* عهد إلي بعض إخوتنا بمخطوطة من كتابة الفاضل الكريم : محمد طالب - رحمه الله تعالى -
نقل فيها شعرا رثائيا لأبي يوسف الجزائري ( ؟ ) رثى فيها فقيه الزمان العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين - عليه رحمة الله - و هي مرثية رائعة جيدة تدل على تمكن صاحبها من فن العروض و اختياره للوزن المناسب و كذا تمكنه من علم البلاغة : يظهر ذلك في جودة التعابير و انتقاء الألفاظ و الصور البيانية المستحسنة ....
و يبقى أني لم أتعرف على صاحب القصيدة المسمى : أبا يوسف الجزائري ... و لعله من أهل العاصمة لأن محمدا التقى به هنالك كما أخبرني مالك المخطوطة ...و أنا أنشد كل من يطلع أو يسمع بها أو يعرف هذا الاسم أن يتصل بي عبر منتدى الألوكة الكريم حتى أتمكن من توثيق القصيدة و نسبتها بشكل تام ...
ثم لي بعض الملاحظات الأدبية النقدية عليها لكنها غير منقصة لقيمتها الرفيعة عندي ...
و المخطوطة تقع في ورقة واحدة مكتوبة بخط جيد أعرفه من خط الأخ الفاضل : محمد طالب -رحمه الله- و كتب بأسفلها : أبو يوسف الجزائري بخط مغاير لا أحسبه خط محمد أبدا ...فلعله لصاحب القصيدة ....و كتب كذلك شرح لكلمة واحدة غريبة هي : النتاق : الكذب .....
و لم يكتب عنوان لها لافاخترت عنوانا قريبا لموضوعها كما جاء في لأعلى ... فإلى المرثية ..

** رثاء ابن عثيمين **

رأيت الموت يعتام الكراما *** و يترك في الورى السفل الكراما
و ليس على المنية من عتاب *** و ما كان المهيمن أن يـــــــلاما
و لكن قد جرت أقدار ربي *** بما ملئ الفؤاد به كــــــــــــلا ما
ليوم قد نعى الناعون حبرا *** إلينا ابن العثيمين الإمـــــــــام ا
رويدك أيها الناعي رويدا *** أأرسلك المنون لنا صـــــــــراما
ألم تك قد نعيت الباز قبلا *** و بعد الناصر العلم العظــــــــاما
فما رقأت دموع قد تمادى *** بها حزن قد اودعني السقـــاما
و ها أنا ذا أبكي اليوم طودا *** و أندبه و أستبكي الأنـــاما
و أستبكي القصائد و القوافي *** و أستبكي المنابر و القلاما
و ما لي لا أبكي اليوم حبرا *** و بحرا بالجزيرة قد تـــــرامى
فسالت منه أودية المعالي *** و أجرت من منابعها حمـــــــاما
عجبت و إنه شيء عجاب *** لقبر قد حوى بحرا ركــــــــــاما
ألا أبلغ عنيزة نار وجدي *** و عزي آل سيدنا الكــــــــــرا ما
لمؤلمة أصابت آل عز *** فصابت كل من صلى و صـــــــــــاما
بكى أهل الجزائر في مصاب*** غدا منه نهارهم ظــــــــــلاما
و لو أن الدموع ترد ميتا *** لذرفنا الدماء له سجـــــــــــــ ـاما
يؤرقني التذكر بالدياجي *** و قد أخذت كواكبها المصـــاما
و هيجت الأسى فينا فئام *** يؤم البيت و البلد الحــــــــــرا ما
فديناكم و لو أنا قدرنا *** تجرعنا سقامكم العقـــــــــــ ـــاما
إمام سد للإسلام ثغرا *** و كان لكل مبتدع حســـــــــــــ ـاما
و أجرى في العلوم جياد فكر *** فما شق المبار لها قتــاما
فأصبح ذكره في كل أرض *** ثناء إذ تعبق فاستـــــــداما
كريم الخلق رحب الصدر جاءت *** غمامته فأخجلت الغمــــاما
و كنت إذا نطقت نثرت درا *** فماج الناس حولكم زحــــــــاما
و في : مثلى القواعد قد نثرتم *** لآلئ قد غدت فينا نظـاما
فأفحمت المشبهة الحيارى *** و ألبست المعطلة اللجــــــاما
و إن يأت الفقيه بمشكلات *** بلغت بحل عقدتها التمــــــاما
يموت العالمون بكل دهر *** و يبقى الناس بعدهم يتـــــامى
سقى الرحمان تربتكم برحم ** و أرسل ملكه لكم ســــــلاما . اهـ