تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    Exclamation مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    أوّل ما أتصفّح كتابًا من مطوّلات النحو، أبدأ بقراءة شواهده الشعريّة. وأوّل ما أتصفّح مصدرًا قديما من مصادر تاريخنا الإسلامي، أبحث عن القصائد والمقطوعات الشعرية، ثم ألِج من خلالها إلى الكتاب. هي عادة قديمة تمكّنت منّي، وبفضلها قرأتُ معظَم "أزهار الرياض" على غير ترتيب ولم أبلغ الحلم بعد. وكذا كان الأمر مع مطوّلات أخرى...
    وكنتُ أظنّني تعافيتُ منها؛ لكنني منذ أيام رجعتُ إلى كتاب "الإحاطة في أخبار غرناطة" للسان الدين ابن الخطيب، بتحقيق محمد عبد الله عنان، وإذا بي أتتبّع الأشعار قبل الأخبار.. وكأنّ لسان حالي يقرّر أنّ الشعر أصدق من التاريخ، وإن كان أعذبه أكذبه! فالشاعر يبالغ مجنّحًا بالخيال، لكنه يمنحنا لبَّ الحقيقة. أمّا المؤرّخ، فيبالغ في تحرّي الحقيقة، فيغرقنا في الخيال. وبين مدّعي الصدق والمجاهر بالكذب، أجدني أحيانًا أقرب إلى الثاني وأدنى –بفضله- إلى حقائق التاريخ والحياة.
    فتحتُ "الإحاطة" التي حقّقها عنان، وأطلقت لعينيّ العنان، تتصيّدان ما عسى يضمّ هذا السفر الجليل بين دفّتيه. ورحت أنقل الطرف بِنَهَم مِن قصيدةٍ إلى أخرى، ومن بيت مفرد إلى مقطوعة مرقصة.. لكن سرعان ما كَلَّ الطّرف، واضطرب الفكر، وتعكّر المزاج؛ وذلك لأنّ المحقق اضطرني إلى الانتقال من الشعر إلى العروض، ومن التحليق في سماء الشعر إلى غبار أقبية التحقيق.
    وما ندمت.. إذ عشقي لغبار المخطوطات لا يقل عن هوسي بالقصائد المطربات، وكلَفي بتصويب النصوص وضبطها ليس أدنى من رغبتي في الكشف عن معاني الأشعار.
    ولست أدري إن كانت المصادر خانت المحقّق؟ وهو الذي سافر إلى الأندلس والمغرب وتونس عدّة مرّات... أم كان نتاجه غاية ما أمكنه بلوغه في صنعة التحقيق؟ أم كانت العجلة والرغبة في إخراج الكتاب إلى الناس وراء ذلك كله؟
    ورحم الله ابن حمديس، الشاعر الأندلسي، القائل:
    وأصْعَبُ مِنْ رُكوب البحر عندي --- أمورٌ ألْجأتْكَ إلى رُكوبِهْ
    وكانت النيّة أن أجمع كلّ ما جانَبَ فيه المحقّقُ الصوابَ في ضبطه لأشعار الإحاطة؛ لكن عودتي إلى مقدمة الكتاب وما صادفته فيها من تصحيفات وأخطاء، صرفتني عن قصدي الأول، وأقنعتني بمراجعة التحقيق كلّه مراجعةً نقديّة. فألزمت نفسي بتفحّص التحقيق صفحةً صفحةً، من أوّل الكتاب إلى آخره، وجمع كل ما يقتضي التصويب أو الاستدراك، عساه يكون مفيدًا للباحثين والدارسين، ممّن لهم اهتمام بالدراسات الأندلسية.
    وما أقدّمه اليوم إلى الأفاضل من أعضاء مجلس الألوكة هو باكورة العمل. وأسأل الله أنْ يبارك لي في وقتي، ويوفّقني إلى بلوغ الغاية.
    وقد ألزمتُ نفسي بتجنُّب الحكم على قيمة التحقيق، والاكتفاء بعرض ما ترجّح لديّ أنه مجانب للصحّة، ثم تصويبه.
    ولا أدّعي العصمة لنظري، بل هو اجتهادٌ متواضع ولّده اجتهاد جبّار. والمجتهد مأجور؛ لكنني أطمع في مضاعف الثواب، بحرصي على موافقة الصواب. والله ولِيُّ التوفيق.

    (يتبع...)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    *** الجزء الأول ***

    [1] ** ص 79:
    _ فلا يجدون بما قسمَ محيصاً.
    = الصواب: فلا يجدون عمّا قسمَ محيصاً.

    [2] ** ص 79:
    _ وَسِعَهم عِلْمُه على تَبايُن أفْراقِهم، وتكاثُفِ أعدادِهم.
    = أفراقهم صحيحةٌ لغةً؛ لكن الأكثر مناسبةً للسياق ولمراعاة السجع: "أفرادِهم". (وكذا وردت في الريحانة) ثم اطلعتُ على نشرة رفيق العظم، فوجدتُها أيضًا مطابقة للتصويب. والحمد لله.

    [3] ** ص 80:
    _ الذي أنجز الله به من نصر [دينه] الحقَّ موعدا.
    = الذي أنجز الله به من نصر [دينه] الحقِّ موعدا.
    وفي طبعة العظم: "مِن نصر دين الحقِّ موعدا."

    [4] ** ص 80:
    _ حتى بلغت دعوته ما روي له من هذا المغرب الأقصى.
    = زُوِيَ. (والخطأ مطبعي).

    [5] ** ص 80:
    _ ما أقلَّ ساعدٌ يداً، وعُمرُ بكر خالداً.
    = ما أقلَّ ساعدٌ يداً، وعَمَرَ فِكْرٌ خَلَداً. (استشكلت النص، ثم وجدتُ صوابه في نشرة العظم).

    [6] ** ص 80:
    _ ومصباح بدا، فأرق سُهْداً.
    = كذا أيضا في نشرة العظم. لكن في الريحانة:
    "وما صباح بدا، وأَوْرَقٌ شَدا." وهو الأشبه بالصواب.

    [7] ** ص 80:
    _ وجوارح اليراع تثير في السهول الرقاع صيدا.
    = وجوارح اليراع تثير في سهول الرقاع صيدا. (ريحانة)

    [8] ** ص 80:
    _ حتى ألفينا المراسم قائدة، والمراشدَ هادية.
    = حتى ألفينا المراسم بادية، والمراشدَ هادية. (ريحانة)

    [9] ** ص 80:
    _ ولِعاُهماَ بِنَثره.
    = وَلِعَا هُمَا بِنَثره. (خطأ مطبعي).

    [10] ** ص 80:
    _ لأتى بما شاء من عَتْبٍ ولوم، وأنْشَده علمه ماية كل يوم.
    = وفي نشرة العظم: "وأنشر علمه ما به كل يوم." ولا معنى له أيضًا.
    = والصواب، كما في الريحانة: "لأتى بما شاء من عَتْبٍ ولوم، وأنْشَد: أُعَلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَوْم."

    [11] ** ص 80:
    _ ولما كان الفنُّ التاريخي مأرب البشر، ووسيلة إلى ضم النشر، يعرفون به أنسابهم في ذلك شرعا وطبعا ما فيه، ويكتسبون به عقل التجربة في حال السكون والرفيه.
    = في الريحانة، وعبارتها أكثر انسجاما ووضوحًا:
    "ولـمّا كان هذا الفنُّ التاريخيُّ فيه مأرب البَشَر، [وداعٍ إلى ترك الأثر]، ووسيلة إلى ضَمِّ النَّثَر، يعرفون به أنسابهم وفي ذلك شرعًا وطبعًا ما فيه، ويكتسبون به عقل التجربة في حال السكون والترفيه."
    و"النثر" يصح ضبط ثائها بالفتح والكسر. والفتح أوْلى في هذا الموضع.

    [12] ** ص 81:
    _ وجَنَح إلى التخصيص الأولويّةُ بحسب ما يخصه من المكان، ويلزمه من حقوق السكان.
    = العبارة مضطربة. وفي الريحانة:
    "وجَنَح إلى التخصيص من أثر الأولويّة بحسب ما يخصه من المكان، ويلزمه من حقوق السكان."
    ومعنى العبارة فيها أوضح، وتقتضي تصويبًا إضافيّا ليتمّ المراد، وهو: "آثر" بدل "أثر". فنقرأ:
    "وجَنَح إلى التخصيص مَنْ آثَرَ الأولويّة بحسب ما يخصّه من المكان، ويلزمه من حقوق السكان."

    [13] ** ص 81:
    _ ودار عليها، بقول الله من رحمته الواسعة، حرم.
    = في الريحانة:
    " ودار عليها، بفضل الله، من رحمته الواسعة، حرم."
    وعبارة الريحانة أوضح، لكن لعلّها في الإحاطة: "بحول الله".


    (يتبع...)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    (... تابع)
    [14] ** ص 81:
    _ كتاريخ مدينة بخارى لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن سليمان الفخار". (!)
    = والصواب: الغُنْجار.
    وهو محمد بن أحمد بن محمد سليمان بن كامل.
    [15] ** ص 81:
    _ وتاريخ أَصْبَهان أيضاً لأبي زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن قندة الحافظ. (!)
    = وفي نشرة العظم: "ابن نبذة"!
    والصواب: ابن مَنْدَهْ.
    [16] ** ص 81:
    _ وتاريخ نَيْسابور للحاكم أبي عبد الله بن اليسع. (!)
    = والصواب: البَيِّع.
    [17] ** ص 82:
    _ شَيْرَويه.
    = شِيرَوَيْه.
    [18] ** ص 82:
    _ وتاريخ هَراة أظنّه لأبي عبد الله الحسن بن محمد الكتبي.
    = والصواب: الحسين.
    وهو أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الكُتُبِيّ. وهو شيخ أبي النصر (النضر؟) عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفامي، صاحب "تاريخ هراة". وللكتبي أيضًا تاريخ.
    [19] ** ص 82:
    _ وتاريخ سَمَرْقَند لعبد الرحمن بن محمد الأرْدِسي. (!)
    = والصواب: الإدْرِيسِي.
    وهو: عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس.
    والنسبة إلى "أَرْدَسْتان": أَرْدَسْتانيّ.
    [20] ** ص 82:
    _ وتاريخ نَسَف لجعفر بن محمد المُعَبر المستغفري. (!)
    = والصواب: محمد بن المعتزّ.
    [21] ** ص 82:
    _ وتاريخ واسِط لأبي الحسين علي بن الطيب الخلافي. (!)
    _ والصواب: الـجُلاّبي.
    وهو: أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الطَّيِّب الـجُلاّبيّ. ويُعرَف أيضًا بابن المغازلي.
    [22] ** ص 82، هامش رقم 6:
    _ علي بن محمد بن هبة الله المعروف بابن عساكر. (!)
    = الصواب ما في المتن: "بن الحسن"
    [23] ** ص 82:
    _ وتاريخ مصر لعبد الرحمن بن أحمد بن نواس. (!!)
    = والصواب: بن يونس.
    وهو: أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي.
    [24] ** ص 83:
    _ وتايخ سَبْتة.
    _ وتاريخ سَبْتة.
    والخطأ مطبعي...
    [25] ** ص 83:
    _ أبو بكر بن خمسين. (!)
    = والصواب: بن خميس.
    وهو: أبو بكر محمد بن خميس.
    [26] ** ص 83:
    _ الإعلام بمحاسن الأعلام.
    = بمجالس.
    [27] ** ص 83:
    _ وتاريخ الجزيرة الخضراء لابن خمسين. (!)
    = والصواب: لابن حمديس.
    وليعذرنا "ابن خمسين" هذا، فقد تكرّر اسمه في مقدمة الكتاب، ولم نره حقيقًا بالوجود فيها... رحم الله من قال:
    وابْنُ خَمْسِين مَرّ عند حياةٍ --- فيراها كأنّها أحلامُ
    [28] ** ص 83:
    _ والدُّرَّة المكنونة في أخبار أُشْبُونة، لأبي بكر بن محمد بن إدريس الفرابي العالوسي.
    = والصواب:
    "والدُّرَّة المكنونة في أخبار إسْطَبُونة، لأبي بكر بن محمد بن إدريس الفراني القلاوسي."
    والتصويب من "الديباج المذهب" وغيره.
    وفَرَان (بِراء مخفّفة): بطن من قضاعة.
    وهو: أبو بكر محمد بن محمد بن إدريس بن مالك بن عبد الواحد الفراني القضاعي، المعروف بالقلاوسي .
    قال صاحب الديباج: "وألّف في العروض وتاريخ بلده."
    والعجيب أنّ ابن الخطيب ترجم له في الإحاطة! لكن المحقق صحّف نسبته في ذلك الموضع... وفي ذلك الموضع من الترجمة، نقرأ: "وألّف كتاب "الدرة المكنونة في محاسن إسطبونة".
    (يتبع...)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    (... تابع)

    [29] ** ص 84:
    _ رغبة أن يقع سؤالُهم وذكرُهم من فضل الله جناب مـُخْصب.
    = والصواب (عن الريحانة، وفيها "ذكرهم" بدل "وذكرهم"):
    "رغبة أن يَسَعَ سواهم وذكرَهم من فضل الله جناب مُخْصِب."

    [30] ** ص 84:
    _ ورأيت أنّ هذه الحضرة التي لا خفاء بما وفّر الله، من أسباب إيثارها، وأراده من جلال مقدارها.
    = لعلّ الصواب:
    "ورأيت أنّ هذه الحضرة التي لا احتفاء بما وفّر الله من أسباب إيثارها، وأراده من جلال مقدارها.

    [30] ** ص 84:
    _ نزلها العربُ الكرام عند دخولهم مختَطين ومنقطعين.
    = في الريحانة:
    "نزلها العربُ الكرام عند دخولهم مُخْتَطِّين ومقتطعين."
    وهو الأشبه بالصواب، لانسجامه مع سياق الكلام.

    [31] ** ص 84:
    _ وازدادت الخِطّة ترفيعاً.
    = الصواب: "ترفِيها". وكذا ورد في الريحانة.

    [32] ** ص 84:
    _ وجلب لسوق الملأ بما نفق فيها.
    = والصواب: الملك.
    وفي الريحانة: "وجلب لسوق الملك ما نفق فيها."

    [33] ** ص 84:
    _ وعالمٌ بالله.
    = الصواب: وعالمٍ بالله. وكذا "أشعث" و"أغبر"، بفتح الثاء والراء، لا ضمّهما.
    وفي الريحانة: "وعارف بالله."

    [34] ** ص 84:
    _ ويدعو بالمشكلات.
    = في الريحانة: "وتدعوه المشكلات."

    [35] ** ص 84:
    _ وبليغ قد أذعنت لبراعة خطه وشيجة الخط.
    = في الهامش: وفي "ك" (وشحية).
    ولعلّها: وحشيّة الخط، إذ بها يستقيم المعنى. ولعلّ "براعة" تصحيف لـ: "يراعة"، بالياء لا الباء. وبهذين التصويبين يتضح المعنى. والله أعلم.

    [36] ** ص 84:
    _ هذا وشُجُر الأقلام مُشْرَعة.
    = الصواب، كما في الريحانة:
    "هذا وسُمْرُ الأقلام مُشْرَعة."


    [37] ** ص 84:
    _ وقَصُرَت الأيام على معانيها.
    = تمام العبارة: : "فهي الحسنى التي عدمت الذام، وزينة الليالي والأيام، والهوى إن قيل كلِفت بمغانيها، وقَصُرَت الأيام على معانيها، فعاشق الجمال عذره مقبول..."
    وهذا يعني أنّ الناسخ انتقل نظره، فأزاح "الهوى" عن موضعه واستبدله بالأيام.
    وصواب العبارة، والله أعلم:
    "فهي الحسنى التي عدمت الذام، وزينة الليالي والأيام، وإن قيل كلِفت بمغانيها، وقَصَرْت الهوى على معانيها، فعاشق الجمال عذره مقبول..."

    [38] ** ص 84:
    = بيت المتنبي لا ينوَّن رَوِيُّه.

    [39] ** ص 85:
    _ ولا بأوّل ما شاقَه منزلٌ.
    = ولا بأوّل من شاقَه منزلٌ.

    [40] ** ص 85:
    _ وطرفُهُ مُغْرى بإتمام محاسنه.
    = في الريحانة "بالْتِماح محاسنه".


    [41] ** ص 85:
    _ إذا ذَكَروا أوطانهم ذَكَّرتهم --- عهودُ الصبا فيها فحَنُّوا لذلكا
    = إذا ذَكَروا أوطانهم ذَكَّرتهمُ --- عهودَ الصبا فيها فحَنُّوا لذلكا

    [42] ** ص 85:
    _ أُحبك يا مَغْنَى الجلال بواجب --- و أقطعُ في أوصافك الغُرّأوقات
    تَقَسَّم منك التُّرْبَ قومي وجيرتي ... ففي الظّهْرِ أحياءٌ وفي البطْنِ أموات
    = والصواب، كما في نشرة العظم:
    أُحبك يا مَغْنَى الجلال بواجب --- و أقطعُ في أوصافك الغُرّأوقاتي
    تَقَسّم منك التُّرْبَ قومي وجيرتي ... ففي الظّهْرِ أحيائي وفي البطْنِ [color="blue"]أمواتي
    = وفي "نفح الطيب": أُحَيّيك" بدل "أحبُّك"، وهو الأشبه بالصواب؛ لأنه لا معنى لقولنا: "أحبُّك بقلبي".
    = وفي النفح أيضا: "معنى الكمال". وفي أزهار الرياض: "مغنى الكمال".

    [43] ** ص 85:
    _ ودَفَاتِرُ تَلْفَحُ الحِجا.
    = الصواب: تَلْقَحُ. (كما في نشرة العظم)

    [44] ** ص 86:
    _ وقد علم الله أني لم أعتمد منها دنيا أستمنحها.
    = في نشرة العظم: "أستبيحها". ولعلّها الصواب، لضابط مراعاة السجع عند المصنِّف.

    [45] ** ص 86:
    _ وأنشر بعد الممات جانبه.
    = أغلب الظن أنها لفظة أخرى، وأنّ "جانبه" من اجتهاد المحقق.
    ولعلّها: "خابنه".

    [46] ** ص 88:
    _ والفنّ الذي دعا إلى ذكره، وحليته ومشيخته، إن كان ممّن قيَّد علماً أو كتَبَه.
    = والأشبه بالصواب، استئناسًا بنشرة العظم وبمراعاة المصنّف للسجع:
    "والفنّ الذي دعا إلى ذكره وجَلَبَه، ومشيخته إن كان ممّن قيَّد علماً أو كتَبَه."

    [47] ** ص 88:
    _ ومآثره إن كان ممّن وصل الفضل بسببه.
    = والأشبه بالصواب، استئناسًا بنشرة العظم وبمراعاة المصنّف للسجع:
    "ومآثره إن كان ممّن وَصَلَ الفضلُ سَبَبَه."

    [48] ** ص 88:
    _ ثم وفاته ومُنقلبه، إذ استرجع الله من منحه حياته ما وهبه.
    = لعلّ الصواب ما جاء في نشرة العظم:
    "ثم وفاته ومُنقلَبَه،[color="blue"] إذا استرجع إليه مَن مَنَحَه [حياتَه] ما وهَبَه."


    يتبع بعد أيّام، بإذن الله، إذا اتسع الوقت وتيسّر الأمر...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    شكر الله لك أخي الفاضل ..،
    ورحم الله ابن حمديس، الشاعر الأندلسي،
    لعلك تقصد الصقلي ..، و ديوانه مطبوع رحمه الله ..،

    بل هو اجتهادٌ متواضع ولّده اجتهاد جبّار
    أرى في نظم هذا الكلام اختلالا ، لو قلتَ : "هو عمل أو نتاج أو ما شاكل هذا المعنى"، لكان معناه أنسب، و لبيان المراد أقرب..،

    و وسمك لهذا الاجتهاد بـ"الجبار"، دون أن تفصح عن نهجك في كتْب هاته "المراجعات" ، يجعل هذه السمة محل نظر ، إذ ليس فيها مقنع عند ذوي التمحيص و التحقيق، فهلا أبنت عن مصادرك و مواردك و سندك في تقويم "التحقيق"، حتى تنثلج بذاك الصدور، و يذهب ظمأ الصادي بعد الصدور..،

    و لا يرفع عنك العتب و الملام، عزوك عند بيان الخطأ إلى المستند، و إحالتك عند التصويب على المعتمد،إذ اقتحمت مواطنَ بمجرد النظر و الترجيح، و منها ما الصواب فيها لائح لكل آخذ من الأدب و اللغة بطرف، و أحاط من أدب ذي الوزارتين بنُتف،و منها ما يحتاج إلا مزيد تدليل ، بحيث لو بينت مسالك الترجيح لديك في مقدمة مسطرة لهذا الغرض، لأقعدت من للاعتراض انتهض..،

    زيادة على أني في بعض ما ذكرتَه أنازعك، و نفسي في بعض "مراجعاتك" لا تطاوعك،و لي من أجل إيضاح ذلك أوبة، فأرجو أن يلقى كلامي من صدرك منتدحا، و تنبيهي في مسالك "نظرك" منفسحا، و تقبل تحياتي ..،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    جوزيت خيرًا، أيها الفاضل، على قراءتك المتفحصة. وأرجو أن "تؤوب" إلى المجلس لتتحفنا بمزيد فائدة، سواء كنت "منازِعًا" أو مطاوِعا"؛ إذ في كُلّ خير...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    شكر الله لك أخي الفاضل ..،
    لعلك تقصد الصقلي ..، و ديوانه مطبوع رحمه الله ..،
    نعم، هو ذاك: ابن حمديس الأزدي، الصقلي، الأندلسي، المغربي.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    أرى في نظم هذا الكلام اختلالا ، لو قلتَ : "هو عمل أو نتاج أو ما شاكل هذا المعنى"، لكان معناه أنسب، و لبيان المراد أقرب..،
    و وسمك لهذا الاجتهاد بـ"الجبار"، دون أن تفصح عن نهجك في كتْب هاته "المراجعات" ، يجعل هذه السمة محل نظر ، إذ ليس فيها مقنع عند ذوي التمحيص و التحقيق،
    لم يتبيّن لي وجه استشكالك أخي الكريم. و"الجبّار" صفة خلعتُها على جهد المحقق، لا على ما اجتهدت فيه من تعقيب واستدراك...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    فهلا أبنت عن مصادرك و مواردك و سندك في تقويم "التحقيق"، حتى تنثلج بذاك الصدور، و يذهب ظمأ الصادي بعد الصدور..،
    (...)
    لو بينت مسالك الترجيح لديك في مقدمة مسطرة لهذا الغرض، لأقعدت من للاعتراض انتهض..،
    هذه "المراجعات"، أخي الفاضل، هي وقفات عند كل موضع مشكل من الكتاب، تدلّ القرائن أنّ مردّه إلى المحقّق لا المصنّف. ولك أن تتخيّلها ملاحظات مكتوبة بقلم رصاص على هوامش الإحاطة. مستندها الوحيد هو مساءلة النص، ومراجعة السياق، واستحضار لغة ابن الخطيب، والالتفات المقارن إلى المصادر الأخرى. فما كان تصحيفًا ظاهرًا، أو ضبطًا بيّن الخطأ، اجتهدتُ في تصويبه دون تردُّد. وما كان مضطرب العبارة مبهم المعنى، أشرتُ إليه، واجتهدتُ في اقتراح الوجه المحتمل لقراءته بشكل سليم. وهذا أقصى ما يمكن إنجازه لمن غابت عنه النُّسخ الخطّيّة...
    أمّا التدليل، فقد أعرضتُ عنه مضطرّا، لشواغل لا تسمح لي بالمزيد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    زيادة على أني في بعض ما ذكرتَه أنازعك، و نفسي في بعض "مراجعاتك" لا تطاوعك،و لي من أجل إيضاح ذلك أوبة، فأرجو أن يلقى كلامي من صدرك منتدحا، و تنبيهي في مسالك "نظرك" منفسحا، و تقبل تحياتي ..،
    ثق أخي الكريم أنّني لم أنشر هذا الموضوع في مجلسنا إلا للاستفادة من استدراكات العقلاء، ليكتمل هذا العمل على الوجه الذي يفيد كلّ قارئ للإحاطة.
    فلا تتردّد! هات ما عندك، تكن بإذن الله شريكًا في الأجر.
    والله من وراء القصد؛ إنّه لا يضيع أجر المحسنين.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    السلام عليم ورحمة الله
    يوجد طبعه لدار الكتب العلميه بتحقيق يوسف الطويل وهي في الجمله افضل

  8. #8

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    جزاك الله خيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    أغلب ما نبهتَ عليه أصبتَ فيه، و عندي مؤاخذات قليلة، دونك أولاها :


    أُحبك يا مَغْنَى الجلال بواجب --- و أقطعُ في أوصافك الغُرّأوقاتي


    تَقَسّم منك التُّرْبَ قومي وجيرتي ... ففي الظّهْرِ أحيائي وفي البطْنِ [color="blue"]أمواتي



    آخذ ببصرك إلى عَجُز البيت الثاني ، فحظ قراءتك له من الصواب كحظ القدم من التاج، و الأعمى من نور السراج، و لننثر نظمَه ، يلحْ لك وجه الخطأ: تقسّم الترب -أي ترب المغنى- قومي و جيرتي، ففي الظهر أحيائي و في البطن أمواتي..،

    لا أدر كيف طاب لك مَساغ هذا النظم الذي أتيت به ؟، و كيف احلولى لك مطعمه، و اعذوذب لفيك بعد النهل مشربه، و الصحيح ترك عجز البيت كما جاد به ناظمه، فيكون على هذا التقدير: تقسّم الترب قومي و جيرتي، ففي الظهر أحياءٌ (أي من قومي و جيرتي) و في البطن منهم أموات،
    و أظن أنني أبنتُ عن المقصود..،



    و تقبل تحياتي ..
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    أخي الكريم:
    نعم، أبنتَ؛ لكن لا عن المقصود، بل عن شيء آخر...
    فلا تأخذ ببصري، بصرني الله وإياك بالحق؛ لأنه من أعز ما أملك. وقد استُرعيتُه، ولا يجوز لي إهدار نوره في متاهات الترّهات...
    ولو أردتُ من الكلام أوجزه، لقلتُ لك:
    أرجو أن تتفضّل بإعراب هذا الكلام:
    *** وأقطع في أوصافك الغر أوقات

    ولكنني أهتبل هذه المؤاخذ البصرية منك، لألفت انتباهك إلى بعض المسائل، وليكون قارئ هذا الموضوع على بصيرة من الأمر.
    انقضى شهران وعشرون يومًا منذ مشاركتك الأولى في هذا الموضوع. وسؤالي: لماذا عدتَ الآن؟
    والجواب تعرفه، وأعرفه؛ لكن ربما جهله بعض الزوار الكرام لمجلسنا.
    وبيان ذلك: أنّك شرعت منذ أيام في نشر موضوع سمّيته: "نظرات في تحقيق العلامة محمود شاكر لـ "أسرار البلاغة".
    وهذه النظرات بدأت معترفةً لمحمود شاكر بأنه "علامة"، ثم زاغت رويدًا رويدًا.. إلى أن انتهت إلى وصف قراءته بـ "الزيغ"، و"السقوط"، و"الاختلال"؛ وأنّها "منآدة عن الجادّة" (وجئتَ أنت تقيمها و"تعتمل"!)، وأنه "لم يُهد فيها إلى سواء السبيل"! ثم تجاوزتَ ذلك كلّه ووصفتها بـأنها "غثَّة"، بل "مكدّرة" و"مشوبة"!
    واتهمتَ المحقّق بـ "الجوْس خلال متن الكتاب و أثنائه، مستبيحًا لِحُرَمه"!
    وكان منّي أن عقّبتُ على كلامك، ولم أزد على أن قلتُ:
    "وكنت انزعجتُ مما سطره قلمك في حق هذا العلَم مذ قرأتُ أوّلَ "ملاحظاتك"، لكنني ألزمتُ نفسي بألاّ أعقِّب عليها إلى أن تنتهي منها جميعًا."
    ثم أردفتُ ذلك بقولي:
    "كَأنّ بناءَ القومِ ليس بقائمٍ --- سوى فوق أنقاضٍ لبيتِ الشّواكِرِ!"
    فقارنْ، رحمك الله، بين ما قلتُه في حقّك، وما قلتَه أنت في حق العلاّمة أبي فهر، ثم أجبني هل أسأتُ إليك؟ وقل لي: مَن المسيء؟
    وكأنّي بك اعتبرتَ تعقيبي إعلانَ حرب، فقرّرتَ إضرامها في كل "الجبهات" المتاحة! وعُدْتَ إلى هذا الموضوع بعد غياب قارب ثلاثة أشهر، لتأخذ بأبصارنا إلى آفاق نصيبك من التحقيق، واللغة، والنحو، والعروض!
    وقد كدتَ تبين عن مقصودك الحقيقي في مشاركتك الأخيرة، لكنك لم تُبِن عن سبب اعتراضك على التصويب؛ بل إنّ ظاهر اعتراضك يوحي بخلل باطن في فهم كلام العرب.
    ولسنا في مقام الهمهمات والغمغمات، فأَبِنْ!
    ما الذي أزعجك في قول الشاعر:
    *** ففي الظَّهْرِ أَحْيائي وفي البطْن أمواتي
    ؟
    وما الذي جعلك تجزم بصواب خلافه؟
    أهو ضبط محمد عبد الله عنان له في تحقيقه للإحاطة على نحو مغاير، يجزم كل من له أدنى نصيب من معرفة العربية أنه خطأ محض؟
    وهذه ليست الزلة الوحيدة لعنان في تحقيقه، فمعرفته بالشعر لا تضاهيها إلا معرفة أعرابي جاهليّ بأشعار شكسبير. والأدلة على ذلك لا تعدّ ولا تحصى...
    وأكتفي بذكر مثال واحد، لتعلُّقه بموضوعنا:
    في "ريحانة الكتاب" (ج1، ص 50-51)، نقرأ قصيدة مطلعها:
    أعُشَّاقَ غير الواحد الصمد الباق --- جنونكم والله أعيت (كذا) على الراقِ
    وفيها نقرأ:
    وتربط بالأجسام نفسا حياتُها --- مباينةُ الأجسام بالجوهر الراق
    هل رأيت "الراق" قط؟
    ثم ما هو الفرق بين "الراق" الأول و"الراق" الثاني؟
    ونقرأ أيضًا هذين البيتين:
    فإن سَكِرت واستشرفت عند سُكْرها --- لماهيّة السُّقيا ومعرفة السّاقِ
    أطيلوا على روض الجمال خطورها --- إلى أَن يقوم الحبُّ فيها على ساقِ
    واسأل نفسك عن معنى "الساق" في البيت الأول. وإياك والتأويل!
    وقد رأيتك تنافح بحرارةِ مَن وجَد لذّة الجديد عن "المخطوطة والمطبوعتين" في الموضوع الآخر، فلماذا تجاهلتَ هذا النهج في موضوعنا هذا؟
    وقد ضُبط ثاني البيتين، الذين عليهما مدار حديثنا، على النحو الذي أثبتُّه في:
    _ الجزء الأول من نشرة رفيق العظم للإحاطة،
    _ وفي "نفح الطيب"،
    _ وفي "أزهار الرياض"،
    _ وفي "زهر الأكم" لليوسي،
    _ وفي المحاضرات لليوسي أيضًا.
    فما قولك؟
    وهنا تُرفَع الأقلام، ويحسُن الإمساك عن الكلام...
    كان الله في عونك!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: مراجعات لتحقيق الإحاطة في أخبار غرناطة

    وسؤالي: لماذا عدتَ الآن؟
    الجواب: خمنت أن أوجهك لـ"الدارة" فالإخوة هناك يعلمون سبب غيابي عن النت هاته المدة المديدة، و لكن لا بأس إن أخبرتك، فسبب عودتي هو أنني اقتنيت جهاز كمبيوتر، و عند كتابة المشاركة الأولى لم يكن لي حاسوب، بل كتبت تلك المشاركة في مقهى النت على كُره و مضض، فلهذا تأخرت في العودة، و كنت أرى الأوبة وعدا لا بد من الوفاء به، فوافق كتابة تلك "النظرات" أن رأيت موضوعك متصدرا هذا الركن من المجلس، فتحينت الفرصة للوفاء بما وعدت به..،

    و لقد أبنتَ عن صنعة جديدة تُتقنها إضافة إلى "حبك التهم"، و هي: "نسج الظنون و الاستناد عليها" ،و هذه الصنعة لم نعهدها إلا للمُشغبة" و ضِعاف طلبة العلم..،

    و لو حذوتُ حذوك الأعوج، و أسلست القياد لظنوني، لقلت:
    إن الواحدي حسدني على تلك "النظرات" فنضِجت كبده غيظا و حنقا،و اكتوى صَدره كُرها و حسدا، و لم يجد سبيلا لهدمها سوى اتهامي بـ"التجاسر"،

    و غيرها من الظنون التي لا يحسُن بمن انحاش بين أهل العلم أن ينساق وراءها، و لكن غلبكَ ما تجد في نفسك..،


    وهذه النظرات بدأت معترفةً لمحمود شاكر بأنه "علامة"، ثم زاغت رويدًا رويدًا.. إلى أن انتهت إلى وصف قراءته بـ "الزيغ"، و"السقوط"، و"الاختلال"؛ وأنّها "منآدة عن الجادّة" (وجئتَ أنت تقيمها و"تعتمل"!)، وأنه "لم يُهد فيها إلى سواء السبيل"! ثم تجاوزتَ ذلك كلّه ووصفتها بـأنها "غثَّة"، بل "مكدّرة" و"مشوبة"!
    واتهمتَ المحقّق بـ "الجوْس خلال متن الكتاب و أثنائه، مستبيحًا لِحُرَمه"!
    و هذه صنعة ثالثة تُتقنها، و هي : "التدليس" ، أو قل: التمويه و المغالطة، وبيان إتقانك لهاته الصنعة ، كالآتي:

    فإني أقول -مجاهرا- لكل ناظر في هاته السطور، أن صاحبنا ادعى -كذبا و تدليسا- أنني وصفت قراءة شيخ مشايخي العلامة محمود شاكر -رحمه الله- بـ"الغثة" و "الزيغ" و" السقوط" و غير ذلك، و لكنني أقول: وصفت قراءة المحقق بتلك الأوصاف في مواطن معدودة محصورة لا تتعداها إلى غيرها، كما أوهم الواحدي تلبيسا و تمويها و تدليسا.

    و من المقرر في رُتب العقل و أوائله : أن الجزئية السالبة لا تنعكس كلية سالبة .

    و لكن الواحدي تمويها و تدليسا عكس ذاك الوصف في تلك المواطن المحصورة على قراءة المحقق بأكملها، حتى يُيْرِد تلك الجذوة التي أشعلتها " النظرات"، و يستسيغ ذاك الشَجى الذي ألقمته إياه " النظرات"، و لكن هيهات هيهات..، فلما لم يجد سبيلا للنيل من "النظرات" ارتضى لنفسه سبل ضَعَفة طلاب العلم ..،

    و هذا البيان لإتقان صاحبنا لـ"صنعة التدليس" تجلي لنا مقداره في المناقشة العلمية الرصينة.

    و أما تلك الأوصاف التي وصمتُ بها تلك "المواطن" من قراءة العلامة محمود شاكر رحمه الله لـ"أسرار البلاغة"، فأنا وصمتها بما هي عليه، و بحقيقتها التي لو رام المعاند المكابر دفعها، عاند و كابر عقله و حسه، نعم هي مصبوغة بشيء من الغلظة و الشدة ، و لكنها هي الأوصاف التي تقتضيها تلك "المواطن" نفسها.

    و أنا أطلب من صاحبنا أن يبين كذب تلك الأوصاف ، و أن معانيها لا تطابق مسمياتها ، و إلا فعليه بالوجوم و الجثوم، و الصمت و السكوت.

    و تجيب على باقي هَذَره و يهمني منه قوله :
    وما قلتَه أنت في حق العلاّمة أبي فهر
    لم أقل شيئا في حقه ، و ألجأ الله تعالى من الطعن في شخص رجل من عامة المسلمين..
    و الإساءة المنسوجة بخيوط ظنونك، لا وجود لها إلا في أحشائك و أكبادك الملتهبة و المحترقة، و يكفي "النظرات" أن الأستاذ الفاضل القارئ المليجي ذب عنها و عن صاحبها حبا للإنصاف و العدل.
    و كذا عدم تنبيه "الإدارة" لي على أن في "النظرات" إساءة لشخص ذاك " العلم العلامة"، و كانت الإساءة لعضو من أعضاء المجلس تكفي لحذف المشاركة، فلم ينبهوني لما "لفّْقتَه"، وهذا يقضي عليك بإتقان صنعة " حبك التهم" ،وكما يقول المثل المغربي:"سبع صنايع ،و الرزق ضايع".


    وكأنّي بك اعتبرتَ تعقيبي إعلانَ حرب، فقرّرتَ إضرامها في كل "الجبهات" المتاحة! وعُدْتَ إلى هذا الموضوع بعد غياب قارب ثلاثة أشهر، لتأخذ بأبصارنا إلى آفاق نصيبك من التحقيق، واللغة، والنحو، والعروض!
    لا زلتَ تمتطي متن الظنون، و أنظر إلى ظنونك كيف أفضت بنا إلى تطويل الكلام، و الخوض فيما لا نفع من ورائه، و الحمد الله الذي جعلنا من أهل اليقين و البرهان.

    و لفتَ انتباهي ذكرك للنحو: و أقول أن زادي في ذاك العلم قليل، و هذا لا أخجل منه، و كم صرحتُ به أمام أقراني و أساتذتي في الجامعة، و القدر الذي أعلمه منه يمكنني من إعراب ما طلبتَ مني إعرابه، و يعينني على تسطير التعقبات إذا ما اقتضى الحال ذلك..،و أما باقي علوم اللغة (و بالأخص علم البلاغة) فلي بها بصر ، و لله الحمد.


    بل إنّ ظاهر اعتراضك يوحي بخلل باطن في فهم كلام العرب.
    هذا لا أستبعده عن نفسي، و أقر بالوقوع فيه إذا تيقنتُ ذلك،


    م
    ا الذي أزعجك في قول الشاعر:
    *** ففي الظَّهْرِ أَحْيائي وفي البطْن أمواتي
    ؟
    وما الذي جعلك تجزم بصواب خلافه؟
    الذي أجزعني و جعلني أجزم بصواب خلاف ما أثبتَّه تبعاً للعظم ،هو : إضافة الشاعر الأحياء و الأموات لنفسه..،
    و لقد قرأتُ قول الشاعر :" تقسم منك الترب" برفع "الترب" على الفاعلية، و لم أنتبه للفتحة الظاهرة بآخرها ، و سواء كان الفاعل " الترب" أو " القوم و الجيرة"، فلا زال وجه الإشكال و سبب الإزعاج قائما..،فأزح عني هذه الغشاوة التي حالت دون درْك المعنى الصحيح للبيت..،


    وهذه ليست الزلة الوحيدة لعنان في تحقيقه، فمعرفته بالشعر لا تضاهيها إلا معرفة أعرابي جاهليّ بأشعار شكسبير. والأدلة على ذلك لا تعدّ ولا تحصى...

    من المعلوم في أصول الجدل ضبط المصطلحات و الألفاظ، حتى يستقيم التحاور و يرتفع الإشكال و الإشتباه، و وددت منك أن ترسم لي رسما لـ"التجاسر" ، بحيث نوقعه على كلامك في حق "عنان"، ثم نوقعه على ما سميته "تجاسرا" في تلك "النظرات"، و نرى الصنيع الذي يصدق عليه ذاك الرسم و الصنيع الذي يخرج عما رسمتَ و ضبطت، و كلامك لا يخل من لوثة تهكمية ساخرة، و كان لك في المسلك العلمي للنقد اكتفاء و غناء.


    وأكتفي بذكر مثال واحد، لتعلُّقه بموضوعنا:
    في "ريحانة الكتاب" (ج1، ص 50-51)، نقرأ قصيدة مطلعها:
    أعُشَّاقَ غير الواحد الصمد الباق --- جنونكم والله أعيت (كذا) على الراقِ
    وفيها نقرأ:
    وتربط بالأجسام نفسا حياتُها --- مباينةُ الأجسام بالجوهر الراق
    هل رأيت "الراق" قط؟
    .....

    ثم ما هو الفرق بين "الراق" الأول و"الراق" الثاني؟
    الراق الأول: هو الذي يرقي و يداوي..،
    والراق الثاني: أي السامي و النفيس و الغالي ..،


    ونقرأ أيضًا هذين البيتين:
    فإن سَكِرت واستشرفت عند سُكْرها --- لماهيّة السُّقيا ومعرفة السّاقِ
    أطيلوا على روض الجمال خطورها --- إلى أَن يقوم الحبُّ فيها على ساقِ
    واسأل نفسك عن معنى "الساق" في البيت الأول. وإياك والتأويل!
    الساق في البيت الأول: الذي يسقي الخمرة..،

    و لا أدر ما سبب ذكرك لهذه الأسئلة؟ و ما دخلها فيما نحن فيه؟


    وقد ضُبط ثاني البيتين، الذين عليهما مدار حديثنا، على النحو الذي أثبتُّه في:
    _ الجزء الأول من نشرة رفيق العظم للإحاطة،
    _ وفي "نفح الطيب"،
    _ وفي "أزهار الرياض"،
    _ وفي "زهر الأكم" لليوسي،
    _ وفي المحاضرات لليوسي أيضًا.
    فما قولك؟
    وهنا تُرفَع الأقلام، ويحسُن الإمساك عن الكلام...
    كان الله في عونك!
    أخي الفاضل أنتَ لم تُثبِتْ شيئا، أنت متبع و مقلد للعظم في ذاك التقويم لا أكثر (و كذا في غيره من التقويمات)، و أما المراجع التي ذكرتها فتقطع عني الكلام، و تنادي علي بالإذعان و الاستسلام، و أنا لها مذعن مستسلم، و لم أقصد بانتقاد "مراجعاتك" المغالبة و لا الفلج، فذاك نهج لا أرتضيه لنفسي و ديني، و لكن قصدت إيراد ما أراه خطأ ً ، و كان الله في عوني أين ما يمَّمت.

    و لقد أشدتُ بحيازة هاته " المراجعات" لقَصَب الإصابة و الإجادة في مشاركتي "الثانية"، و لا هم لي في صاحب الموضوع و لكن يعنيني ما يكتب ، و أنتَ سطرتَ في "النظرات" على مشاركة بتراء عرجاء ، خالية مما جرت به العادة في المنتديات و المجالس العلمية من الشكر و الدعاء لصاحب الموضوع، و هذا خلاف ما تقتضيه أصول الأدب و وشائج الأخوة، و ما ذلك إلا لغلبة ما تجده في نفسك..، سامحك الله ..،

    أرجو الاقتصار في الرد على موضوعك، و أما "النظرات" فلها موضوع خاص بها، سطر فيه ما تريده..،
    قال الإمام الأشم نادرة الأزمان أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله و رضي عنه- :
    (((و الإنصاف في الناس قليل )))
    نقلا عن " التقريب لحد المنطق،329" ، تـ: إحسان عباس رحمه الله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •