هذه فوائد مختصرة كنت قد سجلتها ودونتها في كراسة لي أثناء القراءة والمطالعة لكتب أهل العلم في مختلف الفنون لمذاكرتها ومراجعتها وحفظها ، فطالب العلم يفرح بالفائدة عندما يسمعها أو يجدها في كتاب ويجهد حرصاً على وضعها في كراس وربما أمضى وقتاً ليس بالهين في إيجادها وتدوينها وتنسيقها وترتيبها لتكون سهلاً طيبة للقارئ المستفيد جاء في سير أعلام النبلاء ( 10 / 494 ) للإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ : قال أبو عبيد القاسم بن سلاّم ( 224 هـ ) ـ رحمه الله ـ : كنت في تصنيف هذا الكتاب ـ قال محقق السير : يريد كتاب " الغريب المصنف " وهو لم يطبع بعد ـ أربعين سنة ، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال ، فأضعها في الكتاب ، فأبيت ساهراً فرحاً مني بتلك الفائدة .
وأحدكم يجيئني ، فيقيم عندي أربعة أشهر ، خمسة أشهر ، فيقول : قد أقمت الكثير " . أهـ
أحببت في هذه المشاركة أن أقدم لكم منها ما قلَّ الكلام فيه ، وعظمة الفائدة منه ، عسى الله أن ينفع بها ولا يحرمنا أجرها وذخرها عنده سبحانه ، والدعاء ممن استفاد منها .
الفائدة (1) :
في التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور ( 1 / 92 ) :
وقد ذكر النحويونفي الوقف على تاءالتأنيث هاء ،أن رجلاً نادى يا أهل سورة البقرت ـ بإثبات التاء في الوقف ، وهيلغة ـ ، فأجابه مجيب : ما أحفظ منها ولا آيتْ . محاكاة للغته .
وينظر : شرحقطر الندى ص (280) .
الفائدة (2) :
اللَّجْنَة : بفتح اللام مع التشديد ، الجماعة يجتمعون في الأمر ويرضونه .
انظر القاموس المحيط .
الفائدة (3) :
قال بعض السلف : " إنا لنحكي كلام اليهود النصارى ، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية " . سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 7 / 1 / 475 ) .
الفائدة (4) :
قال في القاموس ( 1 / 185 ) :
" والمرأة إنسانٌ . وبالهاء عامِّيَّة .
وسمع في شعر كأنه مولد :
لقد كستني في الهوى *** ملابسَ الصَّبِّ الغَزلْ
إنسانةٌ فَتَّانَةٌ *** بدرُ الدُّجى منها خَجَلْ
إذا زنت عَيْني بها *** فبالدموع تغتسل .
الفائدة (5) :
قولنا صدفة ، وقع لي الأمر صدفة ، أو نحو ذلك :
المصادفة والصدفة بالنسبة لفعل الإنسان أمر واقع ، لأن الإنسان لا يعلم الغيب فقد يصادفه الشيء من غير شعور به ومن غير مقدمات له ولا توقع له ، ولكن بالنسبة لفعل الله لا يقع هذا ، فإن كل شيء عند الله معلوم وكل شيء عنده بمقدار وهو ـ سبحانه وتعالى ـ لا تقع الأشياء بالنسبة إليه صدفة أبدا ، ولكن بالنسبة لي أنا وأنت نتقابل بدون ميعاد وبدون شعور وبدون مقدمات فهذا يقال له صدفة ، ولا حرج فيه ، أما بالنسبة لأمر الله فهذا فعل ممتنع لا يجوز .