يقول القرافي :رأي أكثر العلماء من لم يعرف الله تعالى بالبرهان فهو كافر ولم يخالف في هذا إلا أهل الظاهر كما حكاه الإمام في الشامل والإسفراييني.
هل هذا الكلام صحيح؟ أرجو الرد بالاستشهاد
يقول القرافي :رأي أكثر العلماء من لم يعرف الله تعالى بالبرهان فهو كافر ولم يخالف في هذا إلا أهل الظاهر كما حكاه الإمام في الشامل والإسفراييني.
هل هذا الكلام صحيح؟ أرجو الرد بالاستشهاد
مامعنى البرهان؟
البرهان يقصد به - والله أعلم -إثبات وجود الله عزوجل بالعقل كأن يقول الإنسان هذه المخلوقات تدل على خالق ، لأن وجود هذه المخلوقات لها حالاتان : الحالة الأولى أن توجد صدفة بدون خالق وهذا محال ، والحالة الثانية لآبد لها من موجد وهذا الموجد هو الله تعالى . ومثل هذه الأدلة العقلية.
وفقك الله.
هذه المسألة من المسائل الكبار التي تطرق لها المتكلمون في كتبهم وهي تعرف بمسألة "صحة إيمان المقلد" أو "أوّل ما يجب على المكلف". وجمهور المعتزلة والأشعرية على وجوب النظر والاستدلال.
والذي يقصده القرافي رحمه الله بقوله "البرهان"-والله أعلم- هو دليل المتكلمين المعروف في إثبات وجوب الباري تعالى والذي يقوم على إثبات حدوث العالم واحتياجه لمحدِث إلخ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى: "أما المسائل الأصولية فكثير من المتكلمة والفقهاء من أصحابنا وغيرهم من يوجب النظر والاستدلال على كل أحد حتى على العامة والنساء، حتى يوجبوه في المسائل التي تنازع فيها فيها فضلاء الأمة. قالوا: لأن العلم بها واجب ، ولايحصل العلم إلا بالنظر الخاص. وأما جمهور الأمة فعلى خلاف ذلك." ج 20/202
وقد نقل الحافظ، رحمه الله، في الفتح عن ابن أبي جمرة عن أبي الوليد الباجي عن أبي جعفر السمناني- وكان من كبار الأشاعرة- أنه سمعه يقول: "هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت في المذهب." (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله وأن المعرفة فعل القلب لقول الله تعالى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم.)
والله تعالى أعلم.
فى الحديث رقم 10 من كتاب الايمان
نقل النووى فى شرح صحيح مسلم عن الشيخ عمرو بن الصلاح قوله ( وفيه دلالة لصحة ماذهب اليه أئمة العلماء من ؟أن العوام المقلدين مؤمنون وأنه يكتفى منهم بمجرد اعتقاد الحق جزما من غير شك وتزلزل خلافا لمن أنكر ذذلك من المعتزلة وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قرر ضمانا (أو ضماما لعلها تصحيف لاأعلم ) على مااعتمد عليه فى تعرف رسالته وصدقه ومجرد اخباره ياه بذلك ولم ينكر عليه ذلك ولاقال يجب عليك معرفة ذلك بالنظر فى معجزاتى
انتهى
والصحيح ان من يقبل خبر النبى ليس مقلدا بل هو متبعا
لكن لو وقع في قلبه شك عليه ان يبحث فى الادلة
أخي الكريم : أبو مروان .
مراد القرافي رحمه الله ذكر أمثلة على الغالب الملغي والنادر المعتبر ..
فمثل على الغالب الملغي بمعرفة الله بالبرهان ( الدليل العقلي ) ، وأراد بالنادر الأمر بحصول الذرية ، وبيانه : أنه إذا كان من لم يعرف الله بالبرهان كافر ، كان الغالب فساد الذرية ، فينهى عن تحصيلها ، ولكن ألغى الشارغ حكم الغالب تحصيلا للذرية ، وقد ذكره القرافي تحت فرق : " ما ألغي من الغالب " ومثل عليه عشرين مثالا ، وجعله الثالث من العشرين فقال :"نَدَبَ الشَّرْعُ لِلنِّكَاحِ لِحُصُولِ الذُّرِّيَّةِ مَعَ أَنَّ الْغَالِبَ عَلَى الْأَوْلَادِ الْجَهْلُ بِاَللَّهِ تَعَالَى ، وَالْإِقْدَامُ عَلَى الْمَعَاصِي ، وَعَلَى رَأْيِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ اللَّهَ تَعَالَى بِالْبُرْهَانِ فَهُوَ كَافِرٌ لَمْ يُخَالِفْ فِي هَذَا إلَّا أَهْلُ الظَّاهِرِ كَمَا حَكَاهُ الْإِمَامُ فِي الشَّامِلِ وَالْإسْفَرايِي نِيّ ، وَمُقْتَضَى هَذَا أَنْ يَنْهَى عَنْ الذُّرِّيَّةِ لِغَلَبَةِ الْفَسَادِ عَلَيْهِمْ فَأَلْغَى الشَّرْعُ حُكْمَ الْغَالِبِ ، وَاعْتَبَرَ حُكْمَ النَّادِرِ تَرْجِيحًا لِقَلِيلِ الْإِيمَانِ عَلَى كَثِيرِ الْكُفْرِ ، وَالْمَعَاصِي تَعْظِيمًا لِحَسَنَاتِ الْخَلْقِ عَلَى سَيِّئَاتِهِمْ رَحْمَةً بِهِمْ "
هذا بيان كلامه ، فهو لم يقصد اعتباره ، وإنما قصد إلغاءه .
ولكن .. إذا نظرنا إلى العبارة مجردة عن السياق ، فإننا لا نوافقه على النتيجة ، لأن معرفة الباري بالبرهان غير لازم عند أهل السنة . والله أعلم
بارك الله فيكم على المشاركة ونفع بكم الأمة .
وفيك بارك أخي الكريم