قال العيني الحنفي - رحمه الله - :"... وفي اصطلاح المحدثين ان مرسلين صحيحين اذا عارضا حديثا صحيحا مسندا كان العمل بالمرسلين أولى فكيف مع عدم المعارضة ؟".
العمدة : جـ 3 / 126.
هذا نص فيه نظر ، فهل يمكنكم المساعدة في مناقشته وضبط ما يقول ؟
قال العيني الحنفي - رحمه الله - :"... وفي اصطلاح المحدثين ان مرسلين صحيحين اذا عارضا حديثا صحيحا مسندا كان العمل بالمرسلين أولى فكيف مع عدم المعارضة ؟".
العمدة : جـ 3 / 126.
هذا نص فيه نظر ، فهل يمكنكم المساعدة في مناقشته وضبط ما يقول ؟
حياك الله يا شيخ عبد الله ، دائمًا طرحك طريف ومفيد، بارك الله فيك.
بداية عبارة البدر العيني في "العمدة" كاملة هي: (( وأمَّا المُرْسلُ فهو معْمولٌ به عندنا، والذي يتركُ العملَ بالمرسلات يتركُ العملَ بأكثرِ الأحاديثَ، وفي اصطلاح المحدثين: أنَّ مُرْسَلَيْنِ صحيحينِ إذا عارَضا حديثًا صحيحًا مُسندًا، كان العملُ بالمُرْسَلَيْنِ أوْلَى فكيف مع عدَمِ المعارضةِ؟!)).
فبداية لابد من وضع هذا الكلام في سياقه وهو الاحتجاج من عالم حنفي لمذهب الأحناف في قبول الحديث المرسل.
وقد سلك العيني رحمه الله هنا طريقة عجيبة في الاستدلال، فقرر بداية العمل بالحديث المرسل ولم يذكر دليله، ثم بنى على هذا التقرير تقديم الحديثين المرسلين إذا عارضا حديثًا صحيحًا مسندًا، لأن كل واحد منهما حجة بنفسه مثل الحديث المسند فإذا اجتمعا في معارضة الحديث الواحد رجحا عليه وإن كان صحيحا، ثم عاد فأكد بهذه القاعدة على حجية الحديث المرسل عند عدم وجود معارض من باب أولى.
والكلام في هذه المسألة يكون أولا ببيان حكم الحديث المرسل، وهل هو حجة أم لا، وتحرير هذه المسألة ينبني عليه الكلام في البقية. والله أعلم
جزاك الله خيرا وجعلكم مفاتيح للخير. لقد حذفت الشطر الأول من كلامه لأن في كلامه إطلاق لا يفيد فيه السياق فهو ينسب هذا التقرير إلى اصطلاح المحدثين ، هكذا ! وهو محل الشاهد المستغني عن السياق ، فبغض النظر عن البحث في حجية المرسل ، هل ما ذهب إليه هو الحق في اصطلاح المحدثين ؟
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد افتتح أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم كتاب المراسل بباب:
ما ذكر في الأسانيد المرسلة أنها لا تثبت بها الحجة
ثم ساق خمسة عشر نصا
آخرها
15- سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: لا يحتج بالمراسيل، ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة
ص 3-7 من طبعة مؤسسة الرسالة الثانية
من من المحدثين قال هذا القول ؟
المرسل : ما سقط منه راو فصاعدا ...( أي : نأخذ باصطلاح الأصوليين فهو أعمُّ ) ، فعلى هذه التعريف فإن فيه مجهولا لا نعرفه أصلا لا باسمه و لا بعينه و لا بحاله ..فكيف نقبل رواية من لا نعرفه ؟
و مهما كان السند المرسل ناصعا بالثقات الأجلَّاء فالعلة ليست فيهم بل في الساقط ...و قول بعضهم في تعريف المرسل :" هو ما سقط منه صحابي " تمويه ، إذ لو عرفنا أنه صحابي لوجب الأخذ به ،
نعم ، اعتضاد مرسلين من الطبقة العليا يوجد قوة يثبتان بها ، و لكن ليس على حساب المسند المتصل فلا ينبعي أن يكون هناك تعارض بين الأخبار الثابتة ، و ما يذكره الفقهاء و الأصوليون في باب الترجيحات فأكثرها نظريٌّ ، أو باطل لا يجوز - من أجله - ترجيح خبر ثابت على آخر ثابت ، و لولا المذهبية ما حدث هذا ...و الله المستعان ..