تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"

  1. #1

    افتراضي أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"

    أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"


    قال الشيخ المحدث العلامة عبد الكريم بن عبد الله الخضير، حفظه الله ورعاه:
    (الغزّالي الأصل فيه التشديد، ولكن اشتهر على ألسنة الناس بالتخفيف، يسمى حجة الإسلام، وهو صاحب المستصفى، والإحياء (إحياء علوم الدين)، ولا شك أن الرجل معروف ببدعته في التصوف والأشعرية وغيرها، ومعروف بأخطائه العقدية، فهو مخالف في العقيدة لما عليه سلف هذه الأمة في كثير من أبواب الاعتقاد، وتصوفه ممزوج بنوع من الفلسفة القديمة، فالرجل عنده أمور عظائم، وبدع، وطوام، فأمره شديد في كثيرٍ من القضايا تُؤخذ منه على حذرٍ شديد.
    وكتابه "إحياء علوم الدين" كتاب معروف ومشهور ومتداول وله شأن عظيم في جميع الأقطار الإسلامية، بل هو ديدن عند كثير من المسلمين في كثير من الأقطار، أورد فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والواهية وما لا أصل له الشيء الكثير، لذا هو يقول عن نفسه: (بضاعتي في الحديث مزجاة)، وفيه أيضاً شوب البدعة واضحة، والخروج عن منهج السلف الصالح في كثير من المباحث العقدية.
    ولكن الكتاب فيه فوائد لا سيما فيما يتعلق بأمراض القلوب،وطالب العلم المتأهِّل الذي يميز بين الحق والباطل، والذي يُدرك مثل هذه الأمور، ويستطيع أن يستفيد من هذا الكتاب ولا يتأثر بما فيه من بدع، لا يمنع من الإفادة منه، لكن مع ذلك ينبغي أن يُقرأ على حذر.
    وأما الذي لا يستطيع أن يأخذ منه ما يفيده إلا بشيء من التأثر، أو يخشى يعلق في ذهنه شبه لا يستطيع ردها، فإن مثل هذا ينصح بأن لا يقرأ في الكتاب، وفي نظري أن الكتاب بوضعه الحالي دون تعليق عليه وبيان للأخطاء التي فيه، أن طالب العلم المتوسط قد لا يتخلص من كثير من مخالفاته.
    ومن هنا جاء التشديد في أمره بالنسبة لشيوخنا، وأئمة الدعوة، كلهم لا يرون القراءة في هذا الكتاب لما فيه من مخالفات عقدية، وأحاديث باطلة.
    وسماه بعضهم "بإماتة علوم الدين"؛ باعتبار ما فيه من بدعة، وما فيه من أحاديث ضعيفة وموضوعة، ولا شك السلامة لا يعدلها شيء، وأما فيه من معالجة لبعض أمراض القلوب ورقائق فإنه يستفاد من كتب ابن القيم من غير هذه المفسدة).

  2. #2

    افتراضي رد: أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"

    بسم الله

    وقد شاعت في القرن الرابع والخامس والسادس عند الصوفية أو الحكماء أو النظار نظرية تقول: (إن المذهب الشخصي للإنسان لا يلزم أن يكون واحداً)، ولهذا إذا قرأت لـأبي حامد كتاباً تجد أنه لا يرى فيه للعقل مقاماً؛ بل يعظم الإشراق، والنفس، وطريقة الصوفية، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً عقلانياً، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً واعظِاً.. وهكذا. وقد ظن بعض الباحثين أن الغزالي كانت له أطوار، وهكذا إذا أشكل عليهم مذهب رجل قالوا: كانت له أطوار، والحق أن هذا ليس من باب الأطوار، وقد أجاب الغزالي عن هذا الإشكال فقال: "فإن سألت عن المذهب فالمذهب ثلاثة: مذهب الجدل، الذي يجادل به المخالف للحق -في زعمه- فهذا يكون بالعقل وبعلم الكلام"، وهو أشعري في هذا المقام على طريقة المتأخرين من الأشاعرة، كـأبي المعالي الجويني ومن سلك طريقتهم ممن خالف طريقة مؤسس المذهب أبي الحسن الأشعري . يقول: "وإن سألت عن مذهب العامة فهو وعظ الشريعة في الزواجر والدواعي، وإن سألت عن المذهب الحق، وهو اليقين السر بين العبد وبين ربه، فهو طريقة الصوفية". فـأبو حامد يستعمل هذه الطرق، ولذلك لما رد على الفلسفة وكتب كتاب (التهافت) استعمل الطريقة الكلامية، وقال: "إننا نستعين بالمعتزلة في ردنا على هؤلاء".

    من شرح التدمرية الشريط السابع - د. يوسف الغفيص

  3. #3

    افتراضي رد: أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"

    قال شيخ الإسلام قدس الله روحه ورحمه:
    الغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في " الشفا " وغيره ؛ " ورسائل إخوان الصفا " وكلام أبي حيان التوحيدي . وأما المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة كما أن المادة الفلسفية في كلام ابن عقيل قليلة أو معدومة وكلامه في " الإحياء " غالبه جيد لكن فيه مواد فاسدة : مادة فلسفية ومادة كلامية ومادة من ترهات الصوفية ؛ ومادة من الأحاديث الموضوعة .مجموع الفتاوى (6/55).
    سئل عن : "إحياء علوم الدين" و "قوت القلوب" إلخ:
    فأجاب: أما ( كتاب قوت القلوب ) و ( كتاب الإحياء ) تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب : مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك . وأبو طالب أعلم بالحديث ، والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبي حامد الغزالي وكلامه أسد وأجود تحقيقا وأبعد عن البدعة مع أن في " قوت القلوب " أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة . وأما ما في ( الإحياء ) من الكلام في " المهلكات " مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية ومنه ما هو مقبول ومنه ما هو مردود ومنه ما هو متنازع فيه . و " الإحياء " فيه فوائد كثيرة ؛ لكن فيه مواد مذمومة فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين . وقد أنكر أئمة الدين على " أبي حامد " هذا في كتبه . وقالوا : مرضه " الشفاء " يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة . وفيه أحاديث وآثار ضعيفة ؛ بل موضوعة كثيرة.
    وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم . وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة ، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة ما هو أكثر مما يرد منه فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه .مجموع الفتاوى (10/ 551).

  4. #4

    افتراضي رد: أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"

    الغزالي : هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي المعروف بالغزالي ، ولد بطوس سنة (450هـ) وكان والده يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس .
    والحديث عن الغزالي يطول نظراً لأنه مرَّ بعدة مراحل ، فقد خاض في الفلسفة ثم رجع عنها وردَّ عليها ، وخاض بعد ذلك فيما يسمى بعلم الكلام وأتقن أصوله ومقدماته ثم رجع عنه بعد أن ظهر له فساده ومناقضاته ومجادلات أهله ، وقد كان متكلماً في الفترة التي ردَّ فيها على الفلاسفة ولُقب حينها بلقب " حجة الإسلام " بعد أن أفحمهم وفند آراءهم ، ثم إنه تراجع عن علم الكلام وأعرض عنه وسلك مسلك الباطنية وأخذ بعلومهم ثم رجع عنه وأظهر بطلان عقائد الباطنية وتلاعبهم بالنصوص والأحكام ، ثم سلك مسلك التصوف . فهذه أربعة أطوار مرَّ بها الغزالي.
    و لا يُنكر المُنْصِف ما بلغه أبو حامد الغزالي من الذكاء المتوقد والعبقرية النادرة حتى قال عنه الذهبي: " الغزالي الشيخ الإمام البحر حجة الإسلام أعجوبة الزمان زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي صاحب التصانيف والذكاء المفرط تَفَقَّه ببلده أولاً ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة فلازم إمام الحرمين فبرع في الفقه في مدة قريبة ومهر في الكلام والجدل حتى صار عين المناظرين ... " سير أعلام النبلاء ج9 ص 323 .
    وتجد أبا حامد الغزالي مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية ... يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين حتى أخص أصحابه أبو بكر بن العربي فإنه قال شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر وقد حكى عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كتبه . أنظر مجموع الفتاوى ج4 ص66
    ومع تقدم الغزالي في العلوم إلا أنه كان مُزْجَى البضاعة في الحديث وعلومه ، لا يميز بين صحيح الحديث وسقيمه قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره (الخارج عن مذهب السلف) ؛ فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعَدَّونَ به من عوام أهل الصناعة فضلا عن خواصها ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامة ، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث ، وبين الحديث المفترى المكذوب ، وكتبهم أصدق شاهد بذلك ، ففيها عجائب . وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك ، إما عند الموت ، وإما قبل الموت ، والحكايات في هذا كثيرة معروفة ... هذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف ... " مجموع الفتاوى ج4 ص71
    قال الذهبي: أما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة ، وفيه خيرٌ كثير ، لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية نسأل الله علماً نافعاً ، تدري ما العلم النافع ؟
    هو ما نزل به القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً ولم يأت نهي عنه . قال عليه السلام : " من رغب عن سنتي فليس مني " . فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله ، وبإدمان النظر في الصحيحين ، وسنن النسائي ، ورياض النواوي وأذكاره ، تفلح وتنجح . السير ج19 ص340
    ثم إن الغزالي - رحمه الله - رجع في آخر حياته إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ، وأكب على الكتاب والسنة ، وذم الكلام وأهله ، وأوصى الأمة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، قال شيخ الإسلام رحمه الله: " ... وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث وصنف إلجام العوام عن علم الكلام " مجموع الفتاوى ج4 ص72 .
    " وإن نظرة إلى كتابه المسمى إلجام العوام عن علم الكلام ، ليثبت لنا حقيقة هذا التغيُّر من وجوهٍ عديدة :
    الوجه الأول : أنه انتصر في هذا الكتاب لعقيدة السلف ، منبهاً على أن الحق هو مذهب السلف ، وأن من خالفهم في ذلك فهو مبتدع .
    الوجه الثاني : أنه نهى عن التأويل أشد النهي ، داعياً إلى إثبات صفات الله ، وعدم تأويلها بما يودي بها إلى التعطيل .
    الوجه الثالث : أنه شدد النكير على المتكلمين ، ووصف كل أصولهم ومقاييسهم بـ" البدعة المذمومة " ، وبأنها كانت سبب تضرر أكثر الخلق به ، ومنبت الشر بين المسلمين قائلاً : والدليل على تضرر الخلق به : المشاهدة والعيان والتجربة ، وما ثار من الشر منذ نبغ المتكلمون ، وفشت صناعة الكلام مع نهي العصر الأول من الصحابة رضي الله عنهم عن مثل ذلك . ويدل عليه أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة بأجمعهم ما سلكوا في المحاجة مسلك المتكلمين في تقسيماتهم وتدقيقاتهم - لا لعجز منهم عن ذلك - فلو علموا أن ذلك نافع لأطنبوا فيه ، ولخاضوا في تحرير الأدلة خوضاً يزيد على خوضهم في مسائل الفرائض .
    وقال أيضاً : إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا محتاجين إلى محاجة اليهود والنصارى في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فما زادوا على أدلة القرآن شيئاً ، وما ركبوا ظهر اللجاج في وضع المقاييس العقلية وترتيب المقدمات . كل ذلك لعلمهم بأن ذلك مثار الفتن ومنبع التشويش ، ومن لا يقنعه أدلة القرآن ، لا يقنعه إلا السيف والسنان فما بعد بيان الله بيان " أنظر كتاب (أبو حامد الغزالي والتصوف)
    هذه مجموعة من النقولات عن بعض العلماء الموثوق بعلمهم عن الغزالي رحمه الله ولعل فيها الكفاية لمن أراد الهداية . والله الهادي إلى سواء السبيل .
    الْمَصْدَرُ:
    الإسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    دولة الكويت
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"

    بارك الله فيك
    كُتُب الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى تغني بإذن الله تعالى عن كتاب الإحياء للإمام الغزالي رحمه الله تعالى فقد تميزت مؤلفات الشيخ الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله بذكر الأدلة من الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة ... بعيدا عن الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و عن شطحات الصوفية وخرافاتهم وبدعهم ...
    وقد فصل محقق كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اسماعيل مرحبا وهي الطبعة التي نشرت تحت إشراف الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى موارد ابن قيم رحمه الله في كتابه هذا وذكر استفادة ابن قيم رحمه الله من كتاب إحياء علوم الدين للغزالي في صفحة 28-36 .. و أن الإمام ابن قيم و إن كان قد استفاد من كتاب الإحياء إلا أنه رحمه الله قد شرح وفصل بتقسيمات بديعة وفوائد عديدة و استنباطات مهمة وفوائد ونكات لم يتطرق لها الغزالي رحمه الله ...
    قال النبي: { من قال: سبحان الله و بحمده ،في يوم مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر } رواه مسلم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    77

    افتراضي رد: أبو حامد الغزالي، وكتابه "إحياء علوم الدين"

    جزاكم الله خير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •