قرأتُ في كثيرٍ من كُتُب الإملاء أنَّ همزة الوصل إذا سُمِّى بها اسم علم صارتْ همزة قطع، وذلك في أسماء الأعلام المنقولة عن المصادر الخماسية والسداسية؛ مثل: ابتسام، وانشراح، واعتدال، فتحول إلى همزة قطع: إبتسام، إنشراح، إعتدال.
قال عباس حسن في "النحو الوافي": إذا كان العلمُ منقولاً من لفظ مبدوءٍ بهمزة وصل، فإن همزته بعد النقل تصير همزة قطع؛ نحو: (إنشراح) علَم على امرأة.
وعلى هذا أكثر كتب النحو.
ولكن من قبلُ وقفتُ على نصٍّ في كتاب سيبويه - رحمه الله تعالى وعفا عنه، ونَفَعَنا بعُلُومه في الدَّارَيْن آمين - يقول فيه:
"وإذا جعلت (إِضْرب) أو (أُقْتُل) اسمًا، لَم يكنْ له بدٌّ من أن تَجْعَلَهُ كالأسماء؛ لأنَّك نقلتَ فعلاً إلى اسم، ولو سمَّيتَهُ (انطلاقًا) لَم تقطعِ الألفَ؛ لأنَّك نقلتَ اسمًا إلى اسمٍ".
وعلى هذا، فهذا الكلام السابق عرْضُه - لأكثر كُتُب الإملاء، والذي منه قولُ صاحب النَّحْو الوافي وغيره - عليه هذا الاعتراض: أن الاسم أو المصدر (ابتسام أو غيره) يظل كما هو؛ لأنه لَم يُنقلْ أصلاً، بل التحويل يكون في نقْل الكلمة مِنْ بابها، سواء من الاسم إلى الفعل، أم غير ذلك.
وعلى هذا يكون حل إشكال همزة (الاثنين)، هل هي بالقطع أو بالوصل؟
فالأصل أنها بالوصل؛ ولكن يقطعها البعض لانتقالها؛ ويردُّ هذا الكلام نَصُّ سيبويه - رحمه الله تعالى وعفا عنه، ونَفَعَنا بعُلُومه في الدَّارَيْن آمين -: "لأنَّك نقلتَ اسمًا إلى اسمٍ".