تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    189

    Question الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    حصل نقاش بيني وبينَ إحدى الأخوات اللاتي يقلن بإباحة الدفوف بإطلاق ..
    وأنه طالما أن المسألة خلافية فلا ينكر أحد على أحد ..
    وأن القول الأشد ليس دائمًا هو الصواب ..
    والأخذ به إنما هو من باب التورع !
    بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ماخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ..
    وأنها استفتت في أمرها المشائخ وأجازوا ذلك ..
    وعندما قلت لها استفتِ في أمرك العلماء الربانيين ..
    قالت وما أدراك أن أولئك علماء ربانيين وغيرهم لا ..!
    بالرغم من أني لم أقصد التصنيف أو الازدراء كما قد يتبادر إلى أذهان البعض ..
    إنما الذي قصدته أن للفتيا أهلها وأن ليس كل شيخ مؤهل للفتوى ..
    وأن أولئك العلماء هم المنهل الذي ينهل منه المشائخ وطلاب العلم ..
    وهم أعلم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
    وكون المسألة خلافية ..
    لا يعني أن الحق مع أيسر القولين !
    وإلا لما أخِذَ على متتبعي الرُّخَص مأخذًا ..
    إنما الأصل أننا ندور مع الدليل حيثُ دار ..
    وأن تلكَ الأقوال يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها !!
    والذي أردته من خلال هذا الموضوع ..
    أن يُرَد على ماكُتِبَ أعلاه من كلام الأخت ..
    إضافةً إلى تبيان موقفنا من الدفوف عن طريق التأصيل العلمي في المسألة ..

    والله اسأل أن يجزيكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء ..
    { وإذا الدَّعَاوَى لَم تَقُمْ بِدَلِيلِهَا بالنَّصِّ فَهِِيَ عَلَى السِّفَاهِ دَلِيلُ ..

  2. #2
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اسمحي لي أن أضيف فوائد لا تغني من جوع

    حصل نقاش بيني وبينَ إحدى الأخوات اللاتي يقلن بإباحة الدفوف بإطلاق ..
    وأنه طالما أن المسألة خلافية فلا ينكر أحد على أحد ..
    بارك الله فيك
    كتاب الشيخ أحمد فريد بعنوان : التربية ، فيه باب اسمه : مسائل خاطئة يتربى عليها الشباب المسلم ذكر فيها قولهم لا إنكار في الخلافيات لو تمكنت من مراجعته فهو خير لأنه ليس بين يدي الآن لأنقل لك.
    وهذه مسألة هامة ، وهي تحديد ما هي الخلافيات التي لا ينكر فيها على المخالف وما هي الخلافيات التي ينكر فيها على المخالف
    بمعنى هل كل خلاف يسوغ فيه أن نقول أن الأمر سعة؟
    بالتأكيد لا ،
    لأن العلماء هتفوا قولا واحدا : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب
    فإذا كان العالم قد يخطئ ويصيب فكيف يسوغ اطلاق القول بعدم الانكار بلا ضوابط؟
    لكن هذا لا يعني أن كل المسائل الخلافية يجوز فيها الانكار ، بالتأكيد هناك مسائل لا يسوغ فيها الانكار .

    وأن القول الأشد ليس دائمًا هو الصواب ..
    نعم هذا كلام صحيح والله أعلم
    منذ أن بدأت الطلب كنت أحتار بين قولين:
    قول يقول الصواب في التورع فكلما اختلفوا نأخذ بالأحوط ويستدلون بحديث الشبهات المتفق عليه (وينسون أن أوله الحرام بين والحلال بين) ثم تراهم يرجحون كل أحوط عندهم حتى يشدد الله عليهم شدا فلا يطيقون فإن هذا الدين متين .
    وقول يقول لا بل إذا اختلفوا نأخذ بالأيسر ويستدلون بحديث ما خير بين اثنين إلا اختار أيسرهما (وينسون أن في الحديث ما لم يكن إثما)

    ولكن طالب العلم يبحث حتى يطمئن قلبه والعامي مقلد في كل شيء إلا في اختيار المفتي فيجتهد ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

    والأخذ به إنما هو من باب التورع !
    الأخذ بالشديد قد يكون مذموما فليس كل آخذ بالأشد متورع بل قد يكون عاصٍ لله ورسوله مثل حديث الثلاثة الذي قالوا ننام ولا نقوم...الخ

    بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ماخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ..
    مالم يكن إثما ولهذا فالحديث لا علاقة له بموضوع الخلاف الفقهي بل هو في أمور الدنيا نيسر على أنفسنا ولعلك تراجعين شرح الحديث في هذا الموقع :
    www.hadith.al-islam.com

    وأنها استفتت في أمرها المشائخ وأجازوا ذلك ..
    وعندما قلت لها استفتِ في أمرك العلماء الربانيين ..
    قالت وما أدراك أن أولئك علماء ربانيين وغيرهم لا ..!
    بالرغم من أني لم أقصد التصنيف أو الازدراء كما قد يتبادر إلى أذهان البعض ..
    إنما الذي قصدته أن للفتيا أهلها وأن ليس كل شيخ مؤهل للفتوى ..
    وأن أولئك العلماء هم المنهل الذي ينهل منه المشائخ وطلاب العلم ..
    وهم أعلم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
    العلماء الربانيين يعرفون طبعا ، فالله تعالى قال فاسئلو أهل الذكر ، فأهل الذكر هم من يستدلون على كلامهم بالذكر (الكتاب والسنة) وتجد على كلامهم نور ظاهر ولم يأتوا بشيء يقدح في مروءتهم (كحلق الحية مثلا) وتراهم يواظبوا على السنن الرواتب ويثبتون في الفتن حين تزل الأقدام إذا تحدثوا تثبتوا ، وإذا أحالوا صدقوا ، وإذا جهل عليهم لم يأتوا بما به تسقط مروءتهم ، هديهم وسمتهم ظاهر الصلاح ، وكلامهم وفتياهم تنطق بالورع لا يخالف إجماعا بقصد ، ولا يقدم قياسا على نص ، ولا يختار للناس ما تهوى إليه القلوب ، بل يربي الناس على العلم الأول والهدي الحق.

    وكون المسألة خلافية ..
    لا يعني أن الحق مع أيسر القولين !
    وإلا لما أخِذَ على متتبعي الرُّخَص مأخذًا ..
    إنما الأصل أننا ندور مع الدليل حيثُ دار ..
    وأن تلكَ الأقوال يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها !!
    عليك بمقدمة الألباني في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهناك كتاب لا أدري هل اشتهر أم لا اسمه صحيح فقه السنة لأبي مالك كمال السيد ، وما يهمني منه هو مقدمته الرائعة التي جمعت فأوفت في هذا الباب

    ومنعا للإشكال في كلمة ندور مع الدليل حيث سيقول الجميع كلهم مع الدليل
    أقول كل العلماء مع الدليل فلماذا لم يتفقوا ؟ فإذا هناك صواب وخطأ والكل مأجور إن شاء الله ولكن كما قال ابن حجر في الفتح في شرحه حديث قتال أهل الردة في باب الإيمان الجزء الأول : وفيه دليل على أن السنة قد تخفى على كبار الصحابة ويطلع عليها آحادهم لهذا لا يلتفت إلى الآراء وإن قويت مع وجود سنة تخالفها ولا يقال كيف خفى ذا على فلان" اهـ

    وطبعا ورد عن كثير من العلماء ذم متتبعي الرخص ومنها قول بعضهم ولا أذكر من : إذا أخت بقول فلان في شرب النبيذ وفلان في المتعة وفلان في كذا اجتمع فيك الشر كله

    والذي أردته من خلال هذا الموضوع ..
    أن يُرَد على ماكُتِبَ أعلاه من كلام الأخت ..
    إضافةً إلى تبيان موقفنا من الدفوف عن طريق التأصيل العلمي في المسألة ..
    عليك بكتاب إغاثة اللهفان لابن القيم فيه فصل طيب في مسألة الدفوف إن لم تخني الذاكرة
    وكتاب تحريم آلات الطرب للألباني مع الأخذ في الاعتبار أن كلا يؤخذ منه ويرد


    والله اسأل أن يجزيكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء ..
    اللهم آمين أتمنى أن أكون قد ساهمت بشيء مفيد ينفعني يوم القيامة ولا يضرني

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    لتحرير الخلاف بينك وبين مخالفك في المسألة يجب التفريق بين أمريـن :
    الأمر الأول : حكم استعمال الدف الذي هو آلة من آلات اللهـو ، والأصل فيه المنع إلا لحالات معينة وردت فيها الرخصـة .
    وهذه رسالة للشيخ عبد الرحمن السحيم : [حُـكم الدفّ للرجال والنساء في غير الأعراس ] على هذا الرابـط :
    http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/b/3.htm

    الأمر الثانـي : حكم استعمال الدف قربة إلى الله عز وجل عن طريق القصائد لتتويب العصاة وهداية الضلال :
    قال شيخ الإسلام بن تيمية : [ وذلك أن كثيراً من الأفعال قد يكون مباحاً في الشريعة أو مكروهاً أو متنازعاً في إباحته وكراهته، وربما كان محرماً أو متنازعاً في تحريمه، فتستحبه طائفة من الناس يفعلونه على أنه حسن مستحب، ودين وطريق يتقربون به، حتى يعدون من يفعل ذلك أفضل ممن لا يفعله، وربما جعلوا ذلك من لوازم طريقتهم إلى الله، أو جعلوه شعار الصالحين وأولياء الله ويكون ذلك خطأً وضلالاً وابتداعَ دين لم يأذن به الله ] اهــــــــ
    وهذا هو الأخطر والمنتشر بين الناس اليوم عن طريق ما يسمى بالأناشيد الإسلامية !
    وهنا ننصح بقراءة فتوى شيخ الإسلام المشهورة في حكم : (( السماع )) أو (( التغبيـر )) الذي قال فيه الإمام الشافعي : [ خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن ] اهـ .
    علق شيخ الإسلام قائلاً : [ وهذا من كمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين فإن القلب إذا تعود سماع القصائد والأبيات والتذ بها حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن ] اهـ .
    وشيخ الإسلام في هذا الفتوى أبطل بفضل الله عز وجل كل أمر استدل به المخالف في جواز استخدام التغبير أو السماع المحدث وأمثاله في الدعوة إلى الله عز وجل .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن السلفية مشاهدة المشاركة
    قول يقول الصواب في التورع فكلما اختلفوا نأخذ بالأحوط ويستدلون بحديث الشبهات المتفق عليه ( وينسون أن أوله الحرام بين والحلال بين) ثم تراهم يرجحون كل أحوط عندهم حتى يشدد الله عليهم شدا فلا يطيقون فإن هذا الدين متين .
    إن أخذوا بالأحوط عند اختلاف العلماء وعدم معرفتهم الحق من أقوال المختلفين فهذا شىء محمود وليس مذموم بل فيه استبراء للدين قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ] ، وحديث : [ من اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ] .
    والظن في الله تعالى أنه سيجازي من يتقون الشبهات بالتيسير عليهم ، لا التشديد عليهم والله تعالى أعلم والله رحيم بعباده .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
    أما بعد :

    الاصل في الدفقوله عليه الصلاة والسلام : فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدف . رواه أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .
    وقوله عليه الصلاة والسلام : أعلنوا النكاح . رواه ابن حبان وغيره ، وحسنه الألباني .
    وروى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها زفّـت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة أما كان معكم لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو .
    كما روى البخاري عن الرُّبيِّع بنت مُعوَّذ رضي الله عنه أنها قالت : دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُني عليّ ، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولي هكذا ، وقولي ما كنت تقولين .
    وهذا إنما كان في عرس الرُّبيِّع بنت مُعوَّذ رضي الله عنها .
    وكان عمر رضي الله عنه إذا استمع صوتا أنكره وسأل عنه ، فإن قيل عرس أو ختان أقـرّه . رواه معمر بن راشد في كتاب الجامع وابن أبي شيبة .
    وفي رواية للبيهقي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا سمع صوتا أو دُفّـاً قال : ما هذا ؟ فإن قالوا : عرس أو ختان صمت .
    ففسّرت رواية البيهقي الصوت الذي يُنكره عمر رضي الله عنه ، وأنه صوت الدفّ .
    وعن عامر بن سعد قال : دخلت على ابن مسعود وقرظة بن كعب وعندهما جوارٍ تغنين فقلت : أتفعلون هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فقال : إنه رُخِّص لنا في اللهو عند العرس . رواه النسائي وابن أبي شيبة والحاكم .
    وعن عمرو بن ربيعة أنه قال كنت مع ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب في عرس فسمعت صوت غناء ، فقلت : ألا تسمعان ؟ فقال : إنه قد رخص لنا في الغناء عند العرس والبكاء على الميت من غير نياحة . رواه ابن أبي شيبة والحاكم في المستدرك .
    وعن إبراهيم النخعي أنه قال كان أصحاب عبد الله – أي ابن مسعود – يستقبلون الجواري في الأزفة معهن الدف فيشقونـها . رواه ابن أبي شيبة .
    قال ابن حجر في الفتح :
    قوله : ( باب ضرب الدف في النكاح والوليمة ) يجوز في الدف ضم الدال وفتحها ، وقوله : ( والوليمة ) معطوف على النكاح أي ضرب الدف في الوليمة ، وهو من العام بعد الخاص ويحتمل أن يريد وليمة النكاح خاصة ، وأن ضرب الدف يشرع في النكاح عند العقد وعند الدخول مثلا وعند الوليمة كذلك .
    وقال ابن عبد البر في التمهيد :
    قال - أي الإمام مالك - : وضرب الدفّ في العرس لا بأس به ، وقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو حنيفة : إذا حضر الوليمة فوجد فيها لعبا فلا بأس أن يقعد ويأكل . وقال هشام الداري عن محمد بن الحسن : إن كان الرجل ممن يُقتدى به فأحب إليّ أن يخرج . وقال الليث بن سعد : إن كان فيها الضرب بالعود واللهو فلا يشهدها . قال أبو عمر - أي ابن عبد البر - : الأصل في هذا الباب ما حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال خبرنا سعيد بن جمهان قال حدثنا سفينة أبو عبد الرحمن أن رجلا أضافه علي بن أبي طالب فصنع له طعاما فقالت فاطمة : لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل معنا ، فدعوه فجاءه فوضع يده على عضادتي الباب فرأى قراما في ناحية البيت فرجع ، فقالت : فاطمة لِعَلِيّ : الحقه ، فقال له : ما رجعك يا رسول الله ؟ فقال : إنه ليس لي أن أدخل بيتا مزوّقـا . كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كَـرِهَ دخول بيت فيه تصاوير ، ولتقدم نـهيه وقوله : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو تماثيل . وكذلك كل منكر إذا كان في البيت فلا ينبغي دخوله ، والله أعلم لرجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طعام دُعِيَ إليه لما رأى في البيت مما ينكره وما تقدم نـهيه عنه
    وقال : قال أهل اللغة : طعام الوليمة هو طعام العرس والإملاك خاصة .
    فأنت ترى – حفظك الله – أن الصحابة ما فهموا الإذن في ضرب الدف في غير النكاح والختان
    وقد تقدّم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخّصَ في اللهو عند العرس .
    فتعبير الصحابة بـ ( رخّص ) يُشعر بأن الأمر قبل الترخيص محظور – أي محرّم – كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخَّص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص من حرير من حكّةٍ كانت بـهما .
    وفي رواية : أن عبد الرحمن بن عوف والزبير شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني القمل فأرخص لهما في الحرير .
    والرُّخصة هنا إنما تكون بعد التحريم ، وليست أمراً مباحاً .
    والرخصة هنا في ضرب الدفّ للنساء دون الرجال .
    قال ابن حجر – رحمه الله – :
    والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء ، فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن .
    وعليه فلا يجوز ضرب الدُفّ لا للرجال ولا للنساء إلا في إعلان النكاح فإنه يجوز ضربه للنساء خاصة ، بل للبُنيّات والتي عُبّر عنهن بـ " الجواري "
    وضرب الدفّ رُخصـة رُخِّص بها للنساء دون الرجال .
    فتعبير الصحابة بـ ( رخّص ) يُشعر بأن الأمر قبل الترخيص محظور – أي محرّم –
    والرُّخصة هنا إنما تكون بعد التحريم .

    قال ابن حزم : لا تكون لفظة الرخصة إلا عن شيء تقدم التحذير منه .
    وقال الشاطبي : وأما الرخصة فما شرع لعذر شاق استثناء من أصل كلي يقتضي المنع مع الاقتصار على مواضع الحاجة فيه .
    وقال صاحب كتاب القواعد والفوائد الأصولية : والرخصة لغة السهولة ، وشرعا : ما ثبت على خلاف دليل شرعي لمعارض راجح . وقيل : استباحة المحظور مع قيام السبب الحاظر
    وقال الآمدى : الرخصة ما شرع لعذر مع قيام السبب المحرم .
    وقال القرافى : هي جواز الإقدام على الفعل مع اشتهار المانع منه شرعا ؛ والمعانى متقاربة . اهـ .
    قال الشيخ حافظ حكمي :

    والرخصة الإذن في أصلٍ لمعذرةٍ === وضدها عزمـة بالأصلِ تنعقـدُ
    فأنت – رعاك الله – ترى أن ضرب الدفّ لم يكن من شِيَمِ الرجـال ، بل هو من شـأن الجواري !!
    وإن ضرب الدفّ خاص بالعرس أو وليمة العرس أو الختان .
    شُبهة وجوابها :
    قد يستدل البعض بما ورد في الصحيحين من حديث عائشة قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : دعهما . فلما غفل غمزتـهما فخرجتا ، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت صلى الله عليه وسلم ، وإما قال : تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده ، وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة . حتى إذا مللت قال : حسبكِ ؟ قلت : نعم . قال : فاذهبي . وهذا قد بوّب عليه الإمام البخاري بـ ( باب الحراب والدرق يوم العيد ) .
    فليس فيه استدلال للمخالف فقد ورد في رواية في الصحيحين عن عائشة قالت : دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث . قالت :
    وليستا بمغنيتين ، فقال أبو بكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا ، وهذا .
    فقول عائشة رضي الله عنها : وليستا بمغنيتين . يدل على أن تلك الجواري اللواتي يضربن الدفوف أو يُغنين لم يكن ذلك من شأنـهن ، كما أن الغناء لم يكن حرفة لهن ، ولم يَكُنّ يُستأجرن لذلك الغرض ! أو تُنفق عليهن الأموال الطائلة .
    ويدل عليه قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و لكن نصب مغنية للنساء و الرجال هذا منكر بكل حال بخلاف من ليست صنعتها ، وكذلك أخذ العوض عليه . و الله أعلم .
    وقال أيضا : وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إلا رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبة امرأته ، فإنـهن من الحق . والباطل من الأعمال هو ما ليس فيه منفعة ، فهذا يرخص فيه للنفوس التي لا تصبر على ما ينفع ، وهذا الحق في القدر الذي يحتاج إليه في الأوقات التي تقتضي ذلك الأعياد والأعراس وقدوم الغائب ونحو ذلك ، وهذه نفوس النساء والصبيان فهن اللواتي كن يغنين في ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ، ويضربن بالدف ، وأما الرجال فلم يكن ذلك فيهم بل كان السلف يُسمُّون الرجل المغنى مخنثا لتشبهه بالنساء .
    وقال رحمه الله : وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف ، كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا لِخاصِّـيّ ، ولكن رخص النبي في أنواع من اللهو في العرس ونحوه ، كما رخص للنساء أن يضربن بالدُّف في الأعراس والأفراح ، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدفٍّ ولا يصفق بكف بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : التصفيق للنساء ، والتسبيح للرجال ، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء . ولما كان الغناء والضرب بالدُّف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ، ويسمون الرجال المغنين مخنّـثا ، وهذا مشهور في كلامهم . ومن هذا الباب حديث عائشة رضى الله عنها لما دخل عليها أبوها رضى الله عنه في أيام العيد وعندها جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر رضي الله عنه : أبمزمار الشيطان في بيت رسول الله ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معرضا بوجهه عنهما مقبلا بوجهه الكريم إلى الحائط ، فقال : دعهما يا أبا بكر ، فإن لكل قوم عيداً ، وهذا عيدنا أهل الإسلام . ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاجتماع عليه ، ولهذا سمّاه الصديق مزمار الشيطان ، والنبي أقـرّ الجواري عليه معللا ذلك بأنه يوم عيد ، والصغار يُرخّص لهم في اللعب في الأعياد كما جاء في الحديث : ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة . وكان لعائشة لعب تلعب بـهن ويجئن صواحباتـها من صغار النسوة يلعبن معها ، وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك ، والأمر والنهى إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع ، كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار . اهـ .
    وقال رحمه الله : و أما غناء الرجال للرجال فلم يبلغنا أنه كان في عهد الصحابة . انتهى كلامه – رحمه الله – .
    ملحوظة : قول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إلا رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبة امرأته ، فإنـهن من الحق .
    يُشعر أن الحديث في الصحيحين أو في أحدهما ، وليس كذلك ، إلا إن كان الشيخ يقصد أنه في الحديث الصحيح ، فهو كذلك .
    تنبيـه :
    حديث : أعلنوا النكاح ، واضربوا عليه بالغربال حديث ضعيف ، ضعّفه جمع من الأئمة .
    قال ابن حجر – رحمه الله – :
    روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : أعلنوا النكاح ، واضربوا عليه بالغربال أي الدف . رواه الترمذي وابن ماجة والبيهقي عن عائشة وفي إسناده خالد بن إلياس وهو منكر الحديث قاله أحمد ، وفي رواية الترمذي عيسى بن ميمون وهو يضعف قاله الترمذي ، وضعفه ابن الجوزي من الوجهين . نعم روى أحمد وابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن الزبير : أعلنوا النكاح . انتهى .
    كما ضعفه ابن الجوزي في العلل المتناهية حديث ضعيف وضعفه الحافظ الزيلعي في نصب الراية

    والله اجل واعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه والتابعين
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوكم ابى عبدالرحمن عبدالله الاثري المعروف بناصر الدعوة

    .


  6. #6
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    قول يقول الصواب في التورع فكلما اختلفوا نأخذ بالأحوط ويستدلون بحديث الشبهات المتفق عليه (وينسون أن أوله الحرام بين والحلال بين) ثم تراهم يرجحون كل أحوط عندهم حتى يشدد الله عليهم شدا فلا يطيقون فإن هذا الدين متين
    أخ صدى الذكريات

    جزاك الله خيرا على التعقيب وكنت أظن أن كلامي واضح فأنا لا اتحدث عن الأحوط في الدليل عند التوقف والتحير والالتباس، بل اعترض على اتخاذه منهجا دائما في كل شيء بحيث أنه كلما اختلفوا نختار الأشد ، ولا أظنك تخالفني أن الأصل اتباع الدليل وليس اتباع التشديد في كل اختلاف ولعل في تعليقك على كلامي ما يزيده وضوحا فبارك الله فيك.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    أكناف بيت المقدس
    المشاركات
    137

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    اللهم ارزقنا اتباع سنة حبيبك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    الأخت سارة - حفظها الله - ..
    بالنسبةِ لكتاب الشيخ أحمد فريد سألتُ عنه ولم أجده عندنا والله المستعان ..
    كما رجعت لمقدمة كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني وكانت مقدمةً ثريَّة بالفائدة ..
    أما كتاب إغاثة اللهفان لم أجد فصل يتحدث عن الدفوف بشكل خاص ..
    إنما جاء ذكره في معرض الكلام عن صوت الشيطان ..
    قال فيه ..
    من المعلوم أن الغناء من أعظم الدواعي إلى المعصية ولهذا فسر صوت الشيطان به ..
    فال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي . أخبرنا يحيى بن المغيرة . أخبرنا جرير عن ليث عن مجاهد . ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك )
    قال : استزل منهم من استطعت قال: ( وصوته الغناء ، والباطل )
    وبهذا الإسناد إلى جرير عن منصور عن مجاهد قال : ( صوته هو المزامير )
    ثم روى بإسناده عن الحسن البصري قال : ( صوته هو الدف ) ..
    وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجل إليه كذلك فكل متكلم بعير طاعة الله ومصوتٍ بيراع أو مزمار أو دفّ حرام ، أو طبل فذلك صوت الشيطان وكل ساع في معصية الله على قدميه فهو من رجله ..
    وكل راكب في معصية الله فهو من خيالته ، كذلك قال السلف ، كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ( رجله كل رجل مشت في معصية الله ) ..

    كتاب فقه السنة ، وجدته في النت وقرأتُ مايهمُّكِ منهُ وشيئًا مما تلاه ..
    ووجدتُ فيما قرأت ردًّا على بعضِ النقاط التي طرحتها الأخت أثناء نقاشها ..
    مما لم أذكره في الموضوع ، كمسألة اختلاف الصحابة وغيرها ..
    وكذا كتاب تحريم آلات الطرب قرأتُ شيئًا منه وسأكمل البقية متى ما أسعفني الوقت إن شاء الله !
    ولا أشك أن فيه من الفائدة الكثير ..

    أما الرابط الذي أحلتني إليه فلم يعمل معي ..
    www.hadith.al-islam.com

    Directory Listing Denied
    This Virtual Directory does not allow contents to be listed.
    شكرَ الله لكِ التوضيح والإضافة والإحالة ..
    وجعلَ ذلك في ميزان حسناتك ..
    { وإذا الدَّعَاوَى لَم تَقُمْ بِدَلِيلِهَا بالنَّصِّ فَهِِيَ عَلَى السِّفَاهِ دَلِيلُ ..

  9. #9
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    جربي تكتبيه :

    hadith.al-islam.com

    هو موقع هام جدا جدا لأنه يحتوي على 9 كتب في الحديث بشروحها وهو تابع للأوقاف السعودية

    بالنسبة لإغاثة اللهفان هناك فصل عن شرح حديث مزمار الشيطان وزجر أبي بكر للجاريتين

    عامة أبحث إن شاء الله ولو توصلت لشيء أقولك
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    الأخ أو الأخت .. صدى الذكريات ..
    جزاكم الله خيرًا على الإفادة ..
    وحفظ الله الشيخ السحيم ..
    رسالة قيِّمة ..
    { وإذا الدَّعَاوَى لَم تَقُمْ بِدَلِيلِهَا بالنَّصِّ فَهِِيَ عَلَى السِّفَاهِ دَلِيلُ ..

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر الدعوة مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
    أما بعد :

    الاصل في الدفقوله عليه الصلاة والسلام : فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدف . رواه أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .
    وقوله عليه الصلاة والسلام : أعلنوا النكاح . رواه ابن حبان وغيره ، وحسنه الألباني .
    وروى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها زفّـت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة أما كان معكم لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو .
    كما روى البخاري عن الرُّبيِّع بنت مُعوَّذ رضي الله عنه أنها قالت : دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُني عليّ ، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولي هكذا ، وقولي ما كنت تقولين .
    وهذا إنما كان في عرس الرُّبيِّع بنت مُعوَّذ رضي الله عنها .
    وكان عمر رضي الله عنه إذا استمع صوتا أنكره وسأل عنه ، فإن قيل عرس أو ختان أقـرّه . رواه معمر بن راشد في كتاب الجامع وابن أبي شيبة .
    وفي رواية للبيهقي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا سمع صوتا أو دُفّـاً قال : ما هذا ؟ فإن قالوا : عرس أو ختان صمت .
    ففسّرت رواية البيهقي الصوت الذي يُنكره عمر رضي الله عنه ، وأنه صوت الدفّ .
    وعن عامر بن سعد قال : دخلت على ابن مسعود وقرظة بن كعب وعندهما جوارٍ تغنين فقلت : أتفعلون هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فقال : إنه رُخِّص لنا في اللهو عند العرس . رواه النسائي وابن أبي شيبة والحاكم .
    وعن عمرو بن ربيعة أنه قال كنت مع ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب في عرس فسمعت صوت غناء ، فقلت : ألا تسمعان ؟ فقال : إنه قد رخص لنا في الغناء عند العرس والبكاء على الميت من غير نياحة . رواه ابن أبي شيبة والحاكم في المستدرك .
    وعن إبراهيم النخعي أنه قال كان أصحاب عبد الله – أي ابن مسعود – يستقبلون الجواري في الأزفة معهن الدف فيشقونـها . رواه ابن أبي شيبة .
    قال ابن حجر في الفتح :
    قوله : ( باب ضرب الدف في النكاح والوليمة ) يجوز في الدف ضم الدال وفتحها ، وقوله : ( والوليمة ) معطوف على النكاح أي ضرب الدف في الوليمة ، وهو من العام بعد الخاص ويحتمل أن يريد وليمة النكاح خاصة ، وأن ضرب الدف يشرع في النكاح عند العقد وعند الدخول مثلا وعند الوليمة كذلك .
    وقال ابن عبد البر في التمهيد :
    قال - أي الإمام مالك - : وضرب الدفّ في العرس لا بأس به ، وقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو حنيفة : إذا حضر الوليمة فوجد فيها لعبا فلا بأس أن يقعد ويأكل . وقال هشام الداري عن محمد بن الحسن : إن كان الرجل ممن يُقتدى به فأحب إليّ أن يخرج . وقال الليث بن سعد : إن كان فيها الضرب بالعود واللهو فلا يشهدها . قال أبو عمر - أي ابن عبد البر - : الأصل في هذا الباب ما حدثناه سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال خبرنا سعيد بن جمهان قال حدثنا سفينة أبو عبد الرحمن أن رجلا أضافه علي بن أبي طالب فصنع له طعاما فقالت فاطمة : لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل معنا ، فدعوه فجاءه فوضع يده على عضادتي الباب فرأى قراما في ناحية البيت فرجع ، فقالت : فاطمة لِعَلِيّ : الحقه ، فقال له : ما رجعك يا رسول الله ؟ فقال : إنه ليس لي أن أدخل بيتا مزوّقـا . كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كَـرِهَ دخول بيت فيه تصاوير ، ولتقدم نـهيه وقوله : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو تماثيل . وكذلك كل منكر إذا كان في البيت فلا ينبغي دخوله ، والله أعلم لرجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طعام دُعِيَ إليه لما رأى في البيت مما ينكره وما تقدم نـهيه عنه
    وقال : قال أهل اللغة : طعام الوليمة هو طعام العرس والإملاك خاصة .
    فأنت ترى – حفظك الله – أن الصحابة ما فهموا الإذن في ضرب الدف في غير النكاح والختان
    وقد تقدّم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخّصَ في اللهو عند العرس .
    فتعبير الصحابة بـ ( رخّص ) يُشعر بأن الأمر قبل الترخيص محظور – أي محرّم – كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخَّص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص من حرير من حكّةٍ كانت بـهما .
    وفي رواية : أن عبد الرحمن بن عوف والزبير شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني القمل فأرخص لهما في الحرير .
    والرُّخصة هنا إنما تكون بعد التحريم ، وليست أمراً مباحاً .
    والرخصة هنا في ضرب الدفّ للنساء دون الرجال .
    قال ابن حجر – رحمه الله – :
    والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء ، فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن .
    وعليه فلا يجوز ضرب الدُفّ لا للرجال ولا للنساء إلا في إعلان النكاح فإنه يجوز ضربه للنساء خاصة ، بل للبُنيّات والتي عُبّر عنهن بـ " الجواري "
    وضرب الدفّ رُخصـة رُخِّص بها للنساء دون الرجال .
    فتعبير الصحابة بـ ( رخّص ) يُشعر بأن الأمر قبل الترخيص محظور – أي محرّم –
    والرُّخصة هنا إنما تكون بعد التحريم .

    قال ابن حزم : لا تكون لفظة الرخصة إلا عن شيء تقدم التحذير منه .
    وقال الشاطبي : وأما الرخصة فما شرع لعذر شاق استثناء من أصل كلي يقتضي المنع مع الاقتصار على مواضع الحاجة فيه .
    وقال صاحب كتاب القواعد والفوائد الأصولية : والرخصة لغة السهولة ، وشرعا : ما ثبت على خلاف دليل شرعي لمعارض راجح . وقيل : استباحة المحظور مع قيام السبب الحاظر
    وقال الآمدى : الرخصة ما شرع لعذر مع قيام السبب المحرم .
    وقال القرافى : هي جواز الإقدام على الفعل مع اشتهار المانع منه شرعا ؛ والمعانى متقاربة . اهـ .
    قال الشيخ حافظ حكمي :

    والرخصة الإذن في أصلٍ لمعذرةٍ === وضدها عزمـة بالأصلِ تنعقـدُ
    فأنت – رعاك الله – ترى أن ضرب الدفّ لم يكن من شِيَمِ الرجـال ، بل هو من شـأن الجواري !!
    وإن ضرب الدفّ خاص بالعرس أو وليمة العرس أو الختان .
    شُبهة وجوابها :
    قد يستدل البعض بما ورد في الصحيحين من حديث عائشة قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : دعهما . فلما غفل غمزتـهما فخرجتا ، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت صلى الله عليه وسلم ، وإما قال : تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده ، وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة . حتى إذا مللت قال : حسبكِ ؟ قلت : نعم . قال : فاذهبي . وهذا قد بوّب عليه الإمام البخاري بـ ( باب الحراب والدرق يوم العيد ) .
    فليس فيه استدلال للمخالف فقد ورد في رواية في الصحيحين عن عائشة قالت : دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث . قالت :
    وليستا بمغنيتين ، فقال أبو بكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا ، وهذا .
    فقول عائشة رضي الله عنها : وليستا بمغنيتين . يدل على أن تلك الجواري اللواتي يضربن الدفوف أو يُغنين لم يكن ذلك من شأنـهن ، كما أن الغناء لم يكن حرفة لهن ، ولم يَكُنّ يُستأجرن لذلك الغرض ! أو تُنفق عليهن الأموال الطائلة .
    ويدل عليه قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و لكن نصب مغنية للنساء و الرجال هذا منكر بكل حال بخلاف من ليست صنعتها ، وكذلك أخذ العوض عليه . و الله أعلم .
    وقال أيضا : وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إلا رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبة امرأته ، فإنـهن من الحق . والباطل من الأعمال هو ما ليس فيه منفعة ، فهذا يرخص فيه للنفوس التي لا تصبر على ما ينفع ، وهذا الحق في القدر الذي يحتاج إليه في الأوقات التي تقتضي ذلك الأعياد والأعراس وقدوم الغائب ونحو ذلك ، وهذه نفوس النساء والصبيان فهن اللواتي كن يغنين في ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ، ويضربن بالدف ، وأما الرجال فلم يكن ذلك فيهم بل كان السلف يُسمُّون الرجل المغنى مخنثا لتشبهه بالنساء .
    وقال رحمه الله : وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف ، كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا لِخاصِّـيّ ، ولكن رخص النبي في أنواع من اللهو في العرس ونحوه ، كما رخص للنساء أن يضربن بالدُّف في الأعراس والأفراح ، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدفٍّ ولا يصفق بكف بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : التصفيق للنساء ، والتسبيح للرجال ، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء . ولما كان الغناء والضرب بالدُّف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ، ويسمون الرجال المغنين مخنّـثا ، وهذا مشهور في كلامهم . ومن هذا الباب حديث عائشة رضى الله عنها لما دخل عليها أبوها رضى الله عنه في أيام العيد وعندها جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر رضي الله عنه : أبمزمار الشيطان في بيت رسول الله ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معرضا بوجهه عنهما مقبلا بوجهه الكريم إلى الحائط ، فقال : دعهما يا أبا بكر ، فإن لكل قوم عيداً ، وهذا عيدنا أهل الإسلام . ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاجتماع عليه ، ولهذا سمّاه الصديق مزمار الشيطان ، والنبي أقـرّ الجواري عليه معللا ذلك بأنه يوم عيد ، والصغار يُرخّص لهم في اللعب في الأعياد كما جاء في الحديث : ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة . وكان لعائشة لعب تلعب بـهن ويجئن صواحباتـها من صغار النسوة يلعبن معها ، وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك ، والأمر والنهى إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع ، كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار . اهـ .
    وقال رحمه الله : و أما غناء الرجال للرجال فلم يبلغنا أنه كان في عهد الصحابة . انتهى كلامه – رحمه الله – .
    ملحوظة : قول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إلا رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبة امرأته ، فإنـهن من الحق .
    يُشعر أن الحديث في الصحيحين أو في أحدهما ، وليس كذلك ، إلا إن كان الشيخ يقصد أنه في الحديث الصحيح ، فهو كذلك .
    تنبيـه :
    حديث : أعلنوا النكاح ، واضربوا عليه بالغربال حديث ضعيف ، ضعّفه جمع من الأئمة .
    قال ابن حجر – رحمه الله – :
    روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : أعلنوا النكاح ، واضربوا عليه بالغربال أي الدف . رواه الترمذي وابن ماجة والبيهقي عن عائشة وفي إسناده خالد بن إلياس وهو منكر الحديث قاله أحمد ، وفي رواية الترمذي عيسى بن ميمون وهو يضعف قاله الترمذي ، وضعفه ابن الجوزي من الوجهين . نعم روى أحمد وابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن الزبير : أعلنوا النكاح . انتهى .
    كما ضعفه ابن الجوزي في العلل المتناهية حديث ضعيف وضعفه الحافظ الزيلعي في نصب الراية

    والله اجل واعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه والتابعين
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوكم ابى عبدالرحمن عبدالله الاثري المعروف بناصر الدعوة

    .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى الذكريات مشاهدة المشاركة
    وهذه رسالة للشيخ عبد الرحمن السحيم : [حُـكم الدفّ للرجال والنساء في غير الأعراس ] على هذا الرابـط :
    http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/b/3.htm
    ...
    { وإذا الدَّعَاوَى لَم تَقُمْ بِدَلِيلِهَا بالنَّصِّ فَهِِيَ عَلَى السِّفَاهِ دَلِيلُ ..

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: الدفوف بين التحليل والتحريم والتقييد والإطلاق !! .. موقفنا منها ؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة
    جربي تكتبيه :

    Hadith.al-islam.com

    هو موقع هام جدا جدا لأنه يحتوي على 9 كتب في الحديث بشروحها وهو تابع للأوقاف السعودية

    بالنسبة لإغاثة اللهفان هناك فصل عن شرح حديث مزمار الشيطان وزجر أبي بكر للجاريتين

    عامة أبحث إن شاء الله ولو توصلت لشيء أقولك
    نعم عمل الآن .. جزاكِ الله خيرًا ..
    وشكر الله لكِ حرصك واهتمامك ..
    وزادكِ علمًا وفقهًا في دينه ..
    { وإذا الدَّعَاوَى لَم تَقُمْ بِدَلِيلِهَا بالنَّصِّ فَهِِيَ عَلَى السِّفَاهِ دَلِيلُ ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •