الأخوان الكريمان.. الأندلسي والأمل "القادم"... جزاكم الله خيرا وبارك فيكما
الأخوان الكريمان.. الأندلسي والأمل "القادم"... جزاكم الله خيرا وبارك فيكما
ومن تلكم الطرق في الشِّدَّة والقدح: التَّعريض والاستفزاز بمدح كلام فلانٍ في فلانٍ، وليس في مدح ردِّ فلان على مقال فلان. وكأنَّ المقصود من الرَّد والمدح هو صاحب المقال لا المقال!
وينبغي التنبُّه إلى أنَّه لا بأس بمدح مقالٍ أعجب به امرؤ؛ لكن دون استفزازٍ للطرف الآخر، واللبيب يفرق بينهما بسياق الكلام ولحنه.
ومنها: تسمية الردِّ العلمي -في مسألةٍ محل تجاذب وتباحث- سيفًا أوإلجامًا أوصارمًا أوصاعقة .. إلى غير ذلك من التسميات التي تصلح للردود على الزنادقة أوالمبتدعة، أوخطاب إعلان حرب!، وهي مستفزَّة للآخرين، فيخرجهم عن العلميَّة والموضوعيَّة إلى المعاملة بالمثل عند ترك الأولى. والله المستعان!
* ومن الطُّرق السَّقيمة التي شاعت وطمَّت عند بعض الناس وعمَّت، وفيها قسوةٌ على المحاور أو المناظر: التباهي من بعض "فاقدي الحُجَّة" بالتزكيات والمنازل و"الدكترات" عند عجزه حال المحاورة مقارعة حجَّة أخيه بمثلها.
فترى بعض هؤلاء البؤساء -رفع الله عنهم الأسقام وعافانا ممَّا ابتلاهم به- يقول في سياق المناظرة ودون مناسبةٍ سائغةٍ: (قد زكَّاني فلان وفلان)، فما عندك من التَّزكيات أوالإجازات؟! ومَن أثنى عليك من أهل العلم!
وكأنَّنا عند المحاورة والمناظرة بالحجة والوصول للتعلم يتقدَّم أحد الطَّرفين إلى الآخر في وظيفةٍ رسميَّةٌ والمحاور مديرها؟!
عجبًا لهذا التظريف!.. فقد بقي عليه أن يقول: هات ملفًّا، وصورًا شمسية، مع شهادتك التدريبية، ولا تنس صحبة وليَّ أمرك معك وشاهدي عدل = حتى نكمل النِّقاش! وإلَّا فلا كلام "لنا" معك!
وكأنَّ العلم بالشرع والفهم لنصوصه وكلام أهله (الذي يظهر بالمحاججة) لا يظهر إلَّا بتلك التَّزكيات والشهادات التي يستوي فيها المستحقِّ، مع المزوَّر أو المزوِّر!
وفي مثل هذا التَّصرُّف البائس صرفٌ للأنظار وإخفاء لمظاهر الضَّعف العلمي؛ بتدليس مهلهل.
* ولتأمُّل سوء تصرُّف هؤلاء البؤساء -نسأل الله العفو- وما هم عليه من السَّقم الفكري فليلحظ ما يلي:
* أنَّ من يبرز من جعبته بعض التزكيات التي عفا عليها الزمن لم يصنع شيئًا عند المحاججة بتلك الطريقة البليدة! ذلك أنَّ هؤلاء العلماء الذين قد زكَّوه في يومٍ ما أوقدَّموا له في كتابٍ ما = لم يخطر ببال أحدهم أنَّ تزكياتهم ستستعمل من مثل هؤلاء الذين لم يربُّوا أنفسهم على أدب العلم كصكِّ غفران مطلق يلوَّح بها لإبطال حقٍّ أو إحقاق باطلٍ!
* وأيضًا.. فإنَّ بعض هذه التَّزكيات قد يكتبها بعض أهل العلم لبعض "الأصاغر" في العلم أو الأقران في المناظرة؛ تشجيعًا لهم وحسن ظنٍّ بحالهم، وذلك بالثناء عليه في رسالةٍ خاصَّةٍ أو تقريظ لكتاب أو نحو ذلك؛ ولكنَّ الحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة؛ فتزكية من زكَّى من أهل العلم قد انتهى مفعولها بتغيُّر الحال بعدالحال، وليس في تزكية أحد من النَّاس ضمانة بسلامة المزكَّى مطلقًا في كلِّ أحواله وكتبه و"اختياراته" وانحرافاته و(مرض قلبه!) بعد ذلك.
* وأخيرًا.. فإبراز هذه التزكيات في هذا السياق عند الفشل العلمي قدحٌ لا مدحٌ.. إذ يُقال أوينبغي ذلك: قد أخطأ من زكَّاك، فليته لم يفعل!!
كما قد يُقال لدكتور مزجى البضاعة: قد أخطأ من أنالك هذه الدكترة!
(مع فائق تقديري واحترامي لجميع الدكاترة الأكفاء).
* فيا مسكين.. يا أيُّها الزَّاهي بتزكياتك والمتباهي بها ارفق بنفسك.. فنحِّ ذلك كله جانبًا عند المحاججة بالموضوعيَّة والمنهجيَّة العلميَّة.
وإن أصررت فلك أن تؤطَّر تلك التَّزكيات بإطاراتٍ مذهَّبةٍ بعناية وتعلِّقها في كل غرفة ببيتك.. وتتأمَّلها غدوًّا وعشيًا..
لا لكي تزيد غرورك وأسقام فؤادك ودناءة تعاليك..
ولا لتنظر إلى عطفيك لأجلها، كما تنظر المرأة في المرآة.. كلَّا..
بل لكي تذكِّرك بماضيك الفائت البائد (إن كان)، ولتبذل جهدًا أكبر؛ بالتفرُّغ أوقاتًا مضاعفة في طلب العلم والمعرفة حتى بلوغ تلك المرتبة، التي أمَّل مزكُّوك وصولك إليها، أوحَسُن ظنُّهم بك حينها..
وأنت أعلم بقدر نفسك فلا تخدع نفسك بنفسك..
* أعاننا الله على بلوغ الإمامة في الدِّين على هدى واتِّباعٍ وإخلاص.
موضوع جميل استفدت منه ,فأحببت شكرك عليه ,, جزاك الله خيراً
وإيَّاك، وحيَّاك الله وبيَّاك..
ومن الطرق القديمة الجديدة في القسوة، التعصُّب للأشخاص دون الحقِّ الذي هم حاملون له، أوأخطأوه في تلكم المسألة، وما ينجم عن ذاك التعصُّب من بغيٍ وظلمٍ وإهدار عرضٍ لمسلمٍ؛ إذ يجب صيانة عرْضهِ على الدَّوام..
حتى لو كانت المنازعة بين شيخ الرَّاد وخصمه فلا ينبغي له أن يحشر نفسه بينهما، عصبيَّةً لشيخه وجاهليَّةً أسقطها الإسلام؛ بل يكون قوَّامًا بالقسط والعدل والإنصاف، ومن لم يقدر على قول الحقِّ فلا يقف في صفِّ الباطل، بل كُنْ محايدًا وأنكر بقلبك على الأقل:
حياكم الله وبارك فيكم يا شيخ عدنان ..
ووالله قد أفدت من موضوعك هذا أيما افادة... وأسأل الله العفو عما قد أكون وقعت فيه مما حذرتم منه في غفلة مني، وأعتذر ها هنا الى كل من ظلمته دونما قصد، أو بغيت عليه في خطابي، أو احتددت عليه بغير مسوغ شرعي، وأستميحه العذر والعفو.. والله أسأل أن يصفح هؤلاء عني ... فالحمل يوم القيامة ثقيل ثقيل، ولا قبل لأحدنا بأن تنتزع منه يوم القيامة حسنة واحدة لعله ألا تكون نجاته الا بها، نسأل الله العافية ...
وأشهد الله يا شيخ عدنان أني أحبكم في الله وأحمده سبحانه على أن جعلني في هذا المجلس جليسا لأمثالكم، وان نفسي لتهفو للقياكم والله وغيركم من أكارم هذا المجلس المبارك ومشايخه، ولكن ما من سبيل أعلمه الى ذلك في الدنيا...
فأسأله تبارك وتعالى ألا يحرمنيه في الآخرة، وأن يجمعني واياكم في الفرودس الأعلى ...
آمين.
آمين.. وبارك الله فيكم يا أبا الفداء ونفع بكم وبمشاركاتكم.. وأسأله سبحانه أن يجمع بين إخوة الدين والعلم في دنياه على خيرٍ وعافيةٍ، ولا يحرم أحدًا من اللقاء في جنَّة عدنٍ..
جزاك الله خيرا
وإياك.
يرفع للإفادة.
السلام عليكم
بارك الله فيكم أخانا الحبيب الشيخ عدنان البخاري وثقل موازين طيباتك على ما أحسنت به من لفت من غفل من إخوانك ومن أساء بغير علم أو به إلى خطورة البغي على الخلطاء من إخوانهم في الخطاب..نعوذ بالله أن نكون ممن يبغي بغير الحق ونسأله تعالى أن يسلم قلوبنا وإياكم وكل المسلمين من النفاق وأعمالنا من الرياء أو البغي وأن يطهر أنفسنا من كل ما لا يليق بخشيته تعالى
أدام الله إحسانكم وبارك فيكم وأحسن إليكم
ودمتم في فضل من الله ونعمة
آمين.. وأحسن الله إليك ونفع بك.
______________* تنبيهٌ: قد بدا لي أن أغيِّر عنوان الموضوع إلى ما ترون، ولعلَّه أنسب..______________
* بعض الناس ممّن قد تكون لهم سابقة علم وأضواء ينادون كثيرًا بالتَّسامح والتَّلاطف مع [الآخر]، فإذا كانت القضية في خلافٍ لهم مع بعض أهل العلم المعاصرين، سواء أكان منهجيًا أو في أطراف مسائل علمية محتملة شنَّعوا عليهم بطعنٍ أو بلمز وتعريض.. يفتقد (على الأقل) ذاك التسامح والأدب في الاختلاف!
حقيقةً حاولت كثيرًا وتكرارًا إحسان الظَّن بهذا الأسلوب المتكرِّر المنفِّر الذي يشتم رائحته (كل عاقل).. لكنِّي فشلت؛ فإنَّ الشمس لا تحجب بغربال!
حسنًا.. اختصارا نردِّد في شهر القرآن: ﴿والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا﴾!
ولا يفوتني ههنا أن أذكِّر دائمًا أنَّ المشكلة ليست في الاختلاف السَّائغ، فهي سُنَّةٌ ماضيةٌ، إنَّما في طريقته وألفاظ ممارسيه.
ما نفَّر الناس من الإمام ابن حزم رحمه الله؟!
أنريد أن تكون طريقته قدوة لنا..
أخي المناضل للإصلاح والاجتهاد والتَّجديد والتطهير والدعوة والعلم.. الخ = خالف من شئت فيما يسوغ ما دمتَ ناطقًا بحُجَّةٍ، ولكن معها أدبُها..
قطعًا.. العلم لا يكفي وحده دون أن يرتبط معه أدبُه!
حين يتكرَّر أسلوب مطَّردٌ فهل السَّبب فيه نقمةٌ في القلب تدفع لمثل هذه القسوة على فئات، وهي غير منظورة في الخطاب مع آخرين غيرهم؟ أم أنَّها جفوة تشمل الجميع من مُحِبِّين ومُبْغَضِين؟
رب عاقل يقال له: الحجة في كذا كيت وكيت، وقد أخطأك الحق فيما ذكرت.
فينبري للرد على حجتك ودحضها ونسفها وبيان وجه خطئها.. الخ وإسقاطك = بسؤال افتراضي بسيط: ومن أنت؟! حتى تطلع على الحق من دوني؟
ولا بأس من الاستطراد بتذكيري بما هو أولى من (مسألة الحق والغلط)، فيبرز إجازاته وتزكياته وشهاداته ومؤلفاته التي ملأت الأطر والرفوف وطارت بها الركبان.. الخ!
شكونا إليهم فساد السواد ** فعابوا علينا شحوم البقرهنا فقط.. تنتهي القضية وتعلّق المناقشة أو تغلق! إذ يبقى أنِّي أقر بكل ذلك الفضل لك ولستُ غافلًا عن شيء ممَّا تفضَّلت به!
فكانوا كما قيل فيما مضى ** أريها السها وتريني القمر!
لكن المشكلة عندي أنَّ قضيتي الآن هي غير قضيَّتك!
و.. للأسف الشديد!