تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26

الموضوع: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    أخرجه عبد الرزاق في المصنف طبعة الأعظمي ( 4/ 446 ) عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كانت الضفدع تطفىء النار عن إبراهيم وكان الوزغ ينفخ فيه فنهي عن قتل هذا وأمر بقتل هذا

    قال محققو المسند ط الرسالة حاشية ( 41/ 81 ) : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

    أقول : أرى هذا وهما شنيعا فأين أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد عن هذا الإسناد الجليل الذهبي وكيف لم ينسب هذا الحديث الصحيح أحد من المتأخرين ممن صنف في الأحكام إلى مصنف عبد الرزاق بل اقتصر بعضهم على بعض الأحاديث المتكلم فيها في تحريم قتل الضفدع وقال هي أقوى ما في الباب وأحسبني قد وقفت بحمد الله تعالى على ما يكشف عن خطأ هذا الإسناد
    فقد قال السيوطي في الدار المنثور : وأخرج عبد الرزاق[1] في المصنف أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم وكانت الوزغ تنفخ عليه ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا "

    أقول : هذا الإسناد الذي حفظه لنا السيوطي هو إسناد الحديث الأول وهو حقيق أن يكون إسنادا له وهو يبين أيضا أن السند الذي وضع في مطبوع المصنف مركب على الحديث لا حقيقة له إلا في ذاك مطبوع فالله المستعان

    وأرجو ممن له شيء في ذلك أن يتحفنا به وأجره على الله تعالى

    [1] وهو في تفسير عبد الرزاق موقوف على قتادة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    أحسنت أخي العزيز (عدلان).. ففعلاً كلامك سليم؛ فمثل هذا السند يبعد أن يقرر به هذا المتن.
    وما نقلته عن العلامة السيوطي قد يكون دليلاً على خطأ هذا الاسناد لهذا المتن فعلاً.
    لكن _ من باب الافتراض _ ألا تعتقد أنه قصد ما ورد في (تفسير عبد الرزاق) وأنه حصل سقط هناك؛ وهو قوله (عن بعضهم)؟!
    فإني قد وقفت على طريق آخر مروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بنحوه؛ فقد روى الامام إسحاق بن راهوية في (مسنده رقم 1583) بسنده؛ قال:
    (أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ؛قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا؛ فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ، قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ:إِنَّ ُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ.
    أَخْبَرَنَا الأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ).

    لكن هل يقصد بحريق بيت المقدس حريق إبراهيم؟! فلا أدري. فالله أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري مشاهدة المشاركة
    أخرجه عبد الرزاق في المصنف طبعة الأعظمي ( 4/ 446 ) عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كانت الضفدع تطفىء النار عن إبراهيم وكان الوزغ ينفخ فيه فنهي عن قتل هذا وأمر بقتل هذا
    روجع على مخطوط مصنف عبد الرزاق (مكتبة مراد ملا) (ج 3 / ق/ 7/و) فوجد كما جاء في المطبوع.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  4. #4

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    مما يؤكد أن الإسناد غير صحيح هو حديث الزهري نفسه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ومسلم وغيرهم
    حيث فيه أنها لم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الوزغ
    قال البخاري رحمه الله
    حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضي الله عنها
    : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للوزغ ( الفويسق ) . ولم أسمعه أمر بقتله . وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بقتله

    وفي المسند الجامع
    أخرج أحمد 6/87 قال : حدثنا بشر بن شُعيب بن أبي حمزة . قال : وأخبرني أبي . وفي 6/155 قال : حدثنا حجاج . قال : حدثنا لَيْث . قال : حدثني عُقيل . وفي 6/271 قال : حدثنا يعقوب . قال : حدثنا أبو أويس . وفي 6/279 قال : حدثنا عامر بن صالح . قال : حدثنا يونس بن يزيد . و(البخاري) 3/17 قال : حدثنا اسماعيل . قال : حدثني مالك . وفي 4/156 قال : حدثنا سعيد بن عُفَير، عن ابن وهب . قال : حدثني يونس . و"مسلم" 7/42 قال : حدثني أبو الطافر وحرملة قالا : أخبرنا ابن وهب . قال : أخبرني يونس . و"ابن ماجة" 3230 قال : حدثنا أحمد بن عَمرو بن السرح . قال : حدثنا عَبد اللهِ بن وهب. قال : أخبرني يونس . و(النسائي) 5/209 قال : أخبرنا وهب بن بيان . قال : حدثنا ابن وهب . قال : أخبرني مالك ويونس .
    خمستهم (شُعيب بن أبي حمزة ، وعُقيل ، وأبو أويس عَبد اللهِ بن عبد الله , ويونس بن يزيد , ومالك)
    عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عروة ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ . وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.

    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    جاء في الاستذكار لابن عبد البر (12 / 35):
    قَالَ أَبُو عُمَرَ [ابن عبد البر]: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا.
    رَوَاهُ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  6. #6

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الحمراني مشاهدة المشاركة
    جاء في الاستذكار لابن عبد البر (12 / 35):
    قَالَ أَبُو عُمَرَ [ابن عبد البر]: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا.
    رَوَاهُ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!
    وماهو الغريب في ذلك ؟؟
    فعائشة رضي الله عنها قد روت قتل الوزغ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بنفس الإسناد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الحمراني مشاهدة المشاركة
    جاء في الاستذكار لابن عبد البر (12 / 35):
    قَالَ أَبُو عُمَرَ [ابن عبد البر]: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا.
    رَوَاهُ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!
    ذكر أسانيد هذا في التمهيد (15 / 186- 187):
    وحدثنا خلف بن القاسم قال أخبرني الحسن بن الخضر الأسيوطي قال حدثنا أبو الطاهر القاسم بن عبد الله بن مهدي قال حدثني أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي عليه السلام أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
    وأخبرنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ فويسق" . ولم أسمعه أمر بقتله.
    ورواه ابن وهب عن مالك ويونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ: "الفويسق" لم يزد..
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا مشاهدة المشاركة
    وماهو الغريب في ذلك ؟؟
    أن ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار جمع بين الروايتين: أنه (فويسق) على الرواية الأخرى، وأنه (أمر بقتله)؛ على الرواية الأولى؛ مما قد يوهم بجمعهما الإشارة معنًى إلى الحديث المذكور في المصنَّف.
    ثم انظر إلى قوله المذكور في التمهيد (لم يزد).
    ملحظ: لا بد من ذكر الإيرادات حتى يَسْلم التوجيه (ابتسامة)
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  9. #9

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الحمراني مشاهدة المشاركة
    أن ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار جمع بين الروايتين: أنه (فويسق) على الرواية الأخرى، وأنه (أمر بقتله)؛ على الرواية الأولى؛ مما قد يوهم بجمعهما الإشارة معنًى إلى الحديث المذكور في المصنَّف.
    أخي الفاضل قدورد حديث الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا
    ولكنه ضعيف كما أشار إلى ذلك البزار
    ولعله هو ما يعنيه ابن عبد البر لا أن عائشة روت اللفظين معا عن النبي صلى الله عليه وسلم
    وإن كان الأفضل توضيح ذلك كما فعلت

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    جزى الله الإخوان خيرا على إثراء الموضوع

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل قدورد حديث الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا
    ولكنه ضعيف كما أشار إلى ذلك البزار
    ولعله هو ما يعنيه ابن عبد البر لا أن عائشة روت اللفظين معا عن النبي صلى الله عليه وسلم
    وإن كان الأفضل توضيح ذلك كما فعلت
    بصرف النظر عن ضعفه أو صحته.
    الكلام مذكور في توجيه كلام ابن عبد البر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا مشاهدة المشاركة
    ولعله هو ما يعنيه ابن عبد البر لا أن عائشة روت اللفظين معا عن النبي صلى الله عليه وسلم
    وإن كان الأفضل توضيح ذلك كما فعلت
    كيف وقد جمعهما؟! لاحظ أخي أن الكلام على السند والدمج الذي حصل في متن الاستذكار.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    تركيب الإسناد على المتن لابد أن يثبت أولا في المصدر الأصلي له وهو (مصنف عبد الرزاق).
    وذلك بالنظر في أصوله الخطية.
    فإن تعذر فننظر فيمن أخرجه عنه.
    ثم من نقله من كتابه بلا سند إلى الكتاب نفسه، ثم يسوق سند صاحب الكتاب بعدُ؛ كأن يقول قال فلان في كتابه: حدثنا فلان...
    فإن ثبت أولا في المصدر الأصلي، فلا بد من تقويم النص المذكور فيه، ووضع كل سند بجوار متنه الصواب.
    أما إن ثبت من مصدر مساعد، فاستبان به بعض الصواب، لا كله، كأن ظهر لنا المتن المذكور مع السند الصواب، فيبقى السؤال عن السند المذكور مع متنه الصواب.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    في تفسير عبد الرزاق (2 / 25):
    عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة كان الوزغ ينفخ على النار وكانت الضفادع تطفئها فأمر بقتل هذا ونهي عن قتل هذا.انتهى
    لم يذكر عن بعضهم!
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  14. #14

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    نعم أخي لقد والله أصبت أنت وأخطأت أنا
    فجمع ابن عبد البر يوهم أنه قد ورد مثل ذلك المتن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة في موضع واحد بذلك اللفظ
    فوجب التنبيه على ذلك

    فائدة
    ورد في مسند سعد ابن أبي وقاص
    حدثنا أحمد ، حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اقتلوا الفواسق » يعني الوزغ
    كما ورد في الحديث الصحيح عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فويسق

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,491

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    فإني قد وقفت على طريق آخر مروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بنحوه؛ فقد روى الامام إسحاق بن راهوية في (مسنده رقم 1583) بسنده؛ قال:
    (أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ؛قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا؛ فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ، قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ:إِنَّ ُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ.
    أَخْبَرَنَا الأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ).

    لكن هل يقصد بحريق بيت المقدس حريق إبراهيم؟! فلا أدري. فالله أعلم
    جزاك الله خيرا على هذا النقل فإن الخبر رجاله ثقات غير كثير بن عبيد وهو أبو سعيد رضيع عائشة روى عنه جمع من الثقات وذكره ابن حبان في الثقات غير أني أخشى أنه وهم في ذكر الضفدع فقد خالفه من هو أوثق وأثبت منه عموما وفي أم المؤمنين خصوصا القاسم بن محمد

    أخرج أبو عبيد في غريب الحديث سمعت إسحاق الرازي
    وأخرج الفاكهي في أخبار مكة ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا بشر بن السري
    وأخرج البيهقي في الكبرى نا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبى طالب نا عبد الوهاب بن عطاء ثلاثتهم قالوا نا حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: لما أحرق بيت المقدس كانت الأوزاغ تنفخه بأفواهها وكانت الوطاوط تطفئه بأجنحتها.

    قال أبو نصر يعنى عبد الوهاب بن عطاء هو الخفاش


    ذكره البيهقي وخبرا آخر وقال : فهذان موقوفان فى الخفاش وإسنادهما صحيح.

    أقول : وهو صحيح كما قال وهذا بذكر الوطواط وهو الخفاش أصح فإن كثيرا لا يقارن بالقاسم والله أعلم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الحمراني مشاهدة المشاركة
    في تفسير عبد الرزاق (2 / 25):
    عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة كان الوزغ ينفخ على النار وكانت الضفادع تطفئها فأمر بقتل هذا ونهي عن قتل هذا.انتهى
    لم يذكر عن بعضهم!
    أحسنت يا شيخ (عبد الله).. وهذا الاحتمال هو الذي جعلني أقول:
    لكن _ من باب الافتراض _ ألا تعتقد أنه قصد ما ورد في (تفسير عبد الرزاق) وأنه حصل سقط هناك؛ وهو قوله (عن بعضهم)؟!
    وبالنسبة لكلامك أخي (عدلان) فمحتملٌ جداً.. ومع هذا وذاك فإن المخالفة الكبرى هي في جعل الحريق في حديث عروة (حريق إبراهيم)؛ بينما في باقي الأوجه عنها رضي الله عنها (حريق بيت المقدس).. فهذا أمرٌ قد يؤيد تركيب الاسناد على المتن.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  17. #17

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " الـمُصَنَّفِ " _ كَمَا فِي " الدُّرِّ الـمَنْثُورِ " لِلسُّيُوطِيِّ (5/639) _ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ بَعْضِهِمْ ، عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ : " كَانَتِ الضِّفْدَعُ تُطْفِئُ النَّارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَكَانَتِ الوَزَغُ تَنْفُخُ عَلَيْهِ ، وَنُهِيَ عَنْ قَتْلِ هَذَا ، وَأُمِرَ بِقَتْلِ هَذَا " .

    أَقُولُ : هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ ؛ بَسَبَبِ إِرْسَالِهِ ، وَجَهَالَةِ البَعْضِ هَذَا ، وَلَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ البَعْضُ الـمُبْهَمُ مِنَ الصَّحَابَةِ ؛ لأَنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَلْقَ مِنَ الصَّحَابَةِ أَحَدًا إِلَّا أَنَسًا ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَرْجِسَ _ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي " الـمَرَاسِيلِ " لابْنِهِ (ص : 175) _ ، أَمَّا الإِمَامُ أَحْمَدُ فَقَالَ : " مَا أَعْلَمُ قَتَادَةَ رَوَى عَنْ أَحَدٍ مِنَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، قِيلَ : فَابْنُ سَرْجِسَ ؟ ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَرَهُ سَمَاعًا " _ كَمَا فِي " الـمَرَاسِيلِ " (ص : 168) _ ، وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/310) : " وَأَثْبَتَ سَمَاعَهُ مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ الـمَدِينِيِّ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ السَّكَنِ " ، وَكَذَا أَبُو زُرْعَةَ صَحَّحَ سَمَاعَهُ مِنْهُ _ كَمَا ذَكَرَ العَلَائِيُّ فِي " جَامِعِ التَّحْصِيلِ " (ص : 255) _ ، وَأَمَّا الحَاكِمُ ؛ فَقِدِ اخْتَلَفَتْ عِبَارَتُهُ فِي ذَلِكَ ؛ فَقَالَ فِي " مَعْرِفَةِ عُلُومِ الحَدِيثِ " (ص : 111) : " وَأَنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ صَحَابِيٍّ غَيْرِ أَنَسٍ " ، وَقَالَ فِي " الـمُسْتَدْرَكِ " (1/297) _ عَقِبَ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ سَرْجِسَ _ : " وَلَعَلَّ مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَذْكُرْ سَمَاعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ ، وَلَيْسَ هَذَا بِمُسْتَبْعَدٍ ، فَقَدْ سَمِعَ قَتَادَةُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَدِيثِ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ ، وَهُوَ مِنْ سَاكِنِي البَصْرَةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ " .
    أَقُولُ : الظَّاهِرُ أَنَّ قَتَادَةَ سَمِعَ مِنْهُ _ كَمَا هُوَ رَأْيُ الأَكْثَرِ _ ، وَخَاصَّةً أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَرْجِسَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ سَكَنَ البَصْرَةَ _ كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الحَاكِمُ ، وَذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَتِهِ _ ، فَهُوَ بَلَدِيُّ قَتَادَةَ ، وَكِلَاهُمَا كَانَا مُتَعَاصِرَيْنِ ، فَاحْتِمَالُ لِقَائِهِ وَالسَّمَاعِ مِنْهُ قَوِيٌّ ، لَكِنَّ غَالِبَ رِوَايَةِ قَتَادَةَ عَنِ التَّابِعِينَ ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الحَدِيثُ أَصْلَهُ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ لَصَرَّحَ بِذَلِكَ وَلَقَالَ : ( عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، أَوْ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ ) كَمَا جَرَتِ العَادَةُ بِذَلِكَ ، وَلَمَا اكْتَفَى بِالإِطْلَاقِ دُونَ التَّقْيِيدِ .
    قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ : لِمَ عَدَلْتَ عَنِ الرِّوَايَةِ الَّتِي أَوْرَدَهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " مُصَنَّفِهِ " (4/445 _ رقم : 8392) وَالَّتِي يَقُولُ فِيهَا : عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ : " كَانَتِ الضِّفْدَعُ تُطْفِئُ النَّارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَكَانَ الوَزَغُ يَنْفُخُ فِيهِ ، فَنُهِيَ عَنْ قَتْلِ هَذَا ، وَأُمِرَ بِقَتْلِ هَذَا " ، وَإِسْنَادُهَا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ _ كَمَا قَالَ مَحَقِّقُو " مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ " (41/81) _ ، وَذَكَرْتَ الرِّوَايَةَ الـمُرْسَلَةَ الَّتِي أَوْرَدَهَا الحَافِظُ السُّيُوطِيُّ فِي " تَفْسِيرِهِ " وَعَزَاهَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ .
    أَقُولُ : الرِّوَايَةُ الَّتِي أَخْرَجَهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " مُصَنَّفِهِ " _ النُّسْخَةِ الـمَطْبُوعَةِ _ فِي النَّفْسِ مِنْهَا شَيْءٌ ، فَالقَرَائِنُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّ النُّسْخَةَ الـمَطْبُوعَةَ اعْتَرَاهَا تَحْرِيفٌ ، أَوْ سَقْطٌ ، أَوْ تَرْكِيبٌ لْلإِسْنَادِ عَلَى غَيْرِ مَتْنِهِ ، وَمِنْ هَذِهِ القَرَائِنِ :
    أَوَّلًا : أَنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ _ نَفْسَهُ _ أَخْرَجَ الرِّوَايَةَ فِي " تَفْسِيرِهِ " (2/387 _ رقم : 1870) بِنَفْسِ الإِسْنَادِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَذْكُرَ البَعْضَ الـمُبْهَمَ ، وَبِلَفْظٍ قَرِيبٍ مَوْقُوفٍ عَلى قَتَادَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ ؛ فَقَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ : " كَانَتِ الوَزَغُ تَنْفُخُ عَلَى النَّارِ ، وَكَانَتِ الضَّفَادِعُ تُطْفِئُهَا ، فَأُمِرَ بِقَتْلِ هَذَا ، وَنُهِيَ عَنْ قَتْلِ هَذَا " .
    وَالأَثَرُ أَعَادَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " تَفْسِيرِهِ " (2/387 _ رقم : 1869) _ مَرَّةً أُخْرَى _ بِنَفْسِ الإِسْنَادِ عَنْ قَتَادَةَ ، لَكِنْ بِلَفْظٍ آخَرَ ؛ فَقَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ : " لَمْ تَأْتِهِ يَوْمَئِذٍ دَابَّةٌ إِلَّا أَطْفَأَتِ النَّارَ عَنْهُ إِلَّا الوَزَغَ " .
    فَهَذَا ثَابِتٌ عَنْ قَتَادَةَ وَلَا يَصِحُّ رَفْعُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَقَتَادَةُ عَدَّهُ البَعْضُ مِمَّنْ يَأَخُذُ عَنْ أَهْلِ الكِتَابِ ، أَوْ يَأَخُذُ مِمَّنْ أَخَذَ عَنْهُمْ ؛ كَمُجَاهِدٍ( 8 ) ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ .
    ثَانِيًا : لَا يُتَصَوَّرُ مِنَ الإِمَامِ السُّيُوطِيِّ _ إِنْ كَانَ وَقَفَ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ الصَّحِيحَةِ الـمُتَّصِلَةِ _ أَنْ يَصْرِفَ النَّظَرَ عَنْهَا إِلَى مَا دُونِهِا فِي الصِّحَّةِ وَالاتِّصَالِ .
    ثَالِثًا : يَبْعُدُ أَنْ يَتَفَرَّدَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِخْرَاجِ حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ بِمِثْلِ هَذَا الإِسْنَادِ وَيُعْرِضَ عَنْهُ صَاحِبَا الصَّحِيحِ ، وَأَصْحَابُ الكُتُبِ الـمَشْهُورَةِ .
    رَابِعًا : ثَبَتَ عَنْ عَائِشَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _ فِي " الصَّحِيحِ " _ كَمَا مَرَّ مَعَنَا _ أَنَّهَا لَمْ تَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ الأَمْرَ بِقَتْلِ الوَزَغِ ، وَهَذَا يُخَالِفُ مَا جَاءَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي " مُصَنَّفِهِ " عَنْهَا مِنَ الأَمْرِ بِقَتْلِهِ .
    خَامِسًا : أَغْلَبُ الظَّنِّ أَنَّ هَذَا الإِسْنَادَ الَّذِي جَاءَ فِي النُّسْخَةِ الـمَطْبُوعَةِ وَهُوَ : ( أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ) هُوَ لِلْمَتْنِ الوَارِدِ عَنْ عَائِشَةَ : ( أَنَّ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ سَمَّى الوَزَغَ : فُوَيْسِقًا ) وَالَّذِي مَرَّ مَعَنَا سَابِقًا ، فَكَأَنَّ مَتْنَهُ سَقَطَ مِنَ النُّسْخَةِ الـمَطْبُوعَةِ ، وَكَذَلِكَ سَقَطَ إِسْنَادُ البَعْضِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَتَادَةَ ، وَرُكِّبَ إِسْنَادُ عَائِشَةَ عَلَى مَتْنِ هَذَا البَعْضِ الَّذِي رَوَى لَهُ قَتَادَةَ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ فَي " الـمُسْتَخْرَجِ " (17/584 _ رقم : 9901) قَالَ : حَدَّثَنا السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهِرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ سَمَّى الوَزَغَ : فُوَيْسِقًا .
    فَأَنْتَ تَرَى أَنَّ أَبَا عَوَانَةَ أَخْرَجَ هَذَا الحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَاقِ ، وَهَذَا الحَدِيثُ لَا يُوجَدُ فِي نُسْخَةِ " الـمُصَنَّفِ " الـمَطْبُوعَةِ .
    أَقُولُ : فَكُلُّ هَذِهِ القَرَائِنِ تُؤَكِّدُ وُقُوعَ التَّحْرِيفِ وَالسَّقْطِ فِي النُّسْخَةِ الـمَطْبُوعَةِ مِنَ " الـمُصَنَّفِ " .

    كتبه: نادر بن وهبي النَّاطور
    الأردن _ الزَّرقاء
    وَهُو مقتطفٌ من كتابي : ( فَتْحِ العَلِيمِ بِتَخْرِيجِ مَرْوِيَّاتِ نَفْخِ الوَزَغِ عَلَى نَارِ إِبْرَاهِيمَ _ عَلَيْهِ السَّلَامُ _ )

  18. #18

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    أخرج عبد الرزاق في مصنفه [8393] فقال:
    أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشَّامِيُّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
    أَمِّنُوا الضُّفْدَعَ [وفي الدر المنثور :لا تسبوا الضفدعفَإِنَّ صَوْتَهُ الَّذِي تَسْمَعُونَ تَسْبِيحٌ، وَتَقْدِيسٌ، وَتَكْبِيرٌ، إِنَّ الْبَهَائِمَ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا فِي أَنْ تُطْفِئَ النَّارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَأَذِنَ لِلضَّفَادِعِ فَتَرَاكَبَتْ عَلَيْهِ، فَأَبْدَلَهَا اللَّهُ بِحَرِّ النَّارِ الْمَاءَ ". اهـ.
    ـ قال الخطيب: عبد القدوس بن حبيب الشامي، هو أَبو سعيد الشامي، الذي روى عنه عبد الرزاق بن همام. «موضح أوهام الجمع والتفريق» 2/ 246 و 247،
    وعزاه السيوطي في الدر المنثور (5/639) إلى ابن المنذر.
    قلتُ: هذا إسناده ضعيفٌ جدَّا، فـعبد القدوس بن حبيب الشامي "متروك" كذا قال أبو حاتم الرازي ونحوه يحيى بن معين والشيخان، وأبان هذا هو أبان بن أبى عياش كما ذكر في المسند المصنف المعلل (5/68) "متروك" كذا قال الحافظ في تهذيب التهذيب 1 / 99.

    قلت: لهذا الحديث شواهد
    الشطر الأول من المتن ذكر صفة تسبيح الضفادع (" لا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهُنَّ تَسْبِيحٌ "):
    أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (5/ 1226) ، وابن عدي (292/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 128/ 2) وقال الطبراني:
    حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْحُنَيْنِيُّ الْقَاضِي،قَالَ :نا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ،قَالَ:نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ،عَنْ شُعْبَةَ،عَنْ قَتَادَةَ،عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوَفِي،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: فذكره مرفوعًا.
    ثم قال: "لم يروه عن شعبة مرفوعاً إلا الحجاج، تفرد به المسيب".
    قلت [الإمام الألباني]: وهو ضعيف لسوء حفظه. ولفظ ابن عدي:"لا تقتلوا الضفادع؛ فإن ... ".

    وروي بلفظ آخر، وهو:"لا تقتلوا الضفادع؛ فإنها من أكثر من خلقه الله ذكراً، وأمر بقتل الوزغ في الحل والحرم".
    رواه الضياء في "المنتقي من مسموعاته بمرو" (33/ 2) عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً.
    قلت: وسليمان بن أرقم متروك. انتهى. السلسلة الضعيفة [4788].
    قلتُ: ووقفت على إسناد ءاخر متابع لحديث عبد الله بن عمرو مرفوعٌ رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (5/ 1226) بعد أن ذكر الإسناد الأول قال:
    حَدَّثَنَا الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ.
    قلتُ: هذا إسناد حسنٌ، رجاله ثقات عدا أبي العباس الهروي محمد بن أحمد "الفقيه الحافظ" كذا قال الذهبي في تاريخ الإسلام وقال عنه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان: "فَقِيهٌ، مُحَدِّثٌ كَبِيرٌ، صَنَّفَ الْكُتُبَ الْكَثِيرَةَ، أَحَدُ الْعُلَمَاءِ كَتَبَ عَنْهُ عَامَّةُ " وقال نحوه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2 / 219.


    ولكن قد رجَّح وقفه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 330/ 2510)، ، وابن عدي في الكامل (292/ 2)، والبيهقي في السنن الكبرى وجعله في حكم الرفع فرواه:
    عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "لا تقتلوا الضفادع ...مثله" وزاد:
    "وَلا تَقْتُلُوا الْخُفَّاشَ فَإِنَّهُ لَمَّا خَرِبَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ قَالَ: يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَى الْبَحْرِ حَتَّى أُغْرِقَهُمْ "، ثم قال البيهقي: فهذا موقوف وإسناده صحيح. انتهى.
    وسيأتي لحديث الخفاش شواهد كما سيأتي.
    والله أعلم.
    الشاهد من الشطر الثاني من المتن إطفاء الضفادع النار ("كَانَتِ الضُّفْدَعُ تُطْفِئُ النَّارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ الْوَزَغُ يَنْفُخُ فِيهِ، فَنُهِيَ عَنْ قَتْلِ هَذَا، وَأُمِرَ بِقَتْلِ هَذَا "):
    أخرج عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه[ص:446] فقال عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    قلتُ:إسنادٌ صحيحٌ قويٌّ، وإن قيل :
    بأنه روي عنه بنفس هذا الإسناد في جزء من حديث أبي عبد الله القطان قال [103]:
    حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
    أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمَّى الْوَزَغَ فُوَيْسِقًا". اهـ
    فهذا خلط من عبد الرزاق الصنعاني بآخره، وما رواه زهير بن محمد المروزي فهو بآخره وبعد عميه وأنه من غير كتاب إذ كتابه هو الأصحُّ والدليل على ذلك :قال ابن حبان:"وكان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه على تشيع فيه"، قال أحمد بن حنبل:"كان يلقن بعدما عمي ومن سمع كتبه فهو أصح
    ومرة : "بعدما ذهب بصره فهو ضعيف"، قال الحافظ في التقريب:عَمِيَ في آخر عمره فتغير وكان يتشيع"، قال البخاري:"ما حدث من كتابه فهو أصح
    قال النسائي : "فيه نظر ، لمن كتب عنه بأخرة كتب عنه أحاديث مناكير"، وقال الدارقطني:" يخطئ على معمر في أحاديث ، لم تكن في الكتاب". وغيرهم الكثير.
    ومما يثبت ذلك أيضًا أنه قد خالفه الثقات الكبار وهم هلال بن محمد الحفار وَعَبْدٌ بْنُ حُمَيْدٍ وابن شاهين وابن راهويه كلهم يروونه بنفس اللفظ:
    قثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” أَمَرَ النَّبِيُّ بِقَتْلِ الْوَزَغِ، وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا ".اهـ. بل ورواه عبد الرزاق في مصنفه هكذا [8390].
    عبد الرزاق ورواه مرة أخرى عن قتادة مقطوعًا وليس فيه ذكر إبراهيم عليه السلام، ففي تفسير القرءان لعبد الرزاق قال:
    أرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: " كَانَ الْوَزَغُ يَنْفُخُ عَلَى النَّارِ، وَكَانَتِ الضَّفَادِعُ تُطْفِئُهَا، فَأُمِرَ بِقَتْلِ هَذَا، وَنُهِيَ عَنْ قَتْلِ هَذَا ". اهـ،
    قلت فهذا شاهد لحديث عائشة رضي الله عنها.
    والله أعلم.
    ويروى مثل ذلك في (احتراق البيت المقدس) فقد شهد لهذا:
    ما روي موقوفًا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مسند إسحاق بن راهويه [ ج 3 : ص 1019 ] فقال:
    أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا، فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ، قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟
    فَقَالَتْ: " إِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ "، أَخْبَرَنَا الأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ. انتهى.
    قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات عدا كثير بن عبيد القرشي "مقبول" كذا قال الحافظ في التقريب، ولكن به وهمه
    فقد خالفه القاسم بن محمد فذكر الخفاش ولم يذكر الضفادع عن عائشة رضي الله عنها موقوفًا في السنن الكبرى للبيهقي فقال البيهقي:أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال:
    ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب , ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ حنظلة بن أبي سفيان، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كانت الأوزاغ يوم أحرقت بيت المقدس جعلت تنفخ النار بأفواهها , والوطواط تطفئها بأجنحتها". قال أبو نصر يعني عبد الوهاب بن عطاء: هو الخفاش ". اهـ. قال البيهقي : موقوف وإسناده صحيح.
    وكثير بن عبيد خالفته أيضًا سائبة فجعلت أن الضفادع كانت تطفئ عن إبراهيم وليس البيت المقدس في تاريخ دمشق لابن عساكر وغيره من حديث سائبة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا:
    إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا: " أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ يَكُنْ دَابَّةٌ فِي الأَرْضِ إِلا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ غَيْرَ الْوَزَغِ، ... ". اهـ.
    [الدابة]: قصدت بها جماعات من الضفادع، وهي استعارة مكنية شبهت خطوات الضفادع كالدآب على الأرض، والله أعلم.
    لكن ضعف إسناده الألباني في السلسلة الضعيفة لجهالة سائبة، بينما صححه شعيب الأرناؤوط بعض متنه وهو الأرجح
    قلتُ [عبد الرحمن هاشم]: فقد تكون صالحة لمتابعة حديث كثير بن عبيد
    في مسند إسحاق بن راهويه [ ج 3 : ص 1019] الذي تم ذكره:
    بأنهما اتفقا في إطفاء الضفدع للنار ونفخ الوزع للنار لكن اختلفا في من يحترق فيه إبراهيم والبيت المقدس، ولكن جاءت رواية القاسم بن محمد و
    حديث عائشة رضي الله عنها في مصنف عبد الرازق وحديث سائبة عنها في تاريخ دمشق وغيرها مخالفون له، فأثبتوا أن الخفاش كان هو من يطفئ النار في البيت المقدس، ويتبين أن الضفادع كانت تطفئ عن إبراهيم عليه السلام والخفاش كان يطفئ عن البيت المقدس.
    ثم أورد البيهقي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما شاهدًا كما ذكرته ثم جعله البيهقي كحكم المرفوع وقال :
    وإسنادهما صحيح فالذي أمر بقتله في الحل والحرم يحرم أكله , إذ لو كان حلالا لما أمر بقتله في الحرم ولا في الإحرام , وقد نهى الله عن قتل الصيد في الإحرام , والذي نهى عن قتله يحرم أكله إذ لو كان حلالا أمر بذبحه ولما نهى عنه ولما نهى عن قتله كما لم ينه عن قتل ما يحل ذبحه وأكله , والله أعلم. انتهى.
    قلتُ ولحديث الخفاش له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال:
    "نهَى عن قتلِ الخفَّاشِ والخطَّافِ ؛ لأنَّهما كانا يطفئانِ النَّارِ عن بيتِ المقدسِ حين أُحرِقَ". اهـ،
    ورواه البيهقي مرسلًا عن عبد الرحمن بن معاوية أبي الحويرث المرادي، عن النبي صلى الله عليه وسلم
    أنه نهى عن قتل الخطاطيف وقال:" لا تقتلوا هذه العوذ , إنها تعوذ بكم من غيركم ". ورواه مسندًا عن ابن عمر وذكر علته حمزة النصيبي أنه كان يرمى بالوضع وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (5812): موضوع، وذكر علته حمزة النصيبي يضع الحديث. انتهى.
    والشاهد الأخير من الشطر الأخير في المتن استئذان الضفادع واستغاثتها: ("...فدعا لها فأنزلها الماء..."):
    روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/185) بإسناده عن رجل عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال:
    كانت البغال تتناسل وكانت أسرع الدواب في نقل الحطب لتحرق إبراهيم فدعا عليها فقطع الله أرحامها ونسلها وكانت الضفادع مساكنها النفقان فجعلت تطفئ النار عن إبراهيم فدعا لها فأنزلها الماء وكانت الأوزاع تنفخ عليه النار وكانت أحسن الدواب فلعنها فصارت ملعونة فمن قتل منها شيئا أجر ". اهـ.
    إسناده موضوع به أصبغ بن نباتة التميمي "متروك رمي بالرفض" كذا قال الحافظ في التقريب واتهمه ابن الجوزي بالوضع وكذبه ابن عراق وأبو نعيم وبالإسناد راوٍ اسمه مبهم.

    فعلى ذلك ثبت النهي عن قتل الضفادع لعلتين والخفاش لعلة واحدة:
    - ثبوت أن الضفادع نقيقها هو تسبيح لله.
    - وأن الضفادع كانت تطفئ النار عن سيدنا إبراهيم عليه السلام وليس البيت المقدس وأن الخفاش هو من أطفأ عن البيت المقدس ويشهد لذلك حديث عائشة رضي الله عنها في مصنف عبد الرزاق وحديثها عنها سائبة في تاريخ دمشق وغيره وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في السنن الكبرى للبيهقي.
    - أما الخفاش فثبت
    أنه كان يطفئ النار بجناحيه عن البيت المقدس، ثبت موقوفًا على عائشة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم في حكم المرفوع وثبت مرفوعًا من حديث عبد الله بن عمرو في العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني أنه كان يطفئ النار بجناحيه عن البيت المقدس.
    قال محمد بن علي الحكيم الترمذي [(المتوفى: نحو 320هـ)] في كتابه المنهيات (173):
    ألا ترى أن الضفدع كيف نصرت إبراهيم عليه السلام بالماء الذي نقل بفمه ليطفئ ألا ترى أن الوزع كيف نفخ النار على إبراهيم عليه السلام عداوة له، وولاية لإبليس؛ لأنه من جنس الحية؟ ". اهـ.

    والله أعلم.

  19. #19

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري مشاهدة المشاركة
    أخرجه عبد الرزاق في المصنف طبعة الأعظمي ( 4/ 446 ) عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كانت الضفدع تطفىء النار عن إبراهيم وكان الوزغ ينفخ فيه فنهي عن قتل هذا وأمر بقتل هذا

    قال محققو المسند ط الرسالة حاشية ( 41/ 81 ) : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

    أقول : أرى هذا وهما شنيعا فأين أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد عن هذا الإسناد الجليل الذهبي وكيف لم ينسب هذا الحديث الصحيح أحد من المتأخرين ممن صنف في الأحكام إلى مصنف عبد الرزاق بل اقتصر بعضهم على بعض الأحاديث المتكلم فيها في تحريم قتل الضفدع وقال هي أقوى ما في الباب وأحسبني قد وقفت بحمد الله تعالى على ما يكشف عن خطأ هذا الإسناد
    فقد قال السيوطي في الدار المنثور : وأخرج عبد الرزاق[1] في المصنف أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم وكانت الوزغ تنفخ عليه ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا "

    أقول : هذا الإسناد الذي حفظه لنا السيوطي هو إسناد الحديث الأول وهو حقيق أن يكون إسنادا له وهو يبين أيضا أن السند الذي وضع في مطبوع المصنف مركب على الحديث لا حقيقة له إلا في ذاك مطبوع فالله المستعان

    وأرجو ممن له شيء في ذلك أن يتحفنا به وأجره على الله تعالى

    [1] وهو في تفسير عبد الرزاق موقوف على قتادة
    هذا هو المسئول عنه، هل في مصنف عبدالرزاق خطأ.
    أو سقط، سقط حديث لعائشة بسند الزهري عن عروة عنها، وسند حديث قتادة الذي ذكر في الطبعة، وموضع السقط بعد قوله: (صلى الله عليه وسلم).
    أقول هذا محتمل.
    كما أنه من المحتمل أن يكون صوابا، فقد توبع على هذا، فجاء في:
    1) مسند إسحاق بن راهويه (3/ 1018، رقم: 1764):
    (أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ [بن عبد الحميد، ثقة صحيح الكتاب قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه]،
    عَنْ مُطَرِّفٍ [بن طريف، ثقة فاضل]،
    عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ [رضيع عائشة، مقبول]
    قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ. قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ").

    ورواه بسند آخر في (3/ 1018، رقم: 1765):
    (أَخْبَرَنَا الْأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ [ثقة، ضُعِّفَ في الثوري]،
    عَنْ مُطَرِّفٍ،
    عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ،
    بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ).
    فهذا حسن، من أجل كثير بن عبيد المدني.

    2) مسند أحمد ط الرسالة (41/ 80، رقم: 24534):
    حَدَّثَنَا عَفَّانُ،
    وسنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (4/ 381، رقم: 3231):
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
    كلاهما قَالَ [واللفظ للإمام أحمد]:
    حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [بْنِ حَازِمٍ]،
    حَدَّثَنَا نَافِعٌ [مولى ابن عمر]، قَالَ:
    حَدَّثَتْنِي سَائِبَةُ، مَوْلَاةٌ لِلْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَتْ:
    دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَرَأَيْتُ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا الرُّمْحِ؟ قَالَتْ: "هَذَا لِهَذِهِ الْأَوْزَاغِ نَقْتُلُهُنَّ بِهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ، غَيْرَ الْوَزَغِ، كَانَ يَنْفُخُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ ".

    وهذا مروي في غير ما كتاب من كتب السنة.
    وهذا سند حسن، رجاله رجال الصحيحين، إلا سائبة، فلم يوثقها إلا ابن حبان، ولم يرو عنها إلا نافع.
    وصحح هذا الخبر ابن حبان
    وللرمح الذي تتخذه عائشة رضي الله عنها شاهد جاء في مصنف ابن أبي شيبة (10/ 457، رقم: 2026): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ أبي الْعُميس ، عَنْ أبيه ، قَالَ : كانت لعائشة قناة تقتل بها الوزغ.


    3) وفي نسخة عبد الله بن صالح كاتب الليث (ص: 131، رقم: 1591): حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ،
    ومسند إسحاق بن راهويه (2/ 530، رقم: 1113)، مسند أحمد ط الرسالة (42/ 430، رقم: 25643) قال كلاهما: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ،
    كلاهما [أعني ابن بكر وابن وهب] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّ نَافِعًا، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اقْتُلُوا الْوَزَغَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ النَّارَ، قَالَ: فَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقْتُلُهُنَّ ".
    وجاء أيضا في مسند أحمد ط الرسالة (43/ 24، رقم: 25827):
    حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَإِذَا رُمْحٌ مَنْصُوبٌ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا الرُّمْحُ؟ فَقَالَتْ: نَقْتُلُ بِهِ الْأَوْزَاغَ، ثُمَّ حَدَّثَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ، جَعَلَتِ الدَّوَابُّ كُلُّهَا تُطْفِئُ عَنْهُ، إِلَّا الْوَزَغَ فَإِنَّهُ جَعَلَ يَنْفُخُهَا عَلَيْهِ ".


    وهذا حديث صحيح.
    ولا معارضة بين هذا والذي قبله؛ فإن نافعا سمعه من عائشة، وسمعه أيضا من سائبة بالقصة التي روتها.

    4) المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي (5/ 146، رقم: 2852):
    أَخبَرني أَبو بَكْرِ بْنُ إِسحَاقَ، قال: حَدثنا إِبراهِيمُ بْنُ مُحَمدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قال: حَدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَني أَبي، عَن قَتَادَةَ، عَن سَعيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَبِيَدِهَا عُكَّازٌ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: لِهَذِهِ الوَزَغِ لأَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم حَدَّثَنَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ إِلاَّ يُطْفِئُ عَلَى إِبراهِيمَ عَلَيهِ السَّلاَمُ إِلاَّ هَذِهِ الدَّابَّةُ فَأَمَرَنَا بِقَتْلِهَا، وَنَهَى عَن قَتْلِ الجِنَّانِ، إِلاَّ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ ، وَالأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ البَصَرَ، وَيُسْقِطَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ.
    5) المعجم الأوسط (7/ 100، رقم: 6973):
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ [بن محمد] الْمَرْوَزِيُّ [أبو عبدالله الحافظ، كان ثقة]،
    ثَنَا مُطَهَّرُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوَزِيُّ [الكرابيسي البيع الأنقلقاني، قال السمعاني في الأنساب للسمعاني (1/ 376): (كان من أهل القرآن والعلم، راويا لتفسير مقاتل، ولكتب على بن الحسين بن واقد، روى عن عبدالله بن يزيد المقرئ وأضرابه، كتب عنه مسلم ابن الحجاج القشيري صاحب الصحيح، ومقبل بن رجاء الطوسي، وعبد الله بن محمود السعدي، وأبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن بن بشار المروزي، وغيرهم)، ومنهم أبو داود وابنه أبو بكر]،
    ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ [صدوق يهم]،
    عَنْ أَبِيهِ [ثقة له أوهام]،
    حَدَّثَنِي مَطَرٌ الْوَرَّاقُ [صدوق كثير الخطأ وحديثه عن عطاء ضعيف]
    عَنْ أُمِّ السَّائِبِ، أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَعَهَا عُودٌ تَتْبَعُ الْوَزَغَ فَتَقْتُلُهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا شَأْنُ هَذَا الْوَزَغِ؟ فَقَالَتْ: «لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ يَرُدُّ غَيْرَ هَذَا، فَأُمِرْنَا بِقَتْلِهِ»

    فإن كانت (أم السائب) هي السائبة، وليس في السند انقطاع: فهذه متابعة لنافع لا بأس بها

    ولا تعارض بين نقلها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين إنكارها سماعه، فالآمر بالقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم تكن قد سمعت منه، بل من سعد عنه، فتارة تخبر بهذا، وتارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب ما يقتضيه المقام.
    قال الحافظ في فتح الباري لابن حجر (6/ 354): (وَلَعَلَّ عَائِشَةَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَأَطْلَقَتْ لَفْظَ أَخْبَرَنَا مَجَازًا أَيْ أَخْبَرَ الصَّحَابَةُ كَمَا قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ خَطَبَنَا عِمْرَانُ وَأَرَادَ أَنَّهُ خَطَبَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ)

    والله أعلم

  20. #20

    افتراضي رد: انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    هذا هو المسئول عنه، هل في مصنف عبدالرزاق خطأ.
    أو سقط، سقط حديث لعائشة بسند الزهري عن عروة عنها، وسند حديث قتادة الذي ذكر في الطبعة، وموضع السقط بعد قوله: (صلى الله عليه وسلم).
    أقول هذا محتمل.
    قلت: هذا ليس باحتمال بل هذا وهم من يظن ذلك انظر :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    الشاهد من الشطر الثاني من المتن إطفاء الضفادع النار ("كَانَتِ الضُّفْدَعُ تُطْفِئُ النَّارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ الْوَزَغُ يَنْفُخُ فِيهِ، فَنُهِيَ عَنْ قَتْلِ هَذَا، وَأُمِرَ بِقَتْلِ هَذَا "):
    أخرج عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه[ص:446] فقال عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    قلتُ:إسنادٌ صحيحٌ قويٌّ، وإن قيل : بأنه روي عنه بنفس هذا الإسناد في جزء من حديث أبي عبد الله القطان قال [103]:
    حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
    أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمَّى الْوَزَغَ فُوَيْسِقًا". اهـ
    فهذا خلط من عبد الرزاق الصنعاني بآخره، وما رواه زهير بن محمد المروزي فهو بآخره وبعد عميه وأنه من غير كتاب إذ كتابه هو الأصحُّ والدليل على ذلك :قال ابن حبان:"وكان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه على تشيع فيه"، قال أحمد بن حنبل:"كان يلقن بعدما عمي ومن سمع كتبه فهو أصح
    ومرة : "بعدما ذهب بصره فهو ضعيف"، قال الحافظ في التقريب:عَمِيَ في آخر عمره فتغير وكان يتشيع"، قال البخاري:"ما حدث من كتابه فهو أصح
    قال النسائي : "فيه نظر ، لمن كتب عنه بأخرة كتب عنه أحاديث مناكير"، وقال الدارقطني:" يخطئ على معمر في أحاديث ، لم تكن في الكتاب". وغيرهم الكثير.
    ومما يثبت ذلك أيضًا أنه قد خالفه الثقات الكبار وهم هلال بن محمد الحفار وَعَبْدٌ بْنُ حُمَيْدٍ وابن شاهين وابن راهويه كلهم يروونه بنفس اللفظ:
    قثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” أَمَرَ النَّبِيُّ بِقَتْلِ الْوَزَغِ، وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا ".اهـ.
    بل ورواه عبد الرزاق في مصنفه هكذا [8390].
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    كما أنه من المحتمل أن يكون صوابا، فقد توبع على هذا، فجاء في:
    1) مسند إسحاق بن راهويه (3/ 1018، رقم: 1764):
    (أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ [بن عبد الحميد، ثقة صحيح الكتاب قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه]،
    عَنْ مُطَرِّفٍ [بن طريف، ثقة فاضل]،
    عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ [رضيع عائشة، مقبول]
    قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ. قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ").

    ورواه بسند آخر في (3/ 1018، رقم: 1765):
    (أَخْبَرَنَا الْأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ [ثقة، ضُعِّفَ في الثوري]،
    عَنْ مُطَرِّفٍ،
    عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ،
    بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ).
    فهذا حسن، من أجل كثير بن عبيد المدني.
    كيف ولم يوثق كثيرًا إلا ابن حبان في كتابه ومعلوم أن ابن حبان يوثق المجاهيل، وأيضًا قد جاء ما يخالفه ولا سيما أن عائشة رضي الله عنها لم تسمع أمر قتله من النبي صلى الله عليه وسلم انظر:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وكثير بن عبيد خالفه القاسم بن محمد فذكر في البيت المقدس الخفاش ولم يذكر الضفادع عن عائشة رضي الله عنها موقوفًا في السنن الكبرى للبيهقي ما رواه بإسناده:
    عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كانت الأوزاغ يوم أحرقت بيت المقدس جعلت تنفخ النار بأفواهها , والوطواط تطفئها بأجنحتها". قال أبو نصر يعني عبد الوهاب بن عطاء: هو الخفاش ". اهـ.
    قال البيهقي : موقوف وإسناده صحيح.
    وكثير بن عبيد خالفته سائبة في تاريخ دمشق لابن عساكر وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا بإطفاء النار عن إبراهيم عليه السلام وليس البيت المقدس:
    إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا: " أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ يَكُنْ دَابَّةٌ فِي الأَرْضِ إِلا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ غَيْرَ الْوَزَغِ، ... ". اهـ.
    قلتُ: الدآبة قصدت بها جماعات الضفدعة، وهي استعارة مكنية شبهت خطو الضفدعة كالدآب على الأرض.
    وإن ضعف إسناده الألباني في السلسلة الضعيفة لجهالة سائبة، بينما صححه شعيب الأرناؤوط وهو الأرجح،
    قلتُ [عبد الرحمن هاشم]: فقد تكون صالحة لمتابعة حديث كثير بن عبيد في مسند إسحاق بن راهويه [ ج 3 : ص 1019] الذي تم ذكره:
    بأنهما اتفقا في إطفاء الضفدع للنار ونفخ الوزع للنار لكن اختلفا في من يحترق فيه إبراهيم والبيت المقدس،
    ولكن جاءت رواية القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها وحديث عائشة رضي الله عنها في مصنف عبد الرازق مخالفان له وحديثها عند البيهقي في السنن الكبرى :يثبت أن الخفاش كان هو من يطفئ النار في البيت المقدس، وبذلك يتبين أن الضفادع كانت تطفئ عن إبراهيم عليه السلام والخفاش كان يطفئ عن البيت المقدس.
    قال محمد بن علي الحكيم الترمذي [(المتوفى: نحو 320هـ)] في كتابه المنهيات (173):
    ألا ترى أن الضفدع كيف نصرت إبراهيم عليه السلام بالماء الذي نقل بفمه ليطفئ ألا ترى أن الوزع كيف نفخ النار على إبراهيم عليه السلام عداوة له، وولاية لإبليس؛ لأنه من جنس الحية؟ ". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    2) مسند أحمد ط الرسالة (41/ 80، رقم: 24534):
    حَدَّثَنَا عَفَّانُ،
    وسنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (4/ 381، رقم: 3231):
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
    كلاهما قَالَ [واللفظ للإمام أحمد]:
    حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [بْنِ حَازِمٍ]،
    حَدَّثَنَا نَافِعٌ [مولى ابن عمر]، قَالَ:
    حَدَّثَتْنِي سَائِبَةُ، مَوْلَاةٌ لِلْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَتْ:
    دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَرَأَيْتُ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا الرُّمْحِ؟ قَالَتْ: "هَذَا لِهَذِهِ الْأَوْزَاغِ نَقْتُلُهُنَّ بِهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ، غَيْرَ الْوَزَغِ، كَانَ يَنْفُخُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ ".
    وهذا مروي في غير ما كتاب من كتب السنة.
    وهذا سند حسن، رجاله رجال الصحيحين، إلا سائبة، فلم يوثقها إلا ابن حبان، ولم يرو عنها إلا نافع، وصحح هذا الخبر ابن حبان.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: بل روى عنها غير نافع، وهو (عبيد الله بن عمر العدوي) كما في الاستذكار [4136] لابن عبد البر القرطبي بسندٍ صحيح قال:
    حدثني سعيد بن نصر، قال: حدثني قاسم، قال: حدثني محمد، قال: حدثني أبو بكر، قال: حدثني ابن نمير، قال: حدثني عبيد الله بن عمر، عن سائبة، عن عائشة،
    " أن رسول الله نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت، إلا الأبتر وذا الطفيتين، فإنهما يخطفان البصر، ويطرحان ما في بطون النساء، فمن تركهن فليس منا ". اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    4) المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي (5/ 146، رقم: 2852):
    أَخبَرني أَبو بَكْرِ بْنُ إِسحَاقَ، قال: حَدثنا إِبراهِيمُ بْنُ مُحَمدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قال: حَدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَني أَبي، عَن قَتَادَةَ، عَن سَعيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَبِيَدِهَا عُكَّازٌ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: لِهَذِهِ الوَزَغِ لأَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم حَدَّثَنَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ إِلاَّ يُطْفِئُ عَلَى إِبراهِيمَ عَلَيهِ السَّلاَمُ إِلاَّ هَذِهِ الدَّابَّةُ فَأَمَرَنَا بِقَتْلِهَا، وَنَهَى عَن قَتْلِ الجِنَّانِ، إِلاَّ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ ، وَالأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ البَصَرَ، وَيُسْقِطَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ.
    انظر السلسلة الصحيحة للألباني [1581]:
    إن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، لم تكن دابة إلا تطفي النار عنه
    غير الوزغ، فإنه كان ينفخ عليه ".

    أخرجه ابن ماجة (2 / 295) وابن حبان (1082) وأحمد (6 / 83 و 109 و 217)
    من طريق نافع عن سائبة مولاة للفاكه بن المغيرة. أنها دخلت على عائشة،
    فرأت في بيتها رمحا موضوعا، فقالت: يا أم المؤمنين! ما تصنعين بهذا الرمح؟
    قالت: نقتل به الأوزاغ، فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا: فذكره،
    وزاد في آخره: فأمر عليه الصلاة والسلام بقتله.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير السائبة هذه قال الذهبي: " تفرد عنها
    نافع ".
    قلت: يشير إلى أنها مجهولة، فقول البوصيري في " الزوائد " (194 / 2) :
    " هذا إسناد صحيح " غير صحيح لجهالة المذكورة، لكنها قد توبعت، فقد أخرج
    النسائي (2 / 27) من طريق قتادة عن سعد بن المسيب: أن امرأة دخلت على عائشة
    وبيدها عكاز ... الحديث نحوه.
    قلت: وهذا إسناد صحيح إن كان سعد بن المسيب سمعه من عائشة، وإلا فإن ظاهره
    أنه من مرسله. والله أعلم. وقد خالفه عبد الحميد بن جبير فقال: عن سعيد بن
    المسيب عن أم شريك رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل
    الوزغ، وقال: كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام. أخرجه البخاري (6 / 305 -
    فتح) وابن ماجة وأحمد (6 / 421 و 462) وليس عندهما الشطر الثاني منه.

    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •