بسم الله الرحمن الرحيم
(إسناد عال وبيت خال)
قال الإمام ابن الصلاح رحمه الله، كما في «معرفة أنواع علم الحديث» ص 231، ط: عتر:
((قال الإمام أحمد رحمه الله: «الإسناد العالي سُنَّة عمَّن سلف».
وقد رُوِّينا أنَّ يحيى بن معين رضي الله عنه قيل له في مرضه الذي مات فيه: «ما تشتهي ؟ قال: بيت خالي وإسناد عالي».
(قال ابن الصلاح) العُلوّ يُبْعِدُ الإسنادَ من الخلل؛ لأنَّ كل رجل من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهوًا أو عمدًا، ففي قلتهم قلة جهات الخلل، وفي كثرتهم كثرة جهات الخلل، وهذا جلي واضح)).اهـ
قلت: ما ساقه ابن الصلاح رحمه الله خلاصة خلاصة أصول البحث العلمي، وعصارة العصارة، وهو ينسحب على كافة العلوم، من علم اللغة، إلى علم السُّنَّة (العقيدة) (1)، وما بينهما.
فالمرجع في كل فن قول أهله بالإسناد العالي، ومن أصولهم المعتمدة، لا وسائط، لا حواجز، لا خلل، لا اضطراب، لا غلط، لا سوء فهم، لا تأويل ...
_____
(1) وقد سمَّى -كما هو معلوم مشهور- الأستاذ سيد سابق كتابه الشهير بـ : «فقه السنة»؛ وهذه التسمية في نظري معيبة، فإن السنة اسم عام يشمل أصول العقيدة، والحلال والحرام، والفضائل والآداب، ولو سمَّاه: «فقه الأحكام» لكان أحسن في نظري، والله تعالى أعلم.