تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الرسالة البلاذُرية في بيان ما يعين على الحفظ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    91

    افتراضي الرسالة البلاذُرية في بيان ما يعين على الحفظ

    بسمِ اللهِ الرحمن الرحيم
    الرسالة البلاذُرية
    في بيان ما يعين على الحفظ
    رقم الفتوى: 3 / 4 / 304
    وسُئلَ غَفَرَ اللهُ ذُنُوبَهُ وستَرَ عُيُوبَه: عَن الأدْوِيَةِ المُقَوِّيَةِ للحْفْظِ؟.
    فكتبَ في جَوابه:
    الحمدُ لله؛ وأستغْفِرُ اللهَ؛ أما بعد:
    فأَولُ الدواءِ وأنْفَعُهُ تَقْوى اللهِ تعالى، وكفُّ الجوارحِ عَما حَرَّمَ الله؛ والمبادَرَةُ إلى التوبَةِ والاستْغفارِ عِنْدَ الإلمامِ بالذنْبِ خاصَّة، كما في الأبياتِ المشهورةِ للشافِعِيِّ رَحِمَهُ الله:
    شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظِي فأرْشدَنِي إلى تَرْكِ المعاصِــي
    وأخْبَرني بأنّ العلمَ نُـــورٌ وَنُورُ اللهِ لا يُؤْتَى لِعاصــي.
    والاسْتِغْفارُ لهُ في ذلكَ سرُّ عجيبٌ؛ ولذا كانَ مِنْ أهلِ العِلْمِ مَن يُقَدِّمُهُ في الجوابِ إذا استُفْتِيَ؛ مُسْتأنِساً في ذلكَ بِقَوْلِهِ تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}. وفي اللبابِ لابْنِ عادل: والاسْتَغْفَار يَكُون مَعْناه: السَّمعَ والطَّاعةَ لحُكْمِ الشَّرْع. انتَهى.
    ومِن ذلكَ عَمَلُ المَرْءِ بِما يَعْلَم؛ فإنهُ منْ أحْسَنِ ما يُسْتَذْكَرُ بهِ العِلْمُ؛ واعْتَبِرْ ذلكَ بِقيامِ الليلِ في حَقِّ حامِلِ القرآنِ تَجِدْ عَجَباً، ثمَّ اعْتَبِرْهُ بِحالِ مِنْ سلَفَ مِن خيارِ هذه الأمَّةِ مِمَّنْ جَمَعَ بَينَ العِلْمِ والعَمل؛ وذلك فضلُ الله يؤتِيهِ من يشاء.
    ومِنْهُ: تَفْرِيغُ القلْبِ للطَّلَب؛ والإقبالُ علَيهِ بالكُلِّيَّةِ؛ وعَدَمُ الانْشغالِ بِغَيْرِهِ؛ إلا فِيما لا بُدَّ مِنْهُ مِن ضَرُوراتِ الحياة، وأنْ يَكُونَ إقبالُهُ على العِلْمِ معَ عَلُوِّ الهِمَّةِ وصِدْقِ الرغْبَة؛ فإنكَ تَرى الرجُلَ إذا أقْبلَ على ما يَرْغَبُ كانَ أسرَعَ إلى إتْقانِهِ والتمَكُّنِ مِنه، ولذا تَرَى في الناسِ مَنْ يُتْقِنُ مِنْ فُنُونِ الصناعَةِ والعَمَلِ في أيامٍ يَسيرَةٍ ما لا يَقْدِرُ عَلَيهِ غَيرُهُم ولوْ كانُوا مِن المَهَرَةِ في عُلُومٍ أُخْرى، وما ذلكَ إلا لِصِدْقِ الرغْبَةِ ومُوافَقَةِ الطبِيعَةِ؛ وكلُّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له.
    وأعْرِفُ مِن أصْحابِنا مَن كانَ إذا سارَ في الطريقِ مَرَّةً واحِدَةً عَلى طُولِهِ وكَثْرَةِ شِعابِهِ يَحْفَظُهُ!؛ ولَوْ طُلِبَ إلَيْهِ أنْ يَحْفَظَ ثَلاثَةَ أسطُرٍ شَقَّ ذلكَ عليه!.
    وسَمِعْتُ فِي مَدِينَةِ جُدَّةَ قَبْلَ أكْثَرَ مِن عَشرينَ عاماً عَنْ رَجُلٍ يَحْكِي عن وَلَدٍ لهُ كانَ قَدْ ناهَزَ الاحْتلامَ وهُوَ يَجْتَهِدُ في تَعْلِيمِهِ في المدْرَسَة؛ قال: فَلما كانَ مَوْعِدُ امْتحانِ النحوِ من نَهارِ الغدِ أجْهَدْتُ نَفْسِي طِيلَةَ اليَوْمِ في شَرْحِهِ لهُ وإفْهامِهِ إياه، ثمَّ ذهَبْتُ بهِ صَبِيحَةَ يَومِ الامْتِحانِ إلى المَدْرَسَة؛ فلما كُنْتُ في بَعْضِ الطريقِ؛ قُلْتُ لهُ: يا بُنَيَّ ما إِعْرابُ العُصْفُورِ مِنْ قَوْلِنا: طارَ العُصْفُورُ؟؛ قال ففَكَّرَ وقَدَّرَ؛ ثُمَّ قال: فِعْلٌ مُضارِعٌ!؛ قالَ: فواللهِ ما أكْمَلْتُ بِهِ المَسيرَ إلى المَدْرَسة، بل عَدْتُ بِسَيَّارَتِي مِنْ حَيثُ أنا؛ وقصَدْتُ صاحِباً لِي يَعْمَلُ (مِيكانِيكِيّاً) للسيارات؛ ودفَعْتُ الصبِيَّ إليه يُعَلِّمُهُ، قال: فما مَضَى عَلَيْهِ شَهْرٌ حَتى قالَ لِي مَعَلِّمُهُ: يا أبا فُلان!؛ ما رأيتُ في هذه المِهْنَةِ أذكى مِنْ ولدكَ ولا أسرَعَ تَعَلُّماً مِنه؛ حتى إنه يَسْتَطِيعُ الآنَ إنْزالَ المُحَرِّكِ وإصلاحَهُ ورَدَّهُ في مَكانِهِ دُونَ أنْ يَحْتاجَ إلى إشرافِي عليه!.
    فلْيَتَنَبَّهِ المعَلِّمُونَ والمُربُّونَ والطلابُ إلى هذا فإنهُ مِن أعْظَمِ أسبابِ الانتِفاعِ بالعلم؛ ولابنِ القيمِ رَحِمَهُ اللهُ في بعضِ كُتُبِهِ كلامٌ حولَ هذا المعنى.
    ومِنْ ذلكَ شُرْبُ ماءِ زَمْزَمَ؛ لِما وَرَدَ في فضلِ شُرْبِهِ؛ وأنهُ طعامُ طُعْمٍ وشفاءُ سُقْم؛ وأنهُ لِما شُرِبُ له، ورِواياتُ البابِ يُعَضِّدُ بَعْضُها بَعْضاً، وهَوَ دواءٌ مُجَرَّبٌ شَرِبَهُ منَ الصالِحينِ والعُلَماءِ جَماعَةٌ كثيرونَ لِمقاصِدَ صالِحَةٍ مُخْتَلِفَةٍ فحَصَلَ لهم ذلك، ومِمَّنْ شَرِبَهُ للعِلمِ ابنُ حجَرٍ العسقلانِيُّ والسيوطيُّ رَحِمهمُ الله، وأَعْرِفُ من شرِبَهُ للحْفظِ فَفُتِحَ عليهِ فيهِ بفضلِ اللهِ تعالى.
    ومِنْهُ: التدَرُّجُ في المَحْفُوظِ؛ فَيْبْدَأُ باليَسيرِ ثمَّ يَضُمُّ إليهِ الشيءَ بعْدَ الشيء؛ مَعَ الحِرْصِ على الطريقَةِ التي بَينَّاها في الرسالَةِ الأولى من (رَسائلِ الثُّغور)؛ فإنها بِحَمْدِ اللهِ طَرِيقَةٌ مَجَرَّبِةٌ قَدِيمَةٌ عِنْدَ السلف، وقَدْ أرشدْتُ إليها عدداً منَ الطلَبَةِ فَحَفِظُوا بها ما لَمْ يَتَأَتَّ لهم حِفْظِهُ في سَنَواتٍ طَويلَة، وأعْجبُ مِنْ هذا أنَّنِي دَلَلْتُ علَيها بعْضَ كِبارِ السنِّ من العامَّةِ مِمَّنْ لا يَقْرأُ ولا يَكْتُبُ مِن الرجالِ والنساءِ فَحَفِظُوا بِها مِن قِصارِ سُورِ القرآنِ الكريمِ وبعضِ الأدْعِيَةِ مالَمْ يتمكَّنُوا من حِفْظِهِ من قَبْلُ وللهِ الحمد، والحافِظَةٌ كغَيرِها من الآلاتِ الجارِحَةِ في الإنسانِ تَنْمُوا بالتدريبِ وطولِ المِراس.
    ومِنْه: كَثْرَةُ مُطالَعَةِ الكُتُب؛ وتَكرارُ النظَرِ في المَحْفُوظِ مرةً بعدَ أخْرى، كما قالَ البُخارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ لما سُئِلَ عن دَواءِ الحِفْظِ؛ فقال: إدامَةُ النظَرِ في الكُتُب.
    لكنْ يَنْبَغِي التفْرِيقُ بَينَ مُطالَعَةِ الكُتُبِ لأجْلِ الحِفْظِ؛ وَبَينَ إهمالِ الحِفْظِ اعْتِماداً على الكُتُب؛ ولذا كانَ الحِفْظُ في الأوائلِ قَوِيّاً لاعْتِمادِهِمْ عَلى الذاكِرَةِ في تَثْبِيتِ المَحْفوظِ، والأحْسَنُ أنْ لا يُخْلِيَ الإنسانُ نَفْسَهُ من قَدْرٍ يَحْفَظُهُ في كُلِّ يَوْمٍ وإنْ قلَّ؛ فإنّهُ يَجدُ لذلكَ نَفْعاً بالغاً إنْ شاءَ الله.
    فِي تاريخِ الإسْلامِ للذّهَبي رَحِمَهُ الله: قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حاتِمٍ: بَلَغَنِي أنّ أبا عَبْدِ الله شَرِبَ (البلاذُرَ) للحِفْظِ، فَقُلْتُ له: هلْ مِنْ دواءٍ يَشْرَبُهُ الرجلُ للحفظ؟ فقالَ: لا أَعْلَمُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ وقالَ: لا أَعْلَمُ شيئاً أنفعَ للحْفِظِ مِنْ نَهْمَةِ الرجُلِ ومُدَاوَمَةِ النظَر، وذلكَ أَنِّي كُنْتُ بِنَيْسابُورَ مُقِيماً، فَكانَ يَرِدُ إِلَي مِنْ بُخَارَى كُتُبٌ، وَكُنَّ قَرابَاتٍ لِي يُقْرِئْنَ سلامَهُنَّ فِي الكُتُب، فَكُنْتُ أكتبُ إلَى بُخَارَى، وَأَرَدْتُ أنْ أُقْرئَهُنَّ سَلامِي، فَذَهَبَ عَلَيَّ أسَامِيهِنَّ حينَ كَتَبْتُ كِتابِي؛ وَلَمْ أُقْرِئْهُنَّ سَلامِي،وَمَا أَقَلَّ ما يَذْهَبُ عَنِّي فِي العِلْمِ.
    ومِنْهُ: الإكثارُ مِنَ الشيُوخِ في الطلب!؛ فإنَّهُ يُجَدِّدُ الهِمَّةَ؛ ويَبْعَثُ العزِيمَة؛ ويُفَتِّقُ الأذهان؛ ولِكُلِّ جَديدٍ شِرَّةٌ، وطُولُ العُكُوفِ على الشيءِ يُحْدِثُ في النفْسِ مَللاً وفُتُوراً؛ وقَدْ قيل: كَثْرَةُ مُكْثِ الطالِبِ في المَدْرَسَةِ يُورِثُ البلادَة!؛ وبِهِ تعْلَمُ فَضْلَ الرحْلَةِ في الطلبِ ولِقاءِ المَشْيَخَةِ، لكنْ يَنْبَغِي للطالِبِ أنْ يَعْتَدِلَ في ذلكَ في أوائلِ الطلَبِ خاصَّةً؛ حتى لا تَضيعَ الفائدَةُ التي تَحْصُلُ بالمُلازَمَةِ؛ وقَدْ قيلَ: يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ للطالِبِ بَينَ الشيوخِ شَيْخٌ كالوالِدِ وبَقِيَّتُهُمْ كالأعْمام.
    ومِنْه: تخَيُّرُ أوقاتِ الحفْظِ؛ وأحْسَنها الثلثُ الأخيرُ من الليلِ؛ وبعدَ صلاةِ الفجرِ؛ وعلى إثْرِ القائلَةِ في النهار، ويَتَخَيَّرُ وقتَ راحَةِ الجَسدِ، كما يتَخَيرُ أماكنَ الحفظِ في خَلْوَةٍ عن الناسِ؛ بعيداً عما يَشغَلُ الخاطِرَ ويُشَوشُ القلْب.
    ومِنْهُ أطْعِمَةٌ مُجَرَّبَةٌ للحْفظ؛ مِنها (الصعْترُ) أو (الزعْتَر) النبْتُ المشْهُورُ في بلادِ الشام، ومِنها اللبانُ الذكرُ ويَعْتَدلُ في تَناوِلِهِ لأنَّ في الإكثارِ مِنه ضَرراً؛ وقدْ استَعْمَلَهُ للحفظِ جماعَةٌ مِنهمُ الشافِعِيُّ الإمامُ وابْنُ حَبِيبٍ المالكِيُّ؛ وفي ترتيبِ المدارك: قال المغامي (أبو عُمر يوسفُ بن يحيى؛ مِن ولدِ أبي هريرة؛ كما في تاجِ العروس عن جدْوَةِ المُقْتَبِسِ للحُمَيْدِيِّ): كَانَتْ لابْنِ حَبِيبٍ قَارُورَةٌ، قَدْ أذابَ فيها اللبانَ فِي العَسَلِ، يَشْرَبُ مِنْهَا كُلَّ غَدَاةٍ علَى الرِّيقِ، للحِفْظِ. انتهى. واسْتَعْمَلَهُ ابنُ حَزمٍ؛ وذكَرَهُ في أدويَةِ الحفظِ ابنُ القيِّمِ، ومنها الجمعُ بَينَ التمرِ والسمنِ والعسلِ يَصْطَبِحُ بهِ فإنه نافِعٌ جداً؛ ومِنها لُحُومُ الأسماك؛ ولُحُومُ صِغارِ المعْزِ والضأن، ويتَجَنَّبُ لُحومَ الأبقارِ والجوامِيسِ فإنَّ الإكْثارَ مِنها يُورِثُ البلادة.
    فائدَة: مِمّا ذُكِرَ للحِفْظِ (البلاذرُ)؛ قال في التاج: وهوَ ثَمَرُ الفَهْمِ!؛ مَشْهُورٌ، وإليهِ نُسِبَ أحمدُ بنُ جابرِ بن داوُودَ البلاذريُّ مِنْ مَشاهِير النَّسّابةِ المؤرِّخِينَ. وأبو محمّدٍ أحمدُ بنُ محمّد بنِ إبراهَيمَ بنِ هاشمٍ البَلاذُرِيُّ؛ بالذال المعجَمـةِ المُذَكِّرُ الطُّوسيُّ الحافظُ الواعظُ؛ عالمٌ بالحديث.
    و(البلاذُرُ) بِضَمِّ الذالِ؛ نَباتٌ؛ ويُقالُ لهُ في الإنجِليزِيَّةِ كَما في بَعْضِ المَعاجِمِ: (anacardium) أو(marsh nut)، ثُمَّ راجَعْتُ المَوْسُوعَةَ الإنجِلِيزِيةَ فَوَجَدْتُ الكَلِمَةَ الأولَى تَدُلُّ على (عائلَةٍ) نَباتِيَّةٍ يَنْدَرِجُ تَحْتَها بِضْعَةَ أنواعٍ من النباتاتِ السامَّةِ؛ مِنها: اللبلابُ السام؛ والبلوطُ السام؛ والسُّماقُ السام، وأنَّ بعْضَ ثِمارِها اللوزِيَّةِ تُسْتَخْدُمُ في صناعَةِ موادِّ الطِّلاءِ (الدهان)؛ وموادِّ البلاستِيك، ومِنْها ما يَسْتَخْدَمُ في صِناعَةِ الحِبر، وحَكى ابنُ البَيْطارِ في الجامِعِ لمُفْرَداتِ الأدْوِيَةِ أنَّ الكَلِمَةَ هِنْديَّةٌ؛ ويقالُ لها بالرومِيَّةِ: (انفَرْدِيا)؛ وتعنِي: الشبِيهَ بالقَلْب، ولَونَهُ أحمَرُ مائلٌ إلى السواد؛ وفي داخِلِهِ مادةٌ تُشْبِهُ الدمَ هِي التي تُسْتَعْمَل؛ وإذا أُخِذَ مِنها قَدْرُ نِصفِ درْهَمٍ نَفَعَ لِجَودَةِ الحفظ؛ وحَكى عن ابنِ سِينا أنَّ لُبَّهُ كَلُبِّ اللوزِ حُلْوٌ لا مَضرَّةَ فيه؛ وأنَّ عَسَلَهُ مِنْ جُمْلَةِ السمُومِ؛ وَتَرْيَاقَهُ مَخِيضُ البَقَرِ، وُدُهْنُ الجَوْزِ يَكْسِرُ قُوَّتَهُ؛ وَمِنَ الناسِ مَنْ يَقْضِمُهُ فَلاَ يَضُرُّهُ وخُصُوصاً مَعَ الجَوْزِ والسكُّر. انتهى.
    وذكَرُوا لَهُ آثاراً لا تُحْمَدُ؛ وأنهُ يُحْدِثُ الوسواسَ والبرَسامَ (وهُو نَوعٌ من الجُنون)؛ ولذا حُكِيَتْ بَعْضُ الطرائِفِ التي وقعَتْ لِمَنْ تَناوَلَه!؛...
    وفي تَرْجَمَةِ اسحاقِ بنِ راهَوَيْهِ الإمامِ منْ سِيَرِ أعلامِ النبلاء: قالَ اسحاق: قالَ لِي عبدُ اللهِ بنُ طاهرٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ شَرِبْتَ (البلاذُرَ) للحِفْظِ؟؛ قلتُ: ما هَمَمْتُ بِذلكَ؛ ولكنْ أَخْبَرَنِي مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيمَانَ؛ قال: أَخبرنَا عُثْمانُ بنُ ساجٍ؛ عنْ خُصَيْفٍ (بالصادِ المُهْمَلَةِ؛ مُصغَّرا)، عنْ عِكْرِمَةَ؛ عن ابنِ عبّاس؛ قال: خُذْ مِثْقالاً مِنَ كُنْدُرٍ، ومِثقالاً مِنْ سُكَّرٍ، فَدُقَّهُما ثُمَّ اقْتَحِمْهُمَا علَى الرِّيقِ؛ فإنَّهُ جَيِّدٌ للنِّسْيانِ والبَوْلِ.
    (الكُنْدُرُ) بِضَمِّ الكافِ والدال؛ ضَرْبٌ مِن العِلْكِ؛ والواحِدَةُ: كُنْدُرَةُ؛ حكاهُ في التاجِ عن ابْنِ سِيدَه، وحكى عن الأطباءِ أنهُ يَقْطعُ البلغَمَ ويَذهَبُ بالنسْيان، وعبدُالْمَلِكِ بنُ سُلَيْمانَ المصْرِيُّ الكُنْدُرِيُّ، كانَ يَبِيعُ الكُنْدُرَ، سَمِعَ حَسَّانَ بنَ إبراهيم الكَرْمانِيِّ، كذا في تبصيرِ المُنْتَبِهِ لابنِ حجَرٍ.
    و(كُُنْدُرُ) أيضاً قَريَةٌ قُرْبَ قَزْوِينَ يُنْسَبُ إلَيها بَعْضُ الأعْلام.
    وَمِمَّنْ انتفعَ به: أبو إسحاق إبراهيمُ بنُ مُحَمّدٍ بنِ شِنْظِيرٍ (بكَسرِ أوله؛ حَرْفُ الجبلِ وطَرْفُه؛ والجمع: شناظير) الأُمَوِيُّ، كانَ عالماً بالحديثِ وعِلَلَه؛ يحفظُ المدونَةَ والمُسْتَخْرَجة ؛ ويُلْقِي مسائِلَهُما فلا يُقَدِّمُ ولا يُؤخِّرُ؛ وذكرَ ابنُ بشكوال في الصلةِ أنهُ كان قدْ شَرِبَ (البلاذُر).
    ومِنْهُم: أبو مُحَمد عبدُ اللهِ بنُ إبراهِيمَ الكَتامِيُّ السبْتِيُّ؛ مِن أصحابِ أبي الوليدِ الباجِي؛ وخليفَتُهُ في تدريسِ أصحابه؛ ويُقَالُ إنَّهُ شَرِبَ (البلاذُرَ) للحِفْظِ فَانْتَفَعَ بِهِ؛ وَأَوْرَثَهُ حِدَّةً فِي خُلُقِه؛ ومات في نحْو سنة (407)؛ ذكرهُ في الصلةِ أيضا.
    ومِنهم: أبو الحسنِ مُخْتارُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنِ سهر الرُّعَيْنِيُّ القُرْطِبِيُّ؛ ترجمهُ عياضُ في ترتيبِ المدارك؛ وكانَ جامعاً لفُنونِ العلم؛ قال: ويُقَالُ: إنَّهُ شَرِبَ البلاذُرَ، للحِفْظِ؛ فَأَوْرَثَهُ سُوءَ مزاجٍ؛ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ إلَى أَنْ أَهْلَكَهُ سنَةَ خَمْسٍ وثَلاثينَ.
    ومِنْهُم: فَخْرُ العِراقِ أبو الفرجِ ابنُ الجَوْزِيِّ الإمامُ المَشْهُور: شَرِبَ (البلاذُرَ)؛ فَسَقَطَتْ لِحْيَتُهُ؛ فَكانَتْ قَصِيرةً جِدّاً؛ وكانَ يَخْضِبُها بالسوَادِ إلى أَنْ مَاتَ.
    وفي مَعْرِفَةِ الثقاتِ للعِجْلِيِّ وعنهُ في الوافي للصفدي؛ في ترَجَمَةِ أبي داودَ الطيالِسيِّ: وَكانَ قَدْ شَرِبَ (البلاذُر) هُوَ وعبدُ الرحْمَنِ بنُ مَهْدِيِّ فَجُذِمَ أَبُو دَاودَ وبَرِصَ عبدُ الرحمن؛ فَحَفِظَ أَبُو داودَ أَرْبَعينَ أَلْفَ حديثٍ، وحَفِظَ عبدُ الرحمنِ عشرةَ آلافِ حَديث، وكانَ أَبُو داودَ يَنْقَعُ نَفْسَهُ فِي السَّمْنِ!.
    ومِنْهُم: عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ مُحَمّد الأَبْشيهِيِّ؛ الملَقَّبُ بِصَحْصَاح، لهُ ترجَمَةٌ في الضوءِ اللامِع؛ وقال عنه:وهوَ مِنَ النوادِرِ ذكاءً وانْحِرافاً وتَخَيُّلاً!؛ وبَلَغَنِي أنّهُ تَعَاطَى حَبَّ (البَلاذُرٍ).
    ومنهم: وهو في الضوءِ أيضاً: أبو الفَتْحِ بنُ البُرْهانِ أَبِي إسحقَ الْهَنْتَاتِيُّ المُرّاكِشِيُّ المِصْرِيُّ المَوْلِدِ والدار، وحَدَّثً وأًفادَ؛ ودَرَّسَ وأَعادَ ؛ وقالَ الشعْرَ الحَسَنَ؛ وطارَحَ الأُدَباءَ؛ ونادَمَ الأَعْيانَ؛ واشْتَهَرَ بالْمُجُونِ الزائِدِ!؛ والتَّهَتُّكِ وخَلْعِ العَذَارِ!؛ وخِفَّةِ الرُّوحِ؛ وسُرْعَةِ الإدْراكِ مَعَ التقدُّمِ فِي السنِّ، لكنَّهُ كانَ يَحْكِي أَنهُ اسْتَعْمَلَ (البلاذُرَ)!، كُـلُّ ذلكَ مَع الفَضيلَةِ التامّةِ والمشارَكَةِ في النَّحْوِ واللغَةِ والفِقْهِ والطبِّ والْهَيْئَةِ.
    ومِنهم: وهو فيه أيضا: مُحَمّدُ بنُ حَسَنِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ سُلَيْمانَ؛ البَدْرُ أَبُو المعالِي القَرْنِيُّ القاهِرِيُّ الشافِعِيُّ الواعِظُ، اخْتَلطَ فِي أَواخِرِهِ؛ فقالَ الناسُ: إنَّ ذلكَ مِنْ أَكْلِهِ حَبَّ (البَلاذُرَ).
    ومِنْهُم: وهو في الضوءِ كذلكَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمَد بنِ العلاءِ؛ ابنُ الشمْسِ الحَلَبِيُّ ثُمَّ القاهِرِيُّ الشافِعِيُّ؛ اجتهدَ أَبُوهُ فِي شَأْنِهِ؛ وحَرِصَ عَلَيْهِ أَشَدَّ الْحِرْصِ؛ حَتَّى كانَ يَسْمَعُ عَلَيْهِ مَحَافِيظَهَ داخِلَ الْحَمَّامِ (المُغْتَسَلِ)!؛ ويُقَالُ: إنهُ تَنَاوَلَ حَبَّ (البلاذُرَ).
    وفي تاريخِ الإسلامِ للذهبي: مُخْتارُ بنُ عَبْدِ الرحمنِ الرُّعينيُّ القُرْطِبِيُّ المالكيّ كان جامعاً لِفُنُون العِلْم؛ وولِي الَقضاءَ فَأحْسنَ السيّرةَ، يُقاَلُ: إنّهُ شَرِبَ (البلاذُرَ)، فَأَفْسَدَ مِزاجَهُ.
    وفي تاريخِ حلَبٍ لابنِ العَديم: حَكَى لَنَا شَيْخُنا الصاحِبُ قاضِي القُضَاةِ أَبُو الْمَحاسِنِ يوسُفُ بنُ رافِعٍ بنِ تَميم قال: كانَ أبُو الحسَنِ بنُ أَبِي خَازِنَ شاباً ذَكِيّاً، وكانَ يقْرَأُ عَلَيَّ الفقْهَ بالموْصِلِ هوَ وجَمَاعَةٌ مَعَهُ، فَشاوَرَنِي يوماً فِي أَكْلِ ثَمَرِ (البلاذُرَ) فَنَهَيْتُهُ عَنْ ذَلك، فَمَضَى هُوَ وَرفِيقَانِ لَهُ واشْتَرَوْا مِنْهُ شيئاً؛ وَدَقُّوهُ وَجَعَلُوهُ فِي هَرِيسَةٍ وأَكَلُوها، فَجاءَنِي أبُو الحسنِ بنُ أَبِي خَازِنَ وَوَجْهُهُ قَدْ أَكْمَدَ، فَوَقَفَ مَعِي فِي صَحْنِ المدْرَسَةِ وَأَخْبَرَنِي أَنهُ أكلَ ثَمَرَ البلاذُر، فلمْ أُنْكِرْ عَلَيهِ خَوْفاً أَنْ يَسْتَشْعِرَ وَيَتَوَهَّم، فَهَوَّنْتُ الأَمْرَ عَلَيهِ، فَجَعَلَ يَحُادِثُنِي ونَحْنُ نَمْشِي، ثمَّ دَخَلَ إَلَى بَيْتِه في المدرسةِ فَأَخْرَجَ الجرَّةَ والإبْريقَ والكانُونَ وجميعَ حوائِجِهِ!، فَعَلِمْتُ أنهُ قدْ أثَّرَ مَعَهُ، فَسَكَّنْتُهُ ثم أَقَمْتُ علَيْهِ منْ يُعالِجُهُ ويُطْعِمُهُ الهرِيسَةَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فواظبَ ذلكَ إلَى أنْ سَكَنَ عَنْه، ثُم غلَبَ عليه الأَدَبُ وأَثّرَ الذكاءُ مَعهُ في الشِّعْرِ، فكانَ ينظِمُ شِعْراً جيداً إلَى الغاية، وجاءَ إلينا إِلَى حَلَبٍ؛ ونَزَلَ عِنْدَنَا بالمدرسَة. انتهى.
    ومِمَّنْ أصيبَ بِسببِ شُربِه:أبو الطيبِالشهابُ الحِجازِيُّأحمدُ بنُ مُحمد بنِ عَلِي الخزْرَجِيُّ الشافِعِيُّ المُقْرِئُ؛ ترجَمَ له السخاويُّ في الضوءِ اللامع؛ وذكَرَ أنهُ غلبَ عليهِ الانشغالُ بالأدب؛ وأنه صنَّفَ كتاباً فيما وقعَ في القرآنِ على أَوزانِ البُحور!؛ قالَ: وَلمَ يَزَلْ مُتَقَدِّماً فِي الذكاءِ وسُرْعَةِ الحِفْظِ إِلَى أَنْ تَعاطَى حَبَّ (البلاذُرِ) وأكْثرَ مِنْهُ بِحَيْثُ كانتْ سَلامُتُهُ علَى غَيْرِ القياسِ!، قالَ: ومِنْ ثَمَّ صِرْتُ لا أَحْفَظُ إلا بِتَكَلُّفٍ زائِدٍ؛ وأَعْقَبَنِي ذلكَ فِي السنَةِ المسْتَقْبَلَةِ حرارَةٌ خَرَجَ فِي بَدَنِي مِنْها أَزْيَدُ مِنْ مائَةِ دُمَّلٍ؛ واحْمَرَّتْ؛ واسْتَمَرَّتِ الدمامِيلُ تَعْترينِي كلَّ قليل؛ بلِ انْقَطَعْتُ عَـنِ القرَاءَةِ بِسَبَبِ تعاطِيهِ مُدة.
    ومنهم: شَعْبانُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ داودَ المِصْرِيُّ؛ ذكرهُ ابنُ حجرٍ في إنباءِ الغَمر؛ وقال: ثُمَّ اتّفَقَ أّنّهُ شربَ (البلاذُرَ) فَحَصَلَ لَهُ طَرَفُ نَشّافٍ، وأقامَ مُدَّةً عارياً مِنَ الثيابِ والعِمَامَةِ!؛ ثُمَّ تَمَاثَلَ قليلاً وَطَلَبَ العِلْمَ. ثمَّ ذكرَ لهُ ابنُ حجرٍ أطواراً غريبَةً وأحوالاً عجِيبَةً إلى وفاتِهِ سنَةَ (827)، نسألُ اللهَ العافِيةَ؛ ونَعُوذُ بهِ مِن هذا (البلاذُرِ) وما يَجِيءُ به مِن البلاء.
    ومِنهم: عبدُ الرّحْمَنِ بنُ مُحَمّد بنِ مُحَمَّد بنِ هِنْدَوَيْهِ: سَمِعَ مِنْ أَبِي الحُسينِ بنِ أبِي الطُّيُورِيِّ وطَبَقَتِه؛ قال ابنُ الجَوْزِيِّ: أَكَلَ (البلادُرَ) فَتَغَيَّرَ عَقْلُهُ!، وماتَ سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثِينَ وخَمْسِ مائَةٍ. انتهى. وترجمتهُ في لسان الميزان.
    ومِنْهم: أحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ جابِر بنِ داودَ البلاذُرِيُّ المُؤرِّخُ المشهُورُ صَاحبُ التصانِيفِ، له ترجَمَةٌ في لسانِ الميزانِ وغيره؛ وَقَالَ ابنُ الندِيمِ فِي الفِهْرِسْتِ: وَسْوَسَ فِي أَيَّامِهِ؛ فَشُدَّ فِي الْمَرِسْتانَ وَماَتَ فِيه؛ وكانَ سَبَبُ ذلكَ أَنَّهُ شَرِبَ (البلاذُرَ) عَلَى غَيْرِ مَعْرِفَةٍ؛ فَلَحِقَهُ ما لَحِقَه!؛ ولهذا قِيلَ لهُ البلاذُرِيُّ!.
    وفي وفِيَّاتِ الأعْيانِ لابنِ خَلِّكان؛ في ترجَمةِ قاضي حلب أبي المحاسِنِ بن شدّادٍ الشافعي؛ قال: لَمّا كُنّا فِي المدْرَسَةِ النظامية ببغدادَ؛ اتّفَقَ أَرْبَعَةٌ أوْ خَمْسَةٌ مِنَ الفُقهاءِ المشتَغِلِينَ علَى اسْتِعْمالِ حبِّ (البلاذُر)؛ لأَجْلِ سُرْعَةِ الحِفْظِ والفَهْم؛ فاجْتَمَعُوا بِبَعْضِ الأَطبّاءِ؛ وسأَلُوهُ عَنْ مِقْدارِ ما يَسْتَعْمِلُ الإنسانُ مِنْهُ؛ وكَيْفَ يَسْتعْمِلُهُ؛ ثُمَّ اشْتَرَوُا القَدْرَ الذي قَالَ لَهُم الطبيبُ؛ وشَرِبُوهُ فِي مَوْضِعٍ خارِجٍ عَنِ المدرَسَةِ؛ فَحَصَلَ لَهُمُ الْجُنُونُ!؛ وتَفَرَّقُوا وَتَشَتَّتُوا وَلَم يُعْلَمْ ما جَرَى عَليهم؛ وَبَعْدَ أَيامٍ جاءَ إِلَى الْمَدْرَسَةِ واحِدٌ مِنْهُم؛ وكانَ طَويلاً؛ وَهُوَ عُرْيانٌ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ، وَعَلَى رَأْسِهِ (بقيارٌ)؟ كَبِيرُ لَهُ عَذَبَةٌ طَويلَةٌ خارِجَةٌ عَنِ العَادَةِ؛ وَقَدْ أَلْقاهَا وَرَاءَهُ فَوَصَلَتْ إِلَى كَعْبِه!، وهُوَ ساكِتٌ عَلَيْهِ السكِينَةُ والوَقارُ لا يَتَكَلَّمُ وَلا يَعْبَثُ، فَقامَ إليهِ مَنْ كانَ حاضِراً مِنَ الفُقَهاءِ وسأَلُوهُ عَنِ الحال، فقالَ لهم: كُنّا قَدْ اجْتَمَعْنَا وشربْنَا حبَّ (البلاذُر)، فأَمَّا أَصْحابِي فإنّهم جُنُّوا ومَا سَلِمَ مِنْهُمْ إلا أَنا وَحْدِي، وصارَ يُظْهِرُ العقْلَ العظيمَ والسكُونَ، وهمْ يَضْحكُونَ مِنْهُ وهوَ لا يَشْعُرُ بِهم؛ ويعتقِدُ أنه سالِمٌ مما أصابَ أصحابَه، وهو على تلكَ الحـالَةِ لاَ يُفَكَّرُ فيهمْ ولا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ. انتهى.
    والظاهِرُ مِن هذا كُلِّهِ أنَّ النباتَ المَذكُورَ يَحْتَوي على مادَّةٍ مُخَدِّرَةٍ لَها أثَرٌ على العَقْلِ واللهُ أعلم؛ فإنْ كانَ الأمرُ كذلكَ حَرُمُ تَناوُلُها، وإنْ كانَ مِنْ جِهَةِ السمِّيَّةِ كانَ المْقدارُ الضارُّ مِنها مُحرماً، لكِنَّ ذلكَ فرعٌ عنْ مَعْرِفَةِ صِفَةِ المادَّةِ والتحَقُّقِ مِنها، فَيْحْتاجُ إلى الرجُوعِ إلى الكُتُبِ المُخْتَصَّةِ بذلكِ، وليسَ ذلكَ الآنَ واسعاً.
    وما أطلْنا بِهِ مِن شأنِ هذا الدواءِ لا يَخْلُو مِن فائدَةٍ ونادرَة، وإنْ شِئْتَ فَسَمِّ هذا الجوابَ (الرِّسالَةَ البلاذُرِيَّةَ) وباللهِ وحدَه التوفيقِ؛ وصلى اللهُ على مُحَمِّدٍ وآلهِ وصَحْبِهِ وسلَّم.
    كان الله له
    أبو الوليدِ الغزي الأنصاري

  2. #2

    افتراضي رد: الرسالة البلاذُرية في بيان ما يعين على الحفظ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن جريج مشاهدة المشاركة
    وفي وفِيَّاتِ الأعْيانِ لابنِ خَلِّكان؛
    أحسنت ،بارك الله فيك.
    وفيات: بفتح الواو والفاء وتخفيف الياء.
    وأما البلاذر فقد ضبطه في معجم الألفاظ الفارسية بكسر الذال،وقال:
    (نبات ثمره شبيه بنوى التمر،ولبه مثل لب الجوز حلو ، وقشره متخلخل متثقب،معرب بلادر،وأصل معنى بلادر بالهندية الصدقة،قيل : إن هذا النبات يقوي الحفظ ،ولهذا يعرف بحب الفهم وثمر الفهم.
    ولكن الإكثار منه يؤدي إلى الجنون..)اهـ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    91

    افتراضي رد: الرسالة البلاذُرية في بيان ما يعين على الحفظ

    بارك الله فيك
    والبلاذر مضبوطة بالضم أيضا كما في تاج العروس ، والله أعلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: الرسالة البلاذُرية في بيان ما يعين على الحفظ

    البلاذُر
    ماذا يسمى بالعامية في بلاد المسلمين؟؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: الرسالة البلاذُرية في بيان ما يعين على الحفظ

    أحسنت جزاك الله خيرا
    محبكم / الذهلي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •