بارك الله فيكم على هذا الطرح الطيب.
هذا الامر تعم به البلوى فلو حلف شخص على احد أن يأكل مثلا
فيقول له سوف آكل لقمة مثلا حتى لا تحنث
وهذا خطأ
لانه قصد الاكل العرفى بمعنى أنه ياكل الاكل المعتاد حتى يشبع مثلا
ولم يحلف أنه ياكل لقمة واحدة ولم تكن نيته.
أستميحكم عذرا في التعقيب على ما أوردتموه في الاقتباس أعلاه.
قولكم:"لانه قصد الاكل العرفي بمعنى أنه ياكل الاكل المعتاد حتى يشبع "
يستفاد منه أن فعل (أكل) يحمل في معناه عمومه واستغراقه جميع أفراده ،فلا يتم معناه إلا بهذا الاستغراق من غير حصر أو استثناء.(فلا يتم معنى أكل _حسب قولكم_إلا إذا عنى الأكل حتى الشبع.)
وهذا يخالف ما جاء في معنى هذا الفعل:
جاء في الوسيط:(أَكَلَ) الطعامَ-ُ أَكْلاً: مضغه وبَلَعه.ا.هـ
وجاء في لسان العرب) : أكَلَ يأْكُلُ أَكْلا ومأْكَلاً تناول الطعام أو بلع عن مضغ (...)وفي تعريفات الجرجانيّ :الأَكْل إيصال ما يتأتَّى فيه المضغ إلى الجوف ممضوغا كان أو غيرهُ .ا.هـ
وعلى هذا ،فيكون معنى (أكل) لا يشترط فيه الشبع.
وكلامكم السابق يردنا للتساؤل : (هل الفعل من صيغ العموم)؟
الراجح أنه ليس من صيغ العموم(إلا إذا كان منفيا) ،ف"أَكَل "يمتثل بأكل أي شيء (لقمة مثلا)ولا يشترط فيه أكل كل شيء (حتى الشبع كما أوردتم).
ثم إن حد الشبع يختلف من شخص إلى شخص،فهناك من يشبع باللقيمات وهناك النَّهِم وهناك دونهما.
وعلى هذا _والله أعلم_فإن يمين الحالف تبر بلقمة واحدة يأكلها .
وخلافه لو قال :(والله لا آكل)فإنه يصير ممنوعا من كل أكل فيحنث باللقمة الواحدة،لأن الفعل جاء منفيا .والفعل المنفي يفيد العموم .فكل نوع من أنواع الأكل_لقمة كان أو غيرها_يحنثه.
والله أعلم.