تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل هؤلاء (الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) قد كفروا ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    133

    افتراضي هل هؤلاء (الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) قد كفروا ؟

    السلام عليكم ..

    أشكل علي كلام المفسرين في تفسير الآية ..



    الشيخ بن باز

    تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:97].


    هذه الآية الكريمة ذكر العلماء أنها نزلت في أناس تخلفوا في مكة ولم يهاجروا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فما كانت غزوة بدر أجبرهم الكفار على الخروج معهم، وحضروا القتال فنزلت الآية الكريمة فيهم لما قتل من قتل منهم، وإن قوله جل وعلا: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم). معنى ظالمي أنفسهم بالإقامة بين أظهر المشركين وهم قادرون على الهجرة، (قالوا فيم كنتم): يعني قالت لهم الملائكة فيم كنتم؟ (قالوا كنا مستضعفين في الأرض)، يعني في أرض مكة، (قالوا: ألم تكن أرض الله واسعة)، يعني قالت لهم الملائكة: (ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها؟ فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرا. إلا المستضعفين).. الآية. فهو متوعدون بالنار لأنهم أقاموا بين أظهر الكفار من دون عذر، وكان الواجب عليهم أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام، إلى المدينة المنورة، فلما أجبروا على الخروج وأكرهوا صار ذلك ليس عذراً لهم، وكان عملهم سبباً لهذا الإكراه، وسبباً لهذا الخروج فجاء فيهم هذا الوعيد. لكونهم عصوا الله بإقامتهم مع القدرة على الهجرة، ولم يكفروا لأنهم مكرهون، أخرجوا إلى ساحة القتال ولم يقاتلوا لكن قتلوا، قتل من قتل منهم، أما لو قاتلوا مختارين راضين غير مكرهين لكانوا كفارا، لأن من ظاهر الكفار وساعدهم يكون كافراً مثلهم، لكن هؤلاء لم يقاتلوا وإنما أكرهوا على الحضور وتكثير السواد فقط، فقتلوا من غير أن يقاتلوا، وقال آخرون من أهل العلم إنهم كفروا بذلك، لأنهم أقاموا من غير عذر، ثم خرجوا معهم، وفي إمكانهم التملص والخروج من بين الكفرة في الطريق، أو في حين التقاء الصفين، وفي إمكانهم أن يلقوا السلاح ولا يقاتلوا، وبكل حال فهم بين أمرين: من قاتل منهم وهو غير مكره فهو كافر، حكمه حكم الكفرة الذين قتلوا، وليس له عذر في أصل الإكراه لأنه لما أكره باشر وقاتل و مساعدة الكفار فصار معهم وصار مثلهم ودخل في قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن من ظاهر الكفار والمشركين وساعدهم بالسلاح أو بالمال فإنه يكون كافرا مرتداً عن الإسلام، أما من أكره ولم يقاتل ولم يرض بقتال أهل الإسلام ولم يوافق على ذلك ولكن أجبر وأكره بالقوة والرباط والإكراه حتى وصل إلى ساحة القتال ولم يقاتل فهذا يكون عاصياً بأصل إقامته، ومتوعد على ذلك بالنار لأنه أقام معهم من دون عذر، ولهذا ذكر ابن كثير رحمه الله وجماعة آخرون من أهل العلم أن الإقامة بين أظهر الكفار وهو عاجز عن إظهار دينه محرمة بالإجماع، ليس للمسلم أن يقيم بين الكفار وهو يقدر على الهجرة، وهو لا يستطيع إظهار دينه بل ومغلوب على أمره، بل يجب عليه أن يهاجر بإجماع المسلمين لهذه الآية الكريمة، لأن الله وصفهم بأنهم ظلموا أنفسهم بهذه الإقامة وتوعدهم بالنار فدل ذلك على أنهم قد عصوا الله بهذه الإقامة، والهجرة لم تنقطع ما دام هناك دينان فالهجرة باقية، وإنما الهجرة التي انقطعت من مكة لما فتحت قال فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- لا هجرة بعد الفتح، يعني من مكة، لأنها صارت بعد الإسلام بعد ما فتحها الله على يد النبي صلى الله عليه وسلم صارت بلد الإسلام فقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (لا هجرة بعد الفتح). يعني من مكة بعد الفتح، أما الهجرة في أصلها هي باقية، ولهذا جاء في الحديث الآخر: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة). فكل بلدٍ ضار فيها الكفار، ولم يستطيع المسلم فيها إظهار دينه، ولا إقامة دينه ولم يستطع الخروج يلزمه أن يهاجر فإن أقام كان عاصياً بالإجماع، أما المستضعف من الرجال والنساء والولدان فقد عذرهم الله. وهم الذي لا يستطيعون حيلة لعدم النفقة أو لأنهم مقيدون، مسجونون، أو لا يهتدون سبيلاً لأنهم جهال بالطريق، لا يعرفون الطريق، لو خرجوا هلكوا، لا يعرفون السبيل فهم معذورون حتى يسهل الله لهم فرجاً ومخرجاً من بين أظهر المشركين، والله المستعان.


    وكلام المفسرين كثير .. ولا أريد تطويل الموضوع ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: هل هؤلاء (الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) قد كفروا ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي أبو عبد العزيز أين ذكر الشيخ هذا القول، في أي كتاب من كتبه قال فيه، فإنه كلام نفيس، ونقل نافع، لو ذكرت لي موضعه. جزيتم خيرا.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: هل هؤلاء (الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) قد كفروا ؟

    هذا الآية الكريمة نصت على حكمين :
    الأول : ترك الهجرة ومساكنة الكفار، فهذا ليس كفر بذاته ، فإن كان لعجز وضعف فهو عذر شرعي كما كان يقول ابن عباس رضي الله : كنت أنا وأمي ممن عذر الله عزوجل .
    والثاني : مظاهرة الكفار على المسلمين ، فهذا ظاهره الكفر ، لأن العبا س رضي الله عنه أدعى أنه لم يخرج إلى مقاتلة المسلمين مع الكفار إلا مكرهاً ، فلم يقبل منه هذا الإعتذار وطالبه بأن يفدي نفسه من الأسرى وأنزل الله قوله تعالى : ( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى ... الآية )
    فهناك فرق بين حالة الإستضعاف وبين حالة الإكراه .... والمسألة فيها تفصيل كثير والله أعلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: هل هؤلاء (الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) قد كفروا ؟

    يراجع رسائل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأحفاده في موضوع الهجرة هذا.. فلهم فيه كلام نفيس، كالشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، والشيخ إسحاق بن عبد الرحمن كالأجوبة السمعيات، وإيضاح المحجة والسبيل، والشيخ سليمان بن سحمان له فيها رسائل كالجيوش الربانية والقول المنيف وغيرها وغيرهم..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: هل هؤلاء (الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) قد كفروا ؟

    زيادة في بيان هذه المسألة أنقل هذه الكلام الهام
    يقول الشيخ محماس بن عبد الله الجلعود غفر الله له : ( إن المستضعفين بمكة لم يكن منهم مجاراة للكفار في كل ما يريدون بحجة الاستضعاف أو الإكراه ، فهم لم يسجدوا لصنم ولم يشربوا خمرا، ولم يرتكبوا فاحشة إرضاء للكفار، وكل ما فعلوه هو أنهم أقاموا مع الكفار في دارهم، مع أنهم أحاطوا أنفسهم بعزلة قولية وفعلية عن الكفار وما يعبدون من دون الله.
    أما ما ورد في بعض روايات أسباب النزول من أن سبب نزول قول الله تعالى ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ... الآية ) هو أن بعض المسلمين المستضعفين في مكة أجبرهم الكفار على الخروج معهم إلى معركة بدر فقتل عدد منهم فأنزل الله هذه الآية كما جاء في الصحيح المسند من أسباب النزول (51) للشيخ مقبل الوادعي .
    فالصحيح أن الذين خرجوا مع الكفار ليسوا من المستضعفين للأسباب الآتية :
    أولاً : إن الكفار لم يكرهوا من خرج من المسلمين مع المشركين في بدر إكراها ملجئا بدليل أن الروايات تذكر عن ابن عباس قوله: أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على المسلمين فأنزل الله قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة .... الآيات ) . ولو أكرهوا على ذلك إكراها ملجئا لورد من البيان ما يوضح تلك الحال .
    ثانياً : إن إقامة هؤلاء الذين خرجوا مع الكفار في بدر، إقامة غير شرعية في الأصل، حيث إن الله عز وجل لم يعذر أحداً في الإقامة بدار الكفار سوى المستضعفين ، والقادرين على حمل السلاح ليسوا من المستضعفين.
    ثالثاً : إنه لو قدر فرضا على أنهم خرجوا مكرهين إكراها ملجئا فإن الواجب عليهم هو الانضمام إلى المسلمين، لأن الإكراه مهما يكن مصدره لا يبيح للمسلم حمل السلاح على أخيه بحجة الإكراه وحيث إن خروج هؤلاء لم يكن مشروعا للأسباب المتقدمة لم يعذرهم الله تعالى ولذلك قال في حقهم : " فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً " ) إهـــ الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية
    وأنصح بمراجعة هذا الرابط ففيه تفصيل مهم :
    http://www.al-eman.com

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •