تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: "واخفض جناحك" هل كناية أم استعارة أم كناية متضمنة للاستعارة ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    Exclamation "واخفض جناحك" هل كناية أم استعارة أم كناية متضمنة للاستعارة ؟؟

    في قوله تعالى " واخفض جناحك " هل كناية أم استعارة أم كناية متضمنة للاستعارة ؟؟

    مع البيان

    وجزاكم الله خيرا

  2. #2

    افتراضي رد: "واخفض جناحك" هل كناية أم استعارة أم كناية متضمنة للاستعارة ؟؟

    قال محي الدين الدرويش رحمه الله تعالى:
    في قوله «واخفض جناحك للمؤمنين» استعارة مكنية وسيأتي القول فيها مسهبا عند قوله «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة»
    ثم قال في الموضع الآخر:
    "في قوله تعالى «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة» استعارة شغلت علماء البيان وقد وعدناك أن تتحدث عن هذه الاستعارة مطولا فلنبحث هذا الموضوع ولنورد ما قاله البيانيون في صددها:
    فهي استعارة مكنية لأن إثبات الجناح للذل يخيل للسامع أن ثمة جناحا يخفض والمراد ألن لهما جانبك، وتواضع لهما تواضعا يلصقك بالتراب، والجامع بين هذه الاستعارة والحقيقة أن الجناح الحقيقي في أحد جانبي الطائر وان الطائر إذا خفض جناحه وهو الذي به يتقوى وينهض، انحط إلى الأرض وأسف الى الحضيض ولصق بالتراب فالاستعارة مكنية إذ شبهت إلانة الجانب بخفض الجناح بجامع العطف والرقة وهذه أجمل استعارة وأحسنها وكلام العرب جاء عليها.
    وذكر الصولي في كتابه أخبار أبي تمام: وعابوا عليه- أي على أبي تمام- قوله:
    لا تسقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي
    فقالوا ما معنى ماء الملام؟ وهم يقولون: كلام كثير الماء وما أكثر ماء شعر الأخطل، قاله يونس بن حبيب ويقولون: ماء الصبابة وماء الهوى يريدون الدمع. قال ذو الرمة:
    أأن ترسمت من خرقاء منزلة ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم
    وقال أيضا:
    أدارا بحزوى هجت للعين عبرة ... فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق
    وقال عبد الصمد- وهو محسن عند من يطعن على أبي تمام:
    أي ماء لماء وجهك يبقى ... بعد ذل الهوى وذل السؤال
    فصير لماء الوجه ماء، وقالوا ماء الشباب يجول في وجناته، فما يكون أن استعار أبو تمام من هذا كله حرفا فجاء به في صدر بيته لما قال في آخر بيته: «فانني صب قد استعذبت ماء بكائي» قال في أوله:
    لا تسقني ماء الملام، وقد تحمل العرب اللفظ على اللفظ فيما لا يستوي معناه قال الله عز وجل: «وجزاء سيئة سيئة مثلها» والسيئة الثانية ليست بسيئة لأنها مجازاة ولكنه لما قال: وجزاء سيئة قال: سيئة فحمل على اللفظ وكذلك «ومكروا ومكر الله» وكذلك: «فبشرهم بعذاب أليم» لما قال بشر هؤلاء بالجنة قال: بشر هؤلاء بالعذاب، والبشارة انما تكون في الخير لا في الشر فحمل اللفظ على اللفظ ويقال: إنما قيل لها البشارة لأنها تبسط الوجه فأما الشر والكراهة فانهما يقبضانه، وقال الأعشى:
    يزيد بغضّ الطرف دوني كأنما ... زوى بين عينيه عليّ المحاجم
    وقال الله عز وجل: «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة» فهذه أجمل استعارة وأحسنها وكلام العرب جاء عليها فما يكون أن قال أبو تمام:
    لا تسقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي
    أما ابن الأثير فيقول في كتابه «المثل السائر» :
    «وقد عيب عليه قوله:
    لا تسقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي
    وقيل: انه جعل للملام ماء وذلك تشبيه بعيد وما بهذا التشبيه عندي من بأس بل هو من التشبيهات المتوسطة التي لا تحمد ولا تذم وهو قريب من وجه، بعيد من وجه، أما سبب قربه فهو ان الملام هو القول الذي يعنف به الملوم لأمر جناه وذاك مختص بالسمع فنقله أبو تمام إلى السقيا التي هي مختصة بالحلق كأنه قال لا تذقني الملام ولو تهيأ له ذلك مع وزن الشعر لكان تنبيها حسنا ولكنه جاء بذكر الماء فحط من درجته شيئا ولما كان السمع يتجرع الماء أولا كتجرع الحلق الماء صار كأنه شبيه به وهو تشبيه معنى بصورة. وأما سبب بعد هذا التشبيه فهو أن الماء مستلذّ والملام مستكره فحصل بينهما مخالفة من هذا الوجه فهذا التشبيه إن بعد من وجه فقد قرب من وجه فيغفر هذا لهذا ولذلك جعلته من التشبيهات المتوسطة التي لا تحمد ولا تذم، وقد روي أن بعض أهل المجانة أرسل إلى أبي تمام قارورة وقال: ابعث في هذه شيئا من ماء الملام فأرسل اليه أبو تمام وقال: إذا بعثت إليّ ريشة من جناح الذل بعثت إليك شيئا من ماء الملام، وما كان أبو تمام ليذهب عليه الفرق بين هذين التشبيهين فانه ليس جعل الجناح للذل كجعله الماء للملام، فإن الجناح للذل مناسب وذاك أن الطائر إذا وهن أو تعب بسط جناحه وخفضه وألقى نفسه على الأرض وللانسان أيضا جناح فإن يديه جناحاه وإذا خضع واستكان طأطأ من رأسه وخفض من يديه فحسن عند ذلك جعل الجناح للذل وصار تشبيها مناسبا وأما الماء للملام فليس كذلك في مناسبة التشبيه» .
    هذا ما أورده الصولي وابن الأثير وقد عقب عليهما كثير من نقاد القرن الرابع الهجري ووفقوا منهما بين مؤيد ومعاكس فأخذ الآمدي برأي الصولي في كتابه الموازنة ولكن على أساس آخر من الفهم وعاب على أبي تمام استعماله استعارات شبيهة بماء الملام قال: «فمن مرذول ألفاظه وقبيح استعاراته قوله:
    يا دهر قوّمّ أخدعيك فقد ... أضججت هذا الأنام من خرقك
    وقال:
    سأشكر فرجة الليت الرخي ... ولين أخادع الدهر الأبي
    وقال:
    أنزلته الأيام عن ظهرها ... من بعد إثبات رجله في الركاب
    وقال:
    كأنني حين جردت الرجاء له ... غضّا صببت به ماء على الزمن
    ثم قال: «وأشباه هذا مما إذا تتبعته في شعره وجدته فجعل كما ترى مع غثاثة هذه الألفاظ للدهر أخدعا ويدا تقطع من الزند وكأنه يصرع ويحل ويشرق بالكرام ويبتسم وان الأيام تنزلع والزمان أبلق وجعل للممدوح يدا وجعل للأيام ظهرا يركب والزمان كأنه صب عليه ماء» ولننظر الآن في ماء الملام- عند أبي تمام- أهو تعبير طبيعي؟ أهو تعبير سائغ مستحسن؟ إن إطلاق الماء وإضافته الى البكاء يثب بالذهن أولا الى الصورة المباشرة المعروفة للماء الذي يشرب والماء في البحار والمحيطات والأنهار ثم ماء المطر ومجرد أن تنطلق كلمة بكاء يتضاءل المعنى الأول فجأة وينكمش الى صورة جزئية هي بضع قطرات من الدمع ولكن على أية حال هناك صلة تجعل الصورة محتملة، أما ماء الملام فلا صلة البتة بين الماء والملام وإذا انطلقت كلمة ماء بمعانيها الاصلية والربطية ومعها كلمة الملام ومعانيها الربطية فلا يجمع بينهما صلة أو رابط مشترك من الصور الجزئية لذلك كان التعبير باردا مختلا لا يدل في الذهن على شيء لأنه لا صلة بين الملام والماء، أما ما احتج به الصولي من القرآن فلا يبرر ما اعتمده فإن كلمة السيئة اقترنت بكلمة الجزاء فأثارت معنى آخر مقابلا هو القصاص وقد سماه القرآن سيئة ولكن أصحاب البديع يحاولون الاستشهاد بالشاهد القرآني ليبرروا صناعة أبي تمام ومن نحا نحوه.
    ووجدت للسكاكي رأيا يستهجن فيه قول أبي تمام قال فيه: «إن الاستعارة التخييلية فيه منفكة عن الاستعارة بالكناية وصاحب الإيضاح يمنع الانفكاك فيه مستندا بأنه يجوز أن يكون قد شبه الملام بظرف شراب مكروه فيكون استعارة بالكناية واضافة الماء تخييلية أو انه تشبيه من قبيل لجين الماء لا استعارة قال: ووجه الشبه ان اللوم يسكن حرارة الغرام كما أن الماء يسكن غليل الأوام، وقال الفاضل الجلبي في حاشية المطول: فيه نظر لأن المناسب للعاشق أن يدعي أن حرارة غرامه لا تسكن بالملام ولا بشيء آخر فكيف يجعل ذلك وجه شبهه» اهـ كلامه.
    ورأيت في كتاب الكشكول للعاملي رأيا مطولا فيه ننقل خلاصته تتمة للبحث قال: إن للبيت محملا آخر كنت أظن اني لم أسبق اليه حتى رأيته في التبيان وهو أن يكون ماء الملام من قبيل المشاكلة لذكر ماء البكاء ولا تظن أن تأخر ذكر ماء البكاء يمنع المشاكلة فانهم حرصوا في قوله تعالى: «فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين» وان تسميته الزحف على البطن مشيا لمشاكلة ما بعده، وهذا الحمل إنما يتمشى على تقدير عدم صحة الحكاية المنقولة ثم أقول: هذا الحمل أولى مما ذكره صاحب الإيضاح فإن الوجهين اللذين ذكرهما في غاية البعد إذ لا دلالة في البيت على أن الماء مكروه كما قاله المحقق التفتازاني في المطول، والتشبيه لا يتم بدونه، وأما ما ذكره صاحب المثل السائر من أن وجه الشبه ان الملام قول يعنف به الملوم وهو مختص بالسمع فنقله أبو تمام الى ما يختص بالحلق كأنه قال: لا تذقني الملام، ولما كان السمع يتجرع الملام أولا كتجرع الحلق الماء صار كأنه شبيه به فهو وجه في غاية البعد أيضا كما لا يخفى، والعجب منه أن جعله قريبا وغاب عنه عدم الملاءمة بين الماء والملام، هذا وقد أجاب بعضهم عن نظر الفاضل الجلبي في كلام صاحب الإيضاح بأن تشبيه الشاعر الملام بالماء في تسكين نار الغرام إنما هو على وفق معتقد اللوام بأن حرارة غرام العشاق تسكن بورود الملام وليس ذلك على وفق معتقده فلعل معتقده أن نار الغرام تزيد بالملام قال أبو الشيص:
    أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمني اللوّم
    أو أن تلك النار لا يؤثر فيها الملام أصلا كما قال الآخر:
    جاءوا يرومون سلواني بلومهم ... عن الحبيب فراحوا مثلما جاءوا
    فقول الجلبي: لأن المناسب للعاشق الى آخره غير جيد فان صاحب الإيضاح لم يقل إن التشبيه معتقد العاشق وعقب العاملي صاحب الكشكول على ذلك: إن ذكر صاحب الإيضاح الكراهة في الشراب صريح بأنه غير راض بهذا الجواب.
    2- صورة مجسدّة لطاعة الوالدين:
    هذا ولا بد من التنويه بالصورة المجسدة التي رسمتها الآية لطاعة الوالدين وبرهما، ليتدبرها البنون ويكتنهوا سرها الخفي وقد أفصح عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلاء حين شكا إليه رجل أباه وانه يأخذ ماله فدعا به فاذا شيخ يتوكأ عصا فسأله فقال انه كان ضعيفا وأنا قوي وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله ثم التفت الى ابنه منشدا:
    غذوتك مولودا وعلتك يافعا ... تعل بما أدني إليك وتنهل
    إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت ... لأجلك إلا ساهرا أتململ
    كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني فعيني تهمل
    فلما بلغت السنّ والغاية التي ... إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
    جعلت جزائي غلظة وفظاظة ... كأنك أنت المنعم الم
    تفضل فليتك إذ لم ترع حقّ أبوتي ... فعلت كما الجار المجاور يفعل
    فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك.
    وعن ابن عمر أنه رأى رجلا في الطواف يحمل أمه ويقول:
    إني لها مطية لا تذعر ... إذا الركاب نفرت لا تنفر
    ما حملت وأرضعتني أكثر ... الله ربي ذو الجلال أكبر
    تظنني جازيتها يا ابن عمر؟ قال: لا ولو زفرة واحدة.
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    افتراضي رد: "واخفض جناحك" هل كناية أم استعارة أم كناية متضمنة للاستعارة ؟؟

    ما شاء الله أخي أبا حاتم أحسن الله إليك

    قولك " فهي استعارة مكنية لأن إثبات الجناح للذل يخيل للسامع أن ثمة جناحا يخفض والمراد ألن لهما جانبك، وتواضع لهما تواضعا "

    أليس يؤيد فهمي أنه كناية متضمنة لاستعارة ؟؟ أم فهمي خطأ ؟؟

    وجزاكم الله خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: "واخفض جناحك" هل كناية أم استعارة أم كناية متضمنة للاستعارة ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدي فياض مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله أخي أبا حاتم أحسن الله إليك

    قولك " فهي استعارة مكنية لأن إثبات الجناح للذل يخيل للسامع أن ثمة جناحا يخفض والمراد ألن لهما جانبك، وتواضع لهما تواضعا "

    أليس يؤيد فهمي أنه كناية متضمنة لاستعارة ؟؟ أم فهمي خطأ ؟؟

    وجزاكم الله خيرا
    اللفظتين على مذهب الأشاعرة إستعارة مكنية حذف فيها المولى تبارك وتعالى الطّائرَ وترك قرينة تدلّ عليه"الجناح"، أي حذف المشبه به وترك المشبه، لذلك -فعلى مذهبهم- هي إستعارة مكنية (يعني كنّى "أظمر المشبه به".

    أمّا على مذهب أهل السنّة والجماعة، وممّن يحملون النصوص على ما قالته العربُ قديمًا فما هي بالإستعارة وإنّما كما قال الإمام العلامة الشنقيطي - رحمه الله - في كتابه " مذكرة أصول الفقه ".

    قال :" أما قوله :" واخفض لهما جناح الذل " فليس المراد به أن للذل جناحا ، ثم قال : : بل المراد بالآية الكريمة كما يدل عليه كلام جماعة أهل التفسير أنها من إضافة الموصوف إلى صفته ، أي وأخفض لهما جناحك الذليل لهما من الرحمة ، ونظيره من كلام العرب قولهم : حاتم الجود ، أي الموصوف بالجود ، ووصف الجناح بالذل مع أنه صفة الإنسان ؛ لأن البطش يظهر برفع الجناح ، والتواضع واللين يظهر بخفضه كناية عن لين الجانب ، كما قال :

    وأنت الشهير بخفض الجناح *** فلا تكن في رفعه أجدلا .

    ونظيره في القران :" مطر السوء " و" عذاب الهون " أي المطر الموصوف بأنه سوء من وقع عليه ، والعذاب الموصوف بوقوع الهون على من نزل به .

    وإضافة صفة الإنسان لبعض أجزائه أسلوب من أساليب اللغة العربية كما قال هنا :" جناح الذل " ، مع أن الذليل صاحب الجناح ".
    تفنى اللّذاذةُ مِمَّنْ نالَ شهوتها = من الحرامِ ويبقى الخِزيُ والعارُ.
    تبقى عواقبُ سوءٍ في مغبّتها = لا خيرَ في لذّةٍ من بعدها النّارُ.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    افتراضي رد: "واخفض جناحك" هل كناية أم استعارة أم كناية متضمنة للاستعارة ؟؟

    جزاكم الله خيرا

    لكني لا زلت في حاجة إلى إجابة بالتحديد لسؤالي :

    هل قوله تعالى " واخفض جناحك " كناية متضمنة لاستعارة مكنية أم لا ؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •