بسم الله الرحمن الرحيم

خطوة دمج المقررات الشرعية في مادة وحدة في مراحل التعليم العام عمل غير صالح ، ولا يخدم التعليم ولا البلاد ، بل تأتي هذه الخطوة مع خطوة دمج طلاب وطالبات الصفوف الأولية والسماح للطلاب السعوديين بالدراسة في المدارس العالمية داخل المملكة وهي مدارس مختلطة ولا تتقيد بمناهج التعليم الرسمي السعودي ، وكذا دمج بعض الأقسام في وزارة التربية والتعليم بين الموظفين والموظفات ، تأتي هذه الخطوات المتسارعة لتطرح سؤالا : تعيلمنا وأجيالنا إلى أين ؟ وهل كانت ثوابت التعليم القائمة في بلادنا على أساس السياسة العليا للتعليم خاطئة ؟ أم أن هذه الخطوات الخطيرة هي الخطر المحقق على التعليم والأجيال وعلى البلاد ؟.

إن دمج المقررات الشرعية في مادة واحدة من شانه تقليص أثر المقررات الشرعية في مجموع الطالب العام للدرجات وبالتالي سوف ينهار يختفي اهتمام الطالب بها بصورة كلية ، فإذا كان الطالب يهمل العلوم الشرعية في السنوات الأخيرة بسبب عدم الاهتمام بها والهجمة الإعلامية عليها في الصحافة وغيرها واتهامها بانها تفرخ الإرهاب ، إذا كان اهتامه بعلوم الشريعة التي هي أعظم العلوم والتي يقوم عليها التعليم في بلادنا تبعا لقيام بلادنا على تطبيق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتي تأتي العلوم الشرعية لترسيخ تطبيق مصدري الشريعة والدين وترسيخهما في نفوس الطلاب والطالبات وكافة أفراد الشعب فإن خطوة الدمج هذه ستجعل الطلاب ينفضون أيديهم من هذه المقررات بصورة كاملة ، ومستويات الكثير من الطلاب والطالبات وهي مستويات هزيلة جدا في استيعاب هذه العلوم علما وتطبيقا دلالة واضحة على ذلك ، فهل تريد الوزارة هذه النتيجة؟.

لقد كنا ننتظر دمج العلوم المادية البحتة من فيزياء وكيمياء وأحياء وجيولويا ورياضيات ، فجاء الدمج لعلوم الدين والشريعة التي هي قوام حياة المسلمين وقوام حياة الأمة الإسلامية !!.

إننا نرى اهتماما واضحا بالمواد غير الشرعية على كل صعيد من زيادة لحصصها كالرياضيات وتدريس بعضها في المرحلة الابتدائية ولم تكن تدرس من قبل كالإنجليزي ، ولكننا لا نلمح هذا الأهتمام بالعلوم الشرعية وبعلوم اللغة العربية ؟ بل نرى تقليصا لحصص مواد غاية في الأهيمة كالتاريخ ، وكل هذا له مؤشراته على أن تعليمنا يحتاج إلى من يعيده إلى الطريق الذي رسمته السياسة للتعليم في البلاد منذ تأسيسها .

وانا هنا لا أقلل من أهمية تلك العلوم ، ولكن الذي ينبغي التأكيد عليه والاهتمام به من قبل الوزارة وكافة القوى الفاعلة في البلاد المهتمة بمستقبل البلاد ومكانتها ومتانتها أن تجعل للعلوم الشرعية المكانة الأولى كما كانت .

إن هذه البلاد هي البلاد القائدة للأمة الإسلامية وبها مهد الرسالة الخاتمة ، ومنها انطلق الإسلام إلى أرجاء المعمورة ، وبها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ، وقد أقامها المؤسس الملك عبدالعزيز لتكون دولة الإسلام والدعوة وتطبيق شرع الله وحراسة الدين ، ودمج المقررات الشرعية لا ييخدم هذه الحقائق والثوابت أبدا ، لذا نرجو :

1- التراجع عن دمج العلوم الشرعية ومقرلاراتها وان تبقى على ما هي عليه وأن تحظى بالاهتمام اللائق بمكانة المملكة ورسالتها وشعبها وقيادتها .

2- التراجع عن دمج الصفوف الأولية بين الطلاب والطالبات .

3- التراجع عن الاختلاط في بعض أقسام الوزارة ذاتها

4- التراجع عن قبول الطلاب السعوديين في المدارس العالمية .

5- أن تقوم الوزارة بالرد على متهمي العلوم الشرعية والمقررات الشرعية في الصحافة بانها تغذي التطرف والتشدد المنبوذين في شرع الله تعالى .

والله الموفق .

علي التمني

أبها في 25/3/1431