لقاء مع رئيس تحرير موقع (الألوكة)

حوار وإعداد: منبر الداعيات

بموقع (جمعية الاتِّحاد الإسلامي)

4/1/2010


كَثُرت المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، التي تهدف لِأنْ تكون بَدِيلةً عن المواقع المنحَرِفة البعيدة عن الهُدَى، ومنها: (موقع الأَلُوكَة) الذي استَطَاع أن يَكسِر قوالب التكرار والجمود؛ فهو موقع إعلاميٌّ وثقافيٌّ، وعلميٌّ وأدبيٌّ... يُشارِك فيه نُخبةٌ من أهل العلم والفكر، ولقد قامَتْ مجلة "منبر الداعيات" باستضافة رئيس تحرير (موقع الأَلُوكَة) الأستاذ محمد سالم بن علي جابر على صفحات مجلَّتها؛ حيث أجرَتْ معه حوارًا تَناوَل التعريف بالموقع وأهدافه ورسالته... وغيرها من الأسئلة، فإلى الحوار:

1- "منبر الداعيات": ما مناسبة تسمِيَة الموقع بـ(الأَلُوكَة)؟ ومتى أُنشِئ؟ وما رسالته وأبرز أهدافه؟
نرجو أن يكون (موقع الأَلُوكَة) مَنارَةَ رشدٍ للحائِرين الباحِثين عن طريق الحق والهداية، وسِراجًا مُنِيرًا للسائِرين في دُروب الدعوة والعمل الإسلامي، ومن هنا اخترنا له اسم (الأَلُوكَة) عسى أن يُوافِق المسمَّى.

و(الأَلُوكَة) في اللغة العربية: الرسالة، يُقال: أَلَكَ بين القَوم يَألِكُ: إذا كان رسولاً بينهم، ومنه سُمِّي واحدُ الملائكة مَلَكًا لأنه مُرسَل، والأصل فيه (مَألَك)، وللاستزادة يمكن الرجوع إلى مادة (أ ل ك) في المعجمات.

وقد بدأ (موقع الأَلُوكَة الإلكتروني) سَيرَه الحَثِيث منذ عام 1427هـ؛ سعيًا لنشر الثقافة الإسلامية، وسَدًّا لثغرٍ من ثُغُور الدعوة إلى الله، أمَّا أهداف الموقع فهي:
أ- نشر الموادِّ العلميَّة المنوَّعة التي تخدم الثقافة الإسلامية بشكلٍ ميسَّر في شبكة الإنترنت العالمية، والسعي لتغطية جميع المجالات المُتاحَة لذلك؛ كنشر الكتب الإلكترونية والمقالات والدراسات المفصَّلة وخُطَب الجمعة... وغيرها.
ب- استخدام أَوْعِيَة المعلومات المتنوِّعة: المرئية والمسموعة والمقروءة؛ لنشر القِيَم.
ج- مساعدة الباحِثين عن الحقيقة والمتعطِّشين للهُدَى، وتزويدهم بما يعرِّفهم بالحق ويُوصِلهم إليه، بمختلف الطرق المشروعة.
د- القيام بجزءٍ من حقِّ الفكر الإسلامي الصحيح الواجب علينا نشرُه.
هـ- التعريف بالمفكِّرين والمصلِحين والأُدَباء وأصحاب الخبرة، ونشر نتاجهم إلكترونيًّا.
و- الاهتِمَام بالكُتَّاب والأُدَباء الشباب، واكتشاف مواهبهم الفكرية والأدبية.
ز- الاهتمام بالتراث الإسلامي والعربي والتعريف به لدى رُوَّاد المجتمع الرقمي.
ح- مُعايَشة القضايا والأحداث المُعاصِرة، وتبيان النظرة الصحيحة للإسلام عنها.
ط- فتح النوافذ الحِواريَّة للجميع؛ بغَرَض تفعيل الحوار العلمي الهادف، والتثقيف التفاعلي البَنَّاء.
ي- السعي للتكامُل مع الجهود المبذولة في مجال الوعي الثقافي الإعلامي محليًّا ودوليًّا.

2- "منبر الداعيات": مِن اللافِت للنظر النموُّ الهائل والمُتَسارِع لعدد المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت منذ عشر سنوات، إلامَ تعزو هذه الظاهرة؟ وما مَدَى الاستفادة منها؟
في ظلِّ التطوُّر التكنولوجي المُتَسارِع الذي تَعِيشه مجتمعاتنا اليوم، أصبحت المواقع الإلكترونية من أهمِّ الوسائل التي يُعتَمَدُ عليها لنشر المعرفة في المجتمع الرقمي؛ حيث أصبحَتْ لغة الحاسوب مفهومَةً لدى فئات المجتمع المختلفة، وقد رأى المهتمُّون بالعمل والثقافة الإسلامية أنَّ نشر الثقافة الهادِفَة عن طريق شبكة الإنترنت العالميَّة أمرٌ لا بُدَّ منه، وذلك بعَرْضِ المعرفة النقيَّة والكلمة الطيِّبة بمختَلَف الوسائل الإلكترونية، ولا شكَّ في أنها ظاهرة صحيَّة، ولكنها بحاجة إلى مزيدٍ من الاحتراف.

3- "منبر الداعيات": أين (موقع الأَلُوكَة) على خارطة المواقع الإسلامية؟ وما سرُّ انتشاره السريع - رغم حَداثَة نشأته - بين أوساط القُرَّاء، وسر استمالته لأقلام الكُتَّاب على اختلاف مَشارِبهم؟
اكتَسَب (موقع الأَلُوكَة) - بفضلِ الله - شهرة واسعة بين طلاَّب المعرفة والنُّخبَويِّين والمهتمِّين بالثقافة المؤصَّلة، وذلك في مُدَّة نعتبرها قصيرة، ونعتقد أن سرَّ هذا الانتشار والقبول يَعُود إلى إخلاص العامِلين في الموقع - نحسبهم كذلك - ففي الإخلاص يَكمُن سرُّ التأثير، هذا بالإضافة إلى مَواطِن كثيرة من التميُّز، نذكر من أهمها:
أ- المبدأ الثابت والرسالة السامِيَة.
ب- التأصيل وربط ما ننشره بالقِيَم والمُثُل العُليَا.
ج- المضمون النَّوْعِي والمتنوِّع، الذي يُلَبِّي رغبات عُمُوم المتصفِّحين.
د- الذكاء التقني، والمتابَعة الجادَّة، والتواصُل مع الزوَّار والمهتمِّين.
هـ- المنهجية العلمية الرَّصِينة المتَّزِنة.
و- اللغة العربية السليمة والمراجعون والمدقِّقون العلميُّون.
ز- كُتَّاب ومستشارو الشبكة.
ح- رِعاية المواهِب الناشِئَة وتحفِيزها، وتحوِيلها من الفردية إلى المجتمعية.
ط- طُرُق الإدارة الناجحة، وطاقَم المشرِفين والإدارِيين والمحرِّرين المتميِّزِين.
ي- إخراج الموقع الجميل، وتنظيمه الاحترافي، وسرعة تصفُّحه على الرغم من الكمِّ الهائل من المعلومات المعرُوضة فيه.

4- "منبر الداعيات": إنَّ أكثر المواقع الإسلامية تنشأ بجهود فردية أو جماعية بسيطة، ولا تملك مصادر التمويل اللازمة، وهذا قد يؤدِّي إلى تعثُّر بعضها، فكيف لهؤلاء أن يمضوا في مشاريعهم، لا سيَّما الدعوية منها التي لا تهدف إلى الربح؟
نَقتَرِح على مَن لا يتوافَر لديهم الدعم الكافي أن يسعوا إلى دمج أكثر من موقع في موقع واحد، فذلك سيُكسِبها القوَّة والبقاء والانطلاق من قاعدة راسخة، وهو خيرٌ من أن تظهر المجموعة ضعيفة، كما يمكن أن تعمل هذه المواقع على خُطَطٍ لإشهارها عن طريق المجموعات البريدية والتبادُل الإعلاني والحملات وغير ذلك؛ لذا عَمَلُنا في (الأَلُوكَة) عملٌ مُؤسَّساتي، ولدينا الكادِرُ البشري المتكامِل من الإداريين والموظفين، والفنيين والمتعاوِنين، فموقعٌ كهذا سيَحتاج بالتأكيد إلى توافُر الدعم المادي بشكلٍ مستمرٍّ، وذلك مُلازِم للتطوير الدائم وتوفير الموادِّ، والمتابَعات التقنيَّة، بالإضافة إلى المصروفات التشغيلية.

5- "منبر الداعيات": برأيكم، هل أضعفت المواقع الإسلامية - بتوفيرها للمادَّة المقروءة إلكترونيًّا، من كتب وبحوث ومقالات وغيرها - دَوْرَ المكتبة الإسلامية؟
على العكس من ذلك، نجد أن المواقع الإسلامية قد خدمت المكتبة وطوَّرتها كثيرًا ولم تُضعِفها، وقد جاءت المكتبات الإلكترونية لتسهيل البحث وتقريبه وتحبيبه إلى النفوس، وكما هو معلوم فإنَّ سوق النشر الورقي يُعانِي من انحسار وكساد عامٍّ في جميع أنحاء العالم، وليس في العالم الإسلامي فحسب؛ وذلك يَعُود إلى أسباب كثيرة، منها ما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي.

6- "منبر الداعيات": هل تَسْعَون مع غيركم من المواقع الإسلامية البارِزة على الشبكة إلى توحيد الجهود لتحقيق أُسُس مهمَّة مِن تبادل الخبرات، والوقوف عند إمكانية سدِّ الثغرات، وتخطِّي المعوِّقات، ومُواجَهة التحدِّيات المتوقَّعة، والعثرات التقنية وغيرها؟ وكيف؟
الضَّعف والفتور من عِدَّة نواحٍ، ونرجو أن يكون هناك اتِّحاد للمواقع الإسلامية والعلمية على شبكة الإنترنت، وهذا أمرٌ لا بُدَّ منه لخدمة الرسالة؛ حيث تتوحَّد الرُّؤَى مُنطَلِقةً لتحقيق الأهداف بطُرُق مختلفة، ونحن نُرَحِّب بالمواقع الصديقة، ونسعى إلى توحيد الجهود، وذلك واضِحٌ في الهدف المذكور سابقًا: "السعي للتكامُل مع الجهود المبذولة في مجال الوعي الثقافي الإعلامي محليًّا ودوليًّا".

7- "منبر الداعيات": ما دَوْرُ المُنتَديَات الشبابية المنضَبِطة بضوابط الإسلام برأيكم في صناعة جيلٍ واعٍ عارفٍ بدينه، جادٍّ في تَطلُّعاته وأهدافه، يسعى للنصر ويأخذ بأسبابه؟ وما رسالتكم لمثل تلك المواقع والمنتديات؟
لا شكَّ في أن للمنتديات أهميةً كبيرة في التواصُل التفاعلي الفكري اليومي، وهي من أهمِّ وسائل الدعوة والتثقيف، والمنتديات كالمواقع بحاجة إلى تكاتُف الجهود والرقابة الدائمة، ونحن مع تخصُّص المُنتَديات واحترافيَّتها وعدم الإكثار من الأقسام داخلها؛ لأن ذلك يُشَتِّت الجهود ويجعل المنتدى عاديًّا، وقد كانت لنا تجربة نعتبرها متميِّزة في "المجلس العلمي" الذي أثبت حضوره بين رُوَّاد المعرفة والباحِثين، ولا يزال كذلك، أمَّا دَوْرُ هذه المنتديات، فنذكر منه:
السعي إلى نبذ التفرِقة بين المسلمين، ونشر الدعوة الوسطيَّة، وبيان سَماحَة الإسلام، وتبيين الأخطاء والمُخالَفات، وحُسْن انتقاء المواد، وطَرْح المفيد النافع، وتَوَخِّي الأمانة العلمية، والسعي لتطوير المعرفة ومُتابَعَة المستجدَّات.

8- "منبر الداعيات": ما المشاريع والخُطَط المستقبلية التي يُعمَل عليها في (موقع الأَلُوكَة)؟ وهل للساحة اللبنانية نصيبٌ منها مِن حيث الظهورُ والانتشار؟
لعلَّ المشروع الأبرز الذي نعمل عليه هو تحويل الموقع إلى شبكة تحوي أحد عشر موقعًا.

وبالتأكيد فنحن نُرَحِّب بالإخوة اللبنانيين المُشارِكين في هذه المواقع، ويسرُّنا أن يتصفَّحوها ويجدوا فيها المفيد.


خِتامًا:
نشكر الأستاذ: محمد سالم بن علي جابر على هذا اللِّقاء الطيِّب، راجِين لموقع (الأَلُوكَة) دَوامَ التميُّز والازدِهار.


http://www.alukah.net/Culture/0/20934/