تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من أخطاء ابن هشام في المغني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    17

    Post من أخطاء ابن هشام في المغني

    من أخطاء ابن هشام في المغني


    من أمثلة تثنية اسم الجمع : قومان .قال الفرزدق :
    وكلُّ رفيقَيْ كلِّ رحْـلٍ و إِن هما تَعاطىَ القنا قوماَهُما أخوَانِ .
    و استشهد به ابن عصفور( في شرح الجمل الكبير) على تثنية قوم .
    و كذا ابن مالك ( في شرح التسهيل ) . فقوماهما فاعل تعاطى ، و حذف نون التثنية للإضافة إلى هما .
    و فيه شاهد أيضا على تثنية المضاف إلى اثنين المرجوحة ، فيكون من قبيل :
    * ظهراهُما مثلُ ظهورِ التُّرسين *
    و معنى البيت أن كل رفيقين في السفر أخوان و إن تعادى قوماهما و تعاطََوُا المطاعنة بالقنا . و رحلُ الشخص : مأواه في الحضَـر ، ثم أُطلق على أمتعة المسافر ، لأنها هناك مأواه .
    و هذا البيت مع وضوح معناه قد حرَّفه أبو علىّ الفارسي ( في المسائل البغداديات ) بتنوين قوم ، و زعم أنه مفرد منصوب ، فاختل َّعليه معنى البيت و إعرابه ، فاحتاج إلى أن صَحَّحَه بتعسُّـفات و تمحُّلات كان غنياً عنها ، و مقامه أعلى و أجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف ، و لكن هو كما قيل :
    * كفى المرءَ نبلاً أًن تعـد معايبُه .*
    و قد تبعه على هذا التحريف و التخريج ابن هشام (في مغني اللبيب ) و لخَّص كلامه من غير أن يعزوه إليه . و أنقل لك كلامهما حتى لا تقضيَ العجبَ منهما .
    قال أبو على ّ(في البغداديات) : ينشد بيت الفرزدق و هو :
    و كل رفيقي كل رحل ...................... البيت .
    و فيه غير شيء من العربية .فمنه : قال تعاطى و قد تقدمه اثنان و لم يقل تعاطيا . فإن قلت : إنه حذف لام الفعل من تعاطى لالتقاء الساكنين و لم يرده إلى أصله للضرورة فيقول تعاطيا ، فهو قول . و هذه الضرورة عكسُ ما في قول امرئ القيس :
    • لها متنتان خظاتا *
    لأن هذا البيت اللام في موضع و جب حذفها ، مثل رمَتَا ، لأن الحركة للتاء في رمتا غير لازمة ، و الفرزدق حذفه في موضع و جب إثباته ، لأنك تقول تعاطيا و تراميا . و إن قلت تعاطى تفاعلَ ، و الألف لام الفعل ليست بضميره ،و في الفعل ضميرُ واحدٍ و إن كان في اللفظ مُثنى ، فهو في المعنى كناية عن كثرة ، و ليس المراد بالتثنية هنا اثنين فيحمل الكلام عليها ، و لكنه في المعنى يرجع إلى كل ، فحملت الضمير على كل ، فهو قول . و يقوي هذا : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } .ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعا لم يرجع الضمير إليهما مثنى لكنه جمع على المعنى . وكذلك تعاطى ، أفرد على المعنى إذ كان لكل ، ثم حمل بعد الكلام على المعنى فقال : هما أخوان . فالقول في هما أنه مبتدأ في موضع خبر الابتداء الأول وهو كل ، وثناه وإن كان في المعنى جمعا للدلالة المتقدمة أن المراد بهذه التثنية الجمع . ألا ترى أن قوله كل رفيقي كل رحل ، جمع ؟! و نظيره قوله { بينهما} بعد : { و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } .
    فإن قال قائل : إنَّ هما يرجع إلى رفيقين على قياس قولهم في قوله تعالى : {و الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن } فهو عندنا مخطئ ، لأن الاسم الأول يبقى متعلقا بغير شيء . و هذا القول ينتقض في قول من يقول به ، لأنه عندهم يرتفع بالثاني ، أو بالراجع إليه ، فإن لم يكن له ثان كان إياه في المعنى و لم يعد إليه شيء ، وجب أن لا يجوز ارتفاعه به عندهم . و الجملة التي هي هما أخوان رفعٌ خبر لكل . و لا أستحسن أن يكون هما فصلا لو كان المبتدأ والخبر معرفتين ، لأني وجدت علامة ضمير الاثنين يُعنى به الجمع في البيت و الآية ، و في قول الآخر :
    إن المنية و الحتوف كلاهما يُوفي المخارمَ يرقُبان سَوادي .
    و قوله : { أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما } ، و نحو هذا . و لم أجد الاثنين المظهرين يُعنى بهما الجمع و الكثرة .فإن كان كذلك جعلت هما مبتدأ و جعلت أخوان خبره ،و حملته على لفظ هما دون معناه . و لو جعلت هما فصلا و كان الاسمان معرفتين و ما قرب منهما ، و جعلت أخوان خبر كل لم يمتنع ، لأن الاثنين المظهرين قد عني بهما الكثرة أيضا .ألا ترى أن في نفس هذا البيـت : و كل رفيقي كل رحل ، و ليس الرفيقان باثنين فقط ، و إنما يراد بهما الكثرة . فكذلك يراد بأَخَوَان الكثرة . إلا أن قوله ’’ و كل رفيقي ‘‘ في الحمل على الجمع أحسن من حمل أخوان على الجمع ، لأن المعنى في قوله : و كل رفيقي كل رحل : كل الرفقاء ، إذ كانوا رفيقين رفيقين فهما أخوان و إن تعاطى كل واحد مغالبة الآخر ، لاجتماعهما في السَّفرة و الصحبة . فالقول الأول في هذا هو الوجه . ومثل هذا قولهم : هذان خير اثنين في الناس ، و هذان أفضل اثنين في العلماء .فيدلك على أن الاثنين في قولنا : هذان خير اثنين في الناس ، و الرفيقين في هذا البيت ، ما يذهب إليه سيبويه ، من أن المعنى : إذا كان الناس اثنين اثنين فهذا أفضلهم ، و إضافة رفيقين في هذا البيت إلى كل رحل ، لو كان المراد بهما اثنين فقط لكانت هذه الإضافة مستحيلة ، لأن رفيقين اثنين لا يكونان لكل رحل . ففي هذا البيت دليل على أن رفيقين يراد بهما الكثرة . و فيه أنه حمل هما على معنى كل ، و فيه الوجهان اللذان حمَّلناهما تعاطى .
    فأما قوله قوماً فيحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون بدلا من القنا ، لأن قومهما من سببهما و ما يتعلق بهما . و يحتمل أن يكون مفعولا له ، و كأنه قال : و إن هما تعاطيا القنا للمقاومة ، أي لمقاومة كل واحد منهما صاحبه و مغالبتِه . و يحتمل أن يكون مصدرا من باب { صنع الله } و{ وعد الله} لأن تعاطى القنا يدل على مقاومة. فتحمل قوما على هذا كما حملت {وعد الله } على ما تقدم في الكلام ، مما فيه وعد . هذا آخر كلامه .
    و قال ابن هشام (في المغنى ) :: هذا البيت من المشكلات لفظا ، و إعرابا ، و معنى ، فلنشرحه .
    قوله : كل رحل ، كل هذه زائدة ، و عكسه حذفها في : { على كل قلب متكبر } فيمن أضاف . وتعاطى : أصله تعاطيا ، فحذفت لامه للضرورة . و عكسه إثبات اللام للضرورة فيمن قال :
    • لها مَتْنتَانِ خظاتا *
    إذا قيل إن خظاتا فعل و فاعل ، أو ألف تعاطى لام الفعل ، ووحَّد الضمير لأن الرفيقين ليسا باثنين معينين ، بل هما كثير ، كقوله تعالى : { و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } ، ثم حمل على اللفظ ؛ إذ قال : هما أخوان ، كما قيل : {فأصلحوا بينهما } . و جملة هما أخوان خبر كل . و قوله : قوماً إما بدل من القنا لأن قومهما من سببهما إذ معناه تقاوُمُهما ، فحذفت الزوائد ، فهو بدل اشتمال . و إما مفعول لأجله ، أي تعاطيا القنا لمقاومة كل منهما للآخر ، أو مفعول مطلق من باب { صنع الله} لأن تعاطي القنا يدل على تقاومهما .
    و معنى البيت : أن كل الرفقاء في السفر ، إذا اسْتُقْرُوا رفيقين رفيقين فهما كالأخوين ، لاجتماعهما في السفر و الصحبة ، و إن تعاطى كل منهما مغالبة الآخر .انتهى كلامه .
    و هذا كله كما ترى فاسد لفساد أساسه . و قد تنبه له الدماميني ( في الحاشية الهندية ) إلا أنه لم يقف على كلام أبي علي ، و قال : أطال المصنف ، يعني ابن هشام ، في تقرير ما يزيل الإشكال الذي ادعاه ، و كله مبني على حرف واحد ، و هو ثبوت تنوين قوما من جهة الرواية ، و لعلها ليست كذلك . و إنما هي ’’ قوماهما ‘‘ تثنية قوم ، و المثنى مضاف إلى ضمير الرفيقين . ولا إشكال حينئذ لا لفظا ، و لا إعرابا ، و لا معنى . و قد رأيت في نسخة (من ديوان الفرزدق ) هذا البيت مضبوط الميم من ’’ قوماهما ‘‘ بفتحة واحدة ، و ملكت هذه النسخة في جِلدين . و ضبط هذا البيت هو الذي كان باعثا على شرائها . و لله الحمد و المنة . انتهى .
    خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب . عبد القادر البغدادي ( 1030 ـ 1093 هـ ) . 7 / 572 ـ 577 .
    ون . مغني اللبيب عن كتب الأعاريب . لابن هشام الأنصاري ( 761 هـ ) . ص : 259 ـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: من أخطاء ابن هشام في المغني

    كلام طيب وواضح.
    يغني عن مراجعة ما في: الدماميني والشمني والعيني والسيوطي والبغدادي والأمير.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: من أخطاء ابن هشام في المغني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجكني مشاهدة المشاركة
    قال العبد الضعيف :
    قال ابن هشام رحمه الله في الكلام على " ثم " : وأما الترتيب فخالف قوم في اقتضائها إياه تمسكاً بقوله تعالى " هو الذي خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها " اهـ
    قال الأمير :
    " قوله ( هو الذي خلقكم ) هكذا في نسخة ، وتلاوة الآية التي فيها ( ثم ) بدون (هو الذي ) فالصواب حذفها لأنها في الزمر ونصها " خلقكم من نفس واحدة ثم جعل " وأما التي فيها ( هو الذي ) فهي آية الأعراف وليس فيها " ثم " بل فيها الواو بدلها .اهـ
    وعفواً على التطفل على النحويين .
    من مشاركة للدكتور السالم الجكني على هذا الرابط:

    http://qiraatt.com/vb/showthread.php?p=6321#post6321
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    مصر - دكتور في قسم اللغويات
    المشاركات
    44

    افتراضي رد: من أخطاء ابن هشام في المغني

    السلام عليكم
    نص الفارسي وابن هشام :
    قال أبو على ّ(في البغداديات) : ينشد بيت الفرزدق و هو :
    و كل رفيقي كل رحل ...................... البيت .
    و فيه هذا البيت غير ُ شئ من العربية .فمنهأنه قال تعاطى و قد تقدَّمه اثنان و لم يقل تعاطيا .
    فإن قلت : إنه حذفَ لام الفعل من تعاطى لالتقاء الساكنين و لم يردّه إلى أصله للضرورة فيقول تعاطيا ، فهو قولٌ . و هذه الضرورة عكسُ ما في قول امرئ القيس :
    .............. خظاتا... * ..............
    لأنه أثبت اللامَ في موضع و جب { فيه } حذفُها ، مثلُ : رمَتَا ؛ لأن الحركة للتاء في رمتا غيرُ لازمة ، و الفرزدق حذفه في موضع و جب إثباته ، لأنك تقول تعاطيا و تراميا . و إن قلت تعاطى تفاعلَ ، و الألف لام الفعل ليست بضمير ، و في الفعل ضميرُ واحدٌ ؛ لأنَّ هما و إن كان في اللفظ مُثنى ، فهو في المعنى كناية عن كثرة ، و ليس المراد بالثنية هنا اثنين فيحمل الكلام عليها ، لكنه في المعنى يرجع إلى "كلٍّ" ، فحملت الضمير على كلٍّ ، فهو قولٌ . و يقوِّي هذا : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا } .ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعا لم يرجع الضمير إليهما مثنى لكنه جمع على المعنى . فكذلك " تعاطى" ، أفرد على المعنى إذ كان لكلِّ ، ثم حمل بعد الكلام على المعنى فقال : هما أخوان .
    فالقول في "هما " أنه مبتدأ في موضع خبر الابتداء الأول وهو "كلُّ " ، وثنَّاه وإن كان في المعنى جمعا للدلالة المتقدمة أن المراد بهذه التثنية الجمع . ألا ترى أنَّ قوله :
    {كل ُّرفيقي ْكلِّ رحل} جمع ٌ, و نظيره قوله { بينهما} بعد : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا } .
    فإن قال قائل : إنَّ "هما" يرجع إلى رفيقين على قياس قولهم في قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ } فهو عندنا مخطئٌ ؛ لأنَّ الاسم الأول يبقى معلَّقًا بغير شيء . و هذا القول ينتقض في قول مَن ْ يقول به ؛ لأنَّه عندهم يرتفع بالثاني ، أو بالراجع إليه ، فإذا لم يكن له ثانٍ كان إياه في المعنى و لم يعد إليه شيءٌ ، وجب أن لا يجوزَ ارتفاعُه به عندهم . .................

    و الجملة التي هي "هما أخوان" رفعٌ خبر لكلٍّ . و لا أستحسن أن يكون "هما " فصلا لو كان المبتدأ والخبر معرفتين ، لأنِّي وجدتُ علامةَ ضميرِ الاثنين يُعنى به الجمع في البيت و الآية ، و في قول الآخر :
    إنَّ المنيةَ و الحتوفَ كلاهما * يُوفي المخارمَ يرقُبان سَوادي .
    و قوله : { أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَ ا } ، و نحو هذا . و لم أجد الاثنين المظهرين يُعنى بهما الجمع و الكثرة .فإن كان كذلك جعلتَ" هما" مبتدأ , و جعلتَ " أخوان " خبره ،و حملته على لفظ هما دون معناه . و لو جعلتَ " هما " فصلا و كان الاسمان معرفتين و ما قرب منهما ، و جعلت "أخوان" خبرَ "كلٍّ " لم يمتنع ؛ لأن الاثنين المظهرين قد عُني بهما الكثرة أيضا .ألا ترى أنَّ في نفس هذا البيـت :
    و كلُّ رفيقيْ كل ِّرحلٍ .. * .............
    ، و ليس الرفيقان باثنين فقط ، و إنما يراد بهما الكثرة . فكذلك يراد بأَخَوَان الكثرة . إلا أنَّ قوله ’’ و كلُّ رفيقي ‘‘ في الحمل على الجمع أحسنُ من حمل أخوان على الجمع ؛ لأن المعنى في قوله :
    و كلُّ رفيقي كلِّ رحل .. * ...............
    : كل الرفقاء ، إذ كانوا رفيقين رفيقين فهما أخوان و إن تعاطى كل واحد مغالبةَ الآخر ؛ لاجتماعهما في السَّفرة و الصُّحبة . فالقول الأول في هذا هو الوجهُ . ومثلُ هذا قولهم : هذان خير اثنين في الناس ، و هذان أفضل اثنين في العلماء .فيدلك على أن الاثنين في قولنا : هذان خير اثنين في الناس ، و الرفيقين في هذا البيت ، ما يذهب إليه سيبويه ، من أنَّ المعنى : إذا كان الناس اثنين اثنين فهذا أفضلُهم ، و إضافة رفيقين في هذا البيت إلى "كل ّرحل" ، لو كان المراد بهما اثنين فقط لكانت هذه الإضافة مستحيلة ، لأن رفيقين اثنين لا يكونان لكلِّ رحلٍ . ففي هذا البيت دليل ٌ على أن رفيقين يراد بهما الكثرة . و فيه أنه حمل "هما "على معنى "كلّ" ، و فيه الوجهان اللذان حمَّلناهما تعاطى .
    فأما قوله "قوماً "فيحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون بدلا من القنا ، لأن قومهما من سببهما و ما يتعلق بهما . و يحتمل أن يكون مفعولا له ، و كأنه قال : و إن هما تعاطيا القنا للمقاومة ، أي لمقاومة كل ِّ واحد منهما صاحبَه و مغالبتِه . و يحتمل أن يكون مصدرا من باب { صُنْعَ اللَّهِ } و{ وَعْدَ اللَّهِ
    } ؛ لأنَّ " تعاطى القنا " يدُل على مقاومة. فتحمل" قوما" على هذا كما حملت { وَعْدَ اللَّهِ } على ما تقدم في الكلام ، مما فيه وعدٌ . هذا آخر كلامه .
    و قال ابن هشام (في المغنى ) : قول الفرزدق:
    وكلُّ رفيقي كلِّ رحل وإن هما * تعاطى القنا قوماهما أخوان
    وهذا البيت من المشكلات لفظا ومعنى وإعرابا، فلنشرحه. قوله (كلُّ رحلٍ) : "كل " هذه زائدة، وعكسه حذفها في قوله تعالى ( عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) فيمن أضاف، ورحل: بالحاء المهملة، وتعاطى: أصله (تعاطيا) فحذف لامه للضرورة، وعكسه إثبات اللام للضرورة فيمن قال:
    لَها مَتنَتانِ خَظاتا كَما * أَكَبَّ عَلى ساعِدَيهِ النَمِرْ
    إذا قيل: إن خظاتا فعل وفاعل، أو الألف من (تعاطى) لام الفعل، ووحَّد الضمير ؛ لأن الرفيقين ليسا باثنين معينين، بل هما كثير كقوله تعالى (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) ثم حمل على اللفظ، إذ قال (هما أخوان) كما قيل (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) وجملة (هما أخوان) خبر كلّ، وقوله (قوما) إما بدل من القنا ؛ لأن َّقومهما من سببهما إذ معناها تقاومهما، فحذفت الزوائد، فهو بدل اشتمال، أو مفعول لأجله ، أي تعاطيا القنا لمقاومة كلِّ منهما الآخر، أو مفعول مطلق من باب ({ صُنْعَ اللَّهِ }؛ لأن تعاطى القنا يدل على تقاومهما. ومعنى البيت أن كلَّ الرفقاء في السفر إذا استقروا رفيقين فهما كالأخوين؛ لاجتماعهما في السفر والصحبة، وإن تعاطى كل واحد منهما مغالبة الآخر. .انتهى كلامه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    مصر - دكتور في قسم اللغويات
    المشاركات
    44

    افتراضي رد: من أخطاء ابن هشام في المغني

    السلام عليكم
    أفضِّل استعمال كلمة أخرى مكان " أخطاء " .

  6. #6

    افتراضي رد: من أخطاء ابن هشام في المغني

    في المقال ألفاظ لا أقول شديدة بل لا تنبغي من طلبة علم, فمن أول العنوان (من أخطاء..) وهذه عينة من طيات مقالكم:
    و هذا البيت مع وضوح معناه قد حرَّفه أبو علىّ الفارسي ( في المسائل البغداديات ) بتنوين قوم ، و زعم أنه مفرد منصوب ، فاختل َّعليه معنى البيت و إعرابه ، فاحتاج إلى أن صَحَّحَه بتعسُّـفات و تمحُّلات كان غنياً عنها ، و مقامه أعلى و أجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف ، و لكن هو كما قيل :
    * كفى المرءَ نبلاً أًن تعـد معايبُه .*
    و قد تبعه على هذا التحريف و التخريج ابن هشام (في مغني اللبيب ) و لخَّص كلامه من غير أن يعزوه إليه . و أنقل لك كلامهما حتى لا تقضيَ العجبَ منهما .
    ولا أدري ممن نعجب في هذه الأزمان !!
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: من أخطاء ابن هشام في المغني

    عمن تتكلمون ؟ أ يجوز عندكم الكلام عن أعلام العربية وعلومها بهذه العبارات ؟ أرجو أن أكون أخطأت أنا في فهم الموضوع من عنوانه إلى آخره،وإلا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون !
    أ يرضيكم هذا أيها الكرام من المشرفين والأعضاء ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •