تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: التعليق على النص ومدارسه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    40

    Exclamation التعليق على النص ومدارسه


    التعليق على النص ومدارسه


    لابد لأي محقق أن يعلم أن منهجية تحقيق التراث أصبحت واضحة ومقعدة بقواعد عامة وقواعد مفصلة والخلاف في بعض التفصيلات الصغيرة التي لا تعدو أن تكون إما وجهات نظر أو على قاعدة لكل نص منهجيته الخاصة.
    ومن تجرأ وخالف القواعد العامة والمفصلة التي في مظانها؛ ربما وسم عمله بالتحقيق غير العلمي.
    ومن قرأ كتب مناهج تحقيق التراث أو سبر أحوال بعض المحققين على طريقة ما يسمى بالمنهج الاستقرائي؛ تبين له ما تبين لي وربما أكثر.
    من المعلوم أن لكل كتاب منهجيته التي تناسبه في التفصيلات الدقيقة، كما أنه من المستفيض أن لكل كتاب كشافاته الخاصة التي تبين كنوزه غير الكشافات التقليدية.

    وهنا في هذه العجالة أريد الكتابة عن التعليق على النص الذي يسمى عند بعض أهل هذا الشأن (إضاءة النص)، وإضاءة النص تبدأ أولا من الكتابة بالرسم الحديث ثم ترتيب الفقرات ثم وضع علامات الترقيم بعد ذلك يتولى المحقق إضاءة النص من خلال عزو الآيات وتخريج الأحاديث ووزن الأبيات ونسبتها لقائلها والتعريف بالأعلام المغمورين والتعريف بالكلمات الغامضة والمصطلحات العلمية وما شابه ذلك من الأماكن والأزياء والأواني والأمراض وغير ذلك.

    وبما أن التعليق مكانه الحاشية التي تقع أسفل المتن، وهي ميدان المحقق في موافقة النص المحقق؛ فإن مدارس التعليق على النص على النحو الآتي:

    1 ـ مدرسة المستشرقين: وهي مدرسة لا تحبذ التعليق على النص إلا في حالة اختلاف النسخ فقط، وأن التعليق هو عمل آخر غير عمل التحقيق، ومن أشهر من ينتمي لهذه المدرسة الدكتور صلاح الدين المنجد رحمه الله بحسب تحقيقات بالرغم من أنه أشار في كتابه قواعد تحقيق المخطوطات بقوله التعليق على ما لابد منه، ومن المعلوم أن مثل هذه العبارة ملثمة وغير واضحة المعالم.

    2 ـ مدرسة الخلف: وهي مدرسة الذين يكثرون من التعليقات وشحن الهوامش بالمفيد وغيره مما له أدنى مناسبة.
    وللحق فإن هذه المدرسة تنقسم إلى أقسام:

    أ ـ مدرسة أهل الحديث واللغة، حيث أن مثل هذه العلم قد تستدعي الإفاضة في التعليق. ومن أشهر أعلامها: أحمد شاكر ومحمود شاكر ومحمود الطناحي ومحيي الدين عبد الحميد ومعبد وغيرهم كثير رحم الله الجميع. فهم يجمعون بين التعليق والشرح أحيانا.
    ب ـ مدرسة المتحمس المبتدئ بالتحقيق فتجده لا يجد موضعا لفائدة يعرفها إلا وضعها وهو في الغالب متأثر بالمدرسة التي قبله أعني مدرسة أهل الحديث واللغة.
    وأنا كنت متأثرا بمدرسة أهل الحديث في هذا الباب في تحقيقي (الإصابة في استحباب تعليم النساء الكتابة) الطبعة الأولى وإن شاء الله في الطبعة الثانية سأخرجه على المدرسة التي أرى أنها مناسبة وعلمية.

    ج ـ مدرسة أدعياء التحقيق من الجهلة وأصحاب الأعمال التجارية فتجدهم يفيضون في ما هو معروف ويتركون المبهم الذي يحتاجه القارئ أمس الحاجة.

    3 ـ مدرسة السلف: نسبة للسلف الذين عرف حالهم بأنهم في العلم كلامهم قليل ونفعه كثير، ومن أشهر أعلام هذه المدرسة عبد السلام هارون رحمه الله، وهو القائل: التعليق شطارة، وعلى المحقق أن يعلق تعليقا معتصرا ما يخرش المية مما ذكره أستاذنا عصام الشنطي حفظه الله وأنا أسمع.
    وهي المدرسة التي تجمع بين الغزارة في الإنتاج والفائدة من التحقيق للمحقق أولا ثم للقارئ ثانيا ثم للأمة على وجه العموم ثالثا.

    فالتعليق كما قال عبد السلام هارون (شطارة).
    إذن فالتعليق له أصوله وضوابطه بحيث تفيد القارئ بأقل عبارة وأوضحها، والقارئ المعني ليس من طبقة العلماء من أهل الاختصاص فنكون مع مدرسة المستشرقين كما زعموا، ولا يراد بالقارئ ذلك الأمي الجاهل؛ بل المراد بالقارئ هو المتوسط بين الطبقتين.

    لا أريد الإطالة وأعلم أنني أطلت لكن المقام يستدعي ذلك وللتنبيه فإن المسميات والتصنيفات أعلاه من كيسي لتوصيل الفكرة. والمدرسة المناسبة هي مدرسة السلف الذين يعرف عنهم أنه علمهم كثير وكلامهم قليل لكنه في موضعه المناسب. والله المستعان.
    أنا مفهرس مخطوطات في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض. وهذا حسابي في تويتر:
    https://twitter.com/#!/iyahyakapl

  2. #2

    افتراضي رد: التعليق على النص ومدارسه

    جزاك الله كل خير
    وحفظ الله أستاذنا الفاضل/عصام الشنطي ومتعه الله بالصحة والعافية
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما رباني صغيرا
    اللهم اجعلهم في مستقر الرحمة والرضوان مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    40

    افتراضي رد: التعليق على النص ومدارسه

    شكرا أخي فوزي.
    ومن باب إحقاق الحق والإنصاف فإن الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه قواعد تحقيق المخطوطات قسم مدارس المستشرقين في التعليق أو صنع الحواشي قائلا:
    وقد سلك المحققون عندنا طرقا مختلفة في إثبات الحواشي.
    ففريق يجعل الحواشي اختلاف النسخ، ويفرد للتعليقات ملاحق في آخر الكتاب. وعلى هذا كثير من المستشرقين الفرنسيين.
    وفريق ثان يجعل في الحواشي اختلاف النسخ، ثم التعليقات يفصل بينهما خط، وعلى هذا بعض المستشرقين الألمان.
    وفريق ثالث يخلط بينهما.
    وفريق رابع لا يثبت إلا النص، ويجعل اختلاف الروايات مع التعليقات في آخر الكتاب. انتهى كلام المنجد.
    وبعض الناشرين يصور أعمال المشتشرقين لطبعها فيحذف الحواشي وما بها من تعليقات، كما أن بعض المستشرقين يجعل له طبعة أجنبية بلغته فيفصل في التعليقات النافعة كما أفادني صديقي المهندس لطف الله قاري أحد علماء التراث العلمي في السعودية. فجزاه الله كل خير ووفقه. والله اعلم.
    أنا مفهرس مخطوطات في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض. وهذا حسابي في تويتر:
    https://twitter.com/#!/iyahyakapl

  4. #4

    افتراضي رد: التعليق على النص ومدارسه

    أبو محمد المصري

  5. افتراضي رد: التعليق على النص ومدارسه

    جزاك الله خيراً.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: التعليق على النص ومدارسه

    أراك غمزت "مدرسة أهل الحديث" وجعلتها خلفية وغير علمية .. رجاءً أعد النظر، أو أعد القسمة على أن تكون قسمة عدل!
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •