المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الفارس
هذه بعض الملاحظات المقتضبة على بعض ما جاء في مقالة عبد الله المزروع ، والتي سببها ليست قلة اطلاع الشيخ وإنما عدم التأمل الكافي وعدم الاستقصاء مما أوقعه في شيء من التناقض والاضطراب
واعلم ان كلامي فيه شيء من الشدة وذلك لما رأيت من المبالغة في المدح والتقريظ وذلك فيما يبدو لسمعة الشيخ وليس لمقاله، والله أعلم
قولك: ( وهذه المشكلة بحجمها الحالي – في نظري – حادثة ، وإن كان لها جذور في السابق ؛ فلذا لم أجد كلاماً طويلاً حول هذه المسألة عند القدماء ، وإنما هي إشارات هنا وهناك)
بل المشكلة كانت أكبر في السابق حتى انه كان في المدينة النبوية سبعة مذاهب . لسبعة فقهاء إلا أنه لم تكن صدورهم تضيق بالخلاف ! حتى يتكلموا فيه طويلا ، ولم يحاولوا منعه فيحاولوا مستحيلا . فاكتفوا بإشارات تنير الطريق لمن أراد الوصول
قولك:( وذلك لأن العامي لا يستطيع الترجيح ، لكن – في الغالب – تقوي لديه هذا القول أو ذاك )هذا العامي عندك يا شيخ عبد الله ينزل نزولا حتى لا يستطيع الترجيح ، ويرتفع ارتفاعا حتى يعرف القواعد المقررة في الشريعة ، ثم هو بين ذلك يستطيع أن يميز بين أقوال العلماء وأحوالهم وصفاتهم والمشهور من الأقوال ! ، فلا أدري أين هؤلاء العوام الذين يتكلم عنهم الشيخ عبد الله !
قولك : (القاعدة الأولى : سؤال الأعلم والأورع ، والأخذ برأيه وترك الرأي المعارض له – ما لم يتضح خطأ هذا الأعلم – فالإنسان متعبد بالدليل لا بآراء الرجال مهما بلغوا من المنزلة في العلم )
لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا شيخ عبد الله : فما مقياس الأعلم أهو الذي يحفظ الصحيحين ؟ أم الكتب الستة ؟ أم صاحب المؤلفات الكثيرة ؟ أم الذي يظهر في وسائل الإعلام ؟ وما منهج هذه الوسيلة الإعلامية ومن هم القائمون عليها ؟ لابد أن تجيب يا شيخ عبد الله حتى تبسط الأمور للعامي الذي لو طلب العلم من جديد لكان أيسر له من معرفة الأعلم من العلماء !
ثم نعود للأورع ونسأل : هل العالم الموظف في الدولة مثل العالم الغير موظف ؟ وهل الذي يلبس الناعم من الثياب ويركب الفاره من السيارت يعتبر ورعا ؟ وأرجو أن تدعم إجاباتك بالمثال : وتقارن بين العلماء الذين اختلفوا وتحدد من هو الأورع ومن هوالأعلم ... وأرجو ألا يستدرجك السؤال فتجيب ... وحينها حق لنا أن نردد :
هذا الزمان الذي كنا نحذره – في قول كعب وفي قول ابن مسعود
ودعنا من الطرق التعجيزية مثل شرطك ( إطباق عموم الناس من العامة والعلماء على أنَّ هذا هو الأعلم الأورع ؛ كما شاهدنا هذا في سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ) لقد أصبحنا مثل الشيعة في غيبة الإمام المعصوم ، فقد مات ابن باز رحمه الله ، فما ذا نصنع ؟ إلا إذا كنت تشرح عبارة الشيخ الخراشي ( من كان يعبد ابن باز فإن ابن باز قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) !
قولك : ( إذا أفتى عالمٌ من العلماء بحكمٍ يُخالفُ أحدَ النصوصِ المحكمة ، كجواز سفر المرأة دون محرمٍ ) إذا كان سفر المرأة دون محرم من النصوص المحكمة عندك ووافقك عليه شيوخ المنتدى وأنا أرضى بحكمهم فهذا فراق بيني وبين هذا المنتدى وأريحكم من هذا الفارس الغاشم الذي يرد بلا حلم ولا علم وحق للقلم أن يكسر وللوحة الحروف أن تعطل !
قولك: ( أخي الكريم : قد لا يعجبك التمثيل بأحد المسائل ، فأرجو منك أن تدع الأمثلة وتناقش في الأصول والقواعد )
هذا هروب غير مقبول منك يا شيخ عبد الله فإنك تعلم أن أزمتنا اليوم ليس في القواعد والأصول وإنما في تخريج الفروع على الأصول وتنزيل الوقائع على القواعد وهي المصيبة التي حلت بعلماء اليوم ويتجرعها العامة المساكين.
فهذا العالم يجعل الظني قطعيا ، وذلك يجعل المجمع عليه في حكم المختلف فيه ... وهلم جرا
والله أعلم وأحكم
نقش : "من قل علمه ، كثر خلافه "