه ثياب حسنة في رياض خضرة نضرة وسمعته يقرأ في عيشة راضية في جنة عالية ورأيت قبل ذلك حسن حالهم فقلت من أين جئتم فقالوا من الجنة من زيارة القاضي أبي بكر انتهى ملخصا وقال ابن تيمية القاضي أبو بكر محمد بن الخطيب الباقلاني المتكلم وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده ( 403 )
    2 - ويوم العنصرة رابع عشرى حزيران وهو موسم للنصارى مشهور ببلاد الأندلس وفي هذا اليوم حبس الله الشمس على يوشع بن نون عليه السلام وفيه ولد يحيى بن زكرياء عليهما السلام ( 403 )
    3 - الإمام أبو بكر بن فورك بضم الفاء وفتح الراء الأستاذ محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني المتكلم صاحب التصانيف في الأصول والعلم روى مسند الطيالسي عن أبي محمد بن فارس وتصدر للإفادة بنيسابور وكان ذا زهد وعبادة وتوسع في الأدب والكلام والوعظ والنحو قال الأسنوي في طبقاته أقام بالعراق مدة يدرس ثم توجه إلى الري فسمعت به المبتدعة فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم ففعل وورد نيسابور فبنى له بها مدرسة دار فأحيا الله تعالى به أنواعا من العلوم وظهرت بركته على المتفقهة وبلغت مصنفاته قريبا من مائة تصنيف ثم دعي إلى مدينة غزنة من الهند وجرت له بها مناظرات عظيمة فلما رجع إلى نيسابور رسم في الطريق فمات فنقل إلى نيسابور فدفن بها ونقل عن ابن حزم أن السلطان محمود بن سبكتكين قتله لقوله أن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس هو رسول الله اليوم لكنه كان رسول الله ( 406 )
    4 - وقعت فتنة عظيمة بين السنة والشيعة وتفاقمت وقتل طائفة من الفريقين وعجز صاحب الشرطة عنهم وقاتلوه فأطلق النيران في سوق نهر الدجاج ( 408 )
    5 - اسستاب القادر بالله - وكان صاحب سنة - طائفة من المعتزلة والرافضة وأخذ خطوطهم بالتوبة وبعث الى السلطان محمود بن سبكتكين يأمره ببث السنة بخراسان ففعل ذلك وبالغ وقتل جماعة ونفى جماعة كثيرة من المعتزلة والرافضة والاسمعيلية والجهمية والمشبهة وأمر بلعنهم على المنابر ( 408 )
    6 - قتل الدرزي[ محمد بن اسماعيل الدرزي ] وقطع لكونه ادعى ربوبية الحاكم ( 408 )
    7 - قرئ في الموكب كتاب بمذاهب السنة وقيل فيه من قال أن القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم ( 409 )
    8 - القاضي عبد الجبار بن أحمد أبو الحسن الهمذاني الاسداباذي المعتزلي صاحب التصانيف عمر دهرا في غير السنة وروى عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان وعبد الله بن جعفر بن فارس وطبقتهما قال ابن قاضي شهبة في طبقاته عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليلي القاضي أبو الحسن الهمداني قاضي الري وأعمالها وكان شافعي المذهب وهو مع ذلك شيخ الاعتزال وله المصنفات الكثيرة في طريقهم وفي أصول الفقه قال ابن كثير في طبقاته ومن أجل مصنفاته وأعظمها كتاب دلائل النبوة في مجلدين أبان فيه عن علم وبصيرة جيدة وقد طال عمره ورحل الناس إليه من الأقطار واستفادوا به مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة ( 415 )
    9 - وفيها أبو علي بن سينا الرئيس الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا صاحب التصانيف الكثيرة في الفلسفة والطب وله من الذكاء الخارق والذهن الثاقب ما فاق به غيره وأصله بلخى ومولده ببخارا وكان أبوه من دعاة الإسماعيلية فأشغله في الصغر وحصل عدة علوم قبل أن يحتلم وتنقل في مدائن خراسان والجبال وجرجان ونال حشمة وجاها وعاش ثلاثا وخمسين سنة قال ابن خلكان في ترجمة ابن سينا اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم وأعتق مماليك وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة ثم مات بهمذان يوم الجمعة في شهر رمضان
    وقال ابن الأهدل قال اليافعي طالعت كتابه الشفا وما اجدره بقلب الفاء قافاً لاشتماله على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين والله أعلم بخاتمته وصحة توبته وقد كفره الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال وقال ابن الصلاح لم يكن من علماء الإسلام بل كان شيطانا من شياطين الأنس وأثنى عليه ابن خلكان ( 428 )
    10 - قال اللقاني في شرح الجوهرة وأما رؤيته تعالى مناما فجائزة اتفاقا وهي حق فان الشيطان لا يتمثل به تعالى كما لا يتمثل بالأنبياء والى قول بعض الحنفية رضي الله تعالى عنهم ويكفر من قال رأيت الله في المنام انتهى ولكن لا ينبغي إطلاق اللسان بالتكفير في مثل هذا قال التمر تاشي في شرح تنوير الأبصار في أول باب المرتد ما لفظه وفي فتح القدير ومن هزل بلفظ كفر ارتد وان لم يعتقد للاستخفاف فهو ككفر العناد والألفاظ التي يكفر بها تعرف في الفتاوي انتهى
    وقد أعرضنا عن ذكرها هنا لأنها أفردت بالتأليف وأكثر من ايرادها أصحاب الفتاوى
    مع أنه لا يفتي بشيء منها بالكفر إلا فيما اتفق المشايخ عليه لا تفاق كلمتهم في الفتاوي وغيرها أنه لا يفتي بتكفير مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره اختلاف ولو رواية ضعيفة قال شيخنا وهو الذي تحرر من كلامهم ثم قال فعلى هذا فأكثر ألفاظ التكفير المذكورة لا يفتي بالتكفير بها وقد ألزمت نفسي أن لا أفتي بشيء منها انتهى كلام التمر تاشي بحروفه ( 433 )
    11 - أبو ذر الهروي عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير الأنصاري الحافظ الثقة الفقيه المالكي نزيل مكة روى عن أبي الفضل بن حميرويه وأبي عمر بن حيويه وطبقتهما وروى الصحيح عن ثلاثة من أصحاب الفربرى وجمع لنفسه معجما وعاش ثمانيا وسبعين سنة وكان ثقة متقنا دينا عابدا ورعا بصيرا بالفقه والأصول أخذ علم الكلام عن ابن البلاقاني وصنف مستخرجا على الصحيحين وكان شيخ الحرم في عصره ثم أنه تزوج بالسروات وبقي يحج كل عام ويرجع ( 434 )
    12 - أبو الحسين البصري محمد بن علي بن الطيب شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف الكلامية وكان من أذكياء زمانه توفي ببغداد في ربيع الآخر وكان يقرئ الاعتزال ببغداد وله حلقة كبيرة قاله في العبر وقال ابن خلكان كان جيد الكلام مليح العبارة غزير المادة إمام وقته وله التصانيف الفائقة في الأصول منها المعتمد وهو كتاب كبير ومنه اخذ فخر الدين الرازي كتاب المحصول وله تصفح الأدلة في مجلدين وغرر الأدلة في مجلد كبير وشرح الأصول الخمسة وكتاب في الامامة وأصول الدين وانتفع الناس بكتبه وسكن بغداد وتوفي بها يوم الثلاثاء خامس ربيع الآخر ودفن بمقبرة الشونيز وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري ( 436 )
    13 - عُيّن ابن النسوي لشرطة بغداد فاتفقت الكلمة من السنة والشيعة انه متى ولي نزحوا عن البلد ووقع الصلح بهذا السبب بين الفريقين وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة وصلوا في مساجد السنة وخرجوا كلهم إلى زيارة المشاهد وتحابوا وتواددوا وهذا شيء لم يعهد من دهر ( 442 )
    14 - وفيها كما قال في العبر في صفر زال الأنس بين السنة والشيعة وعادوا إلى أشد ما كانوا عليه وأحكموا الرافضة سوق الكرخ وكتبوا على الأبراج محمد وعلى خير البشر فمن رضى فقد شكر ومن أبى فقد كفر واضطرمت الفتنة وأخذت ثياب الناس في الطرق وغلقت الأسواق واجتمع للسنة جمع لم ير مثله وهجموا دار الخلافة فوعدوا بالخير وثار أهل الكرخ والتقى الجمعان وقتل جماعة ونبشت عدة قبور للشيعة مثل العونى والناسى والجذوعى وطرحوا النيران في التراب وتم على الرافضة خزى عظيم فعمدوا إلى خان الحنفية فأحرقوه وقتلوا مدرسهم أبا سعد السرخسي رحمه الله ( 443 )
    15 - أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي صاحب التصانيف قال الخطيب كان مضطلعا بعلوم كثيرة منها النحو واللغة والنسب وأيام العرب والمتقدمين وله أنس شديد بعلم الحديث وقال ابن ماكولا سمع من ابن بطة وذهب بموته علم العربية من بغداد وكان أحد من يعرف الأنساب لم أر مثله وكان فقيها حنفيا أخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصري وتقدم فيه وقال ابن الأثير له اختيار في الفقه وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس ولا يقبل من أحد شيئا مات في جمادي الآخرة وقد جاوز الثمانين وكان يميل إلى أرجاء المعتزلة ويعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار ( 456 )
    16 - أبو القاسم القشيري عبد الكريم بن هوازن النيسابوري الصوفي الزاهد شيخ خراسان وأستاذ الجماعة ومصنف الرسالة توفي في ربيع الآخر وله تسعون سنة روى عن أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم وطائفة قال أبو سعد السمعاني لم ير أبو القسم مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين الشريعة والحقيقة رحمه الله
    وقال السخاوي عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك ابن طلحة بن محمد القشيري أبو القسم المفسر المحدث الفقيه الشافعي المتكلم الأصولي الأديب النحوي الكاتب الشاعر الصوفي لسان عصره وسيد وقته سيد لم ير مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين علمي الشريعة والحقيقة وصنف التفسير الكبير قبل العشر والاربعمائة وخرج في رفقه إلى الحج فيها الإمام أبو محمد الجويني وأحمد بن الحسين البيهقي الأمام وكان أملح خلق الله وأظرفهم شمائل ولد سنة ست وسبعين وثلثمائة في ربيع الأول وتوفي في صبيحة يوم الأحد قبل طلوع الشمس سادس عشر ربيع الآخر ودفن في المدرسة بجانب شيخه أبي علي الدقاق
    قال السبكي ومن تصانيفه التفسير الكبير وهو من أجود التفاسير وأوضحها والرسالة المشهورة المباركة التي قل ما تكون في بيت وينكب والتحبير في التذكير وأدب الصوفية ولطائف الاشارات و كتاب الجواهر وعيون الأجوبة في أصول الأسئلة و كتاب المناجاه وكتاب نكت أولى النهى و كتاب أحكام السماع ( 465 )
    17 - وكان ولده ( ولد أبي القاسم القشيري ) أبو نصر عبد الرحيم إماما كبيرا أشبه أباه في علومه ومجالسه
    ثم واظب درس إمام الحرمين أبى المعالي حتى وصل طريقه في المذهب والخلاف ثم خرج للجم فوصل إلى بغداد وعقد بها مجلس وعظ وحصل له قبول عظيم وحضر الشيخ أبو اسحق الشيرازي مجلسه وأطبق علماء بغداد أنهم لم يروا مثله وجرى له مع الحنابلة خصام بسبب الاعتقاد لأنه تعصب للاشاعرة وانتهى الأمر إلى فتنة قتل فيها جماعة من الفريقين وتوفي بنيسابور ضحوة نهار الجمعة سابع عشرى جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة ودفن بالمشهد المعروف بهم والقشيري بالضم والفتح نسبة إلى قشير بن كعب قبيلة كبيرة ( 465 )
    18 - البكري أبو بكر المقرئ الواعظ م دعاة الأشعرية وفد على نظام الملك بخراسان فنفق عليه وكتب له سجلا أن يجلس بجوامع بغداد فقدم وجلس ووعظ ونال من الحنابلة سبا وتكفيرا ونالوا منه ولم تطل مدته ( 476 )

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 401 - 500 )

    2 - الفوائد الفقهية
    1 - أبو عمر بن المكوى أحمد بن عبد الملك الإشبيلي المالكي انتهت إليه رياسة العلم بالأندلس في زمانه مع الورع والصيانة دعى إلى القضاء بقرطبة مرتين فامتنع وصنف كتاب الاستيعاب في مذهب مالك في عشر مجلدات توفي فجأة عن سبع وسبعين سنة
    ( 401 )
    2 - أبو عمر بن الجسور أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي مولاهم القرطبي روى عن قاسم بن أصبغ وخلق ومات في ذي القعدة وهو أكبر شيخ لابن حزم
    ( 401 )
    3 - الوزير أحمد بن سعيد بن حزم أبو عمرو الأندلسي والد العلامة أبي محمد كان كاتبا مفتيا لغويا متبحرا في علم اللسان
    ( 402 )
    4 - ابن اللبان الفرضي العلامة أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن البصري روى سنن أبي داود عن ابن داسه وسمعها منه القاضي أبو الطيب الطبري قال الخطيب انتهى إليه علم الفرائض وصنف فيها كتبا وكان يقول ليس في الأرض فرضي إلا من أصحابي وأصحاب أصحابي أو لا يحسن شيئا قال الأسنوي نقل عنه الرافعي في مواضع منها أن زكاة الفطر لا تجب وكذا قال ابن قاضي شهبة وقال أيضا انتهى إليه علم الفرائض وصنف فيه كتبا منها كتاب الإيجاز مجلد نفيس وكتبا كثيرة ليس لأحد مثلها ولديه علوم أخر وبنيت له مدرسة ببغداد وكان يدرس بها قال الشيخ أبو إسحق كان إماما في الفقه والفرائض وعنه أخذ الناس الفرائض وممن أخذ عنه أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي أستاذ أبي حامد الاسفرائيني في الفرائض ( 402 )
    5 - أبو عبد الله الجعفي محمد بن عبد الله بن الحسين الكوفي القاضي المعروف بالهرواني نسبة إلى هراة مدينة بخراسان أحد الأئمة الأعلام في مذهب الإمام أبي حنيفة روى عن محمد بن القسم المحاربي وجماعة قال الخطيب قال من عاصره بالكوفة لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى وقته أفقه منه وقال لي العتيقي ما رأيت مثله بالكوفة وقال في العبر ولد سنة خمس وثلثمائة وقد قرأ عليه أبو علي غلام الهراس
    ( 402 )
    6 - الحسن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبد الله البغدادي إمام الحنبلية في زمانه ومدرسهم ومفتيهم قال القاضي أبو يعلى كان ابن حامد مدرس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه وله المصنفات العظيمة منها كتاب الجامع نحو أربعمائة جزء في اختلاف العلماء وكان معظما مقدما عند الدولة وغيرهم وقال غيره روى عن النجاد وغيره وتفقه على أبي بكر عبد العزيز وكان قانعا يأكل من النسخ ويكثر الحج فلما كان في هذا العام حج وعدم فيمن عدم إذ أخذ الركب قاله في العبر وقال القاضي حسين في طبقاته له المصنفات في العلوم المختلفات منها الجامع في المذهب نحو من أربعمائة جزء وله شرح الخرقي وشرح أصول الدين وأصول الفقه سمع أبا بكر بن مالك وأبا بكر الشافعي وأبا بكر النجاد وأبا علي بن الصواف وأحمد بن سلم الحنبلي في آخرين وقال أبو عبد الله بن حامد أعلم عصمنا الله وإياك من كل زلل أن الناقلين عن أبي عبد الله رضي الله عنه ممن سميناهم وغيرهم إثبات فيما نقلوه وأمناء فيما دونوه وواجب تقبل كل ما نقلوه وإعطاء كل رواية حظها على موجبها ولا تعل رواية وإن انفردت ولا ينسب إليه في مسئلة رجوع إلا ما وجد ذلك عنه نصا بالصريح وإن نقل كنت أقول به وتركناه فإن عرى عن حد الصريح في الترك والرجوع أقر على موجبه واعتبر حال الدليل فيه لا اعتقاده بمثابة ما اشتهر من روايته وقد رأيت بعض من يزعم أنه منتسب إلى الفقه يلين القول في كتاب إسحق بن منصور ويقول أنه يقال أن أبا عبد الله رجع عنه وهذا قول من لا ثقة له بالمذهب إذ لا أعلم أن أحدا من أصحابنا قال بما ذكره ولا أشار إليه وكتاب ابن منصور أصل بداية حاله يطابق نهاية شأنه إذ هو في بدايته سؤالات محفوظة ونهايته أنه عرض على أبي عبد الله فاضطرب لأنه لم يكن يقدر أنه لما سأله عنه مدون فما أنكر عليه من ذلك حرفا ولا رد عليه من جواباته جوابا بل أقره على ما نقله واشتهر في حياة أبي عبد الله ذلك بين أصحابه فاتخذه الناس أصلا إلى آخر أوانه ولابن حامد المقام المشهود في أيام القادر وقد ناظر ابا حامد الاسفرائيني في وجوب الصيام ليلة الغمام في دار القادر بالله بحيث سمع الخليفة الكلام فخرجت الجائزة السنية له من أمير المؤمنين فردها مع حاجته إلى بعضها فضلا عن جميعها تعففا وتنزها ( 403 )
    7 - القاضي أبو عبد الله الحليمي الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف أخذ عن أبي بكر القفال الشاشي وهو صاحب وجه في المذهب قال ابن قاضي شهبة قال الحاكم أوحد الشافعيين بما وراء النهر وأنظرهم وآدبهم بعد أستاذيه أبوي بكر القفال والأودني وكان مفننا فاضلا له مصنفات مفيدة نقل منها الحافظ أبو بكر البيهقي كثيرا وقال في النهاية كان الحليمي رجلا عظيم القدر لا يحيط بكنه علمه الأغواص ولد سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة ومات في جمادى وقيل في ربيع الأول ومن تصانيفه شعب الإيمان كتاب جليل في نحو ثلاث مجلدات وآيات الساعة وأحوال القيامة فيه معان غريبة لا توجد في غيره
    ( 403 )
    8 - أبو الحسن القابسي علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني الفقيه شيخ المالكية أخذ عن ابن مسرور الدباغ وفي الرحلة عن حمزة الكتاني وطائفة وصنف تصانيف فائقة في الأصول والفروع وكان مع تقدمه في العلوم حافظا صالحا تقيا ورعا حافظا للحديث وعلله منقطع القرين وكان ضريرا ( 403 )
    9 - أبو بكر الخوارزمي محمد بن موسى شيخ الحنفية ومن انتهت إليه رياسة المذهب في الآفاق أخذ عن أبي بكر أحمد بن علي الرازي وسمع من أبي بكر الشافعي قال البرقاني سمعته يقول ديننا دين العجايز ولسنا من الكلام في شيء وقال القاضي الصيمري ما شاهد الناس مثل شيخنا أبي بكر الخوارزمي في حسن الفتوى وحسن التدريس دعي إلى القضاء مرة فامتنع وتوفي في جمادى الأولى قاله في العبر ( 403 )
    10 - أبو الطيب الصعلوكي سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان العجلي النيسابوري الشافعي مفتي خراسان ومجدد القرن الرابع على قول روى عن الأصم وجماعة قال الحاكم هو أنظر من رأينا وقال ابن خلكان كان أبو الطيب المذكور مفتي نيسابور وابن مفتيها أخذ الفقه عن أبيه أبي سهل الصعلوكي وكان في وقته يقال له الإمام وهو متفق عليه عديم المثل في علمه وديانته وسمع أباه ومحمد بن يعقوب الأصم وابن مسطور وأقرانهم وكان فقيها أديبا متكلما خرجت له الفوائد من سماعاته وقيل أنه وضع له في المجلس أكثر من خمسمائة محبرة وجمع رياسة الدنيا والآخرة وأخذ عنه فقهاء نيسابور وتوفي في المحرم قال عبد الواحد اللخمي أصاب سهل الصعلوكي رمد فكان الناس يدخلون عليه وينشدونه من النظم ويروون من الآثار ما جرت العادة به فدخل الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي وقال أيها الإمام لو أن عينيك رأتا وجهك لما رمدت فقال له الشيخ سهل ما سمعت بأحسن من هذا الكلام وسر به ( 404 )
    11 - الشيخ أبو حامد الاسفرائيني أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الفقيه شيخ العراق وإمام الشافعية ومن إليه انتهت رياسة المذهب قدم بغداد صبيا فتفقه على ابن المرزبان وأبي القسم الداركي وصنف التصانيف وطبق الأرض بالأصحاب وتعليقته في نحو خمسين مجلدا وكان يحضر درسه سبعمائة فقيه توفي في شوال وله اثنتان وستون سنة وقد حدث عن أبي أحمد بن عدي وجماعة قاله في العير وقال ابن شهبة ولد سنة أربع وأربعين وثلثمائة واشتغل بالعلم قال سليم وكان يحرس في درب وكان يطالع الدرس على زيت الحرس وأفتى وهو ابن سبع عشرة سنة وقدم بغداد سنة أربع وستين فتفقه على ابن المرزباني والداركي وروى الحديث عن الدار قطني وأبي بكر الإسماعيلي وأبي أحمد بن عدي وجماعة وأخذ عن الفقهاء والأئمة ببغداد وشرح المختصر في تعليقته التي هي في خمسين مجلدا ذكر فيها خلاف العلماء وأقوالهم ومآخذهم ومناظراتهم حتى كان يقال له الشافعي وله كتاب في أصول الفقه قال الشيخ أبو إسحق انتهت إليه رياسة الدين والدنيا ببغداد وجمع مجلسه ثلثمائة متفقه واتفق الموافق والمخالف على تفضيله وتقديمه في جودة الفقه وحسن النظر ونظافة العلم وقال الخطيب أبو بكر حدثونا عنه وكان ثقة وقد رأيته وحضرت تدريسه وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه وكان الناس يقولون لو رآه الشافعي لفرح به توفي في شوال ودفن في داره ثم نقل سنة عشر وأربعمائة إلى باب حرب ( 406 )
    12 - الإمام أبو الحسن بن ماشاذه علي بن محمد بن أحمد بن ميله الأصفهاني الفقيه الفرضي الزاهد روى عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم وأبي علي المصاحفي وعبد الله بن جعفر بن فارس وطائفة وأملى عدة مجالس قال أبو نعيم وبه ختم كتاب الحلية ختم المتحقق بطريقة الصوفية بأبي الحسن لما أولاه الله من فنون العلم والسخاء والفتوة كان عارفا بالله فقيها عاملا له الحظ الجزيل من الأدب وقال أبو نعيم أيضا كانت لا تأخذه في الله لومة لائم كان ينكر على المشبهة بالصوفية وغيرهم فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه ( 414 )
    13 - توفي أبو الحسن المحاملي شيخ الشافعية أحمد بن محمد بن أحمد بن القسم ابن إسماعيل الضبي تفقه على والده أبي الحسين وعلى الشيخ أبي حامد الاسفرائيني ورحل به أبوه فأسمعه بالكوفة من ابن أبي السري البكائي ومات في ربيع الآخر عن سبع وأربعين سنة وكان عديم النظير في الذكاء والفطنة صنف عدة كتب قال الشيخ أبو حامد هو اليوم أحفظ للفقه مني وحكى ابن الصلاح عن الفقيه سليم أن المحاملي لما صنف كتبه المقنع والمجرد وغير ذلك من كتب أستاذه أبي حامد ووقف عليها قال بتر كتبي بتر الله عمره فما عاش إلا يسيرا حتى مات ونفذت فيه دعوة الشيخ أبي حامد ومن تصانيفه المجموع قريب من حجم الروضة مشتمل على نصوص كثيرة وكتاب رؤس المسائل مجلدان وكتاب عدة المسافر وغير ذلك ( 415 )
    14 - أبو بكر القفال المروزي عبد الله بن أحمد شيخ الشافعية بخراسان صار إمام الخراسانيين كما أن القفال الكبير الشاشي شيخ طريقة العراقيين لكن المروزي أكثر ذكرا في كتب الفقه ويذكر مطلقا وإذا ذكر الكبير قيد بالشاشي قال ابن قاضي شهبة عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير شيخ طريقة خراسان وإنما قيل له القفال لأنه كان يعمل الاقفال في ابتداء أمره وبرع في صناعتها حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات فلما كان ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء فأقبل على الفقه فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره وصار إماما يقتدى به فيه وتفقه عليه خلق من أهل خراسان وسمع الحديث وحدث وأملى قال الفقيه ناصر العمرى لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه ولا يكون بعده مثله وكنا نقول انه ملك في صورة إنسان
    وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه أبو بكر القفال وحيد زمانه فقها وحفظا وورعا وزهدا وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه امتن طريقة وأكثرها تحقيقا رحل إليه الفقهاء من البلاد وتخرج به أئمة وذكر القاضي الحسين أن أبا بكر القفال كان في كثير من الأوقات يقع عليه البكاء في الدرس ثم يرفع رأسه فيقول ما أغفلنا عما يراد بنا وقال الشيخ أبو محمد اخرج القفال يده فإذا على كفه آثار فقال هذا أثار عمل في ابتداء شبيبتي وكان مصابا بإحدى عينيه ( 417 )
    15 - أبو اسحاق الإسفراييني إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الأصولي المتكلم الشافعي أحد الأعلام وصاحب التصانيف روى عن دعلج وطبقته وأملى مجالس وكان شيخ خراسان في زمانه توفي يوم عاشوراء وقد نيف على الثمانين وهو شيخ خراسان يقال انه بلغ رتبة الاجتهاد وله المصنفات الكثيرة منها الجامع في أصول الدين خمس مجلدات وتعليقة في أصول الفقه وغير ذلك وخرج له ابو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء وذكره في تاريخه لجلالته وقد مات الحاكم قبله قال في حقه قد أقر له العلماء بالتقدم قال وبنى له مدرسة لم يبن مثلها فدرس بها وبه تفقه القاضي أبو الطيب الطبري والقشيري والبيهقي وكان يقول أشتهى أن أموت بنيسابور ليصلي على جميع أهلها فتوفي بها يوم عاشوراء ثم نقل إلى بلده إسفرائين ودفن في مشهده المعروف ( 418 )
    16 - قال الشيخ أبو اسحق الشيرازي في الطبقات ومنهم
    شيخنا وأستاذنا أبو الطيب الطبري توفي عن مائة وسنتين ولم يختل عقله ولا تغير فهمه يفتى مع الفقهاء ويستدرك عليهم الخطأ ويقضي ويشهد ويحضر المواكب إلى أن مات تفقه بآمل على الزجاجي صاحب ابن القاص وقرأ على أبي سعيد الإسماعيلي وأبي القسم بن كج بجرجان ثم ارتحل إلى نيسابور وأدرك ابا الحسن الماسرجسى وصحبه اربع سنين ثم ارتحل الى بغداد وعلق عن أبي محمد البافي صاحب الداركي وحضر مجلس أبي حامد ولم أر ممن رأيت أكمل اجتهادا وأشد تحقيقا وأجود نظرا منه شرح مختصر المزني وصنف في الخلاف والمذهب والأصول والجدل كتبا كثيرة ليس لأحد مثلها ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة ودرست أصحابه في مجلسه بأذنه ورتبني في حلقته وسألني أن أجلس في مجلسه للتدريس ففعلت في سنة ثلاثين وأربعمائة أحسن الله عني حزاءه ورضى عنه وقال الخطيب البغدادي كان أبو الطيب ورعا عارفا بالأصول والفروع محققا حسن الخلق صحيح المذهب اختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين وقال سمعت أبا بكر محمد بن محمد المؤدب سمعت أبا محمد الباقي يقول أبو الطيب أفقه من أبي حامد الأسفرائيني وسمعت أبا حامد يقول أبو الطيب أفقه من أبي محمد البافي ( 450 )
    17 - الماوردي أقضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي مصنف الحاوي والاقناع وأدب الدنيا والدين وكان أماما في الفقه والأصول والتفسير بصيرا بالعربية ولي قضاء بلاد كثيرة ثم سكن بغداد وعاش ستا وثمانين سنة تفقه على أبي القسم الصيمري بالبصرة وعلى أبي حامد ببغداد وحدث عن الحسن الجيلي صاحب أبي خليفة الجمحي وجماعة وآخر من روى عنه أبو العز بن كادش قال ابن قاضي شهبة هو أحد أئمة أصحاب الوجوه قال الخطيب كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعين وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وفي غير ذلك وكان ثقة ولي قضاء بلدان شتى ثم سكن بغداد وقال ابن خيرون كان رجلا عظيم القدر متقدما عند السلطان أحد الأئمة له التصانيف الحسان في كل فن من العلم وذكره ابن الصلاح في طبقاته واتهم بالاعتزال في بعض المسائل بحسب ما فهم عنه في تفسيره في موافقة المعتزلة فيها ولا يوافقهم في جميع أصولهم ومما خالفهم فيه أن الجنة مخلوقة نعم يوافقهم في القول في القدر وهي بلية على البصريين توفي في ربيع الأول سنة خمسين بعد موت أبي الطيب بأحد عشر يوما عن ست وثمانين سنة
    ومن تصانيفه الحاوي قال الأسنوي ولم يصنف مثله و كتاب الأحكام السلطانية وهو تصنيف عجيب مجلد والإقناع مختصر يشتمل على غرائب والتفسير ثلاث مجلدات وأدب الدين والدنيا وغير ذلك ( 450 )
    18- العبادي القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن عباد الهروي شيخ الشافعية وصاحب التصانيف تفقه على القاضي أبي منصور الازدي وبنيسابور على أبي عمر البسطامي وكان دقيق النظر أماما واسع العلم له المبسوط وأدب القاضي والهادي و كتاب المياه و كتاب الأطعمة و كتاب الزيادات وزيادات الزيادات و كتاب طبقات الفقهاء وأخذ عنه أبو سعيد الهروي وولده أبو الحسن العبادي وغيرهما قال أبو سعد السمعاني كان إماما ثبتا مناظرا دقيق النظر سمع الكثير وتفقه وصنف كتبا في الفقه مات في شوال ( 458 )
    19 - أبو يعلي بن الفراء شيخ الحنابلة القاضي الحبر محمد بن الحسين بن محمد ابن خلف البغدادي صاحب التصانيف وفقيه العصر كان إماما لا يدرك قراره ولا يشق غباره عاش ثمانيا وسبعين سنة وحدث عن أبي الحربي والمخلص وطبقتهما وأملى عدة مجالس وولى قضاء الحريم وتوفي في تاسع عشر رمضان ( 458 )
    20 - أبو الحسن الآمدي علي بن محمد بن عبد الرحمن الحنبلي ويعرف قديما بالبغدادي نزل ثغر آمد وأخذ عن اكابر أصحاب القاضي أبي يعلي قال ابن عقيل فيه بلغ من النظر الغاية وكان له مروءة يحضر عنده الشيخ أبو اسحق الشيرازي وأبو الحسن الدامغاني وكانا فقيهين فيضيفهما بالأطعمة الحسنة ويتكلم معهما إلى أن يمضي من الليل أكثره وكان هو المتقدم على جميع أصحاب القاضي أبي يعلي وقال القاضي الحسين وتبعه ابن السمعاني أحد الفقهاء الفضلاء والمناظرين الأذكياء ( 465 )
    21- أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي القرطبي بالمرية في رجب عن إحدى وسبعين سنة روى عن يونس بن عبد الله بن مغيث ومكى بن أبي طالب وجاور ثلاثة أعوام ولازم أبا ذر الهروي وكان يمضي معه إلى السراة ثم رحل إلى بغداد والى دمشق وروى عن عبد الرحمن ابن الطيوري وطبقته بدمشق وابن غيلان وطبقته ببغداد وتفقه علي أبي الطيب الطبري وجماعة وأخذ الكلام بالموصل عن أبي جعفر السمناني وسمع الكثير وبرع في الحديث والفقه والأصول والنظر ورد إلى وطنه بعد ثلاث عشرة سنة بعلم جم مع الفقر والقناعة كان يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق ثم فتحت عليه الدنيا وأجزلت صلاته وولى قضاء أماكن وصنف التصانيف الكثيرة
    قال أبو علي بن سكرة ما رأيت أحدا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه قاله في العبر وقال ابن خلكان كان من علماء الأندلس وحفاظها سكن شرق الأندلس ورحل إلى المشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة فأقام بمكة مع أبي ذر الهروى ثلاثة أعوام وحج فيها أربع حجج ثم رحل إلى بغداد وأقام بها ثلاثة أعوام يدرس الفقه ويملي الحديث ولقى بها سادة من العلماء كأبي الطيب الطبري وأبي إسحق الشيرازي وأقام بالموصل مع أبي جعفر السمناني عاما يدرس عليه الفقه وكان مقامه بالمشرق نحو ثلاثة أعوام وروى عن الحافظ أبي بكر الخطيب وروى الخطيب أيضا عنه وقال أنشدني أبو الوليد الباجي لنفسه
    إذا كنت أعلم علما يقينا @@@ بأن جميع حياتي كساعه
    فلم لا أكون ضنينا بها @@@ واجعلها في صلاح وطاعه
    وصنف كتبا كثيرة منها التعديل والتجريح فيمن روى عنه البخاري في الصحيح وغير ذلك وممن أخذ عنه أبو عمر بن عبد البر صاحب الاستيعاب وبينه وبين ابن حزم الظاهري مناظرات ومجالس
    انتهى ملخصا وقال ابن ناصر الدين أنكروا عليه في قصة حديثه الكتابة وشنعوا عليه ذلك وقبحوا عند العامة جوابه وقال قائلهم
    برئت ممن شرى دنيا بآخرة @@@ وقال أن رسول الله قد كتبا ( 474 )
    22 - الشيخ أبو اسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزا باذى الشافعي جمال الدين أحد الأعلام وله ثلاث وثمانون سنة تفقه بشيراز وقدم بغداد وله اثنتان وعشرون سنة فاستوطنها ولزم القاضي أبا الطيب إلى أن صار معيده في حلقته وكان انظر أهل زمانه وأفصحهم وأورعهم وأكثرهم تواضعا وبشرا وانتهت إليه رياسة المذهب في الدنيا روى عن أبي علي بن شاذان والبرقاني ورحل إليه الفقهاء من الاقطار وتخرج به أئمة كبار ولم يحج ولا وجب عليه لأنه كان فقيرا متعففا قانعا باليسير ودرس بالنظامية وله شعر حسن توفي في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة
    قال الشيخ أبو اسحاق كنت أعيد كل قياس ألف مرة فإذا فرغت أخذت قياسا آخر على هذا وكنت أعيد كل درس مائة مرة وإذا كان في المسألة بيت يستشهد به حفظت القصيدة التي فيها البيت وكانت الطلبة ترحل من الشرق والغرب إليه والفتاوي تحمل من البر والبحر إلى بين يديه قال رحمه الله لما خرجت في رسالة الخليفة إلى خراسان لم أدخل بلدا ولا قرية إلا وجدت قاضيها أو خطيبها أو مفتيها من تلامذتي وبنيت له النظامية ودرس بها إلى حين وفاته ومع هذا فكان لا يملك شيئا من الدنيا بلغ به الفقر حتى كان لا يجد في بعض الأوقات قوتا ولا لباسا وكان طلق الوجه دائم البشر كثير البسط حسن المجالسة يحفظ كثيرا من الحكايات الحسنة والأشعار
    إذا شئت أن تحيا ودينك سالم @@@ وحظك موفور وعرضك صين
    لسانك لا تذكر به عورة امرئ @@@ فعندك عورات وللناس ألسن
    وعينك أن أبدت إليك معايبا @@@ لقوم فقل يا عين للناس أعين
    وصاحب بمعروف وجانب من اعتدى @@@ وفارق ولكن بالتي هي أحسن ( 476 )
    23 - عبد الله بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة البغدادي ثم الحراني الخزاز أبو الفتح قاضي حران اشتغل ببغداد وتفقه بها على القاضي أبي يعلى وسمع الحديث من البرقاني وأبي طالب العشاري وأبي علي بن شاذان وغيرهم ثم استوطن حران وصحب بها الشريف أبا القسم الزيدي وأخذ عنه وتولى بها القضاء قال عنه ابن السمعاني كان فقيها واعظا فصيحا وقال ابن أبي يعلى كان يلي قضاء حران من قبل الوالد كتب له عهدا بولاية القضاء بحران وكان ناشر للمذهب داعيا إليه وكان مفتي حران وواعظها وخطيبها ومدرسها وقال ابن رجب له تصانيف كثيرة وسمع منه جماعة منهم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ومكي الدميلي وغيرهما وفي زمانه كانت حران لمسلم بن قريش صاحب الموصل وكان رافضيا فعزم القاضي أبو الفتج على تسليم حران إلى حبق أمير التركمان لكونه سنيا فأسرع ابن قريش إلى حران وحصرها ورماها بالمجانيق وهدم سورها وأخذها ثم قتل القاضي أبا الفتح وولديه وجماعة من أصحابه وصلبهم على السور وقبورهم بحران تزار رحمه الله عليهم وذكر ابن تيميه في شرح العمدة أن أبا الفتح بن جلبة كان يختار استحباب مسح الأذنين بماء جديد بعد مسحهما بماء الرأس وهو غريب جدا ( 476 )

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 401 - 500 )

    3- الفوائد الحديثية
    1- أبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري محمد بن الحسين بن داود شيخ شيخ الأشراف سمع أبا حامد بن الشرقي ومحمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر وطبقتهما وكان سيدا نبيلا صالحا قال الحاكم عقدت له مجلس الإملاء وانتقيت له ألف حديث وكان يعد في مجلسه ألف محبرة توفي فجأة في جمادى الآخرة رحمه الله تعالى ( 401 )
    2 - أبو علي الروذباري الحسين بن محمد الطوسي راوي السنن عن ابن داسة توفي في ربيع الأول وأكثر عنه البيهقي
    ( 403 )
    3 - أبو علي بن حمكان الحسن بن الحسين بن حمكان بحاء مهملة بعدها ميم مفتوحتان وكاف الهمداني الفقيه الشافعي نزيل بغداد روى عن عبد الرحمن ابن حمدان الجلاب وجعفر الخلدي وطبقتهما وعنى بالحديث والفقه قال ابن قاضي شهبة روى عنه أنه قال كتبت بالبصرة عن أربعمائة وسبعين شيخا وروى عنه أبو القسم الأزهري وكان يضعفه ويقول ليس بشيء في الحديث قال ابن كثير له كتاب في مناقب الشافعي ذكر فيه مذاهب كثيرة وأشياء تفرد بها وكنت قد كتبت منه شيئا في ترجمة الإمام فلما قرأتها على شيخنا أبي الحجاج المزي أمرني أن أضرب على أكثرها لضعف ابن حمكان ( 405 )
    4- أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدون بن نعيم بن البيع الضبي الطهماني النيسابوري الحافظ الكبير ولد سنة إحدى وعشرين وثلثمائة واعتنى به أبوه فسمعه في صغره ثم هو بنفسه وكتب عن نحو ألفي شيخ وحدث عن الأصم وعثمان بن السماك وطبقتهما وقرأ القراءات على جماعة وبرع في معرفة الحديث وفنونه وصنف التصانيف الكثيرة وانتهت إليه رياسة الفن بخراسان لا بل بالدنيا وكان فيه تشيع وحط على معوية وهو ثقة حجة قاله في العبر وقال ابن ناصر الدين له مصنفات كثيرة منها المستدرك على
    الصحيحين وهو صدوق من الإثبات لكن فيه تشيع وتصحيح واهيات انتهى وقال ابن قاضي شهبة طلب العلم في صغره وأول سماعه سنة ثلاثين ورحل في طلب الحديث وسمع على شيوخ يزيدون على ألفي شيخ وتفقه على ابن أبي هريرة وأبي سهل الصعلوكي وغيرهم أخذ عنه الحافظ أبو بكر البيهقي فأكثر عنه وبكتبه تفقه وتخرج ومن بحره استمد وعلى منواله مشى وبلغت تصانيفه ألفا وخمسمائة جزء قال الخطيب البغدادي كان ثقة وكان يميل إلى التشيع قال الذهبي هو معظم للشيخين بيقين ولذي النورين وإنما تكلم في معاوية فأوذي قال وفي المستدرك جملة وافرة على شرطهما وجملة وافرة على شرط أحدهما لكن مجموع ذلك نصف الكتاب وفيه نحو الربع مما صح سنده وفيه بعض الشيء معلل وما بقي وهو الربع مناكير وواهيات لا تصح وفي ذلك بعض موضوعات قد علمت عليها لما اختصرته توفي فجاءة بعد خروجه من الحمام في صفر وقد أطنب عبد الغافر في مدحه وذكر فضائله وفوائده ومحاسنه إلى أن قال مضى إلى رحمة الله ولم يخلف بعده مثله وقد ترجمه الحافظ أبو موسى المديني في مصنف مفرد انتهى كلام ابن شهبة ملخصا وقال ابن خلكان والبيع بفتح الباء الموحدة وكسر الياء المثناة من تحتها وتشديدها وبعدها عين مهملة وإنما عرف بالحاكم لتقليده القضاء
    ( 405 )
    5 - أبو الفضل الفلكي علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي الهمداني كان حافظا بارعا متقنا لهذا الشأن له كتاب المنتهى في الكمال في معرفة الرجال كتبه في ألف جزء ولم يبيضه فيما يقال ( 406 )
    6 - عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان الأزدي المصري السمرقندي صاحب التصانيف كان ثقة صاحب سنة حافظا علامة من تآليفه كتاب المؤتلف والمختلف مات في سابع صفر وله سبع وسبعون سنة روى عن عثمان بن محمد السمرقندي وإسماعيل بن الجراب والدار قطني وطبقتهم ورحل إلى الشام فسمع من الميانجي وطبقته وكان الدارقطني يفخم أمره ويرفع ذكره ويقول كأنه شعلة نار وكان منصور الطرسوسي خرجنا نودع الدارقطني بمصر فبكينا فقال تبكون وعندكم عبد الغني وفيه الخلف وقال البرقاني ما رأيت بعد
    الدارقطني أحفظ من عبد الغني وقال ابن خلكان انتفع به خلق كثير وكانت بينه وبين أبي أسامة جنادة اللغوي وأبي علي المقريء
    الأنطاكي مودة أكيدة واجتماع في دار الكتب ومذاكرات فلما قتلهما الحاكم صاحب مصر استتر بسبب ذلك الحافظ عبد الغني خوفا أن يلحق بهما لاتهامه بمعاشرتهما وأقام مستخفيا مدة حتى حصل له الأمن فظهر وقال أبو الحسن علي بن بقا كاتب الحافظ عبد الغني سمعت الحافظ عبد الغني يقول رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان معاوية بن عبد الكريم الضال لم يكن ضالا وإنما ضل في طريق مكة وعبد الله بن محمد الضعيف كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه
    ( 409 )
    7 - توفي الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني صاحب التفسير والتاريخ والتصانيف التي منها المستخرج على صحيح البخاري لست بقين من رمضان وقد قارب التسعين سمع بأصبهان والعراق وروى عن أبي سهل بن زياد القطان وطبقته وعنه عبد الرحمن بن منده وأخوه عبد الوهاب وخلق كثير وكان إماما في الحديث بصيرا بهذا الشأن
    ( 410 )
    8 - أبو القاسم اللالكائي هبة الله بن الحسن الطبري الحافظ الفقيه الشافعي محدث بغداد تفقه على الشيخ أبي حامد وسمع من المخلص وطبقته وبالري من جعفر بن فناكى قال الخطيب كان يحفظ ويفهم صنف كتابا في شرح السنة في مجلدين وكتاب رجال الصحيحين ثم خرج في آخر أيامه إلى الدينور فمات بها في رمضان كهلا
    ( 418 )
    9 - الحافظ الكبير الثقة البرقاني بالفتح نسبة إلى برقان قرية بخوارزم أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمى الفقيه الشافعي مولده بخوارزم سنة ست وثلاثين وثلثمائة وسمع بها بعد الخمسين من أبي العباس بن حمدان وجماعة وببغداد من أبي علي بن الصواف وطبقته وبهراة وبنيسابور وجرجان ومصر ودمشق قال الخطيب كان ثبتا ورعا لم ير في شيوخنا أثبت منه عارفا بالفقه كثير التصنيف ذا حظ من علم العربية صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه الصحيحان وجمع حديث الثورى وحديث شعبة وطائفة وكان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه وقال أبو محمد الخلال كان البرقاني نسيج وحدة وقال الاسنوي كان المذكور إماما حافظا ورعا مجتهدا في العبادة حافظا للقرآن قال الشيخ في طبقاته تفقه في صباه وصنف في الفقه ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماما وقال ابن الصلاح كان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه لم يقطع التصنيف إلى حين وفاته قال وعاده الصورى في آخر جمادى الآخرة فقال له سألت الله أن يؤخر وفاتي حتى يهل رجب فقد روى أن فيه لله تعالى عتقاء من النار فعسى أن أكون منهم فاستجيب له
    ( 425 )
    10 - أبو الفضل الفلكي علي بن الحسين الهمداني الحافظ رحل الكثير وروى عن أبي الحسين بن بشران وأبي بكر الحيري وطبقتهما ومات شابا قبل أوان الرواية ولو عاش لما تقدمه أحد في الحفظ والمعرفة لفرط ذكائه وشدة اعتنائه وقد صنف كتاب المنتهى في الكمال في معرفة الرجال ألف جزء لم يبيضه قال شيخ الإسلام الأنصاري ما أريت أحدا أحفظ من أبي الفضل ابن الفلكي ومات بنيسابور وكان جده يلقب بالفلكي لبراعته في الهيئة والحساب ( 427 )
    11 - أبو بكر الأصبهاني اليزدي أحمد بن علي بن محمد بن منجويه الحافظ نزيل نيسابور ومحدثها صنف التصانيف الكثيرة ورحل ووصل إلى بخارا وحدث عن أبي بكر الإسماعيلي وأبي بكر بن المقرئ وطبقتهما روى عنه شيخ الإسلام وقال هو احفظ من رأيت من البشر قاله في العبر وتوفي في المحرم وله إحدى وثمانون سنة وقال ابن ناصر الدين كان أحد الحفاظ المجودين ومن أهل الورع والدين ثقة من الإثبات صنف على الصحيحين وجامع الترمذي وسنن أبي داود مصنفات ( 428 )
    12 - أبو نصر الكسار القاضي أحمد بن الحسين الدينوري سمع سنن النسائي من ابن السني وحدث به في شوال من السنة
    ( 433 )
    13 - أبو الحسين بن فاذشاه الرئيس أحمد بن محمد بن الحسين الاصبهاني الثاني الرئيس راوي المعجم الكبير عن الطبراني توفي في صفر وقد رمى بالتشيع والاعتزال
    ( 433 )
    14 - مسند العراق أبو طالب بن غيلان محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان الهمداني البغدادي البزار سمع من أبى بكر الشافعي أحد عشر جزءا وتعرف بالغيلانيات لتفرده بها قال الخطيب كان صدوقا صالحا دينا وقال الذهبي مات في شوال وله أربع وتسعون سنة ( 440 )
    15 - أبو علي بن المذهب الحسن بن علي بن محمد التميمي البغدادي الواعظ راوية المسند لأحمد قال الخطيب كان سماعه للمسند من القطيعي صحيحا إلا في أجزاء فإنه ألحق اسمه فيها وعاش تسعا وثمانين سنة قال ابن نقطة لو بين الخطيب في أي مسند هي لأتى بالفائدة وقال الذهبي توفى في تاسع عشرى ربيع الآخر ( 444 )
    16 - قاضي القضاة أبو عبد الله بن ماكولا الحسين بن علي بن جعفر العجلي الجربا ذقاني بفتح الجيم والموحدة والقاف وسكون الراء والذال المعجمة نسبة إلى جرباذقان بلد بين جرجان واستراباذ واخرى بين أصبهان والكرج لا أدري إلى أيهما ينسب كان شافعي المذهب
    قال الأسنوي هو من ولد الأمير أبي دلف العجلي ويعرف بابن ما كولا وهو الأمير أبو نصر مصنف الاكمال في أسماء الرجال تولى أبو عبد الله المذكور قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة قال الخطيب كان عارفا بمذهب الشافعي وسمع من ابن منده باصبهان قال ولم نر قاضيا أعظم نزاهة منه ولد سنة ثمان وستين وثلثمائة ومات في شوال وهو على قضائه ( 447 )
    17 - أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الأموي البغدادي راوي السنن عن الدارقطني توفي في جمادي الأولى وكان ثقة حسن الأصول ( 448 )
    18 - ابن بطال مؤلف شرح البخاري أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي روى عن أبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي وتوفي في صفر ( 449 )
    19 - شعبة النسفي الحافظ أبو الليث أحمد بن جعفر بن مدني بن عيسى بن عدنان بن محمود النسفي الكائني الملقب شعبة ختن الأمام جعفر المستغفري وهو الذي بشعبة لقبه لما رأى من حذقه وحفظه وأعجبه سمع وهو شاب بسمرقند الكثير وحدث بها وهو شيخ كبير وذكره في حفاظ سمرقند أبو حفص النسفي في كتابه القند ( 462 )
    20 - محمد بن أبي عمران أبو الخير المرندي بفتحتين وسكون النون ومهملة نسبة إلى مرند بلد باذربيجان الصفار آخر أصحاب الكشميهني ومن به ختم سماع البخاري عاليا ضعفه ابن طاهر ( 471 )
    21 - ابن ماكولا الحافظ الكبير الأمام أبو نصر علي بن هبة الله بن علي ابن جعفر بن علي بن محمد بن دلف بن الأمير الجواد أبي دلف القسم بن عيسى العجلي الأمير سعد الملك أبو نصر بن ماكولا أصله من جرباذقان من نواحي أصبهان فهو الجرباذقاني ثم البغدادي النسابة صاحب التصانيف ولم يكن ببغداد بعد الخطيب احفظ منه ولد بعكبرا سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وزر أبوه للقائم بأمر الله وتولي عمه عبد الله قضاء القضاة وسمع هو من أبي طالب بن غيلان وطبقته قال الحميدي ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب وقال حتى أكشفه وما راجعت ابن ماكولا إلا وأجابني حفظا كأنه يقرأ من كتاب وقال ابن سعد السمعاني كأن لبيبا عارفا ونحويا مجودا وشاعرا مبرزا وقال الذهبي اختلف في وفاته على أقوال وقال ابن خلكان للامير أبي نصر المذكور كتاب الاكمال وهو في غاية الافادة في رفع الالتباس والضبط والتقييد وعليه اعتماد المحدثين وأرباب هذا الشأن فأنه لم يوضع مثله أي في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسب وهو في غاية الإحسان ومن الشعر المنسوب إليه
    قوض خيامك عن أرض تهان بها @@@ وجانب الذل أن الذل يجتنب
    وأرحل إذا كان في الأوطان منقصة @@@ فالمندل الرطب في أوطانه حطب ( 487 )

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 401 - 500 )

    4- الفوائد التفسيرية والقرآنية
    1 - أبو عبيد الهروي أحمد بن محمد بن محمد صاحب الغريبين وهو الكتاب المشهور جمع فيه بين غريب القرآن وغريب الحديث وهو من الكتب النافعة السائرة في الآفاق قال الأسنوي ذكره ابن الصلاح في طبقاته ولم يوضح حاله وقد أوضحه ابن خلكان فقال كان من العلماء الأكابر صحب أبا منصور الأزهري وبه انتفع وكان ينسب إلى تعاطي الخمر توفي في رجب سنة إحدى وأربعمائة سامحه الله تعالى ( 401 )
    2 - أبو الحسن الداراني علي بن داود القطان المقرئ حدث عن خيثمة وقرأ على أبي النضر الأخرم وولي إمامة جامع دمشق قال رشا بن نظيف لم ألق مثله حذقا وإتقانا في رواية ابن عامر وهو الذي طلع كبراء دمشق وطلبوه لإمامة الجامع فوثب أهل داريا بالسلاح فمانعوهم وقالوا لا ندع لكم إمامنا حتى يقدم أبو محمد بن أبي نصر فقال أما ترضون أن يسمع الناس في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام فقالوا رضينا فقدمت له بغلة القاضي فأبى وركب حماره وسكن في المنارة وكان لا يأخذ على الصلاة ولا الإقراء أجرا ويقتات من أرض له ( 402 )
    3 - أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري المفسر صنف فى علوم القرآن والآداب وله كتاب عقلاء المجانين سمع من الأصم وجماعة ( 406 )
    4 - أبو عبد الرحمن السلمي محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري الصوفي الحافظ شيخ الصوفية صحب جده أبا عمر بن نجيد وسمع الأصم وطبقته وصنف التفسير والتاريخ وغير ذلك وبلغت تصانيفه مائة قال محمد ابن يوسف النيسابوري القطان كان يضع للصوفية وقال الخطيب قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل وكان مع ذلك مجودا صاحب حديث وله بنيسابور دويرة للصوفية توفي في شعبان وقال ابن ناصر الدين حدث عنه أبو القاسم القشيري والبيهقي وغيرهما وهو حافظ زاهد لكن ليس بعمدة وله في حقائق التفسير تحريف كثير ( 412 )
    5 - أبو إسحاق الثعالي أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري المفسر روى عن أبي محمد المخلدي وطبقته من أصحاب السراج وكان حافظا واعظا رأسا في التفسير والعربية متين والديانة قاله في العبر وقال ابن خلكان كان أو حد زمانه في علم التفسير وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء وغير ذلك ذكره السمعاني وقال يقال له الثعلبي والثعالبي وهو لقب له وليس بنسب قاله بعض العلماء ( 427 )
    6 - أبو محمد القيسي مكي بن أبي طالب حموش بن حمد بن مختار القيسي المقرئ أصله من القيروان وانتقل إلى الأندلس وسكن قرطبة وهو من أهل التبحر في العلوم خصوصا القران كثير التصنيف والتصانيف عاش اثنتين وثمانين سنة ورحل غير مرة وحج وجاور وتوسع في الرواية وبعد صيته وقصده النالس من النواحي لعلمه ودينه وولى خطابة قرطبة لأبي الزم جهور وكان مشهورا بالصلاح واجابة الدعوة حسن الفهم والخلق جيد الدين والعقل وحج أربع حجج متوالية ثم رجع من مكة إلى مصر ثم القيروان ثم ارتحل إلى الأندلس ثم صنف التصانيف الكثيرة منها الهداية إلى بلوغ النهاية في معاني القرآن الكريم وتفسيره وأنواع علومه وهو سبعون جزءا وكتاب التبصرة في القراءات في خمسة أجزاء وهو من أشهر تآليفه وكتاب المأثور عن مالك في أحكام القرآن وتفسيره عشرة أجزاء وكتاب مشكل المعاني والتفسير خمسة عشر جزءا ومصنفاته تفوت العد كثيرة ومن نظمه قوله من قصيدة
    عليك باقلال الزيارة إنها @@@ إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا
    ألم ترأن الغيث يسأم دائما @@@ ويطلب بالأيدي إذا هو أمسكا ( 437 )
    7 - تاج الأئمة مقرئ الديار المصرية أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري قرأ علي عمر بن عراك وأبي عدي وجماعة ثم رحل وقرأ علي أبي الحسن الحمامي وتوفي في شوال في عشر التسعين قال السيوطي في حسن المحاضرة أقرأ الناس دهرا طويلا بمصر وحدث عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في مشيخته ( 445 )

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 401 - 500 )

    5- الفوائد النحوية واللغوية

    1 - أبو الحسين السوسنجردي بالضم وفتح السين المهملة الثانية وسكون النون والراء وكسر الجيم آخره مهملة نسبة إلى سوسنجرد قرية ببغداد ( 402 )
    2 - أبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري بفتح الصادين المهملتين نسبة إلى صرصر قرية على فرسخين من بغداد ( 402 )
    3 - أبو الفضل السليماني الحافظ وهو أحمد بن علي بن عمر البيكندي نسبة إلى بيكند بلد على مرحلة من بخارى ( 404 )
    4 - ابن كج القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج بفتح الكاف وتشديد الجيم وهو في اللغة اسم للجص الذي يبيض به الحيطان الكجي نسبة إلى جده هذا الدينوري صاحب الإمام أبي الحسين بن القطان وحضر مجلس الداركي ومجلس القاضي أبي حامد المروزي انتهت إليه الرياسة ببلده في المذهب ورحل الناس إليه رغبة في علمه وجوده وكان يضرب به المثل في حفظ المذهب ( 405 )
    5 - والصنهاجي بضم الصاد المهملة وكسرها وسكون النون وبعد الألف جيم نسبة إلى صنهاجة قبيلة مشهورة من حمير وهي بالمغرب قال ابن دريد صنهاجة بضم الصاد لا يجوز غير ذلك ( 406 )
    6 - الجرجرائي بفتح الجيمين والراء الثانية نسبة إلى جرجرايا بلد بين بغداد وواسط محمد بن إدريس بن الحسن بن ذئب نزيل بخارا وبها مات كان من الحفاظ الأثبات ( 415 )
    7 - الحوفي أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد صاحب اعراب القرآن في عشر مجلدات كان أماما في العربية والنحو والأدب وله تصانيف كثيرة قال في العبر هو تلميذ الأدفوى انتفع به أهل مصر وتخرجوا به في النحو انتهى
    وقال السيوطي في حسن المحاضرة هو من قرية يقال لها شبرا من أعمال الشرقية انتهى
    وقال أيضا في لباب الأنساب والحوفي بالفاء نسبة إلى حوف وكنت أظن أنها قرية بمصر حتى رأيت في تاريخ البخاري أنها من عُمان قلت بل هي ناحية بمصر كبيرة معروفة فيها قرى كثيرة وجزم به ياقوت رحمه الله تعالى وغيره ( 430 )
    8 - أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم بالتصغير فيهما الرازي الشافعي المفسر صاحب التصانيف والتفسير وتلميذ أبي حامد الأسفرائيني روى عن أحمد بن محمد النصير وطائفة كثيرة وكان رأسا في العلم والعمل غرق في بحر القلزم في صفر بعد قضاء حجه قال ابن قاضي شهبة تفقه وهو كبير لأنه كان اشتغل في صدر عمره باللغة والنحو والتفسير والمعاني ثم لازم الشيخ أبا حامد
    وقال أبو القاسم بن عساكر بلغني أن سليما تفقه بعد أن جاوز الأربعين وغرق في بحر القلزم عند ساحل جدة بعد الحج في صفر ( 447 )
    9 - الأمير المظفر أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري التركي مقدم الاتراك ببغداد
    والبساسيري بفتح الباء الموحدة والسين المهملة وبعد الألف سين مكسورة ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها وبعدها راء هذه النسبة إلى بلدة بفارس يقال لها بسا وبالعربية فسا والنسبة إليها بالعربية فسوي ومنها الشيخ أبو علي الفارسي النحوي أهل فارس يقولون في النسبة إليها البساسيري وهي نسبة شاذة على خلاف الأصل وكان سيد أرسلان المذكور من بسافنسب إليه الملوك وأشتهر بالبساسيري قاله ابن خلكان ( 451 )
    10 - أبو الحسن بن سيدة علي بن إسماعيل المرسي العلامة صاحب المحكم في اللغة وكان أعمى ابن أعمى رأسا في العربية حجة في نقلها قال أبو عمر الطلمنكي أتوني بمرسية ليسمعوا مني غريب المصنف فقلت أنظروا من يقرأ لكم فأتوني برجل أعمى هو ابن سيدة فقرأه من حفظه فعجبت قال ابن خلكان كان إماما في اللغة والعربية حافظا لهما وقد جمع في ذلك جموعا من ذلك كتابالمحكم في اللغة وهو كتاب كبير جامع مشتمل على أنواع اللغة وله كتاب المخصص في اللغة أيضا وهو كبير وكتاب الانيق في شرح الحماسة في ست مجلدات وغير ذلك من المصنفات وكان ضريرا وأبوه ضريرا وكان أبوه أيضا قيما بعلم اللغة وعليه اشتغل ولده في أول أمره ثم على أبي العلاء صاعد البغدادي وقرأ على أبي عمر الطلمنكي وتوفي بحضرة دانية عشية يوم الأحد سادس عشرى جمادي الآخرة وعمره ستون سنة أو نحوها ( 458 )
    11 - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني أبو بكر النحوي صاحب التصانيف منها المغني في شرح الايضاح ثلاثون مجلدا وكان شافعيا أشعريا قاله في العبر وقال ابن قاضي شهبه كان شافعي المذهب متكلما على طريقة ألاشعري وفيه دين وله فضيلة تامة في النحو وصنف كتبا كثيرة فمن أشهرها كتاب الجمل وشرحه و كتاب العمدة في التصريف و كتاب المفتاح وشرح الفاتحة في مجلد وغير ذلك أخذ النحو يجرجان عن أبي الحسين محمد بن الحسن الفارسي ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي وأخذ عنه علي بن أبي زيد الفصيحي وذكره السلفي في معجمه فقال دخل عليه لص وهو في الصلاة فأخذ جميع ما وجد والجرجاني ينظر إليه ولم يقطع صلاته ( 471 )
    12 - الشيخ أبو اسحق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزا باذى الشافعي جمال الدين أحد الأعلام وله ثلاث وثمانون سنة تفقه بشيراز وقدم بغداد وله اثنتان وعشرون سنة فاستوطنها ولزم القاضي أبا الطيب إلى أن صار معيده في حلقته ( 476 )

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 401 - 500 )

    6- الفوائد الشعرية والأمثال والقصص
    1- أبو رماد الرمادي شاعر الأندلس يوسف بن هرون القرطبي الكندي الأديب أخذ عن أبي علي القالي وغيره وكان فقيرا معدما ومنهم من يلقبه بأبي حنيش قال الحميدي في كتاب جذوة المقتبس أظن أحد آبائه كان من أهل رمادة موضع بالمغرب وهو شاعر قرطبي كثير الشعر سريع القول مشهور عند الخاصة والعامة هنالك لسلوكه في فنون كثيرة من المنظوم مسالك نفق عند الكل حتى كان كثير من شيوخ الأدب في وقته يقولون فتح الشعر بكندة وختم بكندة يعنون امرأ القيس ويوسف بن هرون والمتنبي وكانا متعاصرين وصنف كتابا في الطير وسجن مدة ومدح أبا إسماعيل القالي عند دخوله الأندلس في سنة ثلاثين وثلثمائة بقصيدة طنانة منها
    من حاكم بيني وبين عذولي @@@الشجو شجوي والعويل عويلي
    أي جارحة أصون معذبي @@@ سلمت من التعذيب والتنكيل
    إن قلت في بصري فثم مدامعي @@@ أو قلت في كبدي فثم غليلي
    وثلاث شيباتٍ نزلن بمفرقي @@@ فعلمت أن نزولهن رحيلي
    طلعت ثلاث في نزول ثلاثة @@@ واشِ ووجه مراقب وثقيل
    فعزلنني عن صبوتي فلئن ذللت @@@ لقد سمعت بذلة المعزول ( 403 )
    2 - أبو نصر بن نباتة التميمي السعدي عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد ابن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر بن خالد بن عمرو بن رباح بن سعد كان شاعرا مجيدا جمع بين حسن السبك وجودة المعنى وكان يعاب يعاب بكبر فيه طاف البلاد ومدح الملوك والوزراء والرؤساء وله في سيف الدولة غرر القصائد ونخب المدائح وكان قد أعطاه فرسا أدهم أغر محجلا فكتب إليه
    يا أيها الملك الذي أخلاقه @@@ من خلقه ورواؤه من رأيه
    قد جاء بالطرف الذي أهديته @@@ هاديه يعقد أرضه بسمائه
    أولاية أوليتها فبعثته @@@ رمحا سبيب العرف عقد لوائه
    نحتل منه على أغر محجل @@@ ماء الدجنة قطرة من مائه
    وكأنما لطم الصباح جبينه @@@ فاقتص منه فخاض في أحشائه
    متمهلا والبرق في أسمائه @@@ متبرقعا والحسن من أكفائه
    ما كانت النيران يكمن جرها @@@ لو كان للنيران بعض ذكائه
    لا تغلق الألحاظ في إعطافه @@@ إلا إذا كفكفت من غلوائه
    لا يكمل الطرف المحاسن كلها @@@ حتى يكون الطرف من اسرائه
    ومعظم شعره جيد وله ديوان كبير وجرى له مع ابن العميد أشياء تقدم ذكر شيء منها في ترجمته وتوفي يوم الأحد بعد طلوع الشمس ثالث شوال ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد
    وقال أبو الحسن محمد بن نصر البغدادي عدت ابن نباتة في اليوم الذي توفي فيه فأنشدني
    متع لحاظك من خل تودعه @@@ فما أخالك بعد اليوم بالوادي
    وودعته وانصرفت فأخبرت في طريقي أنه توفي وقال أبو علي محمد بن وشاح سمعت ابن نباتة يقول كنت يوما قائلا في دهليزي فدق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل الشرق فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل
    ومن لم يمت بالسيف مات بغيره @@@ تنوعت الأسباب والداء واحد
    فقلت نعم فقال أرويه عنك فقلت نعم فمضى فلما كان آخر النهار دق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل تاهرت من المغرب فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل ومن لم يمت بالسيف البيت فقلت نعم وعجبت كيف وصل شعري إلى الشرق والغرب
    ( 405 )
    3 - الشريف الرضي نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الحسيني الموسوي البغدادي الشيعي الشاعر المفلق الذي يقال أنه أشعر قريش ولد سنة تسع وخمسين وثلثمائة وابتدأ بنظم الشعر وله عشر سنين وكان مفرط الذكاء له ديوان في أربع مجلدات وقيل أنه حضر مجلس أبي سعيد السيرافي فسأله ما علامة النصب في عمر فقال بغض على فعجبوا من حدة ذهنه ومات أبوه في سنة أربعمائة أو بعدها وقد نيف على التسعين وأما أخوه الشريف المرتضى فتأخر ( 406 )
    4 - أبو الحسن التهامي علي بن محمد الشاعر له ديوان مشهور دخل مصر بكتب من حسان بن مفرج فظفروا به وقتلوه سرا في جمادى الأولى
    وله مرثية في ولده وكان قد مات صغيرا وهي في غاية الحسن ولم يمنعني من الإتيان بها إلا أن الناس يقولون هي محذورة فتركتها ولكن من جملتها بيتان في الحساد ومعناهما غريب
    إني لأرحم حاسدي لحرّ ما@@@ ضمت صدورهم من الأوغار
    نظروا صنيع الله بي فعيونهم @@@ في جنة وقلوبهم في نار
    ومنها في ذم الدنيا الدنيا
    جبلت على كدر وأنت تريدها @@@ صفوا من الأقذاء والأكدار
    ومكلف الأيام ضد طباعها @@@ متطلب في الماء جذوة نار
    وإذا رجوت المستحيل فإنما @@@ تبني الرجاء على شفير هار
    ومنها
    جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري
    وتلهب الأحشاء شيب مفرقي @@@ هذا الشعاع شواظ تلك النار
    وله بيت بديع من قصيدة وهو
    وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى @@@ طرا فلا تعتب على أولاده
    ورآه بعض أصحابه بعد موته في النوم فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي قال بأي الأعمال قال بقولي في مرثية ولدي
    جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري ( 416 )
    5 - أبو العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغدادي اللغوي الأديب نزل الأندلس وصنف الكتب وروى عن أبي بكر القطيعي وطائفة قال ابن بشكوال كان يتهم بالكذب وقال ابن خلكان صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغدادي اللغوي صاحب كتاب الفصوص روى بالمشرق عن أبي سعيد
    السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي سليمان الخطابي ودخل الأندلس في أيام هشام بن الحكم وولاية المنصور بن عامر في حدود ثمانين وثلثمائة وأصله من بلاد الموصل ودخل بغداد وكان عالما باللغة والأدب والأخبار سريع الجواب حسن الشعر طيب المعاشرة فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه والأفضال عليه وكان مع ذلك محسنا للسؤال حاذقا في استخراج الأموال وجمع كتاب الفصوص نحا فيه منحى القالي في أماليه وأثابه عليه خمسة آلاف دينار وكان يتهم بالكذب في نقله فلهذا رفض الناس كتابه ولما دخل مدينة دانية وحضر مجلس الموفق مجاهد بن عبد الله العامري أمين البلد وكان في المجلس أديب يقال له بشار وكان أعمى يا أبا العلاء فقال لبيك فقال ما الجر نفل في كلام العرب فعرف أبو العلاء أنه وضع هذه الكلمة وليس لها أصل في اللغة فقال له بعد أن أطرق ساعة هو الذي يفعل بنساء العميان ولا يفعل بغيرهن ولا يكون الجرنفل جرنفلا حتى لا يتعداهن إلى غيرهن فخجل بشار وضحك من كان حاضرا
    ( 417 )
    6 - أبو عمر بن دراج أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج الأندلسي القسطلى بفتح القاف وسكون المهملة وفتح الطاء وتشديد اللام نسبة إلى قسطلة مدينة بالأندلس يقال لها قسطلة دراج الشاعر الكاتب الأديب شاعر الأندلس الذي قال فيه ابن حزم لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب والمتنبي وكان من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر وقال الثعالبي كان مصقع الأندلس كالمتنبي مصقع الشام ومن نظمه وصف وداعه لزوجته وولده الصغير
    ولما تدانت للوداع وقد هفا @@@ بصبري منها أنة وزفير
    تناشدني عهد المودة والهوى @@@ وفي المهد مبغوم النداء صغير
    عيي بمرجوع الخطاب ولحظه @@@ بموقع أهواء النفوس خبير
    تبوأ ممنوع القلوب ومُهدت @@@ له أذرعٌ محفوفة ونحور
    فكل مفداة الترائب مرضع @@@ وكل محياة المحاسن ظِيرُ
    عصيت شفيع النفس فيه وقادني @@@ رواح لتدآب السُرى وبكور
    وطار جناح البين بي وهفت بها @@@ جوانح من ذعر الفراق تطير
    لئن ودعت مني غيورا فأنني @@@ على عزمتي من شجوها لغيور
    ولو شاهدتني والهواجر تلتظي @@@ علي ورقراق السراب يمور
    اسلّطُ حر الهاجرات إذا سطا @@@ على حر وجهي والأصيل هجير
    وأستنشق النكباء وهي لوافح @@@ واستوطئ الرمضاء وهي تفور
    وللموت في عين الجبان تلون @@@ وللذعر في سمع الجرئ صفير


    لبان لها إني من البين جازع @@@ وإني على مض الخطوب صبور
    أميرٌ على غول النتايف ماله @@@ إذا ريع إلا المشرفي وزير
    ولو بصرت بي والسرى جل عزمتي @@@ وجرسى لجنّان الفلاة سمير
    ودارت نجوم القطب حتى كأنها @@@ كؤوس مهاً والى بهن مدير
    وقد خليت طرق المجرة إنها @@@ على مفرق الليل البهيم قتير
    وثاقب عزمى والظلام مروع @@@ وقد غض أجفان النجوم فتور
    لقد أيقنت أن المنى طوع همتي @@@ وإني بعطف العامري جدير ( 421 )
    7 - وذكر أبو علي بن شوكة قال اجتمعنا جماعة من الفقهاء فدخلنا على القاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي فذكرنا له فقرنا وشدة ضرنا فقال لنا اصبروا فإن الله سيرزقكم ويوسع عليكم وأحدثكم في مثل هذا ما تطيب به قلوبكم اذكر سنة من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم حتى بعت رجل دارى ( نصفها) ونفذ جميعه ونقضت الطبقة الوسطى من داري وبعت أخشابها وتقوت بثمنها وقعدت في البيت لم أخرج وبقيت سنة فلما كان بعد سنة قالت لي المرأة الباب يدق فقلت افتحي له الباب ففعلت فدخل رجل فسلم علي فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم
    ليس من شدة تصيبك إلا @@@ سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
    لا يضق ذرعك الرحيب فان النار @@@ يعلو لهيبها ثم تطفا
    قد رأينا من كان أشفى على الهلاك @@@ فوافته نجاته حين أشفى
    ثم خرج عني ولم يقعد فتفاءلت بقوله فلم يخرج اليوم حتى جاءني رسول القادر بالله ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب ثم قال لي أجب أمير المؤمنين وسلم إلي الدنانير والثياب والبغلة فغيرت من حالي ودخلت الحمام وصرت إلى القادر بالله فرد إلي قضاء الكوفة وأعمالها وأثرى حالي أو كما قال ( 428 )
    8 - أبو منصور الثعالبي عبد الملك بن محمد بن اسمعيل النيسابوري الأديب الشاعر صاحب التصانيف الاديبة السائرة في الدنيا عاش ثمانين سنة قال ابن بسام صاحب الذخيرة كان في وقته راعي بليغات العلم وجامع أشتات النثر والنظم رأس المؤلفين في زمانه وأمام المصنفين بحكم أقرانه سار ذكره سير المثل وضربت إليه آباط الإبل وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب وتآليفه أشهر مواضع وأبهر مطالع وأكثر راو لها وجامع من أن يستوفيها حد أو وصف أو يوفيها حقوقها نظم أو رصف وذكر له طرفا من النثر وأورد شيئا من نظمه فمن ذلك ما كتبه إلى الأمير أبي الفضل الميكالي
    لك في المفاخر معجزات جمة @@@ أبدا لغيرك في الورى لم تجمع
    بحران بحر في البلاغة شابه @@@ شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي
    كالنور أو كالسحر أو كالبدر أو @@@ كالوشي في برد عليه موشع
    شكرا فكم من فقرة لك كالغني @@@ وافي الكريم بعيد فقر مدقع
    وإذا تفتق نور شعرك ناضرا @@@ فالحسن بين مرصّع ومضّرع
    ارجلت فرسان الكلام ورضت @@@ أفراس البديع وأنت أمجد مبدع
    ونقشت في فص الزمان بدائعاً @@@ تُزري بآثار الربيع الممرع
    وله من التآليف يتيمة الدهر في محاسن اهل العصر وهو أكبر كتبه وأحسنها وأجمعها وفيها يقول ابن قلاقس
    أبيات أشعار اليتيمه @@@ أبكارُ أفكارِ قديمه
    ماتوا وعاشت بعدهم @@@فلذاك سميت اليتيمه
    وله أيضا كتاب فقه اللغة وسحر البلاغة وسر البراعة وفي كتبه دلالة على كثرة اطلاعه وله أشعار كثيرة وكانت ولادته سنة خمسين وثلثمائة وتوفي في هذه السنة أو التي قبلها ونسبته إلى خياطة جلود الثعالب وعملها قيل له ذلك لانه كان فراء
    ( 430 )
    9 - أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي اللغوي الشاعر صاحب التصانيف المشهورة والزندقة المأثورة والذكاء المفرط والزهد الفلسفي وله ست وثمانون سنة جدر وهو ابن ثلاث سنين فذهب بصره ولعله مات على الإسلام وتاب من كفرياته وزال عنه الشك قاله في العبر وقال ابن خلكان الشاعر اللغوي كان متضلعا من فنون الأدب قرأ النحو واللغة على أبيه بالمعرة وعلى محمد بن عبد الله بن سعد النحوي بحلب وله التصانيف الكثيرة المشهورة واالرسائل المأثورة وله من النظم لزوم مالا يلزم وهو كبير يقع في خمس مجلدات أو ما يقاربها وله سقط الزند أيضا وشرحه بنفسه وسماه ضوء السقط وله كتاب الهمزة والردف أكثر من مائة مجلد وله غير ذلك وأخذ عنه أبو القسم بن المحسن التنوخي والخطيب أبو زكريا التبريزي وغيرهما وكانت ولادته يوم الجمعة عند مغيب الشمس سابع عشرى شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلثمائة بالمعرة وعمى من الجدري أول سنة سبع وستين غشى يمني عينيه بياض وذهبت اليسرى جملة
    والمعري نسبة إلى معرة النعمان بلدة صغيرة بالشام بالقرب من حماة وشيزر وهى منسوبة الى النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه
    قيل ولد أعمى وترك أكل البيض واللبن واللحم وحرم اتلاف الحيوان وكان فاسد العقيدة يظهر الكفر ويزعم أن له باطنا وانه مسلم في الباطن وأشعاره والدالة على كفره كثيرة منها
    أتى عيسى فأبطل شرع موسى @@@ وجاء محمد بصلاة خمس
    وقالوا لا نبي بعد هذا @@@ فضل القوم بين غد وأمس
    ومهما عشت في دنياك هذي @@@ فما يخليك من قمر وشمس
    إذا قلت المحال رفعت صوتي @@@ وإن قلت الصحيح أطلت همسي
    وقال
    تاه النصاري والحنيفة ما اهتدت @@@ ويهود بطرى والمجوسي مضله
    قسم الورى قسمين هذا عاقل @@@ لا دين فيه ودين لا عقل له ( 449 )
    10 - لما خرج الماوردي من بغداد إلى البصرة أنشد أبيات ابن الأحنف
    أقمنا كارهين لها فلما @@@ الفناها خرجنا مكرهينا
    وما حب البلاد بنا ولكن @@@ أمر العيش فرقة من هوينا
    خرجت أقر ما كانت لعيني @@@ وخلفت الفؤاد بها رهينا
    وهو منسوب إلى بيع الماورد ( 450 )
    11 - ابن زيدون شاعر الأندلس أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي الشاعر المشهور قال ابن بسام صاحب الذخيرة في حقه كان أبو الوليد غاية منثور ومنظوم وخاتمة شعراء بني مخزوم أحد من جر الأيام جرا وفات الأنام طرا وصرف السلطان نفعا وضرا ووسع البيان نظما ونثرا إلى أدب ليس للبحر تدفقه ولا للبدر تألقه وشعر ليس للسحر بيانه ولا للنجوم الزهر اقترانه وخط من النثر غريب المباني شعري الألفاظ والمعاني وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة وبرع أدبه وجاد شعره وعلا شأنه وأنطلق لسانه ثم انتقل من قرطبة إلى المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فجعله من خواصه يجالسه في خلواته ويركن إلى إشاراته وكان معه في صورة وزير وذكر له شيئا كثيرا من الرسائل والنظم
    وله القصائد الطنانة ومن بديع قصائده القصيدة النونية التي منها
    نكاد حين تناجيكم ضمائرنا @@@ يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
    حالت لبعدكم أيامنا فغدت @@@ سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
    بالأمس كنا ولا نخشى تفرقنا @@@ واليوم نحن وما يرجي تلاقينا
    وهو طويلة كل أبياتها نخب وله في ولادة الرسالة الطنانة وكذا الرسالة الجهورية وشرح كل من رسالتيه هاتين وما جرياته مع ابن جهور لما حبسه وفر منه بعد أن استعطفه بكل ممكن فلم يطلقه مشهورة فلا نطيل بها ( 463 )
    12 - صردر الشاعر صاحب الديوان أبو منصور علي بن الحسن بن علي بن الفضل الكاتب الشاعر المشهور أحد نجباء شعراء عصره جمع بين جودة السبك وحسن المعنى وعلى شعره حلاوة رائقة وبهجة فائقة وله ديوان شعر وهو صغير ومن شعره
    أبك أن رحل الشباب وإنما @@@أبكي لأن يتقارب الميعاد
    شعر الفتى أوراقه فإذا ذوى @@@ جفت على آثاره الأعواد ( 465 )
    13 - محمد بن عمار أبو بكر المهري ذو الوزارتين شاعر الأندلس كان هو وابن زيدون كفرسي رهان وكان ابن عمار قد اشتمل عليه المعتمد وبلغ الغاية إلى أن استوزره ثم جعله نائبا على مرسية فخرج عليه ثم ظفر به المعتمد فقتله قال ابن خلكان وكانت ملوك الأندلس تخاف ابن عمار لبذاءة لسانه وبراعة احسانه لا سيما حين اشتمل عليه المعتمد على الله بن عباد صاحب غرب الأندلس وأنهضه جليسا وسميرا وقدمه وزيرا ومشيرا ثم رجع إليه خاتم الملك ووجهه أميرا وقداتي عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فتبعته المواكب والمضارب والجنائب والنجائب والكتائب وضربت خلفه الطبول ونشرت على رأسه الرايات والبنود فملك مدينة تدمير واصبح راقي منبر وسرير مع ما كان فيه من عدم السياسة وسوء التدبير ثم وثب على مالك رقة ومستوجب شكره ومستحقه فبادر إلى عقوقه وغش حقوقه فتحيل المعتمد عليه وسدد سهام المكايد إليه حتى حصل في يده قنيصا وأصبح لا يجد له محيطا إلى أن قتله المعتمد بيده ليلا في قصره بمدينة إشبيلية ومن جملة ذنوبه عند المعتمد بيتان هجاه وهجا ابنه المعتضد بهما وهما
    مما يقبّح عندي ذكر أندلس @@@ سماع معتضد فيها ومعتمد
    أسماء مملكة في غير موضعها @@@ كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
    وكان أقوى الأسباب على قتله انه هجاه بشعر ذكر فيه أم بنيه المعروفة بالرميكية منها
    تخيرها من بنات الهجان @@@ رميكية لا تساوي عقالا
    فجاءت بكل قصير الذراع @@@ لئيم النجادين عما وخالا
    وهذه الرميكية كانت سرية المعتمد اشتراها من رميك بن حجاج فنسبت إليه وكان قد اشتراها في أيام أبيه المعتضد وأفرط في الميل إليها وغلبت عليه وأسمها اعتماد وهي التي أغرت المعتمد على قتل ابن عمار لكونه هجاها ( 477 )

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,600

    افتراضي فوائد وعبر من السير ( 401 - 500 )

    7- الفوائد التربوية والإيمانية والدعوية
    1 - أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي أبو إسحق كان حافظا ذا ورع وصيام وقيام كثير(402)
    2 - أبو عمرو وعثمان الباقلاء نسبة إلى بيع الباقلا البغدادي الزاهد كان عابد أهل بغداد في زمانه رحمه الله تعالى ( 402 )
    3 - وذكر القاضي الحسين أن أبا بكر القفال كان في كثير من الأوقات يقع عليه البكاء في الدرس ثم يرفع رأسه فيقول ما أغفلنا عما يراد بنا ( 417 )
    4 - وقال القاضي أبو بكر الشامي قلت للقاضي أبي الطيب وقد عمر لقد متعت بجوارحك أيها الشيخ فقال ولما لا وما عصيت الله بواحدة منها قط أو كما قال وقال ابن الأهدل بلغ أبو الطيب مبلغا في العلم والديانة وسلامة الصدر وحسن السمت والخلق وعليه تفقه الشيخ أبو اسحق الشيرازي وولي القضاء ببغداد بربع الكرج دهرا طويلا وعاش مائة وسنتين ويقال وعشرين ولم يضعف جسده ولا عقله حتى حكى انه اجتاز بنهر يحتاج إلى وثبة عظيمة فوثب وقال أعظماً حفظها الله في صغرها فقواها في كبرها ( 450 )
    5 - أبو بكر الخياط مقرئ العراق محمد بن علي بن محمد بن موسى الحنبلي الرجل الصالح وقال أبو ياسر البرداني كان من البكائين عند الذكر أثرت الدموع في خديه ( 467 )
    6 - أبو الحسن الواحدي المفسر علي بن أحمد النيسابوري تلميذ أبي اسحق الثعلبي وأحد من برع في العلم وكان شافعي المذهب روى في كتبه عن أبن محمش وأبي بكر الحيري وطائفة وكان رأسا في اللغة والعربية توفي في جمادي الآخرة وكان من أبناء السبعين قال ابن قاضي شهبه كان فقيها أماما في النحو واللغة وغيرهما شاعرا وأما التفسير فهو إمام عصره فيه أخذ التفسير عن أبي اسحق الثعلبي واللغة عن أبي الفضل العروضي صاحب أبي منصور الأزهري والنحو عن أبي الحسن القهندزي بضم القاف والهاء وسكون النون وفي آخره زاي الضرير صنف الواحدي البسيط في نحو ستة عشر مجلدا والوسيط في أربع مجلدات والوجيز ومنه أخذ الغزالي هذه الأسماء وأسباب النزول و كتاب نفي التحريف عن القرآن الشريف و كتاب الدعوات و كتاب تفسير أسماء النبي صلى الله عليه وسلم و كتاب المغازي و كتاب الأغراب في الأعراب وشرح ديوان المتنبي وأصله من ساوة من أولاد التجار وولد بنيسابور ومات بها بعد مرض طويل في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ونقل عنه في الروضة في مواضع من كتاب السير في الكلام على الإسلام ( 468 )
    7 - أبو الوفاء طاهر بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن القواس البغدادي الفقيه الحنبلي الزاهد الورع ولد سنة تسعين وثلثمائة وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وسمح الحديث من هلال الحفار وأبي الحسين بن بشران وغيرهم وتفقه أولا على القاضي أبي الطيب الطبري الشافعي ثم تركه وتفقه على القاضي أبي يعلى ولازمه حتى برع في الفقه وأفتى ودرس وكانت له حلقة بجامع المنصور للفتوى والمناظرة وكان يلقي المختصرات من تصانيف شيخة القاضي أبي يعلي ويلقى مسائل الخلاف درسا وكان إليه المنتهى في العبادة والزهد والورع وذكره ابن السمعاني في تاريخه فقال من أعيان فقهاء الحنابله وزهادهم كان قد أجهد نفسه في الطاعة والعبادة واعتكف في بيت الله خمسين سنة وكان يواصل الطاعة ليله بنهاره وكان قارئا للقرآن فقيها ورعا خشن العيش ( 476 )
    8 - أبو منصور الخياط محمد بن أحمد بن عبد الرزاق الشيرازي الأصل البغدادي الصفار الحنبلي المقرئ الزاهد
    وكان إماما بمسجد ابن جردة ببغداد بحريم دار الخلافة اعتكف فيه مدة طويلة يعلم العميان القرآن لوجه الله تعالى ويسأل لهم وينفق عليهم فختم عليه القرآن خلق كثير حتى بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العميان سبعين آلفا قال ابن النجار هكذا رايته بخط أبي نصر اليونارتي الحافظ وقد زعم بعض الناس أن هذا كلام مستحيل وانه من سبق القلم وإنما أراد سبعين نفسا وهذا كلام ساقط فان أبا منصور قد تواتر عنه اقرأء الخلق الكثير في السنين الطويلة قال ابن الجوزي أقرأ الخلق السنين الطويلة وختم عليه القرآن ألوف من الناس وقال القاضي أبو الحسين أقرأ بضعا وستين سنة ولقن أمما وهذا موافق لما قاله أبو نصر وهذا أمر مشهور عن أبي منصور قال ابن الجوزى كان أبو منصور من كبار الصالحين الزاهدين المتعبدين كان له ورد بين العشاءين يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا حتى طعن في السن وقال ابن ناصر عنه كان شيخا صالحا زاهذا صائما أكثر وقته ذا كرامات ظهرت له بعد موته
    وذكر ابن السمعاني أن الشيخ أبا منصور الخياط رؤي في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب والصحيح انه توفي سنة تسع وتسعين وأربعمائة ( 497 )

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •