الأخ الكاتب الحازم في أسلوبه ,
وفقك ربي لرضاه وحماك ربي من نزغات شياطين الانس والجن ,أعلم بارك الله فيك أن الحق ليس بكثرة الكتابة ,
فنحن في هذا الحديث نتدارس علم العلل والأسانيد, وكل من الأخوة الأكارم يدلي بدلوه ,وليس هذا المنتدى حكرا على كاتب حازم ,أو مشرف نشيط ,
ورجوعا الى الحديث :فصغار طلبة العلم يعلمون علم يقينيا أن رواية شعبة والثوري عن سماك صحيحة , ولكن العلة في الحديث هي الارسال كما اعله الامام أحمد ,ونقل ابن رجب وغيره لاعلال أحمد ثابت لا مطعن فيه , ونقول علماء الحنابلة -الذين هم أعلم بكلام أحمد من غيرهم - مثل ابن قدامة وابن رجب وابن عبدالهادي له يغني عن التشكيك في صحة سنده , كما هو ظاهر كلامك - حماك الله من الزلل -,وانظر كتاب أقوال الامام أحمد في الطهارة والصلاة ص 44 فقد نقل عن غير ابن عبدالهادي -هداك الله لعلة هذا الحديث -فقد قال أحمد : انفيه لحال سماك ليس أحد يرويه غيره , هذا فيه اختلاف شديد بعضهم يرفعه وبعضهم لا يرفعه ,ومرة قال : روى عن عكرمة مرسلا .واما قولك بان من نقل عن الامام أحمد انما نقل الاختلاف في الحديث ولم ينقل الاعلال فهذه -كبوة الجواد-فراجع الكتب وتأمل ,وكذا قولك بان الامام أحمد متوقف في الحديث فهذه من عجلة الكتابة ان احسنا بك الظن .
واما قولك بان شيخ الاسلام وابن القيم لم ينقلا كلام أحمد , فلا يخفاك أن من علم حجة على من لم يعلم ,ونقل ابن قدامة وابن رجب وابن عبدالهادي لكلام الامام أحمد يغني لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد,ولا يقارن البيهقي وغيره في نقل كلام أحمد بابن رجب وابن عبدالهادي وغيره ,للفائدة فانا لم احكي قاعدة في كتاب العلل للدارقطني لكي تحشد مثالا فهذا أسلوب الخصوم ونحن جميعا نتدارس العلم وبحث الفوائد,علما بان طرائق العلل من أدق المسائل وأسلوب الدارقطني يحتاج الى دراسة لكتاب العلل , وانما نقلت عن الدارقطني أنه لم يرجح شئ بل سكت عن الحكم بالحديث وكذا قاله شيخنا سعد الحميد في تعليقه على العلل أنه لم يرجح شئ , وانما استأنست بعبارة الدارقطني في قوله " رواه محمدبن بكر عن شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس , وغيره يرويه عن شعبة عن سماك عن عكرمة مرسلا , فعبارة وغيره , تشعر بذللك . لمن تأملها بتؤداة واطمئنان ,
والمسألة هي اجتهاد من أخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران , والله أعلم بالصواب والحق .
واني أتعجب من توسعك في ذكر الشواهد في بحثك ,فلو حذفتها لكان أسلم , فالبحث في حديث معين وليس في جمع أحاديث الباب , فتنبه رعاك الله ,
والجميع يعلمون أن العلماء المتأخرين قد صححوا هذا الحديث , ولكن نحن نبحث عن دقائق العلل ,
ولا أدري أكلامك صحيح عندما قلت بان الرواية المرسلة مرجوحة .ام أن اعلال أحمد وابن رجب للحديث بالارسال أصح . فعلى رسلك يا أبا حازم فالحديث مختلف فيه , مع العلم ان بعض العلماء يرد كل ما انفرد به سماك ,البدر المنير 1/396الطبعة المحققة ,
ولا مشاحة في اختلاف وجهات النظر في الحكم على الحديث , فكل له مورده ومشربه . والله أعلم بالصواب .