كثر الكلام حول حكم تسمية قوس قزح بهذا الاسم ... وكثر الجدال عند كثير من الشباب حول هذه التسمية ..
فقد قيل بالنهي عن ذلك والتحريم ومستندهم إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح شيطان ، ولكن قولوا : قوس الله عز وجل ، فهو أمان لأهل الأرض) ولكنه حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يجوز أن ينسب إليه أو يحتج به .
كما ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" والألباني رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" وكما ذكره صاحب "الفوائد المجموعة"

ونهى عن هذه التسمية غير واحد من أهل العلم .

انظر : "الأذكار" للنووي (ص 368) - "مجموع الفتاوى" (35 / 183) – "زاد المعاد" (2 / 472) – "فيض القدير" (2 / 229) – "الفتاوى الحديثية" للهيتمي (ص 98) - "النهاية في غريب الأثر" (4 / 84) – "الفائق في غريب الحديث" (3 / 190)

ولم يثبت في النهي عن هذه التسمية حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والقطع بأن (قُزَح) اسم لشيطان يحتاج إلى دليل يثبت ذلك .

وقد اختُلف في معنى (قُزَح) الذي تضاف إليه هذه القوس :
فقيل : من القَزَح وهو الارتفاع ،
وقيل : هو جمع قُزْحَة وهي الطريقة التي تتركب منها ألوان هذا القوس .
وقيل : اسم الملَك الموكل بالسحاب .
وقيل : اسم الشيطان ،
وقيل : اسم لإله الرعد والخصب والمطر عند بعض أهل الكفر ،
وقيل : اسم ملك من ملوك العجم .

ولكن الصحيح كما ذكر شيخنا ابن باز رحمه الله في تعليقاته على زاد االمعاذ الصحيح لا دليل على الكراهة

وقال شيخنا الدكتور عمر العيد ... الصحيح أنه يجوز مالم يكن يقصد المعنى الباطل ... ولكن ما اعتاد عليه الناس فلا بأس ...

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2/264) :‎"الظاهر أنه من الإسرائيليات التي تلقاها بعض الصحابة عن أهل الكتاب , وموقف المؤمن تجاهها معروف , وهو عدم التصديق ولا التكذيب , إلا إذا خالفت شرعا أو عقلا" انتهى

وعلى هذا ، فمن قال "قوس قزح" وقصد بعض تلك المعاني الفاسدة التي قيلت في معناه ، فلا شك أنه يُنهى عن تلك التسمية ، وأما من أطلقها ولم يقصد شيئاً من ذلك ، وإنما قصد مجرد التسمية المعروفة عند الناس فلا حرج عليه ، ولكن الأولى ترك تلك التسمية ، من باب الاحتياط ، لا سيما وكثير من العلماء قد نصوا على كراهتها .والله أعلم ...

بقلم أبو معاذ بدر بن سويلم المقاطي