تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 61 إلى 79 من 79

الموضوع: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    بالنسبة للحديث الذي أوردته الأخت جمانة في التسبيح على الحصا أقول لها أنا اشترطت حديث صحيح وليس حديث موجود في الكتب وهناك فرق طبعا بين الأمرين وإلا فهذا الحديث نعرف أنه موجود لكن ابذلي جهد وانقلي لنا قول عالم معتبر في تصحيحه ثم نتحدث بارك الله فيك
    اجابة سر يعة
    رواه ابن حبان في صحيحه
    ورواه ابوداود في سننه
    واترك التوسع لمن ير غب

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    بارك الله فيكم ...

    أختي؛ أم عبد الرحمان، لم أخرج بنفس نتيجتك في كلام النووي الذي هو في صحيح مسلم عندما علّق على حديث فضل الإجتماع على قراءة القرآن الكريم، و أرى بأنّ كلامه غير واضح في تحرير مذهب الإمام مالك في خصوص مسألتنا، و حتى ما نقلتي من كتابه الآخر فلم يوضح لي الأمر بعد؛فيما استفسرته منك، و أرى بأنّ الإحتمال الآخر الذي قرّره ذلك الشخص الذي نقلت كلامه في فهم كلام النووي أظن أنّه مازال واردا و قائمافالرجاء إن كان بإمكانك أن تدعمي فهمك لكلام النووي و كلام مالك رحمهما الله بقول عالم أن تفعلي و سأكون مسرورا أكثر ؟ و جزاك الله خيرا

    و هذا كلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب الفتاوى الكبرى، طبعة دار المعرفة : "..و قراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء و من قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد و للمالكيَة وجهان في كراهتها و كرَهها مالك و أمَا قراءة واحد و الباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف.." :

    و فيه تصريح من طرف هذا العلم على أنّ الإمام مالك كره القراءة بالإدارة و التي منها القراءة بصوت واحد و أنّ الخلاف حصل في هذا النوع من القراءة بغض النظر عن المكان و ليس في هل يجوز هذا الفعل في المسجد أم لا ؟

    و المقصود هو فهم كلام أهل العلم من الذين سبقونا من أهل القرون الثلاثة المفضلة على وجهه لكي نستعين بفهمهم على فهم النصوص الشرعية لذا فتحرير مذهب الإمام مالك -رحمه الله- مهم و هو من هو في العلم و الفقه في اللغة العربية و مخالطته لأهل المدينة.

    بخصوص الأثر الثابت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فهناك 3 أمور :
    - تسبيح بالحصى،
    - تسبيح جماعي : و لكن ليس بمذكور في هذا التسبيح الجماعي :
    أ- هل كل واحد منهم كان يسبح في نفسه أم يجهر،
    ب- و في حالة جهرهم جميعا ليس بمذكور هل كانوا يسبحون بنفس الوقت و بنفس النفس و الإيقاع أم كان كل واحد منهم يسبح دون مراعاة الآخرين حتى و إن تداخلت الأصوات أم كانوا يستخدمون طريق التسبيح بالإدارة بأن يسبح أحدهم بضعة تسبيحات ثم يتوقف و يسبح الذي بعده و هكذا إلى أن يكملوا.

    فأثر عبد الله بن مسعود -رحمه الله- هو كلام عن حادثة عين تتنازعها عدة احتمالات بخصوص مسألتنا هاته و لا أظن أنّ موقفه ذلك صريح في إنكار صورة شبيه بالصورة التي نتكلم عنها في قراءة القرآن الكريم لا سيما إذا علمنا ما يلي :

    وفي صحيح البخاري (كتاب العيدين/باب فضل العمل في أيام التشريق) : (وقال ابن عباس: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} في أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق. وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما) ا.هـ.
    قال الشيخ عبد الله سعد -حفظه الله- عند تعليقه على هذا الكلام :
    قال ابن رجب في «الفتح» (9/8) : (وأما ما ذكره البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة ، فهو من رواية سلام أبي المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق يكبران، لا يخرجان إلاّ لذلك .
    خرجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب «الشافي»، وأبو بكر المروزي القاضي في كتاب «العيدين».
    ورواه عفان : نا سلام أبو المنذر...فذكره. ولفظه : «كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر، فيكبران ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك) ا.هـ وينظر: «اللطائف» (ص:475).
    قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات سوى سَلاّم؛ وهو ابن سليمان المزني المقرئ النحوي الكوفي، مختلف فيه، والراجح أنه لا بأس به، وقد أنكر عليه شيء يتعلق بالقراءة، قال أبو داود: «ليس به بأس، أنكر عليه حديث داود عن عامر في القراءة».
    و في هذا تسويغ لذكر جماعي من صحابيين -رضي الله عنهما- و بالتالي فإنكار عبد الله بن مسعود -رحمه الله- على من انكر عليهم ربما قد ينصب إلى أمر آخر كإنكار إستعمال الحصيات في هذا التسبيح بنية الخشية من أن تضيع حسناتهم فكأنّما فهم عبد الله بن مسعود تلك الخشية في تصرفاتهم و لعل هذا ما يفسر قوله : " و أنا الضامن بأن لا يضيع من حسناتكم شيء".

    غير أني أقول : قد ثبت عدم أفضلية هاته الطريقة في قراءة القرآن بصوت واحد و نسق واحد في بيئة مثل بيئة الصحابة رضي الله عنهم من أدلة أخرى و لكن أبقى بحاجة إلى تحرير المسألة من طرف الإخوة في مسألة الحفظ و المراجعة و عن استعمال تلك الطريقة في القراءة في بلدان المغرب العربي لمن يستعملها بنية أنّها (مصلحة مرسلة في بعض البيئات على حسب ظنه) بغرض تحفيز عوام تلك البيئات على قراءة القرآن و تمرينهم على قراءته و إعانتهم على عدم هجره و من باب مراعاة العرف و ظروف الواقع الذي يعايشه و نحن نعلم بأنّ هناك أمور في بيئة السلف قد تكون مرجوحة و لكن قد تصبح راجحة في بيئات أخرى و ظروف أخرى.

    فنرجو مزيد بيان من الإخوة و التعمق أكثر في مباحثة المسألة ؟ و شكرا

  3. #63

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومروة مشاهدة المشاركة
    أما الدكتور رشيد بن عيسى الاطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر فيرى هذه القراءة بهذه الاجابة



    حكم قراءة القرآن جماعةً على طريقة ( الحزب الراتب ) - د. محمد عيسى



    القرآن الكريم كلام الله تبارك وتعالى، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته أن قالوا: ?إنا سمعنا قرآنا عجبا?(الجن/ 01) من علم علمَه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.


    رغّب الله تعالى في تلاوته فقال: ?ورتل القرآن ترتيلا?(المزمل/ 04)، وقال في آية أخرى: ?فاقرءوا ما تيسر من القرآن?(المزمل/20).


    بينما حذّر من هجره وجعلَه من شكاوى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة، فقال: ?وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا?(الفرقان/30).


    فقراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادة من أعظم العبادات وأجلّها عند المولى عزّ وجلّ لذلك رتّب عليها الأجر العظيم والرضوان العميم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))(الترمذي وقال: حسن صحيح غريب).


    وحتى لا يحرم الأميُّ أو المريض من هذا الخير بسبب العجز عن القراءة فقد رغّب الشارع في بذل المجهود ورتّب عليه أجرا مضاعفا.


    عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن يتعتع فيه، وهو عليه شاقّ له أجران))، وفي رواية: ((والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران))(البخاري ومسلم واللفظ له، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه).


    وهذا تأكيد ظاهر على أن تلاوة القرآن أمر مرغوب فيه على كل حال


    ولقد درجت الجزائر كغيرها من بلاد المغرب على قراءة القرآن الكريم جماعة فيما يعرف "بالحزب الراتب" جريا على العرف الجاري بهذه الديار.


    لكن غزتنا بدعة الحكم بمنع الاجتماع لقراءة القرآن جماعة في المسجد، حتى أن بعض المنتسبين للعلم الشرعي شنّعوها تشنيعا عظيما فبلغ الأمر ببعضهم إلى الاعتداء على القراء، ومنعهم بالقوة، وجارى بعض ضعاف الأئمة هذا التيار اتقاءً للإذاية والتشهير.


    وسأحاول في هذه الدراسة المقتضبة أن أحقق هذه المسألة تحقيقا علميا موضوعيا، وأن أبحث عن وجه الحق فيها.


    تأصيل الموضوع:


    يجب أن نؤكد حقيقة دينية تاريخية أولاُ، وهي أن فكرة منع قراءة القرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" وافدة على نظام ديني اجتماعي قائم من قرون خلت بالمجتمع الجزائري خاصّة وبالمجتمع المغربي عامة، بل وبالعالم الإسلامي بوجه من الوجوه.


    وإنّ الأصل في النقاش والمناظرة أن يورد الوافد أدلة رأيه، ذلك أنه لا يتصور أن تتمالأ الأمة على مدى أعصار متعاقبة وتجتمع على الضلالة ومخالفة أمر الله تعالى وفيها العلماء والصالحون.


    فقد ثبت –كما أفاده ابن لبّ( )-: «أن العمل بذلك تضافر عليه أهل هذه الأمصار والأعصار، وهي مقاصد من يقصدها فلن يخيب من أجرها»( ).


    دليل المانعين:


    إن الذين يمنعون هذه الطريقة أساساً هم الكُتبيون الذين لا شيخ لهم إلا أوراق الكتب والرسائل، وهم أيضا أنصار بدعة دخيلة على السنة الجارية في طلب العلم الشرعي وهي ثقافة الأشرطة والهواتف، تجدهم يتفقهون بسماع الأشرطة يوم الخميس ويدرّسون محتواها يوم الجمعة ليفتوا بمقتضاها يوم السبت?


    وبالجملة فإن أدلتهم لا تخرج عن أمرين اثنين:


    - نصوص من السنة النبوية الشريفة فهموها على عمومها وإطلاقها.


    - نصوص في المذهب المالكي يحاجّون بها من باب: إذا لم تحترموا نبيّكم فاحترموا على الأقل مذهبكم.


    أما الأمر الأوّل:


    وهو أقوى ما يستدل به المانعون فأن الاجتماع لقراءة القرآن بدعةٌ، إذ لم يثبت على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه. ويستدلون لذلك بأدلة منها:


    - ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردٌّ))(متفق عليه).


    - وما بيّنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أن الإحداث في أمر الدين شرُّ الأمور إذ قال: ((إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها))(البخا ي).


    - وهو ما رواه جابر رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمّى فيه الإحداث ابتداعا بلفظ: ((إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة))(مسلم).


    ومقتضى هذا الاستدلال أن قراءة القرآن الكريم جماعة على الطريقة المعهودة محدثة ولا أشرّ من الإحداث في أمر الدين، فهو الابتداع المنهي عنه.


    التحقيق العلمي:


    إن التحقيق العلمي ينتهي إلى أن البدعة المنهي عنها في دين الله عزّ وجلّ لها شرطان:


    الأول:أن تكون حادثة لم تكن في الصدر الأول.


    والثاني: أن تناقض أصلاً من أصول الإسلام قرآنًا أو حديثًا نبويًّا شريفًا أو إجماعاً.


    فإذا اجتمع الشرطان كان الأمر المحدَث هو البدعة الضلالة الذي يُحمل عليه حديث ((كل بدعة ضلالة))(سبق تخريجه).


    ويحمل عليه أيضا قولُ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فيما رواه عنه ابن الماجشون( ): »مَن ابتدع في الإسلام بدعة يَراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأنّ الله يقول: ?اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا?(المائدة/03) فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا«( ).


    أما إذا لم يجتمع الشرطان فإما أن يكون الأمر غير محدث أصلا بل كان موجودا في الصدر الأول فلا يكون بدعة، أو أن يكون محدثا ولكنه لا يناقض أصلا من كتاب أو سنة أو إجماع فلا يكون حينئذ بدعة أيضا.


    وإن أطلق اسم البدعة عليه فإنما هو إطلاق بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الديني الاصطلاحي.


    - ويستدل لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سنّ في الإسلام سنّة حسنةً يعمل بها من بعده كان له أجرها، ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا؛ ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة يعمل بها من بعده، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص شيئا))(مسلم والنسائي).


    فالأمر المحدث إن كان حسنا فمقبول وإن كان قبيحا فممنوع؛ والقبيح ما ناقض أصلا من أصول الشريعة، والحسن ما وافقها.


    - ويستدل أيضا بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التراويح: (نعمت البدعة هذه)(البخاري).


    وقد حمل العلماء قوله على المعنى اللغوي للبدعة. فقال شيخ الإسلام ابن تيمية( ) رحمه الله: »وهذا الذي فعله هو سنة لكنه قال ((نعمت البدعة هذه))(سبق تخريجه.) فإنها بدعة في اللغة لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه في حياة رسول الله«( ).


    - وعلى نفس هذا الوجه يتأوّل إحداث عثمان بن عفان رضي الله عنه للأذان الثالث لصلاة الجمعة كما روى ذلك السائب بن يزيد رضي الله عنه: ((كان النداء يوم الجمعة إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان زمان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء))(البخار والنسائي).


    فالقاعدة في كل أمر محدث قبل أن نصدر حكم الله فيه، أن نعرضه على أدلة الكتاب والسنة والإجماع، فيكون حكمه ما نصت عليه هذه الأدلة بغضِّ النظر عن كونه محدثا أو غير محدث.


    قال شهاب الدين القرافي( ): »البدعة إذا عَرضت تُعْرض على قواعد الشريعة وأدلتها، فأي شيء تناولها من الأدلة والقواعد ألحقت به«( ).


    وربّ تصرف محدث يصحّ إطلاق اسم البدعة عليه في اللغة، ولكنه في ميزان الشرع سنّةٌ أو واجبٌ.


    قال مجد الدين بن الأثير( ): »البدعة بدعتان بدعة هُدًى وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حِيِّز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحضّ عليه الله أو رسوله فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف، فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابًا فقال: ((مَنْ سَنَّ سُنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها))( سبق تخريجه) وقال في ضده: ((ومَن سَنَّ سُنّة سَيئة كان عليه وزرها ووزر مَن عَمل بها))(سبق تخريجه)، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلّى الله عليه وسلم«( ).


    وعلى هذا فهل قراءة القرآن الكريم جماعة على طريقة الحزب الراتب بدعة؟


    لِنَرَ إن كان شرطا البدعة الضلالة متوفرين فيها:


    - أمّا أنها محدثة، فلا يناقش في ذلك أحد، فهي طريقة لم تكن على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال عنها الإمام مالك رضي الله عنه: (لا أعرفه عن السلف)( ).


    - أما أنها تناقض نصا في كتاب الله تعالى أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالعكس هو الصحيح:


    فقد استند من اعتمد على القراءة الجماعية للقرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" إلى أدلة من النقل والعقل منها:


    - الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده))(مسلم وأبو داود وغيرهما).


    - ومنها ما ثبت عن معاوية رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة))(مسلم).


    - ومنها ما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه: (كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا).


    - ومنها استحسان العلماء الذين عليهم المدار في الفتوى لهذه الطريقة. فقد نقل الإمام أبو العباس الونشريسي( ) أنه «شوهد الإمام ابن عرفة( ) رحمه الله يجمع الثلاثة والأربعة في حزب واحد للتجويد، وشوهد أبو الحسن البطرني( ) يجمع الثلاثة في القراءة»( ).


    - ومنها أن القراءة بهذه الكيفية المعهودة عادة حسنة لا تخالف الشرع، والعادة الحسنة إذا لم تخالف الشرع ولم تناقض أصلا من أصوله فلها اعتبارها، ولهذا قال العلماء: (الثابت بالعرف كالثابت بالنص)( ).


    فهذه الكيفية مما جرى به العمل، ولا يصحّ تغيير هذا العمل إلا إذا صادم وناقض أدلة الشريعة الصريحة.


    يشهد على ذلك تصريح الجمّ الغفير من العلماء الأعلام، من ذلك:


    قول عيسى السكتاني( ):«فإذا اتّضح لك توجيه ما جرى به العمل لزم إجراء الأحكام عليه لأن مخالفة ما جرى به العمل فتنة وفساد كبير»( ).


    قول أبي إسحاق الشاطبي( ):«والأَولى عندي في كل نازلة يكون فيها لعلماء المذهب قولان، فيعمل الناس فيها على موافقة أحدهما، وإن كان مرجوحا في النظر، أن لا يعرض لهم، وأن يجروا على أنهم قلّدوه في الزمان الأول وجرى به العمل، فإنهم إن حملوا على غير ذلك كان في ذلك تشويش للعامة وفتح لأبواب الخصام»( ).


    وقول ابن عبد البر( ):«إذا رأيت الرجل يعمل بالعمل الذي اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه»( ).


    وقول أبي العباس الونشريسي: «والاستشهاد بعمل أهل البلد ببعض الأقوال الفقهية دون بعض أمر معروف شهير عند الخاص والعام لا يجهله من له بالطلب أقلّ تلبس»( ).


    وغير هذه النصوص كثيرة في المذهب المالكي وفي غيره من مذاهب الأمصار، وتستند كلها على أدلة من نصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.


    وهي تدل في مجموعها أن ما جرى به العمل في الأمصار له سلطان ولو كان مرجوحا شرط ألا يصادم ويناقض أصلا من أصول الشريعة.


    وما قراءة القرآن الكريم على هذه الطريقة المعهودة إلا عمل جارٍ منذ قرون بهذه الديار، ففيما النزاع؟


    - ومن أدلتهم أيضا أن هذه الطريقة فيها منافع جمّة، ومصالح لا تعدّ إذا أحسن القارئ القراءة وتأدب بآدابها، واحترم الوقوف، وأحكام الترتيل، ومخارج الحروف.


    والعمل إذا تضافر عليه أهل الأمصار والأعصار، ولم يرد من الشرع ما يمنعه أو يقرُّه، فهو من المصالح المرسلة التي تأكدت فيها المصلحة.


    والمنافع والمصالح المترتبة على كيفية "الحزب الراتب" أكثر من تحصر، منها:


    أولا: تعهد القرآن الكريم، فهي تساعد على حفظه وضبطه ومراجعته وعدم نسيانه، وهي بذلك تحقق الاستجابة للأمر النبوي الوارد فيما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عُقُلها))(مسلم).


    وقد حمل بعض المفسرين قوله تعالى: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى?(طه/125-126)، على نسيان القرآن بعد حفظه.


    ثانيا: تسميع كتاب الله تعالى لمن يريد سماعه من عوام المسلمين، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه، ثم إن كثيرين حفظوا القرآن من خلال مواظبتهم على الحزب مع الجماعة.


    ثالثا: ومنها التماس الفضل المذكور في حديث: ((ما اجتمع قوم...))(سبق تخريجه)، فقد استفيد منه أن كل قوم اجتمعوا لما ذكر حصل لهم الأجر من غير اشتراط وصف خاص فيهم من علم أو صلاح أو زهد.


    وبالجملة فإن الذين أحدثوا طريقة "الحزب الراتب" لحفظ القرآن الكريم واستدامة استحضاره لم يبتدعوا البدعة الضلالة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أحدثوا طريقة علمية تربوية في الحفظ والاستحضار مثلما أحدث عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما طرقا في حفظ الدين. وأنه نشأ عن هذا الاختيار نظام ديني اجتماعي يعتبر الخروج عنه فتنة وفسادا كبيرا.


    الأمر الثاني:


    يدّعي هؤلاء أن الذين يعتمدون كيفية الحزب الراتب قد خالفوا مذهبهم الذي نهى عن هذا الفعل، ومما يستند إليه هؤلاء:


    - ما ورد عن الإمام مالك عندما سئل عن هذه المسألة فقال: (لا أعرفه عن السلف).


    ولكن التحقيق أن المراد بهذه العبارة كما قال ابن رشد( ): «أن هذا العمل لم يثبت فيه نص»( ).


    فقول الإمام مالك على هذا لا يحمل على النهي والتحريم، ولكنه يحمل على أمرين:


    الأول: تأصيل المسألة ببيان أن الطريقة محدثة ومن ثمّ تعتريها الأحكام المذكورة سابقا.


    الثاني: أن هذا منهجه في إيثار الاتباع، وكراهة مخالفة السلف.


    - كما يستند المخالف إلى ما تناقله بعض فقهاء المذهب من المنع عن قراءة القرآن جماعة.


    ولكنّه متأوّل من وجهين:


    1/ حملوا المنع على الكراهة وعلّلوها بالتقطيع، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فقد قال محمد البناني( ): « وقد عللوا النهي عن قراءة القرآن جماعة بالتقطيع، ومع ذلك قالوا النهي للكراهة لا أنه منع»( ).


    قال ابن لبّ: « أما قراءة الحزب في الجماعة على العادة فلم يكرهه أحد إلا مالك على عادته في إيثار الاتباع، وجمهور العلماء على جوازه واستحبابه وقد تمسكوا في ذلك بالحديث الصحيح »( ).


    2/ حملوا المنع على المعلم يغرر في تعليم تلامذته قراءة القرآن، فإنهم إن قرأوا جماعة لا يعرف الحافظ منهم من غير الحافظ؛ وبالتالي فإنه لا يفي بحقهم في التعلم في مقابل الأجر الذي يتقاضاه. فسّر ذلك القابسي( ) عندما سئل فأجاب: « إن اجتماعهم على القراءة بحضرته يخفي عليه القوي الحفظ من ضعيفه»( ). فإذا زالت علة الغرر زال الحكم بزوالها.


    لذلك علّق أبو العباس الونشريسي على اشتهار ذلك عن بعض الأعلام بقوله: «لكن إنما يقرؤون لله تعالى، فلا يدركهم هذا الحكم المذكور، وهذا بعد تسليم جواز الاجتماع على القراءة وهو مذهب الجمهور، وتعضده الآثار الصحيحة»( ). أي أنهم لا يتقاضون على تعليمهم أجرا، فلا يلحقهم حكم الكراهة؛ أما جواز القراءة الجماعية في غير وجه التعليم المأجور فهو مسلَّم كما ترى.


    - وعلى فرض عدم التسليم، واستصحاب الخلاف، فقد سبق سوق عبارات الفقهاء الصريحة في أنه (لا إنكار في مورد الخلاف)( ).


    ونضيف عليها قول أبي عبد الله السجلماسي( ):«وإذا كان القول المعمول به راجحا بالعمل، لم يجز للقاضي ولا المفتي العدول عنه إلى غيره، وإن كان مشهورا»( ).


    وقول القاضي المجاصي( ):«وخروج القاضي عن عمل بلده ريبة قادحة، لكن يقتصر من العمل على ما ثبت، ويسلك المشهور فيما سواه»( ).


    وخلاصة القول:


    إنّ الأدلة التي ساقها أدعياء البدعية، على قوتها، لا تتوجه على موضوعنا، وهي استدلال في خارج محلّ النزاع؛ فشروط البدعة غير متوفرة في قراءة القرآن جماعة على طريقة "الحزب الراتب". بل إنّ الأدلة التي استند إليها معتمدو هذا المنهج من القوة والتنوّع بحيث تنفي كل ريب أو شك في مشروعية الطريقة.


    إن أقلّ ما يمكن أن يقال: إنّ قراءة القرآن جماعة بصوت واحد جائزة إن لم تكن مندوبة ومستحبة، وذلك إذا كانت القراءة صحيحة خالية من اللحن ومن الكبر والرياء، بحيث يراد منها الحفظ والضبط والمراجعة، ولا يعتقد فاعل ذلك أنه يقدم على مكروه تقليدا لمالك، بل يعتقد معنى الحديث النبوي الشريف المتقدم وتقليد من يستحب ذلك ويستحسنه والله أعلم بالصواب.


    أما هجر هذه الطريقة ومنعها حتى أمسى بعض الأئمة يؤمون التراويح من المصاحف، وآخرون يلحنون في القراءة، ولا يكادون يحفظون من كلام الله إلا قليلا، بل يعجزون عن الاستشهاد بآي القرآن فخطير خطورة هجر القرآن ذاته.


    وإننا نحذر هؤلاء من مثل هذا الغلو، فإن نسيان القرآن فيه وعيد شديد محتمل، ألم يقل عليه الصلاة والسلام: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب))(الترمذي وقال: حسن صحيح؛ والحاكم وقال: صحيح الإسناد)؟


    لطف الله بنا، ومنّ علينا بصلاح أحوالنا بجوده وفضله وكرمه. أمين.


    الهوامش


    انظر أيضا: فتوى الشيخ أحمد حماني رحمه الله، في جريدة "العقيدة" الصادرة بتاريخ: 03 جمادى الأولى 1414ه الموافق 17 نوفمبر 1993م.


    ( ) هو أبو العباس فرج بن لب الغرناطي، مفتي محقق، ولد في 701ه وتوفي في حدود 782ه.


    ( ) المعيار المعرب لأبي العباس الونشريسي: 1/155.


    ( ) هو أبو مروان، عبد الملك بن الماجشون، فقيه مالكي شهير، توفي في حدود 213ه.


    ( ) الاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي: 1/49.


    ( ) هو أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الحنبلي، ولد في 661ه وتوفي في 718ه.


    ( ) فتاوى ابن تيمية في الفقه: 22/234-235.


    ( ) هو أبو العباس، أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي، رئيس المالكية في وقته، توفي في 684ه.


    ( ) أنوار البروق في أنواء الفروق لشهاب الدين القرافي: 4/204.


    ( ) هو المبارك بن الأثير، محدث، ولد في 544ه وتوفي في 606ه؛ وهو أخو ابن الأثير المؤرخ.


    ( ) النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين ابن الأثير: مادة بدع.


    ( ) البيان والتحصيل لأبي الوليد ابن رشد.


    ( ) هو أبو العباس، أحمد بن يحيى الونشريسي؛ من أعلام المذهب المالكي، توفي في 914ه.


    ( ) هو أبو عبد الله، محمد بن عرفة الورغمي التونسي، ولد في 716ه وتوفي في 748ه.


    ( ) هو محمد بن أحمد البطرني التونسي، فقيه ومحدث، ولد في 702ه وتوفي في 793ه.


    ( ) المعيار المعرب: 8/249.


    ( )حاشية ابن عابدين: 4/364؛ المبسوط للسرخسي: 13/14؛ قواعد الفقه للمجددي: 1/74.


    ( ) هو أبو مهدي عيسى السكتاني، متكلم وفقيه مالكي، ولد بمراكش، وبها أفتى وقضى، توفي سنة 1062ه.


    ( ) فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد لأبي عبد الله محمد السجلماسي: ص.6.


    ( ) هو إبراهيم بن موسى الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصولي من أئمة المالكية؛ توفي في 790ه.


    ( ) فتاوى الإمام أبي إسحاق الشاطبي: 150.


    ( ) هو أبو عمر، يوسف بن عبد الله النمري، محدث نظار، ولد في 368ه وتوفي في 463ه.


    ( )العرف والعمل في المذهب المالكي ومفهومهما لدى علماء المغرب، د.عمر الجيدي: 362.


    ( ) المعيار المعرب: 2/196.


    ( ) هو أبو الوليد، محمد بن رشد، قاضي الجماعة بقرطبة ومفتيها؛ له كتاب "البيان والتحصيل"، توفي في 520ه.


    ( ) البيان والتحصيل لابن رشد.


    ( ) هو أبو عبد الله محمد البناني، من كبار الفقهاء، تولى قضاء طنجة والصويرة وغيرها، توفي في 1307ه.


    ( ) حاشية الدسوقي: 1/198


    ( ) المعيار المعرب: 1/155. والمراد بالحديث: "ما اجتمع قوم..." السابق تخريجه.


    ( ) هو أبو الحسن، علي المعافري، المعروف بالقابسي، أول من أدخل صحيح البخاري إلى افريقية، وسنده مذكور في أوائل "فتح الباري"، ولد في 324ه وتوفي في: 403ه.


    ( )المصدر السابق: 8/249.


    ( ) نفسه.


    ( ) الأشباه والنظائر للسيوطي: 175.


    ( ) هو أبو عبد الله محمد بن الفلاني السجلماسي، فقيه بارع في تحرير الأحكام والنوازل، توفي في 1214ه.


    ( ) فتح الجليل: ص.6.


    ( ) هو أبو محمد عبد الله المجاصي، محدث وفقيه أصولي، كان خطيبا بتلمسان، وهو من شيوخ المقري الجد.
    ملاحظة: هذا المقال نشر في مجلة رسالة المسجد التي تصدرها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر
    المقال مبني على تحقيق شروط البدعة الحقيقية وهذه تعد حيدة عن محل النزاع إذ كان الواجب أن يقوم الدكتور بتحقيق شروط البدعة الإضافية !!كما أنّ وصفه لإنكار بدعة القراءة الجماعية للقرآن الكريم على صوت واحد بالبدعة هو قلب لقواعد الإستدلال فالأصل هو بقاء ما كان على ما كان حتى يرد الناقل والأصل في العبادات الحضر فلا ينقلها عن هذا الوصف إلاّ دليل صحيح صريح أمْا عدا ذلك فليس للدكتور به متعلّق فليشحذ همته للظفر بدليل ولن يستطيع .. إذ .. لا دليل
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    أخي الكريم؛ العاصمي من الجزائر، لعل الضوابط الأخرى في ما أسميته أنت بدعة إضافية هو يراها تعود إلى شرطاه الأساسين في تعريفه للبدعة.

    و كما تلاحظ فهذا الشخص -وفقه الله- سعى إلى أن لا يفهم النصوص الشرعية بفهم مستقل عن من سلفه من العلماء و هو مشكور على ذلك، و إنما نقل لك فهم من سلفه من بعض العلماء للأحاديث التي استدل بها من استحسن تلك الطريقة بالنسبة لبيئة تلك البلاد المغربية و فق ظروفهم لحاجتهم إليها فهو يرى أنّ قراءة القرآن بتلك الطريقة في تلك البيئات أولى من هجران القرآن ...

    و قد حاول أن يقدم توجيها آخر لكلام الإمام مالك لا يتعارض مع توجيه من نقل كلامهم من سلفه من العلماء و حمل إنكار بعض العلماء على تلك الطريقة على العلل التي ذكروها و التي إن زالت فلا وجه لإنكار الأمر و تكلم عن قضية أخف الأضرار و كأنّ تلك الطريقة المتبعة فيها دفع لضرر أكبر في بلاد المغرب العربي.

    فلا أرى أنّه قد حاد عن محل النزاع و أرى من الخطأ إسقاط كلامه بطريقة تعليقك أخي العاصمي و مع ذلك فأنا أرى بأنه ينقص كلامه تأصيل المسألة جيدا و و تعمق أكبر و ربما عذره في ذلك أنّ ذلك هو مبلغه من العلم ...

    و إن كنت متوقف في ما رجحه و أرى بأنّ دراسة المسألة يحتاج إلى غوص أكثر و لستُ أوافقه في طريقته كلامه على إخواننا الذي تصدروا لإنكار تلك الطريقة في قراءة الحزب الراتب في الجزائر و إن كان قد يكون في كلامه عليهم شيء من الصحة لأنّ على العوام و المبتدئين من طلبة العلم و الأقليات أن يراعوا آداب الخلاف و فقه الأقليات و ملابسات و ظروف من ينكرون عليهم.

    فنرجو من الإخوة أن يوضحوا لنا المسألة أكثر ؟

  5. #65
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    السلام عليكم

    بالنسبة للأخت جمانة هذا ليس نقلا للتصحيح هذا نقل للتخريج وأنا طلبت نقل لتصحيح عالم معتبر وليس للتخريج وإلا فلا يخفى عليك أنه ليس كل ما ورد في كتب الحديث صحيح ولازال مطلبي قائما

    بالنسبة للأخ أعراب ياسين كلامك يحتاج لتحقيق وبحث فلي عودة إن شاء الله

    ولكن توضيح لكلام الأخ العاصمي من الجزائر ، وهو أن كلام الشيخ تصدى للبدعة الأصلية لا الإضافية ، فالبدعة الإضافية تختلف عن الأصلية من حيث أن الإضافية لها أصل لكن وصفها ليس له أصل
    ولو رجعت لكتاب الاعتصام للشاطبي سند هذا لتفريق وتأصيل الفرق بينهما والأدلة على كل منها

    فمدار الانكار على هذا النوع من القراءة هو نفس الانكار على من فعل شيء أصله صحيح لكن خصه بكيفية أو زمن معين لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة

    وأستسمحكم عذرا سأعود إن شاء الله لمزيد من التفصيل لكن لو تعود لقراءة نقاشي السابق مع الأخت جمانة ستجد إجابات إن شاء الله ولا بأس من التكرار والله المستعان

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    في إنتظار عودتك أختي، و لا داع لأن تكرري كلامك فمنقاشتك مع الأخت جمانة قد تابعتها ووعيتها و هي تذكرني بمناقشات شاهدتها كانت تحدث بين الشباب حول هاته المسألة قبل بضعة سنوات فحاولي أن تجتنبي الكلام بالأسلوب الذي يوهم بأنّ (مخالفك أو محاورك أو من يستفسر منك) لم يفهم كلامك و لم يدقق فيه فأنا لا أستسيغ هذا الأسلوب! و كلام الشاطبي حول البدعة الإضافية قد كنت اطعلت عليه و سواء أكان الكلام عن البدعة الإضافية أو البدعة الأصلية فرد الإثنان سيعود إلى هذا الضابط الذي ذكره رشيد بن عيسى-وفقه الله-:
    والثاني: أن تناقض أصلاً من أصول الإسلام قرآنًا أو حديثًا نبويًّا شريفًا أو إجماعاً.
    فالأصل في العبادات التوقيف في أصل مشروعيتها و في صفتها و هذا أصل من الأصول التي لا أن ينبغي أن نعارضها و ضابطه الثاني الذي ذكره هذا الشخص يتضمن الكلام أيضا عن البدعة الإضافة فالإشكال مع هذا الشخص ليس هنا ...

    و إنّما محل النزاع مع هذا الشخص هو في طريقة فهمه للنصوص الشرعية التي تكلمت عن فضل قراءة القرآن الكريم في جماعة فهو يرى أنّ تلك الصفة في قراءة الحزب الراتب في تلك البلاد المغربية موجودة في النصوص الشرعية و قد نقل ما يعزز فهمه من كلام بعض من سلفه من العلماء و قد غلب فهمهم على فهم من خالفهم و الخلاف معه هو في تقدير المصلحة من هذا الصنيع في بعض البيئات و هو يرى بأنّه لا يصح التضليل و التبديع في مسألة اختلافية كهاته في تلك البيئات و خاصة أنّه قد عمل بها بعض العلماء على حسب ظنه في المغرب العربي طيلة قرون.

    و أود أن أستفسر منك أختي أم عبد الرحمان، هل يجوز حفظ القرآن الكريم في جماعة بصوت واحد عند الحاجة مع ذكر دليلك ؟ أرجو أن تجيبيني على هذا الإستفسار قبل أن تعلقي على باقي كلامي لأني للآن لا أعرف هل أنت تمنعين من القراءة الجماعية بصوت و إيقاع واحد في جميع الحالات حتى في حالة الحفظ و المراجعة أم لا -فللآن لم يتحرر لي مذهبك يا أختي أم عبد الرحمان- ؟

    و بارك الله فيكم.

  7. #67
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    في إنتظار عودتك أختي، و لا داع لأن تكرري كلامك فمنقاشتك مع الأخت جمانة قد تابعتها ووعيتها و هي تذكرني بالمناقشات التي كانت تحدث بين الشباب حول هاته المسألة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيرا لا أدري أهذا تنقص أم اهداء للعيوب وعلى كل حال الحمد لله الذي قيض لنا من ينتقد كلامنا لكي لا يصيبنا العجب فبارك الله فيك وجزاك خيرا أهديتم لنا عيوبنا فنصلحها أو أهديتم لنا حسناتكم فنقبلها شاكرين ، وفي كل خير.


    و كلام الشاطبي حول البدعة الإضافية قد كنت اطلعت عليه
    و سواء أكان الكلام عن البدعة الإضافية أو البدعة الأصلية فرد الإثنان سيعود إلى هذا الضابط الذي ذكره رشيد بن عيسى-وفقه الله-:
    والثاني: أن تناقض أصلاً من أصول الإسلام قرآنًا أو حديثًا نبويًّا شريفًا أو إجماعاً.
    معذرة ، ليس هذا ضابط البدعة ، لأن البدعة هو إحداث ، أما إذا ناقضت فهي معصية أو شرك بحسب الفعل والقول
    فالبدعة هي التعبد لله بما لم يشرعه الله بغرض التقرب لله ، وضع خط تحت كلمة تعبد

    فالأصل في مسائل الدنيا الإباحة والأصل في العبادات التوقف إلى أن يرد الدليل هذا باختصار كلام الشاطبي في الاعتصام
    إذا الضابط الذي ذكره الشيخ عيسى لا يوافق ما جاء في الاعتصام أم أنكم ترون أن فهمي خطأ أيضا؟


    و الإشكال ليس هنا فمحل النزاع مع هذا الشخص هو في طريقة فهمه للنصوص الشرعية التي تكلمت عن فضل قراءة القرآن الكريم في جماعة و في تقدير المصلحة من هذا الصنيع في بعض البيئات
    الإشكال في رأيي هل يجوز التعبد بشيء لم يفعله الصحابة للمصلحة؟ هذا هو الاشكال فلو فتحنا الباب لتفسير القرآن بغير تفسير الصحابة لا سيما في مسائل العبادات فهذا يؤدي إلى انشاء دين جديد نسأل الله العافية
    اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وما لم يكن يومئذ دين فهو ليس اليوم دين .

    و هو يرى بأنّه لا يصح التضليل و التبديع في مسألة اختلافية كهاته و قد عمل بها طيلة قرون بعض العلماء على حسب ظنه في المغرب العربي.
    مع كامل احترامي لكم ، عندما أقول هذا بدعة أو يحكم عالم أن هذا الفعل بدعة فهذا لا يستلزم التبديع والتهمة بالضلال للعالم المجتهد الذي أخطأ في نظري.
    وإلا فالخلاف موجود وثابت في كثير من المسائل واطلاق القول بأن هذا الفعل بدعة لا يستلزم تبديع المخالف .
    فلو لاحظت أنا لم أقل للأخت جمانة أنت مبتدعة ولا تلفظت بلفظ فيه تنقص للشيخ عيسى ، بل أنت تتحدث عنه باعتبار أنه (شخص) رغم أن ظاهر كلامك أنك توافقه ، وأنا لما قرأت صفته لازلت أقول الشيخ عيسى .
    فكوني أنكر على فاعل فعلا عمله أراه بدعة أو أقول هذه بدعة لا يستلزم أن أقول أنت مبتدع وضال ومضل وإن شاء الله في النار ، فلعله مجتهد ورع مخلص أخطأ فهو مأجور إن شاء الله ولعله مقلد مذهبي اتبع مذهبا وقلد عالما فلعله معذور ......الخ
    فكما أن اطلاق القول بأن هذا الفعل كفر وهذا القول كفر لا يستلزم تكفير المعين فأيضا اطلاق القول بأن هذه بدعة لا يستلزم تفسيق وتبديع الفاعل فليس كل من وقع في البدعة يستحق اسم المبتدع هكذا باطلاق.


    و أود أن أستفسر منك أختي أم عبد الرحمان، هل يجوز حفظ القرآن الكريم في جماعة بصوت واحد عند الحاجة مع ذكر دليلك ؟ أرجو أن تجيبيني على هذا الإستفسار قبل أن تعلقي على باقي كلامي لأني للآن لا أعرف هل أنت تمنعين من القراءة الجماعية بصوت و إيقاع واحد في جميع الحالات حتى في حالة الحفظ و المراجعة أم لا -فللآن لم يتحرر لي مذهبك يا أختي أم الرحمان- ؟
    صدقا أيها الأخ الفاضل أنهيت عملا وعدت لأبحث عما طرحته فوجدت مشاركتك

    وعجبا أنك تقول أنك لم يتحرر لك مذهبي رغم قراءتك للنقاش، فقد كررت أكثر من مرة أن القراءة الجماعية في مقام التعليم لا بأس بها لأننا لا نتعبد بالوسيلة التعليمية ، وهو عين الرد على كلام الشيخ عيسى أيضا في انتقاده تخصيص يوم للتعلم أو طلب العلم من الشريط ، يعني تسمع تقرأ تردد جماعي فردي شريط كتاب يوم الثلاثاء يوم الخميس افعل ما يناسبك للتعلم ، أما لو أردت أن تتعبد بهذا التخصيص فهنا نقول لحظة ما هو الدليل

    وأنت تطلب الدليل وأنا أقول لك ائتني بدليل على أن ركوب السيارة من بيتك للمسجد في صلاة الجماعة حلال ! السيارة وسيلة والقراءة الجماعية للتعليم وسيلة تناسب أو لا تناسب الشخص وكلاهما يبقى على الأصل وهو الإباحة لأن وسائل الدنيا الاصل فيها الإباحة وأعني بوسائل الدنيا هنا ما لا يتعبد به لله.

    أما أن تقرأ وردك تعبدا جماعة إذا أنت تتعبد بالاجتماع وتستدل عليه من القرآن والسنة فهنا نقول الأصل فيه التوقف إلى أن يرد الدليل لأن العبادات وكيفياتها لابد لها من دليل لأصلها ولكيفياتها لا مجرد دليل على الأصل وترك للكيف .

    ببساطة أقول لك : الطواف حول الكعبة مستحب وهو مكون من قسمين :
    الطواف ، والكعبة

    فهل يقول عاقل يجوز الطواف مطلقا حول أي شيء للمصلحة ؟ ونستدل بقوله تعالى : "وليطوفوا بالبيت العتيق " ونقول ذكر بيت عتيق إذا أي بيت عتيق يجوز الطواف حوله واللغة تحتمل هذا والمهم تحقيق المصالح والطواف حول أي بيت عتيق لا يناقض أصلا من أصول الدين فنحن نطوف ونذكر الله لا غيره ولا نعبد هذا البيت العتيق ومثل حالنا مثل حال الذي يطوف حول الكعبة.
    رغم أن الطواف مستحب لكن ليس كل طواف حول كل بيت عتيق بل الطواف حول الكعبة.

    كذلك الاجتماع للقراءة مستحب
    لدينا قسمين :
    الاجتماع ، والقراءة

    فهل كل اجتماع للقراءة مستحب؟
    أم الاجتماع على الهيئة التي كان عليها السلف ؟

    أتمنى أن أكون قد أجبتك عن سؤالك قبل التعليق على المشاركة السابقة

    وسؤال الله يصلح حالنا وحالكم ، ألا ترى أن القول بقراءة الورد جماعة يعد قولا بأن الله تعالى يحب هذا الفعل ؟ فكيف نستطيع أن نتعبد به بدون دليل صريح أو فعل من السلف صريح؟ هذا أراه تقولا على الله بغير علم

    أسأل الله تعالى أن ييسر لنا الوقت الباقي في مناقشة مشاركتكم السابقة.

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    شكرا على تعليقك ..

    و أما بخصوص تعريفه للبدعة فقد اشترط مع ذلك أن يكون الفعل محدثا و ذاك تعريفه و هناك خلاف بين العلماء في تعريف البدعة و لا يؤثر هذا كثيرا على كلامنا لأنّ الجميع متفقين على هذا هاته القاعدة :

    الأصل في العبادات التوقيف في أصل مشروعيتها و في صفتها و هذا أصل من الأصول التي لا أن ينبغي أن نعارضها

    و غاية كلامي من ما نقلته عن ضابطه تبيين بأنّه لم يحد عن محل النزاع، و أضيف أيضا من الشروط التي يضيفها بعض العلماء للحكم على فعل ما بأنّه بدعة أن لا يكون مسألة اختلافية يسوغ فيها الإختلاف.

    و قد كنت بحاجة للإستفسار منك عن مذهبك في مسألة جواز قراءة القرآن الكريم جماعة بصوت واحد بنية الحفظ عند الحاجة لكي أسمع جواب صريح على ذلك لأنّه صحيح قد أجزت فيما سبق القراءة الجماعية و لكنك لم تحددي أي نوع من القراءة الجماعية قد أجزت لهذا لم يكن قد تحرر لي مذهبك جيدا في المسألة.

    و أرى أنّك تعتبرين قراءة القرآن الكريم بنية الحفظ من العادات و ليس من العبادات، فأصبح عندنا حالاتين :

    حالة تكون فيها طريقة قراءة القرآن الكريم عبادة و لا يجوز أن يُبتدع في صفة القراءة،
    و حالة تكون فيها طريقة قراءة القرآن الكريم عادة و يجوز الإحداث في طريقة هاته القراءة.

    لست أدري أتوافقينني على فهمي هذا الذي فهمته من كلامك أم لا و إن كنت موافقة فلو تستشهدين بكلام من سبقنا من علماء للتدليل على صحة هذا التصنيف ؟ و هنا يرد سؤال ما الضابط في التفريق بين العادات و العبادات ؟؟

    و أما باقي تعليقك فالجواب عليه سيكون متفرعا بناءا على جوابك على هذا الإستفسار.

    و بارك الله فيك.

  9. #69
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    أختي؛ أم عبد الرحمان، لم أخرج بنفس نتيجتك في كلام النووي الذي هو في صحيح مسلم عندما علّق على حديث فضل الإجتماع على قراءة القرآن الكريم، و أرى بأنّ كلامه غير واضح في تحرير مذهب الإمام مالك في خصوص مسألتنا، و حتى ما نقلتي من كتابه الآخر فلم يوضح لي الأمر بعد؛فيما استفسرته منك، و أرى بأنّ الإحتمال الآخر الذي قرّره ذلك الشخص الذي نقلت كلامه في فهم كلام النووي أظن أنّه مازال واردا و قائمافالرجاء إن كان بإمكانك أن تدعمي فهمك لكلام النووي و كلام مالك رحمهما الله بقول عالم أن تفعلي و سأكون مسرورا أكثر ؟ و جزاك الله خيرا
    طبعا هذا الكلام يستغرق مني البحث فيه كثير من الوقت فأقول لك حاليا ، بفرض أن الإمام مالك كره الاجتماع على القراءة بصوت واحد (لأنه قال لا بأس في الإدارة بالقرآن بمعنى واحد يقرأ وأخرين يستمعون ) بفرض ذلك هل هذه الكراهية يقال عنها أنها تخالف الحديث الصحيح؟
    وبفرض ذلك فغاية ما ستصل إليه هو أن تثبت الخلاف ونعود من البداية ما هو الدليل للترجيح ....الخ

    و هذا كلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب الفتاوى الكبرى، طبعة دار المعرفة : "..و قراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء و من قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد و للمالكيَة وجهان في كراهتها و كرَهها مالك و أمَا قراءة واحد و الباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف.." :
    معذرة أحببت أن أنقل كلام ابن تيمية كاملا :
    " وَقِرَاءَةُ الْإِدَارَةِ حَسَنَةٌ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ وَمِنْ قِرَاءَةِ الْإِدَارَةِ قِرَاءَتُهُمْ مُجْتَمَعِينَ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَلِلْمَالِكِيّ َةِ وَجْهَانِ فِي كَرَاهَتِهَا، وَكَرِهَهَا مَالِكٌ، وَأَمَّا قِرَاءَةُ وَاحِدٍ وَالْبَاقُونَ يَتَسَمَّعُونَ لَهُ فَلَا يُكْرَهُ بِغَيْرِ خِلَافٍ وَهِيَ مُسْتَحَبَّةٌ، وَهِيَ الَّتِي كَانَ الصَّحَابَةُ يَفْعَلُونَهَا: كَأَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِ. وَتَعْلِيمُ الْقُرْآنِ فِي الْمَسْجِدِ لَا بَأْسَ بِهِ، إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ ضَرَرٌ عَلَى الْمَسْجِدِ وَأَهْلِهِ، بَلْ يُسْتَحَبُّ تَعْلِيمُ الْقُرْآنِ فِي الْمَسَاجِدِ." اهـ

    فسياق الكلام أن الإدارة عامة حسنة عند العلماء ، ثم قسمها ثم قرر الخلاف عند المالكية في الأولى ، ثم جزم باستحباب النوع الثاني وذكر أنها فعل الصحابة ، إذا الأخرى ليست فعل الصحابة ؟؟؟ والأولى فعل من ؟ وما هو الخلاف عند المالكية ؟ وما هو قول المذاهب الأخرى ؟ بل ما ترجيح ابن تيمية ؟

    وأنا فهمي لهذا الكلام أن الإدارة حسنة ثم ماهي الإدارة المقصودة ؟ قال يوجد نوعين الأول عند المالكية خلاف فيه ، والثاني اجتمعوا على استحبابه لأنه فعل اصحابة وعهدي بابن تيمية أنه إذا ورد الأثر قال سمعنا وأطعنا فمادام هذا النوع الثاني هو ما فعله الصحابة فهو المستحب وهو المقصود بأن حسن عند أكثر العلماء .

    و فيه تصريح من طرف هذا العلم على أنّ الإمام مالك كره القراءة بالإدارة و التي منها القراءة بصوت واحد و أنّ الخلاف حصل في هذا النوع من القراءة بغض النظر عن المكان و ليس في هل يجوز هذا الفعل في المسجد أم لا ؟
    طيب ثم ماذا ؟ أثبت معك الخلاف ، ثم ماذا ؟ كيف سترجح ؟ بالأدلة وفعل الصحابة أم بعدد العلماء ومطلق أقوالهم ؟ في هذه المسائل الخلافية أنظر ماذا فعل الصحابة وأتبعه وأقول أن خلافهم بدعة وأن اتباعهم أسلم فأستريح من العناء والحمد لله ويوم القيامة أسأل الله أن يحشرني معهم باتباعي لهم :" والذين اتبعوهم بإحسان".

    و المقصود هو فهم كلام أهل العلم من الذين سبقونا من أهل القرون الثلاثة المفضلة على وجهه لكي نستعين بفهمهم على فهم النصوص الشرعية لذا فتحرير مذهب الإمام مالك -رحمه الله- مهم و هو من هو في العلم و الفقه في اللغة العربية و مخالطته لأهل المدينة.
    طيب لو اتبعنا كلامك ، فالظاهر أن تحرير مذهب مالك الكراهة والغريب أن المغاربة على مذهب مالك لكن اعتبروا القضية قضية قومية وتمايز عن الأخرين ! وبما أن طريقتك ما شاء الله هي طريقة الفقهاء فأكيد يمكنك الغوض في كتبهم واستخراج اللآلئ فهلا نقلت لنا بعض أقوالهم في الاستحباب مثلا مع الأدلة أو حتى أقوال في الإباحة لكن على أن تكون صريحة . لأنه حتى كلام ابن تيمية قد يقول فيه قائل أنه ورد الاحتمال. وهل لي أن أشترط أن تكون هذه الأدلة صريحة؟

    بخصوص الأثر الثابت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فهناك 3 أمور :
    - تسبيح بالحصى،
    - تسبيح جماعي : و لكن ليس بمذكور في هذا التسبيح الجماعي :
    أ- هل كل واحد منهم كان يسبح في نفسه أم يجهر،
    ب- و في حالة جهرهم جميعا ليس بمذكور هل كانوا يسبحون بنفس الوقت و بنفس النفس و الإيقاع أم كان كل واحد منهم يسبح دون مراعاة الآخرين حتى و إن تداخلت الأصوات أم كانوا يستخدمون طريق التسبيح بالإدارة بأن يسبح أحدهم بضعة تسبيحات ثم يتوقف و يسبح الذي بعده و هكذا إلى أن يكملوا.
    الاستدلال بأثر ابن مسعود هو انكاره للهيئة مهما كانت ، لأن انكاره للهيئة باعتبار ان الصحابة لم يفعلوه كما جاء في كلامه لأهل الحلق وانكاره أنهم ابتدعوا دينا لم يكن على عهد النبي فإنا أنهم على ملة أهدى من ملته وإما أنهم مفتتحون باب ضلالة . كلامه العام لهم دليل على انكاره للهيئة التي أحدثوها مهما كانت . ولهذا نستدل به في اطراد الانكار على كل ما خالف عمل الصحابة في العبادات



    فأثر عبد الله بن مسعود -رحمه الله- هو كلام عن حادثة عين تتنازعها عدة احتمالات بخصوص مسألتنا هاته و لا أظن أنّ موقفه ذلك صريح في إنكار صورة شبيه بالصورة التي نتكلم عنها في قراءة القرآن الكريم لا سيما إذا علمنا ما يلي :
    لا ليس حادثة عين لأن انكاره عام وليس للعين يعني هو لم يخرج يقول لهم اكملوا بغير عد بل أنكر عليهم مطلق المخالفة لهدي الصحابة



    وفي صحيح البخاري (كتاب العيدين/باب فضل العمل في أيام التشريق) : (وقال ابن عباس: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} في أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق. وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما) ا.هـ.
    قال الشيخ عبد الله سعد -حفظه الله- عند تعليقه على هذا الكلام :

    اقتباس:
    قال ابن رجب في «الفتح» (9/8) : (وأما ما ذكره البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة ، فهو من رواية سلام أبي المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق يكبران، لا يخرجان إلاّ لذلك .
    خرجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب «الشافي»، وأبو بكر المروزي القاضي في كتاب «العيدين».
    ورواه عفان : نا سلام أبو المنذر...فذكره. ولفظه : «كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر، فيكبران ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك) ا.هـ وينظر: «اللطائف» (ص:475).
    قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات سوى سَلاّم؛ وهو ابن سليمان المزني المقرئ النحوي الكوفي، مختلف فيه، والراجح أنه لا بأس به، وقد أنكر عليه شيء يتعلق بالقراءة، قال أبو داود: «ليس به بأس، أنكر عليه حديث داود عن عامر في القراءة».
    و في هذا تسويغ لذكر جماعي من صحابيين -رضي الله عنهما-
    الأخ الفاضل أنا لا أنكر كل ذكر جماعي ولا كل قراءة في جماعة أنا أنكر احداث هيئة لم تكن على عهد الصحابة ولكي نخرج من هذا النقاش بفائدة أقول لك :
    لن أخوض معك فيما سبق على التفصيل بل سأقول على الإجمال : ثبت عندك انهما كبرا في السوق في العشر فكبر في السوق في العشر ، ثبت عندك أنهم قرأوا بالادارة بالقرآن بمعنى واحد يقرأ والأخرون يستمعون افعل مثلهم ، فهم على الهدي النبوي وهم مشهود لهم بالجنة وهم مشهود لهم بالرضا الرباني وأن متبعهم رضي الله عنهم ورضوا عنه . فهذا سبيلهم فسر على الدرب ، وما أجمل كلمة ابن القيم في الفوائد ما معناه : سبقنا القوم على خيل دهم ، لو كنت على طريقهم ما أسرع اللحوق بهم"


    و بالتالي فإنكار عبد الله بن مسعود -رحمه الله- على من انكر عليهم ربما قد ينصب إلى أمر آخر كإنكار إستعمال الحصيات في هذا التسبيح بنية الخشية من أن تضيع حسناتهم فكأنّما فهم عبد الله بن مسعود تلك الخشية في تصرفاتهم و لعل هذا ما يفسر قوله : " و أنا الضامن بأن لا يضيع من حسناتكم شيء".
    طيب أنت أنكرت عليّ فهمي لكلام الإمام مالك وربما كان انكارك في محله فلستُ معصومة ، لكن كيف تفسر أنت كلام ابن مسعود هكذا وكلامه صريح في الانكار عليهم " إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو أنكم مفتتحون باب ضلالة" ؟؟
    هذا الانكار عام مفادة انكار الهيئة ،
    ولو سلمنا بانكاره التسبيح على الحصا فلماذا أنكر التسبيح على الحصا ؟؟ لربما كان أحدهم ينسى ، يريد أن يعد والتسبيح بحمد لله 100 مثلا وارد في السنة !! إذا ما المشكلة في العد على الحصا في نظر ابن مسعود إن لم يكن الهيئة أو الكيفية التي اجتمعوا عليها والتي لم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ؟

    غير أني أقول : قد ثبت عدم أفضلية هاته الطريقة في قراءة القرآن بصوت واحد و نسق واحد في بيئة مثل بيئة الصحابة رضي الله عنهم من أدلة أخرى و لكن أبقى بحاجة إلى تحرير المسألة من طرف الإخوة في مسألة الحفظ و المراجعة و عن استعمال تلك الطريقة في القراءة في بلدان المغرب العربي لمن يستعملها بنية أنّها (مصلحة مرسلة في بعض البيئات على حسب ظنه) بغرض تحفيز عوام تلك البيئات على قراءة القرآن و تمرينهم على قراءته و إعانتهم على عدم هجره و من باب مراعاة العرف و ظروف الواقع الذي يعايشه و نحن نعلم بأنّ هناك أمور في بيئة السلف قد تكون مرجوحة و لكن قد تصبح راجحة في بيئات أخرى و ظروف أخرى.

    بارك الله فيك
    لو كانت في بيئة السلف مرجوحة فلابد ألا نرجحها اليوم ولكن كأنك تشير مثلا إلى كلام بعض أهل العلم في مجاراة بعض العوام على مسألة بغرض تأليف القلوب ثم بعد ذلك نوضح السنة ، وأنا لا أستطيع أن أقول لك أن هذا لا بأس به على الاطلاق هكذا فهذا يحتاج لعالم رباني راسخ في العلم يفتي بذلك


    بغرض تحفيز عوام تلك البيئات على قراءة القرآن و تمرينهم على قراءته
    أما هذه فلم أخالف فيها أصلا قلت أن للدراسة لا بأس باعتبار أننا لا نتعبد بهذا الاجتماع


    و من باب مراعاة العرف و ظروف الواقع الذي يعايشه و نحن نعلم بأنّ هناك أمور في بيئة السلف قد تكون مرجوحة و لكن قد تصبح راجحة في بيئات أخرى و ظروف أخرى.
    هنا نخالفك
    فما لم يكن يومئذ دينا فلا ينبغي لنا أن نتخذه دينا ولو فتحنا الباب لظروف الواقع فقل على الإسلام السلام

    ثم إن السلف كانوا أحرص الناس على الخير فلو تركوا عملا يمكنهم عمله ولا يوجد ما يمنعهم من العمل به ، فبالتاكيد هذا العمل ليس فيه خير لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ، ونحن تركنا سنن كثيرة وردت عنهم لم نفعلها ، فلماذا لا نحيي السنن وقد كفونا المؤنة ؟؟
    ثم من قال أن هناك عبادات لم تكن على عهد السلف وممكن اليوم تكون عبادة؟ من قال هذا ؟؟ إذا كنت تقصد بكلمة (أمور) أمور الدنيا نعم نوافقك أما أمورالدين فلا نوافقك وإلا فأين نذهب بحديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد؟؟ أين نذهب به ؟؟ على ماذا نوقعه ؟؟
    لاحظ أنا أكرر أن البدعة لا تستلزم مناقضة أصول الدين لأن ما يناقض الحديث والأيات هو المعصية أما البدعة فهي أمر جديد في الدين (يعني ديانة عبادة ) نتعبد به ، لم يشرعه الله سواء بالأصل (بدعة أصلية)أو بالكيف والعدد (وهي البدعة الإضافية) فكأننا نقول أن الله أحب هذا بغير دليل مخصوص له.

    طبعا لعلك مللت تكراري فأعتذر عنه لكن ما باليد حيلة شكر الله لك صبرك ولكني أكرر مرة أخرى : اتباع الصحابة مضمون عاقبته ، اتباع غيرهم غير مضمون العاقبة أعانكم الله.

  10. #70
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد


    و أرى أنّك تعتبرين قراءة القرآن الكريم بنية الحفظ من العادات و ليس من العبادات، فأصبح عندنا حالاتين :

    حالة تكون فيها طريقة قراءة القرآن الكريم عبادة و لا يجوز أن يُبتدع في صفة القراءة،
    و حالة تكون فيها طريقة قراءة القرآن الكريم عادة و يجوز الإحداث في طريقة هاته القراءة.

    لست أدري أتوافقينني على فهمي هذا الذي فهمته من كلامك أم لا و إن كنت موافقة فلو تستشهدين بكلام من سبقنا من علماء للتدليل على صحة هذا التصنيف ؟ و هنا يرد سؤال ما الضابط في التفريق بين العادات و العبادات ؟؟

    أيها الأخ الفاضل طبعا لا أوافقك على فهمك سبحان الله !!

    كيف يعني تكون القراءة للحفظ أو الدراسة من العادات ؟؟

    ما هذا الكلام العجيب سبحان الله والغريب أنه لا علاقة له بكلامي

    أقول أيها الأخ الفاضل أن الوسائل هي التي لا نحتاج فيها لدليل مخصوص يعني أنا أمامي مثلا 10 طالبات أريد أن أحفظهم ولا يستطيعون القراءة من المصحف ما رأيك هل أجلس مع كل واحدة ساعة فيصير المجموع 10 ساعات أم أجلس معهم كلهم ساعة واحدة ويرددوا خلفي جماعي؟؟ هذه وسيلة تحفيظ

    هل هكذا أنا تعبدت بالاجتماع نفسه ؟

    أم أن هذه وسيلة تعليمية مثل الشريط والقراءة ؟؟

    ألم أقل لك اقرأ كلامي مرة أخرى؟ بارك الله فيك تعبت من الاعادة والتكرار

    وهذا التقسيم ارجع لمشاركات الإخوة قبل مشاركاتي ستجد نقلا لفتاوى طيبة لعلماء معتبرين

    وعامة إذا كنت توافقني في أن العبادات نحتاج فيها لدليل على الوصف والعين فأنا موقفي سليم ويبقى عليك أنت الدليل على جواز قراءة القرآن للتعبد في جماعة بصوت واحد. فأين الدليل بالوصف والهيئة ؟؟ لابد أن تأتينا بعمل الصحابة أو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ووقتها أعتذر عن جهلي وأتبع الصحابة وأتعبد مثلهم .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  11. #71
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد


    و قد كنت بحاجة للإستفسار منك عن مذهبك في مسألة جواز قراءة القرآن الكريم جماعة بصوت واحد بنية الحفظ عند الحاجة لكي أسمع جواب صريح على ذلك لأنّه صحيح قد أجزت فيما سبق القراءة الجماعية و لكنك لم تحددي أي نوع من القراءة الجماعية قد أجزت لهذا لم يكن قد تحرر لي مذهبك جيدا في المسألة.
    سامحك الله لم تقرأ كلامي جيدا وأحوجتني للاعادة بغير حاجة ويعلم الله كيف وفرت لهذا النقاش من وقتي سامحك الله

    عامة أنا أتفهم صعوبة القراءة على الشاشة لكن أنا أنهيت ما عليّ أو ما أظن أنه عليّ وليس لدي جديد يقال فعليك بالدليل أو تستخرج لنا كلام العلماء الواضح الصريح وإلا ظللنا ندور في فلك لعله قصد لعله يقصد وعقلي سيخالف عقلك والاقتصاد في السنة خير من الازدياد من البدعة التي هي فعل ما لم يسبقونا به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعانكم الله على الطاعة

    وقبل أن أنصرف أقول لكم ليس انساحبي ضعف ولله الحمد ، بل هو اجتهاد مني أن أتوقف عن الجدل المذموم ومن أعطى نفسه فرصة ليقرأ كلامي تفصيليا وأنصف سيفهم مرادي ومقصدي وطريقة الاستدلال التي اتبعتها والتي ليست مبتدعة من قِبلي . أعانكم الله

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    أجمل تعليقي على مشاركاتك الأخيرة بما يلي :

    لعلك تنتبهي إلى أنّ كلامي حتى الآن معك كان استفسارات و لم أكد أرجح شيئا و مع ذلك لم يعجبك الأمر و هذا رغم أنّك تنتسبين إلى السلف الصالح فما بالك لو كان الخطاب مع من ينتسبون إلى الصوفية!

    فإذا انضاف مع هذا الأمر أنّ الخلاف في هاته المسألة ثابت قبل قرون و هناك إقرار بوجود الخلاف في هاته المسألة من طرف أئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و غيره من المشايخ.

    عُرف بأنّ المسألة لن تُفصل بالسهولة التي تحاولي أن تفصلي بها المسألة و خاصة لمن يرغب في أن يتصدر لإنكار هذا الأمر.

    فهناك فرق بين أن تتركي هذا الأمر لقناعة ترجحت عندك و بين أن تتصدري لإنكار أمر كهذا كداعية إلى الله ففي الثانية ينبغي أن يكون لك نفس طويل في مناقشة الأمر.

    و ليست المسألة في الجملة قومية و رغبة في التمايز عن الآخرين مثلما قلتي :

    والغريب أن المغاربة على مذهب مالك لكن اعتبروا القضية قضية قومية وتمايز عن الأخرين !
    و هذا الذي وقع فيه الكثير من الشباب عندما أنكروا هذا الأمر دون أن يفقهوا لازم مذهبهم فهم يقررون قولا و إن أعيد صياغة قولهم بطريقة أخرى تجدهم ينكرون الأمر رغم أنّه قولهم و لكنه قيل لهم بطريقة مختلفة!

    و لعلك تعيدي التدبر في كلامك فستجدين أمورا تحتاج إلى مراجعة و إعادة الضبط لدفع توهم التضارب في كلامك و حاولي أن تتحلي في المستقبل أكثر بخلق الصبر عند النقاش.

    وفقك الله و أسأل الله أن يبصرنا بما اختُلف فيه من الحق.

  13. #73
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    أما عن موضوع التمايز فلم أنطق بها حتى قرأت النقل أعلاه فإن كان نقاشي مع الأخت جمانة نقاش اندفاعي شبابي - رغم أننا فارقنا هذا العمر من زمن - فعجبا أن يكون سببه أمر لم أذكره إلا مرة واحدة بعد انتهاء النقاش بوقت كبير.

    وعامة لا بأس جزاكم الله خيرا مرة أخرى فقد سبق لكم قولنا: إن كان كلامكم تنقص فجزيتم خيرا على الهدية وما أحوجنا لحسنات، وإن كان نصحا فرحم الله امرأ أهدى إلينا عيوبنا ، وبارك الله فيكم على النصيحة بالصبر في النقاش والنصيحة بمراجعة كلامي مرة أخرى ولعلي لو وجدت وقتا نعمل بنصيحتكم في اعادة القراءة إن شاء الله تعالى وهذا مما يحتاج له كل إنسان وهو في صالحنا طبعا.

    وإلى ذلك الحين أترك للقارئ اللبيب الحكم على كلامي وقراءته قراءة متأنية.

  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    قراءة القرآن جماعة سنة مسنونة عن أصحاب محمد عليه السلام ، وقد أفردت لذلك بحثا جمعت فيه الكثير والكثير عنهم وعن التابعين، ثم أن نفس قراءة القرآن تعتبر تعبدا لله تعالى ، فإن كان يتعلم القرآن فهو في عبادة، وإن كان يقرأ حزبه الراتب فهو في عبادة، وكل صور قراءته عبادة، لأنه كلام الله رب العالمين، ولا معنى للتفريق بين قراءته تعبدا أ و تعلما وهذا بين والحمد لله رب العالمين، وأنا الآن أرتب البحث ثم أخرجه بعون من الله ومنة.

  15. #75
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي توضيح واجب

    معذرة فوالله ما كنت أرغب أبدا في افتتاح الموضوع من جديد خشية الوقوع في جدل أو الانسياق خلف الغضب للنفس.

    ولكن رأيت أن هناك توضيح واجب احقاقا للحق:


    و أرى أنّك تعتبرين قراءة القرآن الكريم بنية الحفظ من العادات و ليس من العبادات، فأصبح عندنا حالاتين :

    حالة تكون فيها طريقة قراءة القرآن الكريم عبادة و لا يجوز أن يُبتدع في صفة القراءة،
    و حالة تكون فيها طريقة قراءة القرآن الكريم عادة و يجوز الإحداث في طريقة هاته القراءة.
    أيها الأخ الفاضل ، قراءة القرآن مطلقا عبادة ، لكن وسيلة التعلم هي العادة وهنا الفرق

    فالتعليم عبادة لكن وسائلها هل هي عادة أم عبادة ؟ هل تتعبد بالوسيلة؟

    يعني أنت دخلت النت بحثت فيه عن كتب ، سمعت شريط أو حضرت درس في مسجد أنت تتعبد بالطلب لا بالوسيلة وإلا لو سلمنا لكلامك ففي هذه الحالة لا يجوز أن تطلب العلم بالشريط لأن الوسيلة من باب العادة لا العبادة. ولاحظ أن هذا هو استدلال الشيخ عيسى في مقالته لكن - معذرة - هذا قياس منه مع الفارق وهذا الفارق هو نفسه الفرق بين مطلق التعبد الذي يحتاج لهيئة والوسيلة التي تؤدي للوصول للعبادة والتي لا تحتاج لدليل على هيئتها لأنها أي الوسيلة عادة.

    وهو عين السؤال الذي سألته لك : هل عندك دليل على جواز الذهاب للمسجد بالسيارة ؟ لماذا لا تذهب بالناقة؟ ولو قلتَ لا نحتاج لدليل فهل لي الحق أن أقول لك أنك ترى الصلاة في المسجد عادة؟؟!! أم أن هناك فرق في الحديث عن الوسيلة وعن العبادة نفسها ؟

    الصلاة في المسجد عبادة

    أما وسيلة ذهابك لأداء العبادة فهي العادة

    ولهذا

    تعلم القرآن عبادة
    وسيلة هذا التعليم عادة لا عبادة وليس متعبد بها :
    إذا تقرأه في جماعة بصوت واحد أو منفرد
    تسمعه من شريط لكي تحفظ
    تقرأ أمام المرآة
    تقرأ من المصحف تردده عشر مرات أو خمس أو خمسين
    افعل ما يناسبك فهي وسيلة وليست عبادة والوسيلة من العادات لا العبادات

    أما قراءة القرآن للتعبد فهي عبادة ليس فيها أي جزء يصح أن نقول فيه أنه عادة أو وسائل

    أم أنك ترى أن قراءة القرآن للتعبد ممكن تكون عادة ؟

    أم أنك أصلا لا ترى أن هيئة العبادة توقيفية ؟

    فإذا أجزت قراءة القرآن جماعة بصوت واحد فأنت تقول أنه يجوز التعبد لله بالقراءة بهيئة الاجتماع التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ، وهذا هو سؤالي عن دليل مخصوص لهذه الهيئة .

    أما أنك تطلب دليل مخصوص على جواز التعلم بجمع الطالبات على القراءة الجماعية فهو نفس طلب دليل على جواز أن الطالب يعمل بحث على النت أو أن المعتمر يذهب للعمرة بالسيارة أو يذهب لصلاة الجماعة بالسيارة.
    فالحمد لله لازم المذهب ليس شاذا ولا عجبا ، والمشكلة في فهم هذا التفريق.

    فرجاء التروي في إصدار الأحكام لأن لها أيضا لازم ، ومع احترامي لما يظهر من علمك فاقبل مني نصيحة فقد ينصح المفضول الفاضل :
    أنت لما قلت عني أن نقاشي اندفاعي شبابي أنا أقبل منك هذه النصيحة وأوافقك عليها بل ما ستره الله من العيوب أشد مما قلت وجزاك الله خيرا كلنا بحاجة لها ،

    لكن أن تصف التفريق بين وسيلة التعليم والعبادة المطلقة بأنها اندفاع شباب فمعذرة هذا عدم تروٍ منك في الحكم وتقصير منك - بارك الله فيك - في قراءة الموضوع بالتفصيل ، لأن هناك علماء أفاضل فتاواهم منقولة أول الموضوع فرقوا هذا التفريق فهل يا ترى هم أيضا كانوا مندفعين اندفاع الشباب ؟ وترى هل جهلوا لازم المذهب أم أن هذا اللازم لم يظهر لك على الوجه الصحيح ؟

    والحمد لله أنا لما قلت أن هذا الفعل بدعة - وليس هذا حكم شخصي بل سبقني به علماء أكابر - كان لدي أدلة ويكفي عدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لها دليل على المنع ووصف الفعل بالبدعة ، لأن الأصل في أي عبادة التوقف والأصل في أي وسيلة لعمل الطاعة أنها من العادات وأن الأصل فيها الاباحة شأنها شأن أحوال الدنيا .

    ، توضيح واجب أخر :

    بالنسبة لقولي عن كلام الإمام مالك ، ربما أميل الآن أن تفسيري وفهمي لكلام النووي خطأ وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الشجاعة على الاعتراف بالخطأ
    لكن كما قلت لك هذا لن يغير من حكمي على الفعل بالبدعة لأن استدلالي ليس بكلام الإمام مالك أو النووي.
    وليس الخلاف سببا لعدم الانكار ولهذا تفصيل ، وإنما قد يكون الخلاف سببا لعدم الحكم على الفاعل بأنه مبتدع أو فاسق مثلا. لكن أن تنكر علينا تسمية الفعل بالبدعة فقل لي بربك ماذا أسمي فعلا وافق عندي تعريف البدعة ؟

    أرجو ألا يكون حديثي أغضبكم ، بارك الله في علمكم وفقهكم ورزقكم العلم النافع والعمل الصالح.

    ولعل إن يسر الله لنا وقتا نطلع على بحث الأخ زياني عندما يتمه.

    بارك الله فيكم

  16. #76
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    للفائدة : فتوى من أجمل ما قرأت وفيها تفصيل جيد وبسط ممتع


    الصفحة الرئيسة / فتاوى / فتاوى الموقع / الأذكار والأدعية / بدع الأدعية والأذكار
    الذكر الجماعي

    إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد
    تاريخ الإضافة: 19/02/2008 ميلادي - 11/2/1429 هجري
    زيارة: 215
    السؤال:
    فضيلة الشيخ/ خالد الرفاعي - حفظه الله،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    ما حكم الذِّكْر الجماعيِّ جملةً؟ وهل يُفهم مما ورد في "صحيحي البخاري ومسلم" مشروعيَّته؟

    وإذا كان مشروعاً؛ فبأيِّ صورةٍ؟ وما الصُّور التي فيها مخالفةٌ أو بدعةٌ؟ وما الصُّور التي ليست كذلك؟ وهل هناك فرقٌ بين "الذِّكْر الجماعي" و"الاجتماع على الذِّكر" في اللغة أو الاصطلاح، أو كليهما؟
    وهل يطلق على مجالس العلم في المسجد أو غيره مجالسَ ذِكْر؟ وماذا لو خُصِّصَ وقتٌ في أحد مجالس العلم للذِّكْر؟


    أفيدونا؛ بارك الله فيكم.
    الجواب:
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
    فأحبك الله الذي أحببتنا فيه، والله نسأل أن يرزقنا وإياك الفقه في الدين.

    واعلم - حفظك الله ورعاك -: أن من قواعد الشريعة أن العبادات مبناها على التوقُّف، وأنَّ كلَّ عبادةٍ لم تَرِدْ في كتاب الله ولا سُنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم - فهي مردودةٌ على صاحبها، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ أحدث في أمرنا ما ليس منه؛ فهو رَدٌّ))؛ متفق عليهٌ.

    وقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21].

    قال العلامة السَّعْدِيُّ في تفسيره: "من الشِّرك والبدع".
    والإِحْدَاثُ: قد يكون في توقيت العبادة، أو مكانها، أو حال صاحبها، أو كيفيتها؛ فمن أضاف قَيْدًا لعبادةٍ ما، لزمه الدليل، وإلا فقَيْدُهُ بِدْعَةٌ.

    فما شُرع التعبُّد به على وجه الاجتماع؛ كالجُمَع، والجماعات، والعيدَيْن، ومجالس العلم؛ فُعِلَ كذلك، وما شُرع الانفراد حال أدائه؛ كالذِّكْر وقراءة القرآن وصلاة الرَّوَاتِب؛ عُمِلَ كذلك.
    والذِّكْرُ من أعظم العبادات، فيلزم فيه الاتِّباع، وعدم إحداث كيفيَّاتٍ وقيودٍ معينة للذِّكْر لم تَرِد في الشريعة، كالذِّكْر بصوتٍ واحدٍ، أو بلحنٍ خاصٍّ للمناسبات، كما يفعل بعض الناس في الحج والعمرة والعيدَيْن.

    وقد اختلف أهل العلم في مشروعيَّة الذِّكر الجماعي – وهو ما يَنْطِقُ به الذَّاكِرون المجتمعون بصوتٍ واحدٍ، يوافق بعضهم بعضاً -:

    * فذهب بعض متأخِّري الشافعيَّة والحنابلة والصوفية إلى مشروعيَّته؛ واحتجُّوا بالأحاديث التي ورد فيها الترغيب في الاجتماع للذِّكْر، وبنصوص بعض الأئمة التي قد يُفهَم منها إجازة ذلك.

    فمن علماء الشافعية:
    - الشِّربينيُّ؛ الذي قالفي "مُغني المحتاج": "ولا بأس بالإدارة للقراءة، بأن يقرأ بعضُ الجماعة قطعةً، ثم البعضُ قطعةً بعدها، ولا بأس بترديد الآية للتدبُّر، ولا باجتماع الجماعة في القراءة، ولا بقراءته بالألحان".
    - وقال النوويُّ في "المجموع": "لا كراهة في قراءة الجماعة مجتمعين؛ بل هي مستحبَّةٌ، وكذا الإدارة".
    - لكن هذا الرأي يخالف قول الشافعي نفسه وكثير من علماء المذهب؛ حيث إن المنصوص عن الإمام الشافعي نفسه - رحمه الله تعالى–:أنه استحب الإسرار، والانفراد بالذكر؛ حيث قال في "الأم": "وأَختارُ للإمام والمأموم أن يذكرا الله بعد الانصراف من الصلاة، ويخفيان الذكر، إلا أن يكون إماماً يجب أن يُتعلَّم منه؛ فيَجْهر حتى يرى أنه قد تُعُلِّم منه، ثم يُسِرُّ، فإن الله - عزَّ وجلَّ -يقول: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء:110]، يعني - والله تعالى أعلم - الدعاء، ولا تجهر: ترفع. ولا تخافت: حتى لا تسمع نفسك".
    - وقال الأَذْرَعِيُّ -في "إصلاح المساجد": "حمل الشافعي - رضي الله عنه - أحاديث الجَهْر على مَنْ يريد التعليم".
    - وقال الزَّرْكَشِيُّ -: "السُّنة في سائر الأذكار الإِسْرار؛ إلا التَّلْبِيَةُ".

    ومن علماء الحنابلة الذين قالوا بمشروعية الاجتماع للذكر:
    - البُهُوتي؛ حيث قالفي "شرح منتهى الإرادات": "ولا تكره قراءة جماعةٍ بصوتٍ واحدٍ".
    - وقال ابن مُفْلِح في "الفروع": "ولو اجتمع القوم لقراءةٍ ودعاءٍ وذِكْرٍ، فعنه: أيُّ شيءٍ أحسن منه! وعنه: لا بأس. وعنه: مُحْدَثٌ. ونقل ابن منصور: ما أكرهُهُ إذا لم يجتمعوا على عَمْدٍ, إلا أن يُكْثِروا. قال ابن منصور: يعني يتخذوه عادةً. انتهى. ذكر المُصَنِّفُ في "آدابه الكبرى" نصوصاً كثيرةً عن الإمام أحمد، تدلُّ على استحباب الاجتماع للقَصَص, وقراءة القرآن, والذكر. قلتُ: الصواب أن يُرجع في ذلك إلى حال الإنسان, فإن كان يَحْصُلُ له بسبب ذلك ما لا يَحْصُلُ له بالانفراد، من الاتِّعاظ، والخشوع، ونحوه؛ كان أوْلى, وإلا فلا". اهـ.

    * وذهب الحنفيَّة والمالكية إلى كراهة الذِّكْر الجماعي، وعدُّوه من المُحْدَثَات، وهو روايةٌ عن أحمد، وقول كثيرٍ من الحنابلة.

    فمن الأحناف:
    - الكاساني؛ حيث قالفي كتاب "بدائع الصنائع "، عن أبي حنيفة - رحمه الله تعالى -: "إن رفع الصوت بالتَّكبير بدعةٌ في الأصل، لأنه ذِكْرٌ. والسُّنة في الأذكار المخَافَتَة؛ لقوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [ الأعراف: 55 ]، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير الدعاء الخفي))؛ ولذا فإنه أقرب إلى التضرُّع والأدب، وأَبعَدُ عن الرِّياء، فلا يُترك هذا الأصل إلا عند قيام الدليل المخصص".
    - وقال الخَادِمِيُّ في "البريقة المحمودية": "وكره أن يقرأ القرآن جماعةً؛ لأن فيه تركُ الاستماع والإنصات المأمور بهما، وقيل: لا بأس به، ولا بأس باجتماعهم على قراءة (الإخلاص) جهراً عند خَتْم القرآن، والأَوْلى أن يقرأ واحدٌ ويستمع الباقون".

    ومن علماء المالكيَّة:
    - ابن الحاجِّ؛ حيث قال في "المدخل": "إنه لم يختلف قول مالك - رحمه الله - في القراءة جماعةً والذِّكْر جماعةً؛ أنها من البِدَع المكروهة، على ما نقله عنه ابن رشد - رحمه الله - في "البيان والتحصيل".
    - وقال الخَرْشِيُّ في "شرح خليل": "وكره مالكٌ اجتماع القرَّاء، يقرؤون في سورةٍ واحدة، وقال: لم يكن من عمل الناس. ورآها بدعةً". وهو ما نصَّ عليه الإمام الطَّرْطُوشيُّ في "الحوادث والبدع".
    - وعن ابن وهبٍ قال: "قلتُ لمالك: أرأيتَ القوم يجتمعون، فيقرؤون جميعاً سورةً واحدةً حتى يختموها؟! فأنكر ذلك، وعابه، وقال: ليس هكذا تضيع الناس، إنما كان يقرأ الرجل على الآخر، يَعْرِضُهُ".
    - ونصَّ الشَّاطبيُّ في "الاعتصام" على أنه بدعةٌ إضافيَّةٌ.

    هذا؛ واحتجَّ من قال بالجواز بأدلةٍ، منها:
    - ما جاء في "الصحيح" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن لله - تعالى - ملائكةً سيَّارة فُضْلاً، يتبعون مجالس الذِّكْر، فإذا وجدوا مجلساً فيه ذِكْرٌ قعدوا معهم، وحفَّ بعضهم بعضاً بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا... يقول الله: قد غفرتُ لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا ... )).
    - ما جاء في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منهم)) الحديث.
    - ما رواه مسلمٌ والترمذيُّ والنَّسائي، من حديث معاوية بن أبي سفيان - ‏رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج على حَلْقَةٍ من أصحابه، فقال: ((ما يجلسُكُم؟)). قالوا: جلسنا نذكر الله - تعالى - ونحمده لما هدانا للإسلام، ومَنَّ علينا به. فقال: ((أتاني جبريل - عليه السلام - فأخبرني أن الله – تعالى - يباهي بكم الملائكة)).
    - ومنها: ما رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)).
    - وما رُوي عن عمر -رضي الله عنه- من أنه كان يكبِّر في قبَّتِهِ بمنى، فيسمعه أهل المسجد، فيكبِّرون، ويكبِّر أهل الأسواق، حتى ترتجُّ منًى تكبيراً"، أخرجه البخاري تعليقاً.

    والجواب عن ذلك:
    إن الأحاديث ليس فيها إلا مطلق الاجتماع للذِّكْر من مذاكرةِ عِلْمٍ، أو استماعٍ لقراءةٍ، أو تحدُّثٍ بما مَنَّ الله على عباده من النِّعم الكثيرة.. ونحو ذلك، وليس فيها دليل على مشروعية ما احتجوا به من الذِّكْر بصوتٍ واحدٍ مرتفعٍ؛ فهذا أمرٌ زائدٌ على ما ورد في الأحاديث.

    قال عطاء بن أبي رباح: "مجالس ‏الذِّكْر هي مجالس الحلال والحرام؛ أي: مجالس العلم"؛ رواه أبو نعيم في "الحِلْيَة".

    وقال الطرطوشي في "الحوادث والبدع": "هذه الآثار تقتضي جواز الاجتماع لقراءة القرآن الكريم على معنى الدرس له، والتعلُّم والمذاكرة، وذلك يكون بأن يقرأ المتعلم على المعلم، أو يقرأ المُعَلِّم على المُتَعَلِّم، أو يتساويا في العلم؛ فيقرأ أحدهما على الآخر على وجه المذاكرة والمدارسة، هكذا يكون التعليم والتعلُّم، دون القراءة معاً".

    وقد أجاب ابن الحاجِّ في "المدخل" على الاستدلال بتلك الأحاديث، فقال: "وروي عن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: لأن أجلس مع قومٍ يذكرون الله - سبحانه - من غُدْوَةٍ إلى طلوع الشمس، أحبّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس. وقال: هم يتحلَّقون الحِلَق، ويتعلمون القرآن والفقه. هذا تفسير خادم صاحب الشريعة - صلى الله عليه وسلم - فكيف يقابله تفسير متأخِّري هذا الزمان؟! وروي عن إبراهيم النَّخْعي - رحمه الله - أنه قال: لا يزال الفقيه يصلِّي؛ قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا تَلْقَاهُ إلا وذِكْر الله على لسانه، يُحِلُّ حلالا، ويُحَرِّمُ حراماً. قال الطرطوشي - رحمه الله -: وقد ظفرتُ بهذا المعنى في كتاب الله المهيمن؛ قال الله - تعالى - لهارون وموسى، لما بعثهما إلى فرعون: {وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} [طه: 42]، فسمَّى تبليغ الرسالة ذِكْراً، فعلى هذا يتحقَّق أنَّ حِلَق العلم، وما يتحاورون فيه في العلم، ويتراجعون من سؤالٍ وجوابٍ، أنها حِلَقُ الذِّكْر, وهذا قوله سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43]؛ يعني: أهل العلم والفقه". اهـ.

    قلتُ: وأيضاً سمَّى الله موعظة الإمام في خطبته يوم الجمعة ذِكْراً؛ فقال سبحانه: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9]، وهو قول مجاهد وسعيد بن المسيب وغيرهما؛ ويدلُّ على أن الذِّكْر في الآية بمعنى الخُطْبَة سببَ الورود.

    وقال الإمام الشَّاطبيُّ في "الاعتصام": "قال: إذا نَدَبَ الشَّرع إلى ذكر الله، فالتزم قومٌ الاجتماع عليه على لسانٍ واحد، وصوتٍ واحد؛ لم يكن في نَدْبِ الشَّرع ما يدلُّ على هذا التَّخصيص الملتَزَم; لأن التزام الأمور غير اللازمة يُفهَم على أنه تشريعٌ, وخصوصاً مع مَنْ يُقتدى به في مجامع الناس كالمساجد, فإذا أُظهِرَتْ هذا الإظهار، ووُضِعَت في المساجد كسائر الشعائر – كالأذان، وصلاة العيدَيْن والكسوف - فُهِمَ منها - بلا شكٍّ - أنها سُنَّةٌ، إن لم تفهم منها الفَرْضِيَّة! فلم يتناولها الدليل المستَدَلُّ به؛ فصارت - من هذه الجهة - بِدعاً مُحْدَثَةً".

    أما أَثَر عمر – رضي الله عنه - فمعناه: أنهم لما كانوا يسمعون تكبيرَهُ، فيذكِّرهم التكبير، فيكبِّرون، كلٌّ بمفرده، وليس فيه أيضا أنهم قصدوا الاجتماع على التكبير بصوت واحد؛ ويؤيد هذا الفهم؛ ما صحَّ عن الصحابة من النهي والإنكار على الذكر الجماعي؛ فقد روى ابن وضَّاح بسنده إلى أبي عثمان النهدي قال: "كتب عاملٌ لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إليه: أن هاهنا قوماً يجتمعون، فيَدْعُون للمسلمين وللأمير؛ فَكَتَبَ إليه عمر: أَقبِل وأَقبِل بهم معك؛ فأقبل، فقال عمر للبوَّاب: أعِدَّ سوطاً. فلما دخلوا على عمر، أقبل على أميرهم ضرباً بالسوط، فقلت: يا أمير المؤمنين، إننا لسنا أولئك الذي يعني، أولئك قوم يأتون من قِبَل المشرق".

    وروى الدارميُّ بسندٍ صحيح وابن وَضَّاح في "البِدَع" عن أبي البَخْتَرِيِّ قال: "أخبر رجلٌ ابنَ مسعود - رضي الله عنه - أن قوماً يجلسون في المسجد بعد المغرب، فيهم رجلٌ يقول: كبِّروا الله كذا، وسبِّحوا الله كذا وكذا، واحمدوه كذا وكذا. قال عبدالله: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني، فأخبرني بمجلسهم. فلما جلسوا، أتاه الرجل، فأخبره. فجاء عبدالله بن مسعود، فقال: والذي لا إله إلا غيره، لقد جئتم ببدعةٍ ظلماء، أو قد فَضلتُم أصحاب محمدٍ عِلماً. فقال عمرو بن عتبة: نستغفرُ الله. فقال: عليكم الطريق فالزموه، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لتضلُّن ضلالاً بعيداً".

    وقد روى ابن أبي شيبة في "المصنَّف"، وابن وَضَّاح بسَنَدٍ صحيحٍ، عن عبدالله بن الْخَبَّابِ قال: "بينما نحن في المسجد، ونحن جلوسٌ مع قومٍ، نقرأ السجدة ونبكي؛ فأرسل إليَّ أبي. فوجدته قد احتجز معه هراوةً له. فأقبل عليَّ. فقلت: يا أبت ! ما لي ما لي ؟! قال: ألم أركَ جالساً مع العمالقة؟ ثم قال: هذا قرنٌ خارجٌ الآن".

    وبهذا البيان يُعْلَم أن هناك فارقاً بين الاجتماع على الذكر، والذكر الجماعي؛ فالاجتماع على الذكر مندوب إليه، بخلاف الذكر الجماعي فإنه محدث لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - هو ولا أصحابه الكِرَام، ولا نُقل عن أحدٍ من القرون المشهود لهم بالخيرية، ولو كان خيراً لسبقونا إليه؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم يقرأ، والناس يستمعون. وكان عمر يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا. فيقرأ وهم يستمعون لقراءته"

    أما تخصيص وقت فيمجالس العلم للذِّكْر، فقد مر بك دلالة القرآن العظيم على أن الفِقه والوَعظ والتَّحديث وما شابه يسمى ذكراً حقيقة لا مجازاً، وإن كان يشرع أن يخصص وقت في المجلس يَذْكُر الحضور فيه ربهم سراً، أو يقرأ أحدهم القرآن ويستمع الآخرون؛ كما صح عن الصحابة، ولكن بغير أن يذكروا الله بصوت واحد ولا يجهر بعضهم على بعض؛ ففي "الصحيحين" عن أبى موسى الأشعري - رضي الله عنه – قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنا إذا أشرفنا على وادٍ هلَّلنا وكبَّرنا ارتفعت أصواتنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم –: ((يا أيها الناس، ارْبَعُوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده)) وروى النسائي في الكبرى وغيره عن رجل من الأنصار قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –:((إنه ليس من مصل إلا وهو يناجي ربه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن)).

    قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى": "الاجتماع لذِكْر الله، واستماع كتابه، والدعاء، عملٌ صالحٌ، وهو من أفضل القُرُبات والعبادات في الأوقات ... لكن ينبغي أن يكون هذا - أحياناً - في بعض الأوقات والأمكنة؛ فلا يُجْعَل سُنَّةً راتبةً يُحافظ عليها إلا ما سنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المداومة عليه في الجماعات؛ من الصلوات الخمس في الجماعات، ومن الجُمُعات والأعياد .. ونحو ذلك".

    وقال: "أما محافظة الإنسان على أورادٍ له من الصلاة، أو القراءة، أو الذِّكْر، أو الدعاء طَرَفَي النهار وزلفاً من الليل، وغير ذلك؛ فهذا سُنَّة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - والصالحين من عباد الله قديمًا وحديثًا، فما سُنَّ عَمَلُهُ على وجه الاجتماع - كالمكتوبات - فُعِلَ كذلك، وما سُنَّ المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد؛ عُمِلَ كذلك".

    وقال: "لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتِّباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحرَّاه المتحرِّي من الذِّكْر والدعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة"

    وقال: "ليس لأحد أن يسنَّ للناس نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادةً راتبةً، يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس؛ بل هذا ابتداعُ دينٍ لم يأذن الله به"
    وقال - رحمه الله -: "فقراءة القرآن كلُّ واحدٍ على حِدَتِهِ أفضلُ من قراءته مجتمعين بصوتٍ واحد، فإن هذه تسمَّى (قراءة الإدارة)، وقد كرهها طوائفٌ من أهل العلم".

    وقال: "والاجتماع على القراءة والذِّكْر والدعاء حَسَنٌ, إذا لم يتخذ سُنَّةً راتبةً، ولا اقترن ببدعة".اهـ، والله أعلم.


    http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDe...x?FatwaID=2499

  17. #77
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    الخلاف في هذه المسألة معروف و موجود و لا داعي لهذه الحدّة في النقاش. و طريقة القراءة بصوت واحد أثبتت مفعوليتها و كثير من الناس حفظ القرآن بها و قد حثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على تعهد القرآن و قد تكون هذه الطريقة من التعهد الذي أمرنا به رسولنا. و أظهر استدلال المانعين بقضية عدم الفعل أو ترك النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه لهذه الطريقة و معروف بأن الاستدلال بالترك من أضعف الأدلة عند الأصوليين و الله أعلم

  18. #78

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    رسالة حكم قراءة القرآن جماعة للشيخ بن حنفية العابدين الجزائري
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=81656

  19. #79

    افتراضي رد: ما حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد

    و للشيخ عبد الوهاب مهية كتاب "تبشير أهل الطاعة بمشروعية الذكر و قراءة القرآن جماعة"
    و هو مطبوع و متداول .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •