بسم الله الرحمن الرحيم
’’ علي الحلبي... لمادا لمادا ؟؟ ‘‘
وقفت ـ على عجل ـ على رسالة لطيفة الحجم بعنوان ’’الأسئلة القطريّة في مسائل الإيمان و الكفر المنهجيّة و أجوبة سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله‘‘، ضبط و تعليق الشّيخ علي بن حسن الحلبي حفظه الله، قامت على طبعها دار المنهاج بالقاهرة سنة 1426هـ.
قال في المقدمة (ص6): (( و لقد رأيت ـ بعد دراسة و تأنٍّ ـ لزوم إشاعتها بين الناس؛ نشرا للحقّ، و هداية للخلق، مع ضبط دقيق لها، و تعليق متوسط عليها...)).
و لا شك أنّ الاعتناء بفتاوى أهل العلم ـ نشرا و ضبطا و لا أقول تعليقا ـ من أعظم الأعمال و أبركها لطلبة العلم، مع أنّ قوله: (مع ضبط دقيق لها) فيه ما فيه؛ لما سيأتي، و الله الموفق.
و قبل دلك تدكّر أخي القارئ قول الشيخ علي الحلبي سدّده المولى في ’’التنبيهات المتوائمة‘‘ (ص354)، حيث قال:
(( إنّ النقل المعتدّ به عن أهل العم؛ هو النقل المنضبط معناه، المتكامل مبناه.
و كلّ نقص ـ أو نقض ـ لهدا المبنى، أو داك المعنى: فهو البتر المموم، و الحدف المسموم، و فاعله هو الملوم الملوم.
و إن كان النّقل على وجه الاختصار، مع التّنبيه للأنظار ـ دون تغيير للأفكار ـ: فهدا صنيع لا يُدّم، و فعل يُتبّع و يُؤّم.
أمّا إدا كان النقل ـ مثلا ـ حدفا لاستثناء، أو نقصا من جملة بناء، أو محض انتقاء ـ ظاهرا بجلاء ـ: فهو صنيع أهل الباطل، بالرأي العاطل )).
وبعد، فقد وقفت في (ص42) من الرسالة المذكورة على أمر مستنكر، و شيء مستهجن؛ من قطع لكلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله عن سياقه و سباقه، و بتعليق حرّف الكلام عن مراده، و أبعده عن مرامه، و الله المستعان.
و الكلام قد جاء على الصواب في مجلّة (الأصالة) الأردنية ( العدد:28، ص77)، حيث نقرأ قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (( هؤلاء يُريدون سفك الدماء، و استحلال الحرام، لمادا صاحب هدا الكتاب؟ ما أصَّل أصول أهل السنة و الجماعة كما أصَّلها شيخ الإسلام ابن تيمية في ’’العقيدة الواسطيّة‘‘ ))اهـ.
و المقصود هنا ـ كما هو معلوم ـ هو الشيخ عدنان عبد القادر عفا الله عنا و عنه، و كتابه ’’ حقيقة الإيمان بين غلو الخوارج و تفريط المرجئة‘‘، و الذي صدرت بحقّه ـ و تحريم نشره و تداوله ـ فتوى من (اللجنة الدائمة) برقم (21435) و تاريخ (8/4/1421هـ).
و لكن مادا فعل الشيخ علي الحلبي غفر الله لنا و له في طبعته من الأجوبة ؟
لقد أورد نصّ كلام الشيخ العثيمين رحمه الله السابق في (ص42) كما يلي:
((هؤلاء يريدون سفك الدماء، و استحلال الحرام، لماذا صاحب هذا الكتاب ؟
[ قال هنا تعليقا: أي: لماذا التركيز عليه ـ بالذات ـ؟ و ما سبب ذالك؟ ]
ما أصلُ ـ كدا ـ أصول أهل السنة و الجماعة كما أصَّلها شيخ الإسلام ابن تيمية في ’’العقيدة الواسطية‘‘ )).
فهدا التعليق، فأين الضبط ؟
(( و رجائي و أملي ـ مخلصا ـ أن لا تكون مقصودة )) ’’التنبيهات المتوائمة‘‘(ص39) .
و كأنّي بالشيخ علي عفا الله عنا و عنه يقول ـ كما في ’’التنبيهات المتوائمة‘‘(ص201 ) ـ: (( إنّي أُشهد الله تعالى أنّي ما تعمّدت ـ يوما ـ بتر نقل، أو نقل شيء لي، و كتم آخر عليَّ )).
فأقول: ( آمنت بالله و كذّبت عيني).
و المقصود تنبيه قرّاء تلكم الطبعة على ما وقع فيها، و قبل دلك تنبيه الشيخ علي بن حسن عبد الحميد غفر الله لنا و له ليُبادر إلى تصحيحها و إعادة ضبطها، و الله الموفّق لا إله غيره.
فريد المرادي.
الجزائر في: 8 محرّم 1428هـ.