تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مفهوم القوامة

  1. #1

    افتراضي مفهوم القوامة

    مفهوم القوامة

    الشيخ أبو أويس رشيد مومن الإدريسي

    إن مسألة قوامة الرجل على المرأة من المسائل الهامة جدا في العلاقات الزوجية، وقد أكثر الناس- على اختلاف مشاربهم- الحديث عن حقيقتها.
    فنجد الكثير من أعداء الإسلام, ومن سار على نهجهم, يحاولون التشنيع على الدين الإسلامي من خلال قضية" القوامة" كدليل على أن الإسلام قد سلب المرأة حريتها وأهليتها وثقتها بنفسها!! فبلغ بهم الحد إلى إلغاء قوامة الرجل على أهل بيته بحجج واهية من التمشي مع العصر، أو مراعاة حقوق الإنسان، أو انصاف المرأة، أو تحقيق روح الدين...!!
    قالت أمينة السعيد:"القوامة لا مبرر لها, لأنها مبنية على المزايا التي كان الرجل يتمتع بها في الماضي في مجال الثقافة والمال، ومادامت المرأة استطاعت اليوم أن تتساوى مع الرجل في كل المجالات فلا مبرر للقوامة" اهـ (عودة الحجاب) 142.
    وفي المقابل فهم الكثير من الرجال " القوامة" فهما خاطئا فهي عندهم: قوامة قهر، وتسلط، وتعنت على المرأة، والمصادرة لرأيها، والإزدراء بشخصيتها...!!
    وكل ذلك مخالف لشريعة الحكيم الخبير- سبحانه وتعالى- والحق في هذه المسألة هو ما قررته الشريعة الغراء، كما هو واضح في كتاب الله - تعالى- وفي سنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-
    ولتحديد مفهوم القوامة في الشريعة الإسلامية نقول: القوامة هي: إدارة الأسرة، ففي اللغة قام الرجل المرأة: أي قام بشؤونها وما تحتاج إليه.
    والقوامة: اسم لمن يكون مبالغا في القيام بالأمر، يقال: هذا قيم المرأة وقوّامها للذي يقوم بأمرها ويهتم بحفظها.
    قال تعالى :{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }النساء34
    قال الطبري- رحمه الله-:" يعني بقوله جل ثناؤه (الرجال قوامون على النساء) الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم (بما فضل الله بعضهم على بعض) يعني: بما فضل الله به الرجال على أزواجهم، من سوقهم إليهن مهورهن وإنفاقهم عليهن أموالهم وكفايتهم إياهن مؤنهن، وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن، ولذلك صاروا قواما عليهن نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهن من أمورهن"اهـ (جامع البيان) ( 5/57)
    فالقوامة- إذن- تنطوي على معنيين هامين:
    1- أن يأخذ الرجل على عاتقه توفير حاجات المرأة المادية والمعنوية، بصورة تكفل لها الإشباع المناسب لرغباتها، وتشعرها بالطمأنينة والسكن، وهذا قمة الإكرام والعز.
    2- أن يوفر لها الحماية والرعاية ويسوس الأسرة بالعدل.
    فالمقصود أن قوامة الرجل على المرأة: قوامة تدبير ورعاية وذب عنها وسعي في تحقيق مصالحها .
    وليس المعنى قوامة قهر وتسلط وتعنت...
    فالإسلام إذ جعل القوامة للرجل على المرأة لم يشرع استبداد الرجل بالمرأة، ولم يرد أن تكون القوامة سيفا مسلطا على المرأة، وإنما شرع القوامة القائمة على الشورى والتعاون والتفاهم والتعاطف المستمر بين الزوج وزوجته.
    قال تعالى:" وعاشروهن بالمعروف" النساء19.
    وقال- صلى الله عليه وسلم-:" الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون، الله الله في النساء، فإنهن عوان بين أيديكم أخدتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله" اهـ رواه مسلم وغيره.
    وقال عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح:" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
    وقال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه:" رفقا بالقوارير".أي: النساء.
    وليعلم أنه في شأن قوامة الرجل على المرأة احتمالات ثلاثة:
    إما أن يكون الرجل هو القيم، أو تكون المرأة هي القيمة، أو يكونا معا قيمين.
    وحيث أن وجود رئيسين للعمل الواحد يؤدي إلى التنازع والإفساد، سنستبعد هذا الفرض الأخير من البداية.
    والإحتمال الثاني: أن تعطى المرأة القوامة.
    فنقول في خصوصه: كقاعدة عامة فإن المرأة عاطفية وانفعالية تتغلب عاطفتها على عقلها في أي أزمة تمر بها هي أو أحد أفراد أسرتها، والذي يدبر أموره وأمور غيره بالانفعال كثيرا ما يحيد عن الصواب ويعرض نفسه وغيره لأزمات بالإمكان تخطيها وعدم الوقوع فيها.
    وإنما خص الله سبحانه المرأة بعاطفة قوية تفوق عاطفة الرجل نظرا لعظم دورها في تنشئة الأجيال واحتياج فلذات كبدها لحنوها ورقتها، وهذا مظهر من مظاهر الكمال لا النقص كما يلبِّس به العلمانيون على الناس.
    كما أن الشدة التي جعلها الله في الرجل إنما فطره عليها لما خصه به من وظائف تتطلب القوة والصلابة، كالزراعة والصناعة والجهاد والقوامة على المرأة وأبنائه.
    وحيث نفينا الاحتمال الأول والثاني لم يبق إلا الاحتمال الذي حكم به الإسلام.
    قال تعالى:" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" الملك 14
    وختاما: فإن القوامة في الشريعة الإسلامية ما هي إلا آلية تنظيمية تفرضها ضرورة السير الآمن للأسرة المسلمة القائمة بين الرجل والمرأة، وما ينتج عنها من نسل طيب، وما تستتبعه من تبعات، مع التذكير أن وجود قيم أو قائد في مؤسسة ما، لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها, والعاملين في وظائفها.
    كتبت وقد أيقنت يوم كتابتـي *** بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
    فإن كتبت خيراً ستجزى بمثلها *** وإن كتبت شراً عليَ حسابها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    68

    افتراضي رد: مفهوم القوامة

    قال الطبري- رحمه الله-:" يعني بقوله جل ثناؤه (الرجال قوامون على النساء) الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم (بما فضل الله بعضهم على بعض) يعني: بما فضل الله به الرجال على أزواجهم، من سوقهم إليهن مهورهن وإنفاقهم عليهن أموالهم وكفايتهم إياهن مؤنهن، وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن، ولذلك صاروا قواما عليهن نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهن من أمورهن"اهـ (جامع البيان) ( 5/57)

    رحمك الله يا إمام لو شهدت عصرنا كيف كنت تقول
    الله المستعان

  3. #3

    افتراضي رد: مفهوم القوامة

    إضافة مهمة جعلها الله في ميزان حسناتك.
    كتبت وقد أيقنت يوم كتابتـي *** بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
    فإن كتبت خيراً ستجزى بمثلها *** وإن كتبت شراً عليَ حسابها

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: مفهوم القوامة

    جزاكم الله خيرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    492

    افتراضي رد: مفهوم القوامة

    قِوامة الرجل وخروج المرأة للعمل
    ( العلاقة والتأثير )

    بقلم
    د . محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود

    ط1 دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث
    دبي
    1422 = 2002

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: مفهوم القوامة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله عادل السلفي مشاهدة المشاركة
    قال الطبري- رحمه الله-:" يعني بقوله جل ثناؤه (الرجال قوامون على النساء) الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم (بما فضل الله بعضهم على بعض) يعني: بما فضل الله به الرجال على أزواجهم، من سوقهم إليهن مهورهن وإنفاقهم عليهن أموالهم وكفايتهم إياهن مؤنهن، وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن، ولذلك صاروا قواما عليهن نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهن من أمورهن"اهـ (جامع البيان) ( 5/57)
    .
    السلام عليكم ورحمة الله

    سوق المهور، وإنفاق الأموال وكفاية المؤنة أراها تندرج تحت التفضيل الثاني الوارد في الآية الكريمة: "وبما أنفقوا من أموالهم"، والله أعلم.

    أما التفضيل الأول ( بما فضل الله بعضهم على بعض ) بين النساء والرجال فهو التفضيل في العقل ( العقلانية الراشدة عند الرجل بمقابل العاطفة الانفعالية عند المرأة )وما ينبني عليه من أفعال وردود أفعال .

    الرجل بعقلانيته الراشدة يستطيع أن يسيّر مركب الأسرة ويقوده بسلاسة، بحيث يفرض طاعته على زوجه المرأة لا بالقهر والتسلط والقمع ولكن بطبيعته الرجولية العاقلة المتزنة التي لا تملك المرأة أمامها إلا تقديره وتوقيره وتسليم زمام الأمور له، فهذه الطبيعة تُشعر المرأة بالأمان وتحفّز الجانب الأنثوي عندها ( بعكس القمع والقهر ).

    الرجل بعقلانيته الراشدة يتفهم عاطفة المرأة وطبيعتها الانفعالية، فلا يجعلها عيباً يعايرها به أو يتأفف منه أو يزدريه فيحاول اقتلاعه من جذوره، ولكن يتعلم حقيقة هذه العاطفة ومراد الله عز وجل منها ليقدّرها، ومن ثم يتعلم -من رسول الله عليه الصلاة والسلام- كيف يضبطها ويوجهها بالاتجاه السليم.

    حقيقةً.. المرأة بطبيعتها تهفو نفسها لرجل يكون قائداً ومعلماً ومُلهِماً لها، يقدّرها ويتعامل معها بتقدير واحترام (وحزم عند الضرورة بدون انتقاص)، يدفعها ويحفزها للارتقاء بدينها وعلمها وتقواها، يستمع لها ويتعامل معها بمودة ورفق واهتمام، ويعينها -برجولته العقلانية- على أن تكون أنثى كاملة ( أقصد تحفيز جانب الرعاية والاهتمام الأثنوي وليس فقط الجانب الجسدي ) ودودة، محُِبّة، طائعة..

    المرأة عندما تفقد وجود زوجها القوّام -برجاحة عقله- من حياتها، فيكون إما متسلّطا لا يقدرها أو تابعاً خاضعاً لها.. فهي أما تتمرّد وتتسلط أو تنطوي وتستكين، فتبقى الأنثى التي بداخلها دفينة ( لا نرى منها إلا لمحات )، وهذا سينعكس على زوجها قطعاً.. الذي لن يشعر حقيقةً بكامل رجولته وجوهرها ( وإن كان متسلّطا )، وسينعكس على حياة الأسرة وتنشئة الأطفال، وينعكس على المجتمع ككل.

    وبطبيعة الحال.. فليس كل رجل يصلح لأن يكون قواماً على أي امرأة ( كزوجين ). فهناك نساء أرجح عقلاً وأرشد من بعض رجال، أو قد نجد رجال عاطفيين انفعاليين بشكل يفوق النساء ( هذا نتيجة الخلل في التربية والثقافة الدخيلة ).

    تعود الأمور للاتزان في مجتمعاتنا عندما نفهم -من السيرة النبوية- أنّ قوامة الرجال الحقيقية لا تتحقق إلا بالسير على خطوات رسول الله مُحمد.. عليه أطيب الصلاة وأزكى السلام! فوجود الرجل القوّام ( بعقله وأفعاله وردود أفعاله ) يحفِّز بشكل طبيعي وجود المرأة الطائعة برضى، مهما بلغ مستواها العلمي أو العقلاني.


    هدانا الله إلى ما يحب ويرضى.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •