بعث إليّ أحد إخواننا في الله شبهة ذكرها رافضي عن الفاروق عمر رضي الله عنه ؛
فقال الرافضي :
يقولون ( يعني أهل السنة ) :
إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يخاف في الله لومة لائم وإن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا
الله بأن يعز الاسلام بأحد العمرين ..
في حين ورد في( صحيح البخاري ) برقم ( 3864 ) ما يفيد أن عمر خاف من القوم ان يقتلوه !
قال الأخ السائل :
هم يرددون أن هذا الحديث دليل على جبنه وأنه جبان ... وأستغفر الله العظيم من هذا الكلام !!
هذا ما يقولون .
والحديث هو :
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني بن وهب قال حدثني عمر بن محمد قال فأخبرني جدي زيد بن عبد
الله بن عمر عن أبيه قال :
بينما هو في الدار خائفاً ؛
إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة
وقميص مكفوف بحرير ، وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية ،
فقال له :
ما بالك ؟
قال :
زعم قومك أنهم سيقتلونني أن أسلمت ( أي بسسب إسلامي ) !
قال :
لا سبيل إليك .
بعد أن قالها أمنت ،
فخرج العاص فلقي الناس قد سأل بهم الوادي
فقال :
أين تريدون ؟
فقالوا :
نريد هذا بن الخطاب الذي صبأ !
قال :
لا سبيل إليه ؛
فكّر الناس ( أي انصرفوا ) .
قال الرافضي :
فلا أدري أي عز للإسلام أتى من إسلام عمر ! ؟
عندما أقرأ تلك الروايات فتتبادر إلى ذهني روايات دونكيشوت مع عمالقته الذي كان يصارعهم و هم
بالحقيقة طواحين الهواء ( بمعنى أن الروايات خيالية ) !
قال علي رضا :
جواب الرافضي يتلخص في نقاط :
أولاً :
النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا الله بأن يعز الإسلام بأحب الرجلين إليه تعالى ؛
فكان هو عمر بن الخطاب وليس عمرو بن هشام أبو جهل .
... فهل عندكم اعتراض على كلام النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أم أنكم تردون كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يعجبكم ؟
ثانياً :
لو تأملتم الحديث لعرفتم سبب خوف عمر في نفس لفظ الحديث :
( سال بهم الوادي) .
أي :
أنهم عدد كبير قادم لقتل عمر ؛
أفترون أنه لا يخاف أي إنسان في هذا الموقف ؟
ثالثاً :
موسى عليه السلام كليم الله تعالى أوجس في نفسه خيفة من الثعبان فلم يضره ذلك ، بل قال الله له :
إنك من الآمنين .
و قال تعالى :
( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ
النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا (( خَائِفاً يَتَرَقَّبُ )) قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ ) .
فهل تؤمنون بموسى عليه السلام ؟
فإن قلتم :
نعم !
فنقول :
فهل هو جبان ؟
فلو قلتم :
نعم لكفرتم .
رابعاً :
الشجاعة لا تعني التهور والذهاب لمحاربة قوم سال بهم الوادي ؛
فالشجاعة تكون في موضعها الصحيح شجاعة ، وفي غير ذلك تهوراً .
خامساً :
الجبن تعريفه كما في لسان العرب قال :
الجبان من الرجال :
الذي يهاب التقدم على كل شيء ؛ ليلاً كان أو نهاراً !!