تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 115

الموضوع: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

  1. #21

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    السلام عليكم احبتي. اولا احمد الله تعالى على اني وجدت اخوة لنا (في الله) يحسنون فن التحاور,ومرادهم من هذا التحاور الوصول الى الحق الذي ينشده كل مخلص .
    هذا وفيما يخص حديث( ان الله خلق آدم على صورته )فكلام امام اهل السنة الامام احمد رحمه الله الذي نقله الاخوة الافاضل في غاية الدقة والاولى بالمسلم ان ينحو منحى اهل التفويض بان يفوض معاني هذه الاحاديث لله تعالى

  2. #22

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    جزاكم الله خيرا

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا انتم صفوة

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    بسم الله الحمن الرحيم
    هذه رسالة الشيخ ابيعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري عن خلق آدم والرد على التويجري
    والرسالة بخط يده
    احببت اتحف بها القراء
    http://almktabah.blogspot.com/2010/04/blog-post.html

  5. #25

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الذهبي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الحمن الرحيم
    هذه رسالة الشيخ ابيعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري عن خلق آدم والرد على التويجري
    والرسالة بخط يده
    احببت اتحف بها القراء
    http://almktabah.blogspot.com/2010/04/blog-post.html
    جزاك الله خيرا.
    http://www.archive.org/download/hkhiz/hkhiz.pdf

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    139

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    اكثر المشاركات ليس بينها تعارض

  7. #27

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الساري مشاهدة المشاركة
    أولا :
    الصورة عند العرب تطلق على الوجه , فالمقصود هنا الوجه , والقرائن قاطعة بهذا , ذكرته حتى لا يذهب ذهن أحد إلى كل الجسد .

    ثانيا :
    ممن أعادوا الضمير إلى آدم - عليه السلام - وحملوا بتعنيف وتقريع وتوبيخ شديد لمن أرجع الضمير في ( صورته ) إلى الله سبحانه , الشيخ الألباني رحمه الله تعالى !
    والغريب أنه قد صحح حديث :
    ( لا تقبحوا الوجوه فإن الله عز و جل خلق آدم على صورته )
    وهو الحديث الذي يردّ تأويله !
    فلو تأملنا الحديث لوجدنا أن ( الوجوه ) بالجمع ) بينما ( على صورته ) بالإفراد والتذكير , فلو كان القصد : لا تقبّحوا الوجوه لأنها على صورة آدم , لكان الواجب لغة أن يكون الضمير بالجمع أو التأنينث ليوافق ( الوجوه ) فيكون ( على صورتهن ) أو ( صورتها )
    لو أعدنا الضمير إلى آدم لكان المعنى : " لا تقبحوا الوجوه فإن الله خلق آدم على صورة آدم ) ! وهل هذه علة مستساغة عقلا ؟!
    لا . فهي مثل أن تقول لشخص : لا تذم وجه زيد فإن وجه جده يشبه وجه جده ذاته ! )

    هذا أمر .

    والأمر الآخر أنه ورد أيضا ما يلي :
    1- ( خلق الله آدم على صورته طوله ذراعا )
    2- ( لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ولا وجه من أشبه وجهك فإن الله خلق ادم على صورته )

    الذين أعادوا الضمير في الحديث الأول على ( آدم ) هل يستقيم معهم أن يعيدوه عليه أيضا في الحديث الثاني ؟! أي : هل يصلح المعنى أن يكون :
    ( لا تقبّح وجل شخص , لأن الله خلق آدم على صورة آدم ) ؟؟؟!!!
    هذا معنى فاسد كما ترون
    لذلك أعادوا الضمير هنا إلى الشخص المشتوم وجهه , وأعادوه في الحديث الأول إلى آدم ! رغم أن صيغة الحديثين واحدة , وهو ما يجعل عدم وحدة الضمير في الحديثين عندهم تناقض مبطل .

    فكيف نستسيغ الخلاف في عودة الضمير إلى ربنا سبحانه .
    والله تعالى أعلم .
    بارك الله فيك

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    جزاكم الله خيرا على الافادة

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    اربد_الأردن
    المشاركات
    144

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    1-كيف يقول بعض الإخوة أن الشيخ الألباني رحمه الله قلد ابن خزيمة رحمه الله فلو ثبتت العلل التي حكاها ابن خزيمة رحمه الله عند الشيخ هل يكون بذلك مقلدا ؟ لا أعتقد ذلك
    2- أريد من أحد الإخوة أن يلخص لي تفسير الحديث على ضوء الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة في سطور مع إهمال الخلاف لأن الحقيقة أن المشاركات أعلاه قد شتت ذهني أيما تشتت جزاكم الله خيرا ونفع بكم
    أسير خلف ركب القوم ذا عرج ### مؤملا جبر ما لاقيت من عوج ### فإن لحقت بهم بعد طول مشقة ### فكم لرب السما في الأرض من فرج

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    قال الشيخ العالم العلامة؛ والبحر الفهامة؛ بقية السلف، ودرة الخلف؛ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين مفتي الديار النجدية في وقته؛ رحمه الله تعالى:
    [بسم الله الرحمن الرحيم

    من عبد الله بن عبد الرحمن إلى الأخ المكرم زيد بن محمد؛ زاده الله علماً، ووهب لنا وله حكما.
    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والخط وصل أوصلك الله إلى ما تحب، وصرف عنا وعنكم كل شر برحمته؛ وغير ذلك:
    سؤالك عن الحديث الصحيح؛ أن الله خلق آدم على صورته. فقال إسحاق بن منصور: سئل الإمام أحمد بن حنبل عن الحديث: "لا تقبحوا الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته"؛ فقال: صحيح.
    وقال في رواية يعقوب بن بختان: خلق الله آدم على صورته = لا نفسره كما جاء الحديث.
    وأنكر الإمام أحمد على من قال: أن الهاء في قوله: "على صورته" عائد على آدم؛ فقال في رواية أبي طالب: من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه.
    وروى ابن منده عن عبد الله بن أحمد قال: قال رجل لأبي: إن فلاناً يقول في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلق آدم على صورته"؛ فقال: على صورة الرجل. قال أبي: كذب؛ هذا قول الجهمية، وأي فائدة في هذا.
    وقال في رواية أخرى: فأين الذي يروى أن الله خلق آدم على صورة الرحمن.
    وقيل له عن رجل: أنه يقول: خلقه على صورة الطين. فقال: هذا جهمي، وهذا كلام الجهمية.
    واللفظ الذي فيه "على صورة الرحمن" رواه الدار قطني والنجاد وابن بطة، وبعضهم وقفه على ابن عمر. هذا كلام القاضي أبي يعلى في كتاب إبطال التأويل؛ وقال:
    روى ابن منده عن إسحاق بن راهوية؛ قال: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورة الرحمن، وإنما علينا أن ننطق به.
    ثم ذكر القاضي أن ابن قتيبة ذكره في مختلف الأحاديث؛ فقال: الذي عندي والله أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين،وإنما وقع الأِلفُ لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع. هذا كلام ابن قتيبة والقاضي ملخصاً
    وقال بشر بن موسى: حدثنا الحميدي.. وذكر حديث "إن الله خلق آدم على صورته"؛ فقال: لا نقول غير هذا على التسليم والرضا بما جاء به القرآن والحديث].


    * ومن جواب آخر له رحمه الله تعالى؛ قال:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما يقول العلماء [وأئمة الدين] رضي الله عنهم أجمعين في حديث "خلق الله آدم بيده على صورته"، هل الكناية في قوله: "على صورته" راجعة إلى آدم؛ وأن الله خلقه على الصورة التي خلقه عليها، أم لها معنى وتأويل غير ذلك؟
    أجيبوا أدام الله النفع بعلومكم، وابسطوا الجواب أثابكم الله الجنة بمنه وكرمه.

    الجواب للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى؛ قال:
    هذا الحديث المسئول عنه ثابت في صحيح البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً"، وفي بعض ألفاظ الحديث: "إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته".
    قال النووي: (هذا [الحديث] من أحاديث الصفات، ومذهب السلف: أنه لا يتكلم في معناه؛ بل يقولون: يجب علينا أن نؤمن بها، ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى؛ واعتقادنا أن ليس كمثله شيء). انتهى
    وقال بعض أهل التأويل: الضمير في قـوله: "صورته" راجع إلى آدم.
    وقال بعضهم: الضمير راجع على صورة الرجل المضروب.
    ورُدَّ هذا التأويل؛ بأنه إذا كان الضمير عائداً على آدم؛ فأي فائدة في ذلك، إذ ليس يشك أحد أن الله خالق كل شيء على صورته؛ وأنه خلق الأنعام، والسباع، على صورها؛ فأي فائدة في الحمل على ذلك؟
    ورُدَّ تأويله بأن الضمير عائد على ابن آدم المضروب؛ بأنه لا فائدة فيه، إذ الخلق عالمون بأن آدم خلق على خلق ولده، وأن وجهه كوجوههم.
    ويرد هذا التأويل كله بالرواية المشهورة: "لا تقبحوا الوجه، فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن".
    وقد نص الإِمام أحمد على صحة الحديث، وإبطال هذه التأويلات؛ فقال في رواية إسحاق بن منصور؛ "لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته": صحيح.
    وقال في رواية أبي طالب: من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم؛ فهو جهمي، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟!
    وعن عبد الله بن الإِمام أحمد [قال]: قال رجل لأبي: إن فلاناً يقول في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله خلق آدم على صورته" فقال: على صورة الرجل؛ فقال أبي: كذب، هذا قول الجهمية، وأي فائدة في هذا؟
    وقال أحمد في رواية أخرى: فأين الذي يروى: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن"؟
    وقيل لأحمد عن رجل: إنه يقول: على صورة الطين. فقال: هذا جهمي، وهذا كلام الجهمية.

    واللفظ الذي فيه (على صورة الرحمن)، رواه الدار قطني، والطبراني، وغيرهما، بإسناد رجاله ثقات؛ قاله ابن حجر عن ابن عمر [رضي الله عنهما] عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    وأخرجها ابن أبى عاصم، عن أبي هريرة مرفوعاً، قال: "من قاتل فليجتنب الوجه، فإن صورة وجه الإِنسان على صورة وجه الرحمن".
    وصحح إسحاق بن راهوية اللفظ الذي فيه "على صورة الرحمن"؛ وأما أحمد فذكر أن بعض الرواة وقفه على ابن عمر، وكلاهما حجة.
    وروى ابن مند، عن [إسحاق] بن راهوية، قال: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن آدم خلق على صورة الرحمن" وإنما علينا أن ننطق به.
    قال القاضي أبو يعلى: (والوجه فيه؛ أنه ليس في حمله على ظاهره ما يزيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأننا نطلق تسمية الصورة عليه لا كالصور، كما أطلقنا تسمية ذات، ونفس، لا كالذوات والأنْفس؛ وقد نص أحمد في رواية يعقوب بن بختان، قال: "خلق آدم على صورته" لا نفسره، كما جاء الحديث).
    وقال الحميدي؛ لما حدث بحديث: "إن الله خلق آدم على صورته" قال: (لا نقول غير هذا، على التسليم والرضا، بما جاء به القرآن والحديث، ولا نستوحش أن نقول كما قال القرآن والحديث).
    وقال ابن قتيبة: (الذي عندي والله أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه؛ لأنها لم تأت في القرآن؛ ونحن نؤمن بالجميع)، هذا كلام ابن قتيبة.
    وقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: "فيأتيهم الله في صورة غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا [ربنا] عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون". وفي لفظ آخر: "صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيعرفونه" الحديث.
    فالذي ينبغي في هذا ونحوه: إمرار الحديث كما جاء، على الرضا والتسليم، مع اعتقاد أنه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
    والله [سبحانه وتعالى] أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.
    [انتهى من خط المجيب بيده رحمه الله تعالى بقلمي؛ وأنا الفقير إلى الله راجي عفو ربه ورضاه؛ إبراهيم بن صالح بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن حمد بن عبد الله بن عيسى، الزيدي نسباً، الشقراوي أصلاً، الأشيقري مولداً ومنشأ، الحنبلي مذهباً، وقع الفراغ من تحريره في رجب أحد شهور سنة عشر وثلاثمئة وألف].

    وهذا الجواب فقط لمنتدى الألوكة ورواده الكرام.. فهو حصري جداً جداً.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  11. #31

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوس عبيدات مشاهدة المشاركة
    1-كيف يقول بعض الإخوة أن الشيخ الألباني رحمه الله قلد ابن خزيمة رحمه الله فلو ثبتت العلل التي حكاها ابن خزيمة رحمه الله عند الشيخ هل يكون بذلك مقلدا ؟ لا أعتقد ذلك
    2- أريد من أحد الإخوة أن يلخص لي تفسير الحديث على ضوء الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة في سطور مع إهمال الخلاف لأن الحقيقة أن المشاركات أعلاه قد شتت ذهني أيما تشتت جزاكم الله خيرا ونفع بكم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
    الحديث لا يحتاج كل هذا الخلاف، مثله مثل أحاديث الصفات يحمل على ظاهره ما لم تكن قرينة تصرفه، ومن أفضل من تكلم فى شرح هذا الحديث إن لم يكن الأفضل فضيلة الشيخ الغنيمان رحمه الله فى شرح كتاب التوحيد من صحيح البخارى، قال:
    فصل: معنى الصورة في اللغة
    (( وهو شكل الشيء, وحقيقته, وهيئته )), وفي متن اللغة: (( الصورة: الشكل, والهيئة, والحقيقة ))(2).
    قال في (( القاموس )): (( الصورة, بالضم: الشكل, جمعها صور )).
    وقال في (( شرحه )): (( الصورة بالضم: الشكل, والهيئة, والحقيقة, والصفة ))(3).
    وقال الراغب: (( الصورة: ما ينتقش به الأعيان, ويتميز بها عن غيرها, وذلك ضربان:
    أحدهما: محسوس, يدركه الخاصة والعامة, بل يدركه الإنسان, وكثير من الحيوان, كصورة الإنسان, والفرس والحمار, بالمعاينة والرؤية.
    والثاني: معقول, يدركه الخاصة دون العامة, كالصورة التي اختص الإنسان بها, من العقل والرؤية, والمعاني التي خص بها. وإلى الصورتين أشار بقوله - تعالى -: { فَأَحَسَنَ صُوَرَكُم } , { يُصَوِرُكُم فِي الأَرحَامِ } , فالصورة المراد بها: ما خص الإنسان بها من الهيئة المدركة بالبصر, والبصيرة, وبها فضله على كثير من خلقه )) ((4))
    __________
    (2) متن اللغة )) (4/514).
    (3) تاج العروس )) (3/342).
    (4) المفردات )) (ص289).
    ****

    وقال ابن الأثير: (( الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها ,وعلى معنى حقيقة الشيء, وهيئته, وعلى معنى صفته )) (1).
    وقال ابن فارس: (( الصورة جمعها صور, وهي هيئة خلقته )) (2).

    وبهذا يتبين أن الصورة في اللغة: هيئة الشيء القائم بنفسه, وشكله, وكل موجود غير مفتقر لغيره يكون قائماً بنفسه, تصح رؤيته ومشاهدته, يكون له صورة وحقيقة, والله - عز وجل - أعظم موجود وأكبره, وهو مستغن بنفسه عن غيره, وهو القائم بنفسه, والقائم على كل شيء بما يصلحه, فهو - تعالى - حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم, ورؤيته تعالى جائزة في العقل في الدنيا؛ لأن كليم الله موسى سألها, ولا يسأل نبي الله إلا ما هو جائز, وواقعة في الآخرة للمؤمنين والمنافقين أيضاً في الموقف, كما نطقت بذلك الأحاديث.
    وأما في الجنة فلا يراه إلا المؤمنون, والمنافقون لا يدخلون الجنة.
    قال شيخ الإسلام: (( الصورة: هي الصورة الموجودة في الخارج, ولفظ (( صَ وَ رَ )) يدل على ذلك, وما من موجود من الموجودات إلا له صورة في الخارج, وما يكون من الوقائع يشتمل على أمور كثيرة لها صورة موجودة في الخارج, ثم تلك الصورة الموجودة ترتسم في النفس صورة ذهنية, فمثلاً صورة الواقعة, أو صورة المسألة, إما أن يراد بها الصورة الخارجية, أو الصورة الذهنية )) (3).
    وقد يقصد بالصورة: الوجه, كما في (( المسند )) من حديث ابن عمر مرفوعاً: (( ونهى أن تضرب الصور - يعني الوجه-)) (4).
    __________
    (1) النهاية )) ( 3/59).
    (2) مقاييس اللغة )) ( 3/320).
    (3) نقض التأسيس )) ( 3/245).
    (4) المسند )) ( 2/118).
    ****

    وفيه أيضاً عن ابن عمر أنه كان يكره العلم في الصورة, أو قال :(( نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ضرب الصور - يعني الوجه - ) (1).
    وقال شيخ الإسلام أيضاً: (( لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات, التي قد يسمى المخلوق بها, على وجه التقييد, وإذا أطلقت على الله اختصت به, مثل العليم, والقدير, والرحيم, والسميع, والبصير, ومثل خلقه بيديه, واستوائه على العرش, ونحو ذلك )) (2).
    وقال أيضاً: (( وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به, فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها, ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها )) (3).

    وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى, فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي, وجب إثباتها والإيمان بها.


    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
    قال أبو سليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكتة القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين، الكتاب والسنة.

  12. #32

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
    الفصل الثالث
    في المعنى المراد من حديث الصورة
    إن من يتتبع روايات هذه الأحاديث يتبين له بوضوح المعنى المراد بها, وقد تقدم ما فيه الكفاية من ذكر الروايات, لمن كان قصده الحق.
    قال ابن قتيبة: (( الصورة ليست بأعجب من اليدين, والأصابع, والعين, وإنما وقع الإلف لتلك؛ لمجيئها في القرآن, ووقعت الوحشة من هذه؛ لأنها لم تأت في القرآن, ونحن نؤمن بالجميع, ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد )) (4).
    قال شيخ الإسلام: (( وقد ذكر الخلال في (( السُّنَّة )) ما ذكره إسحاق بن منصور الكوسج عن أحمد, وإسحاق, أنه قال لأحمد: لا تقبحوا الوجه, فإن الله خلق آدم على صورته, أليس تقول بهذه الأحاديث؟ قال أحمد: صحيح, وقال إسحاق: صحيح.
    __________
    (1) المسند )) ( 8/189) رقم (( 5991 )) تحقيق أحمد شاكر، والعلم هو : الوسم.
    (2) نقض التأسيس )) ( 3/396).
    (3) نقض التأسيس )) ( 3/275).
    (4) تأويل مختلف الحديث )) ( ص221).

    ***

    وذكر عن يعقوب بن بختان, أن أبا عبد الله, أحمد بن حنبل, سئل عن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( خلق الله آدم على صورته؟ )) قال: الأعمش يقول: عن حبيب بن أبي ثابت, عن عطاء, عن ابن عمر (1).
    وقد رواه أبو الزناد, عن الأعرج, عن أبي هريرة, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (( على صورته )), فنقول كما جاء بالحديث.
    قال: وسمعت أبا عبد الله, يقول: لقد سمعت الحميدي بحضرة سفيان بن عيينة, وذكر هذا الحديث: (( خلق الله آدم على صورته )), فقال: من لا يقول بهذا الحديث, فهو كذا وكذا - يعني من الشتم - وسفيان ساكت, لا يرد عليه شيئاً.
    قال المروزي: أظن أني ذكرت لأبي عبد الله, عن بعض المحدثين بالبصرة أنه قال: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( خلق الله آدم على صورته )), قال: صورة الطين, قال: هذا جهمي, وقال: نسلم للخبر كما جاء.
    وروى الخلال, عن أبي طالب, من وجهين, قال: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي. وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟
    قال الخلال: أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني, قال: سمعت إسحاق - ابن راهويه - يقول: قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نطق به.
    قال إسحاق: حدثنا جرير, عن الأعمش, عن حبيب بن أبي ثابت, عن عطاء, عن ابن عمر, عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن )).
    فقد صحح إسحاق حديث ابن عمر مسنداً, خلاف ما قاله ابن خزيمة.
    __________
    (1) يعني حديثه : (( فإن آدم خلق على صورة الرحمن ))، فأحمد يشير بذلك إلى أن الواجب القول بظاهر الحديث ؛ لأنه ظاهر مراد المتكلم به، وقوله : صحيح، يعني أن الحديث صحيح، فيجب اعتقاد ما دل عليه، والقول بموجبه، وفي ذلك رد لقول ابن خزيمة ومن قلده، وسيأتي ذلك.

    ***

    وقال الطبراني: في كتاب السُّنَّة: حدثنا عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قال: قال رجل لأبي: إن رجلاً قال: خلق الله آدم على صورته, أي صورة الرجل, فقال: كذب, هو قول الجهمية )) (1).


    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
    قال أبو سليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكتة القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين، الكتاب والسنة.

  13. #33

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
    الفصل الرابع
    في بيان بطلان قول أهل التأويل الفاسد
    وقد تولى شيخ الإسلام - رحمه الله - رد هذه التأويلات, ردا مقنعاً، عن علم، وبإنصاف، ولخطورة هذه المسألة، ومكانة شيخ الإسلام، فإني أكتفي بنقل كلامه هنا، وهو كاف واف.
    قال - رحمه الله - بعدما نقل الكلام المتقدم عن الرازي:
    (( فيقال : هذا الحديث مخرج في (( الصحيحين )) من وجوه:
    ففي (( الصحيحين )) عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، ثم قال له: اذهب فسلم على أولئك الملائكة فاستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك, وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم )) (1).
    قال في رواية جعفر بن محمد بن رافع على صورته.
    وروى البخاري من حديث أبي سعيد المقبري، ويحيى بن همام عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه )) (2).
    __________
    (1) انظر : (( البخاري مع الفتح )) (6/362) و (11/2) و ((مسلم )) (4/2183)رقم (2841).
    (2) انظر : (( الفتح )) (5/182)، ورواه مسلم من حديث المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وفيه : (( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته )) (4/2017).


    ***

    وذكر بعض ما تقدم من روايات الحديث، ثم قال:
    لم يكن بين السلف، من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله - تعالى - فإنه مستفيض من طرق متعددة، عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك، وهو أيضاً مذكور فيما عند أهل الكتابين، من الكتب، كالتوراة، وغيرها، وما كان من العلم الموروث عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب، كما قال تعالى: { قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } (1).
    ولكن كان العلماء في القرن الثالث، من يكره روايته، ويروي بعضه، كما يكره رواية بعض الأحاديث، لمن يخاف أن يلم نفسه ويفسد عقله، أو دينه، كما قال عبد الله بن مسعود: (( ما من رجل يحدث قوماً حديثاً، لا تبلغه عقولهم، إلا كان فتنة لبعضهم )) (2). وفي البخاري، عن علي بن أبي طالب، أنه قال: (( حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله )) (3).
    وإن كانوا مع ذلك، لا يرون كتمان ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - مطلقاً، بل لا بد أن يبلغوه، حيث يصلح ذلك، ولذلك اتفقت الأمة على تبليغه، وتصديقه، وإنما دخلت الشبهة في الحديث؛ لتفريق ألفاظه، فإن من ألفاظه المشهورة: (( إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته، ولا يقل أحدكم: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته )) (4).
    __________
    (1) آخر آية من سورة الرعد.
    (2) رواه مسلم في (( مقدمة الصحيح )) (1/11).
    (3) رواه في كتاب العلم، باب : من خص بالعلم قوماً دون قوم ؛ كراهية أن لا يفهموا، انظر : (( الفتح )) (1/225).
    (4) رواه عبد الرزاق في (( المصنف )) (9/445)، والدراقطني في (( الصفات )) ( ص 35، 36)، وابن أبي عاصم في (( السنة )) (1/228، 229)، وابن خزيمة في (( التوحيد )) (1/81 -86 ).


    ***

    وهذا فيه حكم عملي، يحتاج إليه الفقهاء، وفيه الجملة الثانية الخبرية المتعلقة بالإخبار، عن خلق آدم، فكثير من الفقهاء روى الجملة الأولى فقط، وهي قوله: (( فإذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه )) ولم يذكر الثانية.
    وعامة أهل الأصول والكلام، إنما يروون الجملة الثانية وهي قوله: (( خلق الله آدم على صورته ))، ولا يذكرون الجملة الطلبية, فصار الحديث متواتراً بين الطائفتين، وصاروا متفقين على تصديقه، لكن مع تفريق بعضه عن بعض، وإن كان هو محفوظاً عند آخرين من علماء الحديث وغيرهم.
    وقد ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتداءً في إخباره بخلق آدم، في ضمن حديث طويل، إذا ذكر على وجهه زال كثير من الأمور المحتملة.
    ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة، جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله - تعالى -، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة، في عامة أمورهم، كأبي ثور، وابن خزيمة، وأبي الشيخ الأصبهاني وغيرهم، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة.
    قال الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي في كتاب (( الفصول في الأصول )): (( فأما تأويل من لم يتابعه عليه الأئمة، فغير مقبول، وإن صدر ذلك التأويل عن إمام معروف، غير مجهول، نحو ما ينسب إلى أبي بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة، في تأويل الحديث: (( خلق الله آدم على صورته ))، فإنه: يفسر ذلك بذلك التأويل، ولم يتابعه عليه من قبله من أئمة الحديث، كما روينا عن أحمد - رحمه الله -، ولم يتابعه أيضاً من بعده، حتى رأيت في كتاب الفقهاء للعبادي الفقيه: أنه ذكر الفقهاء، وذكر عن كل واحد منهم مسألة انفرد بها، فذكر الإمام ابن خزيمة، وأنه انفرد بتأويل هذا الحديث: (( خلق الله آدم على صورته ))، على أني سمعت عدة من المشايخ رووا أن ذلك التأويل مزور مربوط على ابن خزيمة، وإفك مفترى عليه، فهذا وأمثال ذلك من التأويل لا نقبله ولا يلتفت إليه )).
    قلت(شيخ الإسلام): ذكر الحافظ أبو موسى المديني، فيما جمعه من مناقب إسماعيل بن محمد التيمي، قال: سمعته يقول: أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه ذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب.
    قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة، فإذا ترك ذلك الإمام لأجل زلته, ترك كثير من الأئمة.



    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
    قال أبو سليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكتة القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين، الكتاب والسنة.

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    اربد_الأردن
    المشاركات
    144

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    بارك الله أخي أبو سفيان ونفع بك
    أسير خلف ركب القوم ذا عرج ### مؤملا جبر ما لاقيت من عوج ### فإن لحقت بهم بعد طول مشقة ### فكم لرب السما في الأرض من فرج

  15. #35

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
    إذا عرف ذلك فيقال: أما عود الضمير إلى غير الله - تعالى -، فباطل من وجوه:


    إذا عرف ذلك فيقال: أما عود الضمير إلى غير الله - تعالى -، فباطل من وجوه:

    أحدها: ما في الصحيحين ابتداءً " أن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ".
    وفي حديث أخر: " أن الله خلق آدم على صورته " ولم يقدم ذكر أحد يعود الضمير إليه.
    وما ذكر بعضهم: من أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يضرب رجلاً، ويقول: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فقال: " خلق الله آدم على صورته " أي صورة هذا المضروب.
    فهذا شيء لا أصل له، ولا يعرف في شيء من كتب الحديث.

    الثاني: أن الحديث الآخر لفظه: " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته " وليس في هذا ذكر أحد يعود الضمير إليه.

    الثالث: أن اللفظ الذي ذكره ابن خزيمة, وتأوله، وهو قوله: " لا يقولن أحدكم: قبح الله وجهك، ووجهاً أشبه وجهك, فإن الله خلق آدم على صورته " , ليس فيه ذكر أحد يصلح عود الضمير إليه، وقوله في التأويل: ( أراد - صلى الله عليه وسلم - أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب, والذي قبح وجهه، فزجر - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: ووجه من أشبه وجهك.)
    فيقال له: لم يتقدم ذكر مضروب، فيما رويته عن النبي - صلى الله عليه وسلم -, ولا في لفظه ذكر ذلك، بل قال: " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته "، ولم يقل: إذا قاتل أحدكم أحداً، أو إذا ضرب أحداً، والحديث الآخر ذكرته (1) من رواية الليث بن سعد، ولفظه: " ولا يقل أحدكم: قبح الله وجهك، ووجهاً أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته " (2).
    وليس في هذا ذكر مضروب، حتى يصلح عود الضمير إليه.
    فإن قيل: قد يعود الضمير إلى ما دل عليه الكلام، وإن لم يكن مذكوراً، كما في قوله تعالى: { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ } (3) أي: البخل؛ لأن لفظ البخل يدل على المصدر الذي هو البخل.
    قيل: إنما يكون ذلك فيما لا لبس فيه، حيث لم يتقدم ما يصلح لعود الضمير إلا ما دل عليه الخطاب، فيكون العلم بأنه لا بد للظاهر من مضمر يدل على ذلك، أما إذا تقدم اسم صريح قريب إلى الضمير، فلا يصلح أن يترك عوده إليه، ويعود إلى شيء متقدم، لا ذكر له في الخطاب، وهذا مما يعلم بالضرورة فساده في اللغات.

    الرابع: أنه في مثل هذا لا يصلح إفراد الضمير، فإن الله خلق آدم على صورة بنيه كلهم، فتخصيص واحد لم يتقدم له ذكر، بأن الله خلق آدم على صورته، في غاية البعد.
    لا سيما وقوله: " إذا قاتل أحدكم "، و " إذا ضرب أحدكم " عام في كل مضروب.
    والله خلق آدم على صورهم جميعهم، فلا معنى لإفراد الضمير.
    وكذلك قوله: " لا يقولن أحدكم: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك " عام في كل مخاطب، والله قد خلقهم كلهم على صورة آدم.
    __________
    (1) الخطاب لابن خزيمة، فإنه رواه من هذا الطريق.
    (2) انظر : كتاب (( التوحيد )) لابن خزيمة (81 - 86 ).
    (3) الآية 180 من سورة آل عمران.
    ***
    الخامس: أن ذرية آدم خلقوا على صورة آدم، لم يخلق آدم على صورهم.
    فإن مثل هذا الخطاب إنما يقال فيه: خلق الثاني المتأخر في الوجود على صورة الأول المتقدم في الوجود، لا يقال: إنه خلق الأول على صورة الثاني المتأخر في الوجود، كما يقال: خلق الخلق على غير مثال, أو نسج هذا على منوال هذا، ونحو ذلك، فإنه في جميع هذا إنما يكون المصنوع المقيس متأخراً في الذكر، عن المقيس عليه.
    وإذا قيل خلق الوالد على صورة ابنه، أو على خلق ابنه، كان كلاماً فاسداً، بخلاف ما إذا ذكر التشبيه بغير لفظ الخلق، وما يقوم مقامه، مثل أن يقال: الوالد يشبه ولده، فإن هذا سائغ؛ لأن قوله: " خلق " إخبار عن تكوينه، وإبداعه، على مثال غيره، ومن الممتنع أن الأول يكون على مثال ما لم يكن بعد، وإنما يكون على مثال ما قد كان.

    السادس: أنه إذا كان المقصود أن هذا المضروب والمشتوم يشبه آدم، فمن المعلوم أن هذا من الأمور الظاهرة، المعلومة للخاص والعام، فلو أريد التعليل بذلك لقيل: (( فإن هذا يدخل فيه الأنبياء، إذ هذا يدخل فيه آدم، أو نحو ذلك من العبارات، التي تبين قبح كلامه، وهو اشتمال لفظه على ما يعلم هو وجوده )).
    أما مجرد إخباره بما يعلم وجوده كل أحد، فلا يستعمل في مثل هذا الخطاب.

    السابع: أن يقال إذا أريد مجرد المشابهة لآدم وذريته، لم يحتج إلى لفظ " خلق " على كذا، فإن هذه العبارة إنما تستعمل فيما فعل على مثال غيره، بل يقال: (( فإن وجهه يشبه وجه آدم ))، أو (( فإن صورته تشبه صورة آدم )).

    الثامن: أن يقال: مثل هذه تصلح لقوله: " لا يقولن أحدكم: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك " فكيف يصلح لقوله: " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه ".
    ومعلوم أن كون صورته تشبه صورة آدم، لا توجب سقوط العقوبة عنه، فإن الإنسان لو كان يشبه نبياً من الأنبياء، أعظم من مشابهة الذرية لأبيهم في مطلق الصورة والوجه، ثم وجبت على ذلك الشبيه بالنبي عقوبة, لم تسقط عقوبته بهذا الشبه باتفاق المسلمين، فكيف يحوز تعليل تحريم العقوبة بمجرد المشابهة المطلقة لآدم؟!!!!

    التاسع: أن في ذرية آدم من هو أفضل منه، وتناول اللفظ لجميعهم واحد، فلو كان المقصود بالخطاب ليس ما يختص به آدم، من ابتداء خلقه على صورته، بل المقصود مجرد مشابهة المضروب المشتوم له، لكان ذكر سائر الأنبياء أولى، كإبراهيم، وموسى، وعيسى، وإن كان آدم أباهم، فليس هذا المقام مقاماً له به اختصاص، على زعم هؤلاء.

    العاشر: - وهو قاطع أيضاً - أن يقال: كون الوجه يشبه وجه آدم، هو مثل كون سائر الأعضاء تشبه أعضاء آدم، فإن رأس الإنسان يشبه رأس آدم، ويده تشبه يده، ورجله تشبه رجله، وبطنه، وظهره، وفخذه، وساقه، يشبه بطنه وظهره وفخذه وساقه، فليس للوجه بمشابهة آدم اختصاص.
    بل جميع أعضاء البدن بمنزلته في ذلك، فلو صح أن يكون هذا علة لمنع الضرب، لوجب أن لا يجوز ضرب شيء من أعضاء بني آدم؛ لأن ذلك جميعه على صورة أبيهم آدم.
    وفي إجماع المسلمين على وجوب ضرب هذه الأعضاء، في الجهاد للكفار والمنافقين، وإقامة الحدود - مع كونها مشابهة لأعضاء آدم، وسائر النبيين - دليل على أنه لا يجوز المنع من ضرب الوجه، ولا غيره؛ لأجل هذه المشابهة.

    الحادي عشر: أنه لو كان علة النهي عن شتم الوجه وتقبيحه: أنه يشبه وجه آدم, لنهي أيضاً عن الشتم والتقبيح لسائر الأعضاء [ فيقال ]: لا يقولن أحدكم: قطع الله يدك، ويد من أشبه يدك.

    الثاني عشر: أن ما ذكروه من أنه إبطال لقول من يقول: إن آدم كان على صورة أخرى، مثل ما يقال: عظيم الجثة، طويل القامة، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى إنسان معين، وقال: إن الله خلق آدم على صورته، أي كان شكل آدم مثل شكل هذا الإنسان، من غير تفاوت البتة.
    فيقال لهم: الحديث المتفق عليه في (( الصحيحين ))، مناقض لهذا التأويل، مصرح فيه بأن خلق آدم أعظم من صور بنيه بشيء كثير، وأنه لم يكن على شكل أحد من أبناء الزمان.
    فعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعاً، ثم قال له: اذهب، فسلم على أولئك الملائكة، فاسمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم.
    قال: فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن " (1).
    قال في رواية يحيى بن جعفر، ومحمد بن رافع: " على صورته "، وذكر فيه : طوله ستون ذراعاً، وأن الخلق لم يزل ينقص حتى الآن، وأن أهل الجنة يدخلون على صورة آدم.
    ولم يقل: إن آدم على صورتهم، بل قال: على صورة آدم.
    وقد روي: أن عرض أحدهم سبعة أذرع، فهل في تبديل كلام الله ورسوله أبلغ من هذا؟ أن يجعل ما أثبته النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبر به، وأوجب التصديق به، قد نفاه، وأبطله، وأوجب تكذيبه، وإبطاله؟

    الثالث عشر: أنه قد روي من غير وجه: " على صورة الرحمن " (2).
    __________
    (1) تقدم الحديث.
    (2) تقدم تخريجه، وانظر كتب (( التوحيد )) لابن خزيمة ( 2/85 ) وذكر من خرجه هناك غيره، ورواه الدراقطني في (( الصفات )) (36 - 37) وهو حديث ثابت.


    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
    قال أبو سليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكتة القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين، الكتاب والسنة.

  16. #36

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    من أفضل ما رأيت، ما قام به الشيخ علوي السقاف في كتابه القيم : صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة، ولعله من أفضل المصنفات على الإطلاق في باب الأسماء والصفات.
    حيث أنه أثبت الصفة من الأدلة الواضحة الغير مختلف فيها.
    ثم ذكر الحديث، وذكر عدم احتجاجه به لورود خلاف في الحديث.
    فالأولى ألا يتعصب في مسألة كهذه غير مؤثرة في الإثبات ولا يستفاد منها تعطيل.
    فلا يقال أن من قال كذا وكذا أنه جهمي، لأن المخالف في فهم الحديث مثبت للصفة.
    وجميع من بحث المسألة لا يخفى عليه أقوال العلماء.. بداية من كلام الإمام أحمد وحتى كلام الشيخ الغنيمان.
    والخلاف موجود وقائم. وهو تكرار لما نوقش من عصور قديمة. ولا جديد.

  17. #37

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم طالب العفو مشاهدة المشاركة
    خلق الله آدم على صورته


    السؤال:
    قال رسول الله ]-: (إن الله خلق على صورة الرحمن).قال عنه الألباني: منكر.
    هل المقصود هنا الله -عز وجل-، أم ما المعنى؟
    الجواب:
    دكتور ياسر برهامى
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    الرواية الصحيحة (خلق الله آدم على صورته)، والضمير يعود على آدم على أصح أقوال العلماء؛ لأنه أقرب مذكور، ومن فسرها بمعنى صورة الرحمن كما في الرواية الضعيفة التي ذكرتها، فلا يلزم عنده التشبيه، بل هي كما قال النبي ]- في أهل الجنة (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة)، والخلاف في هذه المسألة سائغ
    موقع صوت السلف
    قال الخلاف سائغ لان البعض من العلماء صحح الحديث ولكن على قاعدة اهل السنة فى الايمان بصفات الله تعالى
    على ما يليق بالله تعالى و عدم المشابهه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
    وأما عود الضمير على آدم ففاسد، وبيان ذلك من وجوه:

    أحدهما: أنه إذا قيل: " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورة آدم " !! أو: " لا يقل أحدكم: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورة آدم "!!!.
    كان هذا من أفسد الكلام، فإنه لا يكون بين العلة والحكم مناسبة أصلاً؛ فإن كون آدم مخلوقاً على صورة آدم، فأي تفسير فسر، فليس في ذلك مناسبة للنهي عن ضرب وجوه بنيه، ولا عن تقبيحها، وتقبيح ما يشبهها. وإنما دخل التلبيس بهذا التأويل حيث فرق الحديث:
    فروى قوله: " إذا قاتل أحدكم، فليتق الوجه " وحده مفرداً.
    وروى قوله: " إن الله خلق آدم على صورته " مفرداً.
    أما مع أداء الحديث على وجهه، فإن عود الضمير إلى آدم، يمتنع فيه؛ وذلك أن خلق آدم على صورة آدم، سواء كان فيه تشريف لآدم، أو كان مجرد إخبار بالواقع، لا يناسب الحكم.

    الوجه الثاني: أن الله خلق سائر أعضاء آدم على صورة آدم، فلو كان ذلك مانعاً من ضرب الوجه وتقبيحه لوجب أن يكون مانعاً من ضرب سائر الأعضاء, وتقبيح سائر الصور، وهذا معلوم الفساد في العقل والدين، وتعليل الحكم الخاص بالعلة المشتركة، من أقبح الكلام.
    وإضافة ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصدر إلا عن جهل عظيم، أو نفاق شديد، إذ لا خلاف في علمه، وحكمته، وحسن كلامه.
    فإن هذا مثل أن يقال: لا تضربوا وجوه بني آدم، فإن أباهم له صفات يختص هو بها دونهم، مثل كونه خلق من غير أبوين.
    أو يقال: لا تضربوا وجوه بني آدم، فإن أباهم خلق من تراب.

    الوجه الثالث: أن هذا تعليل للحكم بما يوجب نفيه، وهذا من أعظم التناقض، وذلك أنهم تأولوا الحديث على أن آدم لم يخلق من نطفة، وعلقة، ومضغة، وعلى أنه لم يتكون في مدة طويلة، بواسطة العناصر، وبنوه قد خلقوا من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضعة، وخلقوا في مدة من عناصر الأرض.
    فإن كانت العلة المانعة من الضرب للوجه وتقبيحه كونه خلق على هذا الوجه، وهذه العلة منتفية في بنيه، فينبغي أن يجوز ضرب وجوه بنيه، وتقبيحها؛ لانتفاء العلة فيها، فإن آدم هو الذي خلق على صورته دونهم، إذ هم لم يخلقوا على صورهم التي هم عليها، كما خلق آدم، بل نقلوا من نطفة إلى علقة، ثم إلى مضغة.

    الوجه الرابع: ما أبطل به الإمام أحمد هذا التأويل، حيث قال:
    من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم، فهو جهمي، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق؟
    وهذا الوجه الذي ذكره الإمام أحمد يعم الأحاديث كلها، قوله ابتداء: " إن الله خلق آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً".
    وقوله: " لا تقبحوا الوجه " إلى آخره، و " إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته ".
    وذلك أن قوله: " خلق آدم على صورته " يقتضي أنه كان له صورة قبل الخلق [ خلقه ] عليها.
    فإن هذه العبارة لا تستعمل إلا في مثل ذلك، وبمثل هذا أبطلنا قول من يقول: إن الضمير عائد إلى المضروب، فإن المضروب متأخر عن آدم، فجميع ما يذكر من التأويلات مضمونها أن صورته تأخرت عنه، فتكون باطلة.
    وأيضاً: فمن المعلوم بالضرورة أنه لم تكن لآدم صورة خلق عليها قبل صورته التي خلقها الله - تعالى -.

    الوجه الخامس: أن جميع ما يذكر من التأويلات، كقولهم: خلق آدم على صورة آدم، موجود نظيره في جميع المخلوقات، سواء أريد بذلك الصورة الثابتة قدراً في علم الله وكتابه، أو غير ذلك.
    وأما كونه خلق على صورته ابتداء، أو في غير مدة، فإنه ليس كذلك، بل خلقه تنقل من حال إلى حال، من التراب إلى الطين، ثم إلى الصلصال، كبنيه فإنهم من نطف، إلى علق، ثم إلى مضغ.
    فإذا جاز أن يقال في أحدهما: خلق على صورته، مع تنقل إلى هذه الأطوار، جاز ذلك في الآخر.
    ولاشك أن هذه الأحاديث وردت في تخصيص آدم، بأنه خلق على صورته دون غيره من الخلق، وإن كان بنوه تبعاً له في ذلك.
    ولكن هذا كخلقه بيده، وإسجاد ملائكته له، وبهذا علم بطلان ما يوجب الاشتراك، ويزيل الاختصاص.

    الوجه السادس: أن المعنى الذي تدل عليه هذه العبارة التي ذكروها هي من الأمور المعلومة ببديهة العقل، التي لا يحسن بيانها، والخطاب بها لتعريفها، فإن قول القائل: إن الشيء الفلاني خلق على صورة نفسه، لا يدل لفظه على غير ما هو معلوم بالعقل، إن كان مخلوقاً على الصورة التي خلق عليها.
    وهذا مثل أن يقال: أوجد الله الشيء، كما أوجده، وخلق الله الأشياء على ما هي عليه، وعلى الصورة التي هي عليها، ونحو ذلك، مما هو معلوم ببديهة العقل، ومعلوم أن بيان هذا وإيضاحه قبيح جداً.

    الوجه السابع: أن ما ذكروه من كون آدم خلق على صورة آدم، أو أنه خلق من غير نطفة، ثم علقة، ثم من مضغة، أو أنه لم يخلق من مادة، أو بواسطة القوى والعناصر - كما يدعون - لا دليل عليه، وليس في هذه الأحاديث ما يدل عليه بحال من الأحوال.

    الوجه الثامن: أن الحديث، روي من وجوه، بألفاظ تبطل دعوى الضمير إلى آدم، مثل قوله: " لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن " (1).
    وقوله في الطريق الآخر، من حديث أبي هريرة: " إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن صورة الإنسان على صورة الرحمن " (2).
    وقول ابن عباس فيما ذكره عن الله - تعالى -: " تعمد إلى خلق من خلقي، خلقتهم على صورتي، فتقول لهم: اشربوا يا حمير " (3).
    وأما تضعيف ابن خزيمة لحديث ابن عمر، بأن الثوري أرسله، فخالف فيه الأعمش، وأن الأعمش وحبيباً مدلسان.
    فيقال: قد صححه إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وهما أجل من ابن خزيمة باتفاق الناس.
    __________
    (1) تقدم تخريجه
    (2) تقدم أيضا ذكر ما رواه.
    (3) روي أن هذا الخطاب موجه إلى موسى صلى الله عليه وسلم لما ضرب الحجر وانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً.

    *****
    وأيضاً فمن المعلوم أن عطاء بن أبي رباح، إذا أرسل هذا الحديث، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا بد أن يكون قد سمعه من أحد.
    فإذا كان في إحدى الطريقين، قد بين أنه أخذه عن ابن عمر، كان بياناً وتفسيراً لما تركه، وحذفه في الطريق الأخرى، ولم يكن هذا اختلافاً أصلاً.
    ولو قدر أن عطاء لم يذكره إلا مرسلاً، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمن المعلوم أن عطاء من أجل التابعين قدراً، فإنه هو، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم النخعي، والحسن البصري، من أئمة التابعين في زمانهم.
    ومن المعلوم أن مثل عطاء، لو أفتى في مسألة فقه، بموجب خبر أرسله، لكان ذلك يقتضي ثبوته عنده.
    ولهذا يجعل الفقهاء احتجاج المرسل بالخبر دليلاً على ثبوته عنده.
    والأخبار التي توجب العلم أعظم من التي توجب العمل.
    فإذا كان عطاء، قد جزم بهذا الخبر العلمي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب العظيم، فلا يمكن أن يستجيز ذلك من غير أن يكون ثابتاً عنده.
    واتفاق السلف على رواية هذا الخبر، ونحوه، مثل عطاء، وحبيب بن أبي ثابت، والأعمش، والثوري، وأصحابهم، من غير نكير سمع من أحد لمثل ذلك، في ذلك العصر، مع أن هذه الروايات المتنوعة في مظنة الاشتهار، دليل على أن علماء الأمة [ لا ] تنكر إطلاق القول بأن الله خلق آدم على صورة الرحمن، بل كانوا متفقين على إطلاق مثل هذا.
    وكراهة بعضهم لرواية ذلك في بعض الأوقات، له نظائر، فإن الشيء قد يمنع سماعه لبعض الجهال، وإن كان متفقاً عليه بين علماء المسلمين.
    والله - تعالى - قد وصف هذه الأمة بأنها خير أمة أخرجت للناس، وأنها تأمر بالمعروف، وتنهي عن المنكر، فمن الممتنع أن يكون في عصر التابعين، يتكلم أئمة ذلك العصر بما هو كفر، وضلال، ولا ينكر عليهم أحد.
    فلو كان قوله: " خلق آدم على صورة الرحمن "، باطلاً، لكانوا مقرين للباطل، غير منكرين له.
    وقد روي بهذا اللفظ من طريقين مختلفين، كما روي عن أبي هريرة، فيؤيد أحدهما الآخر، ويشهد له، ويعتبر به، بل قد يفيد ذلك العلم، إذا خيف في الرواية من تعمد الكذب، أو من سوء الحفظ.
    فإذا كان الرواة ممن لا يتواطأون في العادة على الكذب، لم يبق إلا سوء الحفظ، فإذا تبين أن كل واحد منهم حفظ مثل ما حفظ الآخر، كان ذلك دليلاً على أن الحديث محفوظ، ولهذا مَنْ منع مِن الاحتجاج بالمرسل، إذا روي من وجه آخر؛ احتج به.
    ولهذا الترمذي وغيره، يجعل الحسن: ما وري من وجهين مختلفين، وليس في طريقه متهم بالكذب، ولم يكن مخالفاً للأخبار المشهورة، وأدنى أحوال هذا الحديث ذلك.
    ويؤيده أن الصحابة تكلموا بمعناه، كما تقدم عن ابن عباس.
    وليس ذلك مأخوذاً عن أهل الكتاب؛ لأنه كان ينهى عن الأخذ عنهم، كما في البخاري وغيره، ولا يجوز أن يكون ذلك من قبيل الرأي.
    وهذه الوجوه كلها مبطلة لقول من يعيد الضمير إلى آدم.
    فهي أدلة مستقلة في الإخبار بأن الله خلق آدم على صورة نفسه - تعالى -.
    وبهذا يحصل الجواب عما يذكر من كون الأعمش وحبيب مدلسين، فقد أخذه عنهما الأئمة، ووافقهما الثوري, وتلقاه العلماء - مثل أحمد وإسحاق وسفيان، وغيرهم - بالقبول.
    وقد قدمنا أنه يجوز الاستشهاد بما عند أهل الكتاب، مما هو موافق لما أثر عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - ففي السفر الأول من التوراة: " سنخلق بشراً على صورتنا، يشبهنا " (1).
    __________
    (1) هذا النص يوجد في التوراة السامرية هكذا : (( وقال الله : نصنع إنساناً يشبهنا وصورتنا، ليستولي على سمك البحر )) ( ص36 ) طبعة السقا.


    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

    قال أبو سليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكتة القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين، الكتاب والسنة.

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    بارك الله فيك ابا سفيان الاثرى

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    ليس هناك خلاف في إثبات حديث الصورة

    وقد اشتد نكير السلف على أبي ثور حين أول حديث الصورة ورد الضمير لآدم عليه السلام

    وكون ابن خزيمة رحمه الله والألباني غفر الله له ممن زل في حديث الصورة وهما من أئمة السنة

    لايبيح للمسلم السني متابعتهما في ذلك


    والتشكيك في إجماع السلف في إثبات حديث الصورة غريب من بعض الإخوة

    فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

  20. #40

    افتراضي رد: معنى حديث خلق الله آدم على صورته وهل صح حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السليماني مشاهدة المشاركة
    ليس هناك خلاف في إثبات حديث الصورة
    لعلك تتفق معي إن قلت: ليس هناك خلاف "عند أهل السنة والجماعة" في إثبات "صفة" الصورة.
    لأن هذا الحديث ليس عمدة في الباب، واختلف في عودة الضمير.
    والمخالف لا ينكر الصفة.
    وقد أثبت الخلاف غير واحد من المحققين كالشيخ الفاضل علوي السقاف كما قد أشرنا إلى ذلك من قبل.
    فمجرد الادعاء بأن هذا الخلاف غير موجود أو ليس له وجه.. فهذا محض ادعاء.
    ولا ينبغي أن يكون هناك خلاف بين أهل السنة في مسألة فرعية كهذه لا تمس الإثبات للصفة بصلة، وإنما فقط في عودة الضمير.
    وأرى أن قول المخالف أقوى من قول المثبت فيها.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •