تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

  1. #21

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    باسمك اللهم
    قد كنت أتوهَّم أني بكلامي السالف : قد أغلقت على هذا الموضوع أبوابه المؤصدة ! ودرأتُ عن حريم أبكاره مُرْتقَباتِ أعينِ النُّظَّار المرصْدَة !
    لكن : يبدو أنه ما زال لنا فيه فَضْلُ حديثٍ أو شرطةٌ بقَلَم !
    فلْننظر في جوابات السادة الفضلاء ، بما تجود به قرائح الأغمار الضعفاء !

  2. #22

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    وربما كانوا منه على نُبْهٍ فسهَّلوا أمره لما لا يرون فيه داعيًا إلى التشديد والتضييق.
    .

    قد مضى أن هذا تساهل غير محمود ! ولا يليق بذوي النُّبْهِ من أرباب تلك الصناعة !
    زيادة على أنه ينافي التيقُّظ الذي ينبغي أن يشتمل بردائه كلُّ من وطأتْ قدماه فيافي تلك الوِهاد !
    وكما أن اللوم يلحقهم إذا سهَّلوا لأنفسهم سلوكَ ذلك الخطأ في عزوهم لغير ( تاريخ قزوين ) ! فكذلك يلزمهم فيه ولا فرق ! كما سأوضِّح بعض هذا قريبًا.

    ولا أراه يصح أن "يُجزَم" بأمرٍ بناءً على أمرٍ محتمل.

    بل يصح إذا كان هذا الاحتمال قائمًا على غلبة الظن الراجح !
    وإذا كنتُ أراك متحمِّسًا لتلمُّس وجوه الأعذار لمن شملتْهم تلك الغفلة في عزْوهم بدعوى :
    أنهم ربما كانوا منه على نُبْهٍ فسهَّلوا أمره لما لا يرون فيه داعيًا إلى التشديد والتضييق

    فيلزمك مثله - وهذا من الإنصاف - في معالجة صنيع أخيك في هذا المقام أيضًا !
    لأن أخاك - هو الآخر - له ملمحٌ في تلك القضية ربما كان ظاهر الدلالة عنده دونك !
    وهذا الملمح هو الذي جعله يُسهِّل في الأمر - إن صح التعبير - لما لا يراه داعيًا فيه إلى التشديد والتضييق ! فتأمَّل.

    وليس له -فيما رأيتُ مما زبرَهُ الجازمُ- مرجِّح، حاشا التحكُّم.

    هذا في نظرك ! وليس كذلك عندي !
    وقياسُ ما ذكرَ الرافعيُّ فيه اسمَ المصنَّف الذي نقل منه على ما ساق إسنادَهُ حكايةً كما وقع له= قياسٌ مع الفارق البيِّن، بله إيهام تساوي الأمرين وكون العزو فيهما "كثيرًا ما يكون صحيحًا مستقيمًا"!

    القياس عندي كله باطل ولا أستثني ! فكيف لمثلي أن يلتزمه عند المصاولة ؟!
    وليس في كلامي إيهام تساوي الأمرين من قريب ولا بعيد لمن دقَّق وحقَّق !
    ولقد قلِّبْتُ وجوه النظر في كلامي المزبور أمس ؛ فلم أُدرك كيف استخلص المسْتَخْلِصُ منه ذلك الإيهام الموهم إيهامًا؟!
    ونص كلامي بحروفه هناك:
    ألا فلتعلم: أن مطلق الإنكار على العبد الفقير في هذا الأمر غير محمود لأمرين :
    أولهما : أن هذا العزو كثيرًا ما يكون صحيحًا مستقيمًا لا أظن أحدًا من العارفين ينتهض للاعتراض عليه !
    وذلك: عندما يُعلَّق الرافعي الحديث منسوبًا إلى ذلك الكتاب أو الجزء الذي أخرجه صاحبه فيه.
    مثال ذلك : قوله في ترجمة (علي بن أحمد الجصاصي) : ( سمع القاضي عبد الجبار بن أحمد مجالس من أماليه فيها ثنا القاسم بن علي المالكي .....) وساق إسناد القاضي.
    فهنا يكون قولنا في العزو إليه: أخرجه القاضي عبد الجبار بن أحمد في ( مجالس من أماليه ) كما في ( تاريخ قزوين ). صحيحًا ليس فيه خدشة !
    وهناك أمثلة أخرى على هذا النوع: مضى جملة منها في تنبيهنا الطويل !

    ثم شرعتُ في بيان الأمر الثاني الذي اعترض عليه كل من اعترض !
    فأين ذلك القياس يا عباد الله ؟!

    بل لو قيل: إنما لم يذكر الرافعيُّ جزءًا أو مصنَّفًا ينقل منه؛ لأنه لا جزءَ ثَمَّ ولا مصنَّف، ولو كان ينقل من شيءٍ من ذلك؛ لصرَّح به وبيَّنه كما بيَّن في المواضع الأخرى= ما كان ذلك بعيدًا.

    ليس ذلك بلازم !
    وقد وجدناه يُعلِّق أسانيدًا عن مثل أبي سعد السمَّان وأبي يعلى الخليلي وأبي الفتيان الدهستانى وغيرهم من الحفاظ ذوي المصنفات المسطورة ، ولا تراه يذكر بعض كتبهم التي ساقوا فيها تلك الأسانيد ؟! مع كونك تراه قد نصَّ في تراجمهم على جملة من مؤلفاتهم.
    وكأنه كان غير مكترث بهذا العزو في كثير من المواطن !
    واحتمال أنه ربما فعل ذلك مع غير هؤلاء الحفاظ من الشيوخ والنقَلَة: هو احتمال غير مُسْتبْعدٍ إن شاء الله.

    ولم يُلزم (أبو المظفر) أحدًا بكلامه، لكنني أردتُ ألاّ يخطئ أحدٌ خطأَه -وقد رأيتُهُ خطأً-، ووافقني عليه الشيخ علي، فالحمد لله.

    يعجبني في هذا المقام ما أنشده شيخ الحنابلة العلامة مرعي الكرمي في طليعة ( أقاويل الثقات ) :
    الناس شتى وآراءٌ مُفرقةٌ ... كلٌ يرى الحقَّ فيما قال واعتقدا

    وقد أبرز كل فريق حجَّته، وإن لم يكن مزيد؛ فربما لم أزد على هذا.

    الأمر أهون من هذا أيها الفاضل.
    وإذا كان إقراري بالخطأ فيما التزمتُه هو الذي سوف ينزل كالبرد في قلوب البعض، فأنا معترف بكوني مخطئًا من مفرق رأسي حتى أعقاب قدمَيَّ !

  3. #23

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان أبو مالك مشاهدة المشاركة
    لا شك أن الموضوع هام، ولابد أن يُنتبَه له، فجزاك الله خيرًا.
    .

    أولا: مرحبًا بك يا شيخ رمضان.
    ثانيًا: شكرًا لك على كل حال.
    ثالثًا: أودُّ تنبيهك على أن الصواب أن نقول : ( موضوع مهم ) ولا يقال: ( هام )! لأن ( هام) و (وهوام) كلاهما جمع ( هامَّة ) ! فاعْقِد بخناصرك على تلك الفائدة اللغوية أيها المسترشد.

    لو أن أخانا أبا المُظفَّر - وفقه الله - تحلَّى بالرفق في عباراته = لكان خيرًا لنا وله.
    فقد قال النبي : «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ».
    لم يمنع أحدٌ من الردِّ على من أخطأ من العلماء، ويُبيِّن الصواب، ولكن لنُسلك سبيلهم في الرد والبيان، ولا نُغفِل أدبهم في بيان الأخطاء

    كلام جميل. لكن لكنه بمعزل عن محكِّ كلامنا هنا أيها النابه .
    والعبد الفقير ما تجاوز رسوم الرفق مع العلماء في هذا التنبيه الشريف إن شاء الله.
    وإذا كان وصْفُ تصرُّف المخطئ ( بالغلط ) و ( الخطأ ) يصادم الرفق عندك، فكأنك وصفتَ علماء الدنيا بمجاوزة حدَّ الرفق والأدب عند المخاصمة !
    لأنه ما من عالم إلا وهو يُخَطِّأ الناسَ ويخطِّئه الناس ! وما سلم من الخطأ أحد قط !
    بل وقع في عبارات كثير من كبار أهل العلم في تخطئة غيرهم ما لو سطرتُه لك لأعْظمْتَه وقعدتَ له تُفَكِّر !؟
    على أن هذا الرفق المطلوب ليس محمودًا مع كل أحد !
    فهناك من زلات العلماء: ما لو استعمل الباحث الرفق في معالجتها؛ لربما تسابق البعض إلى التزامها !
    ومع هذا : أراني مضطرًا إلى تسطير بعض ما أكره تسطيره في هذا المقام ! فأقول:
    رُوِّينا بالإسناد الصحيح عن عامر الشعبي الإمام الحافظ القدوة : أنه قيل له عن مسألة: ( إن هذا لا يجيء في القياس ! فقال: أير في القياس ) !
    فانظر كيف ضاقت ألفاظ التحذير على هذا الإمام حتى ما وجد كلمة تكون رادعة لأولئك الذين يقدمون الآراء والظنون على نصوص الوحْيَيْن، سوى تلك الكلمة التي تنبو عنها أذواق السامعين باديَ الرأي !
    فهل يقال في حق ابن شراحيل : أنه لم يكن يراعي الرفق في خطابه مع المخالفين الذين فيهم مَنْ فيهم من العلماء والمجتهدين؟!
    وسلوك سبيل العلماء في الرد والتعقب: نحن نفطن له كثيرًا ولله الحمد، وما من كلمة نطق بها لساني في هذا الصدد إلا وعندي عشرات أمثالها مما ذكره العلماء وهم بصدد الكشف عن أخطاء بعضهم !
    وانظر المزيد في كلامي الآتي مع صاحبنا ( علي بن عبد الباقي ) إن شاء الله.

    ولكن ...!
    بَوْنٌ شاسعٌ بين مثالك هذا وما زبَرتَه في مشاركاتك السابقة؛ فإن كتابَيْ البخاري وأبي داود؛ بَلْه كل كتب الإمامَيْن - رحمهما الله - لا يجهلهما عالمٌ، وينهل من معينهما كل أحد، أما «تاريخ قزوين» فليس بتلك المنزلة

    أما أن تاريخ أبي القاسم القزويني ليس بمنزلة من ذكرتَ، فليس ذلك مُتَّكَأً يُتَّكَأُ عليه في تبرير تساهل من تساهل في هذا الخطب!
    ثم أن ( تاريخ قزوين ) يشارك غيره من الكتب المسندة بجامع احتوائه على ( حدثنا وأخبرنا ) كما لا يخفى، وإن لم يلزم ذلك التساوي بينه وبين سواه في المنزلة والرتبة.
    وإلا ففي هذا التاريخ من نوادر الأسانيد وغرائبها ما لا تراه إلا فيه ! وهذا من فوائده بلا ريب.
    فالحاصل: أن كل من سيحاول درء اللوم والعتاب عن المخطئين في هذا الباب = فسوف يتَّسع عليه الخرْق شاء أم أبَى !

  4. #24

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل / أبو المظفر

    بداية لم أقصد إلى تنقص موضوعك ،
    وحاشاي أن أظن بك ذلك يا أبا الحسام. ودماثة خُلُقك أنا أعرفها لك جيدًا.
    وما جاء في كلامي مما يفهم منه هذا إنما هو ردة فعل لإكثارك من استعمال ألفاظ الغفلة ومرادفاتها، مع مشايخ كبار وطلبة علم، ولا شك أن الأسلوب له دور في قبول الحق أحسن الله إليك.
    لي كلمة جامعة في هذا الصدد: سأذكرها في ختام كلامي إن شاء الله.

    أما بخصوص "العلل" فقد وقع فيه مواضع فيها الوهم ومواضع روعي هذا الأمر مثل المسألة رقم (1848) وهذا شأن الأعمال الكبيرة التي يعمل فيها أكثر من شخص وأيضًا ظروف طباعة الكتاب جعلتنا لا نستطيع أن نتفادى الكثير مما كان يمكن تفاديه ، فقدر الله وما شاء فعل والعزم قائم على تفادي هذا وأمثاله في طبعة قادمة من العلل إن شاء الله.
    أعرف ذلك وأتفهَّمه إن شاء الله.
    غير أني ألتمس منك معاودة النظر في تلك المواضع التي راعيتم فيها هذا الأمر أيضًا !

    أنت تقول : ( ومواضع روعي هذا الأمر مثل المسألة رقم (1848) ..) !
    وبالرجوع إلى كلامكم هناك : وجدتُ ما هو خلاف الأولى في عزْوكم !
    فقد قلتم بالحرف : ( ذكر هذه المسألة الرافعي في التدوين في أخبار قزوين ).
    وبالرجوع إلى ( تاريخ قزوين ) وجدنا صاحبه قد قال في ترجمة : (منصور بن محمد بن عبد الله المؤدب ) : ( سمع أبا الفتح الراشدي بقزوين في كتاب الزهد [لـ] عبد الرحمن بن أبي حاتم بروايته عن أبي الحسن علي بن القاسم بن محمد السهروروي عنه حديثه عن محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا ابن عياش عن عبد الله بن عبد العزيز عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب عن عائشة به ..... ) وساق الحديث مع كلام أبي حاتم في آخره.
    فكان الأولى أن يُقال في العزو : أخرج المصنِّف - يعني ابن أبي حاتم - تلك المسألة في ( كتاب الزهد ) له، كما في ( تاريخ قزوين ).
    ولست أقول: أن صنيعكم خطأ ! كلا ، بل هو خلاف الأولى في نظري.


    وأما المواضع التي لا يذكر فيها مصنفات فيكون هذا الصنيع خلاف ما عليه أهل الفن، والتوسع فيه قد يوقع في الخطأ
    إن كنا قد أخطأنا في هذا، فقد أقمنا برهان دعوانا بما لا مزيد عليه سابقًا.

    ثم كيف يكون صنيعنا هنا مخالفًا لأهل الفن في هذا المقام بخصوصه ونحن المستدركون على الكثير منهم ما خالفوا فيه جادة الصواب في تلك القضية ؟!


    ،
    وأضرب لك مثالا يوضح مرادي :
    كأنك قد تعجَّلتَ في انتقاء هذا المثال يا أبا الحسام !

    إذ ليس فيه ما إليه ترمي ! كما سأبينه لك الآن.


    ابن كثير عليه رحمة الله كثيرًا ما يأتي إلى أسانيد الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما ويعلقها ، فإذا روى أحدهما من طريق الطيالسيي أو غيره يقول ابن كثير :
    قال الطيالسي: حدثنا شعبة ............

    فيمكن بناء على هذا أن نقول في التخريج :
    أخرجه الطيالسي - كما في تفسير ابن كثير - .........
    وهذا عزو صحيح مستقيم ليس فيه خدشة !

    وحقيقة الحال أن الحديث ليس في مصنفات الطيالسي وإنما أخذه ابن كثير من تفسير الطبري الذي رواه بسنده إلى الطيالسي وليس الحديث في مصنفات الطيالسي الموجودة

    كلام ليس عليه برهان ! بل الأصل أن العماد قد نقله من ( تصانيف أبي داود ) فلا نعدل عنه إلا ببرهان ؟! وليس هو في عالم الإمكان !

    ومن أين لك: أن العماد كان يستخرج هذا من تفسير أبي جعفر ثم يقول: ( قال الطيالسي )!
    هذا استنباط طريف !
    والذي كان يصنع تلك الصنيعة في كتبه وتواليفه : هو ذلك العالم الخاسر أبو الفيض الغماري !
    فتراه يقول في كتبه كثيرا ( قال الحاكم في تاريخ نيسابور ) ثم يسوق إسناد الحاكم موهمًا أن نقله من كتابه ! مع كونه ما رآه قط ! ولا في عالم الأحلام ! وإنما كان ينقل عن تاريخ الحاكم بواسطة ( زهر الفردوس / لابن حجر ) .
    وتارة تراه يقول : ( قال الديلمي في مسنده ) ويسوق سند الديلمي موهما أنه عاين مسنده ونقل منه ! وليس من ذلك شيء البتة ! وإنما نقله عن الديلمي بواسطة ( ابن حجر في زهْرِه )!
    ويقول أيضًا : ( قال قاسم بن أصبغ في مصنفه ) و ( قال بقي بن مخلد في مسنده ) موهما أنه وقف على كتابيهما ! وليس الأمر كذلك، إنما ينقل عنهما بواسطة أبي عمر النَّمَري وأبي محمد الفارسي.
    ولم يكن العماد ابن كثير ممن ينتهج هذا النهج في كتبه حسب ما نعلم.
    فإن قلتَ : برهاننا على ذلك أنك لا تكاد ترى هذا الحديث الذي عزاه ابن كثير إلى الطيالسي في (مصنفاته المطبوعة ) !
    قلنا: وهذا ليس بشيء عند النظر ! وعدم العلم ليس دليلا على العدم !
    وهل تستطيع أن تجزم بأن جميع مصنفات هذا الإمام قد وصلتنا جميعًا !
    وهل إذا استطعت أن تلتزم ذلك فإنك تستطيع الجزم بكونها قد وصلتنا كاملة !
    وكم من الأحاديث التي يعزوها الحفاظ والمحدثون المتقدمون والمتأخرون إلى ( مسند الطيالسي ) ولا ترى له أثرًا في ( مسنده المطبوع ) ! مما يدل على نقصه بلا ريب !
    وهناك كلام كثير حول ( هذا المسند ) ورواياته عن أبي داود، فاطلبه تجده أمامك متى شئتَ.


    لذلك توحيد الموقف في الموضعين وحملهما بعضهما على بعض قد يؤدي إلى مثل هذه الخطأ.
    أنت - ومعك الأخ محمد - لا ترى غضاضة من الجزم بخطئي في تلك القضية ! في حين أنكما تتحاشيان ذلك فيمن أقمتُ البرهان على خطئهم بما لا مزيد عليه !

    بل وتسعيان إلى تمشية المسألة بسماحة المعالجة ! كأنه لا قارورة كُسِرَتْ ! ولا لؤلؤة هناك قد ثُقِبَتْ ! والله المستعان.


    رجاء يا أخانا الحبيب خفف نبرتك فيما يتعلق بنقد العلماء فهذا يكون جارحًا للمشاعر، ولا أقصد من ذلك ادعاء العصمة لأحد أو أن أحدًا من أهل العلم فوق النقد، لكن فقط اختيار العبارة اللائقة في نقد أهل العلم.
    مشكلة بعض إخواننا : أنه متى وقف على أحد من الباحثين يتعقب بعض المتقدمين أو كبار المتأخرين في مسألة، جازمًا بخطئه أو غلطه أو غير ذلك ! اتخذ من صنيعه وليجة على أنه لا يتأدب مع العلماء ! ولا يراعي لهم حرمة ! هكذا صار هذا الأمر مَرْكَبَ الكثيرين من أبناء هذا العصر!
    وليس هذا الأمر وليد تلك الأوقات والأزمان !
    فقديمًا : وصِفَ جماعةٌُُُ من كبار الأئمة بذلك وهم بصدد النقض على مخالفيهم !
    فقالوا ذلك عن شيخ الإسلام وتلميذه وجماعة كثيرة غيرهم.
    وقائل ذلك: ليس عدوا لشيخ الإسلام ! بل تراه من محبيه ومناصريه أيضًا !
    ولكن: لـمَّا استحكمت محبة الناس الزائدة - يعني العلماء - وأقوالهم ومنازلهم في صدور البعض، عزّ عليهم أن يبصروا أخطائهم منشورة مسطورة، فحرَّكتهم تلك المحبة الزائدة على أن لا يروا في الناقض عليهم إلا حاسدًا ! ولا في المتعقب لهم إلا مبغضًا ! ولا في المناقش لأقوالهم إلا طاعنًا ! ولا في الكاشف لأخطائهم إلا غير متأدب معهم !
    كأنَّ تمام الأدب عند هؤلاء لا يتم إلا بغضِّ الطرف عن هفوات الغالطين في شريعة الله !
    وغفلوا عن أن العصبية إنما تنبغي أن تكون لنصوص الكتاب والسنة !
    وما خالفَ أحدٌ في تبجيل العلماء واحترامهم ! لكن الأمر ما أقوله لك !
    وقديمًا: أزْرَى المالكية على الشافعي لكونه ردَّ على مالكٍ أخطائَه في مؤلَّف مُفْرد !
    وحمل متعصبوا الشافعية على الإمام المجتهد العالم الكبير محمد بن عبد الله بن الحكم لـمَّا صنَّف كتابه ( الرد على الشافعي فيما خالف فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) ! مع كون تأليف هذا الكتاب كان تحت إشراف إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة المعدود عندهم في طبقات الشافعية.
    وعندي من هذا الطراز شيئ كثير يضيق عنه هذا المقام جدًا !
    وما كنت أحب الخوض في هذا الأمر ! إلا أن البعض يضطرني لسلوك سبيله !
    وحتى لا أطيل على أحد أقول: كل من رأى في كلامي كلمة جاوزتُ بها حدود الأدب مع علمائنا المشهود لهم بالعلم والفضل ! فيأتنا بها فورًا؛ ريثما أُوقِفَه على عشراتٍ أمثالها - بل أشد منها وأغلظ - من كلمات كبار العلماء عند النقض على غيرهم في بعض القضايا !
    ولا يتحذلق متحذلق فيقول: هذا كلام العلماء وأنت ليس بعالم !
    لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول وليس إلى القائل !
    وقد :( يدرك الطالع شأوَ الضليع، ويُعَدُّ في جملة العقلاء المتعاقلُ الرقيع ) !
    وليس هناك أحدٌ أكبر من أن يقال له : أخطأتَ وغلطتَ ووهمتَ ! دون تجنٍّ أو تهوُّر !
    وقد رُوِّينا عن أبي الفرج البغدادي الحافظ أنه قال: ( والله إن لنا شريعة لو رام أبو بكر الصديق أن يخرج عنها إلى العمل برأيه لم يقبل منه ! ).
    وأرجو أن لا يحوجنا أحد في الاسترسال في هذا الميهع مرة أخرى !
    وإلا فوالذي نفسي بيده : لولا تعكير مُحَيَّا كثير من العلمار الكبار الذين غيَّب الثرى وجوه محاسنهم، لسطرت من كلامهم في هذا الصدد ما تنبو عنه أسماع السامعين !
    ومع هذا : فلم يتجرَّأ أحد على أن يرميهم بقلة احترامهم لمن يشدُّون عليهم أحزمة النقد في كلامهم !
    وإنما جريرتي بحق : هي ما قال الأوَّل ( مزمار الحيِّ لا يُطْرِب ) !
    والله المستعان لا رب سواه.

  5. #25

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    مشكلة بعض إخواننا : أنه متى وقف على أحد من الباحثين يتعقب بعض المتقدمين أو كبار المتأخرين في مسألة، جازمًا بخطئه أو غلطه أو غير ذلك ! اتخذ من صنيعه وليجة على أنه لا يتأدب مع العلماء ! ولا يراعي لهم حرمة ! هكذا صار هذا الأمر مَرْكَبَ الكثيرين من أبناء هذا العصر!
    وليس هذا الأمر وليد تلك الأوقات والأزمان !
    فقديمًا : وصِفَ جماعةٌُُُ من كبار الأئمة بذلك وهم بصدد النقض على مخالفيهم !
    فقالوا ذلك عن شيخ الإسلام وتلميذه وجماعة كثيرة غيرهم.
    وقائل ذلك: ليس عدوا لشيخ الإسلام ! بل تراه من محبيه ومناصريه أيضًا !
    ولكن: لـمَّا استحكمت محبة الناس الزائدة - يعني العلماء - وأقوالهم ومنازلهم في صدور البعض، عزّ عليهم أن يبصروا أخطائهم منشورة مسطورة، فحرَّكتهم تلك المحبة الزائدة على أن لا يروا في الناقض عليهم إلا حاسدًا ! ولا في المتعقب لهم إلا مبغضًا ! ولا في المناقش لأقوالهم إلا طاعنًا ! ولا في الكاشف لأخطائهم إلا غير متأدب معهم !
    كأنَّ تمام الأدب عند هؤلاء لا يتم إلا بغضِّ الطرف عن هفوات الغالطين في شريعة الله !
    وغفلوا عن أن العصبية إنما تنبغي أن تكون لنصوص الكتاب والسنة !
    وما خالفَ أحدٌ في تبجيل العلماء واحترامهم ! لكن الأمر ما أقوله لك !
    وقديمًا: أزْرَى المالكية على الشافعي لكونه ردَّ على مالكٍ أخطائَه في مؤلَّف مُفْرد !
    وحمل متعصبوا الشافعية على الإمام المجتهد العالم الكبير محمد بن عبد الله بن الحكم لـمَّا صنَّف كتابه ( الرد على الشافعي فيما خالف فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) ! مع كون تأليف هذا الكتاب كان تحت إشراف إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة المعدود عندهم في طبقات الشافعية.
    وعندي من هذا الطراز شيئ كثير يضيق عنه هذا المقام جدًا !
    وما كنت أحب الخوض في هذا الأمر ! إلا أن البعض يضطرني لسلوك سبيله !
    وحتى لا أطيل على أحد أقول: كل من رأى في كلامي كلمة جاوزتُ بها حدود الأدب مع علمائنا المشهود لهم بالعلم والفضل ! فيأتنا بها فورًا؛ ريثما أُوقِفَه على عشراتٍ أمثالها - بل أشد منها وأغلظ - من كلمات كبار العلماء عند النقض على غيرهم في بعض القضايا !
    ولا يتحذلق متحذلق فيقول: هذا كلام العلماء وأنت ليس بعالم !
    لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول وليس إلى القائل !
    وقد :( يدرك الطالع شأوَ الضليع، ويُعَدُّ في جملة العقلاء المتعاقلُ الرقيع ) !
    وليس هناك أحدٌ أكبر من أن يقال له : أخطأتَ وغلطتَ ووهمتَ ! دون تجنٍّ أو تهوُّر !
    وقد رُوِّينا عن أبي الفرج البغدادي الحافظ أنه قال: ( والله إن لنا شريعة لو رام أبو بكر الصديق أن يخرج عنها إلى العمل برأيه لم يقبل منه ! ).
    وأرجو أن لا يحوجنا أحد في الاسترسال في هذا الميهع مرة أخرى !
    وإلا فوالذي نفسي بيده : لولا تعكير مُحَيَّا كثير من العلمار الكبار الذين غيَّب الثرى وجوه محاسنهم، لسطرت من كلامهم في هذا الصدد ما تنبو عنه أسماع السامعين !
    ومع هذا : فلم يتجرَّأ أحد على أن يرميهم بقلة احترامهم لمن يشدُّون عليهم أحزمة النقد في كلامهم !
    وإنما جريرتي بحق : هي ما قال الأوَّل ( مزمار الحيِّ لا يُطْرِب ) !
    والله المستعان لا رب سواه.
    والله إنه لكلام يكتب بماء الذهب
    و ما أشد حاجتنا وحاجة العلماء إليه
    فجزاك الله خيرا وبارك الله فيك وأحسن الله إليك
    -وإن كنت أرجوا و أتمنى-بل ويلزم - أن يُأتى بألطف عبارة ممكنة وأجمل إسلوب وأحسنه لمكانتهم العظيمة في قلوبنا وقلوب الأمة ولمكانتهم العظيمة عند الله في ما نحسبهم والله حسيبهم-
    وقد كنت نويت أن أعلق على كتاب( الأحاديث المنتقدة في الصحيحين للدكتور مصطفى باحو)
    لما وجدت فيه من تساهل كثير وتكلف عجيب في بعص المواضع لإثبات بعض الأحاديث التي ضعفها ظاهر كالشمس وما منعني من ذلك إلا تقديس وتعظيم لذات البخاري ومسلم- وهم والله أهل للتعظيم والتبجيل والتكريم- على حساب مافي البخاري ومسلم
    وما منعني أيضا من ذلك إلا ما سوف أناله من التهم والسب والقذف بعظائم الأمور وغير ذلك مما سوف يصرف الغير عن قبول ما سوف أقوله ولو كان حقا
    ورحم الله الدارقطني لوكان في زماننا وألف كتابه الإلزامات لكان عند الكثير ضالا مضلا هادما للسنة طاعنا في ثوابة الأمة
    فيسرللأمة من باع عرضه لله -وما أجمل كلمة يكررها كثيرا الشيخ عدنان العرعور وهي لقد بعت عرضي لله-

    وجزاك الله خير الجزاء
    .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين}.
    الأخ الفاضل الحبيب / أبو المظفر.
    حقيقة الأمر أنني على سفر وليس لدي كتب ولا وقت للمراجعة عند الكتابة، لكن من خلال إنكارك للقياس الذي تقول به جماهير العلماء، ونقلك لما نقلت عن عامر الشعبي رحمه الله ورضي عنه ، قام شبه يقين في نفسي أنه لا فائدة معك من النقاش في هذه القضية التي سرت فيها على ضرب الإمام أبي محمد بن حزم رحمه الله.
    لكن يا أبا المظفر هب أن هذا الكلام من أبي محمد ومن قبله من الإمام الشعبي مغمور في بحور حسناتهما ومن كان على شاكلتهما، فما دفاعك أنت عن نفسك، أمام رب العالمين.
    يا أخانا لم نخطئك في بيان خطأ من ذكرت وإنما خطأناك في جرأتك على أهل العلم ونسبتهم للغفلة - وليس للخطأ - في أمر كهذا، وكما أسلفتُ الكلام لا أرى فائدة من إدارة رحى الكلام معك في هذه النقطة فيبدو أنك فيها على مذهب الإمام العلم ابن حزم وليس تقليدك إياه وتلمسك خطاه في أمرٍ نعاه عليه جماهير علماء المسلمين بل نَفَر منه عامتُهم قبل الخاصة بنافعك شيئًا عند الله ، والله يتجاوز عنا وعنك وعن جميع المسلمين.
    وأما المثال الذي نقلته أنا عن تفسير أبي الفداء ابن كثير فأنا علي يقين منه لكثرة مصاحبتي لهذا الكتاب وأنت تعلم أن أخاك ممن عالج العمل في تحقيقه ونشره فيما صدر عن مكتبة أولاد الشيخ بمصر منذ أعوام، وهذا أمر واضح بالاستقراء لمن له أدنى معرفة بطريقة ابن كثير رحمه الله في العزو في تفسيره، فلا أطيل فيه لوضوحه، وزيادة بيانه بالنسبة لك لا يحتاج منك إلى أكثر من تقليب عدة صفحات من هذا التفسير مع استصحاب ما ذكرته لك.
    فسبب جزمي أن الحافظ ابن كثير رحمه الله نقل هذا من "تفسير الطبري" وليس من كتب الطيالسي إنما هو استقراء صنيعه رحمه الله في "تفسيره"، ولست أستبعد أن يكون للطيالسي كتب خرج فيها هذا الحديث ووقف عليها ابن كثير ، لكن هذا ظن مرجوح عندي بل يقارب عندي اليقين الذي لا شك فيه.
    وأما بخصوص كلامك الأخير وهو أهم ما في الموضوع ، فأقول:
    المشكلة الحقيقية أن بعض طلبة العلم ممن لم يزاحم العلماء ولم يتعلم من دلهم وسمتهم قبل منطقهم ومقالهم ويأخذ من أدبهم، بمجرد أن يجد الخطأ الصغير المحتمل عن إمام من الأئمة صاح به ورفع عقيرته واتهمه بالغفلة وعدم اليقظة وقلة الانتباه وأنه لم يكن مدققًا ولم يكن محررًا، وما ذلك إلا لصحفيته ونشأته على ما في كتب أبي محمد ابن حزم رحمه الله وعفا عنه، وما استن به فيه بعض طلبة العلم.
    ولو أن هذه الشاكلة من طلبة العلم يسر الله لهم الإقامة مع عالم رباني لتعلم من سمته ودله وعرف لأهل العلم الكبار حرمتهم ومكانتهم.
    والعزاء الوحيد للإنسان في هذا المضمار أن الأمر كما يقال دَيْنٌ، فمن اتخذ العلماء غرضًا ولو بقليل اللفظ والعبارة التي لا يلقي لها بالا ، يوشك أن يكون غرضًا فإن الجزاء من جنس العمل؛ فمن سمع سمَّع الله به، ومن هتك ستر أهل العلم هتك الله ستره، وفي الإشارة ما يغني، اللهم لا تجعلنا من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون.
    وفي كلامك :
    ولكن: لـمَّا استحكمت محبة الناس الزائدة - يعني العلماء - وأقوالهم ومنازلهم في صدور البعض، عزّ عليهم أن يبصروا أخطائهم منشورة مسطورة، فحرَّكتهم تلك المحبة الزائدة على أن لا يروا في الناقض عليهم إلا حاسدًا ! ولا في المتعقب لهم إلا مبغضًا ! ولا في المناقش لأقوالهم إلا طاعنًا ! ولا في الكاشف لأخطائهم إلا غير متأدب معهم !
    كأنَّ تمام الأدب عند هؤلاء لا يتم إلا بغضِّ الطرف عن هفوات الغالطين في شريعة الله !
    ليس حديثنا من هذا الباب علم الله ولكن كما قيل: ((سارت مشرقةً وسرت مغربًا *** شتان بين مشرقٍ ومغربٍ)).
    يا أخانا كلامنا في طريقة الرد وليس في الرد نفسه، أحسن الله إليك.
    وحتى لا أطيل على أحد أقول: كل من رأى في كلامي كلمة جاوزتُ بها حدود الأدب مع علمائنا المشهود لهم بالعلم والفضل ! فيأتنا بها فورًا؛ ريثما أُوقِفَه على عشراتٍ أمثالها - بل أشد منها وأغلظ - من كلمات كبار العلماء عند النقض على غيرهم في بعض القضايا !
    ولا يتحذلق متحذلق فيقول: هذا كلام العلماء وأنت ليس بعالم !
    لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول وليس إلى القائل !
    لم نقل هذا يا أبا المظفر والحق يقبل منك ومن غيرك حتى وإن كان صغير السن ولم يشهد له أحد بأنه أحد الأئمة أو بأنه من العلماء العاملين الذين يعتبر كلامهم، فقط ندعو إخواننا من طلبة العلم إلى تحسين العبارة والتزام ما أخبرنا به مشايخنا أنه أدب مع العلماء.
    وإلا فوالذي نفسي بيده : لولا تعكير مُحَيَّا كثير من العلمار الكبار الذين غيَّب الثرى وجوه محاسنهم، لسطرت من كلامهم في هذا الصدد ما تنبو عنه أسماع السامعين !

    يكفي أنك وصفته بأنه تنبو عنه أسماع السامعين ، وما حقه هذا الوصف هل يقلد فيه أو يتمسك به أصلح الله حالك ، وكيف يتخذ طالب العلم من سقطات العلماء دليلا ويتخذ لنفسه بها مبررًا لفعل يخرجه كثير من العقلاء عن حيز الأدب ، فوالله الذي لا إله غيره لو قلت لأبيك في شيء قاله: ((هذه غفلة منك وقلة انتباه)) لعلاك بنعله فكيف تبحث لصنيع كهذا عن مبرر في صنيع أحدٍ من خلق الله والفطرة مجبولة على رده وعدم قبوله، بل إن هذا الأسلوب خصوصًا كثيرًا ما يكون وسيلة لصد العوام عن دين الله عز وجل، يقول - في نفسه - هذه طريقة العلماء وطلبة العلم في رد بعضهم على بعض فأنى يكون الخير لديهم. فتدبر هذا جيدًا.
    ومع هذا : فلم يتجرَّأ أحد على أن يرميهم بقلة احترامهم لمن يشدُّون عليهم أحزمة النقد في كلامهم !
    هذا لأن خطأهم مغمور في بحر إصابتهم ولو تعامل الناس معهم تعاملك مع من ذكرتهم لهبروهم بألسنتهم ، فتدبر رزقني الله وإياك حسن التدبر.
    وإنما جريرتي بحق : هي ما قال الأوَّل ( مزمار الحيِّ لا يُطْرِب ) !
    سبحان الله أوصار لك مزمار يا أبا المظفر؟!!! (ابتسامة من القلب والله)
    والله المستعان لا رب سواه.
    سبحانه ولا حول ولا قوة إلا به.


    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  7. #27

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا مشاهدة المشاركة
    والله إنه لكلام يكتب بماء الذهب
    و ما أشد حاجتنا وحاجة العلماء إليه
    .
    إن كنتَ ترى - أيها الفاضل - كلامنا كذلك ! فغيرك - هنا - لا يراه بذا ولا بذاك ولا بذلك !
    بل ويتخذ منه وليجة على جُرأة صاحبه على العلم والعلماء ! ويتَّكأ على أعجازه لوصم كاتبه بالزهو والخيلاء !
    ثم لا يقف عند هذا المرام الذي دونه حدَد! ولا يستطيع أن يتسوَّر أسوار قلعته كلُّ أحد !
    بل تراه جعل يركب مركبًا لا يحمده له المنصفون، ثم يُبْحِرُ به في أغوار بحار التحامل الذي غرق فيه قبله الغارقون !
    فانظر: كيف قَلَبَ محاسن الكلام ذمًّا ! وأفسد شَهْدَه حتى تركه يَقْطُر سُمًّا !
    فأغلق على راقمه أبواب النَّشْوة بما سطرتْه يداه من الإفادة ! وجعل يُضيِّق عليه حتى أكرهه على أن يتمثَّل بقول البحتري أبي عبادة:
    إِذا محاسنيَ اللاتي أُدِلُّ بها ... عُدَّتْ ذُنُوبًا ! فقلْ لي : كيف أَعتَذِرُ ؟!
    ولا بأس من وقفاتٍ مع المناهض تُعيد الحقوق إلى أهلها، وتنهض بأعطاف طيلسان الحقائق من ظلمات أوْحَالِها !
    ومن الله نستمد العون والإخلاص، ونستهديه طرائق الرشاد في تلك الحياة الكئيبة كيما نستطيع منها الخلاص.

  8. #28

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    والذي كان يصنع تلك الصنيعة في كتبه وتواليفه : هو ذلك العالم الخاسر أبو الفيض الغماري !
    فتراه يقول في كتبه كثيرا ( قال الحاكم في تاريخ نيسابور ) ثم يسوق إسناد الحاكم موهمًا أن نقله من كتابه ! مع كونه ما رآه قط ! ولا في عالم الأحلام ! وإنما كان ينقل عن تاريخ الحاكم بواسطة ( زهر الفردوس / لابن حجر ) .
    وتارة تراه يقول : ( قال الديلمي في مسنده ) ويسوق سند الديلمي موهما أنه عاين مسنده ونقل منه ! وليس من ذلك شيء البتة ! وإنما نقله عن الديلمي بواسطة ( ابن حجر في زهْرِه )!
    ويقول أيضًا : ( قال قاسم بن أصبغ في مصنفه ) و ( قال بقي بن مخلد في مسنده ) موهما أنه وقف على كتابيهما ! وليس الأمر كذلك، إنما ينقل عنهما بواسطة أبي عمر النَّمَري وأبي محمد الفارسي.
    هذه النقطة هامة جدا ، حيث يتباهى المتعصبون للغماري بعزوه إلى الكتب التي يصعب الوصول إليها إن لم نقل يتعذر ...
    فهلا أفردتم لها موضوعا خاصا ؟

  9. #29

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المبتدئ في الطلب مشاهدة المشاركة
    هذه النقطة هامة جدا

    لا تقل: ( هامة ) ! فهذا تعبير خطأ ! إنما قُلْ: ( مهمة ). راجع لكشف هذا الخطأ مشاركتنا رقم ( 23) في هذا الموضوع.
    حيث يتباهى المتعصبون للغماري بعزوه إلى الكتب التي يصعب الوصول إليها إن لم نقل يتعذر ...
    فهلا أفردتم لها موضوعا خاصا ؟

    لعلي أفعل إن شاء الله ، لا سيما وقد وقفت على جماعة من المتأخرين قد جاروا الغماريَّ في هذا المسلك الموهم !
    والآن دعني أنظر في كلام صاحبنا أبي الحسام المصري؟

  10. #30

    افتراضي رد: الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين !

    بارك الله فيك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •