تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

  1. #1

    افتراضي تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    قال أبو يعلى الموصلي في ( مسنده ) : [رقم/4386 ]:
    حدثنا مصعب حدثني بشر بن السري عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(
    إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ).
    ـــــــــــــــ ــــــــ
    [4386 ] (
    ضعيف
    ) أخرجه الطبراني في الأوسط [1/ رقم/ 897]، والبيهقي في الشعب [4/ رقم/ 5314]، وابن عدي في الكامل [361/6]، وغيرهم من طرق عن مصعب بن عبد الله الزبيري عن بشر بن السري عن مصعب بن ثابت الزبيري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به ....
    قال الطبراني: (
    لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مصعب، تفرد به بشر!!).
    قلت:
    إن كان يقصد أن بِشْرًا تفرد به بهذا اللفظ، فنعم ! وإلا فلم يتفرد به بشر أصلا ! بل تابعه عليه غيره كما سيأتي.
    وبِشْر: حافظ ثقة مأمون ثبت؛ رماه بعضهم بقول جهم!! وهو منه براء!! فالعجب للمناوي!! يعل الحديث به في الفيض [286/2]!! ويقول: (فيه بشر بن السري، تُكلِّم فيه من قبل تجهُّمه!!)
    .
    قلت:
    نعم: تُكُلِّمَ فيه بذلك!! وما كل من تُكلِّم فيه بشيء يثبت عليه بمجرد الكلام!!
    وبشر قد بدرتْ منه هفوة ظن بعضهم منها أنه يتجهَّم!! ومع ذلك فقد تاب الرجل واعتذر مما صدر منه!!
    وقد شاهده ابن معين وهو مستقبل الكعبة يدعو على قوم يرمونه برأي جهم!!
    كما نقله عنه الحافظ في تهذيبه [450/1]، ونقل عنه أيضًا أنه كان يقول: (
    معاذ الله أن أكون جهميا
    )!! وهو مُصدَّق في هذا، وقد كان واعظًا خاشعًا من الصالحين -يرحمه الله.
    فانظر كيف طاب للمناوي أن يعل الحديث بهذا الرجل الفاضل!! ثم يغفل عن علته الحقيقية!! وهي قول الحافظ مغلطاي البكجري في شرح سنن ابن ماجه [1668/1]، بعد أن عزا الحديث لابن عدي وحده!!: (
    تفرد به مصعب بن ثابت، وهو ضعيف
    !!).
    وقال البوصيري في الإتحاف [116/3]، بعد أن ساقه من طريق المؤلف به..: (
    هذا إسناد ضيعف؛ لضعف مصعب بن ثابت) أما صاحبه الهيثمي فإنه قال في المجمع [175/4]: (رواه أبو يعلي، وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان!! وضعفه جماعة!!).قلت: قد توقف ابن حبان عن توثيقه!! فإنه لما ذكره في الثقات [478/7]، قال: ( وقد أدخلته في الضعفاء، وهو ممن استخرت الله فيه!!) وقد ترجمه في المجروحين [28/3-29]، وقال: (منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير؛ فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه!!
    ) وقوله الثاني هو المتبع؛ لكون جميع النقاد على تضعييف مصعب!! ضعَّفه أحمد وأبو حاتم وابن معين والدارقطني وابن سعد وأبو زرعة وغيرهم!! وساق له ابن عدي هذا الحديث في ترجمته من (الكامل). وقال الذهبي في (الكاشف): (لين لغلطه!!) وقال الحافظ في (التقريب): (لين الحديث، وكان عابدًا!!)
    قلت:
    فَلَمْ تُجْديه عبادته وزهده في تمشية حاله!! كما لم ينفع فقه أبي حنيفة وابن أبي ليلي وشريك القاضي وأضرابهم أن كانوا ضعفاء في الرواية!! فالإسناد منكر من هذا الطريق!!
    وقد اختلف فيه على مصعب بن عبد الله الزبيري!!
    فرواه عنه المؤلف وأحمد بن يحيي الحلواني ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإدريس بن عبد الكريم وبهلول بن إسحاق وغيرهم كلهم على الوجه الماضي به ...
    وخالفهم جميعًا
    :أحمد بن محمد بن المستلم!! فرواه عن مصعب فقال: ثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به ....!!
    فأسقط منه (بشر بن السري) وأبدل: (مصعب بن ثابت) بـ (مالك بن أنس!!) هكذا أخرجه البيهقي في الشعب [4/ رقم/ 5313]، من طريق شيخه الحاكم عن أبي بكر ابن أبي دارم عن أحمد بن محمد به ...
    قال البيهقي: (
    كذا قال!!وأظنه غلطًا!!).
    قلت:
    بل هو كذب له قُرُون!! ما رواه مالك ولا حدَّث به قط !
    وابن أبي دارم حافظ معروف!! إلا أنه كان رافضيا محترقاً!! ساقط العدالة مطروح الأمر!! وقد كذَّبه الذهبي في (الميزان) بخط عريض!! ونقل عن تلميذه الحاكم أنه قال عنه: (
    رافضي غير ثقة
    !!) ونقل عن الحافظ محمد بن أحمد بن حماد الكوفي -وليس بأبي بشر الدولابي- أنه شهد عليه بالوضع!! وشيخه ابن المسلم وإن كنتُ لم أقف على توثيقه بعد!! إلا أنه لا يحتمل مثل هذا الباطل!! وترجمته في تاريخ بغداد [99/5].
    وقال البيهقي بعد أن ساق الحديث بالإسناد الأول عن مصعب الزبيري عن بشر بن السري عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة بإسنده به ... قال: (
    هذا أصح، وليس لمالكٍ فيه أصل!! ورواه أيضًا أبو الأزهر عن بشر بن السري).
    وهكذا رواه محمود بن غيلان أيضًا عن بشر به ...... .عند البيهقي في الشعبب [4/ رقم 5312].
    ولم ينفرد به بشر عن مصعب، بل تابعه عليه الفضل بن موسى السيناني بلفظ: (
    إن الله يحب إذا عمل العبد عملاً أن يحكمه)
    أخرجه ابن أبي داود في المصاحف [ص/344/طبعة الفاروق]، والعسكري كما في المقاصد الحسنة [ص/204].
    وللحديث شاهد مرفوعًا
    من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن جده ... .نحوه .... عند البيهقي في الشعب [4/ رقم/ 5315]، وجماعة وهو واهٍ !! مع كونه اختلف في سنده أيضًا كما ذكره السخاوي في المقاصد [ص/ 205].
    وفي الباب أيضًا:
    عن أبي هريرة عند ابن عدي في الكامل [288/6]، وسنده باطل!!
    وعن أسماء بن يزيد الأنصارية
    عند ابن سعد في الطبقات [143/1]، وسنده مظلم جدًا!!
    وعن أم عبد الرحمن بن حسان بن ثابت
    عند ابن سعد أيضًا [215/8]، والطبراني في الكبير [24 / رقم 776]، وسنده ساقط أيضًا!!
    وله شاهد مرسل
    عند ابن سعد في الطبقات [141/1-142]، وهو مع إساله ضعيف جدًا!! ولا يصح في هذا الباب حديث!! والله المستعان..

    انتهى بحروفه من : ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) [رقم/4386 ].

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    792

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    وللفائدة أيضا:

    1113- " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 106 :

    قال في " المجمع " ( 4 / 98 ) : " رواه أبو يعلى عن عائشة و فيه مصعب بن
    ثابت ، وثقه ابن حبان و ضعفه جماعة " . و في " التقريب " : " لين الحديث " .
    قلت : و صحح له الحاكم ( 2 / 301 ) حديثا في انتظار الصلاة ، و وافقه الذهبي
    و هو من تساهلهما . و الحديث عزاه السيوطي للبيهقي فقط في " الشعب " و قال
    المناوي : " و فيه بشر بن السري تكلم فيه من قبل تجهمه ، و كان ينبغي للمصنف
    الإكثار من مخرجيه إذ منهم أبو يعلى و ابن عساكر و غيرهما " .
    قلت : إن لم يكن في سند البيهقي من ينظر في حاله غير بشر هذا فالإسناد عندي قوي
    لأن الكلام الذي أشار إليه المناوي في بشر لا يقدح فيه لأنه ثقة في نفسه بل هو
    فوق ذلك ففي " التقريب " : " ثقة متقن طعن فيه برأي جهم ، ثم اعتذر و تاب " .
    حتى و لو كان رأيه هذا يقدح في روايته فلا يجوز ذلك بعد أن تاب منه و اعتذر ،
    و إن كان في سند البيهقي مصعب بن ثابت فيكون المناوي قد أبعد النجعة حيث لم يعل
    الحديث به بل بالثقة المتقن ! و الظاهر الأول . و الله أعلم .
    و للحديث شاهد يقويه بعض القوة و هو بلفظ : " إن الله يحب من العامل إذا عمل أن
    يحسن " . أخرجه البيهقي . في " الشعب " من حديث قطبة بن العلاء بن المنهال عن
    أبيه عن عاصم بن كليب عن كليب بن شهاب الجرمي مرفوعا . و سببه رواه العلاء قال
    : قال لي محمد بن سوقة : اذهب بنا إلى رجل له فضل ، فانطلقا إلى عاصم بن كليب
    فكان مما حدثنا أنه قال : حدثني أبي كليب أنه شهد مع أبيه جنازة شهدها مع رسول
    الله صلى الله عليه وسلم و أنا غلام أعقل و أفهم ، فانتهى بالجنازة إلى القبر
    و لم يمكن لها ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سووا في لحد هذا .
    حتى ظن الناس أنه سنة فالتفت إليهم فقال : أما إن هذا لا ينفع الميت و لا يضره
    و لكن ، إن الله . الحديث . هكذا أورده المناوي في " الفيض " من طريق البيهقي
    ثم قال : " و قطبة بن العلاء أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : ضعفه النسائي
    و قال أبو حاتم لا يحتج به . قال أعني الذهبي : والده العلاء لا يعرف ، و عاصم
    ابن كليب قال ابن المديني لا يحتج بما انفرد به . ا هـ . و كليب ذكره ابن عبد
    البر في الصحابة و قال : له و لأبيه شهاب صحبة ، لكن قال في التقريب : و هم من
    ذكره في الصحابة بل هو من الثالثة . و عليه فالحديث مرسل " . و الحديث رواه
    الطبراني أيضا في " الكبير " كما في " المجمع " ( 4 / 98 ) و قال : " و فيه
    قطبة بن العلاء و هو ضعيف ، و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به و جماعة لم
    أعرفهم " . و له شاهد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 155 ) : " أخبرنا
    محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان ابن
    ثابت عن أمه ، و كانت أخت مارية يقال لها : سيرين فوهبها النبي صلى الله عليه
    وسلم لحسان فولدت له عبد الرحمن - قالت : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما
    حضر إبراهيم و أنا أصيح و أختي ما ينهانا ، فلما مات نهانا عن الصياح و غسله
    الفضل بن عباس ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، ثم رأيته على شفير
    القبر و معه العباس إلى جنبه و نزل في حفرته الفضل و أسامة زيد و كسفت الشمس
    يومئذ ، فقال الناس : لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها
    لا تخسف لموت أحد و لا لحياته ، و رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في
    اللبن فأمر بها تسد فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أما إنها لا تضر
    و لا تنفع و لكنها تقر عين الحي و إن العبد إذا عمل عملا أحب الله أن يتقنه " .
    و إسناده رجال موثقون غير محمد بن عمر و هو الواقدي فإنه ضعيف جدا .

    (السلسلة الصحيحة من المكتبة الشاملة)
    كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا
    فتأمل.

  3. #3

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    وشيخه ابن المسلم ....!
    صوابه: ( ابن المستلم ).

  4. #4

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشجعي مشاهدة المشاركة
    وللفائدة أيضا:
    1113- " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " .
    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 106 :
    قال في " المجمع " ( 4 / 98 ) : " رواه أبو يعلى عن عائشة و فيه مصعب بن
    ثابت ، وثقه ابن حبان و ضعفه جماعة " . و في " التقريب " : " لين الحديث " .
    القول الصحيح
    هو ما قاله الأخ أبو المظفر السناري حفظه الله
    من أن الحديث ( ضعيف )
    إن لم يكن ضعيف جدا

    ومصعب ابن ثابت قال عنه
    ابن معين ليس بشيء واتفقوا على ضعفه وقد بين الأخ مافيه
    وشواهده ساقطة جدا
    وأما قول الذهبي لين لغلطه
    وتبعه أحمد شاكربقوله أن من ضعفه فإنما ذهب إلى كثرة غلطه
    كما ذكر أحد الأخوة
    فيرده ما قال ابن حبان من أنه (منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير؛ فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه )

    ولا شك أن معناه صحيح إن كان المعمول حسنا
    قال الله تعالى ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
    و في الصحيح " إن الله كتب الإحسان على كل شيء.... "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    شكر الله لك يا أبا المظفر.. وأغدق عليك نعمه وأكثر..

    في الحقيقة أخي الكريم هي وقفة يسيرة _ مهمة _ بالنسبة للوجه المرسل من الحديث..
    الحديث المرسل قد روي عن عطاء بن يسار رحمه الله رفعه..
    وهو يروى عنه من طريقين.. ويشهد له شاهدين.. _ وهذا في الواقع لا أقول أنه يرفع ويقوي درجة الحديث على وجه العموم، لكن يبقى بمجموع هذا وذاك = أن للحديث أصل، وقد يتقوى بها فعلاً _.

    هذين الطريقين عن عطاء بن يسار رحمه الله بينهما التناقض التام.. فطريق ضعيف _ إليه _ راويه مجمع على ضعفه، وطريق صحيح _ إليه _ راويه مجمع على توثيقه..
    - فالطريق الأول: طريق طلحة بن عمرو، عنه الفضل بن دكين في [الطبقات الكبرى]، والضحاك بن مخلد في [تاريخ المدينة رقم 307].
    - والطريق الثاني: طريق زيد بن أسلم بن عبد الله [حديث إسماعيل بن جعفر رقم 448] وقد عرض به بقوله: عن رجلٍ ثقة عنده رفعه.. وما أراه يقيناً إلا عطاء بن يسار، فقد اختص به رحمه الله.

    أما الشاهد الأول: فيروى من طريق (قطبة بن العلاء)؛ وليس في سنده اختلاف بالمعنى المعروف حفظك الله.. كيف والعلاء حاضرٌ كلام كليب!! لكن ابنه قطبة رواه مرة عن أبيه عن كليب مباشرة، ورواه أخرى عن صاحب أبيه الحاضر معه وعن أبيه كذلك عن كليب، فانتفى الإختلاف والحالة هذه.. وقد رواه كلٌ من:
    - الطبراني في (المعجم الكبير) ومن طريقه أبو نعيم في (معرفة الصحابة.
    - ابن قانع في (معجم الصحابة).
    - ابن البختري في (الجزء الحادي عشر من فوائده).
    - الثقفي في (الثامن من فوائده العوالي المنتقاة مخطوط). وهذا والذي قبله قد ذكرا الحديث بطوله.
    - البيهقي في (شعب الإيمان).
    - ابن أبي خيثمة في (التاريخ).

    وأما الشاهد الثاني: فقد رواه ابن سعد في [الطبقات الكبرى] قال:
    (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّهِ، وَكَانَتْ أُخْتَ مَارِيَةَ، يُقَالُ لَهَا سِيرِينُ، فَوَهَبَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمُ وَأَنَا أَصِيحُ وَأُخْتِي مَا يَنْهَانَا، فَلَمَّا مَاتَ نَهَانَا عَنِ الصِّيَاحِ، وَغَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ عليه وسلم جَالِسٌ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ إِلَى جَنْبِهِ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ الْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ النَّاسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهَا لا تَكْسِفُ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ"، وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ فُرْجَةً فِي اللَّبِنِ فَأَمَرَ بِهَا تُسَدُّ، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهَا لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَكِنَّهَا تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ عَمَلا أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُتْقِنَهُ").
    قال ابن عساكر لما رواه من طريق ابن سعد في [تاريخ دمشق]:
    (هذا حديث غريب، وقد وقع لي من وجه آخر أعلى من هذا.
    أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَرَّاءِ وَأَبُو غَالِبٍ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ابْنَا الْبَنَّا، قَالُوا: أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمَسْلَمَةِ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، [حدثنا علي بن عبد العزيز]، نا الزُّبَيْر بْن بكار، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أُمِّهِ سِيرِينَ، قَالَتْ: حَضَرْتُ مَوْتَ إِبْرَاهِيمَ...) فذكر نحوه.

    قلت: ورواه الطبراني في [الكبير] ومن طريقه أبو نعيم في [معرفة الصحابة]:
    (حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّهِ سِيرِينَ، قَالَتْ: حُضِرَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم...) فذكر نحوه.

    قد تكون غفر الله لك تعرضت لبعض هذه الطرق.. لكنك قمت بتفريقها وكأنها عدة قصص وأخبار، وما هي إلا قصة واحدة تعددت مخارجها وأوجهها.. هي وحدها تأتي في تخريج مستقل.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا مشاهدة المشاركة
    القول الصحيح
    هو ما قاله الأخ أبو المظفر السناري حفظه الله
    من أن الحديث ( ضعيف )
    إن لم يكن ضعيف جدا
    و في الصحيح " إن الله كتب الإحسان على كل شيء.... "
    قلتُ في ملتقى أهل الحديث -مُتَعَقِّبًا أخانا الفاضل أبا المظفر صاحب الرحمات-:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوفاطمة الشمري مشاهدة المشاركة
    والحق أن حديث الباب منكرٌ -لا ضعيف فقط-، لاستنكار ابن عدي الحديثَ عليه، وحُقَّ له ذلك، فانفراد هذا الضعيف عن بقية أصحاب هشام الثقات= محلُ نظر. وعليه فالحديث لا يفيد شهادةً ولا اعتبارًا.
    فحكم أخينا أبي المظفر -وفقه الله-= فيه تجوُّزٌ (ما تزعلش مني!!).
    فائدة: متابعة السيناني أخرجها -أيضًا- أبو طاهر السِّلفي في "25 من المشيخة البغدادية" (رقم: 27 - بترقيم جوامع الكلم) من طريق الفضل بن موسى الشيباني [كذا! والصواب السيناني]، عن مصعب بن ثابت به.
    والله أعلم، ورد العلم إليه أسلم؟

  7. #7

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    فحكم أخينا أبي المظفر -وفقه الله-= فيه تجوُّزٌ (ما تزعلش مني!!).
    لا لن أغضب منك. لكن كأنك لم تقرأ قولي أعلاه:

    .....فالإسناد منكر من هذا الطريق!!

    والحكم على الإسناد بالنكارة أولى من الحكم على متنه بذلك عند من تأمل.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)

    المعذرة أخي الحبيب أبا المظفر.
    ووالله لقد اجتهدتُ في قراءة البحث فلم أعثر على حكمك بنكارته، والذي غرني هو حكمك على الحديث بقولك (ضعيف). فاعذرني.
    وأرجو ألا تسيء الظن بأخيك.
    أما المتن فلا أجد غضاضةً بالحكم على بالنكارة؛ سيما وأن شواهده لاشيء كما تفضَّلتَ وبيَّنْتَ في أصل التخريج.
    ولا أُسلِّم بأن المتن معروف غير منكر؛ ذلك؛ أن العمل المذكور نكرةٌ في سياق الشرط فيعمُّ أعمال الدنيا والآخرة، المقرونة بنية وغير المقرونة، وأعمال الدنيا الغير مقرونة بنية تحتاج إلى دليل صحيح حتى نحكم بأن الله تعالى يحبُها.
    وفقنا الله وإياك.

  9. #9

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!)



    نقلت لكم من موقع دار الحديث الضيائية
    مانصه
    هل حديث: ((إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدُكم عملاً أن يتقنه))، صحيح؟

    بقلم: خالد الحايك.

    هذا الحديث رواه أبو يعلى في ((مسنده)) (7/349)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1/275)، وابن عَدي في ((الكامل)) (6/361)، كلّهم عن مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت، عن بشر بن السري، عن مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه)).
    قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مصعب. تفرد به بشر!".
    وقال ابن عدي: "وهذا لم يروه عن هشام غير مصعب هذا، وعن مصعب: بشر بن السري".
    وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (4/98): "رواه أبو يعلى، وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة".
    قلت: ورواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (4/334) من طريق مطين، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري، عن مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أرهقوا القبلة -قال أبو حفص -يعني مطين: أي ادنوا إليها- فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله تبارك وتعالى يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)).
    ثُم رواه البيهقي عن أبي عبدالله الحافظ، عن أبي بكر بن أبي دارم الحافظ، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن المستلم، قال: حدثنا مصعب بن عبدالله بن مصعب الزبيري، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)).
    قال البيهقي: "كذا قال! وأظنه غلطاً فقد أخبرنا أبو عبدالله الحافظ: حدثنا أبو العباس الأصم: أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني. [ح] وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار المقرئ: حدثنا إدريس بن عبدالكريم قالا: حدثنا مصعب بن عبدالله الزبيري، قال: حدثني بشر بن السري، عن مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أن الله جلّ وعزّ يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه))".
    قال البيهقي: "هذا أصح، وليس لمالك فيه أصل، والله أعلم. ورواه أيضاً أبو الأزهر عن بشر بن السري".
    قلت: هذا الحديث تفرد به مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير المدني، وكان صدوقاً كثير الغلط، ولهذا ليّنه أهل الحديث. وإنما ذكره ابن حبان في الثقات لأنه في أصله صدوقاً، ولكثرة غلطه ذكره في الضعفاء، فلا يصح قول الهيثمي: "وثقه ابن حبان"! لأن ذلك يوهم أنه ثقة عنده مطلقاً، وليس كذلك، فهو نفسه قد نبّه على أنه ذكره في الضعفاء.
    قال ابن حبان في ((الثقات)) (7/478): "مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام. يروي عن عامر بن عبدالله بن الزبير. روى عنه ابن المبارك وبشر بن السري. مات سنة سبع وخمسين ومئة. كنيته أبو عبدالله، وهو جد مصعب بن عبدالله الزبيري. وقد أدخلته في الضعفاء وهو ممن استخرت الله فيه".
    وقال في ((المجروحين)) (3/29): "يروي عن هشام بن عروة. روى عنه أهل العراق. منكر الحديث! ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه. مات سنة سبع وخمسين ومئة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، ويكنى أبا عبدالله. سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن مصعب بن ثابت؟ فقال: ضعيف".
    وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (8/304): سألت أبي عن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير؟ فقال: "صدوقٌ كثير الغلط، ليس بالقوي". وقال عبدالرحمن: سئل أبو زرعة عن مصعب بن ثابت؟ فقال: "ليس بقوي".
    قلت: وهذا الحديث أصله مرسلٌ.
    روى ابن شبّة في ((أخبار المدينة)) (1/67) قال: حدثنا أبو عاصم –هو الضحاك بن مَخلد-، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء –هو ابن أبي رباح- قال: ((لما دفن إبراهيم رأى النبيّ في القبر جحر. فقال: سدوا الجحر، فإنه أطيب للنفس. إن الله يحب إذا عمل العبد عملاً أن يتقنه)).
    وطلحة بن عمرو المكي ضعيف الحديث، فلو كان هذا الحديث مرفوعاً لما قبلناه منه، ولكنه مرسل، وهو أصل الحديث المرفوع، فلا يرد حديثه هذا.
    ومصعب بن ثابت يروي عن عطاء بن أبي رباح، فكأنه سمع هذا الحديث منه، ولكن عندما حدّث به أخطأ فيه وسلك الجادة: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وتفرد مصعب عن هشام لا يُحتمل؛ لأنه كثير الغلط.
    وحديث القبر المرسل قد رُوي مرفوعاً.
    رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (1/143) عن محمد بن عمر الواقدي، قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي، عن المنذر بن عبيد، عن عبدالرحمن بن حسّان بن ثابت، عن أمّه سيرين، قالت: حضرت موت إبراهيم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صحت أنا وأختي ما ينهانا، فلما مات نهانا عن الصياح، وغسله الفضل بن عباس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس جالسان، ثم حمل فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير القبر، والعباس جالس إلى جنبه، ونزل في حفرته الفضل بن عباس وأسامة بن زيد، وأنا أبكي عند قبره ما ينهاني أحد، وخسفت الشمس ذلك اليوم فقال الناس لموت إبراهيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها لا تخسف لموت أحد ولا لحياته)). ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في اللبن فأمر بها أن تسد، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ((أما إنها لا تضر ولا تنفع، ولكن تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل عملاً أحب الله أن يتقنه)).
    ورواه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (34/290) ثُم قال: "هذا حديثٌ غريبٌ".
    قلت: هذا الحديث فيه نكارة شديدة، والواقدي كذّاب لا يحتج بحديثه.
    ورواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (24/306) من طريق الزبير بن بكّار، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، عن محمد بن طلحة التيمي، عن إسحاق بن إبراهيم بن عبدالله بن حارثة بن النعمان، عن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت، عن أمه سيرين قالت، الحديث بطوله.
    قلت: ومحمد بن الحسن بن زبالة ليس بثقة، مُتَّهم، كان يسرق الحديث.
    قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (7/227): سألت أبي عن محمد بن الحسن ابن زبالة المديني؟ فقال: "ما أشبه حديثه بحديث عمر بن أبي بكر المؤملي، والواقدي، ويعقوب الزهري، والعباس بن أبي شملة، وعبدالعزيز بن عمران الزهري، وهم ضعفاء مشايخ أهل المدينة".
    قال عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سألت أبي عن ابن زبالة؟ فقال: "واهي الحديث، ضعيف الحديث، ذاهب الحديث، منكر الحديث، عنده مناكير وليس بمتروك الحديث".
    والحديث مركّب من مجموعة أحاديث لا يصح منها إلا ما ذكر في خسوف الشمس. وهو ما رواه البخاري في ((صحيحه)) (1/354)، ومسلم في ((صحيحه)) (2/630) من طرقٍ عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم. فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا الله)).
    وسيرين زوج حسّان بن ثابت وأم عبدالرحمن بن حسان بن ثابت لا يوجد لها رواية، وقد اعتمد ابن عبدالبر في كتابه في الصحابة، وكذلك المزي على هذه الرواية المكذوبة في إثبات روايتها، وذكر ذلك أيضاً ابن حجر، ولا يصح.
    قال ابن عبدالبر في ((الاستيعاب)) (4/1868): "سيرين أخت مارية القبطية. أهداهما جميعاً المقوقس صاحب مصر والإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مأبور الخصي فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية لنفسه، ووهب سيرين لحسّان بن ثابت، وهي أم عبدالرحمن بن حسان بن ثابت. روى عنها ابنها عبدالرحمن بن حسان، قالت: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في قبر ابنه إبراهيم فأمر بها فسُدت، وقال: إنها لا تضر ولا تنفع، ولكن تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل شيئاً أحب الله منه أن يتقنه".
    وقال ابن حجر في ((الإصابة)) (7/722): "وروى عبدالرحمن بن حسان عن أمه سيرين قالت: لما احتضر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم كنت كلما صحت أنا وأختي نهانا عن الصياح... الحديث".
    وللحديث شاهدٌ رواه قطبة بن العلاء، ولا يصح! وأصله مرسل أيضاً، وقد تكلمت عليه في موضعٍ آخر، ولله الحمد والمنّة.
    والحاصل أن الحديث ضعيف بكلّ طرقه، ولا يصح عمل الشيخ الألباني بتقويته بالشواهد الواهية، وذكره له في ((الصحيحة)) (1113).



    وكتب: خالد الحايك.
    17 جمادى الأولى 1429هـ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •