تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من هو عطاء الذي في هذا الإسناد

  1. #1

    افتراضي من هو عطاء الذي في هذا الإسناد

    بسم اللم الله الرحمن الرحيم
    عند النظر في الأحاديث التي في تحفة الأشراف و التي يرويها عطاء عن أبي الزبير عن جابر، نجد أن هناك 3 أحاديث يرويها فقط على حسب ما ذكر الحافظ المزي.
    قال الحافظ المزي ( 2/333 ):
    ( 2886 – حديث (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر ))
    س في الوليمة ( في الكبرى ) عن إسحاق عن معاذ بن هشام عن أبيه عنه به .

    2887 – حديث (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ))
    س في الطهارة ( 247 ) بإسناد الذي قبله .

    2888 – حديث أن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم : إني أجد في نفسي من عمرتي أني لم أكن طفت . (( قال: يا عبد الرحمن ! أعمرها من التنعيم )) .
    س في الحج ( لعله الكبرى ) عن هناد بن السري عن ابن أبي زائدة عن ابن جريج عنه به .

    ز المحفوظ حديث ابن جريج [ م. د ] عن أبي الزبير نفسه ، و قد مضى ح ( 2812 ) ) ا.هـ

    هذه ثلاثة أحاديث ذكرها المزي.
    و لكن في حقيقة الأمر ليسا ثم إلا حديثان، بل حديث واحد فقط.
    فإما الحديث الأخير ( 2888 ) فان الحافظ المزي قد بين أن المحفوظ هو رواية ابن جريج عن أبي الزبير و ذلك في قوله :
    ( ز المحفوظ حديث ابن جريج ( م .د ) عن أبي الزبير نفسه، و قد مضى ( ح 2812 ) )
    فالمراد بـ ( ز ) أي من قول المزي .
    و هذا صحيح فان الحديث عند مسلم و أبي داود من رواية ابن جريج عن أبي الزبير
    و أما في النسائي ( كتاب الحج ، باب العمرة من التنعيم 2/473 ح 4230) فهو هكذا : ( حدثنا ابن جريج عن عطاء و عن أبي الزبير عن جابر ..) .
    فالحديث من رواية ابن جريج عن عطاء عن جابر ، و ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر ، و ليس من رواية عطاء عن أبي الزبير .
    و هو كذلك في المنتخب من مسند عبد بن حميد ( 3/24 ح 1040 ) .
    فبقي معنا الحديثان (2886، 2887 ) و هما في الحقيقة حديث واحد أيضا، و ذلك لان الحافظ المزي قد ذكر أن إسنادهما عند النسائي واحد، وهو إنما فرقهما لان النسائي قد قطع الحديث ، فذكر جزءا منه ؛ في الكبرى، و الآخر في السنن الصغرى .
    أما في الكبرى فقد رواه في كتاب آداب الأكل، باب النهي عن الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر ( 4/171 ح 6741 ) : ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عطاء عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:(( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر))

    و أما في الصغرى فقد أخرجه في كتاب الغسل و التيمم، باب الرخصة في دخول الحمام ( 399 ) سنن النسائي بشرح السيوطي و حاشية السندي ) ( بنفس السند بلفظ : (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر )) .
    و قد أخرج الحديث الحاكمُ في مستدركه ( 4/320 ) باللفظ كاملا :
    ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل حليلته إلى الحمام
    من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر
    من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر
    )
    قال: و هو على حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه ) ا . هـ
    و رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 5/12 ح 5596 ) ، و الطبراني في الأوسط ( 2/ 415 تحقيق الطحان) (1715) .
    فمن هو عطاء الذي في هذا الإسناد ؟
    اختلف أهل الحديث في هذا على أقوال :
    القول الأول – أنه عطاء بن أبي رباح :
    ذهب إلى هذا القول :
    1- الحافظ المزي كما مر معنا في تحفة الأشراف، و كذا في تهذيب الكمال ( 26/405 ) حيث ذكر في تلاميذ أبي الزبير؛ عطاء بن أبي رباح، و قال: ( س ) يعني عند النسائي ، فهو يشير إلى هذا الحديث، و كذلك ذكر في شيوخ عطاء بن أبي رباح؛ أبا الزبير ( 20/75 ) و قال أيضا: ( س ) .
    2- الشيخ الالباني كما في الإرواء ( 7/7 ).
    3- الشيخ شعيب الارنؤوط كما في تحقيق المسند ( 23/19 ) .
    4- الشيخ محمد الأثيوبي كما في ذخيرة العقبى ( 5/500) .
    و احتج هؤلاء بـ :
    1- أن أبا الزبير من شيوخ عطاء بن أبي رباح ، بخلاف عطاء بن السائب .
    2- أن الحاكم قال عقب تخريج الحديث : ( صحيح على شرط مسلم ) و معلوم أن عطاء بن السائب ليس من رجال مسلم بخلاف ابن أبي رباح فهو من رجاله، بل من رجال البخاري أيضا .
    هكذا قال الشيخ الالباني كما في الإرواء .
    و سوف يأتي مناقشة هذا الكلام عند ذكر القول الثاني.
    القول الثاني – أنه عطاء بن السائب:
    ذهب إلى القول :
    1- الطبراني كما في الأوسط حيث قال: الأوسط ( 2/ 415 تحقيق الطحان) (1715)
    ( يقال أن عطاء الذي روى هذا عنه هشام الدستوائي هذا الحديث هو عطاء بن السائب ، و لم يروه عنه إلا هشام ، و لا عن هشام إلا ابنه ، تفرد به إسحاق ) و مثله في ( 9/100) ( 8210).
    2- جعل الشيخ دبيان الدبيان كما في كتابه أحكام الطهارة ( 11/440 ) هذا محتملا جدا .
    و قد ذكر الشيخ الدبيان عدة أدلة على هذا القول ؛ منها :
    1- أن عطاء بن أبي رباح من شيوخ أبي الزبير ، و ليس من تلاميذه .
    2- لم يذكر الحافظ المزي من تلاميذ عطاء بن أبي رباح هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، كما لم يذكر المزي من تلاميذ عطاء بن أبي رباح هشامَ بن أبي عبد الله الدستوائي ، كما لم يذكر المزي أيضا من شيوخ هشام عطاءَ بن أبي رباح .
    3- أن هشام الدستوائي يروي عن عطاء بن السائب فيما ذكره أبو داود في مسائل أحمد.
    4- أن حديث هشام في صحيح مسلم وفي غيره ، بينه و بين عطاء دائما أما قتادة كما في الحديث ( 901) ، أو مطر كما في ( 997 ) أو قتادة و بديل كما في ( 1674).

    و كما نلاحظ من خلال هذا الكلام أن فيه ردا على القول الأول بأنه : عطاء بن أبي رباح ، و مما يزيد الأمر وضوحا؛ ما ذكر الشيخ دبيان ( أن عطاء بن أبي رباح لم يوجد له رواية في الكتب التسعة عن أبي الزبير ، و إنما هناك أحاديث كثيرة يرويها عطاء بن أبي رباح و أبو الزبير معا عن جابر، و هناك أحاديث يرويها أبو الزبير عن عطاء كما عند النسائي وأحمد و مالك ، و أما رواية عطاء بن أبي رباح عن أبي الزبير ، فلم يقف على إسناد واحد إلا أن يكون هذا الإسناد) ا. هـ بتصرف
    و أما أنه عطاء بن السائب فهو بعيد أيضا قال الشيخ دبيان: ( إن عطاء بن السائب ليس معروفا بالرواية عن أبي الزبير، و قد بحثت في الكتب التسعة عن رواية لحديث يرويه ابن السائب عن أبي الزبير فلم أجد إلا هذا الإسناد المبهم).

    القول الثالث: أنه عطاء بن عجلان:
    وقد ذهب إلى هذا الحافظ ابن حجر كما في المطالب العالية ( 2/394) حيث قال: ( قال (خ): عطاء بن عجلان بصري نَسَبه عبد الوارث، منكر الحديث).
    تنبه: (نَسبه) كذا في الأصل للمطالب و قال المحقق: كذا في البخاري و في الأصلين ((سبقه))
    و في مختصر ابن عدي ((يشبه)).
    و الأقرب (نسبه )لأنها في نسخة البخاري التي حققها المعلمي و كذا في التاريخ الأوسط تحقيق محمد اللحيدان .


    القول الرابع: أنه عطاء بن دينار:
    و هذا قول الحافظ العراقي و رجحه الشيخ دبيان الدبيان
    فقد وجد محقق تحفة الأشراف ( 2/333) تعليقا للحافظ العراقي فقال : ( في حاشية ل : ذكر شيخنا العراقي أن س قال في الوليمة : إن عطاء هذا : هو ابن دينار مديني.
    و في حاشية ل أيضا : عطاء بن دينار عن أبي الزبير عن جابر، يذكر معه الحديثان الأولان من الترجمة التي قبل هذا ، كما ذكره شيخنا أبو الفضل العراقي ) ا. هـ
    و هذا النقل عن النسائي لم أجده في الكبرى المطبوع .
    و هذا هو الأقرب ، فقد ظفرت بهذا الإسناد عند الأصبهاني في الترغيب و التهيب ( 1/77)(27) و انه عطاء بن دينار .
    لكن هناك اثنان كما ذكر الحافظ المزي في تهذيب الكمال ( أحدهما مصري ثقة، و الأخر ذكره تمييزا، وقال: مولى قريش).
    و مال الشيخ دبيان إلى انه الثاني و هو فعلا كذلك، لان النسائي قال مدني .

    عسى الله أن ينفع بهذا البحث.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: من هو عطاء الذي في هذا الإسناد

    شكر الله لك بحثك الطيب ونفع بك الإسلام وأهله,
    ولكن..
    أخرجه الدارقطني في الجزء الثاني من الأفراد بسند مصرِّح بأنه عطاء بن عجلان
    قال رحمه الله تعالى:
    حدثنا القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ثنا المعلى بن هلال عن عطاء بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي وثنا المعلى بن هلال عن ليث بن أبي سليم عن بحر عن الحسن بن أبي الحسن قال : قال رسول الله : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها خمر " .غريب من حديث عطاء بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر، تفرد به المعلى بن هلال عنه
    2-وجاء في لمطالب العالية لراوي مسند إسحاق بن راهويه"عبدالله بن شهرويه" ما نصه: 0
    قال ابن شهرويه حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابو معمر حدثنا عبدالوارث حدثنا رجل يقال له عطاء بن عجلان عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلن مع حليلته الحمام"
    وعبدالوارث هذا ثقة ,فقوله "حدثنا رجل يقال له " تصريح بتعيينه ولهذا قال به ابن حجر
    وإن كان متن هذا الحديث مغايرا للأول
    فائدة:
    قال الذهبي في تذكرة الحفاظ :-
    عطاء بن عجلان يروي الموضوعات عن الثقات
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: من هو عطاء الذي في هذا الإسناد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوعبدالله مشاهدة المشاركة
    فقد وجد محقق تحفة الأشراف ( 2/333) تعليقا للحافظ العراقي فقال : ( في حاشية ل : ذكر شيخنا العراقي أن س قال في الوليمة : إن عطاء هذا : هو ابن دينار مديني.
    و في حاشية ل أيضا : عطاء بن دينار عن أبي الزبير عن جابر، يذكر معه الحديثان الأولان من الترجمة التي قبل هذا ، كما ذكره شيخنا أبو الفضل العراقي ) ا. هـ
    للتوثيق ومزيد الفائدة:
    قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي -في الإطراف بأوهام الأطراف (ص 77)-: (وجدت بخط والدي -رحمه الله- أن النسائي ذكر في الوليمة من سننه الكبرى عقب هذا الحديث: أن عطاء هذا هو ابن دينار، مديني. انتهى.
    وحينئذٍ فإدخال المزيِّ هذا الحديثَ في ترجمة عطاء بن أبي رباح وهم) ا.هـ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •