العجيبة الأولى
الله ليس إلهًا للأعراض ولا الجوهر الفرد!

قال القاضي عبد الجبار في (المغني في أبواب التوحيد والعدل) ج5 ص210-211 :

فإن قيل: أيوصف الله بأنه إله؟
قيل له: نعم.
والمراد بذلك: أنه ممن تحق له العبادة وتليق به عند شيخينا أبي علي وأبي هاشم رحمهما الله.
وأبطلا قول من قال: إنه يوله إليه، واستدلا على ذلك بما ثبت عن أهل اللغة من وصفهم الأصنام أنها آلهة ومن حيث اعتقدوا فيها ان العبادة تحق لها.

وليس قولنا : إن العبادة تحق له من قولنا إنه يستحق العبادة بسبيل لأن معنى القول إنه يستحق العبادة أن هناك مستحقًا عليه ، فلذلك لا يوصف به فيما لم يزل.

وأما قولنا: إن العبادة تحق له يراد بذلك أنه في ذاته ممن يصح أن ينعم الإنعام الذي به يستحق العبادة.


فتحقيقه: يرجع إلى أنه قادر على خلق الأجسام وإحيائها والإنعام عليها النعمة العظيمة التي معها تصح العبادة، فلذلك قلنا: إنه فيما لم يزل ممن تحق له العبادة من حيث كونه قادرًا في نفسه فيما لم يزل، ولذلك خصصناه بكونه قادرًا على القدر الذي يستحق به العبادة دون سائر القادرين .


وإنما لا نقول إنه إله للأعراض مقيدًا من حيث استحال أن ينعم عليها بما يستحق العبادة.


وقولنا: إنه إله للحيوان لما صح ذلك فيها؛ وبذلك يصح أن يقال: غنه إله للأجسام والجمادات لانه قادر على أن ينعم عليها من النعم ما به يستحق العبادة.


ويجب على ما قدمناه في الأعراض أنه لا يقال : إنه إله للجوهر الواحد، لأنه لا يصح أن يحييه وينعم عليه بما ذكرناه من النعم، فالجوهر الفرد في حكم أجناس الاعراض في استحالة ذلك فيه" انتهى.
رب سلم سلم.