تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

  1. #1

    افتراضي قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
    فهذه قواعد وفوائد حديثية لفضيلة شيخنا/ الشيخ فهد السنيد حفظه الله تعالى, وسأذكرها على حلقات بإذن الله, نسأل الله الإعانة والتوفيق,,

    1- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    سئل الدارقطني رحمه الله في (العلل١٥/٨٥)عن حديث طلحة بن عبدالله عن عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم وانا صائمة) فقال:طلحة بن عبدالله يختلف في نسبه, فرواه الثوري عن سعد عن أبيه عن رجل من بني تيم يقال له طلحة عن عائشة, وقال زكريا بن أبي زائدة عن رجل من بني تيم -لم يسمه- عن عائشة, واختلف عن شعبة فرواه غندر وابن أبي عدي وعبدالله بن حمران عن شعبة عن سعد عن طلحة بن عبدالله بن عثمان بن عبيدالله بن معمر عن عائشة, ويشبه أن يكون القول قول محمد بن اسحاق لعلمه بالنسب, ورواه صالح بن كيسان عن طلحة الاعرج عن عائشة قاله سعيد بن أبي أيوب عن صالح -انتهى-.
    قلت: وقع في النسخة سقط وبيانه: أن أصحاب شعبة يختلفون عليه في طلحة؛ فغندر يقول: "طلحة بن عبدالله حسب لا يرفع نسبه" رواه أحمد في مسنده عن غندر به, وابن أبي عدي والنضر بن شميل ووهب بن جرير يقولون: طلحة بن عبيد الله (مصغر), وحجاج بن محمد وأبو داود الطيالسي كما في المسند يقولان: طلحة بن عبدالله بن عوف, وابن إسحاق يقول: طلحة بن عبدالله بن عثمان بن عبيدالله بن معمر وهو المثبت في الأصل, وهو الذي رجحه الدارقطني معللآ ذلك بأن ابن إسحاق أعلم بالنسب من جميع من رواه عن شعبة مع أن فيهم من هو أحفظ منه و أتقن, فيؤخذ من هذا النص أنه إذا اختلف في اسم راو ونسبه وفيهم من له عناية بالنسب فإن قوله مقدم على من عداه وإن كان فيهم من هو أحفظ منه وأتقن, وهذه فائده عزيزة لا تكاد توجد في كتاب والله أعلم.

    ***
    2- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائده: قال ابن ابي حاتم في العلل( رقم٨٤٥): سألت أبي وأبازرعة عن حديث رواه نافع وعبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يقتل المحرم خمساً من الدواب...." فقال أبي رواه الزهري عن سالم عن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الصحيح, ومما يبين صحة هذا الحديث أن ابن عمر لم يسمع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم؛ إنما رواه زهير وغيره عن زيد بن جبير عن ابن عمر قال أخبرني بعض نسوة النبي صلى الله عليه وسلم, قال أبي: ولم يسم ابن عمر لزيد بن جبير حفصة؛ إذ كان زيد غريباً منه, وسماها لسالم أن كانت عمة سالم -انتهى-.
    ففي هذا النص أن عدم ذكر أسماء النساء المحارم عند الغرباء عرف قديم والله أعلم

    ***

    3- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائده: هل لإطلاق السجناء في رمضان أصل؟ قال ابن أبي حاتم في العلل رقم (٦٦١): سألت أبي عن حديث رواه عبد الحميد الحماني عن أبي بكر الهذلي عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حضر شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل ) قال أبي هذا حديث منكر-انتهى-
    قلت : الحديث رواه البزار وابن عدي والبيهقي في الشعب و يمكن أن يكون هذا الحديث المنكر هو الأصل في إطلاق السجناء في رمضان والله أعلم

    ***

    4- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائدة: حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم ) لا يصح باتفاق الحفاظ المتقدمين, سئل الإمام أحمد عن حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم) فقال: "لا يثبت عندنا فيه شيء" , وقال إسحاق بن راهويه: "طلب العلم واجب ولم يصح فيه الخبر", وقال العقيلي: "الرواية في هذا الباب فيها لين". انظر المنتخب من العلل للخلال ص١٢٨ والله أعلم.

    ***

    5- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائدة: أصح حديث في المهدي:
    قال الخلال في العلل(المنتخب ص٣٠٤): أخبرني محمد بن عمير ثنا حامد بن يحيى ثنا سفيان ثنا عمرو أخبرني أبو معبد أنه سمع ابن عباس يقول( إ ني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاماً لم يلبس الفتن ولم تلبسه الفتن كما فتح الله بنا هذا الأمر فأرجو أن يختمه بنا) قال أبو معبد: قلت لابن عباس : عجزت عنها شيوخكم ويرجوها شبابكم؟ قال: ( إن الله يفعل ما يشاء). فسمعت محمد بن عمير يقول سمعت حامد بن يحيى قال: قال لي أحمد بن حنبل : سألت عبد الرحمن بن مهدي أي حديث أصح في المهدي ؟ قال : أصح شيء فيه عندي حديث أبي معبد عن ابن عباس -انتهى-.
    قلت : وفيه إطلاق الحديث على الأثر الموقوف؛ وهو كثير في كلام المتقدمين, والله أعلم.

    ***

    6- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائده: تصحيح البخاري لحديث الجساسة: قال الترمذي (في العلل الكبيرص ٣٢٨ ): سألت محمداً عن هذا الحديث -يعني حديث الجساسة- فقال: يرويه الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة بنت قيس, قال محمد: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال هو حديث صحيح -انتهى-

    قلت : هو في صحيح مسلم من رواية الشعبي عن فاطمة رضي الله عنها, فقول بعض المتأخرين: "في النفس من حديث الجساسة شيء" لا عبرة به بعد تصحيح البخاري ومسلم له والله أعلم.


  2. #2

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    7- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائده: هل لربط الغترة أو الشماغ (العمامة) لتذكر شئ معين أصل؟ قال أبو عيسى (في العلل الكبير ص٣٨٠):ذكر سالم بن عبدالأعلى عن نافع عن ابن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يذكر الشئ أوثق بخاتمه خيطاً) سألت محمداً عن هذا الحديث فقال : سالم بن عبدالأعلى منكر الحديث. انتهى

  3. #3

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    8- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائدة : روى أحمد في مسنده (٨٦٥٢) قال: حدثنا حسن وأحمد بن عبدالملك قالا حدثنا زهير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا لبستم واذا توضأتم فابدؤوا بأيامنكم) وقال أحمد- أي ابن عبدالملك-: (بميامنكم), وأخرجه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم من طريق زهير به, ورواه شعبة واختلف عليه في رفعه ووقفه؛ فأخرجه الترمذي من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة عن الأعمش به مرفوعاً ولفظه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لبس ثوباً بدأ بميامنه) وقال الترمذي: (قد روى غير واحد هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد ولم يرفعه وإنما رفعه عبد الصمد), وأخرجه البزار وقال : (وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً, وأسنده عبدالصمد عن شعبة وتابعه زهير على رفعه), وأخرجه ابن عدي في الكامل (٢/١٥٤) من طريق جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا وهب بن جرير عن شعبة به مرفوعاً: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا لبس ثوباً بدأ بميامنه) وقال: (وهذا لا يعرف إلا بعبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة, ويروى عن عفان عن شعبة, مرةً رفعه ومرةً أوقفه, وأما وهب بن جرير عن شعبة لم يحدث به عن وهب غير جعفر هذا), قلت: جعفر قال فيه ابن عدي: (منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث), وسئل الدارقطني عن هذا الحديث في العلل(١٠/١٤٣) فقال: (يرويه الأعمش, واختلف عنه فأسنده زهير بن معاوية عن الأعمش وتابعه شعبة من رواية عبد الصمد وعفان عنه وغيرهما لا يرفعه عنه, وكذلك رواه أبو معاوية عن الأعمش موقوفاً) -انتهى-. قلت : رواية أبي معاوية أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف(٨/٤١٥) عنه عن الأعمش به موقوفاً ولفظه: قال: (إذا لبست فابدأ باليمنى واذا خلعت فابدأ باليسرى) قلت: وهو المحفوظ, فإن أبا معاوية من أثبت الناس في الأعمش وقد وافقه شعبة في المحفوظ عنه, وعليه فليس في الحديث حجة لمن أوجب البداءة بغسل اليمنى من اليدين والرجلين في الوضوء, والصحيح أنه لا يجب, وقد حكى الاجماع على ذلك صاحب المغني وغيره, والله اعلم.

  4. #4

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    9- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائدة: لم يخرج البخاري في صحيحه للإمام أحمد إلا حديثين, أحدهما مرفوع والآخر موقوف, فالمرفوع أخرجه في المغازي(٤٤٧٣) - نا احمد بن الحسن قال نا احمد بن محمد بن حنبل بن هلال قال نا معتمر بن سليمان عن كهمس عن ابن بريدة عن أبيه قال : (غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة), وأما الموقوف فأخرجه في النكاح(٥١٠٥) - وقال لنا احمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع ثم قرأ: ( حرمت عليكم أمهاتكم) الآية, قال الحافظ ( ٩/١٥٤): (وليس للمصنف في هذا الكتاب رواية عن أحمد إلا في هذا الموضع, وأخرج عنه في آخر المغازي حديثاً بواسطة, وكأنه لم يكثر عنه لأنه في رحلته القديمة لقي كثيراً من مشايخ أحمد فاستغنى بهم, وفي رحلته الأخيرة كان أحمد قد قطع التحديث فكان لا يحدث إلا نادراً, فمن ثم أكثر البخاري عن علي بن المديني دون أحمد). وذكر الحافظ ابن حجر فائدةً أخرى: فذكر عند شرح حديث بريدة أن أحمد أخرجه في المسند وقال: (وكذا أخرجه مسلم عن أحمد نفسه, وهو أحد الأحاديث الأربعة التي أخرجها مسلم عن شيوخ أخرج البخاري تلك الأحاديث بعينها عن أولئك الشيوخ بواسطة, ووقع من هذا النمط للبخاري أكثر من مائتي حديث, وقد جردتها في جزء مفرد). انتهى

  5. #5

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    10- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله: فائدة: الرواة الذين روى لهم مسلم في مقدمة صحيحه ليسوا كرواة أصل الكتاب في الحجة.
    قال ابن القيم في كتابه (الفروسية )ص ٢٤٢:
    وأما قولكم أن مسلماً روى لسفيان بن حسين في صحيحه فليس كما ذكرتم, وإنما روى له في مقدمة كتابه, ومسلم لم يشترط فيها ما شرطه في الكتاب من الصحة, فلها شأن ولسائر كتابه شأن آخر, ولا يشك أهل الحديث في ذلك.
    11- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    فائدة : إذا كان في الاسناد راو مجهول وروى عمن فوقه بالعنعنة فإنه يكون في الاسناد علتان هما: الجهالة والإنقطاع, وهذا مما يخفى على كثير من طلبة العلم, فتجدهم إذا رأوا اسناداً فيه راوٍ مجهول قد روى عمن فوقه بالعنعنة في جميع طرقه, أو كان المحفوظ عنعنته دون تصريحه لا يعلون الإسناد إلا بالجهالة, والواقع أن فيه علتان هما: الجهالة والإنقطاع, فلا يمكن تقويته بإسناد آخر فيه علة واحدة.
    قال علي بن المديني في العلل ص ٢٦٠: في حديث ابن مسعود في ليلة الجن: رواه غير واحد عن عبدالله منهم علقمة و.......وأبوزيد مولى عمرو بن حريث .....ورواه سفيان عن أبي فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن عبدالله بن مسعود, فخفت أن لا يكون أبو زيد سمعه من عبدالله لأني لم أعرفه ولم أعرف لقبه، فرواه شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد قال ثنا عبدالله بن مسعود فجوده بقوله حدثنا عبدالله بن مسعود-انتهى-, فتأمل هذا النص من علي بن المديني رحمه الله تجد صحة ما قدمت لك والله أعلم, على أنه يمكن تصحيح رواية المجهول إذا استقام إسناد حديثه ومتنه, فقد صحح أحمد ويحيى بن معين حديث أبي سعيد في بئر بضاعة مع أن فيه راوياً مجهولاً وهو الراوي عن أبي سعيد, وقد اختلف في اسمه على أقوال, وصحح الحفاظ البخاري وغيره حديث أبي قتادة في الهرة: ( إنها من الطوافين عليكم) مع أن في سنده جهالة, وصحح علي بن المديني حديث أبي بن كعب في (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده) مع ما فيه من الجهالة إلى غير ذلك من الأحاديث التي صححها الحفاظ, مع ما في أسانيدها من الجهالة والله أعلم.

  6. #6

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    جزاك الله خيرا

  7. #7

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    وإياك أخي,,,

  8. #8

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    12- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    حديث لم يعرفه البخاري, سمعه من تلميذه الترمذي:
    قال الترمذي في سننه(3588 /طبعة الرسالة) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز وجل(ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها) قال : اللينة النخلة, (وليخزي الفاسقين) قال: استنزلوهم من حصونهم, قال وأمروا بقطع النخل فحك في صدورهم, فقال المسلمون قد قطعنا بعضاً وتركنا بعضاً فلنسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله تعالى( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها) هذاحديث حسن غريب, وروى بعضهم هذا الحديث عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير مرسلاً ولم يذكر فيه عن ابن عباس, حدثنا بذلك عبدالله بن عبدالرحمن (هو الدارمي) عن هارون بن معاوية عن حفص بن غياث، سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث.
    وقال الترمذي( في علله الكبير ترتيب أبي طالب القاضي ص358) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان حدثنا حفص بن غياث حدثنا حبيب بن ابي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله(ما قطعتم من لينة) قال: اللينة ,النخلة(وليخزي الفاسقين) قال استنزلهم من حصونهم قال وأمروا بقطع النخل فحك في صدورهم فأنزل الله (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها). سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه واستغربه وسمعه مني .
    وذاكرت بهذا الحديث عبدالله بن عبدالرحمن فقال :أخبرنا مروان بن معاوية عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرةعن سعيد بن جبير نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه عن ابن عباس.انتهى. ورواه النسائي في الكبرى(11574) عن الحسن بن محمد به وزاد قال: (أي الزعفراني) كان عفان حدثنا بهذا الحديث عن عبدالواحد عن حبيب ثم رجع فحدثناه عن حفص .
    قلت: وفيه أنه قد يفوت الحافظ الكبير من الحديث ما قد يكون عند من دونه في الحفظ وفيه منقبة للترمذي التلميذ حيث سمع منه هذا الحديث شيخه البخاري .
    تنبيه: وقع في سند الترمذي المرسل في العلل مروان بن معاوية وهو خطأ والصواب ما وقع في السنن هارون بن معاوية, وكذا وقع على الصواب في تحفة الأشراف للمزي(5488) وهو ابن عبيدالله بن يسار المصيصي, قال أبو حاتم : صدوق. والله أعلم.

  9. #9

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    13- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    قال ابن أبي حاتم في العلل(2725): سمعت أبازرعة يقول حدثنا النفيلي بحديث زهير عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة بن جندب في قصة الدجال فلما بلغ: "فإنه يختم عليه بسئ عمله", قال النفيلي: صحف أحمد بن يونس في هذا الحديث فقال: "بشيء" وإنما هو "بسئ عمله", قال أبوزرعة : وفرح بما أخطأ أحمد بن يونس فرحا شديدا .انتهى.
    قلت: إنما فرح النفيلي بخطأ أحمد بن يونس لأنهما من الأقران ومن المعروفين بالرواية عن زهير, فكأنه يقول :أحمد يخطئ في حديثه عن زهير وأنا لا أخطئ عنه.
    قال أبوداود: قلت لأحمد : أيما أثبت في زهير ، أحمد بن يونس أو النفيلي ؟ قال فقال : أحمد بن يونس رجل صالح ، والنفيلي صاحب حديث.
    والحديث رواه أحمد في المسند(16/5) عن أبي كامل مظفر بن مدرك عن زهير به ولفظه (...وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال...فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله, وقال حسن الأشيب: بسيء من عمله سلف) فيكون أبو كامل قد تابع أحمد بن يونس على رواية اللفظة مصحفة, وليس المقصود ذكر من تابع ابن يونس على روايته وإنما المقصود ذكر فرح النفيلي بتصحيف ابن يونس والله أعلم.
    تنبيه: ثعلبة بن عباد مجهول انفرد بالرواية عنه الأسود بن قيس, وأبوه عباد بكسر العين المهملة وتخفيف الموحدة.

  10. #10

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    14- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    (دفن العروس في ثياب عرسها)
    سئل الدارقطني في العلل(3829) عن حديث عروة عن عائشة :(سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امرأة عروس بقيت مع زوجها ثلاثة أيام فماتت فقال:ادفنوهافي ثيابها التي صنعت في عرسها ) فقال: يرويه الوضاح بن خيثمة -له أحاديث عدد- عن هشام مرفوعا ,وهذا وهم والصواب موقوفا -انتهى-.
    وذكر العقيلي في كتابه الضعفاء(1450/4) الوضاح فقال: وضاح بن خيثمة عن هشام بن عروة ولا يتابع على حديثه قلت: ولا يلزم من تصويب الدارقطني للموقوف ثبوته عن عائشة رضي الله عنها حتى ننظر في حال الواقف هل هو ثقة أو غير ثقة وهل هو ممن يقبل تفرده عن هشام أو ممن لا يقبل تفرده عنه, والدارقطني لم يذكر من الذي أوقفه عن هشام حتى ننظر فيه فقد يكون ضعيفاً إلا أنه أحسن حالاً من خيثمة, ولهذا رجح قوله, وقد يكون ثقةً أو صدوقاً لكن ممن لايقبل تفرده عن هشام, فإن كان الراوي عن هشام ثقة وممن يقبل تفرده عنه أو كانوا عدداً بحيث يبعد احتمال الخطأ والوهم صح الحديث وصار له حكم الرفع لأن هذا مما لا يقال بالرأي, وهذا مما لاأعلم قائلاً به, والذي جاءت به الأحاديث الصحيحة أن الذي يدفن في ثيابه اثنان لا ثالث لهما وهما شهيد المعركة ومن مات محرماً بحج أو عمرة والله أعلم
    تنبيه: قول الدارقطني: (الصواب موقوفا) كذا وقع في العلل والصواب موقوفٌ بالرفع.

  11. #11

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    15- قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
    (إذا اختلف في شيخ راو ثم جمعا في رواية أخرى صحت الروايتان))
    كثيراً ما يختلف الرواة في تعيين شيخ من رووا عنه على قولين ثم يأتي بعض الرواة فيجمع الشيخين في روايته ( وسواء كان هذا الاختلاف على الشيخ نفسه أو على من روى عن الشيخ وسواء كان هذا الجامع ثقة أو في حفظه شيء )فيحكم الحفاظ غالباً بصحة الروايتين لأن جمعهما في رواية بعض الرواة قرينة تدل على صحة الروايتين وهذا كما قلنا غالباً أو كثيراً وليس دائماً حيث لا يوجد في هذا الفن قاعدة مطردة بل كل قواعده منخرمة لاعتماده على القرينة, وهذا مما يجعل هذا الفن صعباً لا يتقنه إلا الجهابذة والله المستعان. وهذه بعض الأمثلة التي تدل على صحة ما ذكرنا:
    قال ابن أبي حاتم في العلل(25): سألت أبي عن حديث رواه الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحم شاة ثم صلى ولم يتوضأ" ورواه معن عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي: جميعاً صحيحين, حدثنا إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي رافع وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . جمعهما.
    وسئل الدارقطني رحمه الله في العلل (5/52) رقم 698 عن حديث الربيع بن خثيم عن ابن مسعود رضي الله عنه (من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له..) فقال: يرويه هلال بن يساف واختلف عنه فرواه حصين واختلف عنه أيضاً فروى عبدالعزيز بن مسلم ومندل بن علي ومحمد بن فضيل وابراهيم بن طهمان عن حصين عن هلال بن يساف وكذلك قال وكيع عن الأعمش عن هلال بن يساف عن الربيع عن ابن مسعود قوله, ورواه شعبة عن حصين عن هلال عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود وقال شعبة أيضاً عن عبد الملك بن ميسرة عن هلال عن الرجلين الربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون, فصحت الروايتان جميعاً وكلهم وقف الحديث.
    وسئل الدارقطني أيضاً في العلل (5/61) رقم 706 عن حديث زر عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم(من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) فقال:يرويه عاصم واختلف عنه فرواه حماد بن سلمة وحماد بن زيد وأبو بكر بن عياش وأبو عوانة وأبو حمزه السكري وزائدة وشيبان وجرير بن حازم وحفص بن سليمان والثوري وقيل عن شريك وعن الأعمش وعن فليح كلهم عن عاصم عن زر عن عبدالله وخالفهم أبان العطار وهيثم بن جهم والوليد بن أبي ثور فرووه عن عاصم عن أبي وائل عن عبدالله ورواه عمرو بن أبي قيس عن عاصم عن زر وأبي وائل فصح القولان جميعاً.انتهى.
    وسئل أيضاً (656) عن حديث أبي عبدالله القراظ عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء" ،في حديث طويل فقال: يرويه عمر بن نبيه عن أبي عبدالله القراظ عن سعد ورواه محمد بن موسى بن يسار المدني عن أبي عبدالله القراظ عن أبي هريرة ورواه أسامة بن زيد عن القراظ عن سعد و أبي هريرة فصحت الأقاويل كلها والله أعلم.
    وسئل أيضاً (825)عن حديث عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: ( أتى علينا زمان ولسنا نقضي ولسنا هنالك ثم إن الله عز وجل قدر أن بلغنا من الأمر ما ترون...) الحديث, فقال: يرويه الأعمش واختلف عنه فرواه أبو معاوية وحفص بن غياث وأصحاب الأعمش عن الأعمش عن عمارة عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله وخالفهم الثوري فرواه عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير عن عبدالله ,قال يحيى القطان : كنا نرى أن سفيان وهم فيه ، رأيت مؤملاً يرويه عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير وعبد الرحمن بن يزيد فصح القولان جميعاً وقد روى حديث حريث بن ظهير عبدالله بن نمير عن الأعمش أيضاً, حدثنا القاضي المحاملي قال حدثنا عباس بن يزيد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله ( أتى علينا زمان ...) الحديث فقال عباس : كنا عند يحيى بن سعيد فذكر هذا الحديث عنده فقال يحيى : رواه الثوري عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير عن عبدالله, قال: فكنا نظن أن الثوري وهم فيه لكثرة من خالفه ، ثم قال يحيى : سمعت مؤملاً يحدث في هذا بشيء لست أحفظه ، قال عباس فقلت: حدثنا مؤمل عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير وعبد الرحمن بن يزيد عن عبدالله فسر بذلك يحيى .انتهى.
    وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل(705) قال عبدالله بن الإمام حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن طارق قال سألت الشعبي عن امرأة خرجت عاصية لزوجها قال :لو مكثت عشرين سنة لم تكن لها نفقة-706- حدثني أبي قال حدثنا وكيع عن سفيان عن موسى الجهني عن الشعبي نحوه قال أبي :قيل ليحيى : إن الناس يروونه عن موسى الجهني فقال : لو كان عن موسى كان أحب إلي , أنا كيف أقع على طارق وكان موسى أعجب إلى يحيى من طارق, طارق في حديثه بعض الضعف قلت لأبي: فإن أبا خيثمة حدثناه سمعه من الأشجعي عن سفيان عن طارق وموسى الجهني عن الشعبي قال : أصاب يحيى وأصاب وكيع .
    قلت : صوب الامام أحمد قول يحيى ووكيع لأن جمع الأشجعي لهما-أي طارق وموسى- في روايته عن الثوري قرينة تدل على صحة قول القطان ووكيع .والله أعلم.

  12. #12

    افتراضي رد: قواعد وفوائد حديثية للشيخ فهد السنيد حفظه الله.

    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •