شكر وتقدير لفقيدنا وشيخنا الجليل محمد سيد حاج
كيف أبدأ وكيف لي أن أبدأ والقلب ملئ بالحزن والأسى لفقد شيخنا الجليل المقدر لدى أمته شباباً وشيوخاً ، بل أطفالاً ، من منا أهل السودان إن لم يكن خارجها لايعرف علم السودان وعالمها ، لقد ترك لنا تراثاُ وعلماً وفيراً،لقد كان عالي الهمة ، محباً للعلم وأهله ، يجول بين مصادر العلم الدقيقة والتي يصعب علينا فهمها لما فيها من العبارات غير اليسيرة ، فسهلها وبسطها وأخرج من مكنوناتها علماً غزيراً ، ولايخفى على من سمع له شروحاً لكتب ليست باليسيرة، كيف كان يجول بين عبارتها العظيمة ، ويعيش في مكنوناتها فريداً ، ثم يقدمهالطلابه في أبسط عبارة ،تعلمنا منه كيف الوصول مهما كان المنال غير يسيرا ، لم يكن له من الشهادات العليا نصيب ، ولكنه كان بروفيسر عظيما ، حقاً ....لاتوفيه العبارة ،,لكن نسأل الله أن يكون من عباده الأبرارا ...فهو وإن لم يكمل دراسة الماجستير ،ولكنه كان في تشجيعه لطلب العلم لطلابه دليلا ، فمنهم من أخذ الدكتوراه والماجستير ، بتشجيعه وتسهيله وكنت واحدة منهم ...حقاً لقد واصلت في الدراسة بعد فضل الله ثم فضله وذلك بعد أن كدت أن أترك رسالتي في بحث الماجستير لضغوط ليست باليسيرة ، فأرسلت إليه رسالة صغيرة، فكان رده صفحات ليس بلقليله ، فأوضح وأبان وقال أن الوصول للمنال لا يأتي إلا بالصبر والإلتزام ، فبين لي كيف أسير في بنوداً صغيرة لكنها كانت نصائح جليلة فقد أضاءت لي الطريق ، فأتمت الرسالة ،وكان له في شكري وتقديري فيها نصيبا وهو لايدري حتى موته بما كتبت له في تلك الرسالة من كلمات الشكر والتقدير القليلة، وإن كان لايعلمها ،ولكني أرجوا من الله أن يبلغها له ويجعل له في جنات الخلود نصيبا، وقد كنت أعزم أن أقدم له نسخة هدية اعترافاً مني له بدوره العظيم الذي كان سببا في إتمام الرسالة ، ولكن حالت الآقدار عن ما أروم أو أريد ، ولكن لانملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون .
قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنّ كُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَال َّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ [البقرة 155 ،156 ].
رد مع اقتباس
