الإعلاميون وجرائم الإعلام
لنا أن نتصور الأجر العظيم الذي يناله الإعلاميون فيما لو وجهوا جهودهم في توعية الأمة بدينها وتهذيب أخلاقها ، ولنا أن نتصور كذلك الوزر العظيم الذي يرتكبه الإعلاميون في حق أنفسهم وفي حق أمتهم المسلمة حين توجه الجهود إلى إفساد الأمة في ضرورياتها الدين والنفس والعقل و العرض ولمال ويشترك مع الإعلاميين في الظلم كل من مكن لهم أو أعانهم ، ومن فتح قلبه وبيته لتلقي ما يبث في وسائل الإعلام المختلفة من أنواع الشر والفساد .
لقد أجرم الإعلام والإعلاميون في حق الأمة ومن ذلك :
1 – المساهمة في إثارة الشبهات والشكوك حول الدين وأهله سواء كان ذلك عن طريق الكتاب المقروء أو الكلمة المسموعة أو المشهد المرئي في فيلم أو مسرح ويتبع ذلك الاستهزاء بالدين وأهله واستنقاص الشريعة الإسلامية أو الدعاية للنظم والأديان الباطلة وأهلها ، وتحبيب النفوس إلى ذلك وتزيينه . وكذلك المساهمة في ترويج البدع والعقائد الباطلة وكل ما من شأنه إبعاد الأمة عن منبعها الصافي ، كما يدخل في ذلك الترويج لمذهب العلمانية وأفكارها الخسيسة . كما يدخل في ذلك العبث والاستهتار بالناس وجعلهم في صراع داخلي وازدواجية تشوه الدين وبخاصة في نفوس الناشئة ، ومن ذلك ما يعرض عبر التلفزة والقنوات الفضائحية من البرامج المتعلقة بالإحكام الشرعية والحلال والحرام ، ثم ما إن ينتهي هذا البرنامج حتى يعقبه مسلسل أو تمثيلية تعج بالمناظر المحرمة والسماع المحرم الذي سبق وأن بين تحريمه البرنامج الذي سبقه بقليل .
إن جعل الأمة تعيش في مثل هذا التناقض والصراع والترويض على عدم تعظيم حرمات الله عز وجل ، إنه والله الظلم المبين والعبث المهين بدين الأمة القويم . وهذا ظلم وجريمة كبيرة .
2 – مساهمة الإعلام في نشر الجريمة والاعتداء على الأنفس والأموال بما يبثه من الأفلام البوليسية و اللصوصية .
3 – ومن جرائم الإعلام وظلمه للأمة تقديم الساقطات والساقطين من مغنين ومغنيات وراقصين وراقصات على أنهم نخبة المجتمع وصفوته وإطلاق الألقاب الفخمة عليهم مثل : النجوم ، و الأبطال ، وتسليط الأضواء على حياتهم وسيرتهم الخاصة والعامة مما ينعكس أثره على جهلة الأمة وخاصة الشباب والشابات فيسعون إلى تقليد أولئك النجوم !!
و مات أحد هؤلاء النجوم الأبطال !!!! سودت الصفحات بسيرتهم العفنة وصوروا على أنهم عظماء الأمة !
و هذه والله جريمة أن تربط الأمة بهذه الرموز الخبيثة وكأن ليس للأمة أبطالها الذين فتحوا الدنيا بنور الإسلام ونقلوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
4 – ومن جرائم الإعلام التضليل الذي تتعرض له الأمة من بعض الإعلاميين من تزوير الحقائق وتلميع الباطل وأهله والاستخفاف بعقول الناس ، ونقلهم للأخبار والتحليلات السياسية دون تمحيص أو تدقيق وإنما يرددونها كالببغاوات كما وردت بصيغتها مما يجعل الأمة تنظر لأمورها وواقعها بمنظار عدوها .
5 – سقوط قيمة الكلمة وامتهان شرفها وبيعها لمن يدفع أكثر ، وأصبحت الاتجاهات المختلفة اليوم تتحكم في ذلك النوع من الإعلام ، فصديق اليوم قد يصبح عدو الغد مثلما أصبح عدو الأمس صديق اليوم . فاليوم يذم هذا الرجل وغدا يمدح ، واليوم تمدح هذه الدولة وغدا تذم . إنها صحافة بلا مبادئ وإعلام لا يقوم على أسس أخلاقية .
6 – ومن جرائم الإعلام مساهمته بنصيب وافر في جريمة الدعوة إلى ما يسمى بتحرير المرأة كما يزعمون ، وذلك بعرضه ونشره لأنماط مختلفة من حياة المرأة الغربية وتلميعها لتبدو في أعين النساء المسلمات براقة زاهية . وتمجيده لتحرير المرأة من قيود دينها وأخلاقها عن طريق أبواب ثابتة وزوايا ومقالات وقصص وبرامج تستهدف جميعها جر المرأة المسلمة إلى تقليد غيرها في نزع حجابها وهجر بيتها والاختلاط بالرجال وتزيين ذلك لها وحثها عليه باسم التطور والتمدن والرقي والمساواة و إعطاء المرأة حقها المسلوب !
7 – ومن تلك الجرائم مساهمة الإعلام في استباحة الغناء و المعازف والمزامير وشغل وقت الأمة به ؛ فلا يكاد يخلو من الغناء والموسيقى برنامج ولا حديث ولا ندوة ولا لقاء مما يقدم في إذاعة أو تلفاز أو قناة فضلا عن البرامج المتخصصة بكاملها في الغناء والعزف و الموسيقى . وفي ذلك كله الجرأة على محارم الله عز وجل وما فيه من إثارة الشهوات بالغناء و العزف و ما يؤول إليه من نشر للفاحشة وفساد الأعراض .
8 – ومن جرائمه المساهمة في تبذير أموال الأمة ودفعها إلى ذلك بما يبثه من الإعلانات والدعايات الكاذبة المبهرجة لكثير من المنتجات التجارية وغيرها بأسلوب يخدر العقول ويدفع الناس دفعا إلى شرائها وملأ البيوت منها من غير حاجة إليها .
9 – ومن ظلم الإعلام للأمة في اقتصادها أيضا دعايتهم للبنوك الربوية وبعض البيوع المحرمة ، وحث الناس للمساهمة فيها وتزيين ذلك لهم .
عبدالعزيز بن محمد السريهيد
الإعلاميون وجرائم الإعلام
رد مع اقتباس
