بارك الله فيك أخي صاحب المعرف (المجلس الشنقيطي)
هذا الذي استقر عليه مذهب أهل السنة حول هذا الحديث
وليس في هذا الفهم تأويل البتة بل هو فهم من باقي النصوص
والإمام أحمد رحمه الله كان في موضع مناظرة والخطأ في هذه المواضع وارد على كبار العلماء
ولا يجوز لصاحب سنة التوقف بل يجب الإيمان بالظاهر مع إثبات المعنى وأن لم يفهم المعنى فليكل العلم إلى عالمه وليقل الله أعلم
ومن العجب نسبة التوقف لشيخ الإسلام إيضاً؟!
خرّج الترمذي في جامعه:
2883 - حدثنا محمد بن إسماعيل أخبرنا هشام بن إسماعيل أبو عبد الملك العطار حدثنا محمد بن شعيب حدثنا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن أنهم حدثهم عن جبير بن نفير عن نواس بن سمعان : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران قال نواس وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيايتان وبينهما شرف أو كأنهما غمامتان سودوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما
وفي الباب عن بريدة و أبي أمامة
قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه
ومعنى هذا الحديث عن أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن
وفي حديث النواس عن النبي صلى الله عليه و سلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه و سلم وأهله الذين يعملون به في الدنيا ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل.
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله موافقاً ومتعقباً:
قلت ولا مانع من كون الاتي هو العمل نفسه كما هو ظاهر الحديث فأما ان يقال ان الاتي هو كلام الله نفسه فحاشا وكلا ومعاذ الله لان كلامه تعالى صفته ليس بمخلوق والذي يوضع في الميزان هو فعل العبد وعمله والله خلقكم وما تعملون .أهـ[معارج القبول(2/846)]
قال شيخ الإسلام رحمه الله ناقلاً عن الإمام أحمد:
باب: ما ادعت الجهمية أن القرآن مخلوق من الأحاديث التي رويت: «إن القرآن يجيء في صورة الشاب الشاحب؛ فيأتي صاحبه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي أظمأت نهارك؛ وأسهرت ليلك؛ قال: فيأتي به الله؛ فيقول: يا رب!» فادعوا. أن القرآن مخلوق؛ فقلنا لهم: إن القرآن لا يجيء بمعنى أنه قد جاء: «من قرأ {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } فله كذا وكذا» ألا ترون من قرأ: {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } لا يجيئه؛ بل يجيء ثوابه؛ لأنا نقرأ القرآن فنقول لا يجيء؛ ولا يتغير من حال إلى حال.
فبين أحمد أن الثواب هو الذي يجيء؛ وهو المخلوق من العمل؛ فكيف بعقوبة الأعمال الذي تتغير من حال إلى حال فإذا كان هذا ثواب {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } وهو ثواب القرآن فكيف ثواب غيره!!.أهـ[مجموع الفتاوى(8/410)]
يقول ابن القيم رحمه الله:
كما في الصحيح عنه تجيء البقرة و آل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان الحديث فهذه هي القراءة التي ينشئها الله سبحانه تعالى غمامتين و كذلك قوله في الحديث الآخر أن ما تذكرون من جلال الله من تسبيحه و تحميده و تهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ذكره احمد و كذلك قوله في حديث عذاب القبر و نعيمه للصورة التي يراها فيقول من أنت فيقول أنا عملك الصالح و أنا عملك السيء و هذا حقيقة لا خيال و لكن الله سبحانه أنشأ له من عمله صورة حسنة و صورة قبيحة و هل النور الذي يقسم بين المؤمنين يوم القيامة إلا نفس إيمانهم أنشأ الله سبحانه لهم منه نورا يسعى بين أيديهم فهذا أمر معقول لو لم يرد به النص فورود النص به من باب تطابق السمع و العقل.أهـ[حادي الأرواح (2/816-817) ط عالم الفوائد]
والله تعالى أعلم