تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تطوير الدرس اللغوي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    12

    افتراضي تطوير الدرس اللغوي

    أحبتي الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    أثيرُ هنا مسألة جد هامة وتتعلق بعلاقتنا بالتراث اللغوي، وموقفنا مما خلفه جهابذة الفكر العربي في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالنحو والصرف.
    فمن خلال تصفح العديد من الكتب اللغوية المؤلَّفة في العصر الحديث وكذا الكثير من الكتب المدرسية التي تحاول تبسيط القواعد بالشرح والتحليل والتطبيق، من خلال ذلك يتبين أن المؤلِّفين يأخذون عن القدامى دون تمحيص أو مبادرات لتحوير معلومة تبدو غامضة أو معقدة وعسيرة على الفهم خاصة بالنسبة للمتعلمين. فالأولون قد اجتهدوا اجتهادات باهرة لتقعيد النحو، لكنهم ـ وبحكم كونهم بشراً ـ لم يدققوا في بعض الجوانب ووقفوا عند ما اعتقدوه غاية التبسيط والصواب.

    وأقدم هنا أمثلة على ذلك مع اقتراحات بديلة بهدف تسريع عملية الإدراك بكل بوضوح:

    ـ في موضوع درس النداء، سمَّى القدماء النوع الأول بـ: المفرد العَلَم، وتبعهم في ذلك الكثير ممن ألَّف في هذا الباب، ولكن عندما نقول مثلاً: (يا هذا، أنصت) أو (يا مَنْ يتحدث مع صديقه، انتبه)، فكيف نعرب المنادى هنا؟ فهو في المثالين ليس عَلَماً مفرداً وليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف ولا نكرة مقصودة ولا نكرة غير مقصودة. إذن، على هذا الأساس، يتعذر إعرابهما لأن كلاًّ منها لاينتمي إلى أي نوع من أنواع المنادى المعروفة.
    ولِنستطيع الإعراب السابق، يجب أن يكون النوع الأول هكذا: (المفرد المعرفة)، فيدخل في النوع الأول العَلَم واسم الموصول واسم الإشارة وغيرها من المعارف التي يمكن مناداتها بدون واسطة، وبذلك يمكن إعراب المنادين السابقين لأن الحكم الإعرابي لكل منهما صار معروفاً.

    ـ الحكم الإعرابي الذي أعطاه النحاة لـ (المفرد العَلَم) [على تسمية القدامى] وكذا للنكرة المقصودة هو: يُبنى على ما يُرفَع به، وهذا الحُكم يحمل من التشويش الدَّلالي ما يجعله بعيداً عن أفهام تلامذة المؤسسات التعليمية، ذلك أن ما يُرفَع به الاسم هو العامل النحوي مثل الفعل وما يعمل عمله وغيره من العوامل الرافعة، وعلى هذا، فلا يجوز أن نقول إن هذا المنادى مبني على فعل كذا...والصحيح هو أن يكون حكم كل من المفرد العلم أي المفرد المعرفة، والنكرة المقصودة هكذا: يبنى على ماكان علامة رفعه قبل النداء. أي إذا كانت علامة رفعه قبل النداء هي الضمة سيبنى في النداء على الضم، وإذا كانت علامة رفعه هي ألف الاثنين قبل النداء سيبنى على ألف الاثنين، وإذا كانت علامة رفعه الواو قبل النداء سيبنى على الواو. إذن، فهو يُبنى على علامة الرفع وليس على عامل الرفع.
    وهناك من سمى هذه الأسماء المعرِفة التي ليست عَلَماً: الملحق بالمفرد العلم.

    ـ في موضوع الممنوع من الصرف المختوم بألف التأنيث الممدودة والمختوم بألف التأنيث المقصورة: قال القدامى في هذا الصدد وحسب اجتهادهم: يُمْنَع الاسم من الصرف إذا كان مختوماً بألف التأنيث الممدودة أو بألف التأنيث المقصورة.
    في هذه المعلومة شيء لابأس به من البلبلة، ذلك أن مسألة التأنيث الواردة في القاعدة غير مفهومة للكثير من طلبة العِلْم، فأين هو التأنيث المشار إليه؟ فمثلاً، كلمة (أصدقاء)، ممنوعة من الصرف لأنها ـ حسب النحاة ـ مختومة بألف التأنيث الممدودة، لكن كلمة أصدقاء تدل على المذكر وليس على المؤنث، ويفسرون هذا الأمر بكون التأنيث هنا يخص اللفظ وليس تأنيثاً معنويّاً، ولكن كيف يمكن استيعاب تأنيثية اللفظ؟!

    والأمر نفسه بالنسبة لكلمة (مرضى) مثلاً، فهي ممنوعة من الصرف لأنها مختومة بألف التأنيث المقصورة، دائماً حسب إعراب النحاة، فأين هو التأنيث هنا؟! سيقولون إن التأنيث لفظي!

    ولذلك، فيمكن تبسيط الأمر على الشكل الآتي:
    قبل دراسة الاسم الممنوع من الصرف، يجب تدريس كل من الاسم الممدود والاسم المقصور، ومن بين العناصر التي يجب التعرض لها هو طبيعة همزة الاسم الممدود المختوم بها، وطبيعة ألف الاسم المقصور المختوم بها، ويمكن أن يكون ذلك كالآتي:

    الاسم الممدود، ينقسم بحسب همزته المختوم بها إلى:

    1) الممدود الذي همزته أساسية في بنيته، مثل: وضَّاء.
    2) الممدود الذي همزته المختوم بها منقلبة عن واو، مثل: سَماء.
    3) الممدود الذي همزته المختوم بها منقلبة عن ياء، مثل: بِناء.
    4) الممدود الذي همزته المختوم بها زائدة، مثل: خضراء.

    والممدود الممنوع من الصرف هو الذي تكون همزته المختوم بها زائدة.
    وتُعْرَف طبيعة همزة الاسم الممدود بواسطة الميزان الصرفي.
    وعلى هذا الأساس يمكن التمييز بكل سهولة بين المنصرف والممنوع من الصرف فيما يأتي: أنبياء، صحراء، عطاء، كساء، فناء، وباء، حمراء، مساء، عذراء...

    الاسم المقصور ينقسم بحسب ألفه المختوم به إلى:

    1)المقصور الذي ألفه المختوم بها منقلبة عن واو، مثل: عصاً.
    2)المقصور الذي ألفه المختوم بها منقلبة عن ياء، مثل: فتىً.
    3)المقصور الذي ألفه المختوم بها زائدة، مثل: ذكرى.

    والاسم المقصور الممنوع من الصرف هو الذي تكون ألفه المختوم بها زائدة.
    وتُعْرَف نوعية ألف الاسم المقصور بواسطة الميزان الصرف.
    وبذلك يسهل التمييز بين المنصرف والممنوع من الصرف فيما يأتي: معنىً، عصاً، مرضى، مثنىً، حبلى، جرحى...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    193

    افتراضي رد: تطوير الدرس اللغوي

    أحسنت بارك الله فيك



    لكن هنا في كلامك إشكال أخي ابراهيم .. فإنك تقترح تسمية هذا النوع ( المفرد المعرفة ) بينما هناك معارف لاتدخل ضمن إعرابها , مثل المعرف بأل .. ولكنك تحرزت من ذلك بقولك ( فيدخل في النوع الأول العَلَم واسم الموصول واسم الإشارة وغيرها من المعارف التي يمكن مناداتها بدون واسطة، ) ولكنك وقعت في مشكلة أخرى فإن الاسم الموصول لاينادى بدون واسطة !!
    فيبقى الإشكال في التسمية !

    ولكن يبقى الإشكال أيضاً في تسمية القدامى , فإن اسم الإشارة والمعرف بأل لايدخل ضمن العلم المفرد , لأنهما ليسا علمين !



    والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: تطوير الدرس اللغوي

    أخي العزيز عبيد السعيد
    حياك الله وسدد خطاك
    وشكراً على التنويه والتنبيه.
    يبدو أن العبارة واضحة لاإشكال فيها، ذلك أن الحكم مقيد بشرط صلاحية المعارف المشار إليها للنداء بدون واسطة.
    وهكذا، فالاسم الموصول الصالح للنداء بعضه ينادى بدون واسطة، مثل: يا مَنْ..، وبعضه ينادى بالواسطة، مثل: يا أيها الذين ...
    أما الإشكال الوارد في تسمية القدامى للنوع الأول من أنواع المنادى:(المفرد العَلَم)، فقد اقترحتُ أن يسمى : (المفرد المعرفة)، وحينذاك يزول الإشكال.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •